النور محمد يوسف
07-12-2010, 06:57 AM
الوكلسة والفت
نعيش الآن مرحلة خطيرة من مراحل هذا العصر المنعوت بعصر النت وشيوع المعلومة، فقد كنا نخاف أن تسودنا فيه ثقافة البرتقالة وأخواتها والضياع في غرف الشاتنج والفيس بوك وأنداده إلا أننا وجدنا أنفسنا في أحد جوانبه المشرقة ونعيش بعضا من ثماره اللذيذة للبعض والحنظل لآخرين، فقد وجدنا أنفسنا تحت وابل بلا استئذان من سيل منهمر عن أدق التفاصيل الشخصية عن من يهمنا أمره ويهمه أو لا يهمه أمرنا، وجدنا أنفسنا وسط كمٍّ هائل من الوكلسة بأنواعها ...عنكوليب هذا الزمان.
الوكلسة اسم مشتق من ويكيليكس... موقع اشتهر أخيرا بفضحه لكثير من السياسات والمؤامرات، والويكيليكس تعنى بالكشف والتجسس على كل ما هو مخفي من مغامرات ومؤامرات ومكائد واستغفال . وقد بدأت الآن الوكلسة بالدول والحكومات وبالزعامات ... فاليوم لا تجد قناة إخبارية أو وثائقية أو تطبيلية إلا وهناك وقت مخصص فيها لعرض أو دحض تسريبات الوثائق التي اطلع ويطلع عليها كل العالم عبر موقع الويكيليكس ...ولا تجد زعيما اليوم ينام ملئ جفونه يخاف مِن كشف هنة منه هنا أو هناك أو كشف مصيبة من فعل يده أدت إلى مصائب أخريات....وَكْلسة على الكبار، بالدخول إلى أدق تفاصيل أفعالهم ولكل ما حدث بأيديهم خلف الستار، الجميع الآن يشاهدون أفاعيل لاعبيهم المفضلين وغير المفضلين، فقد تهدمت الحصون وذابت القيود والأغلال عن كل مستور... لن ننتظر بعد الآن أكثر من خمس وعشرين سنة ليفرج لنا عن مكيدة أو مؤامرة حيكت ضدنا .. لن ننتظر بعد الآن رضاءهم ليفرجوا لنا عن أرشيفهم لنعرف تاريخنا ونفهم ألغاز ما حيك ضدنا أو فك طلاسم ما هلك أو يهلك أخواننا وأخواتنا وآباءنا وأجدادنا... وثائق طازجة ...فهذا عصر الفاست فود .
كبراؤنا الآن في موقف لا يحسدون عليه، فاختلطت الأمور في مجالسهم وفي دواوينهم وفي غرف نومهم ، لا ندري إلى ماذا ستؤول الحال ... لكننا واثقون أن هناك حالة من الشفافية سوف تنتظم الحياة ... فقد قالها مؤسس وصاحب موقع الويكيليكس ... فقد قال : نريدها حياة شفافة خاصة من جانب قادتنا ... نريدها سياسات واضحة لا مكائد فيها ولا دسائس ..نريد كل شيء في العلن تخطيطا وتنفيذا وواقعا..هذا جيل محظوظ فهو موعود بحياة تسودها الشفافية وغياب المؤامرات.
والوكلسة تعتبر اليوم من العناصر المهمة في حوكمة الشركات والمؤسسات"Corporate Governance " فيطلقون على الوكلسة اسم "Whistleblowing" ومن يقوم بالوكلسة يطلقون عليه اسم "Whistleblower" وتبدع الإدارات في إعداد النظم والقوانين التي تحمي هذا الزمَّار أي من يقوم بالتبليغ عن أي فساد محتمل ... وتُنشأ الخطوط الساخنة للاتصال مباشرة بالإدارة العليا بالشركات والمؤسسات وإجزال العطاء له لضمان الانضباط والتقيد والامتثال بالسياسات والإجراءات من قبل منسوبي تلك الشركات والمؤسسات.... فالجميع ينضبط ويمتثل للقواعد والشروط والأحكام وفيها لا يكون هناك كبيرٌ فوق القانون... ولكن الحال اليوم اختلف لأنه فاجأ الزعماء والقيادات...الكبار الكبار جدا ....فلم يتحملوا وقع المفاجأة وظهر ذلك جليا في المطاردة والتهديد والتنديد بمؤسس موقع الويكيليكس جوليان أسانج الاسترالي الأصل والسويدي الجنسية.
والوكلسة كمصطلح نحن معشر السودانيين ليس غريبا علينا، فقد عرفناه منذ الصغر "الفت" فلان فتَّاهُو ، أي أفصح عن كل مستور فيه ، والفت عندنا نلجأ إليه في حالات معينة في وقت الشدة إنقاذا لبرئ أو توريطا لظالم، غير أن الشيء الذي يغلب على وكلستنا هو أنها تختلف عن طريقة الغرب..في أننا لا نشترط الفت أو الوكلسة بعد خمس وعشرين سنة بل بعد الوفاة مباشرة أو بعد تجريد السلطات.
