المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قراءة في محاكمات تاريخية



صلاح الدين ابوبكر
02-02-2011, 03:29 AM
تأملات في محاكمة كل من :
الصحابي الجليل /حاطب بن أب بلتعة
الفيلسوف الصوفي / الحلاج
والمفكر الاسلامي/محمود محمد طه
المحاكم والقضاة
بين العدالة المتجردة ..والانحياز والهوى
في هذا السياق سندلف نحو المرافعات مباشرة بعد تحرير عريضة الاتهام المستوفية الشروط والعناصر ولنبدا بالصحابي حاطب بن ابي بلتعة تروي كتب السيرة أن حاطب بن أبي بلتعة عندما تجهز النبي لفتح مكة أرسل رسالة لقريش مع امرأة يُعِلمهم بسير النبي ، وجاء الوحي إلى رسول الله يخبره بالخبر، فنادى رسول الله : ((يا علي))، قال: لبيك يا رسول الله، ((يا زبير))، قال: لبيك يا رسول الله، ((انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ، فإن بها ظعينة ومعها كتاب فخذوه))، وذهبا كالسهمين مسرعين، ووجدا تلك المرأة تُنيخ راحلتها، فاقترب الزبير وقال: أي أختاه معك رسالة فأخرجيها، قالت: ما معي شيء، قال عليّ: يا امرأة، إنّ الذي أرسلنا ما كذب قطّ، وهو صادق فيما يقول، أخرجي الرسالة، قالت: ما معي شيء، قال: والذي نفسي بيده، إما أن تخرجيها، وإما أن أجردك من ثيابك حتى أراها، صاحت بكل صوتها وهي مشركة: لا، إياك أن تجرّدني، فأنا عربية حرة لا أتجرّد من ثيابي.
يا الله، إن في شوارعنا من يتجرد من ثيابه، لقد تجردوا وتزينوا وتسفهوا، وللخنا باعوا !!!واشتروا، ثم يقولون: هم عرب.!!!
قال: سنجردك من ثيابك، قالت: لا بل أخرج الرسالة، قال: أخرجيها، قالت: أديرا وجهيكما، وكشفت وأخرجت الرسالة وسلّمتها، وعاد الشابان إلى الجيش، هنالك فتح الرسول الرسالة وقرأها عليّ: من حاطب بن أبي بلتعة إلى أهل مكة، إن النبي قد جاءكم بجيش لا قبل لكم به فخذوا حذركم.عقدت محكمة ميدانية، جيء بحاطب، ((يا حاطب ما هذا؟)) بكى حاطب وأشهَد الله أنه لم يفعل ذلك خيانة، إنما له أهل ضعاف، أراد أن لا تقتلهم قريش إذا سمعوا أن الجيش قد جاء، فأرسل الرسالة ليحافظ على أهله، فقال عمر: يا رسول الله، هذا رجل كذاب، دعني أضرب عنقه، قال : ((إنه قد شهد بدرًا، وما يدريك لعل الله أن يكون قد اطّلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم؟!)) وفي رواية: ((فقد وجبت لكم الجنة)) متفق عليه.وينادي حاطب وهو ينظر إلى المسلمين: والله ما خنت الله ورسوله، والله ما نويت ذلك ولا خطر لي ذلك. نحن الآن من أجل أرصدةٍ في بنوك اليهود من أجل جاهٍ نطلبه من الكافرين نخون أمة المسلمين بأجمعها. وأنزل الله تعالى براءة لحاطب فقال له: يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ عَدُوّى وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِٱلْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُواْ بِمَا جَاءكُمْ مّنَ ٱلْحَقّ إلى آخر الآية [الممتحنة:1].يا حاطب، إن عدوك هو عدوي، وإن عدوي هو عدوك، أنت مؤمن يا حاطب.من هنا عاد حاطب إلى صفوف المؤمنين، وصار الصف بلا خيانة.
محاكمة الحلاج :
كانت المحكمة مشكلة من قاضي القضاة المالكي أبي عمر الحمادي رئيساً وجعفر الهلول وأبي الحسن الأشناني القاضيين الحنفيين أعضاء ، ولم يحضر المحاكمة أحد من قضاة الشافعية ولا الحنابلة حيث كانوا خصوماً للدولة ومعارضين لنهجها السياسي ومتعاطفين مع نهج الحلاج السياسي . تهمة الحلاج ، الفتنة والتحريض عليها ، وقد شعر الحلاج أن المحاكمة تتجه بقصد مسبق نحو الإدانة مهما يكن دفاعه فقال للجالسين على منصة العدل : لستم بقضاتي ولذا لن أدافع عن نفسي . لكنهم أصروا أن يدافع عن نفسه فقال لهم : أوعدتم إن كان الحق فيما أقول أن تمضوا معي ؟
فقيل له : نمضي فيه معك ؟ إما أنك رجل ساذج أو أنك اذكى مما نتصور ولهذا أفسدت صعاليك العامة وعلى كل لا ضير ، قد نصبح من أتباعك ..
سألوه : هل تحض على عصيان الحكام ؟
قال : بل كنت أحض على طاعة رب الحكام برأ الله الدنيا إحكاماً ونظاماً فلماذا اضطربت واختلت الأحكام ، خلق الإنسان على صورته في أحسن تقويم فلماذا رد إلى درك الإنعام ؟
