المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السراقيـــــــــــــــــــــن



بدرالدين أحمد موسى
02-04-2011, 01:26 AM
السرقة أنواع وبما أن الصفة تتبع الموصوف فان السراقين كمان أنواع .. منهم سراقين البيوت .. و البنوك .. و الأراضى .. و الشرائط ..و القلوب .. و الأفكار .. و البوستات .. و الأشعار .. و الأغانى .. و الدكاكين و غيرها كثير ..

أخواننا ناس القانون قاعدين يعملوا ليها تكييف قانونى حسب الحالة .. فمنها السرقة باكراه .. و الكسر .. و الأختلاس .. و الأحتيال .. و التراضى ( الرشوة) .. و دائما القانون لا يحمى المغفلين خصوصا عند سرقة القلوب ..

الشاهد أن كل تلك السرقات و بالتالى السراقين يؤثرون سلبا على المجتمع الا من تاب و آمن و عمل صالحا !!

نتناول تلك السرقات كل على حده .. و نزكز على السرقات التى تتم مصحوبة بمقدار من الذكاء و نترفع عن الحديث عن سرقة النفس التى حرم الله قتلها الا بالحق ..

مع التنويه الى أن الأسماء المذكورة فى أنواع السرقات ليست بالضرورة حقيقية بالرغم من امكانية تطابق الروايات مع تجارب الآخرين .

بدرالدين أحمد موسى
02-04-2011, 01:27 AM
سرقة بنك فى الزمن الجميل بدون أى مظاهر عنف


مفتاح الحرامية قرر يسرق بنك باركليز فى مدنى .. و شوهد يتردد على البنك بما يوحى بأنه يقوم بدراسة متأنية لوضع الخطة المناسبة لسرقة البنك ..

على أياميها ماكان فى كاميرات مراقبة و لا هواتف نقالة بى كاميرات .. و اللى عاوز يتصور ماعند حل غير يمشى استديو أناقة ..

المهم صاحبنا درس المبنى و مواعيد دخول و خروج الموظفين و الحراس .. و كان زمان فى حاجة اسمها السوارى و لمزيد من الشرح لى ناس الشهادة العربية , السوارى ديل زى نظام العسس فى الخليج ( زمان) لكن السوارى عندنا عسكر راكبين حصين كانوا بيحرسوا السوق و البنوك من التعدى .. يعنى زى الدوريات و ناس كندورة ..

ناس المباحث بلغهم أنو صاحبنا بيحوم حول البنك .. قاموا كثفوا عليهو الحراسة .. و عملوا حراسة بى ورديتين فى كل وردية 12 عسكرى مسلح .

الساعة 11 مساءا قبل مواعيد تغيير الوردية الأولى بى ساعة صاحبنا جاء معاه 12 عسكرى مسلح راكبين كومر الشرطة و قاموا بتغيير الوردية .. خلال ساعة الا ربع صاحبنا و جماعتو سرقوا البنك و رجعوا أخذوا مواقعهم فى الحراسة ..
الساعة 12 جات الوردية الحقيقية و استلمت من جماعة صاحبنا ..

و كانت هذه أول سرقة بنك تدرس فى كلية الشرطة ...

و نلتقى فى اللى جاى

عزالدين
02-04-2011, 07:05 AM
بس ما تقول لى بعدها اتمسك ؟؟

mahagoub
02-04-2011, 08:14 PM
بس ما تقول لى بعدها اتمسك ؟؟

الحكى ليهم التفاصيل منو ؟؟

عزالدين
02-04-2011, 08:51 PM
الحكى ليهم التفاصيل منو ؟؟

حرم فاتت علي
غايتو جنس غايتو

ايمن عبد الله
02-04-2011, 11:13 PM
يا حليل سرقة زمان يا بدر ..


كان ليها طعم !!



هسة الحرامية بقو تافهين ..


بسرقو قوت الشعب .. ومال الشعب

الجندي المجهول
02-04-2011, 11:24 PM
موضوع جميل ،،

وجاي احكي ليكم سرقة باذن الله من نوع غريب جدا

سلام

بدرالدين أحمد موسى
03-04-2011, 03:00 AM
أكيد اتمسك يا عزالدين و الا كانت الجريمة الكاملة !!

تحياتى

بدرالدين أحمد موسى
03-04-2011, 03:04 AM
الحكى ليهم التفاصيل منو ؟؟

طبعا بعد ما اتمسك يا شيخ محجوب حكى القصة .. و كمان من طرف سرقات البنوك بذكاء . يقال انو فى يوم قرر يسرق بنك و اختار ليهو يوم فيهو حولية .. جماعته تسللوا الى داخل البنك معاهم ( مرزبة) و مع كل طرقة فى النوبة تعمل المرزبة فى جدار الخزنة و قبل نهاية الحولية كانت الخزنة مسروقة !!

تحياتى

تحياتى

عزالدين
03-04-2011, 06:24 AM
فى الزمن الماضى وهذه قصة حقيقية مائة فى المائة سمعتها من منفذها سمع اضان
ذكر لى هذا الرجل انه كان هناك تاجر فى القرية التى يسكنها يتصف بالامانة وكل
اهل القرية ياتون ليه بمدخراتهم ليحفظها
قرر محدثى وصاحبة ان يسرقا هذا التاجر والذى يتصف ايضا بالنوم الخفيق يعنى اقل
حركة تصحية وكان متجره من المتاجر المؤمنة جدا وسقفه من حديد الزنك وما ادراك
مالزنك فى ذلك الزمان
تم وضع الخطة وهى على تلاتة ليالى
فى اليوم الاول كانت الخطة انت ياتو بكديس ويرمون به اعلى المتجر وكان ذلك فاصدرت حركة الكديس
على الزنك اصواتا ازعجت صاحب المتجر وفعلا كما توقع محدثى قام ذلك التاجر بجولة حول المتجر
ونزل الكديس ورجع التاجر الى مرقده يلعن ابو الكديس الذى ازعجه رجع محدثى البيت وكرر العملية
فى اليوم الثانى وتكرر السناريو مرة اخرى
وفى اليوم الثالث كان هم من يصدر الاصوات اعلى المتجر وبكل حذر ونفذت الخطة كما هى دون تدخل صاحب المتجر الذى
اعتقد ايضا ان الاصوات صادره من ذلك الكديس الملعون
ولم يتم الكشف عن هذه السرقة الا بعد ان ارجع محدثى الاموال الى صاحب المتجر بسبب انها اموال اهل القرية
ولايريد ان يحمل كل هذا الكم الهائل من اللعنات والدعوات عليه

بدرالدين أحمد موسى
03-04-2011, 11:28 AM
يا حليل سرقة زمان يا بدر ..


كان ليها طعم !!



هسة الحرامية بقو تافهين ..


بسرقو قوت الشعب .. ومال الشعب

ديلك يا أيمن اسمهم السراقين .. لكن ديل اسمهم النهابين ..!!

تحياتى

بدرالدين أحمد موسى
03-04-2011, 11:30 AM
موضوع جميل ،،

وجاي احكي ليكم سرقة باذن الله من نوع غريب جدا

سلام

و نحن فى الأنتظار يا الجندى .. و بين هذا وذاك نستمر فى السرد قريبا ان شاء الله !!

تحياتى

moh_alnour
04-04-2011, 03:20 AM
قصة بنك باركليز الشهيرة و صاحبها ( عباس ) كانت على صفحات هذا المنتدى
بقلم عمنا و أستاذنا أبو نبيل و لكنها ذهبت مع الرياح في أحداث السيول الأخيرة التي إجتاحت المنتدى
منتظرين بقية الحكاوي أخي بدر الدين

بدرالدين أحمد موسى
04-04-2011, 11:50 AM
فى الزمن الماضى وهذه قصة حقيقية مائة فى المائة سمعتها من منفذها سمع اضان
ذكر لى هذا الرجل انه كان هناك تاجر فى القرية التى يسكنها يتصف بالامانة وكل
اهل القرية ياتون ليه بمدخراتهم ليحفظها
قرر محدثى وصاحبة ان يسرقا هذا التاجر والذى يتصف ايضا بالنوم الخفيق يعنى اقل
حركة تصحية وكان متجره من المتاجر المؤمنة جدا وسقفه من حديد الزنك وما ادراك
مالزنك فى ذلك الزمان
تم وضع الخطة وهى على تلاتة ليالى
فى اليوم الاول كانت الخطة انت ياتو بكديس ويرمون به اعلى المتجر وكان ذلك فاصدرت حركة الكديس
على الزنك اصواتا ازعجت صاحب المتجر وفعلا كما توقع محدثى قام ذلك التاجر بجولة حول المتجر
ونزل الكديس ورجع التاجر الى مرقده يلعن ابو الكديس الذى ازعجه رجع محدثى البيت وكرر العملية
فى اليوم الثانى وتكرر السناريو مرة اخرى
وفى اليوم الثالث كان هم من يصدر الاصوات اعلى المتجر وبكل حذر ونفذت الخطة كما هى دون تدخل صاحب المتجر الذى
اعتقد ايضا ان الاصوات صادره من ذلك الكديس الملعون
ولم يتم الكشف عن هذه السرقة الا بعد ان ارجع محدثى الاموال الى صاحب المتجر بسبب انها اموال اهل القرية
ولايريد ان يحمل كل هذا الكم الهائل من اللعنات والدعوات عليه


تشكر يا عزالدين على الأضافة و فعلا سرقة طريفة .

تحياتى

بدرالدين أحمد موسى
04-04-2011, 11:51 AM
قصة بنك باركليز الشهيرة و صاحبها ( عباس ) كانت على صفحات هذا المنتدى
بقلم عمنا و أستاذنا أبو نبيل و لكنها ذهبت مع الرياح في أحداث السيول الأخيرة التي إجتاحت المنتدى
منتظرين بقية الحكاوي أخي بدر الدين


محمد النور

أخبارك مقطوعة هاتفيا .. عسى ما شر .. تسلم يا الحبيب

تحياتى

بدرالدين أحمد موسى
04-04-2011, 09:20 PM
سرقات البيوت .. بالفنية القاضية

قديما كان الحرامية يسطون على البيوت بالقفز من فوق السور بعد استكشاف آنى للوضع داخل المنزل للتأكد من خلوه من أصحابه أو التأكد أنهم نيام ..

ثم تطورت السرقة نوعا ما و أصبح هنالك مراقبون للبيت خلال اليوم و لا مانع من وجود نضرجى أثناء السرقة قبل أن تتطور الى حمل وسائل دفاع فتاكة وصلت حد السلاح النارى فى بعض الأحيان ..

