صلاح سر الختم علي
02-03-2011, 02:21 PM
مابين القذافي وكاليجولا: نهاية الطغاة : القتل بالحذاء!!
عبر العصور تتشابه ملامح سلوك الطغاة وتتشابه نهاياتهم... يعلمنا التاريخ أن الطغاة هم ناتج الخوف والخضوع والنفوس المريضة ونهايتهم دائما تكمن في تجاوز الحدود وتجاوز الخاضعين حدود الصبر والخنوع.
خطاب الزعيم القذافي وخطاب نجله سيف الاسلام يرسم صورة دقيقة لاستبداد فاق الحدود حتي ظن الحاكم المطلق نفسه إلها يهب الموت والحياة لشعبه ويقرر بصلف : اذا كان شعبي لايحبني فهو لايستحق الحياة!!! يشبه القذافي في موقفه وسيرته طاغية آخرا عاش قبل آلاف السنين منه هو كاليجولا الامبراطور الروماني أشهر طاغية في التاريخ الإنساني المعروف بوحشيته وجنونه وساديته وله صلة قرابة من ناحية الام للامبراطور الأشهر نيرون الذي احرق روما .واسم كاليجولا الحقيقي هو (جايوس) وتولي حكم روما منذ العام 37 الي 41 ميلاديا ولد كاليجولا في (انتيوم) وتربي ونشا في بيت ملكي وتمت تربيته بين العسكر اعدادا له للحكم واطلقوا عليه هذا الاسم "كاليجولا" وهو معناه الحذاء الروماني سخرية منه في صغره وظل يحمل الاسم حتي مصرعه..
عبقرية مجنونة
لم يكن كاليجولا مجرد طاغية حكم روما بل كان نموذجا للشر وجنون العظمة والقسوة المجسمة في هيئة رجل أضنى الجنون عقله لدرجة اوصلته الي القيام بافعال لا يعقلها بشر أو يتصورها عقل والتي فسّرها علماء النفس علي انها نتيجة اضطرابه النفسي والذهني. وهذا وجه شبه بينه وبين القذافي. ولكن رغم كل الاعمال المرعبة التي قام بها إلا أنه يجب الاعتراف أنه كان عقلا مريضا احرقته العبقرية فقد اثبت التاريخ ان الجنون والعبقرية كثيرا ما يجتمعان فعندما نسمع عما كان يقوم به "كاليجولا "ندرك مدي هول وعبقرية تلك العقلية المريضة في ابتكار تلك الاهوال والتلذذ باستفزاز الاخرين : مثلا كان" كاليجولا" يتفنن في اغاظة الشعوب التي تحكمها روما فمثلا قام ببناء تماثيل عملاقة له في "القدس" المقدسة ليستفز مشاعر العرب هناك وقام بنقل بعض الاثار الفرعونية من مصر كمسلة تحتمس الثالث. وهنا نتذكر خيمة القذافي التي يصر علي نصبها في قلب احدث المدن وحرسه النسائي وازياءه الغريبةوافعاله الاستفزازية الكثيرة.
تأليه الذات وجنون العظمة:
أما الأكثر شهرة من أفعال الطاغية كاليجولا فهو انه كانت استبدت به فكرة انه اله على الأرض وو ملك هذا العالم باسره يفعل ما يحلو له فذات مرة ذهب يسعي في طلب القمر لا لشيء سوي انه من الاشياء التي لا يملكها!! ولهذا استبد به الحزن حين عجز عن الحصول عليه وكثيرا ما كان يبكي عندما يري انه برغم كل سلطانه وقوته لا يستطيع ان يجبر الشمس علي الشروق من الغرب! أو يمنع الكائنات من الموت!
