montaser kabaly
26-11-2010, 01:22 PM
عودة لاستكمال مواصلة مابداناه فى البوست السابق للمسالة الهوية واعتذر عن المتابعة للفترة السابقة لظروف ولكم العتبة حتى ترضوا.
بينما تعيش الطبقات الشعبية هويتها القومية وتداخلاتها مع الهويات المجاورة بتلقائية وبساطة فى ظروف التطور الطبيعى(normal)العادى فان الانشغال النخبوى الذهنى لهذا الموضوع على اهميته وضرورته فى بعض الاحيان يمكن ان يزيد الامر تعقيدا .اذا لم يرتبط بعمل مكثف لبناء جسور الثقة والتفاهم المتبادلين بالجهود المشتركة فى المساحات الشاسعة مما يمكن الاتفاق؛والتى تضفى مناخ الجدل واختلاف الرأى الديمقراطى من المعوقات النفسية سوء الفهم المتبادل مع الحفاظ على صراحته وتبعده -فى الوقت نفسه-من متاهات ومماحكات النظرية والانشغالات الصفوية المجردة من الهم والواقع الشعبى وكلها عوامل أعتقد انها تمنح نضوج الحوار وتعمقه.
بادئ ذى بدء لابد من الاشارة الى تعريفات ومفاهيم منهجية حول موضوع الهوية.
الهوية ليست اقل على المتاهة التى يمكن ان تقود اليها محاولة التعريف النظرى لهذا المصطلح (identical)أو تعينا الهوية(identification)الذى يستخدم فى السودان رديفا للوطنية او القومية ؛من الاطلاع على تعدد هذه التعريفات وتداخلاتها لدى المولف البريطانى المعروف فى هذا المجال (Dived Smith)فى(Theories Of Identilism) مع ذلك فانه لابد من وضع ملاحظات فى هذا الصدد لتسهيل التعاطى مع وجهة النظر المطروحة فى هذه الورقة التحليلية والبحثية. على المستوى النظرى للتعريف يعيش السودان حالة ازدواج بين انطباق التعريف الكلاسيكى للهوية الذى يركز على عناصر اللغة-الثقافة -والتاريخ على الوضع فى معظم الشمال .
للرجوع لتفاصيل وتطابق وجهة النظر؛ انظر(د:عفيف البونى فى الهوية القومية والعربية) وانطباق التعريفات ذات الطابع السوسيولوجى لما درج على توصيفه(القبيلة) فى الجنوب بمعنى( القوميات هى نتاج التطور التاريخى للمجتمع فهى ليست مماثلة للعشائر أو القبائل أى الوحدات البشرية القائمة على العائلى المشترك مثل هذهالقوميات اعتقد وجدت منذ اقدم العصور ولاكنها لا تشكل هويات بل مادة (أثنية) هنالك بعض الملاحظات حول الهوية القومية فى السودان على حسب المنظور الشخصى حسب اطلاعى على بعض الكتابات فى هذا الصدد.
لماذا؟نعيد ذات السوال الذى تمت الاجابة عليه قبل اكثر من نصف قرن ونيف؟
فى اعتقادى ان اعادة السؤال مجددأ ومحاولة ايجاد اجابات للمرة الثانية الغرض منها تجديد مناظير البحث كذالك المسالة هى ايجاد مناسبة لمناقشة قضايا اساسية وفكرية غير واردة البتة فى السياق ولكن اتخاذ القضية لمناقشة قضايا اساسية مسكوت عنها لاتصلح للمناقشة المفتوحة بشكل واضح ولهذا انبه بان تكرار الهوية بذات المحاور فى فترة الستينيات هذا يؤدى الى تجميد قضايا راهنة تفرض نفسها على الواقع والراهن الثقافوسياسى السودانى بشكل ملح.
هنالك بعض الممارسات الموضوعية والذاتية من خلال الاطار التحليلى أعتقد كتطوير موضوعى وضرورى للنقاش والتحليل حول موضوع الهوية فى السودان لابد من الاشارة الى نوعين من الخلط فى تقديرى هما مصدر التشويش البالغ الذى يحيط به؛ الخلط بين حصيلة تفاعلات مع الحضارة العربية فى تشكيل السودان القومى والملابسات الى مراحل التفاعلات فى الحقبة السابقة وتطورها؛ ثم الخلط بين التبدلات فى خصائص الهوية الهوية القومية السودانية بين الوعى الجمعى والاحساس به بالاضافة للسبب المذكور أعلاه فان هنالك سببا اضافيا باهمية بحث الموضوع وذلك من زاوية الخلط الاول وهو أن التميز بين الحصيلة النهاية وملابسات تبلورها نقطة اساسية وجوهرية فى اعتقادى لان هناك اعتقاد عند بعض المفكرين والكتاب حول هذا الموضوع؛ هناك من يعتبر ضعف التأثير العربى بالسلبية الكاملة التى يضفيها على ملابسات ظروف مفعولها على البنيات الثقافية مثل تجارة الرقيق وعهد الخليفة عبدالله التعايشى أبان الحقبة المهدية.
