مشاهدة النسخة كاملة : ثقافة الشكر
نزار جعفر المبارك
30-11-2010, 05:46 AM
الأعزاء رواد المنتدى لكم التحيات النواضر ، بسم الله أبدأ معكم أول مشاركاتى التى أرجو أن تجد القبول بحوار موضوعى وشفيف وهانذا أقول ....
سأل احدهم ابن تيمية : كيف أصبحت ؟ قال: أصبحت بين نعمتين لاأدرى أيتهما افضل : ذنوب سترها الله عزوجل فلايستطيع احد ان يعيرنى بها،ومودة قذفها الله فى قلوب العباد لم يبلغها عملى. وروى عن الفضيل بن عياض أنه قال ( من شكر النعمة أن تحدث بها)، وقال الحبيب المصطفى عليه السلام(لايشكر الله من لايشكر الناس)-رواه الترمذى- ألج من هذا المدخل الى موضوع هذا البوست وهو ثقافة الشكر فى مكون الشخصية السودانية ، فالسودانى لايجيد استخدام عبارات الشكر فى ممارسته لحياته اليومية لافتقداه لأصول التربية المنهجية المؤسسة على مفاهيم شكر الاخرين الذين يقدمون لك خدمة ، فمثلا لانجد زوجا يشكر زوجته على ماتقدمه له من خدمات وأهتمام وكذلك لاتعير ذات الزوجة ألتفاتا لشكر زوجها لمايبذله من جهد لاسرتهم ،كما نجد أبناؤنا لايشكرون بعضهم البعض فيما بينهم ،وتنداح الدائرة لتشمل نطاق واسع من سلوكنا اليومى لانجد مساحة للشكر فيه وبالرغم أن ثقافة الاسلام قامت على الشكر فى كل جوانب مناط التكليف للعباد (لئن شكرتم لأزيدنكم) ألا أن اشكال أنتاج الثقافة الدينية فى مخيلة الانسان السودانى تواجهها كثير من التداعيات التى أدت الى قصور بائن فى منهجية السلوك العام ، كما أن التركيبة الاجتماعية للأنسان السودانى قامت على تكريس الذات كمعطى للسلوك الحياتى والاحساس العالى بالأنا أدى لان يكون نهج الشكر لدى الانسان السودانى مستهجنا فى بعض الاحيان وليس بذى ضرورة فى أحيانا اخرى بل ان البعض يرى ان الشكر يعد ضعفا مما يتناقض وشخصية الأنا التى تسيطر على الذهنية السودانية، لقد توصل العديد من الباحثين مثل دكتور جون غراى عالم النفس الشهير ودكتور روبرت ايمون بجامعة كاليفورنيا الى أن الشكر وأستخدام عبارات الشكر تسهم بشكل فاعل فى أستقرار المشاعر العاطفية وتؤدى الى السعادة وتقلل من الاكتئاب وتعد حافزا مهما للاعمال الخيرية ، فالفئات الدنا والمستضعفة داخل المجتمعات الكبرى تجد فى الشكر الذى يقدمه لها الاخرين سلوى ودافع وحافز لمزيد من العطاء ويقلل من شعورها بالاقلية والضعف ، ويجب ان يجد الشكر مساحة اوسع فى سلوكنا اليومى خاصة لمن هم قائمين على خدمتنا ومن هم اقل منا قوة أيا كان تفسير مفهوم هذه القوة ، ويكون علينا ان نسهم بنشر ثقافة الشكر باتباع الاتى:
- تعليم أبناؤنا مفهوم الشكر وبواعثه.
- الحرص التام على استخدام عبارات الشكر يوميا للاخرين.
- أعلاء قيم التسامح فيما بيننا.
- التصالح مع النفس.
- قراءة وفهم الدين بمفهوم معاصر.