كما أنه فرض السرقة العلنية في روما وبالطبع كانت مقصورة عليه فقط إذ اجبر كل اشراف روما وافراد الامبراطورية الاثرياء علي حرمان ورثتهم من الميراث وكتابة وصية بان تؤول املاكهم الي خزانة روما بعد وفاتهم وبالطبع خزائن "كاليجولا" إذ انه كان يعتبر نفسه روما. وهنا نتذكر عدم وجود فاصل بين اموال الشعب الليبي واموال القذافي واسرته فهو يري انه واولاده وحدهم هم ليبيا ولهذا قال ببرود ان الدول التي جمدت ارصدته هو وعائلته جمدت اموال ليبيا!! اما كاليجولا فكان في بعض الأحيان يامر بقتل بعض الاثرياء حسب ترتيب القائمة التي تناسب هواه الشخصي كي ينقل ارثهم سريعا اليه دون الحاجة لانتظار الامرالالهي! وكان يبرر ذلك بعبارة شهيرة جدا" اما نا فاسرق بصراحة " - وهي عبارة يتبعها الكثيرون اليوم من اللصوص الكبار والصغار!-كان يري انه طالما اعترف بسرقته فهذا مباح.
الصمت يزيد الظلم:
وأيضا يظهر اضطراب كاليجولا النفسي واضحا في التلاعب بمشاعرأفراد حاشيته الذين افسدوه وجعلوه يتمادى في ظلمه وقسوته بصمتهم وجبنهم وهتافهم له في كل ما يقوم به خوفا من
بطشه وطمعا في المزيد من المكاسب من وراء نفاقهم له وهذا حال كل طاغية في التاريخ(بما في ذلك القذافي) لا يتجبر الا عندما يسمح له شعبه بذلك ويتراخي عن مواجهته فذات مرة خرج كاليجولا علي رجاله بخدعة انه يحتضر وسيموت فبادروا بالطبع بالاعلان عن دعائهم له بالشفاء واستعدادهم للتضحية من اجله وبلغ التهور بالبعض ان اعلن رجل من رجاله" فليأخذ
بوسيدون- اله البحار عند اليونانين- روحي فداءا لروحه" واعلن اخر" مئه عمله ذهبية لخزانه الدولة لكي يشفي كاليجولا" وفي لحظتها خرج كاليجولا من مخبأه ينبئهم ويبشرهم انه لم يمت ويجبر من اعلن وعوده المتهورة علي الوفاء بما وعد فاخذ من الثاني مئة عملة ذهبية وقتل الأول كي ينفذ وعده وكان وهو يقتله معجبا متأثرا بكل هذا الاخلاص !! ولنتذكر هنا ان القذافي أمر رجاله بقتل وزير الداخلية وخرج ينعيه في التلفزيون ويصفه بالشهيد ويلصق قتله بالمعارضين في بنغازي دون ان يدري ان رصاص رجاله طاش وان الرجل نجا وانضم للمحتجين وخرج وفضحه. وكانت عبارة كاليجولا التي يرددها لتبرير وتشريع القتل لنفسه " غريب اني ان لم اقتل اشعر باني وحيدا " والعبارة الاخري " لا ارتاح الا بين الموتي" ! فهاتان العباراتان تبرزان بوضوح تام ملامح الشخصية المريضة لكاليجولا والتي أبدع الكاتب العبثي المبدع الفرنسي (البير كامو) في وصفها في مسرحيته(كاليجولا) والتي قدم فيها رؤيته لحياة هذه الطاغية ببراعة وحرفية. وهنا وجه شبه آخر حيث وقف القذافي بعد كل الدماء التي اسالها قائلا ان شعبه يستحق الموت ان كان لايحبه وداعيا انصاره للمارسة القتل في كل شبر وبيت وزنقة!!!!!!!!! ومن المضحكات المبكيات المذهلات في حياة كاليجولا ما قام به عندما اراد ان يشعر بقوته وان كل امور الحياة بيديه ورأى ان تاريخ حكمه يخلو من المجاعات والاوبئة وهكذا لن يتذكره الاجيال القادمة فاحدث بنفسه مجاعة في روما عندما اغلق مخازن الغلال مستمتعا بانه يستطيع ان يجعل كارثة تحل بروما ويجعلها تقف أيضا بامر منه فمكث يستلذ برؤية اهل روما يتعذبون بالجوع وهو يغلق مخازن الغلال! القذافي جعل شعبه يدفع ثمن افعاله الاجرامية