المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دروس وعبر مجانيه



عمرالماحي
04-12-2010, 06:50 AM
دروس وعِبر مجانية
هذا الوطن يحتاج لدراسةٍ متأنيةٍ في شئونه

• السودان يُعد من أكثر الدول العربية والإفريقية والعالمية غرابةً وتخّلفاً بالرغم مما نسمعه عنه في سًنينٍ ماضيةٍ علي إنه كان سوقاً رائجاً للعرب وغيرهم من خلال ميناء سواكن القديم ... فقد كان العرب يأتونه عبر البحر الأحمر يتسوّقون ويعودون لدولهم يحدّثون ذووهم بأنهم ذهبوا لميناء سواكن تسوّقوا ثم عادوا .
• كان هذا الوطن مضرباً للأمثال برجاله الميامين النشامي الذين قاتلوا وحاربوا الإنجليز وإنتصروا عليهم وأعلن محمد أحمد المهدي ( الدولة الإسلامية ) وبمرور الزمن إسًتطاعوا طرد المستعمر وأعلنوا الإستقلال فأصبحنا وطناً له أسمه ورسمه وعلمه وحرية إنسانه من المستعمر اللعين .
• نحن وطن كُنّا نوصف بالنظافة والنظام وجمال المدن وإحترام المواعيد وتجويد العمل بالخدمة المدنية ودرسنا التربية الوطنية وكُنّا ونحن طلاب مدارس نساعد في لقيط القطن ومحاربة الفئران ونظافة الأحياء بنفيرٍ عرفناه في أواخر الستينيات إن كُنا نعني الذين في أعمارناً ... أمّا من سبقونا فقد وصفوا إنسان هذا الوطن بالجمال والنظام والنظافة والأمانة ... ووصفوا مدينة مدني بمدينة النور ... هكذا كانوا يطلقون عليها ... نحن دولة عرف شعبها ثورة الإتصالات في الخمسينيات من خلال ( الكولوبكس ) في شوارع المدن .. كما كان للبريد والبرق دوره الكبير في إيصال رسائلنا من أي مدينة سودانيةٍ لأي مدينةٍ ودولةٍ .
• هذا الوطن وفي تقديري دورته الدموية مقلوبةً تماماً .. فكيف لنا أن نسير إلي الوراء من خدمةٍ مدنيةٍ حرٍة ونزيهةٍ ( الحرامي ) فيها تشير إليه المدينة كلها ( هداك الحرامي ) !! واحد فقط كان يُشّكل نشاذاً بكل مدينة سودانية .. وإذا ضربنا لكم مثالاًً حّياً عن رجال الخدمة زمان ماذا تقولون ثم ماذا ستفعلون .
• يُحكي أن الراحل مأمون بحيرى وزير المالية في حكومة عبود أن أبتعث إلي عاصمة الضباب ( لندن ) لسنتين تقريباً وكانت هناك منحةً تقدّم لسيادته من خزينة الدولة لإكمال دراسته ببريطانيا ... عاد الراحل مأمون بحيرى إلي السودان وهو يحمل معه شهادته بعد أن أكمل دراساته العليا وكان بحوزته مبلغاً من المال دفعته له حكومة السودان أبان فترته هناك .. أخذ مأمون بحيرى المبلغ فور عودته للبلاد وذهب ناحية وزارة المالية وقدّم لهم ما تبقي عنده من مبالغ ماليةٍ علي إنها مال الشعب فاستلم إيصالاً بذلك دون أن يشكره أحد علي هذا العمل العظيم حيث كان هذا طبع الإنسان السوداني وكانت تلك واجباتهم الوطنية .. ( فمن كان أبلغ مِن مَنْ ) .
• نحن شعب عاد بالخدمة المدنية للدرك الأسفل ولم نأبه بممتلكات الحكومة من منازل وسيارات وأصول ثابتة ولم نتعّظ من نظرائنا ورموز الوطن الذين كانت بحوزتهم مفاتيح الخزن فأحيلوا للمعاش وجيوبهم خاليةً من الفلوس وليس لديهم حسابات بالبنوك وليس لديهم منازل والدليل على ذلك ( حماد توفيق ) أول وزير مالية سوداني وهذه قصته ننشرها للقراء الكرام ولموظفي الحكومة كأبلغ درسٍ خصوصيٍ ومجانيٍ !!
• معظمنا يعرف بأن الراحل ( حماد توفيق ) كان أول وزير مالية سوداني ونعرف أيضاً عفّته ونزاهته ووطنيته ... سقطت حكومة الأزهري بثلاث أصوات وأبعد سيادته من المالية التي كانت مفاتيح خزنها تحت تصرفه بوصفه وزيرها.. بعد عام عامين أو أكثر من ذلك ساءت حالته المادية لدرجة تفوق حد الوصف ...كان لـ (حماد توفيق) صديق عزيز عليه يعرف أسراره وظروفه المادية ... ذهب صديقه للسيد / هارون العوض وزير التجارة والتموين آنذاك فحدّثه بحالة ( حماد توفيق ) الإقتصادية المتردية خاصةً وهارون العوض يعرف تماماً نزاهة وعفة حماد توفيق .. قطع مع صديق حّماد وعداً لزيارته بالمكتب وقد كان ذلك أن ولجا لمكتبه فرحّب بهما ترحاباً كبيراً وأكرمهما كرماً حاتمياً وعندما تجاذبا الحديث ختمه ( هارون العوض ) بأن ناول الراحل / حماد توفيق تصديقاً قيمته في السوق العمومي مئتا جنيه ثم قال له : أخي حماد هذا التصديق لا نعطيه إلاّ للرموز الذين علي شاكلتك وكل ستة أشهر علي أقل تقدير ... استلم حماد توفيق التصديق وفي نفسه شيء .. ثم ودعاه وشكراه ثم غادرا الوزارة كل إلي حال سبيله ... ذهب حماد توفيق لمنزله بعد أن ودّع صديقة ... بعد أسبوع عاد (حماد توفيق) لوزارة التجارة أراد أن يقابل ( هارون العوض ) فحدّث مدير مكتبه علي إنه يريد مقابلة السيد الوزير فما كان من مدير مكتب هارون العوض إلاّ وأن دخل عليه وحدّثه بأن السيد / حماد توفيق ينتظره ويريد مقابلته ... هاج هارون