لكم اتمنى أن ندرك كل المسالب التى تجتاح مكوننا الشخصى ونصل الى وسائل معالجتها بفعالية ونجعل الشكر أحدى هذه الوسائل لمعالجة مناكب الشخصية السودانية الجانحة نحو الانغلاق والتقوقع ( إن الله لذو فضل على الناس ولكن اكثر الناس لايشكرون)- البقرة .. مع مودتى
صلاح ودالطاهر
30-11-2010, 05:52 AM
اخي المبجل نزار جعفر المبارك مرحب حبابك ايها المستشار لك التحية والتقدير ومرحب بيك اخي الكريم وكم سعدنا بوجودك معنا
تغريدا
30-11-2010, 06:34 AM
الأخ الكريم نزار جعفر المبارك مرحب بعودتك والموضوع ثرى يستحق الوقفة
يقول المولى عز وجل ( اعملوا آل داؤود شكرا وقليل من عبادي الشكور )
هذه الاية تفيدنا بالكثير من معانى الشكر وتحضنا عليه فالشكر من فضائل الأعمال التي أمرنا بها وفيه قيمة ثقافية اخلاقية راقية تبعث في النفس الراحة والطمأنينة وفتح نوافذ التواصل بين البشروهذه الثقافة لابد لنا ان نتعلمها نحن واطفالنا .
وإليكم هذه القصة (منقولة)
حكي لي صديق ذهب بعائلته الى لندن وفي ميدان ( تلفغار أو الطرف الأغر ) يوجد كشك يبيع المبردات فطلب من الانسة أو المدام التي تعمل فيه قائلا ( أعطيني أربعة ببسي ) فلم تعره أنتباها وجاء بعده زبون وآخر وتناولهم طلباتهم الا صديقي هذا فزجرها ( ليه تمشي الناس كلهم القبلي والبعدي وانا واقف ) فالتفتت اليه بامتعاض قائلة له لازم تطلب طلبك بأدب وتقول لي ( Four Pepsi Please ) أها بليززززززز دي وقفت صاحبنا ده الوقفة دي وأعطته درس من خواجية كان ممكن يتفاداه لو مجتمعنا ربانا على ثقافة الشكر وتبادل أدب الابتسامة في وجه الاخر ..
مدنيّة
30-11-2010, 07:09 AM
لكم اتمنى أن ندرك كل المسالب التى تجتاح مكوننا الشخصى ونصل الى وسائل معالجتها بفعالية ونجعل الشكر أحدى هذه الوسائل لمعالجة مناكب الشخصية السودانية الجانحة نحو الانغلاق والتقوقع ( إن الله لذو فضل على الناس ولكن اكثر الناس لايشكرون)- البقرة .. مع مودتى
http://www.sudaneseonline.com/db/attention/350_clap.gifhttp://www.sudaneseonline.com/db/attention/350_clap.gif
mahagoub
30-11-2010, 09:50 PM
شكراً لك
وشكراً لك على هذا الموضوع
وشكراً لكل من رد عليه
نزار جعفر المبارك
30-11-2010, 11:41 PM
اخي المبجل نزار جعفر المبارك مرحب حبابك ايها المستشار لك التحية والتقدير ومرحب بيك اخي الكريم وكم سعدنا بوجودك معنا
عزيزى صلاح ودالطاهر شكرا لترحابك الرقيق وشكرا لهذا المنتدى الذى جمعنى بأمثالكم وشكرا لله الذى أطال فى آجالنا لنسمع منكم عذب المقال .. مع مودتى
صلاح ودالطاهر
30-11-2010, 11:43 PM
عزيزى صلاح ودالطاهر شكرا لترحابك الرقيق وشكرا لهذا المنتدى الذى جمعنى بأمثالكم وشكرا لله الذى أطال فى آجالنا لنسمع منكم عذب المقال .. مع مودتى
حياك الله سعادة المستشار نزار جعفر
نزار جعفر المبارك
30-11-2010, 11:48 PM
[/size][/center]
لله درك ياتغريد الثقافة ماهى أنتاج يومى لسلوكنا الحضارى والذى تكون معطياته أمتدادا لثقافة أمة والتاريخ يحدثنا عن أجيال ادركت معانى الشكر فى سلوكها ,اداراكها ويبقى التساؤل لماذا جاءت أجيال أضمحلت فى ثقافتها هذه المعانى !... مع مودتى
نزار جعفر المبارك
30-11-2010, 11:52 PM
فضاءات الشكر تسع الكل وعلينا أن نلجها بقوة لأجل التغيير المنشود وشكرا لهذه الأيادى التى تصفق بحرارة ولك التجلة مدنية .. مع مودتى
نزار جعفر المبارك
01-12-2010, 12:02 AM
شكراً لك
وشكراً لك على هذا الموضوع
وشكراً لكل من رد عليه
البقيف في الداره وسط الداره
وأتنبر وأقول للدنيا ديل أهلي
عرب ممزوجة بي دم الزنوج الحارة..