حديثا أصبحت السرقات تتم من خلال التخطيط و المراقبة قبل التنفيذ مع مراعاة الهدوء قدر الأمكان ..

صاحب المنزل تاجر متزوج و لديه 3 بنات منغنغات بأحلى أنواع الحلى الذهبية ..بعد مراقبة لروتين الرجل اتضح أنه يوم الخميس يقضى سهرته مع أسرته خارج المنزل و يعودون فى الساعات الأولى من الصباح ..

فى اليوم المعلوم أوقف السراقين سيارتيهم الفارهتين على مقربة من منزل التاجر و انتظروا الى حين مغادرته مع أسره فى سهرتهم الأسبوعية المعتادة .. تبعته احدى تلك السيارات و رابضت بالقرب منه دون أن يشعر و صعدت المجموعة من السيارة الثانية و قامت بالتنفيذ بكل الهدوء بحكم أنهم على اتصال مباشر مع النضرجى من خلال الجوال .. و عندما عاد الرجل الى داره اتضح له أنه فقد كل مجوهرات زوجته و بناته !

و مع تطور الفكر الأجرامى .. سافر أحد سكان الفلل فى اجازة قصيرة .. و استغل السراقين قلة التعارف بين الجيران كما هو الحال هذه الأيام و فى صباح اليوم التالى جاءوا بشاحنة و مجموعة عمال و أوقفوا الشاحنة داخل حوش الفيلا و قاموا بتحميل كل المحتويات فى هدوء تام و لم ينسوا أن يقفلوا الباب خلفهم ووضع لوحة عليها للأيجار !

عندما عاد صاحب الفيلا اكتشف السرقة فاتجه الى أقرب جيرانه متسائلا عما حدث . فأبلغه الجار أن مجموعة قد قامت بنقل الأثاث جهارا نهارا وعندما سألهم الجار قالوا أن صاحب الفيلا قد قرر الرحيل ..

و نلتقى فى سرقات قادمات

بدرالدين أحمد موسى
10-04-2011, 11:10 PM
لكن ما بالغت ياود الكريبة


قديما كانت شبابيك المنازل يحكم اغلاقها من خلال وضع سيخ طولى لمنع الحرامية من دخول المنزل .فى مدنى كان فى ولد صغير الحجم كبير السن اسمو كريبة .. وكان الحرامية يستغلونه للدخول من خلال تلك السبابيك و يقوم بمناولتهم محتويات المنزل طبعا باستثناء الأجهزة الكهربائية التى لم تكن متوفرة وقتها !!

و قد تم استغلال هذا الكريبة فى سرقة أحد الدكاكين بذكاء .. فقد قام كريبة بالدخول للدكان قبل الأغلاق مستغلا صغر حجمه دون أن يراه صاحب الدكان .. و أقام بداخله طوال الليل .. و قام بفتح الدرج و الأستحواذ على كل المال ..وعندما فتح الدكان فى اليوم التالى تسلل بنفس الطريقة الى خارج الدكان .. ما زال صاحب الدكان يشك فى أبناءئه ظنا منه أن أحدهم قد استحوذ على المفتاح ليلا و استولى على المال ..

و طور السراقين اقتحام الدكاكين دون اكراه .. فقد تفتق ذهن هذا الكريبة أن قام بمراقبة سلوك تاجر الأجمالى .. و لاحظ أن الرجل عندما يفتح دكانه باكرا يضع القفل دون اغلاق على الحديدة التى تستخدم لأغلاق الدكان .. فقام أولا بسرقة المفاتيح من صاحب الدكان .. ليكتشف الرجل أن المفاتيح مفقودة و ليقوم بشراء قفل جديد .. ثم قام هذا الكريبة بشراء قفل مماثل و قام بتغيير الأقفال مستغلا العادة السيئة لأصحاب الدكاكين و المتمثلة فى تعليق القفل دون اعلاق على ( رزة) الدكان ..

و بعد أن غادر صاحب الدكان المحل قام باغلاق القفل ( اللى مفاتيحه مع كريبه ) ليعود هذا الكريبة و يقوم بفتح الدكان و يأخذ كل المال ثم يقوم بقفل المحل بالقفل الأصلى و اللى مفاتيحه مع صاحب الدكان ..

ليقوم صاحبنا بفتح الدكان و يكتشف اختفاء أمواله و لا يستطيع أن يتهم أحدا لأنو سافر فى عزاء و عاد صباح اليوم التالى و لم يفارق مفاتيحه حتى العودة !!

طبعا بتاع الدكان .. بقى بيفط سطر !!

و نتلاقى قدام

آلاء عبد الرحمن
11-04-2011, 12:02 AM
والله قصص مبالغة ضحكتني بتاعت الناس الرحلو ديل ^_^
ومنتظرينكم

moh_alnour
11-04-2011, 03:06 AM
و نتلاقى قدام

في الرملة الدُقاق ولا في شاليهات المنطقة الشرقية ؟ :rolleyes:
على العموم منتظرين يا بدر الدين

بت أم درمان
11-04-2011, 08:49 AM
سرقات البيوت .. بالفنية القاضية

و مع تطور الفكر الأجرامى .. سافر أحد سكان الفلل فى اجازة قصيرة .. و استغل السراقين قلة التعارف بين الجيران كما هو الحال هذه الأيام و فى صباح اليوم التالى جاءوا بشاحنة و مجموعة عمال و أوقفوا الشاحنة داخل حوش الفيلا و قاموا بتحميل كل المحتويات فى هدوء تام و لم ينسوا أن يقفلوا الباب خلفهم ووضع لوحة عليها للأيجار !
[/COLOR][/SIZE][/B]

سبحان الله
قبل سنتين بالضبط
صديقتي سعودية حصل معاهم نفس موقف السرقة دا
طبعا هم سافرو جدة كم يوم
و لما رجعو لقو كل الكهربائيات مسروقة
لاب توبات شاشات تلاجة وبعض الحاجات الثمينة
مجالس
وفعلا سألو جيرانهم
قالو جا واحد معاهو عمال وقال هو عمكم قال انتو رحلتو
وكلفتوه يرسل ليكم الاغراض دي

وطبعا للأن ما قدرو يوصلو لي شي

تحياتي اخ بدر الدين

ذكرتني بي قصص رجل المستحيل
وأجاثا كريستي
طبعا اجاثا كل قصصها بالشكل دا
تخــــــــــــــــــــــوف عديل اذا الزول انسجم معاها

بت أم درمان
11-04-2011, 08:54 AM
لكن ما بالغت ياود الكريبة



طبعا بتاع الدكان .. بقى بيفط سطر !!

و نتلاقى قدام

فظيع لكن كريبة
بالغ جد مع سيد الدكان ههههههه

بدرالدين أحمد موسى
15-04-2011, 02:24 PM
والله قصص مبالغة ضحكتني بتاعت الناس الرحلو ديل ^_^
ومنتظرينكم

تسلمى يا آلاء .. و صدقينى كل القصص دى واقعية !!

تحياتى

بدرالدين أحمد موسى
15-04-2011, 02:25 PM
في الرملة الدُقاق ولا في شاليهات المنطقة الشرقية ؟ :rolleyes:
على العموم منتظرين يا بدر الدين

محمد النور يا رائع

أعتذر منك يا عزيز و نتلاقى فى رمال الشرقية قريبا برجاء !

تحياتى

بدرالدين أحمد موسى
15-04-2011, 02:27 PM
سبحان الله
قبل سنتين بالضبط
صديقتي سعودية حصل معاهم نفس موقف السرقة دا
طبعا هم سافرو جدة كم يوم
و لما رجعو لقو كل الكهربائيات مسروقة
لاب توبات شاشات تلاجة وبعض الحاجات الثمينة
مجالس
وفعلا سألو جيرانهم
قالو جا واحد معاهو عمال وقال هو عمكم قال انتو رحلتو
وكلفتوه يرسل ليكم الاغراض دي

وطبعا للأن ما قدرو يوصلو لي شي

تحياتي اخ بدر الدين

ذكرتني بي قصص رجل المستحيل
وأجاثا كريستي
طبعا اجاثا كل قصصها بالشكل دا
تخــــــــــــــــــــــوف عديل اذا الزول انسجم معاها

اهو كلو بتقيد ضد مجهول .. و يقولوا ليك مافى جريمة كاملة .. و أنا أقول .. بل هنالك جرائم كاملة !

تحياتى

بدرالدين أحمد موسى
15-04-2011, 02:28 PM
فظيع لكن كريبة
بالغ جد مع سيد الدكان ههههههه

نفسى أعرف يا بت أم درمان .. كريبة ده الليلة وين !!

تحياتى

سوباوي
15-04-2011, 09:14 PM
الموقر .. بدر الدين أحمد موسى ..

شكراً أخي بدر الدين على هذا البوست الجميل والذي أدوام على كل مداخلاته ..

وأود أن أعود بك لأول قصة في هذا الخيط وهي قصة سرقة بنك باركليز

والتي أتت تفاصيلها كاملة على صحيفة السوداني بقلم الصحفي ياسر ود النعمة

وللأمانة أنا لم أقرأها على صحيفة السوداني ولكنني أطلعت عليها في مواقع على النت

نقلاً عن صحيفة السوداني بقلم ياسر ود النعمة الذي أورد أن تفاصيل هذه القصة قد أتى

بها من شخصيات عايشت عباس باركليز وبعضها على لسان عباس شخصياً .. تحمل

تلك الرواية يا بدر كثير من التوثيقات وتفاصيل المدينة التي من المهم جداً أن يتعرف عليها

الجيل الحالي .. فأود أن أستأذنك يا عزيزي في أنزال القصة كاملة في هذا البوست كما أوردتها

صحيفة السوداني.

وتقبل تحياتي ومؤكد تقديري ،،،

بدرالدين أحمد موسى
16-04-2011, 01:45 AM
الموقر .. بدر الدين أحمد موسى ..

شكراً أخي بدر الدين على هذا البوست الجميل والذي أدوام على كل مداخلاته ..

وأود أن أعود بك لأول قصة في هذا الخيط وهي قصة سرقة بنك باركليز

والتي أتت تفاصيلها كاملة على صحيفة السوداني بقلم الصحفي ياسر ود النعمة

وللأمانة أنا لم أقرأها على صحيفة السوداني ولكنني أطلعت عليها في مواقع على النت

نقلاً عن صحيفة السوداني بقلم ياسر ود النعمة الذي أورد أن تفاصيل هذه القصة قد أتى

بها من شخصيات عايشت عباس باركليز وبعضها على لسان عباس شخصياً .. تحمل

تلك الرواية يا بدر كثير من التوثيقات وتفاصيل المدينة التي من المهم جداً أن يتعرف عليها

الجيل الحالي .. فأود أن أستأذنك يا عزيزي في أنزال القصة كاملة في هذا البوست كما أوردتها

صحيفة السوداني.