العوض مع نفسه وقال إيه الحكاية ... لم يمض أسبوع ليعاودني حماد لتصديقٍ ثانٍ ... ثم تمالك أعصابه فسمح له بالدخول لكنه كان مستاءاً غير عادته ... جلس الراحل حماد توفيق علي الكرسي وقبل أن يتفوّه بكلمةٍ واحدةٍ باغته هارون العوض بحديثٍ محرجٍ ولاهبٍ حيث قال له : يا أخوي يا حماد هذا التصديق وكما قلت لك لانعطيه إلا للرموز الوطنيين أمثالك وكل ستة أشهر فكيف تعاودني بعد أسبوع ... صمت حماد توفيق برهةً ثم قال للسيد / هارون العوض أنا لم أعد لإستلام تصديقٍ ثانٍ ثم أخرج التصديق الأول من جيبه فسلّمه للسيد /هارون العوض وقال له إن عيناي لم تذقا طعم النوم طيلة وجود هذا التصديق في جيبي والذي هو من مال الشعب فسلّمه تصديقه ثم شكره ثم غادر المكان فسالت منهما دمعتان حارتان لتصبان في نهر نقاوتهما وعفتهما العظيم ، فذهب لمنزله وغط في نومٍ عميقٍ .. عزيزي القارئ الكريم في تقديركم من الذي كان أبلغ من الثاني ؟ .. هكذا كان رجال السودان .... ذات مرةٍ وفي ستينات القرن الذي مضي كان للسيد / الريح عبد السلام سيارة حكومية تتبع لوزارة الري بود مدني ... كان الريح عبد السلام مهندساً بالوزارة ... ركب معه شقيقه هاشم عبد السلام جاعلاً يده اليمني علي باب السيارة فانتهره شقيقه الريح عبد السلام وقال له : ( أقعد عديل ) ولا تأخذ راحتك في سيارة الحكومة فإنها ليست ملكي وأخشى أن ينكسر فيها شيء فتسبب لي إحراجاً فأرجوك يا هاشم ضع يديك أمامك فهذه السيارة ليست ملكي .
ونماذج كثيرة تُحكي عن عظمة رجال الخدمة المدنية بالسودان مقارنةً بهذا الزمن الأغبر الأعوج الذي يساومك فيه موظف الخدمة المدنية بمبلغٍ مقطوعٍ نظير استخراج مستحقات مثلاً !!
• نحن وطن تمّيزنا عن الأوطان الأخرى في كل شيء خاصةً في كرة القدم .. فقد كان لنا فرقاً قوميةً شّرفتنا كثيراً بالمحافل الدولية وعرفتنا كل دول إفريقيا علي أننا نجيد فنون اللعبة أكثر منهم وعلي إننا نلنا شرف تأسيس الإتحاد الإفريقي ثم أحرزنا كأس الأمم الإفريقية عام 1970 م بالخرطوم عندما هزمنا منتخب غانا القومي بهدفٍ واحدٍ أحرزه حسبو الصغير .. والآن منتخبنا وأنديتنا تتزّيل كل المنافسات الكروية العربية والإفريقية ... لماذا ؟
• نحن شعب كان لنا رموزاً ورؤساء تحرير بالصحافة السودانية يهزّون الأرض هزاً ولا يتلاعبون في صحة الخبر ولا يميلون للإثارة الصحفية وكانوا يجيدون الصحافة باللغتين العربية والإنجليزية ويرتدون أفخر أنواع الملابس بالمؤتمرات الصحفية وبإستقبال الوفود العربية وغيرها بالمطارات وملابسهم معّلقةٌ بعنايةٍ داخل مكاتبهم .. أي أنهم مستعدّون ومتأهبون لأي زيارةٍ فجائية لأي مسوؤلٍ عربيٍ أو إفريقي أو غيره ... نحن كان عندنا رئيس تحرير السودان الجديد الراحل / فضل بشير طرد محرر في الستينات لأنه كذّب عليه فقال له ( أخرج فهذا الباب يسع بعير !! ) ولا داعي لذكر المطرود الله يرحم الجميع .
ماذا دهاكم ودهانا ... ويّحنا من تلك الدول التي علّمنا رعاياها السياسة والرياضة بأنواعها وحتى علمناهم الأكل والشرب ولازلنا نحن نرجع ألف عامٍ للوراء ... كيف هذا ؟ ألا يحتاج هذا التدني والتردي لخبراء يتدارسون أمرنا ويفكون طلاسم هذا التردي الذي لازمنا طيلة السنين الماضية مقارنةً بدولٍ كانت تقبع دون خط الفقر والتخلف ، فأصبحت دولاً لها وزنها عربياً وإفريقياً وعالمياً والإنسان السوداني لازلنا نقول عنه : ذلك النموذج الفريد الذي إحتفظ بتماسكه وعاداته وتقاليده المستوحاة من معتقداته ومن موروثاته أينما ذهب وأينما حّل ... هذه صارت بمثابة ( إنشاء ) يقولها أي سوداني لكننا لازلنا نمارس الظواهر الكريهة ... نتبوّل ونتّبرز في قارعة الطريق ولا نحترم المواعيد ونتهرب من الضرائب ومن الزكاة وكل سوداني يحمل في جيبه أكثر من ثلاث جنسيات وأكثر من ثلاث جوازات سفر ونزّور الشهادات ... حتى شهادات الوفاة قد طالها التزوير !! نحن شعب لانأبه بنظافة وطننا فنرمي المخلفات وبقايا الطعام وأعقاب السجائر بالشوارع دون مراعاةٍ لوطنٍ علّمنا معني الحياة ... نحن شعب تعداد المهندسين فيه أكثر من العمالة العادية لكنهم يستمتعون بالبقاء بمكاتبهم لم نسمع بأن أحدهم فكّر في عمل كباري طايره أو أنفاق أو إتخذ طريقةً لحركةٍ انسيابيةٍ تريح المواطن السوداني كما حدث هذا بإمارة الشارقة مثلاً ...
• كتبنا بروحٍ وطنيةٍ عن دروسٍ وعبرٍ مجانيةٍ أتخذها رجال الخدمة المدنية زمان فهل نقتدي بهم ... هذا الوطن يحتاج مّنا لدراسةٍ متأنيةٍ في شئونه المقلوبة !!
فهلاّ ترجل خبراء السودان لهذه الدراسة حتى يتقدم إنسان السودان ولو لخطوةٍ واحدةٍ للأمام ... نأمل ذلك .
مدني / ياسر ود النعمة