المتمثلة في اسقاط وتفجير طائرة ركاب حصارا وجوعا دام سنوات طوال، ثم دفع من اموال الشعب ثمن السكوت علي جريمته!! كذلك من من نفس المنطق المختل نفهم كلمة كاليجولا " سأحل انا محل الطاعون" ! حتى الاتباع لا يأمنون غدر الطغاة و قد اخذ جنون كاليجولا يزداد يوما بعد يوم والذي اسهم أكثر في تعاظم جنونه وبطشه ان الشعب كان خائفا منه وكذلك كان رجاله رغم أنهم كان بإمكانهم ان يجتمعوا ويقضون عليه لكنهم استسلموا للخوف فزاد ظلمه و ظل رجاله يؤيدونه في جبروته حتي لحقهم بدورهم فذات يوم استبدت به البارانويا عندما راي أحد رجاله يدعي "ميريا" يتناول عقارا ما فظن انه يتناول دواءا مضادا للسم خوفا من أن يقوم كاليجولا بقتله وهكذا قرر كاليجولا ان يقتله لانه ظن به
السوء وانه كان من الممكن ان يرغب فعلا في قتله بالسم وبهذا فهو قد حرمه من تلك المتعة ! فقتله كاليجولا رغم أن ميريا كان يتناول عقارا عاديا!! و ازداد جنون كاليجولا عن حده حتي جاءت لحظة الحادثة الشهيرة والتي ادت الي مصرعه في النهاية إذ دخل كاليجولا مجلس الشيوخ ممتطيا صهوة جواده العزيز"تانتوس" ولما ابدي أحد الاعضاء اعتراضه علي هذا السلوك قال له كاليجولا" انا لا ادري لما ابدي العضو المحترم ملاحظة علي دخول جوادي المحترم رغم أنه أكثر اهمية من العضو المحترم فيكفي انه يحملني "! وطبعا كعادة الحاشية هتفوا له وايدوا ما يقول فزاد في جنونه واصدر قرارا بتعيين جواده العزيز عضوا في مجلس الشيوخ! وطبعا هلل
الاعضاء لحكمة كاليجولا في تعبير فج عن النفاق البشري وانطلق كاليجولا في عبثه الي النهاية فاعلن عن حفلة ليحتفل فيها بتعيين جواده المحترم عضوا في مجلس الشيوخ وكان لابد علي اعضاء المجلس حضور الحفل بالملابس الرسمية. ويوم الحفل فوجئ الحاضرون لان المأدبة لم يكن بها سوي التبن والشعير! فلما اندهشوا قال لهم كاليجولا انه شرف عظيم لهم ان يأكلوا في صحائف ذهبية ما ياكله حصانه وهكذا اذعن الحضور جميعا لرغبة الطاغية واكلوا التبن والشعير! الا واحدا كان يدعي" براكوس " رفض فغضب عليه كاليجولا وقال " من انت كي ترفض ان تاكل مما ياكل جوادي واصدر قرارا لتنحيته من منصبه وتعيين حصانه بدلا منه" !! وبالطبع هلل الحاضرون بفم مليء بالقش والتبن واعلنوا تاييدهم لذلك الجنون!.
نهاية الطاغية
إلا أن "براكوس " قد ثار وصرخ في كاليجولا والاعضاء واعلن الثار لشرفه وصاح في اعضاء مجلس الشيوخ" الي متي يا اشراف روما نظل خاضعين لجبروت كاليجولا " وقذف حذاءه في وجه حصان كاليجولا وصرخ " يا اشراف روما افعلوا مثلي استردوا شرفكم المهان" فاستحالت المعركة بالاطباق وكل شيء وتجمع الاعضاء وأعوان كاليجولا عليه حتى قضوا عليه وقتلوه حصانه أيضا ولما وصل الخبر الي الشعب خرج مسرعا وحطم كل تماثيل كاليجولا ومعها أيضا تماثيل افراد عائلته كنيرون.ليجولا. هكذا كانت نهاية الطاغية بدايتها حذاء رجل واحد غاضب اشعل غضبا حبيسا في صدور الرجال، وهاهي ليبيا اليوم بها ملايين من امثال براكوس رفعوا احذيتهم وقذفوها في وجه الطاغيةواشعلوا غضب السنين المتراكم في صدور الرجال وسيلحق القذافي بشبيهه كاليجولا إلي مذبلة التاريخ ويلحق بصوره وتماثيله وكتابه الاخضر التي احرقها وهدمها ومزقها الثوار قبل النيل منه شخصيا.
