المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من مذكراتى ..



أشرف صلاح السعيد
02-10-2010, 09:49 PM
ما بين بليل و لومبو تكمن القضية ..

التاريخ كان بأوائل التسعينات من القرن المنصرم .. دارت الأحداث بحرم جامعى لجامعة صنعها الأمريكان بأحد الدول العربية بشمال أفريقيا .. ياله من مكان لتدور فيه أحداث .. عرب و أفارقة و أمريكان ثلاثة عناصر تلخص أزمة عصر ببلاد السودان ..
البداية كانت مناقشة عامة عن وضع البلد و ما آل إليه حال الأهل بين شماليين .. طالبان جامعيان يتسامران مستحضران معهم تداعيات ما يحدث و حدث بزمن بلغا فيه سن الرشد الغير متفق حوله أهو الثامنة عشر أم الواحد وعشرون و لكنهما كانا عاقلان بالغان مسلمان مكلفان .. أولهما من شريحة وجدت بالجزيرة جمعت ما بين التعلم الدينى و التعليم الأكاديمى و ثانيهما من طبقة عاشت بالعاصمة و جمعت ما بين التعليم و الثروة و السياسة.. تحدثا كثيرا عن الشباب و عن الظلم الواقع على تلك الشريحة من جل الأحزاب المفترشة طرقات السياسة بالبلاد و حتى المتجولون بين عواصم أخرى لبلاد .. فحينها كان التجمع ما بين مصر و أرتيريا .. و الحركة ما بين يوغندا و أثيوبيا و كينيا وبعض حين مصر .. وكان ملخص سامر الحديث بأن معظم الأحزاب تتعامل مع الشباب كتعامل ربات البيوت مع آنيتهم الجميلة بصدور "الفضيات" و دواليب العدة .. جميلة و موضع تفاخر دون الإستخدام الأمثل من بعد التهيئة ..
إتفقت و بليل فى عمل تجمع شبابى بعد أن راقت الفكرة لكلينا .. ثم إستمر التلاقى بيننا لتطوير الفكرة و التشاور فى العديد من جوانبها حتى حدث الصدام بيننا .. فكنت أدعو لمنتدى شبابى عام يشمل كل شباب السودان بإختلاف أطيافه الدينية والسياسية و أراد بليل عمل حزب سياسى شبابى أسوة بالأحزاب السودانية الموجودة وكان عندها الفراق .. كانت فكرتى بسيطة جدا و هى العمل على تجميع الشباب و إستخراج أحلامهم و العمل جماعيا فى ترسيخ مبادئ و ثوابت يتفق عليهاالجميع دون وضع قوالب لأهداف من قبل البعض ثم الدعوة لتطبيقهامن الكل فيما بعد .. لأيمانى عند إرتقاء الفكر الشبابى و توحده فى تحقيق أحلامه المشتركة سيجيئ بالتغيير بإنسيابية و إن طال الأمد .. فغدا هؤلاء الشباب سيتبوأون و يشغلون مناصب متعددة و مختلفة بالدولة و بالمجتمع و سيكون التغيير الإيجابى جزئ من ثقافة المجتمع .. بينمارأى بليل تكوين حزب سياسى سيعجل من التغيير و الوصول إلى الأهداف و المرامى فى أقصر مدى .. فكان الخلاف بيننا لإقتناعى بأن الحل و التغيير من خلال المناظير الحزبية يضيِّق النظرة و لأن البلاد لا تحتاج لحزب سياسى جديد بقدر حوجته لثقافة و فكر جماعى جديد .. ثم انطلقت أدعو للفكرة و لتكوين " منتدى الشباب السودانى " و عمدت فى إختيار المنضمين الأوائل من كل شرائح بلا إستثناء لدين ولا جنس أو لون سياسى .. وبدأ المنتدى يضم شيئا فشيئا أعضاء .. ثم كان على كل عضو دعوة المزيد من الأعضاء .. و كان لومبو من أوائل من دعوته للمنتدى ..