mahagoub
04-12-2010, 07:52 PM
نحن فى عهد خم واجرى
نمسك الحكومة الحاليه
قبل وصولها
كنا فى امن وامان وشبعانين
عشان كده كنا نزيهيين وامناء
جوعت الناس ونهبت وعلمت الناس السرقه من المال العام
انتشرت الرزيله : انحلال فى المجتمع :كثرت المخدرات
عشرة موظفين لا يكفون البيت من طلبات
وأخيراً قسموا البلد
وأن شاء الله تقيف على كده

النويري
04-12-2010, 11:48 PM
حبيبنا عمر الماحي بصراحة أنا معجب جداً بكتابات ياسر ود النعمة وتفرده الواضح وبصراحة أنتهت كل الصفات الجميلة في سوداننا الحبيب والتاريخ هنا لا يفيد كنا وكنا الأن أنظر إلى المملكة العربية السعودية قبل خمسين سنة كانت عبارة عن خيام وصحراء واليوم وما أدراك ما اليوم لا تعليق نحن شعب نعيش ماضي بلا حاضر جاييك راجع

تغريدا
04-12-2010, 11:56 PM
أخى الكريم عمر الماحى لك منى أرق تحايا الود والأحترام ومثلها للكاتب ياسر ودالنعمة وياأخى الله يرحم

عمرالماحي
05-12-2010, 12:33 AM
العم محجوب
الاخ النويري
الاخت تغريد
لكم التحيه على هذا المرور الرائع
واخونا الصحفي ودالنعمه يبلغكم التحايا