وتقبل تحياتي ومؤكد تقديري ،،،

أخى سوباوى

إعتبر البوست بوستك و شكرا مقدما على الإضافة . بس حاول تنزلها وراء بعض حتى لا يختلج التسلسل ! أنا بنزل الحلقة كاملة و فى صفحة واحدة .

تحياتى

بدرالدين أحمد موسى
16-04-2011, 01:47 AM
إحتيال على الشعوذة . أعقلها و توكل . و تانى ما تغلط

الشعوذة فى حد ذاتها إحتيال فما بالكم بمن يحتال بإدعاء الشعوذة . إثنين كانوا شغالين فى البريد و البرق تخصص برقيات .. و لما تجى بت حلوة تلقاهم بيوصفوا بى لغة الإبراق دون أن يدرى أحد من الزبائن .. و لسوء الإستخدام جرى فصلهم إثر إدانتهم بجريمة أخلاقية ..

تفتقت عقليتهم الإجرامية عن إستخدام خبرتهم فى النصب على خلق الله .. واحد شيخ .. و التانى حوار .. الحوار قاعد فى غرفة فى أول البيت .. تمشى مشوار لحد نهاية الحوش عشان تخش على الشيخ . أول ما تجى الضحية بتقابل الحوار يأخذ كل المعلومات عن الضحية .. الإسم و محل السكن و الغرض من الزيارة إلخ .. و طبعا كل المعلومات تنقل برقيا للشيخ ..

أول ما تدخل الضحية . يبدأ الشيخ فى سرد السيرة الذاتية .. عليك أمان الله قالوا ليك الواحدة كان قالوا ليها أضبحى واحد من أولادك ما تتردد.. و المعروف أنهم بيتنقلوا من بلد إلى آخر و يعيثوا فسادا فى خلق الله .. قبضوهم فى كمين و ريحونا منهم .

إعقلها و توكل

حِبَيْبِى لم القريشنات ماشى الخرتوم يشترى ليهو قطعة أرض من واحد مزنوووق .. قطع بص الجزيرة المخصوص .. و ده كان بيقوم بعد صلاة الفجر مباشرة .. الساعة تمانية إنت فى الخرطوم .. طابى شنِيْطْته الفيها الغله .. قال أخير أصلى و بعد داك أركب البص . خته الشنطة قدامو و كبر . أنهى الركعة الأولى .. و مع بداية الركعة التانية .. لزاهوا واحد من وراه و كبر .. صاحبى إتقدم خطوتين وواصل صلاته .. أنهى الصلاة و سلم .. يمين .. ما شاف زول .. شمال .. ما لقى زول .. إتلفت وراهو .. لا زول لا شنطة .. رجع القسم الأوسط و فتح بلاغ .. أقفل للتقادم .

بتاع المكيفات إختفى

الراجل و هو راجع من العمل شاهد سيارة لصيانة الأجهزة الكهربائية متوقفة أمام البناية التى يقطنها .. و رأى العمال يحملون مكيفات من بيت جارهم ..


سالهم ان كانو يقومون بصيانة المكيفات فردوا بالأيجاب .. حينها قام بادخالهم بيته و قاموا بتحميل جميع مكيفات منزله بغرض الصيانة .. و لم ينس أن يأخذ كرت العمال و عليه اسم المؤسسة و رقم الهاتف .. ووعدوه أن يأتو بالمكيفات فى اليوم التالى ..

عند العصر عاد جاره و هاله أن يجد بابه مفتوحا و أن المكيفات قد أخذت من منزله فاستنجد بجاره عله يجد ردا على تساؤله .. و قد كان أن أبلغه الجار بأن العمال قد أخذوا مكيفاته للصيانة و أنه قد أضاف اليهم مكيفاته .. و بدأت الأتهامات بينهما .. كل منهما يلقى باللائمة على الآخر و انتهى الأمر بفتح بلاغ المتهم الأول فيه الجار قبل أن يتحول إلى بلاغ ضد مجهول

و نلتقى

moh_alnour
16-04-2011, 01:57 AM
على ما أذكر أن قصة مرفودي البريد والبرق هذه سمعتها عبر برنامج الشرطة
الذي كان يٌقدم في تلفزيون الجزيرة بواسطة النقيب شرطة الدكتور عبد المحسن
فقد كان يقوم بتنوير المواطنين و تنبيههم لحِيل المجرمين
أما صاحب الأرض هذا فأعتقد بأنه وقع ضحية مجرم حريف صاحب فكر إجرامي عااااالي
شكرا ً بدر الدين
همسة : ح أجي المنطقة الشرقية قريب بغرض إستخراج شهادة ميلاد إبننا ( ذي يزن ) من أحوال القطيف
و ربما لو توفقت في حجز الطيران أجي و أرجع في نفس اليوم لكن بينا إتصال إن شاء الله

سوباوي
16-04-2011, 02:32 AM
يرويها ك ياسر ود النعمة - صحيفة السوداني :

هذه القصة الحقيقية والتي وقعت عام 1955م في فصل الخريف بمدينة ود مدني والتي سنحكي لكم

تفاصيلها الكاملة بعد أن تلقينا معلومات مؤكدة من عدد كبير عاصروا تلك الفترة، وذلك الحدث الذي

اهتزت له مدينة ود مدني وعم كل مدن السودان فاهتز الوطن وارتجت له كل مراكز الشرطة في مقدمتها

شرطة مديرية النيل الأزرق آنذاك والتي كان على سنامها الكمندان (لويس سدرة).. والقصة تتلخص في

عملية سطو على بنك باركليز d.c.o فرع مدني نفذها بنجاح كبير وبنسبة (100%) أو أكثر من ذلك

بطلها الحقيقي (عباس باركليز) وهو من قبيلة الدناقلة وكان معه عدد مقدر من المنفذين للعملية اتفق معهم

على تنفيذ هذه السرقة التي لم يسبقه عليها أحد.

ولأن تفاصيل القصة مثيرة جداً قصدنا أن نبدأ منذ أن غادر (عباس باركليز) مدينة بورتسودان موطنه

الذي ولد فيه وترعرع إلى أن وصل عمره اثني عشر عاماً بديم النور حلة الشريف.. كان عباس مغامراً

من الدرجة الممتازة رغم صغر سنه آنذاك فقد بدأ خروجه من مدينة الثغر عبر باخرة كبيرة تخبأ بداخل

دورة المياه دون أن يعرف وجهتها.. تحركت الباخرة وأبحرت في مياه البحر الأحمر وغادرت ميناء

بورتسودان فخرج من مخبئه وبدأ يتجول داخلها من مكان إلى آخر ولمدة أيام كثيرة كان يتناول طعامه من

بقايا الركاب دون أن يأبه بأحد وكان دائماً ما يخبيء نفسه من طاقم الباخرة خشية بأن يسألونه عن جواز

سفره أو أي سؤال قد يدخله في حرج.. استمر على هذا الوضع إلى أن رست هذه الباخرة بأحد موانيء

الولايات المتحدة الأمريكية وعندما هبط الركاب لإنهاء إجراءات سفرهم بأوراقهم الثبوتية خرج عباس من

جملتهم لكنه لا يحمل أي مستند يثبت هويته.. استغرب رجال الجوازات الأمريكان على جرأة هذا الصبي

الذي لا يتعدى عمره الاثنتي عشرة سنة ولا يحمل ما يثبت جنسيته.. ظلوا يتفاكرون في أمره إلى أن عم

الخبر كل الولايات الأمريكية إلى أن تقدمت إحدى المنظمات الطوعية والتي أبدت رغبتها بأن تؤويه

فتعهدوا للسلطات الأمنية بذلك ثم أخذوه إلى مقرهم وبدأوا يسألونه عن هويته وعن الكيفية التي أدخلته

الباخرة وسألوه أيضاً عن جنسيته والمحطة التي تحرك منها فأجابهم على كل الأسئلة وأردف أن رغبته

هي الدخول لأمريكا فبدأوا معه المشوار حيث تعلم اللغة الإنجليزية بطلاقة لدرجة أنها أثرت على لغته

العربية فمكث هناك ما يزيد عن العشرين عاماً استطاع من خلالها معرفة كل شيء وظل يعمل متنقلاً من

ولاية لأخرى ومن عملٍ لآخر.. وبالرغم من أنه كان مغرماً بأمريكا كدولة متقدمة لم يغب عن النادي

السوداني هناك ولم يتوان في دعم النادي مالياً بروحه الوطنية حتى امتد دعمه المالي للنادي السوداني

بعاصمة الضباب لندن بالمملكة المتحدة فكان يرسل لهم مبالغ مالية لاستمرارية مسيرة النادي.. هكذا كان

عباس لم تغب عنه سيرة الوطن طيلة فترة وجوده بأمريكا.. كانت هوايته أفلام المغامرات الأمريكية

فيحرص عليها كثيراً وأيضاً كان يحرص على التمارين الرياضية التي جعلت من بنيته الجسمانية قوة

جبارة وكان بارعاً في لعبة الكاراتيه هذا ما بدا عليه عندما عاد من هناك.. كانت عودة عباس عن طريق

القاهرة التي أقام فيها لعدة شهور والتقى ببعض السودانيين هناك وكان أول من صادقهم (الطاهر

الفلاتي) و(احمد خليل) من البرابرة، صارت بينهم صداقة حميمة إلى أن قادته هذه الصداقة

لمصارحتهما بأدق الأسرار والأفكار التي جاء بها من أمريكا فحدثهم ذات مرة بأنه ينوي السطو على أي

بنك وهو قادر على ذلك فاندهشا دهشة شديدة على هذه الأفكار التي لم ترد بخاطرهما على الإطلاق

لكنهما وفي نفس الوقت وافقاه على الفكرة.. فقط يريدان معرفة كيفية التنفيذ؟ فرد عليهما بأن الأيام كفيلة

بأن تعرفكم على تنفيذ أي عملية سطو وأمرهم بالكتمان وأن يكونا طبيعيين في حياتهما اليومية.. وكان

تلقيناً ودرساً مجانياً استوعباه جيداً فاقترح عليهما السطو على أحد بنوك القاهرة فبدأوا في التخطيط الدقيق


ورسم خارطة لوسط القاهرة وتحديد البنوك التي يسهل السطو عليها ففشلوا في ذلك لقوة وشدة الأمن

المصري.. وصرف عباس النظر لتنفيذ أي سرقة بالقاهرة عن قناعة تامة بشدة وقوة الأمن المصري

فاعتبر أن أي عملية بالعاصمة المصرية تعد مغامرة ونسبة فشلها أكثر من نسبة نجاحها هكذا كانت

تقديراته حسب رؤيته لمواقع البنوك وكثرة الأمن.

