moh_alnour
22-12-2010, 02:54 AM
زاوية حادة
زيجات خير منها الفركشة
جعفر عباس
في إحدى مدن المنطقة الشرقية بالسعودية امتلأ قصر الاحتفالات الفخم، بمئات النساء اللواتي دعين لزفاف إحدى بنات المدينة، وفي دول الخليج عموما تكون حفلات الزفاف خاصة فقط بالنساء، ويسمح فقط للعريس وربما «بالكتير» إثنين من أشقائه بالدخول الى قاعة الاحتفال لالتقاط صور مع العروس.. في ذلك الحفل بالتحديد توجه العريس صوب الكوشة ليجد زوجة المستقبل ترتدي فستانا غير ذاك الذي دفع فيه عشرات الآلاف من الريالات.. كانت بالتحديد ترتدي كفنا.. نعم «ما يتم إلباسه للميت»، وعليه عبارات تذكر بعذاب القبر وأهوال القيامة.. وران على القاعة صمت تام، وبدلا من الطبول والدفوف المعتادة شق السكون صوت المقرئ المعروف الشيخ خالد القحطاني: هذه جهنم التي كنتم توعدون.. وما أثار عجب المدعوات والعريس هو ان العروس كانت هاشة باشة وباسمة.. ورصد العريس الموقف لدقائق معدودة ثم وقف أمام الجميع وقال لعروسه: أنت طالق، فازدان وجهها بشرا وتألقا، لأنها نالت مرادها، فقد تعمدت لبس الكفن للتعبير عن رفضها للزيجة وفهم العريس «المسج» وطلقها معلنا بدوره رفضه للزيجة.
وفي عسير في جنوب السعودية قرر شقيقان الاحتفال بزواجهما في نفس اليوم ونفس القاعة، ودخلت عروس الشقيق الأكبر القاعة تصاحبها الطقاقات (هكذا يسمون المغنيات ضاربات الدفوف في منطقة الخليج)، ثم جلست على الكوشة، وبعد قليل جاءت عروس الشقيق الأصغر وتوجهت نحو الكوشة الملاصقة للعروس الأخرى، ولكن الأخيرة منعتها من الجلوس!! ليش يا بنت الناس.. هذا يوم فرحي بعد؟ قالت عروس الأخ الأكبر: حنا دفعنا فلوس القاعة والزينات! روحي شوفي لك مكان في مستواك يا كحيانة يا مقطّعة.. ثم غمزت للطقاقات فرددن أغنية تعاير العروس التي بدون كوشة بفقر أهلها وبكون زفافها يتم بطريقة «صحبة راكب» كما نقول نحن في السودان عن الأمتعة التي يحملها المسافر معه.. وسمع الأخ الأكبر بما حدث ودخل القاعة وتوجه الى عروسه بنت العز وسليلة بيت المال (مش بتاع أم درمان الذي بينه وبين المال كالذي صار بين الجنوب والشمال)، ووقف أمامها وطلب من الجميع الصمت ونظر الى عروسه تلك وقال لها: أنت طالق ثم صافح عروس شقيقه وقال لها مبروك.
أترك للقارئ وضع اسم المؤتمر الوطني أو الحركة الشعبية مكان أي من الأطراف في الزيجات التي انتهت بالطلاق ،
وبعيدا عن النكد، إليكم الحكاية التالية:
كان الدكتور عبد العزيز الخويطر في صحبة ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز في زيارة لتبوك، عندما طلب الخويطر من أحد القضاة أن يسرد تجربته في الزواج فوق زوجته الأولى، فابتسم القاضي وقال: تزوجت بالثانية سرا، ولكن زوجتي الأولى وباستخدام حاستها - أي في غياب أي دليل - ظلت تطاردني بشكوكها في أمر زواجي عليها، ولما طال الموال قلت للزوجة الثانية تعالي زوريني في بيت زوجتي الأولى طالبة المشورة في أمر شرعي، وهكذا ذهبت الأخيرة الى بيت ضرتها وطلبت منها مساعدتها في مقابلة «الشيخ»، وما ان أبلغت الزوجة الأولى مولانا القاضي بالأمر حتى قال لها: لا مانع بس لازم تجلسي ويانا..ما يصير أجلس بروحي مع واحدة غريبة.. وبدأت «الضيفة» تحكي للقاضي عن شكوكها في ان زوجها متزوج عليها سرا وأن الأمر صار مصدر نكد لها ولزوجها، فما كان من القاضي إلا أن قال لها: يا بنتي هذا هو الشيطان يوسوس لك لخراب بيتك.. ولماذا نذهب بعيدا.. زوجتي الجالسة أمامك مسكونة بنفس الشكوك والوساوس ومن يستسلم لهمس الشيطان يسعى لخراب بيته، وشكرته الضيفة وخرجت فما كان من الزوجة الأولى إلا أن قبلت رأس الزوج القاضي طالبة العفو والسماح لأنها حاصرته بشكوكها «الإبليسيية.»