لك الشكر والمودة5"][/size]
mahagoub
01-12-2010, 09:22 PM
البقيف في الداره وسط الداره
وأتنبر وأقول للدنيا ديل أهلي
عرب ممزوجة بي دم الزنوج الحارة..
لك الشكر والمودة5"][/size]
اسماعيل حسن
احسن وابدع
فديل اهلك واهلى
وشكراً
محمد عبد الله عبدالقادر
02-12-2010, 12:31 AM
من الملاحظ داخل التعامل السوداني لا يهتم كثيراً بعبارات هي من اساس التعامل
لو سمحت
شكراً
آسف
دي كلمات لمن تقولها الناس بتستغرب يقولوا ده مالو ده بتحنكش ولا عامل فيها مغترب
كلمه Please بقولوا عليها Magic word
نزار جعفر المبارك
03-12-2010, 01:24 AM
التبخيس" 000 صنع خصيصاً للسودان!!!!
لا شك أن التمايز في المواهب والتفاوت في القدرات هو جزء من طبيعة الخلق وله مدلولاته العميقة في إثراء وإخصاب الحياة الدنيا بما ينتج عنه من فعل بشري خلاق0 وكذلك من نافلة القول بأن المجتمعات التي عرفت طريقها للتقدم والرقي لم يتحقق لها ذلك إلا بالتفاتها لهذا التمايز والقدرة على توظيفه بأقصى حد تسمح به الطاقة البشرية0
ولكن، الأمر في السودان جد مختلف 0 فالمتتبع للسلوك الجمعي لمجتمعنا وما ينساب من بين ثنايا ثقافته يكتشف أن مجرد التفكير في التفرد أو إبراز الموهبة لهو نوع من المجازفة الخطيرة التي ينبغي لصاحبها الاستعداد نفسيا وبدنيا لدفع ثمنها لأن الأمر قد يبلغ أحيانا درجة التأديب!!0 ولا شك أن الظواهر الشاهدة على ذلك كثيرة بما لا تحصى أو تعد0 ولكن، قبل محاولتنا التدليل على ذلك يجدر بنا تقصي الأسباب إن أمكن ذلك ومن باب الملاحظة التي هي نتاج الممارسة الحياتية اليومية ليس الا0
يخيل للمراقب أن الشخص السوداني – لعدد من الأسباب- لا يطيق أن يكون أقل قدرة أو موهبة عن أقرانه، وقد يشكل ذلك لديه الكثير من العنت والشقاء ويسهم بقدر وافر في تكدير حياته وإكسابها الكثير من السلوك النفسي السالب، لأن تميز الآخر عنه يشعره بدونية وضآلة تذهب بقدر وافر من ثقته بنفسه0 وقد يكون مرد ذلك نوع التنشئة الذي تتبعه الأسر في تربيتها للطفل0 حيث أنه من الملاحظ يكاد يكون ممنوعاً عليه أن يصرح بمحاسن أقرانه أو يعلن عن تفوق أحدهم، وكثيراً ما يكون الرد حاسماً وغاضباً "انت مالك ناقص؟!" أو "انت الما بخليك زيه شنو؟" وغيرها من الالفاظ والتعابير التي تشعر الطفل مبكراً أنه من العيب أن يقر بتفوق الآخر لأن ذلك تسليم بالنقصان وقلة الشأن ، ولعل ذلك أوضح ما يكون في التنافس المحموم "حد الهستريا" في المراحل الدراسية والتقريع الملازم للطفل و خلق جو من الإرهاب في أي لحظة يتخلف فيها الطفل عن بعض أقرانه وخصوصا داخل نطاق العائلة الممتدة0 كل هذا وذاك من أسباب التنافس غير العاقل عزز من حالة التنميط التي يرزح تحتها المجتمع وانصرفت الأسر كلياً عن اكتشاف مقدرات ومواهب صغارها وبحثها عما يميزهم عن الآخرين فيما اتجهوا كلياً إلى المحاكاة حتى أصبح بمرور الوقت أن الهدف الأكاديمي المرتجى لم يتعدى المجال أو المجالين في أحسن الأحوال "طب وهندسة"، وما دون ذلك يندرج في خانة "التعب البلا عوض"!!!0