لومبو طالب دراسات عليا حينها .. شاب متعلم و من بيئة متعلمة و يبدو عليه آثار الثراء أو قل اللاعوز و الفقر .. بينت له الفكرة العامة للمنتدى وبأننا بالمرحلة الراهنة علينا الدعوة لتجمع الشباب ككيان مهمش ثم التناقش و التشاور فى وضع الأهداف و الفكر العام .. أعجب لومبو بالفكرة نظريا و لكنه راح يشكك فى جدواها عمليا بل ضيّقهاو جعلها قضية جنوب و شمال بل إسلام و نصرانية .. و حاولت جاهدا ألا أقع فى الحيز الضيق الذى أرادنى فيه حتى سألنى سؤالا مباشرا بعد أن سرد قصص إضاعة الثقة ما بين الجنوب و الشمال و التى كنت أتفق فى معظمها معه و كانت مدافعتى مبنية بأن ماحدث و لم نشهده لا ذنب لنا فيه و بأن الدعوة للمنتدى الشبابى السودانى هوإستئصال كل أمراض الأمس برؤانا نحن كشباب اليوم و رجال الغد و سادته .. و كان سؤاله الذى ألح و بشدة على الإجابة المباشرة عليه هو :
إن نجح هذا المنتدى الشبابى السودانى فى دعواه فهل سيتقبل الشماليون المسلمون برئيس للبلاد جنوبى مسيحى "نصرانى" ؟؟..
فرددت عليه أولا بأن الفكرة من المنتدى الآن تجيع الشباب ككيان موحد و باقى الدعاوى و الأهداف سيقررها الكيان بنفسه وله الحق فى الدعوة لما يؤمن به و يراه منطقيا.. ثانيابأن القضية ليست قضية من يرأس بمثل ماهى قضية دعوة للنهوض بالوعى و الرغبة فى التغيير الإيجابى و تقبل الآخر بماهو عليه و التخلص من إرث بالى و هدام من الماضى .. و لكنى سأرد على سؤالك بالتالى : أن كنت تتحدث و ترتكز على الديمقراطية فالغالبية هى من ستحدد من يرأس و لست أنا أو أنت و بالنظر لحجم المسلمين و النصارى بالبلاد فالمسلمين هم الأغلبية .. و بالنسبة لى شخصيا كمسلم سأرشح المرشح المسلم على المرشح النصرانى كحق شرعى لى كما سترشح أنت المرشح النصرانى ..
فقاطعنى لمومبو قائلا : إذن لن يحكم مسيحى "نصرانى" السودان و ستظل الإشكالية قائمة..
فقلت له حينها : أراك تلخص مشكل السودان لدى الجنوبيين فى فى من سيحكم البلاد و هذا تضييق لما يجب أن ندعو له .. بل أراك لن تتفق معى إلا إن خلعت عنى إسلامى و أنا لم ولن أطالبك بخلع نصرانيتك .. فأنا أتقبلك كما أنت بيد أنك ترتكز على ما لقنك له من قبلك من وقوع ظلم عليهم و على أنا اليوم فى التكفير عنه ولا ذنب لى فيه وحتى كيفية التكفير لا تخطع لعدل أن تنشده ..
و اختلفت و لومبو كمااختلفت و بليل .. و سرت أدعو للمنتدى الذى ضم مسلمين و نصارى حتى أخترقنا من بعض الأحزاب السياسية التى كانت تترصد تحركاتنا و دعوانا و أجهضت الفكرة لتشرزم أعضاء المنتدى بكل بقاع الأرض و بقى الحال على ما هو عليه ..
الفكرة ليست بمستحيلة و لكن الضعف بى و بمن إقتنع بالفكرة فلم نستطع الإستمرار فيها لأننا كغيرنا سعينا نركض خلف المعايش و أحلامنا الخاصة و أنانياتنا رغم لا تعارض بينها و الفكرة .. و لعلى أرى شباب اليوم بهم من هم أكفأ و أقدر منا على تحقيق الحلم الذى جبنا من تحقيقه..
و أتمنى أن تتغير أفهام السواد الأعظم منا فنتحرر مما يدعو له بليل و لومبو..
أو تراه يكون ؟؟..

سواااح
08-10-2010, 08:16 AM
المهندس .. اشرف السعيد ..
ذي بدء اين انت طال غيابك ؟؟

تعرف يا اشرف ..
نحنا كسودانيين تركيبتنا غريبة
يعني اي حاجة او مشروع بتبدا صاح ومظبوط
لكن اول ما ملامح نجاح تبدا تظهر اي واحد بيقول (انا)
وكل واحد عايز مصلحة جماعتو ومن ينتمون اليه
المصالح الشخصية اصبحت ديدن شائع
واما الوطن .. فله الله.

mahagoub
08-10-2010, 08:03 PM
له الله
والغالبيه سماعين