قضى عباس ومجموعته أياماً معدودات بالعاصمة المصرية وهيأوا أنفسهم للعودة للوطن وهو الذي غاب

عنه زهاء الأربعة وعشرين عاماً قضاها بأمريكا وقد أثرت هذه السنين في لغته العربية كما أسلفت..

كانت رحلة العودة من مصر وبرفقته (احمد خليل) و(الطاهر الفلاتي) عن طريق ميناء أسوان وهذه

الرحلة النيلية البرية كان المقصود منها استهداف أول فرع لبنك باركليز وهو فرع عطبرة.. وصل عباس

وبصحبته مجموعته إلى حلفا ثم غادروها إلى أن وصلوا إلى مدينة عطبرة بالقطار وكانت هي المدينة

المستهدفة لسرقة فرع بنك باركليز هناك كان عباس يطوف سوق المدينة لمعرفة موقع البنك دون أن يسأل

أحد مواطنيها لشيء يعرفه هو تماماً حيث أنه يتمتع بذكاء خارق ستعرفونه من خلال هذه القصة.. ظل

عباس يطوف المدينة إلى أن وجد فرع باركليز ومن هنا بدأت دراسته للموقع جيداً لم يقتنع (عباس)

بسهولة السطو على هذا الفرع لأشياء يعرفها جيداً دون غيره.. غادروا عطبرة إلى عاصمة البلاد

الخرطوم مكثوا فيها عدة أيام لم يفكر فيها (عباس) مجرد تفكير لتنفيذ رغبته الأكيدة في السطو على أي

بنك وأيضاً لأسباب يعرفها المخطط الأول صاحب الأفكار الإجرامية الأمريكية، مكث هو جماعته فترة

ليست قليلة بالخرطوم ثم فكر بالسفر لمدينة الأبيض عروس الرمال عندما تأكد من مصادره بأن هناك

فرعاً لبنك باركليز وأيضاً عرف كل فروع هذا البنك بمدن السودان المختلفة فغادر بمجموعته إلى مدينة

الأبيض وبدأ في طوافه على المدينة دون أن يستعين بأحد من أهل المدينة إلى أن وجد موقع البنك... لم

يعجبه الموقع على الإطلاق فحدث (احمد خليل والطاهر الفلاتي) بأنهم سيغادرون مدينة الأبيض بأسرع

ما يمكن لأنه تأكد من استحالة تنفيذ سطو على هذا الفرع وعندما يسألوه عن ما هي الموانع التي تقف

عقبة في السطو على الفرع؟ يصمت ويأبى أن يرد عليهم فينصاعوا لتعليماته فقط.. غادروا مدينة الأبيض

عام 1955م قاصدين مدينة مدني فوصولها وحلوا بإحدى اللوكندات إلى أن نالوا قسطاً من الراحة وفي

صبيحة اليوم التالي خرج عباس يطوف بالسوق الكبير بود مدني إلى أن وجد موقع فرع باركليز فاعترته

فرحة كبيرة، كانت هذه الفرحة سهولة الوصول لهدفه الذي كان يرمي إليه.. درس عباس موقع البنك

تماماً وتردد عدة مرات إلى هناك بالقرب من الموقع الذي تقابله من الناحية الشرقية قهوة الصاروخ التي

كان صاحبها المرحوم (كمال علي احمد) وهنا بدأت القصة الحقيقية الكاملة للسطو على هذا الفرع حيث

اتخذ (عباس) وجماعته قهوة الصاروخ مركزاً للانطلاقة لتنفيذ سرقة بنك باركليز.. لم يتعجل عباس هذا

السطو بقدر ما أنه كان يدرس مخارج ومداخل المدينة ومواقع مراكز الشرطة وأيضاً قادته أفكاره لمعرفة

فتوات مدينة مدني وأماكن جلوسهم بالقهاوى والبارات ومن هو أقواهم وكم عددهم وفي ماذا يعملون..

أيضاً عرف مواقع المطاعم ودواوين الحكومة ولم يترك شاردة ولا واردة إلا وعرفها تماماً إلى أن

تعرفوا على أحد أقارب احمد خليل والذي كان يعمل بمشروع الجزيرة ويسكن داخل منازل المشروع

وهذه المعرفة هي التي شجعته أكثر ودفعته للتخطيط للسطو على البنك.. مكث عباس أياماً بود مدني

لمزيد من المعرفة.. كان يتردد بجماعته على أحد البارات الواقعة جنوب ميدان الحرية المكان الذي يعمل

فيه الآن (التوم النمر) صانع أحذية كرة القدم المعروف والذي عرف فيما بعد (بمكتبة الفجر) التي كان

صاحبها المرحوم محمد سيد أحمد عليه رحمة الله.. ظل عباس يتردد على هذا البار بصفة يومية وبهدوء

تام يطلبون طلباتهم ويدفعون لصاحب البار المقابل ويغادرون المكان دون أي ضوضاء.. كان عباس يتخذ

هذه الطريقة الهادئة حتى لا يلفت نظر أحد وهو غريب عن أهل المدينة.. ومن خلال تردده على هذا

المكان المليء بفتوات مدني أيام زمان عرف عدداً مقدراً منهم في مقدمتهم (عوض حلاوة).. لم يسبق له

أن صافحه أو ألقى عليه التحية فقد اكتفى بأنه الفتوة الاول والأقوى بين فتوات مدني بل عرف عنه كل

شيء من خلال الكلام الذي يدور بالبار وبقهوة الصاروخ فكان الناس يرددون سيرة (عوض حلاوة)

كثيراً، فعرف عباس بأن عوض حلاوة من أقوى وأخطر رجال هذه المدينة فعمل على تفاديه أو الاحتكاك

أو الاشتباك معه خوفاً من أن يفسد عليهم خطتهم التي بدأت ملامح نجاحها تلوح لهم في الأفق إن لم يكن

عباس قد تأكد من نجاحها (100%).. كان عباس يقضي صباحه إلى منتصف النهار بقهوة الصاروخ

تصحبه مجموعته وكانت أغلب كراسي القهوة خارج المبدنى أي أنها مقابلة بالتحديد بوابة البنك

المستهدف (باركليز مدني).. فيبدأ عباس في التحرك لدخول البنك وسط العملاء يطالع موقع البنك من

الداخل ومن خلال دخوله للبنك عدة مرات عرف موقع مكتب المدير ومواقع الموظفين والخزن لم يترك

أي صغيرة أو كبيرة إلا وعرفها حتى خفير البنك الذي يأتيهم بالشاي والقهوة من قهوة الصاروخ عرف

عنه كل شيء وعرف مواعيد تناولهم للشاي فظل ينتقل هو وجماعته ما بين قهوة الصاروخ صباحاً

والبارات مساءً.. كان في كثير من الأحيان يتفادى البار الذي يتردد عليه (عوض حلاوة) وبالمقابل كان

(عوض حلاوة) غير مرتاح لوجود عباس ومجموعته بصفة يومية داخل السوق فقد انتابه إحساس بأن

هؤلاء الثلاثة غرباء عن مدني وكان دائماً ما يقول للتوم نمر (الجماعة ديل ما جايين مدني لحنان) هكذا

كان يردد عوض حلاوة، وكان يدفع بالتوم النمر ويحرضه بأن يفتعل معهم أي مشكلة ليقوم بتكملة العملية

وهو على ثقة بأنه سيبرحهم ضرباً شديداً لقوة بنيته الجسمانية.. وكان التوم النمر يقول لصديقه عوض

حلاوة: ياخي مالنا ومالهم هؤلاء يأتون البار ويقضون وقتهم ويدفعون المقابل لطلباتهم ويغادرون المكان

بهدوء فلم نشتبك معهم.. كان التوم النمر ضد فكرة عوض حلاوة لافتعال أي (وهمة) للتشابك معهم وكان

عوض حلاوة بعينه الثاقبة يقول للتوم النمر (الناس ديل ما جايين مدني لي حنان!!).

وبعد مرور أسبوع من تنبوءات (عوض حلاوة)

حدثت سرقة بنك باركليز واختفى عباس وجماعته وارتجت المدينة وعم الخبر كل الوطن بأن بنك باركليز

فرع مدني قد سرق فضربت شرطة مديرية النيل الأزرق (البروجي) فتجمع العسكر ومن خفة دمه

قال: "لو سمع أي شرطي صوت البروجي يأتي حتى لو كان متغطي (بفركة)"!!

بعد أن ضرب البروجي أصدر كمندان شرطة مديرية النيل الأزرق (لويس سدرة) تعليماته بإيقاف أي

قطار تحرك يوم السرقة من مدني وكذلك أمر بتوقيف كل البصات أو أي عربة خاصة وقال لا تتركوا

حتى النساء وبائعي اللبن فتشوهم وفتشوا حتى التمنة حقت اللبن.. وصلت إشارة لكل نقاط التفتيش

فأوقفوا القطار بالمسلمية وأجروا عمليات التفتيش كما أخطر الكمندان لويس سدرة إذاعة أم درمان لإذاعة

الخبر بعد أن جاءه البلاغ في تمام الساعة الثامنة والنصف مساء يوم الاثنين عام 1955م بأن هناك سرقة

كبرى تمت ببنك باركليز فرع مدني وأفاد خفير البنك في البلاغ بأن أحد الذين نفذوا العملية غير سوداني

في إشارة للغة (عباس) المكسرة بعد مكوثه لأكثر من عشرين عاماً بأمريكا وعندما سمع (عباس) الخبر

عبر إذاعة أم درمان بأن أحد الجناة غير سوداني تأكد بأنه المقصود بذلك فبدأ يتحرك من مخبئه ببركات

إلى (غابة أم سنط) آنذاك ويعود ليلاً إلى مخبئه.. لم يهدأ لكمندان (لويس سدرة) بالاً فبدت عليه حالة

من الهيجان والانزعاج فطبع المنشورات ووزعها على أرجاء المدينة والمدن المجاورة وعلى ذمة أحد

الرواة أن لويس سدرة أعلن عن جائزة مالية لمن يدل الشرطة على أي خيط يقودهم لمنفذي عملية السطو

وأقاويل كثيرة يتداولها الناس آنذاك، لكننا وعندما التقينا بعدد من الذين كانوا يعملون بالشرطة في تلك

الفترة وبعض فتوات مدني أيام زمان ما زالوا على قيد الحياة توصلنا إلى أصح المعلومات أو على أقل

تقدير ما نسبته (90%) لعملية السطو منذ دخول عباس وجماعته إلى مدينة مدني لتنفيذ هذه العملية التي

تمت بنسبة نجاح (100%)، وذلك يرجع لذكاء الرجل وأفكاره الأمريكية التي اقتبسها من هناك.