هذا الخنق القسري لرحابة الحياة معززاً بذلك الغرس غير الحميد لمعنى التنافس غير الشريف واهدار معنى التمايز كان لابد بمرور الزمن أن يخلق نوعاً من من "ثقافة التبخيس" التي تسعى لاحتقار الآخر المتفوق أو الموهوب والعمل دوما للحط من شأنه بغية التوازن النفسي00 ولنا في ذلك أدبيات كاملة وأمثال ليس أقلها "الما بتلحقوا جدعو"!!0
والتبخيس دوما حالة مفارقة للنقد المنهجي، فبينما الأخير يتوسل الموضوعية والمنهجية بغية الإسهام في تنقيح التجارب والدفع بها نحو التطور والارتقاء نجد أن التبخيس لا علاقة له بعقلانية أو منطق كما أنه في مجتمعاتنا بلغ حداً من المباشرة بحيث أنه بات زاهداً في الالتفاف والمناورة لتحقيق أغراضه ولا يعنى في ذلك بأي حد من المعقولية0 والحياة اليومية مليئة بالنماذج الطريفة، فمثلاً يكفي أن تكون في مجلس "ونسة" عامة مفتوحة على كافة النقاشات اليومية من فن ورياضة وثقافة ومجتمع، وعنى لك أن تشيد بلاعب مبرز حين انعطف النقاش نحو الرياضة، فيجيبك أحدهم بصبر نافد "آي هو ما بطال بس مشكلته انه بيقوم بقزازة براه !!" ، أو أن تتحدث باحترام عن تجربة أحد الفنانين فيجيبك أحدهم بامتعاض ظاهر: "صاح هو بغني كويس بس مشكلته بصبغ شنبه !!" وغيرها من مئات التعليقات غير المتماسكة أو ان شئت الدقة المتهافتة التي قد تصادفك يومياً والتي كلها تتفق في أن الذهنية التبخيسية لا تتوخى أدنى حد من الحذر أو تتوسل أية نوع من العقلانية في ما تود نسفه0
الشاهد ان هذه الثقافة تنامت وتجذرت للدرجة التي اصبح فيها التفوق أو التفرد نغمة توجب من صاحبها دفع الثمن كما ابنا لاحقا0 وتبدأ تلك الممارسة منذ بواكير مرحلة الدراسة بتلك التحرشات اليومية التي يواجهها المتفوق من قبل أقرانه، هذا إن لم يتطور الأمر إلى حالة من الابتزاز النفسي بإشاعة أن تفوقه ناتج لعلاقة مشبوهة مع بعض الأستاذة!!! والى غير ذلك من السلوك المسبب للضغوط النفسية التي تذهب بثقته0 ولعل ذلك كان سبباً لأن يترك الكثير مقاعد الدراسة هجراً بعد أن أصبح تفوقهم نغمة عليهم وسبب لجحيم حياتهم0 أو أن يتراجع البعض دراسياً ليأمن شر التفوق وينضم إلى الآخرين للتنكيل بالضحية الجديدة !!0
