أبونبيل
10-01-2011, 01:57 AM
نواب الشعب يصفقون عند إجازة قرار زيادة الأسعار
(الصفقة) أو التصفيق نوع من أنواع التعبير عن الإنتشاء والفرح وهنالك أنواع متعددة منه حيث يمكن أن نقسمه إلى نوعين رئيسيين ؛ النوع الأول: تصفيق تلقائي وهو تصفيق يحدث دون خطة مسبقة، بل يتدفق بصورة تلقائية لا شعورية والثاني تصفيق معد سلفًا إما من قِبَل (الزول البصفق) أو الزول (العاوزين يصفقوا ليهو) . والتصفيق التلقائي هو أكثر تعبيرا قياساً إلى التصفيق المعد سلفًا (ومبرمجين ليهو) .
التصفيق غير التلقائى (المبرمجين ليهو) تعود أصوله إلى الأمبراطورية الرومانية حيث تطور وإزدهر حتى أصبح مهنة رائجة يمارسها البعض (بأجر ومخصصات كمان) فى الحفلات والمسرحيات التى كانت تقام على مسرح ديونيسيوس في اليونان القديمة . ويحكى أن اليوناني (فيلمون) غالباً ما كان يقوم بهزيمة منافسَه (ميناندر) في المسابقات المسرحية التي كانت تُعقد في القرن الرابع قبل الميلاد ولم يكن الفضل في انتصاره وتفوقه على منزله يعود إلى جمال مسرحياته وجودة إخراجها ، بل كان يعود لقدرته على التأثير على قرار لجان التحكيم من خلال التصفيق الحار الذي كان يحصل عليه إذ أنه كان يؤجر عددًا من الأشخاص ليُصفقوا له بحماس قبل العرض المسرحي وأثناءه وبعده ، وتذكر كتب التاريخ أن نيرون (37 ـ 68 م) طاغية روما الشهير، قام بتأسيس مدرسة خاصة لتعليم أصول (التصفيق) . وأنه كان يأمر ما يقرب من خمسة آلاف فارس وجندي من أفراد الجيش بحضور الحفلات الموسيقية التي كان يغني فيها وهو يعزف على القيثارة ليص فقوا له بعد أن ينتهي من الغناء والعزف .
فى مقطع من مقاطع المسرحية الكوميدية ذائعة الصيت (شاهد ما شافش حاجة) وبينما كان بهجت الأباصيرى (عادل إمام) يجلس أمام قفص (الأرانب) يوزع لهم (الجزر والخس) حانت منه إلتفاته ليفاجأ بأن (الأسد) يجلس على مقربة منه .. فأخذ يشيح بوجهه عنه ناحية الأرانب برهة ثم يعود للنظر إلى الأسد من جديد وهو غير مصدق قائلاً :
فعلا هو ... أسد !!
فى صبيحة الخميس الماضى كنت أقرأ فى الصحف ففوجئت بمانشيت يقول (نواب الشعب يصفقون عند إجازة قرار زيادة الأسعار) .. وضعت (الجريدة) جانباً و(طلعتا النضارة) وأديتا (مسحة) بى طرف الجلابية .. وكمان أديت عينيا مسحة ولبست النضارة تااانى ومسكت الجريدة لأقرأ المانشيت مرة أخرى قائلا بعد قراءته (على طريقة ) عادل إمام
- فعلا هو .. النواب يصفقون .. !!
كما أن جلوس الأسد بالقرب من (بهجت الأباصيرى) قد كان مفاجأة له أدركها بعد فترة من الوقت فقد كانت قراءتى لذلك المانشيت مفاجاة حتى لحظة كتابة هذه السطور !