صلاح الدين سر الختم علي روائي سوداني
عبر العصور تتشابه ملامح سلوك الطغاة وتتشابه نهاياتهم... يعلمنا التاريخ أن الطغاة هم ناتج الخوف والخضوع والنفوس المريضة ونهايتهم دائما تكمن في تجاوز الحدود وتجاوز الخاضعين حدود الصبر والخنوع.
خطاب الزعيم القذافي وخطاب نجله سيف الاسلام يرسم صورة دقيقة لاستبداد فاق الحدود حتي ظن الحاكم المطلق نفسه إلها يهب الموت والحياة لشعبه ويقرر بصلف : اذا كان شعبي لايحبني فهو لايستحق الحياة!!! يشبه القذافي في موقفه وسيرته طاغية آخرا عاش قبل آلاف السنين منه هو كاليجولا الامبراطور الروماني أشهر طاغية في التاريخ الإنساني المعروف بوحشيته وجنونه وساديته وله صلة قرابة من ناحية الام للامبراطور الأشهر نيرون الذي احرق روما .واسم كاليجولا الحقيقي هو (جايوس) وتولي حكم روما منذ العام 37 الي 41 ميلاديا ولد كاليجولا في (انتيوم) وتربي ونشا في بيت ملكي وتمت تربيته بين العسكر اعدادا له للحكم واطلقوا عليه هذا الاسم "كاليجولا" وهو معناه الحذاء الروماني سخرية منه في صغره وظل يحمل الاسم حتي مصرعه..
عبقرية مجنونة
لم يكن كاليجولا مجرد طاغية حكم روما بل كان نموذجا للشر وجنون العظمة والقسوة المجسمة في هيئة رجل أضنى الجنون عقله لدرجة اوصلته الي القيام بافعال لا يعقلها بشر أو يتصورها عقل والتي فسّرها علماء النفس علي انها نتيجة اضطرابه النفسي والذهني. وهذا وجه شبه بينه وبين القذافي. ولكن رغم كل الاعمال المرعبة التي قام بها إلا أنه يجب الاعتراف أنه كان عقلا مريضا احرقته العبقرية فقد اثبت التاريخ ان الجنون والعبقرية كثيرا ما يجتمعان فعندما نسمع عما كان يقوم به "كاليجولا "ندرك مدي هول وعبقرية تلك العقلية المريضة في ابتكار تلك الاهوال والتلذذ باستفزاز الاخرين : مثلا كان" كاليجولا" يتفنن في اغاظة الشعوب التي تحكمها روما فمثلا قام ببناء تماثيل عملاقة له في "القدس" المقدسة ليستفز مشاعر العرب هناك وقام بنقل بعض الاثار الفرعونية من مصر كمسلة تحتمس الثالث. وهنا نتذكر خيمة القذافي التي يصر علي نصبها في قلب احدث المدن وحرسه النسائي وازياءه الغريبةوافعاله الاستفزازية الكثيرة.
تأليه الذات وجنون العظمة:
أما الأكثر شهرة من أفعال الطاغية كاليجولا فهو انه كانت استبدت به فكرة انه اله على الأرض وو ملك هذا العالم باسره يفعل ما يحلو له فذات مرة ذهب يسعي في طلب القمر لا لشيء سوي انه من الاشياء التي لا يملكها!! ولهذا استبد به الحزن حين عجز عن الحصول عليه وكثيرا ما كان يبكي عندما يري انه برغم كل سلطانه وقوته لا يستطيع ان يجبر الشمس علي الشروق من الغرب! أو يمنع الكائنات من الموت!
كما أنه فرض السرقة العلنية في روما وبالطبع كانت مقصورة عليه فقط إذ اجبر كل اشراف روما وافراد الامبراطورية الاثرياء علي حرمان ورثتهم من الميراث وكتابة وصية بان تؤول املاكهم الي خزانة روما بعد وفاتهم وبالطبع خزائن "كاليجولا" إذ انه كان يعتبر نفسه روما. وهنا نتذكر عدم وجود فاصل بين اموال الشعب الليبي واموال القذافي واسرته فهو يري انه واولاده وحدهم هم ليبيا ولهذا قال ببرود ان الدول التي جمدت ارصدته هو وعائلته جمدت اموال ليبيا!! اما كاليجولا فكان في بعض الأحيان يامر بقتل بعض الاثرياء حسب ترتيب القائمة التي تناسب هواه الشخصي كي ينقل ارثهم سريعا اليه دون الحاجة لانتظار الامرالالهي! وكان يبرر ذلك بعبارة شهيرة جدا" اما نا فاسرق بصراحة " - وهي عبارة يتبعها الكثيرون اليوم من اللصوص الكبار والصغار!-كان يري انه طالما اعترف بسرقته فهذا مباح.