سألوه : هل أرسلت رسائل إلى المعارضين للخليفة تدعو فيها أن ينقضوا ويهبوا ضد الدولة ؟ قال : الدولة .. لا أشغل نفسي بالدولة .. بل أشغلها بقلوب أحبائي . واستطرد : أما الرسائل فهي قطع من قلبي أهديها لقلوب أحبائي .
سألوه : ما فيها ؟
فقال : تذكير لهم أن الإنسان شقي في مملكة الله .. لم يبرأنا الباري ليعذبنا ويصغرنا في عينيه ، بل ليرانا ننمو وتلامس جبهتنا وجه الشمس أو نمرح تحت عباءتها كالحملان المرحة ، لقد عاينت الفقر يعربد في الطرقات ويهدم روح الإنسان فسألت النفس ماذا أصنع ؟ هل أدعو جمع الفقراء أن يلقوا سيف النقمة في أفئدة الظلمة ؟ ما أتعس أن نلقي بعض الشر ببعض الشر ونداوي إثما بجريمة ماذا أصنع ؟ أدعوا الظلمة أن يضعوا الظلم على الناس .. لكن ، هل تفتح كلمة ، قلباً مقفولاً بتاج ذهبي ؟ ماذا أصنع ؟ لا أملك إلا أن أتحدث ولتنقل كلماتي الريح السواحة ولأثبتها في الأوراق شهادة إنسان من أهل الرؤية . فعلّ فؤاد ظمآن من أفئدة وجوه الأمة يستعذب هذي الكلمات فيخوض بها في الطرقات يرعاها إن ولّي الأمر ، ويوفق بين القدرة والفكرة ويزاوج بين الفعل والحكمة .
قضيـة محمـود محمد طه!!
في 25 فبراير 1986 وبعد انتفاضة ابريل 1985 ، التى اطاحت بنظام الرئيس الاسبق جعفر نميرى ، رفعت اسماء محمود، وعبد اللطيف عمر حسب الله ، عريضة دعوى، تطالب باعلان بطلان اجراءات المحاكمة، التي تمت للاستاذ محمود محمد طه، وأربعة من الاخوان الجمهوريين ابان العهد المايوى ، والتى قضت باعدام الاستاذ محمود بتهمة الردة واستتابة تلاميذه الاربعة . ولقد رفعت الدعوى ضد حكومة جمهورية السودان، الى المحكمة العليا، الدائرة الدستورية، وتم نظرها بواسطة القضاة :
محمد ميرغني مبروك رئيساً، هنري رياض سكلا عضواً، فاروق أحمد إبراهيم عضواً، حنفي ابراهيم محمد عضواً، زكي عبد الرحمن عضواً، محمد حمزة الصديق عضواً، و محمد عبد الرحيم عضواً.وكانت هيئة الدفاع، التي تولت رفع الدعوى، مكونة من السادة المحامين :
د. بيتر نيوت كوك، عبد الله الحسن، عابدين إسماعيل، طه إبراهيم، جريس أسعد، والاستاذ محمود حاج الشيخ. وبعد تقديم هيئة الدفاع مرافعتها طلبت المحكمة، من النائب العام، السيد عمر عبد العاطي، باعتباره ممثل الحكومة، ان يرد على مذكرة الادعاء المرفوعة بواسطة المحامين، فجاء ردّه كالاتي ::
1- نعترف بان المحاكمة لم تكن عادلة ولم تتقيد باجراءات القانون .
2- ان المحاكمة اجهاض كامل للعدالة والقانون .
3 - لا نرغب في الدفاع اطلاقاً عن تلك المحاكمة .
وبعد المداولات، جاء قرار المحكمة العليا، الذي ابطل الحكم الاول ونورد منه هنا ما يأتي :
(ان محكمة الاستئناف، وفيما نوهنا به، اشتطت في ممارسة سلطتها على نحو كان يستحيل معه الوصول الى حكم عادل تسنده الوقائع الثابته وفقاً لمقتضيات القانون. ويبين ذلك جلياً مما استهلت به المحكمة حكمها حين قالت :
«ثبت لدى محكمة الموضوع من اقوال المتهمين ومن المستند المعروض امامها وهو عبارة عن منشور صادر من الاخوان الجمهوريين ان المتهمين يدعون فهماً جديداً للاسلام غير الذي عليه المسلمون اليوم... الخ».. وبمراجعة المستند المشار اليه واقوال المتهمين التي ادلوا بها امام المحكمة الجنائية لا نجد سنداً لهذه النتيجة الخطيرة التي نفذت اليها محكمة الاستئناف مما يكشف عن حقيقة واضحة هي ان المحكمة قد قررت منذ البداية ان تتصدى بحكمها لفكر المتهمين وليس لما طرح امامها من اجراءات قامت على مواد محددة في قانون العقوبات وامن الدولة ، وأدى الى تحريكها منشور محرر في عبارات واضحة لا تقبل كثيراً من التأويل . وبعد تمحيص طويل ونظر مدقق فى الحيثيات والبينات التى استند اليها الحكم الاول قررت المحكمة ما يلى :
1- اعلان بطلان الحكم الصادر في حق المواطنين محمود محمد طه والمدعي الثاني في هذه الدعوى من المحكمة الجنائية ومحكمة الاستئناف .
2- الزام المدعين برسوم واتعاب المحاماة في هذه الدعوى.