ولكن اعتقد أن على ضوء تجربة البشرية بكل مجتمعاتها ومراحلها حيث يختلط السلم بالعنف والتأخى بالعداء فى مناخ ومسببات التفاعل والتعايش البشرى تبدو تلك الاطروحة فى نظرى غير مقبولة واعتقد أن الدليل على ما اذعمه هو الحكم البريطانى فى السودان الذى كانت نواياه ومخططاته سلبية وليس فقط ملابساته ترتب عليه هامش ايجابى من النوع المقصود لكنه ضئيل بما يعكس طبيعته الخاصة هذه وذلك بالرغم من أن هنالك اثر عكسى فاطراه لتحديث قطاعات اقتصادية وخدمية معينة(الزراعة-التجارة-المواصلات-التعليم....الخ)وتطوير هيكل جهاز الدولة الموروث من الحكم التركى ووصلالسودان بالمحيط العالمى كى يتمكن من خدمة أهدافه الاستعمارية بكفاءة اكبر هذا بالضرورة افرز علاقات اجتماعية وطبقة جديدة ودرجة اعلى من التمازج السكانى والثقافى متناقضة مع طبيعة الظاهرة الاستعمارية واهدافها واساليبها؛ لم يكن بوسع الاستعمار البريطانى منعها او السيطرة عليها بل انها التى قادة فى النهاية الى تصفيته.
وهنالك دور للحركة المهدوية فى السودان فى صياغة الشخصية السودانية والهوية والوشائج بين العربى وغير العربى باعتبارها ثورة تحرر وطنى اعنى بهذا الصياغ الاطار التاريخى والظرف الموضوعى لهذه الظاهرة المهدية والعلاقة مابينها وتحليل جزء محدد ايجابى لاعتقد ان الذهنية المهدية كانت تستوعب اومؤهلة لفهم مادة من هذا النوع تنضج تقيمها لتبيعة التجارب التاريخية وذلك لتخلف البيئة اذاما وضعت الثورة فى اطارها التاريخى .اما المصدر الثانى للخلط حول موضوع الهوية بالنسبة للنوبة والنوبيين والبجة والفور فهو اعتقد بين التبدل الموضوعى فى واقع الهوية ودرجة انعكاسه فى عقل الانسان وعواطفه اذ اخذنا النموزج الافريقى التوضيحى يكون هنالك بانعدام التنافى حتى بين القول بأستعراب الجماعات السودانية ومظاهر التميز المحلى التى نلمسها لديها متفاوتة فى مداها ومختافة فى مجالاتها حسب كل حالة من الحالات بحيث يكون الاستعراب واقفأ فى بعضها وامكانأ فى البعض الاخر ؛ علما بأن التداخل الحميم بين البعدين العربى والاسلامى بصورة خاصة(مما يجعل التوصيف العربى-الاسلامى)للشخصية المكتسبة اكثر انطباقا عليها بالنسبة للشماليين ؛لاأعتقد ان ذلك يعنى ان هنالك صلة حتمية بين التحول الاستعرابى جزئيا او كليا والاسلامى فمنذا القرن الحادى عشر تقريبا احتفظ الاقباط المصرين مثلا بهويتهم الدينية مع أن استعرابهم كان كاملأ بما يجعل الوقت الراهن وهذا العصر اكثر ملائمة لدرجة الاستعراب المقصود قياسا مع توافر أطر معرفية-ثقافية-دينية- واثنوغرافية.
ماذكر انفا ليس خروج عن الموضوع ولكن محاولة التنبيه الى انه يتعين تجنب الخلط بين حجم الوجود الموضوعى والفعلى للتميز المحلى بما فى ذلك الاعتزاز الطبيعى والصادق بالعناصر الثقافية قبل العربية التى لاتزال حية فى تكوين جماعات كثيرة ودرجة الاحساس بالتميز التى قد تتجاوز او تقل عنه ففى ظروف الازدهار العام والتفاؤل أعتقد تتصاعد روح التأخى والانفتاح القومى الصحى دون عقد او تعالى او دونية الى مستوى يجعل الشعور الذاتى بوحدة الشخصية القومية اقوى من درجة الانصهار القائمة فعليا.