أما السعي لمحاولة إبراز الموهبة مسرحيا كان أم غنائياً في الجمعيات الأدبية أو الأيام الثقافية المدرسية فالمحاولة هنا تبدو محفوفة بالمخاطر لأن ثقافة الاستهجان والتبخيس جاهزة ومتحفزة للانقضاض والألقاب المحملة بدلالات الاستحقار جاهزة للالتصاق بالمستهدف مرة والى الأبد ليس أقلها "فلان العوير" أو "علان البايخ" وليس آخرها "الثقيل"0
أما إذا كان النبوغ رياضياً هذه المرة فالامر يتحول الى حرب يومية يخوضها صاحب الموهبة حتى يعود سالماً الى بيته " وليست في كل مرة تسلم الجرة" 0 فالموهبة هنا ليست محل استحسان الأقران بل هي تطاول يستحق التأديب والذي يكون في هذه الحالة ركلاً متعمداً وتشليتاً مصاحباًَ بصراخ جماعي "دقوا" 00"كسروا" 00 ما تخليه ينطط فينا" – ولاحظ هنا تعبير "ينطط" – فهو مرادف للموهبة، ولكنه مبتذل في اللاوعي الجمعي بقصد التبخيس0
كل هذا وذاك عزز بشكل أو بآخر من ثقافة التبخيس واستبطانها بقوة في اللاوعي الجمعي الذي يسعى حثيثاً لزجر أي بوادر لموهبة أو تفوق من باب أن الناس متساوية وكلنا "أولاد تسعة"، وهذا أضعف بدوره من قيمة الموهبة وبالتالي سيطرة ذهنية التبخيس متمثلة في لغتها السائدة، فأصبح الفنان "عامل فيها فنان" والشاعر "عامل فيها شاعر" 00كما أن عبارات مثل "ده فاكيها في روحه" أو "براي" 00لها مدلولها الابتزازي الرهيب على النفوس لأنها مشحونة بمعاني تبخيسية واستفزازية ناسفة0 ومصطلح "عامل فيها 00" لهو من الغرابة والطرافة بحيث أنه من المشكوك أن تجد له مقابل في أي لغة أخرى على ظهر البسيطة0
ولكن00 رغم كل ذلك ، ولأن التمايز واختلاف القدرات جزء من طبيعة الأشياء كما أشرنا من قبل، كان لابد للمواهب أن تعلن عن نفسها وللقدرات أن تظهر تفردها بحيث يصبح تجاهلها أو التنكر لها ليس دوماً في الإمكان 0 وهنا للمفارقة يتحول العقل الجمعي الحاضن لثقافة التبخيس الى عقل "دوغمائي" يعتقد فيمن يدين له بالتفرد حد التطرف0 ومن عجب رغم التناقض الظاهري للمفهومين الا أنهما يعملان معاً في الثقافة السودانية بكفاءة نادرة ويمكن اعتبارهم القاسم المشترك في تشكيل بنية العقل الجماعي0 ولعل أوضح ما يكون ذلك على مستوى العقل النخبوي ومراوحته بينهما0 ويتجلى ذلك في غياب ثقافة الاختلاف وشيوع الخلاف كاحد الآليات المنتجة لذهنية التبخيس0 أو سيطرة مفهوم الحواري "درق سيده" عندما يتحول الأمر الى "دوغما"0 وبمعنى أوضح فالأمر عند النخب كما هو الحال في باقي المجتمع هو غياب نسبية الآراء والتمترس خلف حقيقة موهومة تجعل من الآخر "نكرة" أو "جاهل" في أحسن الاحوال، هذا ان لم يستطيل الحال الى أنواع أخرى من الاسلحة الفتاكة ليس أقلها "اغتيال الشخصية"!!0