نحن موعودون بوكلسة مهيبة عن الواقع السوداني الذي نعيشه هذه الأيام ... الجميع ينتظر إجابات لا تتم إلا عبر وكلسة مجلجلة ...وكلسة تجاوب لنا عن العديد من الأسئلة منها على سبيل المثال لا الحصر مشكلة هذا الجزء العزيز من وطننا الغالي...جنوب السودان ....هذا الجزء الذي يتفلت من بين أيدينا ونحن ننظر شهودا على تمثيلية بتره بلا حراك متفرجين ... كيف جعلوا منا متفرجين بلا حول منا ولا قوة ... وكلسة توضح لنا كيف سلبونا كل إرادة حتى صدقنا أننا لا يحق لنا أن نقول شيئا في هذا الاستلاب الخطير .... وكلسة توضح لنا كيف اهتدوا وبواسطة من استطاعوا أن يسلبوننا حقنا ويمنعوننا من المدافعة عن تجزئة وتقسيم بيتنا الكبير ... وكلسة تفت لنا ماذا حدث حتى وصلنا إلى هذه الحال؟ ماذا دهانا؟ ماذا جرى لنا؟ حتى صدقنا هذا الذي يقال...بل سعينا معهم إلى إقناع من لم يكن من المصدقين!!! وكلسة توضح لنا أي قداسة هذه التي تمنعنا من مجاهدة سلبنا لأحد إطرافنا الحيوية والمهمة في مشوار الحياة؟ وكلسة ترشدنا إلى فهم لماذا لا يحق لنا أن نقول كلمة تسمع وتدون بطريقة رسمية في هذا الذي يصير؟ كيف استطاعوا أن يسلبوننا حقنا فبأي حق يطالبوننا بالبصم والتصفيق؟ تلك وكلسة ننتظرها وفتٌّ كبير.
أسأل الله العلي القدير أن يقيض لنا وكلاسا يُوَكلِسُ لنا كل مستور قبل هذا المصير فتتم المحاسبة والعقوبة بلا تأخير، اللهم من أراد للسودان تجزئة وتشرذما وتفتيتا وكْلسه لنا ووكلس لنا أفعاله ومقاصده ومراميه حتى نتمكن من صدها وإبطالها وإفشالها قبل أن تكون.
نعيش الآن مرحلة خطيرة من مراحل هذا العصر المنعوت بعصر النت وشيوع المعلومة، فقد كنا نخاف أن تسودنا فيه ثقافة البرتقالة وأخواتها والضياع في غرف الشاتنج والفيس بوك وأنداده إلا أننا وجدنا أنفسنا في أحد جوانبه المشرقة ونعيش بعضا من ثماره اللذيذة للبعض والحنظل لآخرين، فقد وجدنا أنفسنا تحت وابل بلا استئذان من سيل منهمر عن أدق التفاصيل الشخصية عن من يهمنا أمره ويهمه أو لا يهمه أمرنا، وجدنا أنفسنا وسط كمٍّ هائل من الوكلسة بأنواعها ...عنكوليب هذا الزمان.
الوكلسة اسم مشتق من ويكيليكس... موقع اشتهر أخيرا بفضحه لكثير من السياسات والمؤامرات، والويكيليكس تعنى بالكشف والتجسس على كل ما هو مخفي من مغامرات ومؤامرات ومكائد واستغفال . وقد بدأت الآن الوكلسة بالدول والحكومات وبالزعامات ... فاليوم لا تجد قناة إخبارية أو وثائقية أو تطبيلية إلا وهناك وقت مخصص فيها لعرض أو دحض تسريبات الوثائق التي اطلع ويطلع عليها كل العالم عبر موقع الويكيليكس ...ولا تجد زعيما اليوم ينام ملئ جفونه يخاف مِن كشف هنة منه هنا أو هناك أو كشف مصيبة من فعل يده أدت إلى مصائب أخريات....وَكْلسة على الكبار، بالدخول إلى أدق تفاصيل أفعالهم ولكل ما حدث بأيديهم خلف الستار، الجميع الآن يشاهدون أفاعيل لاعبيهم المفضلين وغير المفضلين، فقد تهدمت الحصون وذابت القيود والأغلال عن كل مستور... لن ننتظر بعد الآن أكثر من خمس وعشرين سنة ليفرج لنا عن مكيدة أو مؤامرة حيكت ضدنا .. لن ننتظر بعد الآن رضاءهم ليفرجوا لنا عن أرشيفهم لنعرف تاريخنا ونفهم ألغاز ما حيك ضدنا أو فك طلاسم ما هلك أو يهلك أخواننا وأخواتنا وآباءنا وأجدادنا... وثائق طازجة ...فهذا عصر الفاست فود .