عبد المنعم فتحي
03-02-2011, 08:54 AM
الحمد لله رب العالمين الذي أراح العباد و الأشجار و الدواب و الهوام من الحلاج و محمود محمد طه عليهما من الله ما يستحقان .

فهمنا علاقة محمود محمد طه بالحلاج فكلاهما زنديق
لكن ما علاقة قصة حاطب أبن أبي بلتعة بالموضوع ؟
يكفي أنه تاب و رجع - قال تعالى : ( وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّـهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّـهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا )

يقول بعض المغفلين أن الحلاج لما قُتل طار دمه فكتب على الأرض لا إله إلا الله كيف تُكتب أعظم كلمة في الوجود بالدم النجس
يا أخي لا تكن للخائنين خصيما

صلاح الدين ابوبكر
09-02-2011, 03:53 AM
عبد المنعم ....
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اشكرك على المرور ...
بالنسبة للموضوع لقد عرضته من الناحية القانونية وليس العقدية ...لان المحاكمة التي تمت في حق الحلاج وطه لم تكن نصرة للعقيدة وانما كانت تعبر عن صراع الارادات والمصالح والاهواء بدليل ان المحكمة العليا حين درست لقضية المستأنفة قالت رايها القانوني ...والان الجميع في ذمة الله ان شاء عذبهم وان شاء غفر لهم ...ونحن اذ نطرح مثل هذه القضايا نريد ان نؤكد على اهمية التروي وعدم التعجل في الحكم .........وبالنسبة لقضية حاطب رضي الله عنه لم تعرض للمقارتة وانما فقط لنرى ونقتدي بسيد البشر كيف انه تمهل وتثبت ولم يلجأ الى اصدار الحكم كما هو بل تعمل مع روح القضية والظروف المحيطة بها ..نريد قضاء واسع الصدر ...عميق المعرفة تقديري وتحياتيواخيرا لسنا من مناصري الخائنين والحمد لله ولكن نقول ما نراه صوابا واذا تبين لنا خظؤه تبنا وانبنا ..وحزيت خيرا

عبد المنعم فتحي
09-02-2011, 05:23 AM
عبد المنعم ....
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اشكرك على المرور ...
بالنسبة للموضوع لقد عرضته من الناحية القانونية وليس العقدية ...لان المحاكمة التي تمت في حق الحلاج وطه لم تكن نصرة للعقيدة وانما كانت تعبر عن صراع الارادات والمصالح والاهواء بدليل ان المحكمة العليا حين درست لقضية المستأنفة قالت رايها القانوني ...والان الجميع في ذمة الله ان شاء عذبهم وان شاء غفر لهم ...ونحن اذ نطرح مثل هذه القضايا نريد ان نؤكد على اهمية التروي وعدم التعجل في الحكم .........وبالنسبة لقضية حاطب رضي الله عنه لم تعرض للمقارتة وانما فقط لنرى ونقتدي بسيد البشر كيف انه تمهل وتثبت ولم يلجأ الى اصدار الحكم كما هو بل تعمل مع روح القضية والظروف المحيطة بها ..نريد قضاء واسع الصدر ...عميق المعرفة تقديري وتحياتيواخيرا لسنا من مناصري الخائنين والحمد لله ولكن نقول ما نراه صوابا واذا تبين لنا خظؤه تبنا وانبنا ..وحزيت خيرا


أخي الحبيب صلاح الدين أبو بكر
لا تغضب مني يا أخي
أحسب أني ما غضبت إلا لله تعالى و لدينه و الله أعلم بما في الصدور
و فقنا الله و إياك لما يحب و يرضى