ودسمير
14-01-2011, 10:53 PM
الابناء يأتون عبر ( الفيس بوك )
الام تنبش فى نشرات الاخبار عن احوال الطقس ! الام لديها أبناء موزعون على عواصم عربيه وغربيه وحين تشرق الشمس فى دبى يكون الثلج قد كسا الطرقات فى كندا وحين يبرد الطقس فى الكويت تكون الامطار قد تسببت بطوفانات فى البرازيل .
الام تبكى عبر (اسكاى بى ) تحضن عبر ( الجى ميل شاتنغ ) تحن عبر نشرات الطقس على (بى بى سى العربيه والجزيره والجديد وتلفزيون دبى – حين حملتهم فى بطنها شهورا وارضعتهم وألبستهم مراييل المدرسه وتلقت قبعاتهم المرميه فى الفضاء فى حفلات تخرجهم من المدرسه والجامعه ورقصت فى حفلات زفافهم ، لم تكن تتوقع انهم ذات يوم سيستبدلون بشاشة كمبيوتر وبرامج معقده لا تفقه عنها الا كونها تأتى بصوتهم وصورهم !
وحين نادها حفيدها ذات يوم ليريها صور ابائها المهاجرين تتمغط وتكبر بمجرد ان ينقر على تلك القطعه السوداء التى يسميها ( ماوس ) لم تحزن كونهم كما يبدون فى الصور سعداء فى حياتهم بعيدا عنها يحتفلون باعياد ميلاد صغارهم الذين لم يتسنى لها ان تشيل غالبيتهم عند الولاده كما فعلت مع الابناء ... الصور تكشف جولاتهم حول المدن ورحلاتهم السياحيه .. رغم انهم لم ياتوا الى الوطن ، الى البيت ، الى حضنها منذ زمن بعيد ... الام لا تحزن لكل ذلك فهى مشغوله بتتبع تفاصيل اخرى .. يا ربى لماذا يبدو فى هذه الصوره نحيلا لا يتغذى جيدا فى البلاد البارده .. ولماذا يحمل كل هذه الاغراض ، صغيرى الحبيب فيما زوجته الى جانبه لا تمسك شيئا سوه .. عنقه !!
الام لا تعرف عن معنى المنخفض الجوى ولا عن عقدة الرياح ولا تلك الصور والبيانات التى تمر عبر الشاشه ، فيما المذيعه تسرد احوال الطقس ، هى غالبا تفضل النشرات منزوعه المذيعات ! اى التى تحدد درجات الطقس كتابة الى جانب اسم كل مدينه ورسم صغير يعبر عن وضع الحاله الجويه : غيمه سوداء تعنى طقسا باردا دون الحاجه الى استخدام مظله هذا يعنى ان ولدى لديه روماتيزيوم وحين كان صغيرا كان زملاؤه يسخرون من تلك البجامه الى يلبسها تحت ملابسه لتقيه شر البرد ... وحين تنز الغيمه فى الصورة مطرا فهذا يعنى ان حبيبى الصغير قد ينسى المظله فتكون النتيجه مطرا على رأسه وحمى بالليل ( يا ربى من يعتنى به فى بلاد الغربه ) من يصنع له الشوربه هل لديهم عدس اصفر هناك ؟ وحين تكون الصوره ساطعه تشعر بارتياح لا يمنعها ان تفكر فى حساسية عينيه ( روحى وحياتى لو نسى ارتداء النظاره فى موقع عمله فى الصحراوى ) فى آخر مره زارنى فيها وضعت كمادات مغمسه بالشاى البارد على عينيه .
الزمن تغير الابناء لا ينقطعون عن الزياره لكنهم أشباح أصوات تنبعث من جهاز أو صور تهتز وتتقطع . الزمن تغير لكن الام على حالها تنتظر .منقول من جريدة البيان الاماراتيه عدد 14 يناير 2011-
وحتما سنلتقى
الام تنبش فى نشرات الاخبار عن احوال الطقس ! الام لديها أبناء موزعون على عواصم عربيه وغربيه وحين تشرق الشمس فى دبى يكون الثلج قد كسا الطرقات فى كندا وحين يبرد الطقس فى الكويت تكون الامطار قد تسببت بطوفانات فى البرازيل .
الام تبكى عبر (اسكاى بى ) تحضن عبر ( الجى ميل شاتنغ ) تحن عبر نشرات الطقس على (بى بى سى العربيه والجزيره والجديد وتلفزيون دبى – حين حملتهم فى بطنها شهورا وارضعتهم وألبستهم مراييل المدرسه وتلقت قبعاتهم المرميه فى الفضاء فى حفلات تخرجهم من المدرسه والجامعه ورقصت فى حفلات زفافهم ، لم تكن تتوقع انهم ذات يوم سيستبدلون بشاشة كمبيوتر وبرامج معقده لا تفقه عنها الا كونها تأتى بصوتهم وصورهم !
وحين نادها حفيدها ذات يوم ليريها صور ابائها المهاجرين تتمغط وتكبر بمجرد ان ينقر على تلك القطعه السوداء التى يسميها ( ماوس ) لم تحزن كونهم كما يبدون فى الصور سعداء فى حياتهم بعيدا عنها يحتفلون باعياد ميلاد صغارهم الذين لم يتسنى لها ان تشيل غالبيتهم عند الولاده كما فعلت مع الابناء ... الصور تكشف جولاتهم حول المدن ورحلاتهم السياحيه .. رغم انهم لم ياتوا الى الوطن ، الى البيت ، الى حضنها منذ زمن بعيد ... الام لا تحزن لكل ذلك فهى مشغوله بتتبع تفاصيل اخرى .. يا ربى لماذا يبدو فى هذه الصوره نحيلا لا يتغذى جيدا فى البلاد البارده .. ولماذا يحمل كل هذه الاغراض ، صغيرى الحبيب فيما زوجته الى جانبه لا تمسك شيئا سوه .. عنقه !!
الام لا تعرف عن معنى المنخفض الجوى ولا عن عقدة الرياح ولا تلك الصور والبيانات التى تمر عبر الشاشه ، فيما المذيعه تسرد احوال الطقس ، هى غالبا تفضل النشرات منزوعه المذيعات ! اى التى تحدد درجات الطقس كتابة الى جانب اسم كل مدينه ورسم صغير يعبر عن وضع الحاله الجويه : غيمه سوداء تعنى طقسا باردا دون الحاجه الى استخدام مظله هذا يعنى ان ولدى لديه روماتيزيوم وحين كان صغيرا كان زملاؤه يسخرون من تلك البجامه الى يلبسها تحت ملابسه لتقيه شر البرد ... وحين تنز الغيمه فى الصورة مطرا فهذا يعنى ان حبيبى الصغير قد ينسى المظله فتكون النتيجه مطرا على رأسه وحمى بالليل ( يا ربى من يعتنى به فى بلاد الغربه ) من يصنع له الشوربه هل لديهم عدس اصفر هناك ؟ وحين تكون الصوره ساطعه تشعر بارتياح لا يمنعها ان تفكر فى حساسية عينيه ( روحى وحياتى لو نسى ارتداء النظاره فى موقع عمله فى الصحراوى ) فى آخر مره زارنى فيها وضعت كمادات مغمسه بالشاى البارد على عينيه .
الزمن تغير الابناء لا ينقطعون عن الزياره لكنهم أشباح أصوات تنبعث من جهاز أو صور تهتز وتتقطع . الزمن تغير لكن الام على حالها تنتظر .منقول من جريدة البيان الاماراتيه عدد 14 يناير 2011-
وحتما سنلتقى