كبراؤنا الآن في موقف لا يحسدون عليه، فاختلطت الأمور في مجالسهم وفي دواوينهم وفي غرف نومهم ، لا ندري إلى ماذا ستؤول الحال ... لكننا واثقون أن هناك حالة من الشفافية سوف تنتظم الحياة ... فقد قالها مؤسس وصاحب موقع الويكيليكس ... فقد قال : نريدها حياة شفافة خاصة من جانب قادتنا ... نريدها سياسات واضحة لا مكائد فيها ولا دسائس ..نريد كل شيء في العلن تخطيطا وتنفيذا وواقعا..هذا جيل محظوظ فهو موعود بحياة تسودها الشفافية وغياب المؤامرات.
والوكلسة تعتبر اليوم من العناصر المهمة في حوكمة الشركات والمؤسسات"Corporate Governance " فيطلقون على الوكلسة اسم "Whistleblowing" ومن يقوم بالوكلسة يطلقون عليه اسم "Whistleblower" وتبدع الإدارات في إعداد النظم والقوانين التي تحمي هذا الزمَّار أي من يقوم بالتبليغ عن أي فساد محتمل ... وتُنشأ الخطوط الساخنة للاتصال مباشرة بالإدارة العليا بالشركات والمؤسسات وإجزال العطاء له لضمان الانضباط والتقيد والامتثال بالسياسات والإجراءات من قبل منسوبي تلك الشركات والمؤسسات.... فالجميع ينضبط ويمتثل للقواعد والشروط والأحكام وفيها لا يكون هناك كبيرٌ فوق القانون... ولكن الحال اليوم اختلف لأنه فاجأ الزعماء والقيادات...الكبار الكبار جدا ....فلم يتحملوا وقع المفاجأة وظهر ذلك جليا في المطاردة والتهديد والتنديد بمؤسس موقع الويكيليكس جوليان أسانج الاسترالي الأصل والسويدي الجنسية.
والوكلسة كمصطلح نحن معشر السودانيين ليس غريبا علينا، فقد عرفناه منذ الصغر "الفت" فلان فتَّاهُو ، أي أفصح عن كل مستور فيه ، والفت عندنا نلجأ إليه في حالات معينة في وقت الشدة إنقاذا لبرئ أو توريطا لظالم، غير أن الشيء الذي يغلب على وكلستنا هو أنها تختلف عن طريقة الغرب..في أننا لا نشترط الفت أو الوكلسة بعد خمس وعشرين سنة بل بعد الوفاة مباشرة أو بعد تجريد السلطات.
نحن موعودون بوكلسة مهيبة عن الواقع السوداني الذي نعيشه هذه الأيام ... الجميع ينتظر إجابات لا تتم إلا عبر وكلسة مجلجلة ...وكلسة تجاوب لنا عن العديد من الأسئلة منها على سبيل المثال لا الحصر مشكلة هذا الجزء العزيز من وطننا الغالي...جنوب السودان ....هذا الجزء الذي يتفلت من بين أيدينا ونحن ننظر شهودا على تمثيلية بتره بلا حراك متفرجين ... كيف جعلوا منا متفرجين بلا حول منا ولا قوة ... وكلسة توضح لنا كيف سلبونا كل إرادة حتى صدقنا أننا لا يحق لنا أن نقول شيئا في هذا الاستلاب الخطير .... وكلسة توضح لنا كيف اهتدوا وبواسطة من استطاعوا أن يسلبوننا حقنا ويمنعوننا من المدافعة عن تجزئة وتقسيم بيتنا الكبير ... وكلسة تفت لنا ماذا حدث حتى وصلنا إلى هذه الحال؟ ماذا دهانا؟ ماذا جرى لنا؟ حتى صدقنا هذا الذي يقال...بل سعينا معهم إلى إقناع من لم يكن من المصدقين!!! وكلسة توضح لنا أي قداسة هذه التي تمنعنا من مجاهدة سلبنا لأحد إطرافنا الحيوية والمهمة في مشوار الحياة؟ وكلسة ترشدنا إلى فهم لماذا لا يحق لنا أن نقول كلمة تسمع وتدون بطريقة رسمية في هذا الذي يصير؟ كيف استطاعوا أن يسلبوننا حقنا فبأي حق يطالبوننا بالبصم والتصفيق؟ تلك وكلسة ننتظرها وفتٌّ كبير.
أسأل الله العلي القدير أن يقيض لنا وكلاسا يُوَكلِسُ لنا كل مستور قبل هذا المصير فتتم المحاسبة والعقوبة بلا تأخير، اللهم من أراد للسودان تجزئة وتشرذما وتفتيتا وكْلسه لنا ووكلس لنا أفعاله ومقاصده ومراميه حتى نتمكن من صدها وإبطالها وإفشالها قبل أن تكون.