لم يصفق (نواب الشعب) لأننا تمكنا من سداد (ديوننا الخارجية) .. لم يصفق (نواب الشعب) لأننا قد تخلصنا من مشكلة العطالة .. لم يصفق (نواب الشعب) لأننا تصدرنا المركز الأول لدى (منظمة الشفافية العالمية) .. لم يصفق (نواب الشعب) لأننا قضينا على الفقر أو التضخم .. نعم لم يصفق (نواب الشعب) لأننا قد حققنا واحدة من هذه (الكوارث) بل صفقوا علامة الفرح والإعجاب والإستحسان لإحدى الإنجازات المهمة وهو قرار زيادة الاسعار فى بادرة لم يسبقهم عليها نواب أى برلمان فى العالم منذ بدء الخليقة وحتى الآن وهل يمكن لإنسان عاقل بالغ رشيد أن يصفق فرحاً عند حدوث الفواجع والكوارث والنوازل والخطوب وأى فاجعة وأى خطب أن تتم زيادة أسعار السلع الأساسية ويصبح المواطن المطحون أصلاً نهباً لغول الغلاء وأنيابه المفترسة وتتحول حياته إلى فقر وجحيم ؟
إن كان الأمر هكذا فلن نستعجب فى مرات قادمة إن قام وزير الصحة بإعلان عجز وزارته عن إجتثاث الملاريا فصاح به النواب - أحسنت يا أخا العرب
أو قام وزير الزراعة بالتصريح عن فشل الموسم الزراعى فأخذه النواب بالأحضان قائلين :
- لله درك يا سعادتك !
ولأن مثل هذه الإنجازات المهمة التى تلهب مشاعر إخوتنا (النواب) وتجعلهم يصفقون منتشين سوف تتكرر ولن تكون الأخيرة وربما جاءت إنجازات أكبر تستدعى وسيلة تعبير للفرح أكبر من حكاية (الصفقة دى) فالعبدلله لديه إقتراح يرجو أن ينال إستحسان (إخوتنا النواب) وهو أن يتم تجهيز (فرقة موسيقية) خلف الكواليس حتى إذا ما تمت الموافقة على مثل هكذا قرار (إنجاز) دلفت الفرقة إلى داخل القاعة وهى تغنى (دخلوها وصقيرا حام) .. لينزل (النواب) بجلاليبهم (الزبدة) وعمائمهم (التوتال الأصلى) وملافحهم المزركشة رافعين عصى الأبنوس فى السماء وهم يضربون بمراكيب (النمر) المنقرطة بلاط القاعة يرقصون فى إنتشاء تعبيراً عن إعجابهم وإستحسانهم بوصول سعر الدولار إلى عشرة جنيهات !
كسرة:
أليس شيئاً محيراً وغريباً وعجيباً (وما بدخل الراس) أن يصفق (مواطنون) لأن إقتصاد بلادهم ينهار؟ .. المصفقين ليها شنو؟ والله بالغتوا !!
جبرا
(الصفقة) أو التصفيق نوع من أنواع التعبير عن الإنتشاء والفرح وهنالك أنواع متعددة منه حيث يمكن أن نقسمه إلى نوعين رئيسيين ؛ النوع الأول: تصفيق تلقائي وهو تصفيق يحدث دون خطة مسبقة، بل يتدفق بصورة تلقائية لا شعورية والثاني تصفيق معد سلفًا إما من قِبَل (الزول البصفق) أو الزول (العاوزين يصفقوا ليهو) . والتصفيق التلقائي هو أكثر تعبيرا قياساً إلى التصفيق المعد سلفًا (ومبرمجين ليهو) .
التصفيق غير التلقائى (المبرمجين ليهو) تعود أصوله إلى الأمبراطورية الرومانية حيث تطور وإزدهر حتى أصبح مهنة رائجة يمارسها البعض (بأجر ومخصصات كمان) فى الحفلات والمسرحيات التى كانت تقام على مسرح ديونيسيوس في اليونان القديمة . ويحكى أن اليوناني (فيلمون) غالباً ما كان يقوم بهزيمة منافسَه (ميناندر) في المسابقات المسرحية التي كانت تُعقد في القرن الرابع قبل الميلاد ولم يكن الفضل في انتصاره وتفوقه على منزله يعود إلى جمال مسرحياته وجودة إخراجها ، بل كان يعود لقدرته على التأثير على قرار لجان التحكيم من خلال التصفيق الحار الذي كان يحصل عليه إذ أنه كان يؤجر عددًا من الأشخاص ليُصفقوا له بحماس قبل العرض المسرحي وأثناءه وبعده ، وتذكر كتب التاريخ أن نيرون (37 ـ 68 م) طاغية روما الشهير، قام بتأسيس مدرسة خاصة لتعليم أصول (التصفيق) . وأنه كان يأمر ما يقرب من خمسة آلاف فارس وجندي من أفراد الجيش بحضور الحفلات الموسيقية التي كان يغني فيها وهو يعزف على القيثارة ليص فقوا له بعد أن ينتهي من الغناء والعزف .
فى مقطع من مقاطع المسرحية الكوميدية ذائعة الصيت (شاهد ما شافش حاجة) وبينما كان بهجت الأباصيرى (عادل إمام) يجلس أمام قفص (الأرانب) يوزع لهم (الجزر والخس) حانت منه إلتفاته ليفاجأ بأن (الأسد) يجلس على مقربة منه .. فأخذ يشيح بوجهه عنه ناحية الأرانب برهة ثم يعود للنظر إلى الأسد من جديد وهو غير مصدق قائلاً :
فعلا هو ... أسد !!
فى صبيحة الخميس الماضى كنت أقرأ فى الصحف ففوجئت بمانشيت يقول (نواب الشعب يصفقون عند إجازة قرار زيادة الأسعار) .. وضعت (الجريدة) جانباً و(طلعتا النضارة) وأديتا (مسحة) بى طرف الجلابية .. وكمان أديت عينيا مسحة ولبست النضارة تااانى ومسكت الجريدة لأقرأ المانشيت مرة أخرى قائلا بعد قراءته (على طريقة ) عادل إمام
- فعلا هو .. النواب يصفقون .. !!
كما أن جلوس الأسد بالقرب من (بهجت الأباصيرى) قد كان مفاجأة له أدركها بعد فترة من الوقت فقد كانت قراءتى لذلك المانشيت مفاجاة حتى لحظة كتابة هذه السطور !
لم يصفق (نواب الشعب) لأننا تمكنا من سداد (ديوننا الخارجية) .. لم يصفق (نواب الشعب) لأننا قد تخلصنا من مشكلة العطالة .. لم يصفق (نواب الشعب) لأننا تصدرنا المركز الأول لدى (منظمة الشفافية العالمية) .. لم يصفق (نواب الشعب) لأننا قضينا على الفقر أو التضخم .. نعم لم يصفق (نواب الشعب) لأننا قد حققنا واحدة من هذه (الكوارث) بل صفقوا علامة الفرح والإعجاب والإستحسان لإحدى الإنجازات المهمة وهو قرار زيادة الاسعار فى بادرة لم يسبقهم عليها نواب أى برلمان فى العالم منذ بدء الخليقة وحتى الآن وهل يمكن لإنسان عاقل بالغ رشيد أن يصفق فرحاً عند حدوث الفواجع والكوارث والنوازل والخطوب وأى فاجعة وأى خطب أن تتم زيادة أسعار السلع الأساسية ويصبح المواطن المطحون أصلاً نهباً لغول الغلاء وأنيابه المفترسة وتتحول حياته إلى فقر وجحيم ؟
إن كان الأمر هكذا فلن نستعجب فى مرات قادمة إن قام وزير الصحة بإعلان عجز وزارته عن إجتثاث الملاريا فصاح به النواب - أحسنت يا أخا العرب
أو قام وزير الزراعة بالتصريح عن فشل الموسم الزراعى فأخذه النواب بالأحضان قائلين :
- لله درك يا سعادتك !
ولأن مثل هذه الإنجازات المهمة التى تلهب مشاعر إخوتنا (النواب) وتجعلهم يصفقون منتشين سوف تتكرر ولن تكون الأخيرة وربما جاءت إنجازات أكبر تستدعى وسيلة تعبير للفرح أكبر من حكاية (الصفقة دى) فالعبدلله لديه إقتراح يرجو أن ينال إستحسان (إخوتنا النواب) وهو أن يتم تجهيز (فرقة موسيقية) خلف الكواليس حتى إذا ما تمت الموافقة على مثل هكذا قرار (إنجاز) دلفت الفرقة إلى داخل القاعة وهى تغنى (دخلوها وصقيرا حام) .. لينزل (النواب) بجلاليبهم (الزبدة) وعمائمهم (التوتال الأصلى) وملافحهم المزركشة رافعين عصى الأبنوس فى السماء وهم يضربون بمراكيب (النمر) المنقرطة بلاط القاعة يرقصون فى إنتشاء تعبيراً عن إعجابهم وإستحسانهم بوصول سعر الدولار إلى عشرة جنيهات !
كسرة:
أليس شيئاً محيراً وغريباً وعجيباً (وما بدخل الراس) أن يصفق (مواطنون) لأن إقتصاد بلادهم ينهار؟ .. المصفقين ليها شنو؟ والله بالغتوا !!
جبرا