..

سوباوي
16-04-2011, 02:35 AM
وبالمناسبة (عباس) لم يكن

معتادا على الاجرام بقدر ما انه كان مغامرا لا يقدم على امر سهل واذا سأل احد القراء او رجال الشرطة

او قبيلة عباس عن الدوافع التى دفعتنا للاهتمام بكتابة هذه القصة والتى سنذهب بها الى اكثر من ذلك

لاحالتها لفيلم سينمائى باذن الله...نقول للسائلين الدافع الاول هو الذكاء الخارق الذى كان يتمتع به(عباس

بنك) منفذا العملية وثانيا بعد هذه العملية الاولى من نوعها بالسودان او تقريبا بالوطن العربى ان يقدم

انسان على تنفيذ عملية سطو على بنك... مقارنة بتلك الفترة والتى كان يسودها الهدوء والامن والطمأنينة

بكل ارجاء الوطن... ثالثا: قد تستفيد من كل هذا الذكاء والطريقة التى استخدمت فى تنفيذ العملية الجهات

الأمنية بالبلاد وهكذا.

كيف تمت عملية السطو فى خريف يوم الاثنين عام1955م!

* خطط (عباس بنك) تخطيطا دقيقا فى هذا اليوم لتنفيذ العملية وكان تخطيطه بنسبة نجاح فاقت الـ100

% وقد رسم خطة التنفيذ من قبل عشرة ايام وزع فيها الادوار خلال تلك الفترة على ان يؤدى كل واحد

دوره على الوجه المطلوب دون الرجوع لمنفذ العملية ودون تباطؤ ودون تقاعس كما تعاهدوا على ذلك

منذ ان تصادقوا واتفقوا على عملية السطو... فى الساعة الرابعة من عصر يوم الاثنين التقى(عباس

بنك) وجماعته (ببار انديلس) الذى يقابل بروست الاحسان الحالى وكان البار معروفا يرتاده الناس آنذاك

وكان هذا اللقاء متفقا عليه بين (الطاهر الفلاتى) واحمد خليل البربرى وبقية الكمبارس فصار العدد سبعة

اشخاص يتزعمهم عباس... جلسوا فى تربيزة واحدة ونادوا على النادل ليقدم لهم طلباتهم وقد كان ذلك،

بدأت جلستهم فى الرابعة عصرا وهذا التوقيت ضمن المخطط لشئ فى فكر عباس وكان التوقيت لتنفيذ

العملية الساعة 6.55 مساء حيث كان يعمل بنك باركليز الى الساعة السابعة مساء ولكن بعدد قليل من

موظفيه فى مقدمتهم مدير البنك آنذاك (فلحقلى) كانت جلستهم بانديلس عادية جدا للذين حولهم ولصاحب

المحل غير ان هناك ساعة صفر متفق عليها يتحرك فى بدايتها (عباس بنك) ناحية البنك من جهة ثم بعده

الطاهر الفلاتى من جهة ثانية ثم بعده بثوان يتحرك احمد خليل من جهة ثالثة ليلتقوا ثلاثتهم عند مدخل بنك

باركليز وكانت هذه الخطوات اولى عمليات النجاح...ومع خروج آخر عميل من البنك دخل عباس

وتوجه نحو المدير فلحقه الطاهر الفلاتى الذى كان يخفى حبال داخل جلبابه ثم دخل احمد خليل الذى

اغلق باب البنك تماما فور دخوله وظل متجها ناحية عباس وموظفى البنك... لم يدر فلحقلى مدير البنك

بأن هناك عملية سطو ستتم واعتبرهم عملاء جاءوا متأخرين... لكن فاجأه (عباس) بمسدس حقيقى وليس

كما اشيع بانه مسدس خشب وباغته بحديث ادهشه وهو بين مصدق ومكذب فقال له عباس بعد ان اوثق

يديه وبطنه على الكرسى الذى كان يجلس عليه بالحبال وكلف الطاهر الفلاتى بتوثيق جميع من كانوا

يعملون وعددهم اربعة تقريبا بالحبال وعلى مقاعدهم فحدثهم عباس بانه سيسطو وجماعته على البنك دون

ان يلحقهم اذى على الاطلاق الا فى حالة المقاومة او اتخاذ اى تحرك وقال لمدير البنك عليك بتسليم

مفاتيح الخزن وبالسرعة المطلوبة... فسلمه اياها وفتحها بنفسه تحت تشديد الرقابة من قبل زملاء عباس

الطاهر واحمد خليل... بعد ان استلم عباس الفلوس من الخزن جاء يحملها ليحدثهم مرة ثانية بان يكونوا

عاديين ولن يلحقهم اذى ابدا لانه وكما قال لهم انه سيترك باب البنك مفتوحا على مصراعيه وبعد زمن

قليل ستعرف الشرطة ان هناك امرا غير عادى ببنك باركليز وسيأتون للبنك وسيجدونكم موثوقين بالحبال

وسيعرفون ان هناك عملية سطو وسيفكون وثاقكم وهنا تضمنون سلامتكم...هذا مفهوم؟ لم تكن لهم حيلة

غير اطاعة اوامره والسلاح بيده فقد تمكن عباس بقدراته العالية على تنفيذ العملية فى خلال نصف ساعة

فقط واخذوا الفلوس وخرجوا من البنك بهدوء فعاد عباس لمكان البار ليمارس جلسته مع الكمبارس الذين

كانت تلك مهمتهم بان تكون الجلسة مستمرة والامر عادى دون ان يشعر حتى صاحب الحانة بنقصان

العدد... استمرت الطلبات تأتى الى ان عاد الطاهر الفلاتى واحمد خليل اللذان كانت مهمتها دفن الفلوس

فى مكان متفق عليه منذ عشرة ايام قبل التنفيذ وكل خطوة تمت ايضا متفق عليها من فترة ليست بالقصيرة

اى انها عملية محكمة تماما وخطة ناجحة وبنسبة100% او اكثر من ذلك... عاد الاثنان فى زمن قياسى

وانضموا الى المجموعة بعد ان قاموا بدفن الفلوس بترعة بركات المكان الذى حدده لهم عباس ولان افكار

عباس كانت بقدرات عالية ركب الطاهر الفلاتى واحمد خليل للمكان الذى اتفقوا بان يدفنوا فيه الفلوس

وركبوا على دفعتين حيث اقلتهم عربة تاكسى لمنتصف الطريق المؤدى الى بركات ومن ثم ركبوا سيارة

اجرة اخرى واصلوا بها للمكان وعادوا بسرعة فائقة هذه تعليمات عباس منفذ العملية... كان المبلغ

بالتحديد (4750)جنيهاً اربعة آلاف وخمسمائة وسبعين جنيها عام (1955م) وهو عبارة عن ايداعات

العملاء بالبنك... واطرف ما فى هذه القصة ان هناك صبيا كان قد شاهد الطاهر الفلاتى واحمد خليل

يدفنان بشكيرا بداخله المبلغ دون ان يراه احدهم... وبعد ان اكملوا عملية دفنها وعادوا لموقع الجلسة

بالسوق الكبير فى تلك الحانة (آنديلس) ذهب الصبى بفضوله ليعرف ماذا كانوا يفعلون فقام بحفر المكان

فتفاجأ ببشكير ملفوف بداخله فلوس لم يدرك قيمتها آنذاك لكنه اخذ منها مبلغ اربعة جنيهات وغير مكانها

لمكان آخر لايبعد عن مكان دفنها ولزم الصمت..كان هذا دور الصبى!!

وبعد عودة الطاهر الفلاتى وزميله احمد خليل (للحانة) استمرت الجلسة الى الثامنة مساء فحدثت مشكلة

مفتعلة وهى ضمن الخطة ومتفق عليها اذ قاموا جميعهم بضرب بعضهم البعض بالزجاج الفارغ حتى

تهشم زجاج الحانة وحدثت هرجلة كبيرة وكاد الامر ان يصل لمرحلة خطورة لزبائن الحانة فسرعان ما

اتصل صاحب المحل على شرطة الاساس (الاوسط حاليا) فجاءوا بسرعة شديدة واخذوهم (بالكومر)

جميعهم الى حراسات القسم تحت بلاغ الازعاج العام…كل ما حدث كان من افكار عباس حتى يبعد عن

مجموعته الشبهات.

وقبل ان نبدأ فى دور الشرطة بعد البلاغ الذى كان عند الثامنة والنصف مساء نفس اليوم وقام بفتحه خفير

البنك الذى كان قد ارسله المدير للمقهى الذى يجاور البنك (مقهى الصاروخ) ليأتيهم بالشاى كما جرت

العادة يوميا… قبل ان نبدأ بدور الشرطة كان لابد لنا من ان نوضح للقراء المتابعين بان هناك شخصاً ثامناً

لمجموعة عباس كان دوره كبيرا ينفذه من داخل منزله بتعليمات من عباس…هذا الشخص يدعى (توفيق)

ويعمل بمشروع الجزيرة آنذاك وله ادوار كبيرة جدا كان قد كلفه بها (عباس) ومن اهمية هذه الادوار ان

يذهب لقسم الشرطة ليضمنهم جميعا باعتبار انهم اصدقاء لقريبه عباس وقد كان ذلك فقد اخرجوهم في

اليوم الثانى بضمانة من توفيق وكانوا ابعد الناس عن جريمة السطو على البنك التى جاء بلاغها عند

الثامنة والنصف مساء وكان عباس وجماعته قد ادخلوا الحراسة عند الثامنة مساء اى ان هناك فارقاً ما

بين الزمنين… ولان القصة يتخللها ذكاء خارق لمخطط ومنفذ العملية (عباس بنك) رأينا ان نسوح مع

القارئ لبعض ملامح الذكاء التى يتمتع بها عباس وهو يكمن فى الخطة من بدايتها الى نهايتها… هل تعلم

عزيزى المتابع لهذه العملية السطوية بان الاربعة اشخاص الذين استخدمهم عباس يوم تنفيذ العملية