الصمت يزيد الظلم:
وأيضا يظهر اضطراب كاليجولا النفسي واضحا في التلاعب بمشاعرأفراد حاشيته الذين افسدوه وجعلوه يتمادى في ظلمه وقسوته بصمتهم وجبنهم وهتافهم له في كل ما يقوم به خوفا من
بطشه وطمعا في المزيد من المكاسب من وراء نفاقهم له وهذا حال كل طاغية في التاريخ(بما في ذلك القذافي) لا يتجبر الا عندما يسمح له شعبه بذلك ويتراخي عن مواجهته فذات مرة خرج كاليجولا علي رجاله بخدعة انه يحتضر وسيموت فبادروا بالطبع بالاعلان عن دعائهم له بالشفاء واستعدادهم للتضحية من اجله وبلغ التهور بالبعض ان اعلن رجل من رجاله" فليأخذ
بوسيدون- اله البحار عند اليونانين- روحي فداءا لروحه" واعلن اخر" مئه عمله ذهبية لخزانه الدولة لكي يشفي كاليجولا" وفي لحظتها خرج كاليجولا من مخبأه ينبئهم ويبشرهم انه لم يمت ويجبر من اعلن وعوده المتهورة علي الوفاء بما وعد فاخذ من الثاني مئة عملة ذهبية وقتل الأول كي ينفذ وعده وكان وهو يقتله معجبا متأثرا بكل هذا الاخلاص !! ولنتذكر هنا ان القذافي أمر رجاله بقتل وزير الداخلية وخرج ينعيه في التلفزيون ويصفه بالشهيد ويلصق قتله بالمعارضين في بنغازي دون ان يدري ان رصاص رجاله طاش وان الرجل نجا وانضم للمحتجين وخرج وفضحه. وكانت عبارة كاليجولا التي يرددها لتبرير وتشريع القتل لنفسه " غريب اني ان لم اقتل اشعر باني وحيدا " والعبارة الاخري " لا ارتاح الا بين الموتي" ! فهاتان العباراتان تبرزان بوضوح تام ملامح الشخصية المريضة لكاليجولا والتي أبدع الكاتب العبثي المبدع الفرنسي (البير كامو) في وصفها في مسرحيته(كاليجولا) والتي قدم فيها رؤيته لحياة هذه الطاغية ببراعة وحرفية. وهنا وجه شبه آخر حيث وقف القذافي بعد كل الدماء التي اسالها قائلا ان شعبه يستحق الموت ان كان لايحبه وداعيا انصاره للمارسة القتل في كل شبر وبيت وزنقة!!!!!!!!! ومن المضحكات المبكيات المذهلات في حياة كاليجولا ما قام به عندما اراد ان يشعر بقوته وان كل امور الحياة بيديه ورأى ان تاريخ حكمه يخلو من المجاعات والاوبئة وهكذا لن يتذكره الاجيال القادمة فاحدث بنفسه مجاعة في روما عندما اغلق مخازن الغلال مستمتعا بانه يستطيع ان يجعل كارثة تحل بروما ويجعلها تقف أيضا بامر منه فمكث يستلذ برؤية اهل روما يتعذبون بالجوع وهو يغلق مخازن الغلال! القذافي جعل شعبه يدفع ثمن افعاله الاجرامية المتمثلة في اسقاط وتفجير طائرة ركاب حصارا وجوعا دام سنوات طوال، ثم دفع من اموال الشعب ثمن السكوت علي جريمته!! كذلك من من نفس المنطق المختل نفهم كلمة كاليجولا " سأحل انا محل الطاعون" ! حتى الاتباع لا يأمنون غدر الطغاة و قد اخذ جنون كاليجولا يزداد يوما بعد يوم والذي اسهم أكثر في تعاظم جنونه وبطشه ان الشعب كان خائفا منه وكذلك كان رجاله رغم أنهم كان بإمكانهم ان يجتمعوا ويقضون عليه لكنهم استسلموا للخوف فزاد ظلمه و ظل رجاله يؤيدونه في جبروته حتي لحقهم بدورهم فذات يوم استبدت به البارانويا عندما راي أحد رجاله يدعي "ميريا" يتناول عقارا ما فظن انه يتناول دواءا مضادا للسم خوفا من أن يقوم كاليجولا بقتله وهكذا قرر كاليجولا ان يقتله لانه ظن به