اما فى زمن يتعرض فيه الانسان السودانى وخاصة فى المناطق المهمشة للانسحاق تحت وطـة الضغوط المعيشية والسياسية والحرب فليس غريبأ ان ترتفع درجة الاحساسبذلك التميز من النتائج المباشرة للضغوط ردود فعل وقائية والتى تفصح عن نفسها فى نمو الفردية على المستوى الشخصى والاحتماء خلف روابط القبيلة والاقليم ...الخ.......................ونواصل
بينما تعيش الطبقات الشعبية هويتها القومية وتداخلاتها مع الهويات المجاورة بتلقائية وبساطة فى ظروف التطور الطبيعى(normal)العادى فان الانشغال النخبوى الذهنى لهذا الموضوع على اهميته وضرورته فى بعض الاحيان يمكن ان يزيد الامر تعقيدا .اذا لم يرتبط بعمل مكثف لبناء جسور الثقة والتفاهم المتبادلين بالجهود المشتركة فى المساحات الشاسعة مما يمكن الاتفاق؛والتى تضفى مناخ الجدل واختلاف الرأى الديمقراطى من المعوقات النفسية سوء الفهم المتبادل مع الحفاظ على صراحته وتبعده -فى الوقت نفسه-من متاهات ومماحكات النظرية والانشغالات الصفوية المجردة من الهم والواقع الشعبى وكلها عوامل أعتقد انها تمنح نضوج الحوار وتعمقه.
بادئ ذى بدء لابد من الاشارة الى تعريفات ومفاهيم منهجية حول موضوع الهوية.
الهوية ليست اقل على المتاهة التى يمكن ان تقود اليها محاولة التعريف النظرى لهذا المصطلح (identical)أو تعينا الهوية(identification)الذى يستخدم فى السودان رديفا للوطنية او القومية ؛من الاطلاع على تعدد هذه التعريفات وتداخلاتها لدى المولف البريطانى المعروف فى هذا المجال (Dived Smith)فى(Theories Of Identilism) مع ذلك فانه لابد من وضع ملاحظات فى هذا الصدد لتسهيل التعاطى مع وجهة النظر المطروحة فى هذه الورقة التحليلية والبحثية. على المستوى النظرى للتعريف يعيش السودان حالة ازدواج بين انطباق التعريف الكلاسيكى للهوية الذى يركز على عناصر اللغة-الثقافة -والتاريخ على الوضع فى معظم الشمال .
للرجوع لتفاصيل وتطابق وجهة النظر؛ انظر(د:عفيف البونى فى الهوية القومية والعربية) وانطباق التعريفات ذات الطابع السوسيولوجى لما درج على توصيفه(القبيلة) فى الجنوب بمعنى( القوميات هى نتاج التطور التاريخى للمجتمع فهى ليست مماثلة للعشائر أو القبائل أى الوحدات البشرية القائمة على العائلى المشترك مثل هذهالقوميات اعتقد وجدت منذ اقدم العصور ولاكنها لا تشكل هويات بل مادة (أثنية) هنالك بعض الملاحظات حول الهوية القومية فى السودان على حسب المنظور الشخصى حسب اطلاعى على بعض الكتابات فى هذا الصدد.
لماذا؟نعيد ذات السوال الذى تمت الاجابة عليه قبل اكثر من نصف قرن ونيف؟
فى اعتقادى ان اعادة السؤال مجددأ ومحاولة ايجاد اجابات للمرة الثانية الغرض منها تجديد مناظير البحث كذالك المسالة هى ايجاد مناسبة لمناقشة قضايا اساسية وفكرية غير واردة البتة فى السياق ولكن اتخاذ القضية لمناقشة قضايا اساسية مسكوت عنها لاتصلح للمناقشة المفتوحة بشكل واضح ولهذا انبه بان تكرار الهوية بذات المحاور فى فترة الستينيات هذا يؤدى الى تجميد قضايا راهنة تفرض نفسها على الواقع والراهن الثقافوسياسى السودانى بشكل ملح.
هنالك بعض الممارسات الموضوعية والذاتية من خلال الاطار التحليلى أعتقد كتطوير موضوعى وضرورى للنقاش والتحليل حول موضوع الهوية فى السودان لابد من الاشارة الى نوعين من الخلط فى تقديرى هما مصدر التشويش البالغ الذى يحيط به؛ الخلط بين حصيلة تفاعلات مع الحضارة العربية فى تشكيل السودان القومى والملابسات الى مراحل التفاعلات فى الحقبة السابقة وتطورها؛ ثم الخلط بين التبدلات فى خصائص الهوية الهوية القومية السودانية بين الوعى الجمعى والاحساس به بالاضافة للسبب المذكور أعلاه فان هنالك سببا اضافيا باهمية بحث الموضوع وذلك من زاوية الخلط الاول وهو أن التميز بين الحصيلة النهاية وملابسات تبلورها نقطة اساسية وجوهرية فى اعتقادى لان هناك اعتقاد عند بعض المفكرين والكتاب حول هذا الموضوع؛ هناك من يعتبر ضعف التأثير العربى بالسلبية الكاملة التى يضفيها على ملابسات ظروف مفعولها على البنيات الثقافية مثل تجارة الرقيق وعهد الخليفة عبدالله التعايشى أبان الحقبة المهدية.
ولكن اعتقد أن على ضوء تجربة البشرية بكل مجتمعاتها ومراحلها حيث يختلط السلم بالعنف والتأخى بالعداء فى مناخ ومسببات التفاعل والتعايش البشرى تبدو تلك الاطروحة فى نظرى غير مقبولة واعتقد أن الدليل على ما اذعمه هو الحكم البريطانى فى السودان الذى كانت نواياه ومخططاته سلبية وليس فقط ملابساته ترتب عليه هامش ايجابى من النوع المقصود لكنه ضئيل بما يعكس طبيعته الخاصة هذه وذلك بالرغم من أن هنالك اثر عكسى فاطراه لتحديث قطاعات اقتصادية وخدمية معينة(الزراعة-التجارة-المواصلات-التعليم....الخ)وتطوير هيكل جهاز الدولة الموروث من الحكم التركى ووصلالسودان بالمحيط العالمى كى يتمكن من خدمة أهدافه الاستعمارية بكفاءة اكبر هذا بالضرورة افرز علاقات اجتماعية وطبقة جديدة ودرجة اعلى من التمازج السكانى والثقافى متناقضة مع طبيعة الظاهرة الاستعمارية واهدافها واساليبها؛ لم يكن بوسع الاستعمار البريطانى منعها او السيطرة عليها بل انها التى قادة فى النهاية الى تصفيته.
وهنالك دور للحركة المهدوية فى السودان فى صياغة الشخصية السودانية والهوية والوشائج بين العربى وغير العربى باعتبارها ثورة تحرر وطنى اعنى بهذا الصياغ الاطار التاريخى والظرف الموضوعى لهذه الظاهرة المهدية والعلاقة مابينها وتحليل جزء محدد ايجابى لاعتقد ان الذهنية المهدية كانت تستوعب اومؤهلة لفهم مادة من هذا النوع تنضج تقيمها لتبيعة التجارب التاريخية وذلك لتخلف البيئة اذاما وضعت الثورة فى اطارها التاريخى .اما المصدر الثانى للخلط حول موضوع الهوية بالنسبة للنوبة والنوبيين والبجة والفور فهو اعتقد بين التبدل الموضوعى فى واقع الهوية ودرجة انعكاسه فى عقل الانسان وعواطفه اذ اخذنا النموزج الافريقى التوضيحى يكون هنالك بانعدام التنافى حتى بين القول بأستعراب الجماعات السودانية ومظاهر التميز المحلى التى نلمسها لديها متفاوتة فى مداها ومختافة فى مجالاتها حسب كل حالة من الحالات بحيث يكون الاستعراب واقفأ فى بعضها وامكانأ فى البعض الاخر ؛ علما بأن التداخل الحميم بين البعدين العربى والاسلامى بصورة خاصة(مما يجعل التوصيف العربى-الاسلامى)للشخصية المكتسبة اكثر انطباقا عليها بالنسبة للشماليين ؛لاأعتقد ان ذلك يعنى ان هنالك صلة حتمية بين التحول الاستعرابى جزئيا او كليا والاسلامى فمنذا القرن الحادى عشر تقريبا احتفظ الاقباط المصرين مثلا بهويتهم الدينية مع أن استعرابهم كان كاملأ بما يجعل الوقت الراهن وهذا العصر اكثر ملائمة لدرجة الاستعراب المقصود قياسا مع توافر أطر معرفية-ثقافية-دينية- واثنوغرافية.
ماذكر انفا ليس خروج عن الموضوع ولكن محاولة التنبيه الى انه يتعين تجنب الخلط بين حجم الوجود الموضوعى والفعلى للتميز المحلى بما فى ذلك الاعتزاز الطبيعى والصادق بالعناصر الثقافية قبل العربية التى لاتزال حية فى تكوين جماعات كثيرة ودرجة الاحساس بالتميز التى قد تتجاوز او تقل عنه ففى ظروف الازدهار العام والتفاؤل أعتقد تتصاعد روح التأخى والانفتاح القومى الصحى دون عقد او تعالى او دونية الى مستوى يجعل الشعور الذاتى بوحدة الشخصية القومية اقوى من درجة الانصهار القائمة فعليا.
اما فى زمن يتعرض فيه الانسان السودانى وخاصة فى المناطق المهمشة للانسحاق تحت وطـة الضغوط المعيشية والسياسية والحرب فليس غريبأ ان ترتفع درجة الاحساسبذلك التميز من النتائج المباشرة للضغوط ردود فعل وقائية والتى تفصح عن نفسها فى نمو الفردية على المستوى الشخصى والاحتماء خلف روابط القبيلة والاقليم ...الخ.......................ونواصل