لايعرفون (توفيق) على الاطلاق ولايعرفون المكان الذى دفنت فيه الفلوس ..وهل تعلم بانهم اي الاربعة

الكمبارس لايعرفون اين يسكن (عباس) و(الطاهر الفلاتى) و(احمد خليل) فى الوقت الذى يعرف فيه

عباس منازلهم واسرهم وحتى زوجاتهم… وايضا لايعرفون قيمة المبلغ المسروق ولايعرفون الكثير عن

هذا المخطط الكبير كان عباس يتمتع بذكاء غير مسبوق اعترف به عدد من رجال الشرطة بعد ان قبض

عليه واصبح صديقا لهم صارحهم بكل شئ بعد ان خذله (توفيق) اقرب الناس اليه وستعرفون ذلك من

خلال القصة…ولكى نضعكم فى الصورة وانتم تتابعون احداث هذه العملية لابد لنا من ان نحدثكم بان

الطاهر الفلاتى الرجل الثالث فى تنفيذ عملية السطو كان قد اخذ من المبلغ المسروق تسعين جنيها قبل

دفنها وباذن من (عباس) وسافر فى اليوم الثانى او الثالث للسرقة لمدينة الخرطوم وقد كان يخبئ المبلغ

فى حذائه وقد خاطه فى كعب الحذاء خوفا من التفتيش لكبر حجم المبلغ آنذاك وهو شخص عادى يعمل

بالاجر اليومى فقد كان خائفا من ان يقع فى يد الشرطة وينكشف امر السرقة برمته لكنه قد تمكن بالفعل

من السفر للخرطوم وظل هناك يترقب عباس وكان قلبه على عباس وجماعته.

يتبع ...

سوباوي
16-04-2011, 02:38 AM
نواصل مع ياسر ود النعمة وصحيفة السوداني :

اصدر كمندان شرطة مديرية النيل الازرق (لويس سدره) قراراً فورياً بايقاف أي قطار تحرك في يوم

السطو من مدني الى أي جهة وكذلك السيارات والبصات واللواري وامر جنود الشرطة (بضرب

البروجي) فتجمع كل العسكر.. وللذين لا يعرفون البروجي فإنه يضرب في مثل هذه الجرائم الكبرى

وعلى اي عسكري يسمع صوت البروجي ان يترك كل ما عنده ويسجل حضوره فوراً حتى لو كان هناك

مريض من ابنائه او لديه عزاء بالبيت فالبروجي يعنى ان هناك مصيبة او جريمة كبرى قد وقعت

ويستدعي الامر حضورهم جميعاً ليتلقوا بعد ذلك التعليمات ثم قال الكمندان لويس سدره لا تتركو حتى

النساء وبائعات اللبن وبائعيه وفتشوا حتى تمنة اللبن.. ثم ارسل الخبر لاذاعة ام درمان والتي قامت

بدورها بإذاعته فوراً وقد هز الخبر كل ارجاء السودان كما بعثوا بإرشادات لكل نقاط التفيش واستمر هذا

الشئ لمدة ثلاث ايام.

كان كمندان شرطة مديرية النيل الازرق (لويس سدرة)، منزعجاً جداً لم يهدأ له بال الا بعد ان يقبض

على الجناة وقد اعلن للملأ بأنه سيتقدم باستقالته من الشرطة في حالة فشله في معرفة منفذي هذه العملية

التي كانت الاولى من نوعها ابان تقلده كمندانية شرطة مديرية النيل الازرق.. وعلى حد قول من كانوا قد

عاصروا تلك الفترة بأنه قد قال للمواطنين عبر مكبرات الصوت ان يساعدوا الشرطة بأي خيط يوصلهم

لمنفذي العملية وهناك حافز مالي قدره (اربعمائة جنيه) لمن يدلهم بدليل يستطيون من خلاله القبض على

منفذي العملية.. ولا يفوتني ايضا الا وان اذكّر القراء بأن اذاعة ام درمان وعندما وصلتها اشارة بالخبر

كانت ترد عبر المذياع بأن منفذي العملية ثلاثة اشخاص احدهم غير سوداني في اشارة واضحة لبطل

العملية وقائدها (عباس بنك) والذي سبق وان قلنا عنه في بداية هذه القصة بانه مكث فترة طويلة بأمريكا

مكنته من التحدث باللغة الانجليزية بطلاقة وفي ذات الوقت اضعفت لغته العربية الشيء الذي دعا مدير

البنك بأن يؤكد للمتحري بان هناك شخصاً غير سوداني.. وكان عباس يتابع الاذاعة من مخبئه وعرف أنه

هو المقصود بالشخص غير السوداني لكنه لم يأبه بذلك لثقته الكبيرة في نفسه وفي معاونيه.

نعود لاستعدادات الشرطة:

ظلت شرطة مديرية النيل الأزرق تعاونها كل مديريات الشرطة بالسودان في حالة تأهب اكثر من قصوى

لأن الجريمة كانت الاولى من نوعها في السودان وكان بودمدني معتادو اجرام لكن افكارهم في الجريمة

محدودة الشيء الذي جعل (لويس سدرة) رجال الشرطة يفكرون كثيرا في هذه العملية السطوية الخطيرة

فقد طوقوا المدينة من أقصاها لأقصاها ووصلت الاشارات بأوصاف الجناة لكل منافذ الخروج من

السودان من مديرية النيل الازرق وحقيقة كان كمندان شرطة مديرية النيل الازرق (لويس سدرة) يتمتع

هو الآخر بذكاء كبير حيث كان كل تركيزه على منافذ المديرية وهو يؤكد بأن الجناة ما زالوا داخل هذه

الدائرة بل داخل مدينة ودمدني وظل يعمل على هذا الأساس وانتشرت قوات بوليسها السري في كل مكان

يبحثون عن رأس خيط يقودهم لمنفذي عملية السطو على بنك باركليز مدني.

وكان بالمدينة فتوات تعرفهم الشرطة تماماً لم تشر اصابع الاتهام لهم بصورة واضحة لكنهم وضعوا تحت

المجهر وفي مقدمته (عوض حلاوة) الرجل الاتحادي الديمقراطي ذي البنية الجسمانية القوية.. لم يكن

هذا الرجل يعرف مثل هذه الجرائم لكنه عرف في اوساط الشرطة بشغبه وبقوته الجسمانية الخارقة لم

يتهمونه ولم يستدعونه لكنهم كانوا يريدون الاستعانة به وبزملائه الفتوات الذين اشتهروا بترددهم على

مقاهي المدينة.. ولحصافة (عوض حلاوة) عرف من خلال نظرات رجال الشرطة ان الامر يعنيهم

وكان قلقاً جداً وتمنى ان يتم القبض على منفذي العملية والذين اشار اليهم كثيراً جداً بأنهم من خارج

المدينة وبدأ يعيد شريط ترددهم على البار عندما كان يقول لزميله التوم النمر: الناس ديل ما من مدني وما

جايين لحنان وكان يحرض (التوم نمر) ليفتعل معهم أي مشكلة ليقوم بتأديبهم كما كان يحكي الحديث

(التوم النمر) الذي ترونه في الصورة مع (عباس بنك) والذي صادقه بعد خروجه من السجن وصارت

بينهم علاقات جيدة.

بالمناسبة من انواع الذكاء الذي كان يتمتع به عباس فإنه ومن خلال تردده على بارات ومقاهي المدينة

ومن خلال حديث الناس استطاع ان يعرف كل فتوات مدينة ودمدني وتأكد تماماً بأن اقواهم والرجل الذي

يهابه الناس هو (عوض حلاوة) وكان عباس قوياً جداً ومدرباً تدريباً امريكياً رفيع المستوى لكنه لم

يظهره لاسباب يعتبرها فنية جداً قد تفسد عليه مخططه.. لذا لزم الصمت والكتمان بالرغم من انه كان

يسمع عبارات من بعض الفتوات يعنونه بها لكنه لا يعيرهم اي اهتمام خوفاً على فشل عملية السطو وقد

بانت قوته وشراسته وفنياته العالية بعد أن تم القبض عليه بتلك الطريقة التي لم يكن يضعها بحسبانه ولم

يراوده مجرد خوف على انه سيقع في قبضة الشرطة لأنه قد رتب الامر تماماً.

استمرت الشرطة في تطويق المدينة تماماً وايضاً نقاط التفتيش واستمرت اذاعة ام درمان تردد الخبر

وتصف اشكال الجناة وتردد كثيراً بان احدهم غير سوداني في اشارة واضحة لمنفذ العملية (عباس) الذي

سبق وان تحدثنا عن انه يجيد اللغة الانجليزية بطلاقة لطول فترة اقامته بامريكا الشيء الذي انعكس سلبا

على لغته العربية لذا كانت الاذاعة تردد ذلك وكان عباس يتابع الاذاعة من مخبئه بمنزل توفيق الذي كانت

هذه ايضاً من المهمات التي اوكلت له ان يؤويهم بمنزله بمشروع الجزيرة ببركات.. استمرت الشرطة

في مهمتها ليلا ونهار ولمدة اسبوع يبحثون عن منفذي العملية وقد وصلوا ذات مرة الى بركات فشاهدهم

عباس عبر نافذة منزل توفيق الذي يختبئ فيه وزميله احمد خليل البربري وتابعهم الى ان عادوا فبدأ ينتابه

احساس بان الشرطة كأنها قد اوشكت ان تعرف المخبأ.. بدأ عباس يغادر المنزل في ساعات الصباح

الاولى ناحية غابة ام سنط الكثيفة والشهيرة وقد كانت تلك الغابة ملاذاً للرعاة لكثرة الكلأ هناك فبدأ عباس

خائفاً من مجئ وذهاب الرعاة لتلك الغابة لانه يخشى التحدث مع احدهم فينكشف امره بلغته العربية

الضعيفة والتي يرددها بصفة يومية راديو ام درمان.. كان قلبه يحدثه بأن هذا المكان غير آمن بالنسبة له

لكنه وفي نفس الوقت يعده المخبأ الأنسب لكثافة الاشجار غير انه كان منزعجاً من الرعاة الذين يترددون

على الغابة بصفة يومية وقد كان ظنه في مكانه فلقد بلغ عنه احد الرعاة عد ان شكك في هيئته وسمعه

بلغته العربية الضعيفة فالرعاة كانوا يسمعون النداءات عبر اذاعة ام درمان فساورت احدهم الشكوك

فذهب الى قسم الشرطة وابلغهم بان هناك شخصا يتواجد يومياً من الساعات الاولى للصباح وكأنه يخبئ

نفسه فذهبت قوة كبيرة من شرطة مديرية النيل الازرق الى غابة ام سنط فوجدته هناك وتم القبض عليه

كإنسان مشتبه فيه فاقتادوه لمباني الاساس واجروا معه تحريات كثيرة عن هذا الحادث فأبى ان يقر

ويعترف بجريمته الشيء الذي ازعج الشرطة مرة اخرى ورغم الضغوط التي مورست معه كان قوياً

وشجاعاً فرفض الاعتراف بأنه أحد منفذي العملية وظل حبيساً بالقسم وظلت الشرطة تجري بحثها

وتطويق المدينة على امل ان يعثروا على خيط يدلهم على الجناة..

-يتبع-

سوباوي
16-04-2011, 02:42 AM
- تمت العملية خلال (30)

دقيقة أخذ كل الأموال التي بالخزنة تحت تهديد المدير وموظفي البنك بالمسدس!

- دخل عدة مرات لفرع مدني وخطط له عام 1955م ما لم تستطع تخطيطه عصابات اليوم!

- مكث بودمدني أسبوعين فنفذ مخططه بنسبة نجاح بلغت 100%!

- سرقة بنك باركليز بمدني كانت مع خروج آخر عميل الساعة السادسة وخمس وخمسين دقيقة!

كان (لويس سدرة) كمندان شرطة مديرية النيل الأزرق يعتبر ان الشخص الذي تم القبض عليه هو

الأقرب للمشاركة في عملية السطو فاتخذه الورقة الرابحة إلى ان تقوده افكاره للوصول للمجرمين..

ومن ذكائه الذي كان يتمتع به أن اعلن عبر الاذاعة وعبر مكبرات الصوت ان اياً من منفذي العملية اذا

جاء واعترف للشرطة بأنه شريك ودلهم على مواقع الجناة فسيعدونه شاهد ملك فقط ويخرج من هذه

المصيبة الكبيرة.. سمع توفيق ما قاله (لويس سدرة) لكنه تردد كثيراً بينه وبين نفسه للتبليغ عن زملائه

خوفاً من (عباس بنك) من جهة وخوفاً من ان يكون كلام الشرطة لإيقاعه في قبضتهم لكنه ترجل وذهب

إلى مباني الشرطة وقابل الكمندان بنفسه وأفشى له بكل أسرار السطو على البنك.. إلى هنا لم يحدثه أحد

بأن في قبضتهم رجل تساورهم شكوك بأنه مع المجموعة التي سطت على (بنك باركليز) وبعد ان تحرت

الشرطة (مع توفيق) الذي حدثهم بكل تفاصيل الحادث وأسماء المجموعة ورئيسها مدير ومنفذ العملية

حدثهم ايضاً بمكان دفن الفلوس بالقرب من الترعة الرئيسية ببركات وحدثهم بأن (الطاهر الفلاتي) قد أخذ

مبلغ تسعين جنيهاً وذهب للخرطوم ولم يترك شيئاً عن عملية السطو الا وحدثهم به حتى يضمن خروجه

من القضية كشاهد ملك حسب الوعد الذي قطعه كمندان الشرطة. فبعد ان سجل (توفيق) كل اعترافاته

اقتادوه لمكان الفلوس عند الترعة الرئيسية ثم اشار لهم على الموقع فقام رجال الشرطة بحفر المكان فلم

يعثروا على شئ فساورتهم شكوك في صحة حديث (توفيق) لكنه كان يؤكد لهم بأنه المكان الذي دفنت به

الفلوس ولم يعلموا بأن الصبي كان قد حفر المكان وأخذ اربعة جنيهات وغير المكان.. فكر (لويس

سدرة) كثيراً ثم أمر رجاله بحفر كل المساحة عسى ان يكون هناك من غيّر المكان فقد قاموا بحفر كل

المساحة إلى ان بان لهم البشكير الذي وضعوا فيه الفلوس فهدأ بال الكمندان وحمل البشكير ومعه بعض

الضباط والعسكر وذهبوا به للرجل المقبوض عليه ورماه امامه وقال له تعرف هذا البشكير يا عباس؟

اندهش عباس وتطايرات عيونه فقد صمد بقوة للضغوط التي مورست معه لكي يعترف فرفض ذلك

رفضاً باتاً للعهد الذي تعاهدوا عليه بأن لا يعترف أحد إن قبض عليه فظل عباس غاضباً ليس لأنه في

قبضة الشرطة وقد ثبتت عليه الجريمة وسرعان ما باغتهم بسؤال كان قد وجهه لكمندان الشرطة (لويس

سدرة) وقال له: من الذي اعترف ودلكم على مكان الفلوس؟ فأجابه (سدرة): توفيق يا عباس زادت

الدهشة!! فقال قولته الشهيرة: (أظني قد تعاملت مع ستات)!! ثم واصل حديثه وقال لرجال الشرطة

المتجمهرين امام حراسته سأحكي لكم عن كل صغيرة وكبيرة عن حياتي وعن هذه العملية السطوية وعن

تفاهة توفيق الذي خان العهد، وأكد في سياق حديثه بأن مخططه الذي ظل يخطط له منذ ان كان بأمريكا

يعد مخططاً كامل الدقة ولولا خيانة توفيق لما قبضنا على الإطلاق وعرف عباس بأن توفيق لبى نداء

الشرطة على ان يكون شاهد ملك ليقع هو والمجموعة في قبضة الشرطة فبدأ يحكي لهم عن كيفية تنفيذ

عملية السطو والتي سبق وأن قلنا في بداية القصة أنه كان يخطط لسرقة أحد البنوك المصرية بالقاهرة

لكنه صرف عنها النظر لقوة وشدة الأمن المصري وسط القاهرة وحدثهم عن حياته منذ ان غادر موطنه

بورتسودان وعمره كما أسلفنا اثنى عشر عاماً وكان حديثه تارة باللغة العربية وأخرى باللغة الانجليزية

رفيعة المستوى والتي يجيدها بطلاقة.. وبعد ان تم الاعتراف تماماً اشار لهم على زميله (أحمد خليل)

والأربعة الكمبارس وحديثهم بأن يلاحقوا الطاهر الفلاتي بالعاصمة الخرطوم وبحوزته تسعين جنيهاً وقد

قامت بالقاء القبض على (أحمد خليل) والأربعة الذين استخدمهم كمبارس ساعة الصفر وكذلك قام تيم من

المباحث بالتعاون مع مباحث العاصمة فألقوا القبض على (الطاهر الفلاتي) الرجل الثالث لمجموعة

(عباس) وبحوزته ستين جنيهاً اي ان صرف مبلغ ثلاثين جنيهاً بالخرطوم في تلك الفترة البسيطة التي

مكثها هناك ينتظر فيها عباس حسب الاتفاق.

وللأمانة التي يجب ان تكون كان لصحيفة الأيام السبق في تغطية الجريمة وهي الصحيفة الوحيدة التي

أجرت مع (عباس بنك) أول حوار وكان باللغة الانجليزية اجراه الاستاذ/ حامد محمد حامد -أطال الله

في عمره- فقد كان مراسلاً لصحيفة الأيام آنذاك ومن الأشياء التي يجب ايضاً ان تذكر ان قام الاستاذ/

حامد محمد حامد بالاستعانة بأحد مصوري وزارة الاعلام ليأخذوا لقطات لمنفذ العملية وجماعته وقد كان

ذلك.. اما بالخرطوم فقد كان الاستاذ/ محجوب محمد صالح رئيس تحرير الأيام في انتظار وصول

الصور فقد ارسلها له الاستاذ/حامد (بالبص السريع) وكان الموقف يجاور مباني الكمبوني الحالية

فأخذها من السائق وإلى مباني الصحيفة ومعها المادة كاملة فنشرت الأيام الحوار كاملاً واستحقت الاشادة

بهذا السبق الصحفي الكبير فالتحية لهم.

بعد كل هذا أودع (عباس بنك) وجماعته بالسجن وكانوا امام الأمر الواقع فقد نمت علاقات طيبة بين

عباس ورجال الشرطة بعد ان فتح لهم قلبه وحكى عن بداية حياته إلى ساعة القبض عليه وكان اكثر

الناس لصيقاً بمنفذ عملية السطو العم الحاج فضل الله الشهير بـ(عضيضة) وهو سائق بالشرطة آنذاك

وكان دائماً ما ينقل عباس وجماعته من السجن إلى قاعة المحكمة.. وعلى لسانه ايضاً قال الحاج فضل

الله إن مسألة التحري مع عباس ومجموعته وبين مدير بنك باركليز وموظفيه كانت قد أوكلت لضباط

شرطة لكبر حجم الجريمة فبدأت التحريات وسجل عباس اعترافه بالسطو على البنك هو ومجموعته

وحكى لهم الخطة بكاملها وحكى لهم ايضاً بأنه كان يريد ان ينفذ عملية سطو اي بنك يجد موقعه مناسباً

فقد بدأ تخطيطه من القاهرة ثم عادوا إلى السودان وحاولوا عطبرة فلم يتوفقوا فذهبوا إلى الابيض

فوجودوا موقع البنك يصعب السطو عليه فكانت مدني محطتهم النائية وعندما عاينوا موقع بنك باركليز

مدني الذي يقع بالقرب من قهوة (كمال علي أحمد) قهوة الصاروخ اتخذوها موقعاً مناسباً. وأكد عباس

لمجموعته بأن السرقة ستتم بنجاح لحسن الموقع الاستراتيجي.. واصل ضباط الشرطة في التحري إلى

ان دونوا كل معلومة ليبقى الفصل في القضية بالمحكمة التي كانت من حظ (مولانا عبدالرحمن النور)

أول قاضٍ لسودنة القضاء ونعلم من ذلك بأن القضية قد فصل فيها عام 1957م اي بعد استقلال السودان

بعام واحد.

وقبل ان نبدأ بالمحكمة نريد ان نحدث القراء بأن مدينة مدني ساعة وقوع هذه الجريمة كان بها محاميان

هما (أحمد خير الماحي) و(زيادة أرباب) لا غيرهما وكان مولانا عبدالعزيز شدو قاضي درجة ثالثة

وكان مولانا عبدالرحمن النور أول قاضي مديرية بالنيل الأزرق بعد خروج الانجليز.

هناك بعض الطرائف صاحبت هذه الجريمة منذ ساعة وقوعها فقد ذكرنا لكم بأن أصابع الاتهام بدأت تشير

لفتوات مدني وبعد القبض على عباس الذي سمع منذ تلك الجريمة بـ(عباس بنك) أو (عباس باركليز)

سمع عوض حلاوة بأن منفذ عملية السطو على البنك قد تم القبض عليه هو ومجموعته فذهب إلى قسم

شرطة الأساس سابقاً الأوسط حالياً فوجد جمهرة كبيرة يتوسطها كمندان الشرطة ورجاله يحيطون بـ

(عباس) ومجموعته وعلى حد قول أحد الذين كانوا حضوراً بأن (عوض حلاوة) دخل لمباني الشرطة

هائجاً ويردد أين المجرم؟ أين عباس الذي سرق البنك؟ رمقه عباس بنظرٍ حادةٍ وكان طليق اليدين فقال له:

أنا عباس عماد الدين: ما سرقت محفظة حرمة!! ولا نطيت لمنزل مواطن!! أنا سرقت الحكومة؟ وباغته

بضربة شديدة على وجهه وقع على إثرها على الأرض!! وعندما نهض يرد على عباس هذه اللكمة أوقفه

رجال الشرطة وكان في حالة هياج شديد حيث لم يسبق لأحد أن يتجرأ ويسدد له مثل هذه الضربة

الشديدة.. وبعد ان أودع عباس السجن افتعل عوض حلاوة مشكلة أودعته السجن وكان يقصد ذلك ليواجه

عباس داخل السجن وقد حدث ذلك أن اشتبكا داخل السجن فتغلب عليه عباس بفنياته الامريكية العالية

على الرجل القوي (عوض حلاوة) وتم ابعادهم من بعض حتى لا يشتبكا داخل السجن، فقد ظهرت قوة

عباس التي كان يخفيها خوفاً من فشل مخططه.

سألنا العم/ عبدالوهاب ود سالم عن هذه السرقة التي نفذت ببنك باركليز وكان الرجل قد اشتهر بالشقاوة

في صباه فقال: عندما تمت عملية السطو على البنك كنت بالسجن وعاصرت عباس عندما أودعوه معنا

وكان رجلاً طيباً وقوياً ويتحدث بالانجليزي اكثر من اللغة العربية ونمت بيني وبينه علاقة قوية وكنت

اخرج من السجن وأعود له مرة ثانية وأواصل حديثي مع عباس وهكذا.

محاكمة عباس ومجموعته!

بدأت محاكمة عباس ومجموعته وكان مولانا عبدالرحمن النور قد انزعج من جمهرة الناس الذين كانوا

يتوافدون لمشاهدة (عباس) فأمر بطبع تذاكر مجانية فالذي يحظى بتذكرة يستطيع ان يحضر المحكمة وكل

هذا لم يفلح في منع الجمهرة فقد كان الناس يتسلقون الاشجار يوم الجلسة الأخيرة جلسة النطق بالحكم

عام 1957م.

وقبل ان يقدموا عباس ومجموعته لموقع المحكمة كان يقول وعلى حد قول حاج فضل الله الذي لازمه

كثيراً وحدثه عن بداية حياته منذ خروجه من بورتسودان والتي دوناها لكم كان يقول له في نفس يوم

النطق بالحكم اذا حاكمونا بالعدل فسنقضي فترة الحكم بالسجن وإن لم تكن المحكمة عادلة فسوف نهرب

من داخل السجن هذا ما كان يردده عباس للمقربين له امثال حاج فضل الله (عضيضة) الذي كان يجالسه

كثيراً ويتناول معه الوجبات داخل السجن.

بدأت الجلسة وسط حضور كثيف وبعد قراءة حيثيات القضية وافادت التحري الذي كان يقوده ضباط كبار

وبعد مداولات المحكمة الموقرة نطق مولانا بالحكم الذي أصدرته المحكمة على عباس بالسجن لمدة اثنى

عشر عاماً وتفاوتت الاحكام على الآخرين ما بين خمس وسبع سنوات وقد برأت المحكمة (توفيق)

واتخذته كشاهد ملك وقد اسدل الستار على اكبر قضية شهدتها تلك الفترة منذ وقوع الجريمة عام 1955م

إلى ان جاء موعد المحكمة في عام 1957م.

هروب من السجن!

تضارب الأقول بأن كل المجموعة بزعامة عباس قد هربت من السجن بعد أيام من حكم المحكمة واختفوا

لمدة اسبوع تقريباً إلى ان تمكنت الشرطة من القبض عليهم مرة اخرى وشكلت لهم محكمة اخرى

لهروبهم وتمت ادانتهم.. وهناك اقاويل تقول بأن (الطاهر الفلاتي) هو الذي تمكن من الهروب وقبض

عليه بالقدمبلية ناحية القضارف.

قضى عباس فترته بالسجن وتمت بينه وبين رجال الشرطة والسجون علاقات حميمة وكانوا يكرمونه

بالأكل والشرب وكان هو الآخر يحكي لهم حكاوي عن مسيرة حياته بعد أن عادت له لغته العربية داخل

السجن.. وبعد خروجه من السجن كان صديقاً للعم (التوم النمر) وعبدالوهاب ود سالم.

لم يمكث عباس كثيراً بودمدني فقد غادرها للخرطوم ثم عاد بعدها لموطنه بورتسودان وبدأ يمارس حياته

الطبيعية هناك وتزوج وانجب إلى ان توفاه الله عام 1984م بحلة الشريف (ديم النور) ببورتسودان

بمرض اليرقان.

هذه كانت القصة الكاملة لأول عملية سطو على بنك بالسودان أو بالوطن العربي عام 1955م لبنك

باركليز بودمدني نفذها (عباس عماد الدين) الذي اشتهر بعد العملية بـ(عباس بنك) أو (عباس باركليز)..

لم يمكن عباس مرتاد اجرام لكن قادته افكاره الامريكية للمجازفة بتنفيذ هذه العملية التي كان يريد ان يتم

القبض عليه لانه كان قد درس العملية دراسة وافية فقبضته خيانة زميله توفيق وذكاء كمندان شرطة

مديرية النيل الأزرق (لويس سدرة).

اتمنى ان اكون قد وفقت في رواية القصة التي اعجبني فيها ذكاء عباس الخارق.

والتحية للعم/ حاج فضل الله (عضيضة) والاستاذ/ حامد محمد حامد/ والعم/التوم النمر، والعم

عبدالوهاب ود سالم الذين زودوني بمعلومات كبيرة عن أحداث عملية السطو.

النهاية

بدرالدين أحمد موسى
19-04-2011, 08:48 AM
سرقات المال

تقدم محمد يوسف حسنين بثبات الى أحد البنوك و قام بصرف مبلغ كبير من المال و لم يلحظ أنه مراقب بدقة لصيقة من أحد محتالى ضحايا البنوك ..

خرج من البنك حاملا حقيبته محملة بالمال الوفير و ما هى الا خطوات الا و استقبله أحد الأشخاص رافعا يديه بالفاتحة قائلا : الفاتحه يا محمد يوسف .. وضع الرجل الحقيبة و رفع يديه لأداء الفاتحة على روح المرحوم و عقله يودى و يجيب .. يا ربى المات لى منو .. أمى و لا أبوى و لا المرة و لا واحد من أخوانى و لا أولادى ..

و بعد الفاتحه سأل الراجل يا أخوى المات لى منو .. و رد عليه المحتال : يا أخوى أنت مش محمد يوسف ابراهيم .. جدك ابراهيم توفى اليوم الصباح ..

يازول أنا محمد يوسف حسنين .. ووسط المغالطة يكتشف الرجل أن الشنطة قد اختفت .. و طبعا أثناء رفع الفاتحة جاء واحد ثالث من نفس العصابة و أخذ الشنطة وشتت ..

صاحبنا بعد ما رفع معاهو الفاتحة قام بمواساته بل وصل معاهو القسم شاهدا على الحدث و الحقيقة أنه ذهب للتأكد من المبلغ حتى لا يخدعه زملاؤه الآخرون ..فالأول أخد الإسم و المبلغ المصروف .. و أداهو للثانى و الذى ذهب معه إلى قسم الشرطة لفتح البلاغ و بالتالى معرفة المبلغ المسروق .. و الأخير قام بالشنطة !

و قيدت ضد مجهول

moh_alnour
20-04-2011, 09:01 PM
مبااااااالغة طبعا ً
عقلية إجرامية فذة ليتها وظفت فيما يُفيد

بدرالدين أحمد موسى
21-04-2011, 12:23 PM
مبااااااالغة طبعا ً
عقلية إجرامية فذة ليتها وظفت فيما يُفيد

تعرف يا محمد النور .. ناس علم الإجتماع دايما بيقولوا كل إنسان لديه قدر من الذكاء و يبقى السؤال أين و كيف يستخدم هذا الذكاء !

تحياتى

بدرالدين أحمد موسى
24-04-2011, 09:23 PM
سرقات الأراضى

قديما كان محتالى الأراضى يقومون بعمل توكيل و يقومون بتزوير شهادات البحث حتى يتمكنوا من الأستحواذ على الأراضى ثم التخلص منها بالبيع . . و عندما تنبهت السلطات و عملت على سد الثغرات من خلال اصدار قرار بعدم استخراج شهادة البحث الا بحضور المالك .. حدث كساد فى الأحتيال على الأراضى .. و لم يلبث المحتالون أن استحدثوا طرق جديدة للأستيلاء على أراضى الغير ..

قام صاحبنا بدفع عربون لشراء قطعة أرض بمدينة ودمدنى و بسعر منخفض .. بسبب أن صاحبة الأرض مضطرة للبيع لأجراء عملية قلب بالأردن .. ثم توجه الى صديقه ليزف اليه الخبر السعيد : و الله الليلة اشتريت لى أرض لقطة و بى سعر خيالى صاحبة الأرض اسمها مياسة عبدالهادى مسافرة الأردن لأجراء عملية قلب .. و لأن اسم السيدة من الأسماء النادرة و صديقه يعرف صاحبة الأرض فقد اتصل بشقيقها و استفسر عن موقع الأرض و ان كانت مريضة .. و جاءه الخبر اليقين أن مياسة مع زوجها بالسعودية و لا تعانى من أى مرض و ليست لديها أرض معروضة للبيع .. ليتجه ثلاثتهم الى قسم الشرطة لتحرير بلاغ بالحادثة .. و ليتضح فيما بعد أن المحتالين قد اتفقوا مع سيدة لأنتحال شخصية مياسة و قاموا باستخراج جواز سفر باسم مياسة و استخدم الجواز فى استصدار شهادة البحث بغرض البيع .. و تم القبض على العصابة ! و صاحبنا راح عليهو العربون !!

وإنتهت متابعتنا للبلاغ بالقسم الأوسط

ونلتقى