في اليمن ظل صحفي متزوج من اثنتين يعاني من ثرثرتهما.. لم تكونا تتشاجران بل كانتا «منسجمتين» ولا تكفان عن الحديث والسعي لجرجرته الى الثرثرة، فلم يجد مخرجا سوى الزواج بثالثة عمرها 19 سنة.. لم تقل صحيفة الرأي الكويتية التي أوردت الخبر، ما إذا كانت العروس الجديدة جميلة، ولكنها كانت تتميز على الاثنتين الأخريين بكونها بكماء (ولكن هل أدى وجود طرف ثالث أبكم في الحكم عندنا إلى كف المؤتمر الوطني والحركة الشعبية عن الثرثرة والمناقرة؟)
زيجات خير منها الفركشة
جعفر عباس
في إحدى مدن المنطقة الشرقية بالسعودية امتلأ قصر الاحتفالات الفخم، بمئات النساء اللواتي دعين لزفاف إحدى بنات المدينة، وفي دول الخليج عموما تكون حفلات الزفاف خاصة فقط بالنساء، ويسمح فقط للعريس وربما «بالكتير» إثنين من أشقائه بالدخول الى قاعة الاحتفال لالتقاط صور مع العروس.. في ذلك الحفل بالتحديد توجه العريس صوب الكوشة ليجد زوجة المستقبل ترتدي فستانا غير ذاك الذي دفع فيه عشرات الآلاف من الريالات.. كانت بالتحديد ترتدي كفنا.. نعم «ما يتم إلباسه للميت»، وعليه عبارات تذكر بعذاب القبر وأهوال القيامة.. وران على القاعة صمت تام، وبدلا من الطبول والدفوف المعتادة شق السكون صوت المقرئ المعروف الشيخ خالد القحطاني: هذه جهنم التي كنتم توعدون.. وما أثار عجب المدعوات والعريس هو ان العروس كانت هاشة باشة وباسمة.. ورصد العريس الموقف لدقائق معدودة ثم وقف أمام الجميع وقال لعروسه: أنت طالق، فازدان وجهها بشرا وتألقا، لأنها نالت مرادها، فقد تعمدت لبس الكفن للتعبير عن رفضها للزيجة وفهم العريس «المسج» وطلقها معلنا بدوره رفضه للزيجة.
وفي عسير في جنوب السعودية قرر شقيقان الاحتفال بزواجهما في نفس اليوم ونفس القاعة، ودخلت عروس الشقيق الأكبر القاعة تصاحبها الطقاقات (هكذا يسمون المغنيات ضاربات الدفوف في منطقة الخليج)، ثم جلست على الكوشة، وبعد قليل جاءت عروس الشقيق الأصغر وتوجهت نحو الكوشة الملاصقة للعروس الأخرى، ولكن الأخيرة منعتها من الجلوس!! ليش يا بنت الناس.. هذا يوم فرحي بعد؟ قالت عروس الأخ الأكبر: حنا دفعنا فلوس القاعة والزينات! روحي شوفي لك مكان في مستواك يا كحيانة يا مقطّعة.. ثم غمزت للطقاقات فرددن أغنية تعاير العروس التي بدون كوشة بفقر أهلها وبكون زفافها يتم بطريقة «صحبة راكب» كما نقول نحن في السودان عن الأمتعة التي يحملها المسافر معه.. وسمع الأخ الأكبر بما حدث ودخل القاعة وتوجه الى عروسه بنت العز وسليلة بيت المال (مش بتاع أم درمان الذي بينه وبين المال كالذي صار بين الجنوب والشمال)، ووقف أمامها وطلب من الجميع الصمت ونظر الى عروسه تلك وقال لها: أنت طالق ثم صافح عروس شقيقه وقال لها مبروك.
أترك للقارئ وضع اسم المؤتمر الوطني أو الحركة الشعبية مكان أي من الأطراف في الزيجات التي انتهت بالطلاق ،
وبعيدا عن النكد، إليكم الحكاية التالية:
كان الدكتور عبد العزيز الخويطر في صحبة ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز في زيارة لتبوك، عندما طلب الخويطر من أحد القضاة أن يسرد تجربته في الزواج فوق زوجته الأولى، فابتسم القاضي وقال: تزوجت بالثانية سرا، ولكن زوجتي الأولى وباستخدام حاستها - أي في غياب أي دليل - ظلت تطاردني بشكوكها في أمر زواجي عليها، ولما طال الموال قلت للزوجة الثانية تعالي زوريني في بيت زوجتي الأولى طالبة المشورة في أمر شرعي، وهكذا ذهبت الأخيرة الى بيت ضرتها وطلبت منها مساعدتها في مقابلة «الشيخ»، وما ان أبلغت الزوجة الأولى مولانا القاضي بالأمر حتى قال لها: لا مانع بس لازم تجلسي ويانا..ما يصير أجلس بروحي مع واحدة غريبة.. وبدأت «الضيفة» تحكي للقاضي عن شكوكها في ان زوجها متزوج عليها سرا وأن الأمر صار مصدر نكد لها ولزوجها، فما كان من القاضي إلا أن قال لها: يا بنتي هذا هو الشيطان يوسوس لك لخراب بيتك.. ولماذا نذهب بعيدا.. زوجتي الجالسة أمامك مسكونة بنفس الشكوك والوساوس ومن يستسلم لهمس الشيطان يسعى لخراب بيته، وشكرته الضيفة وخرجت فما كان من الزوجة الأولى إلا أن قبلت رأس الزوج القاضي طالبة العفو والسماح لأنها حاصرته بشكوكها «الإبليسيية.»
في اليمن ظل صحفي متزوج من اثنتين يعاني من ثرثرتهما.. لم تكونا تتشاجران بل كانتا «منسجمتين» ولا تكفان عن الحديث والسعي لجرجرته الى الثرثرة، فلم يجد مخرجا سوى الزواج بثالثة عمرها 19 سنة.. لم تقل صحيفة الرأي الكويتية التي أوردت الخبر، ما إذا كانت العروس الجديدة جميلة، ولكنها كانت تتميز على الاثنتين الأخريين بكونها بكماء (ولكن هل أدى وجود طرف ثالث أبكم في الحكم عندنا إلى كف المؤتمر الوطني والحركة الشعبية عن الثرثرة والمناقرة؟)