السوء وانه كان من الممكن ان يرغب فعلا في قتله بالسم وبهذا فهو قد حرمه من تلك المتعة ! فقتله كاليجولا رغم أن ميريا كان يتناول عقارا عاديا!! و ازداد جنون كاليجولا عن حده حتي جاءت لحظة الحادثة الشهيرة والتي ادت الي مصرعه في النهاية إذ دخل كاليجولا مجلس الشيوخ ممتطيا صهوة جواده العزيز"تانتوس" ولما ابدي أحد الاعضاء اعتراضه علي هذا السلوك قال له كاليجولا" انا لا ادري لما ابدي العضو المحترم ملاحظة علي دخول جوادي المحترم رغم أنه أكثر اهمية من العضو المحترم فيكفي انه يحملني "! وطبعا كعادة الحاشية هتفوا له وايدوا ما يقول فزاد في جنونه واصدر قرارا بتعيين جواده العزيز عضوا في مجلس الشيوخ! وطبعا هلل
الاعضاء لحكمة كاليجولا في تعبير فج عن النفاق البشري وانطلق كاليجولا في عبثه الي النهاية فاعلن عن حفلة ليحتفل فيها بتعيين جواده المحترم عضوا في مجلس الشيوخ وكان لابد علي اعضاء المجلس حضور الحفل بالملابس الرسمية. ويوم الحفل فوجئ الحاضرون لان المأدبة لم يكن بها سوي التبن والشعير! فلما اندهشوا قال لهم كاليجولا انه شرف عظيم لهم ان يأكلوا في صحائف ذهبية ما ياكله حصانه وهكذا اذعن الحضور جميعا لرغبة الطاغية واكلوا التبن والشعير! الا واحدا كان يدعي" براكوس " رفض فغضب عليه كاليجولا وقال " من انت كي ترفض ان تاكل مما ياكل جوادي واصدر قرارا لتنحيته من منصبه وتعيين حصانه بدلا منه" !! وبالطبع هلل الحاضرون بفم مليء بالقش والتبن واعلنوا تاييدهم لذلك الجنون!.
نهاية الطاغية
إلا أن "براكوس " قد ثار وصرخ في كاليجولا والاعضاء واعلن الثار لشرفه وصاح في اعضاء مجلس الشيوخ" الي متي يا اشراف روما نظل خاضعين لجبروت كاليجولا " وقذف حذاءه في وجه حصان كاليجولا وصرخ " يا اشراف روما افعلوا مثلي استردوا شرفكم المهان" فاستحالت المعركة بالاطباق وكل شيء وتجمع الاعضاء وأعوان كاليجولا عليه حتى قضوا عليه وقتلوه حصانه أيضا ولما وصل الخبر الي الشعب خرج مسرعا وحطم كل تماثيل كاليجولا ومعها أيضا تماثيل افراد عائلته كنيرون.ليجولا. هكذا كانت نهاية الطاغية بدايتها حذاء رجل واحد غاضب اشعل غضبا حبيسا في صدور الرجال، وهاهي ليبيا اليوم بها ملايين من امثال براكوس رفعوا احذيتهم وقذفوها في وجه الطاغيةواشعلوا غضب السنين المتراكم في صدور الرجال وسيلحق القذافي بشبيهه كاليجولا إلي مذبلة التاريخ ويلحق بصوره وتماثيله وكتابه الاخضر التي احرقها وهدمها ومزقها الثوار قبل النيل منه شخصيا.
صلاح الدين سر الختم علي روائي سوداني