هذا التزاوج بين التبخيس والدوغمائية لا يخلو في كثير الاحيان من الطرافة لأنه أصلاً مبني على اللاعقلانية 00 وهنا يستحضرني هذا الموقف الطريف: "كان يرافقني يوما ما في السيارة أحد الأصدقاء الذين لا يرون الحياة الا من "خرم" سياسي0 وكان أن تصادف بمسجل السيارة شريط غنائي للفنان مصطفى سيد أحمد، وطلب هذا الصديق تغيير الشريط بحجة أنه لا يحبه، وكان من الممكن أن يكتفي بذلك الطلب محيلاً الأمر الى تباين أذواق 00 ولكنه أردف معقباً "ياخ هو زي ما قال "نقد" : "في فنان شنبه كبير !!!" 00 والتعليق بقدر طرافته فهو يكشف بحق عن ذلك التلازم الحميم بين المفهومين والقدرة على المزاوجة بينهم متى ما استدعى الأمر0 فصاحبنا على ما يبدو لم يكن على ثقة من نفسه لتبخيس مصطفى ولذلك استعان بنموذج "معتقد فيه" - بضم الميم - يضفي على التبخيس بعداً أعمق0
خلاصة الأمر يبدو أنه من الواضح أن التبخيس ساهم بفاعلية حقيقية في "فرملة" تطور المجتمع السوداني في الكثير من مناحي الحياة وعمل بقوة على تنمطيه بحيث صار ايقاع الحياة يسير على وتيرة واحدة لا تحس معها بأي قيمة لتراكم التجارب الحياتية والابداعية 00 فمثلاً: الغناء ليس بغناء ان لم يساير المألوف والتعليم ليس بتعليم ان لم يكن طب وهندسة والدراما ليست دراما طالما أنها ليست مصرية النسق، والكورة ليست كورة طالما أنها لا تلعب بطريقة الخمسينات من القرن الماضي ، وفي هذا الشأن اختزل احد المخضرمين الذين استضافهم التلفزيون السوداني قبل فترة كل علات الكورة السودانية في الأحذية الحديثة والحوافز 00 مشدداً أن الحل الأمثل في العودة فوراً الى "الكدارة الجلد" و"جك الليمون" بديلاً عن الحافز المادي!!0
ومن نافلة القول أن نشير الى أن هذا الجو المشبع بروح "الارهاب التبخيسي" كان وما يزال سبباً لتطاول اقزام الفكر والمتصحرين عقلياً وعاملاً من عوامل شيوع الهرجلة وروح الانتهازية في مختلف مجالات الحياة للحد الذي صبغ كامل حياتنا بسقم وجودي مستدام يتبدى معه الإصلاح أمراً في غاية الاستحالة0
عبد الخالق السر/ ملبورن/ سودانيزاونلاين
29/5/2004م
نزار جعفر المبارك
03-12-2010, 01:30 AM
من الملاحظ داخل التعامل السوداني لا يهتم كثيراً بعبارات هي من اساس التعامل
لو سمحت
شكراً
آسف
دي كلمات لمن تقولها الناس بتستغرب يقولوا ده مالو ده بتحنكش ولا عامل فيها مغترب
كلمه Please بقولوا عليها Magic word شكرا أخى محمد عبدالله ، لايهم كثيرا أولئك الذين لايقبلون أطروحة تغيير الشخصية السودانية فهذه مسئولية هذا الجيل علينا أن نواصل المسير ونقول ( لوسمحت) ،(شكرا)، (آسف)، وكتر خيررك كتير للأضافة ... ولى عودة
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir