المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السودان بين أشواق الوحدة وهواجس الإنفصال



عاطف عولي
26-08-2010, 12:36 PM
سوف اقدم مجموعة من المقالات الصحفية والمقابلات لكي نتلمس من خلالها بوصلة الأتجاهات في السودان ونكون وجهة نظر خاصة من خلال تلك الخلفية


نبدا هذا الملف بطرح قضية للنقاش محاولة للأسهام في قضايا الوطن السودان ومدينتنا ودمدني والبوست ملك للجميع وبأقلامهم


القضية الأولي قضية الوحدة

ما يجب عمله لدعم خيار الوحدة.... آراء وأصداء من أركـان الدنيــا



بقلم: د. عثمان ابوزيد


الراي العام


الثلاثاء 29/06/2010م
اجتمع شملنا مساء الجمعة الماضية في منزل السفير محمود فضل عبد
الرسول القنصل العام بجدة ، ذلك المنزل الذي يحلو للأخ السفير أن
يسميه بيت السودان.
تساءلنا في هذا الاجتماع بوصفنا الهيئة القومية لدعم خيار الوحدة :
ما الذي يجب عمله لدعم هذا الخيار؟ فقد وضعنا هذا الاجتماع أمام
مسؤوليتنا بشكل مباشر، ولو لم يفعل غير هذا لكفى.
ظل موضوع الوحدة والانفصال بالنسبة لي أقرب إلى الفلسفة أحاول
أن أمارس فيه قدراتي الذهنية في التحليل والدراسة والبحث ، ولكنني
أحسست لأول مرة تلك الليلة أن الموضوع أكبر من ذلك بكثير ، إنه
قضية " وجود " لا قضية " حدود " .
تباينت الآراء جداً ما بين متشائم يذهب إلى أن الانفصال قد وقع بالفعل
ولم يبق إلا إعلانه الرسمي ، وبين متفائل يقول إن المواطن في جنوب
السودان منحاز إلى الوحدة ولو أنه يمتلك مصيره حقاً فهو إلى صف
الوحدة أقرب...
هذا هو بيت القصيد ، يقال إن مسؤولاً رفيعاً في حكومة الجنوب زار
يامبيو وشهد هنالك نشاطاً لطلبة المدارس ، ومما قدمه الطلبة في
عروضهم المسرحية مشهد عن قيام الاستفتاء وأن مواطني الجنوب
قرروا مصيرهم باختيار وحدة السودان بنسبة عالية ، ولكن سرعان
ما يدخل إلى المسرح جنود مدججون بالسلاح يطلقون النار في كل
اتجاه يقتلون ويدمرون!
أنا ذاهب إلى اجتماع بيت السفير كانت ترن في أذني عبر الهاتف كلمات
الأخ عبد الله أبّو إمام أحد المتبتلين في محراب العلم الذين وقفوا عمرهم
للقراءة والكتابة ، يقول لي عبد الله : وهل بقي شيء لتعملوه يا جماعة
النوايا الحسنة؟
أستعين بقائمتي البريدية فأبعث بسؤال ما العمل إلى سودانيين وآخرين ،
فتنهال الإجابات وكأنهم كانوا ينتظرون السؤال.
دكتور كمال طيب الأسماء من كندا يستوحي إجابته مما يرى حوله :
أكتب لك ونحن نشاهد منذ العصر احتجاجات المتظاهرين ضد قمة
العشرين وقمة الثمانية ، ومدينتنا تورنتو تغلي بمواجهـــات بين
المتظاهرين والشرطة التي انتشرت في كل مكان تحاول تفريقهم لكن
أعدادهم كبيرة جدا وقد جاؤوا من داخل وخارج كندا وبالفعل عبر
المحتجون عن رفضهم الكتلتين بشكل واضح ومؤثر.
وكان مشهد حرق سيارات الشرطة منظرًا عاديًا وهي المرة الأولى التي
نراه في كندا منذ جئناها قبل ستة عشر عامًا.
وهذا ما يؤكده صديق آخر أن يعبر الشعب في الشمال والجنوب عن
رغبته في الوحدة ، ويتطرّف رأيه قليلاً أو كثيراً إذ يقول : لماذا لا
تكون هناك مسيرة خضراء مثل التي قام بها المغاربة لتأكيد موقفهم
من قضية الصحراء المغربية؟
الأخ إسماعيل كنكش من الولايات المتحدة يرى أن الجنوب تنقصه
الخدمات الأساسية بسبب الحروب الأهلية ، ومفتاح الحـــل ليس
الانفصال لأن الانفصال يؤذن بمصير قاتم ، وينبغي النظر إلى مخاطر
الانفصال بجدية. استقلال جنوب السودان بداية حرب أهلية وحشية.
أحد المفكرين في جنوب السودان قال لي ذات مرة إن «الحرب الأهلية
في جنوب السودان سيجعل رواندا تبدو وكأنها لعبة أطفال».
ودولة جديدة في جنوب السودان من المرجح أن تكون خاضعة لنفوذ
وهيمنة الدول المجاورة. يجب النظر إلى أن هناك العديد من العناصر
التي توحدنا، هناك فرصة الآن لتضميد جراحنا ، وبناء دولة مزدهرة
للجميع من خلال وحدة وطنية.
ويمضي في الاتجاه نفسه أحد الإخوة قائلاً : كل دولة تنعم الآن بالوحدة
الوطنية والاستقرار عبرت إلى وحدتها واستقرارها بالحرب ، انظر في
كل العالم تجد الوحدة لم تقم إلا على المواجهة والحسم.
ولكن ألا تكفي حروب خمسين عاماً ، لنعتبر أن تلك الحرب هي حرب
وحدتنا الوطنية ، وأن آلاف الضحايا والشهداء هم مهر الوحدة والسلام ،
لماذا تروح تضحياتنا سدى ؟
وأعود مرّة أخرى إلى الأخ دكتور كمال طيب الأسماء من كندا الذي يقول:
إن لنا في استفتاء تقرير مصير مقاطعة كيبيك الكندية، الفرنسية الأصول
والثقافة، أسوة حسنة. فعندما أجري استفتاء الانفصال هناك وعلى الرغم
من إجماع القوى السياسية في مقاطعة كيبيك على الانفصال كان هناك
ما رجح كفة الوحدة وهو وجود مصالح للكنديين الفرنسيين في كل أنحاء
كندا وخاصة في مقاطعة أونتاريو المتاخمة.
فإذا تحدثنا فقط عن خمسمائة ألف كيبيكي يعملون في وظائف مكتبية
وعمالية في أونتاريو ويملكون محلات تجارية في مقاطعة أونتاريو
يعبرون يوميًا من كيبيك إلى مواقع عملهم في أونتاريو ثم يعودون.
كل هؤلاء صوتوا ضد الانفصال نظرا لوجود مصالح لهم في بقية أنحاء
القطر. وما أنسَ لا أنسَ سؤال رئيس نقابة العمال الذي وجهه إلى حاكم
مقاطعة كيبيك آنذاك قائلا: نحن حوالي مائة ألف عامل وثلاثمائة ألف
موظف ومائة ألف أصحاب بزنس نعمل في هذا الجزء من أونتاريو في
وظائف مختلفة وبضمانات وبدلات علاج وسفر و...إلخ فإذا فصلتم
كيبيك وجئناكم غدا لتوفير جميع هذه الوظائف .. هل أنتم جاهزون؟؟
فتلكأ الحاكم في الإجابة.
هذا الأمر استغله الجانب الآخر الرافض للانفصال وكانت النتيجة تسعة
وأربعين في المائة مع الانفصال مقابل واحد وخمسين ضده !!!!
والسؤال هنا :
ما الذي يجعل أبناء جنوب السودان يفضّلون خيار الوحدة؟
الإجابة هي تهيئة فرص عمل لهم في جميع مدن الشمال ، وتقريب
المسافة بينهم وبين الشماليين من حيث العمل والتعليم والعلاج ،
وتمكينهم من امتلاك الأراضي والمنازل في الشمال.
ونواصل

عاطف عولي
26-08-2010, 12:37 PM
{2/3}



وأبدأ بما تفضل به مشكوراً الأخ البروفيسور التيجاني عبد القادر:
«أعتقد أنه لو قام مليون سوداني من شمال السودان بتعلم جملة
واحدة بلغة الدينكا، وقام مليون آخر بتعلم الجملة ذاتها بلغة النوير
واستطاع كل واحد أن يهمس بها في أذن صديق جنوبي أو جار زميل
دراسة لصار خيار الوحدة قريب المنال؛ الجملة هي: (نحن نحبكم فابقوا
معنا).
ويخاطبني الأخ الأستاذ أكول ليال ماجير بـ «أخي العزيز» ليقول إن
الجبهة الإسلامية تنعطف (360 درجة) عن برنامج الانفصال الذي
عملت له عشرين سنة، والسبب هو نفط الجنوب وأبيي.
ويضيف الأخ العزيز أكول إن سفاحي الجبهة الإسلامية أدركوا الآن
سوء المصير الذي يحيق بهم بعد الانفصال. ويتعين على قادة الجبهة
الإسلامية الانتظار حتى يتحقق الاستقلال الكامل للجنوب وللشرق
والغرب وجبال النوبة والنيل الأزرق ، والدعوة بعد ذلك إلى كونفدرالية
على أساس الرئاسة الدورية بين الأقاليم.
إن من يتفق مع قادة «الجبهة الإسلامية « كمن يأخذ عروساً بشعة
المنظر ويذهب بها للمرة الثانية إلى شهر العسل!
تبقى فرصة أخيرة ووحيدة ينقذ بها قادة الجبهة الإسلامية أسماءهم
ومصيرهم - والحديث لا يزال لأكول- ويقنعون بها الجنوبيين والحركة
الشعبية بالوحدة ، وهي الاصطفاف مع الحركة الشعبية وفق رؤية
السودان الجديد التي قوامها العلمانية ونبذ العنصرية.
يجب أن تكون الخرطوم خالية من الشريعة الإسلامية والعنصرية وإلاَّ ...


وأنا أشكر الأخ العزيز ماجير ، فقد أتاح التعرف على نهج في التفكير
والتعبير ، موجود للأسف مثله في الشمال أيضاً ، ومطلوب في هذه
المرحلة الدقيقة أن نترفع بقدر الإمكان عن هذا النوع من الخطاب
وأن نتسامح لأن التسامح شفاء داخلي لا بد منه.
دعانا إلى هذا أحد حكماء السودان في ندوة أكسفورد عن الوحــدة
والانفصال منذ أيام ، السيد جوزيف لاقو عندما قال إنه قاد التمرد
ودخل الغابة وحارب حتى عام 1972م من أجل حلم الفيدرالية ليس
أكثر. وقال: «نال الجنوب بفضل اتفاقية السلام الشامل ما هو أكثر
من الفيدرالية بكثير. يحكم الجنوب نفسه ويشارك في حكم باقي البلاد».
وأضاف إنه عاش في الشمال وعمل في كل أقاليمه ولديه منزل في
الشمال ولا يشعر بمشكلة في ذلك ، ثم تقــدم السيد لاقو بعــد ذلك
بنصيحة حول الاستفتاء وهي ضرورة الابتعاد عن الألفاظ الجارحة
أو الجدل المسيء والعمل على إدارة كل ما يتصل بالاستفتاء بهدوء
واحترام متبادل يترك كــل الخيارات مطروحة حتى إذا حــدث ما لا
يرضى هذا الطرف أو ذاك ، يترك باب الإخاء بين الجانبين مفتوحاً
للمستقبل .
(انظر مقال د. خالد المبارك ، الرأي العام ، الخميس أول يوليو).


أما الأخ الأستاذ موسى أكوار نون رئيس الجالية السودانية في مكة
المكرمة (سوداني من بور) فيقول ما يجب عمله هو ببساطة أن نضع
أصواتنا في صندوق الوحدة. وبالنسبة لي الموضوع واضح جداً، ما
حدث من صراع في السنوات الماضية لم يكن حرباً بين الشمال والجنوب ،
بل كانت حرباً بين فئتين. إن الجنوبيين أكدوا انحيازهم للوحدة عندما
نزح أربعة ملايين منهم إلى الشمال ، والوحدويون في الجنوب هم الأكثر
عدداً وإن كان غيرهم أعلى صوتاً. منذ سنوات كنت مسافراً بالطائرة
عندما قال لي جاري من السويد إنهم في أوروبا أنشأوا أوطانهم على
أساس قومي ، لذلك تجد أكثر من دولة في المنطقة الاسكندينافية وحدها
وأن الوضع الطبيعي للسودان أن ينقسم إلى دول على أساس قومي.
قلت في نفسي : معنى هذا أن الجنوب نفسه لا يبقى دولة واحدة لأن
التنوع القومي موجود في الجنوب أيضاً.
وعجبت لهذا الأوروبي يحرضنا على الانفصال في حين أن ما يسميها
الدول القومية تقيم كياناً واحداً اسمه الاتحاد الأوروبي.


الأخ الأستاذ محمد عربان من الرياض يصف نفسه بالمستقل مع أن
حكاية مستقل هذه كما يقول «راكوبة خريف» ، وقدم المقترحات
التالية لدعم خيار الوحدة :
- إنشاء مراكز شبابية لتعليم علوم الحاسوب واللغة الإنجليزية
وممارسة الرياضة، تحديداً الملاكمة ورفع الأثقال وكرة السلة وهي
الأنشطة التي يحبذها أبناء الجنوب وأبناء النوبة. يمكن تفعيل مراكز
الشباب القائمة مثل مركز شباب ميدان الربيع والسجانة وحث الأندية
الرياضية في شتى أنحاء البلاد على القيام بهذا الدور.
يجب العمل على استهداف شريحة الشباب وتشجيعهم على الانخراط
في تلك الأنشطة وانتقاء شباب من الشمال لمشاركة أبنــاء الجنوب
وخلق تمازج فيما بينهم.
آمل أن يتولى الإشراف على هذه المهمة نخبة من رجال الفكر لا السياسة.
شريحة الشباب يجب أن لا تترك مرعى «يبرطع و يفنجط» فيه بلا
منافس باقان و عرمان وأضرابهما.
- تشجيع رجال الأعمال من الجنوب ومساعدتهم على تحقيق مصالح
اقتصادية حيوية ومربحة في الشمال.
- الوقف الفوري للنشاط الهدام لمنبر السلام العادل لأنه يقوي تيار
صقور الحركة الانفصاليين.
فإن كان شعار أصحاب المنبر هو التعبير عن الأغلبية الصامتة في
الشمال فإنهم في الوقت نفسه يخذلون الأغلبية الصامتة في جنوبنا
الحبيب.
فالحركة الشعبية مختطفة من قبل ما يعرف بأبناء قرنق من الانفصاليين
الذين لا يشكلون أغلبية بأية حال من الأحوال.
هل فكر أصحاب المنبر في الوحدويين الجنوبيين عامة و المسلمين
منهم بصفة خاصة؟؟ يقول الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم
«انصر أخاك»...
أين أهل المنبر من هذه النصرة؟
صحيح إن ما تنشره الصحافة الجنوبية الناطقة بالإنجليزية فيه تطرف
و سفه و فجور... لكنه يبقى محدود الأثر و ذلك لقلة مطالعيه و كونهم
نخبة صفوية صغيرة العدد ...
و ما ضر أهل المنبر لو تقبلوا تلك الشتائم و احتسبوها تحت بند
«و الكاظمين الغيظ» وحولوا طاقتهم لمناصرة الوحدويين ومؤازرتهم
بدلاً عن تدميرهم وخدمة دعاة الانفصال.
- أرى أن تستمر الحكومة في تنفيذ كافة المشاريع التنموية و مشاريع
البنى التحتية وعدم اليأس من نتيجة الاستفتاء ، فلربما يرى الانفصاليون
تأجيل الاستفتاء - مكراً منهم - ريثما تتم تلك المشاريع « و يمكرون
و يمكر الله و الله خير الماكرين». و هذا التأجيل هو الذي نحتاجه و
يجب أن نعمل من أجله.
- حث أهل الصلاح على الابتهال و التضرع كي يحفظ الله بلادنا من
التفكك والتشظي، وتشجيع شعيرة صيام الخميس وقيام ليلة الجمعة
والتذلل والانكسار للمولى عز وجل بالدعاء.


ألاحظ تركيز الغالبية على الاهتمام بالفكر، وهذا ما ذهب إليه أيضاً
أعضاء الهيئة القومية لدعم الوحدة بمدينة جدة التي أتشرف بعضويتها
برئاسة البروفيسور ميرغني عبد العزيز. ولنا وقفة مع مداخلة فكرية
دسمة من الأخ الأستاذ صلاح شعيب وآخرين في المقال القادم الذي
نختم به.

عاطف عولي
26-08-2010, 12:38 PM
تعزيز الوحدة قصور الإعلام أم الشريكان ؟

اخر لحظة - الراي
السبت, 10 يوليو 2010
رأي : هاشم الجاز
عقب توقيع إتفاقية السلام الشامل بين حكومة جمهورية السودان
والحركة الشعبية لتحرير السودان والجيش الشعبى لتحرير السودان،
وهذا هو الاسم المعتمد لهذه الإتفاقية الموقعة فى التاسع من يناير
عام 2005م، تشكلت لجنة إعلامية مشتركة بين الحكومة والحركة
الشعبية للقيام بحملة إعلامية للترويج لإتفاقية السلام وتعزيز روح
الوحدة والمصالحة والتفاهم المشترك، وجاء تكوين هذه اللجنة
Joint media committee( JMC ) بناء على
نص الإتفاقية فى المادة 10/ 4 والمقروءة :
« دون الإخلال بحرية الصحافة والإعلام، يوافق الطرفان على تشكيل
لجنة إعلامية مشتركة عند التوقيع على إتفاقية السلام الشامل لوضع
مباديء عامة للإعلام والصحافة سعياً الى تعزيز بيئة تشجع على
التنفيذ السلمي لوقف إطلاق النار» .
كما استند تشكيل اللجنة على البند 27 من ترتيبات التنفيذ لاقتسام
السلطة، والتى تدعو الى إعداد وتنظيم حملة إعلامية بكل اللغات
لكسب التأييد الشعبي للإتفاقية وتعزيز الوحدة والوطنية والمصالحة
والفهم المتبادل.

كان لي شرف عضوية هذه اللجنة للجانب الحكومي، والذي كان
برئاسة الدكتور أمين حسن عمر، بالإضافة الى عضوية السفير
محمد آدم إسماعيل والأستاذ عبد المحمود الكرنكي.
وكان جانب الحركة الشعبية برئاسة الدكتور سامسون كواجي
وعضوية الأستاذ ياسر عرمان وجورج قرنق وعضو آخر.
اجتمعت هذه اللجنة فى مدينة كارن الكينية لقرابة الأسبوع، وكان
التفاهم والاحترام وتحمل المسؤولية هو الطابع المميز لاجتماعات
اللجنة، إذ قدم الطرفان رؤاهما وبرنامجهما، ولم تكن البرامج التي
قدمها الطرفان موضوعاً لأي خلاف، وكانت فرصة لنا فى للتعرف
على الإخوة في الحركة الشعبية، وكان لوجود الدكتور أمين حسن
عمر رئيساً للجانب الحكومي، أهميته في تعزيز الثقة بين الطرفين،
وذلك لعضويته في المفاوضات الرئيسية التي استمرت لشهور عدة
زادت من عوامل التلاقي بين أعضاء الحكومة والحركة، وكــذلك
وجود ياسر عرمان فى جانب وفد الحركة.

خططت هذه اللجنة للحملة الإعلامية وللعمل الواجب عليها القيام به،
وكانت خطة شاملة وبمواقيتها ووسائل تنفيذها وعائــدها المتوقع
ومرونتها التي تمكن من التعديل فيها وإجـــراء التقويم المستمر
لعناصرها، كان الإتفاق البدء الفوري في تنفيذ الحملة الإعلامية
بعد اعتمادها من الجهات المختصة بتنفيذ إتفاقية السلام الشامل،
كما تم الإتفاق على وضع برنامج لاجتماعات اللجنة داخــل البلاد
بالتبادل بين الخرطوم وجوبا، ولأن الجسر يسمح بمرور مياه
كثيرة من تحته، فلم تجتمع هذه اللجنة إلا مرة واحدة فى الخرطوم
خلال عامين وذهب بعض أعضاء اللجنة جانب الحركة الشعبية،
الى مواقع وزارية.. وأعيد تشكيل اللجنة أكثر من مرة في جانب
تشكيلها ولم ينفذ من الحملة الإعلامية التى خططت لها اللجنة
إلا اليسير من بنودها، ولم تجد هذه اللجنة الرعاية والإهتمام فى
أجندة اللجان التنفيذية للإتفاقية.

وجاء اليوم الموعود بجرد حسابات تنفيذ الإتفاقية في جوانبها المتعددة،
وبدأ التلاوم حول التقصير في جعل الوحدة جاذبة، والإعلام يؤدي هنا
دوراً مركزياً فطن له الخبراء عند وضع نصوص الإتفاقية، إلا أنه وكما
هو معتاد في التعامل مع قضايا البلاد.. يكون الإعلام والإهتمام به دائماً
في ذيل الأولويات الحكومية، لا يهتم به ولا يصرف عليه، ويطلب منه
من بعد ذلك أن يؤدي أزيد مما هو قادر عليه.
ونعود ثانية ونطلب من الإعلام وخلال ستة أشهر فقط، أن يعزز
الوحدة ويبغض الانفصال، فهل تمول خطط وزارة الإعـــلام التى
اجتهدت في إعدادها ليتم وضعها في سلم أولويات الصرف والتمويل.

عاطف عولي
26-08-2010, 12:39 PM
تقرير المصير



الخروج من توابيت الشلل:
سيناريو موكب شعبي لاعتذار تاريخي
وتأكيد لضمان استقرار الوطن بالوحدة
د. بركات موسي الحواتي
صحيفة الصحافة
10 يوليو 2010م



(1)


قضايا المصير ـ في أية دولة من الدول ـ تتجاوزالنصوص المجردة
الى فضاء أوسع ـ يشكل (المواطن) نواته الأولى ـ وليس في ذلك ـ
مايقدح في شرعية السلطة السياسية: العكس تماما صحيح ـ فانه
يؤكد على قوة الحكم ـ ولميكن صدفة ابداً، حين تجاوز بنا التناحر
مداه، ان انشبت القوى الاقليمية والدوليةأظافرها الحادة في لحم
سيادتنا ـ فأنتاشته ـ وليبدو واقعنا السياسي ـ في القراءةالخارجية ـ
هشا، بالامكان اختراقه، سواء بالقوة العسكرية ـ تحت ظل الشرعية
الدوليةأو باسم الدبلوماسية الناعمة، في عديد من مجالات العلاقات
الدولية ـ وليس بعيدا عنكل ذلك النصوص التي وردت بحق تقرير
المصير في اتفاقية نيفاشا او تلك التي اطبقت علىدارفور تحت
الفصل السابع من صلاحيات مجلس الامن، في حين لم تكن أي من
الازمتين، سوى مخاض طبيعي، لتطور ونمو الشعوب، في ظـــل
متغيرات حادة، كان بالامكان تجاوزها ـفالحلول لم تكن بعيدة المنال،
بقراءة جادة لحركة التاريخ.

(2)
صار تقريرالمصير ـ بالنسبة للجنوب، وعلى تداعيات ممكنة لذلك في
كل من أبيي وجنوب كردفان وجنوب النيل الازرق ـ واقعا دستوريا
ملزما ـ ولا تبدو في افق مفاوضات دارفور غيرآمال، سرعان مـــا
يدفعها، موج مفاجئ الى بداية المربع او ربما الى ما قبله ـ وهي
بينهذا وذاك في مهب الريح: سوق الواقع الدستوري الاول ـ الى
الالتزام الصارم، وفقاجراءاته المحددة بنتائجه، حسبما نص الدستور
الانتقالي لسنة 5002م ولم يمنع ذاتالدستور العمل على الخطوات
المقنعة بالوحـدة، ونحسبه عملا صعبا ولكنه ليس مستحيلا مجـرد
علمية انتخابية لتداول السلطة، يجوز التنادي لها، بالاحتفائيات
الموسمية: الاستفتاء عملية مصيرية تحدد شكل دولة السودان،
هل يظل موحدا، ام يقفر احدى مكوناتهالتاريخية والثقافية الى واقع
الدولة الوليدة، سواء بجوار ملتهب او بجوار مسالم.
(3)
بدأ عدد من الذين يكتبون ـ في سرديات تنص ما يمكنه ان يكون زلزلة
دامية، وتصدى آخرون، اعتادوا حمى لحظات التوتر، باقامة سرادق
التباكي والنقدوالاجتراح، وتكدست فيما لا يتجاوز العاصمة الاتحادية،
منتديات تلحق بركب البواكيسواء في انفعال صادق او افتعال ظاهر،
تبديه الرغبات الجامحة ـ هل ثمة حسابات «موضوعية» في احتمالات
وترجيح اختيار أي من كفتي الوحدة او الانفصال.
ـ هل ثمة قراءة (موضوعية) لمؤشرات البعد النفسي ـ في تاريخ العلاقة
الإثنو ثقافية بين الشمال والجنوب ـ مــع الاعتراف الصريح ـ بشرائح
تداخلت بالفعل هنا وهناك..
مدى الأثر.. مدى النفوذ!!
هل استطاعت (حمى) حراك النخب.. باتجاه (الوحدة الجاذبة) ان تلم
بكل ادبيات التاريخ السياسي.. الذي أفرز الحركة العسكرية.. منذ 81
أغسطس 5591م ـوان تستخلص لنا ـ في شجاعة ـ ما تستدعيه ذاكرة
اهل الجنوب في هذا الشأن.. وقبل ذلكوبالضرورة مدركات أهل الشمال..
تجاه المسألة.
(4)
حين يغيب العقل.. تتمطىالنصوص الباردة، على ارادة افراد الوطن،
ويصيب الشلل اعصاب حركته، ولقد يمتد العمىالى عينيه.. وحينها ـ
ينعق البوم ـ نعيق الخراب ـ فلا يكون الواقع ـ غير احتراب دامـ يستعيد ـ
دفعة ـ من تاريخ مقيت مضى.. نقلته الاجيال لما يليها.. باسم مانفستو
الانتقام.. وكثير من التصريحات لا تحمل غير تلك الصورة غير الموفقة.
العقل المطلوب، بغير مزايدة ـ هو الاحكام لرأي كل الشعب، دون ان ينفي
ذلك حق اهل الجنوبفي الاستفتاء بالمواصفات والشروط التي تم الاتفاق
عليها، واذا كان الاخير ملزمادستوريا، وهو محل الاحترام، فللآخر حقه
التاريخي، في ابداء الرأي غير الملزم.. وغيرهنا ـ بدقة وبمسؤولية بين
الحق التاريخي غير الملزم والحق الدستور الملزم.
العقل المطلوب هنا، ودون ان نتطاول ـ على صراعات القوى السياسية،
حكومتهاومعارضتها، ان يتولى السيد رئيس الجمهورية، بصفته القومية،
دعوة كل القوى السياسية،ليس بصفتها تلك وانما كرموز وطنية، للتداول
الفكري، في واقع ومستقبل الوطن.. وبعدممارسة الاستفتاء.. وفقا لاجندة
مدروسة تماما ـ وليست محلا للمزايدة بأي حال منالاحوال ـ مما يقتضي
التجرد.
(5)
مصير الوطن ـ قضية تاريخية، وهي مسؤوليةدينية واخلاقية وقانونية
تاريخيا ـ لان نتائج الاستفتاء لصالح الانفصال.. يعنيمرحلة خطيرة،
في مسار الوطن ومكوناته ومستقبله السياسي محليا واقليميا ودوليا،
وتفاصيل ذلك كثيرة وشائكة.. لكنها ملموسة تماما..
مسؤولية دينية، لان نموذج حوار الاديان والتعايش السلمي فيها يحتاج
لمن يقدمه على ارض الواقع في و طن.. ظلاتهامه بالارهاب.. اجندة
ثابتة لدى كثير من دول الغرب المسيحي مسؤولية اخلاقية ـلأن جيلنا..
تشبع في صدق وتجرد: منقو قل لا عاش من يفصلنا.. وعلى فهمنا
لكلالمتغيرات الشرسة التي اعقبت ذلك ـ فأننا على غير استعداد للتنازل ـ
عن قيمة شكلتفي بنائنا العقلي والوجداني ـ خيرا.
مسؤولية قانونية ـ لان الوحدة هي الاصل فيالبناء السياسي ـ
والانفصال متغير حكمته صراعات الرؤى السياسية بين شريكي
نيفاشا.. والمسؤولية القانونية تتجاوز ـ بحكم تداعياتها ـ
النصوص المجردة الى آفاق أرحب.
على عدم تحيزي ـ يصطلح «آلية» ـ فانها والى حين اشعار آخر،
تبدو ـ ضرورة ـ ليسبصفة البواكي او النواعي او بصفة التحلق
النخبوي، ولكن باسم المجتمع، وعلى اختلافألوان طيفه الفكري
والاجتماعي، وبابتدار من رموز التاريخ السياسي والاجتماعي
والاكاديمي والديني أن نعمل على:
٭ تسييرموكب ـ بأكبر قدر ممكن من المليونات،بلا هتافات،
وشعارات مكتوبة: مستقبل واستقرار السودان في وحدته.
٭ قراءة اعتذار تاريخي ـ يعد لصوغه فيما لا يزيد عن ورقة
الفلسكاب، اساتذة التاريخ المتميزين في الجامعات السودانية
ـ ويتولى قراءاته من تختاره تلك المجموعة.
٭ تتم قراءة الاعتذار ـ في الساحة الخضراء ـ التي يصلها الموكب
بحضور كل من السيد رئيس الجمهورية والسيد نائبه الاول سلفاكير،
والنائب الاستاذ علي عثمان محمد طه، بمشاركةالقوى السياسية
والدينية الاسلامية والمسيحية بلا استثناء ـ وبدعوة للسفراء.
٭يقوم الاعتذار التاريخي، على قراءة ثاقبة لكل الظروف والمبررات
التي ساقت الى ماشكل عبر الممارسات غير المستساغة قانونيا
واخلاقيا ودينيا.
٭ يطرح الاعتذارمضمون شعار ضمان استقرار الوطن، من خلال
الوحدة.
(7)
من الصعب جداً، على الرغم مما اقترحت، ان نختزل مسألتي الوحدة
والانفصال، في مشروعات عجلى، قد لا تثيرغير التساؤل عند البعض
والتهكم عند البعض الآخر ـ فالمسافة التاريخية تمر بتعاريج نفسية
قاسية، وتمر بعلاقات محلية واقليمية ودولية شائكة انتهت الى الصراع
العسكري،بمفاهيم ورؤى تباينت توجهاتها، ولكن الخراب فيها ظل..
بلا ملامح آيديولوجية.. فقد ظل خرابا وظل دمارا وظل لحنا كسيرا..
واسأل.. هل ثمة احصاء دقيق لكل ذلك الدمارالبشري والمادي.
وبعد:
٭ هل بالامكان اصدار كتاب توقيفي عن المسيرةالتاريخية للعلاق..
٭ اكتب ذلك مساء الخميس 8 يوليو 0102م.. حيث كان من المؤمل
أن ينعقد لقاء السيد رئيس الجمهورية بأساتذة الجامعات، بقاعة الصداقة
والذي أرجئ إلى الأسبوع القــادم.. وانتظر ان يتجــاوز اللقاء مجــرد
البيانات الباردة التي اصدرتهابعض الجامعات.
٭ اكتب ذلك ويظل نص البند العاشر من الدستور الانتقالي لسنة
2005م.. هاجسا في عقلي:
اذا جاءت نتيجة الاستفتاء حول تقرير المصير لصالحالانفصال فان
ابواب وفصول ومواد وفقرات وجداول هذا الدستور التي تنص على
مؤسسات جنوب السودان وتمثيله وحقوقه والتزاماته تعتبر ملغاة.



-
اكتب هذا وفي ذهني تصريحات كثير من اهل السلطة، المعارضة


بالترحيب بالدولة الوليدة ـ اذا اختار اهل الجنوب الانفصال وان
يعملوا على الجوار الجاذب.. وانه فيما اورد الاستاذ عرمان..
لن يكون جنوب البرازيل!!

عاطف عولي
26-08-2010, 12:40 PM
ندوة في اكسفورد عن الوحدة - والانفصال...
(1-2)
د.خالد المبارك
الراي العام
الثلاثاء 22 يونيو 2010م





تسلح الدكتور عبد الرحمن ابراهيم الخليفة ، بدقة الاكاديمي
وذرابة لسان المحـامي المترافع عندمـا خاطـب ندوة كلية
سينت انطوني بجامعة اكسفورد (5 يونيو) تحت عنوان:
(احتمالات الوحدة والانفصال - عشية استفتاء تقرير المصير).
كان معه بالمنصة العضو السابق بالمحكمة العليا القاضي جون
جاتويك لول واستمع المشاركون في الندوة الى نداء من الفريق
(م) جوزيف لاقور ومداخلات وأسئلة من مارتن غردون مورتات
ود. بكري عثمان سعيد ود. حسن عابدين وكاتب هذا الباب.
تحدث ايضاً مندوب المعهد الامريكي للسلام وسفيرة بريطانيا
السابقة بالسودان د. روزالند مارسون وعدد من السودانيين
المقيمين في بريطانيا.
تناوب على ادارة الندوة التي دامت يوماً كاملاً د. أحمد الشاهي
والاستاذ الكبير بونا ملوال وافتتحها د. يوجين روجان مدير
مركز دراسات الشرق الأوسط بكلية سينت انطوني / جامعة
اكسفورد.
نُظمت الندوة تحت لائحة (تشاتام هاوس) التي تلتزم المشاركين
بعدم نشر ما يقال اعلامياً إلاّ اذا وافق المتحدث على ذلك، وهدف
اللائحة هو اتاحة الفرصة للصراحة المتناهية.
استهل د. عبد الرحمن ابراهيم حديثه بمطالعة نصوص قاطعة من
اتفاقية السلام الشامل تلزم الحكومة والحركة الشعبية والمراقبين
على العمل «لجعل وحدة السودان جاذبة لشعب جنوب السودان»
وتقول ان الاستفتاء ينظم: «لكي يؤكد وحدة السودان عن طريق
التصويت لاعتماد نظام الحكم الذي تم وضعه بموجب اتفاقية
السلام، او التصويت للانفصال » ثم :« يمتنع الطرفان عن اي
شكل من اشكال الالغاء أو الابطال لاتفاقية السلام من جانب واحد».
واصل بعد ذلك قائلاً ان الخيار الاول عند الاستفتاء هو الوحدة
وان الطرفين التزما بالمسؤولية المشتركة لجعل الوحدة جاذبة،
وليس صحيحاً ان يفترض احد ان الحكومة المركزية هي وحدها
المكلفة بذلك.
المراقبون والوسطاء الذين وقعوا على نص الاتفاقية ملزمون
ايضاً بالعمل لترجيح خيار الوحدة.
قال د. عبد الرحمن ان التنوع ليس ذريعة مقنعة للانفصال لأن
الجنوب نفسه متنوع وبه اختلافات قد تدفعه الى التفكك والانهيار
اذا ما اختار الانفصال في عصر تسود فيه تيارات الوحدة والتلاحم
في كيانات اكبر.
فاوروبا تتجه نحو التوحيد وازالة الحواجز الوطنية والاقليمية
وقد وجدت في ذلك بلسماً لوضع حد لحزازات وحروب القرون
الماضية.
ثم ان انفصال جنوب السودان قد يشكل سابقة خطيرةتساعد
على اشعال نيران الحروب الاهلية في الدول الافريقية الأخرى
لأن التنوع لا يقتصر على السودان بل يشمل تشاد وجنوب
افريقيا ويوغندا وكينيا ونيجيريا واثيوبيا.
ثم اضاف ان الحركة الشعبية لتحرير السودان حاربت الحكومة
المركزية تحت شعار«وحدة السودان على أسس جديدة»، وقدمت
اتفاقية السلام الشامل هذه الاسس الجديدة في الاعتراف بأن
السودان بلد متعدد الاعراف والاديان والثقافات والاسس وأن
المواطنة هي معيار الاهلية للمناصب العليا.
ساد السلام لذلك منذ العام 2005م ومن المستغرب ان ينادي
بعض الذين التزموا بالوحدة اثناء الحرب الاهلية بالانفصال
عند استتباب السلام.
سُئل د. عبد الرحمن ابراهيم عن قوله بأن الجنوب سيصير دولة
فاشلة اذا انفصل فقال انه نقل ما قاله المبعوثون الغربيون
الرسميون وما كررته مراكز الابحاث الغربية والمجلات الكبرى
مثل الايكونومست ثم قال ان اجراء الاستفتاء استحقاق لابد من
استكماله رغم التخوف من النتائج.
وقال ان المشورة الشعبية بجنوب كردفان والنيل الازرق لا علاقة
لها البتة بالاستفتاء في الجنوب وهي امر محلي داخل اطار الشمال.
سئل عن كلمات يوجهها للحكومة البريطانية المنتخبة حديثاً فقال :
سأقول لهم - لكم رصيد حسن من النيات الطيبة في السودان وقد
ساعدتمونا في تحقيق السلام وانتم تفهمون السودان اكثر من غيركم،
فتقدموا وقودوا ولا تكتفوا بالتبعية والانقياد!»

عاطف عولي
26-08-2010, 12:40 PM
ندوة في اكسفورد عن الوحدة - والانفصال


د.خالد المبارك
2/2
تحدث في ندوة برنامج السودان بكلية سينت انطوني النائب السابق
لرئيس الجمهورية «النميري» الفريق«م» جوزيف لاقو. وجه كلمات
سياسية وعاطفية. قال انه قاد التمرد ودخل الغابة وحارب حتى عام
1972م من أجل حلم الفدريشن ليس أكثر. نال الجنوب بفضل اتفاقية
السلام الشامل ما هو اكثر من الفدريشين بكثير. يحكم الجنوب نفسه
ويشارك في حكم باقي البلاد. قال انه عاش في الشمال وعمل في كل
اقاليمه ولديه منزل في الشمال ولا يشعر بمشكلة في ذلك.
تقدم بعد ذلك بنصيحة حول الاستفتاء وهي ضرورة الابتعاد عن الالفاظ
الجارحة او الجدل المسيء والعمل على ادارة كل ما يتصل بالاستفتاء
بهدوء واحترام متبادل يترك كل الخيارات مطروحة حتى اذا حدث ما لا
يرضى هذا الطرف او ذاك ويترك باب الاخjjاء بين الجانبين مفتوحاً
للمستقبل.
اما الاستاذ الكبير بونا ملوال فقد روى للمشاركين ما حدث له في اعقاب
مؤتمر للامم المتحدة جمعه مع د. بطرس بطرس غالي . قال انه بادر
باللوم وأشار إلى أن مصر توجه انظارها نحو الشمال وليس نحو العمق
الافريقي الذي هو ظهرها وسندها. ابتسم د. بطرس ورد جاداً مازحاً بأن
المرء يتطلع لعلاقات مع مناطق ودول اكثر تقدماً لكي يساعده ذلك على
التقدم ولا يميل الى ما يمكن ان يشده للخلف او يعطله او يعرقل تطوره.
ترك الاستاذ بونا المغزي لفطّنة المستمعين.
ثم قال ان تقرير المصير لا ينبغي ان يفهم على انه حق حزب معين في
حكم الجنوب او السيطرة عليه. يفسر البعض حق تقرير المصير بصورة
يفهم منها ان من لا ينتمي للحركة الشعبية ليس جنوبياً ولا رأي له.
ثم قال ان الجنوب اهدر ست سنوات واضاع فرصة ثمينة للتنمية والسلام
الداخلي والاستقرار.
اشترك في المداخلات د. بكري عثمان سعيد فأقر بوجود زخم تروج له
بعض الاصوات الداعية للانفصال وقال ان بنود اتفاقية السلام وفرت كل
مقومات الوحدة الجاذبة مثل القسمة المنصفة للسلطة والثروة، وقال رداً
على متحدث سابق انتقد وجود جامعات الجنوب بالشمال ان السبب هو
طلبات من مديري الجامعات (وكلهم من الجنوب) بأن تظل في الشمال
لحين توفير الظروف المناسبة لنقلها جنوباً.
وقال ان مفاوضي الحركــة الشعبية رفضوا في البداية فكـــرة مناقشة
اجراءات ما بعد الاستفتاء ثم قال ان حسن النيات ضروري في هذه
المرحلة وان بعض الذين يركزون على معاداة الشمال واستهدافه لا
يلتزمون بنص او روح اتفاقية السلام لأن النار من مستصغر الشرر.

اما الاستاذ مارتن غردون مورتات فقد قال باسم الحركة الشعبية في
بريطانيا ان لا وجود للفساد في الجنوب بل توجد منظمات ولوائح كثيرة
تحاربه وتجرمه. وقال ان حكومة الجنوب تعمل في ظروف اجاز فيها
برلمان الجنوب قراراً بأن (40%) من الموازنة ينبغي ان تخصص
للجيش، ورغم ذلك فإن الحكومة نفذت بعض مشاريع التنمية .
هناك الآن طرق وحافلات تنقل الناس بين مدن الجنوب. أكد بعد ذلك ان
الحركة الشعبية صادقة حينما تتحدث عن الوحدة لكنها تريد وحدة على
أسس جديدة لا يشعر فيها الجنوبي بأنه مواطن من الدرجة الثانية ولا
يشعر فيها المهمشون الآخرون بذلك. وختم بالقول ان الحركة الشعبية
اشرفت على انتخابات نزيهة وحرة بدليل ان بعض الوزراء لم يفز حينما
رشح نفسه.
تساءل د. حسن عابدين اثناء المداخلات عن سبب التقاعس عن وضع
ترتيبات تتوقع حدوث انفصال. وقال انما ينبغي ان تشمل ما يمكن فعله
لكي يعاد توحيد السودان مرة أخــرى بعد الانفصال لأن التفاؤل بخيار
الوحدة وحده لا يكفي.

تحدث في المداخلات كاتب هذا الباب عن النفط كعامل وحدة كما لاحظ
بعض الباحثين لأن الشمال والجنوب يحتاجانه ويرغبان في أن يُستخرج
ويصدر بأمان ثم تساءل عن سبب صمت مفوضية التقويم والتقدير عن
بعض التجاوزات في تنفيذ بنود اتفاقية السلام الشامل. (أي انها لم تقل
ان احد الاطراف لا يجوز ان يصير حكومة ومعارضة في آن واحد).

كانت ندوة صريحة ومليئة بالافكار القديمة والجديدة.

عاطف عولي
26-08-2010, 12:41 PM
المبدعون عشانك ياوطن




الصحافة


قوس قزح

عشان بلدنا مبادرة تستهدف وبشكل اساسي المحافظة على الكيان
الوطني بالسودان وتسعى بشكل اساسي لتقليب خيار الوحدة الوطنية،
فهي مبادرة ابداعيةيقودها مجموعة من المبدعين في سماء الوطن
الجميل يقودها المبدع هاشم صديق والذي بدأفي صياغة حروف
الوحدة ليغني بها وتصدح اصوات الفنانين عبد القادر سالم والنور
الجيلاني ومحمود عبد العزيز وشكر الله عزالدين، ويجسد مكي سنادة
سيناريو الوحدة في مسرح الوطن الكبير من خلال رسم شعارات
وهتافات الوحدة جنوبا وشمالا وفي كل الوطن.

السودان والمبادرة تعبر عن الدور الذي ينتظر كل شرائح الشعب السوداني
في معركة المصير التي يجب ان تتكامل فيها الادوار والمجهودات من اجل
الهدف الاسمى وهوالمحافظة على وطن حدادي مدادي من حلفا لنمولي
ومن طوكر للجنينة، وقيادة الشارع من اجل تقريب خيار الوحدة وذلك
باقامة الانشطة الفنية بارض الجنوب وفي مدنه الكبيرة وهي مبادرة
يقول القائمون عليها من ان الخيار الامثل والذي يريده كل السودانيين
جنوبا وشمالا هو خيار الوحدة وان دعاوي الانفصال ستذوب في اناشيد
الوطن الكبير وهي امتداد لمشاركات ابداعية اخرى في تاريخنا السوداني
لعل اشهرها الملحمة التي صاغها شعرا هاشم صديق وهو يهتف بلم
الليل الظالم طول فجر النور من عينا اتحول قلنا نعيد ماضي جدودنا الاول
ماضي جدودنا الهزموا الباغي وهدوا قلاع الظلم الطاغي قسما قسما لن
ننهار طريق الثورة هدى الأحرار وطني نحنا سيوف امجادك نحنا قوافل
تفدي ترابك .

ومابين أكتوبر الأخضر و يناير الأخطر يمد المبدعون مبادرتهم من اجل
وطن يبقى كما كان.. فهل ينجحون أم أن للسياسة كلاماً وعباراتٍ أخرى.منقول من منتديات التوثيق الشامل للفائدة

عاطف عولي
26-08-2010, 12:42 PM
ماذا نقول لهم ؟!




إدريس حسن


الراي العام 03 يوليو 2010م


هناك سؤال يطرح نفسه بالحاح شديد والبلاد مقبلة على وضع لايرضاه
مخلص او حادب على مصلحة الوطن،وضع سنرى فيه في الشهور
القادمات انفصال جزءعزيز من الوطن ليشكل دولة مستقلة وهو أمر
استمات في تجنبه المخلصون والحريصون على وحدة السودان بالمهج
والأرواح ..ماذا ترانا نقول لكل هؤلاء في يوم قريب يصبح فيهالوطن
وطنين والدولة دولتين والشعب شعبين ؟!

ماذا نقول للطلائع الاولى من الاداريين الذين آمنوا بوحدة هذا الوطن
وذهبوا افواجاً افواجا قبيل الاستقلال وعلىمشارفه الى جنوب الوطن
ليوطدوا أول نواة ادارية وطنية للحكم في الجنوب ، وكلهم عزم صادق
ان يلحق ذاك الجزء العزيز من الوطن بركب التنمية والمدنية.
عملوا في الوحدات الادارية الاولى في محطات نائية وقصية، لا يؤنس
فيها من وحشتهم ووحشة اطفالهم وزوجاتهم،الا ذاك الايمان الغامر
بوحدة الوطن ووحدة ترابه واهله.
الاطباء منهم- وكانوا من الرعيل الاول من خريجي مدرسة كتشنر الطبية-
انهمكوا في علاج الاوبئة مثل عمى الجور والدودة الغينية ومرض النوم
وغيرها من الامراض المستوطنة، وقاموا بافتتاح المستشفيات والوحدات
العلاجية في بور وفي نمولي ومريدي وغيرها من مدنالجنوب..
والمعلمون راحوا يضعون اللبنات الاولى للتعليم ويبسّطون المناهج
ويعدلونها حتى تتواءم مع ذهنية ابن الجنوب لتنهض بمستواه التعليمي
والى جنب هؤلاء عمل الرعيل الاول من الزراعيين والبياطرة في توفير
الارشاد الزراعي والتوعية البيطرية..
كل هؤلاء كانوا أول من دفع فواتير التمرد الباهظة ، فعشية إندلاعه في
55قُتل جزء كبير من هذا النفر الكريم وحصدت الحراب والسهام أكباد
اطفالهم وسُبيت زوجاتهم وتشردت عوائلهم في الاحراش ..
فماذا ترانا نقول لتلك الارواح البريئة التي مهرت بدمها ودماء اطفالها
وحدة الوطن ؟!
ماذا نقول لارتال الشهداء من أبناء القوات المسلحة والشرطة وغيرها
من القوات النظامية الذين ظلت دماؤهم تنزف في احراشالجنوب على
مدار اكثر من نصف قرن ، وهم يرابطون في غابات الجنوب الاستوائية
وفي النقاط الحدودية النائية ..ينامون بعين واحدة بينما العين الأخرى
تتوجس من لغم يُزرع او كمين يُنصب او طلقة غادرة تُطلق ؟!
شباب كريم في وهج شبابهم وعنفوانهم سقناهم في مواكب الى الموت
منذ الخمسينيات ومنهم من لم يهنأ بزوجة او زواج .. ومنهممن ترك
اطفالاً في بداية العمر وآثر ان يجود بروحه فداءً وقرباناً لوحدة هذا
الوطن..
ما كان هؤلاء قتلة او مرتزقة مأجورين ولكنهم أبناء هذا الوطن الواحد
والشعب الواحد الذين قاتلوا ببسالة وايمان ، لا للوحدة والسلام فحسب ،
وانما لحماية اهلهم في الجنوب من كيد الانفصال وحرائقه التي التهمت
البشر والسكان والحرث والضرع على حد سواء...
ماذا ترانا نقول لاولئك البواسل من الضباط والجنود ... وماذا نقول
لاسرهم التي رحلوا وتركوها ؟!
واولئك التجار الذين خرجوا من شمال الوطن وغربه وشرقه وقصدوا
الجنوب سعياً وراء الرزق والعيش الكريم في وطن كانوا يحسبونه
واحداً، فوطدوا دعائم الوحدة الوطنية وصاهروا اهلهم في الجنوب
وانجبوا من الاطفال من باتوا اليوم آباءً كباراً وتمازجت في اوردتهم
وشرايينهم دماء اهل الشمال مع اهل الجنوب..اولئك النفر الكريم من
التجار الذين نقلوا البضائع واساسيات الحياة من السلع الى اهلهم في
الجنوب وظلوا اوفياء بتجارتهم واموالهم لقضية الوحدة،كانواايضاً
أول من افترستهم وافترست اسرهم واموالهم وتجارتهم تلك الحرب
بضرام نيرانها المتقدة لعقود طوال...
فماذا نقول لهم اليوم والانفصال يقف على ابواب الوطن الواحد الذي
آمنوا به؟!
ماذا نقول لقوافل الشهداء من الشباب والاطفال الذين تم تفويجهم الى
الجنوب في بواكير عهــد الانقاذ الاول وهم يضربون على الارض
باقدامهم الصغيرة في عزم وثبات وتتوق أفئدتهم الى أعالي الجنان
والى رائحة المسك من قبور الشهداء ؟ أولئك الذين تركوا مقاعــد
الدراسة في ثانوياتهم وجامعاتهم وتركوا اقلامهم وكتبهمواشواقهم
والاهل والاحبة وراحوا يقاتلون في بسالة كما الأسود زوداً عن الوطن
ووحدة ترابه..
ماذا نقول لهم؟! بعد ان ودعوا الحياة لا حريرة ولا ضريرة ولا خضاب
يحنن اليدين،دفعتهم الاقدار عرسانا الى عالم الخلود.
وتلك الشريحة الواسعة العريضة من ابناء الوطن الذين تمازجت في
اجسادهم دماء ابناء الشمال مع الجنوب فباتوا ينظرون بعين الى ابناء
خؤولتهم في الجنوب وبالعين الاخرى الى ابناء عمومتهم في الشمال
وهم حائرون ومتوجسون من مآلات مستقبلهم ومصير انتمائهم..
يتساءلون اين تقذف بهم الجغرافيا السياسية المرتقبة لدولتى الانفصال ؟..
الى الشمال ام الى الجنوب، ام يصبحون(بدون هوية) ...
ماذا نقول لهم ؟!
ماذا نقول لاهل الشمال الذين ظلت فاتورة الحرب وكلفتها الباهظة تُمول
وتُقتطع من رصيدهم ورصيد ابنائهم واحفادهم في العيش الكريم وفي
الخدمات الاساسية من صحة وتعليم وأمن وطرق ومياه نقية وطاقة
كهربائية وغيرها من البنى التحتية للدولة ...وهم يقتسمون اللقمة
لسنوات طوال مع اشقائهم في الجنوب عربوناً للوطن الواحد الموحد
دون أن ينعموا بأبسط المظاهر من تلك الخدمات الاساسية ، فشمال
السودان وغربه وشرقه ظل لعهود طويلة تتشوق أنظار أبنائهلرؤية
بضعة كيلومترات من الطرق المسفلته ولم يظفروا خلال نصف قرن
بتحقيق بعض من هذا الحلم الا في السنوات الاخيرة !!
لقد أنفقت الدولة المركزية من خزينتها العامة الكثير على بعض مشاريع
التنمية في الجنوب ثم جاءت الحرب وجاء التمرد فأحال تلكالمشاريع
الى هشيم وانقاض، واصبحت ملايين الدولارات التي انفقت مجرد سراب
وآليات محطمة ومبانٍ متصدعة...فمن سيدفع فواتير ذلك الخراب والدمار
وإهدار الأموال؟!
وماذا نقول لأهل الجنوب أنفسهم الذين أشقتهم الحروب الطويلة أكثر من
غيرهم ، ففقدوا أرواح اطفالهم وأسرهم ومواردهم وأسباب عيشهم في
حرب عبثية جعلتهم يهيمون على أوجههم طلباً للهجرة في دول الجوار
وطلباً للنزوج في شمال الوطن،وهم يتساءلون فيم الاقتتال وفيم الاحتراب؟
إذ ما كسبوا من الحرب شيئاً ولن يكسبهم الانفصال سوىالمزيد من العنف
والاقتتال !!
ماذا نقول لكل هؤلاء ؟! أخشى أننا لن نجد أية كلمات نقولها !

عاطف عولي
26-08-2010, 12:43 PM
في ندوة «دور الشباب في إرساء دعائم الوحدة»
اخر لحظة
الخميس, 01 يوليو 2010
رصد : أمين جانو
قضية وحدة السودان أصبحت من القضايا التي تؤرق الكثيرين من
أبناء هذا الوطن لأهميتها، ولم يبق للاستفتاء سوى «6» أشهر
ليصبح السودان إما واحداً موحداً -وهذا ما نرجوه- أو سوداناً
منشطراً إلى شمال وجنوب، وفي هذا الحال سوف لن يرحمنا
التاريخ.. فجعل السودان موحداً في المرحلة القادمة من التحديات
التي تواجه كل الشعب السوداني بانتماءاته وقبائله ومؤسساته
ومنظماته المختلفة، وهنا للشباب دور متعاظم باعتباره من أكبر
الشرائح تأثيراً في المجتمع لجعل الوحدة ممكنة، واستشعاراً لذلك
نظمت أمانة الشباب الاتحادية بالمؤتمر الوطني أمس الأول منتداها
الدوري حول «دور الشباب في إرساء دعائم الوحدة».

وتحدث د. دفع الله بخيت- الأمين العام لجمعية القران الكريم بجامعة
القران الكريم قائلاً: إن قضية وحدة السودان من القضايا الكبيرة التي
تقف أمام الشعب السوداني، مطالباً كل مؤسسات الدولة بكل قطاعاتها
المختلفة أن تكون لديها رؤى واضحة في كل تخصصاتها من أجل
العمل للوحدة، ووصف الذين يتحدثون بسطحية عن قضية الانفصال
بأنهم غير مدركين حقيقة الانفصال عند الكثير من السودانيين، وقال
متسائلاً إذا كانت مطالبة الجنوبيين للانفصال بسبب الهروب من
الإسلام والعروبة فهذا سيكون غير منطقي. مشيراً إلى أن منطقة
ميناء ممبسا في كينيا أكثر عروبة وإسلاماً من السودان ومع ذلك
هناك وحدة وتماسك في تلك المنطقة، وأضاف قائلاً: إن سمات
السودانيين تجعل السوداني أكثر انتساباً لهذا البلد ولم تكن مثل هذه
السمات في العالم العربي والأوروبي كالتسامح والاحترام والتعايش
مما أصبح مضرباً للمثل، مستشهداً في ذلك بموقف أنه التقى بخواجة
من الدول الاسكندنافية في ممبسا في كينيا وقــال لـه أنه سوداني
باعتباره عاش في السودان في فترة من الفترات في منطقتي توريت
وأم درمان وغيرها قال إن السودان لا مثيل له في العالم بأجمعه من
سمات طيبة، وهذا كان شهادة محررة للسودان من مثل هؤلاء سواء
كانوا نرويجيين أو سويديين أو أية دولة من دول أوربا وهم يشهدون
لنا بهذه الخصائص. وقال: إن من يحاول إلغاء هــذا الانتماء فــانه
يخاطر مخاطرة كبيرة على مستواه الشخصي باعتبار هذه السمات
التي فينا كمصدر للذكاء وأشياء كثيرة أخرى، مستدلاً في ذلك بأن
الانتعاش الاقتصادي الذي شهدته السلطنة الزرقاء كان بسبب تحالف
عربي أفريقي زنجي، ولم تشهد البلاد مثل هذا الانتعاش بعد إلا في
عهد السلطان علي دينار وذلك لوجود ذلك التمازج،مشيراً إلى أن
السودان لا زال يعيش على الأوقاف التي تأسست في ذلك الوقت.
مضيفاً أن الأوقاف الموجودة حالياً في المملكة العربية السعودية
ظهرت في تلك الفترة، وأضاف قائلاً: إنه قــام بعمل بحث أثناء
وجوده في جامعة الخرطوم وتوصل إلى أنه لم تقم دولة في السودان
في التاريخ القديم سواء كانت في علوة أو سنار أو في عهد الحضارة
المروية وغيرها إلا وكانت وراءها أيدولوجية عقائدية، وكما لم يحدث
ازدهار اقتصادي وغيره إلا بالتوجه العقائدي مشيراً إلى أن التوجه
نحو عبادة الله سبحانه وتعالى من الأشياء المهمة، ومطالباً بشدة
استصحاب الخطاب الديني مع الخطاب السياسي لمخاطبة الناس
وألا يكون الخطاب سطحياً واصفاً المطالبين بالانفصال بأنهم مجازفون
وسيواجهون تحدياً مستقبلاً.
وتحدث الأستاذ مصطفى أبو العزائم رئيس تحرير صحيفة «آخر لحظة»
محرضاً الشباب والطلاب الوحدويين من أبناء الشمال والجنوب على
الخروج والانتظام في مظاهرات ومسيرات تجوب وتنتظم كافة الشوارع
بمدن البلاد المختلفة دعماً لقضية الوحدة وترجيحاً لخيار الشعب المنادي
به. وقال إن الوقت لا زال كافياً لترجيح خيار الوحدة رغم أن الاستفتاء
تبقى لإجرائه ستة أشهر فقط، معتبراً أن الوحدة كافية في النفوس
والعقول، فقط تحتاج إلى تنشيط إن كان ذلك في الشمال أو الجنوب،
وطالب الشباب بأهمية إقامة برامج سياسية وإعلامية وثقافية مكثفة
تخدم قضية الوحدة في الفترة المتبقية للاستفتاء فضلاً عن تكوين
توأمة بين الشباب الوحدويين في الشمال والجنوب خاصة شباب
الحركة الشعبية من أجل العمل لتعزيز ودعم خيار الوحدة معتبراً ذلك
يحقق الضغوط على شريكي نيفاشا باعتبار الوحدة رغبة شعبية،
وأشار إلى أن السياسيين أحياناً تحكمهم مصالحهم الذاتية وليس
تطلعات المواطنين، وأن قضية الوحدة أصبحت مسؤولية كبيرة لكل
إنسان في مجاله لكي يعمل من أجلها، مشيراً إلى المقولة المشهورة
التي قالها الراحل جون قرنق دي مبيور: «لا يمكن أن تكون شمالياً
ولا يمكن أن تكون جنوبياً ما لم تكن سودانياً في المقام الأول».
وأضاف قائلاً.. إن الفترة الانتقالية كانت كافية لعمل برامج الوحدة،
ولكن أغلب السياسيين لا يمنحون الغير فرصة لعمل ذلك، بجانب
الصراعات والكيد السياسي والخلافات التي أقعدت بالعمل في تلك
الفترة، وقال: إذا حدث انفصال فإنه أول من سيحمل جنسية الدولة
الجديدة، داعياً أن يكون صوت الوحدويين عالياً وقوياً ومؤثراً.
-وأضاف- أنه أثناء وجوده في مباحثات السلام في نيفاشا كمراسل
لصحيفة «أخبار اليوم» عندما تم التوقيع الأولي للاتفاقية في نهاية
ديسمبر وعادوا لنيفاشا وكان معه يوسف عبد المنعم- رئيس الجالية
السودانية في شرق ووسط أفريقيا بجانب مضوي خير الله من جهاز
الأمن، دعاهم رئيس الجالية إلى نيروبي للمشاركة في احتفالات نهاية
العام، وإلى سوق «فلوردا».. وقال عند خروجنا منه التقينا شاباً في
عمر 17 سنة من أبناء جنوب السودان، فسلم علينا وقــال لنا: -
«ما انتو قلتو ناس شريعة الجابكم هنا شنو؟».. قلنا له «الإنسان
الذي يحكم بالشريعة ما بشوف مثل هذه الأماكن؟».. المهم سألته
هل أنت زرت السودان؟ قال لي لم أزر السودان ولكني أنا حالياً
شفتكم، وأتمنى أن أشوف الخرطوم. وقلت له لماذا تريد أن تشوف
الخرطوم؟ قال لي بالحرف الواحد «الناس الهنا ديل ما بشبهونا»
قلت له ليه ما بشبهونا.. ومنذ تلك الفترة شعرت باطمئنان بــأن
السودان سيكون بخير باعتبار هذا الشاب لم يزر السودان يوماً
قط وكان لديه نظرة وحدوية..
وقال.. حقيقة هناك أخطاء تاريخية حدثت في السودان وعلينا الاعتراف
بها، إننا كشماليين وجنوبيين ولم يكن لنا يد فيها، وهناك أيضاً أخطاء
ارتكبت في حـق الشعب السوداني تسبب فيها المستعمر ويجــب أن
يتحملها بدءً من تطبيق سياسة المناطق المقفولة ومروراً بمسألة
إيقاف المد التعليمي في جنوب السودان، ولم تكن هنــاك مدارس
حكومية في فترة من الفترات في جنوب السودان، بل قام المستعمر
بعمل المدارس التبشيرية بهدف تخريج كوادر وقيادات معينة للعمل
في اتجاه معين، كما لم تحدث تنمية في الجنوب بسبب الحروب،
ويجب علينا الاعتراف بها، وقال: عندما يتحدث الناس عن حدوث
تنمية في وسط السودان، فإن هذه التنمية لم يدخلها الشماليون بل
أدخلها المستعمر لمصالحه الذاتية في مشروع الجزيرة وفي ميناء
بورتسودان وغيرها، مشيراً إلى أن تلك التنمية التي حدثت كانت
لخدمة الإنجليز، مطالباً بتفعيل النظام اللامركزي، القائم في السودان
والعمل على ضوء وجود دستور قومي متفق عليه في الولاية، داعياً
الالتزام بالقانون في ممارسة السلطات باعتباره مسألة مهمة ولا بد
من تطبيقها تطبيقاً كاملاً لمعالجة بعض القضايا بجانب بسط المساواة
أولاً والاحترام ثانياً والعدالة. والاعتراف بالأديان والتقاليد والمعتقدات
والأعراف المحلية كمسألة مهمة في جنوب السودان واحــترام مبدأ
تبادل السلطة بالإضافة إلى الالتزام بمبدأ الاستحقاق والجدارة في
الوظائف العامة وغيرها دون تمايز، بل بالشهادات والقدرات فقط.

وأكد فاروق مصعب عبد القادر-الأمين العام لمجلس التعايش الديني
السوداني أن الشباب هم أدوات التغيير، مطالباً أن يتعاهدوا من أجل
سلامة وأمن البلاد بعدم اللجوء إلى العنف وما شابه ذلك، مشيراً إلى
أن التنمية حق لكل مواطن ولا بد أن يكون شعارنا «التنمية والخدمات
حق للمواطن» إن شعر بها أم لم يشعر، مشدداً على ضرورة تكوين
لجان طوعية في الولايات بنص الدستور الولائي من أجل نشر ثقافة
السلام، وأضاف قائلاً: لا بد أن تكون رؤيتنا « هذا الوطن يسع الجميع»
وأن نخطط للأشياء الغير متوقعة، داعياً الشباب أن يكون لهـــم دور
رسالي بتكويناته المختلفة لإعادة صياغة المجتمعات، وأن السودان
يحتاج للبناء في حال الوحدة أو الانفصال.

وقال إسماعيل دومنيك-أمانة الشباب بالمؤتمر الوطني: إن الفترة المتبقية
للاستفتاء كافية لجعل الوحدة جاذبة في حال استخدامنا اللغة الحقيقية
للوحدة، مشيراً إلى أن الحركة الشعبية حالياً تعمل بطريقة غير مباشرة
للوحدة عن طريق ممارستها للاعتقالات وغيرها من الممارسات في
الجنوب. وأضاف قائلاً: بأن هناك حالياً في الجنوب تنمية في الطرق
وغيرها لتجعل خيار الوحدة موجوداً، مشدداً على الشباب بضرورة
النزول للميادين لتوعية المواطن بلغة بسيطة وجذب الوحدة عبر الفن
والغناء وعمل دورات رياضية باسم الوحدة، بجانب مطالبته للشباب
القيام بالتصدي للنشرات الإلكترونية التي تشير لأخبار الانفصال في
الكثير من المواقع، وأوضح أن هناك 32% من الجنوبيين في الولايات
الشمالية منهم 3% فقط هم الذين يؤيدون الانفصال باعتبار أنهـــم
يعملون في الأعمال الهامشية و15% منهم مقيمون في المناطق التي
تسيطر عليها الحركة في مدى الـ(21) عاماً أما شباب الجنوب حالياً
يمثلون 60% وهؤلاء كانوا مقفولين في مناطق الحركة لا يعرفون
أي شيء عن السودان الشمالي والتعايش فيه أما الذين في دول شرق
أفريقيا وغيرها هم الأكثر مطالبة بالانفصال، مشيراً إلى أن الذين كانوا
موجودين في مناطق الحركة الشعبية أثناء الحرب هم الذين عايشوا
فترة الحرب والسلام وهم الأكثر ضماناً للتصويت للوحدة.

وقال إبراهيم أكوي-أمانة الشباب بالمؤتمر الوطني بحر الغزال: إن الوحدة
تحتاج لعمل كبير، مشيراً إلى أن آليات التغيير لتوعية المواطن الجنوبي
تأخرت كثيراً. وأضاف: إن الوضع في الجنوب يحتاج لمواجهة جذب
الوحدة عن طريق ترحيل المواطن الجنوبي بأبنائه هناك، وأضاف قائلاً:
في حال ذهاب الجنوبي من الشمال إلى الجنوب بدون أبنائه يسمونه
هناك بالجنوبي القشرة وليس جنوبياً أصلياً، مما يحتاج الوضع ذهاب
كل جنوبي الى ولايته والعمل من أجل الوحدة، مشيراً إلى أنه حالياً
أصبح الاقتصاد الكيني منتعشاً وأنها قامت برفع أسعار سلعها وستستفيد
أكثر في حال الانفصال.

وقال جبريل داؤود داو-أمانة الشباب شمال بحر الغزال إن اتفاقية السلام
نفسها أعطت تقرير مصير السودان. واصفاً ذلك بأنها من أكبر الأخطاء
التي ارتكبت، مشيراً إلى أن تقرير المصير فتح للانفصاليين ودول الغرب
كوسيلة لتفتيت السودان.

واقترح جالسنتو جوشو لأمانات الشباب في الولايات الجنوبية المرتكزة
في الخرطوم الذهاب إلى الولايات الجنوبية للعمل مع الأمانات التابعة
لها هناك من أجل تعزيز الوحدة عبر طرح أفكار تجعل الوحدة ممكنة،
مطالباً الشباب بالتوجه إلى ولايات الجنوب والغرب والشرق للجهاد
من أجل الوحدة

عاطف عولي
26-08-2010, 12:45 PM
الكونفدرالية... والوقاية من وحل الانفصال
صحيفة السوداني
الخميس, 01 يوليو 2010
تقرير:قسم ودالحاج
gasimwudalhaj@gmail.com

الكونفدرالية عملياً وتاريخياً أسبق من الفيدرالية وتسمى بنظام
الحكم التعاهدي وهي اتحاد بين دولتين أو أكثر من الدول ذات
الاستقلال التام بعد عقد معاهدة تحدد الأغراض المشتركة التي
تهدف الدولة الكونفدرالية إلى تحقيقها ويتمتع كل عضو فيها
بشخصيةٍ مستقلة عن الأخرى وتديرها هيئات مشتركة..
تتكون من ممثلين من الدول الأعضاء لتحقيق الأهداف المشتركة
وهذه الهيئة تسمى الجمعية العامة أو المؤتمر وأعضاؤها يعبرون
عن رأي الدول التي يمثلونها،وتصدر القرارات بالإجماع، وتعتبر
نافذة بعد موافقة الدول الأعضاء عليها.
إذاً الدولة الكونفدرالية تتكون باتحاد دولتين أو أكثر من الدول
المستقلة {وليست أقاليم} لتحقيق أهداف مشتركة وذلك بموجب
عقد معاهدة بينهم وتشرف على تنفيذ نصوص المعاهدة هيئات
مشتركة بين الدول الأعضاء.
وتتمتع الدول الأعضاء في الاتحاد الكونفدرالي باستقلالها التام ،
وترتبط ببعضها نتيجة مصالح عسكرية،اقتصادية أو سياسة.
كما هو الحال في الاتحاد الأوربي.
والكونفدرالية بشكل عام عبارة عن دول تحتفظ بسيادتها في الداخل
والخارج لكن ينشأ فيما بينها نوعاً من الارتباط لتحقيق أغراض
معينة ومحددة يتم الاتفاق عليها في معاهدة تبرمها هذه الدول
فيما بينها ويعتبر رأي المؤتمر، أوالجمعية رأياً استشارياً بالنسبة
لأعضاء الاتحاد وليس ملزماً ولا يحق له إصدار قرارات يفرضها
على الدول المكونة للاتحاد بل ينحصر الالتزام بالقــرارات و
الوصيات فقط بالدول الموافقة عليها أما الدول المحتفظة أو
الرافضة للقرار أو التوصية فهي في حل من أمرها ولا تلتزم به.

تبنى خيار الكونفدرالية
وكانت مصادر مطلعة قد كشفت ، أن المؤتمر الوطني طرح على
الحركة الشعبية، تبنى الكونفدرالية بنظام دولتين ورئاسة بالتناوب
كصيغة بديلة لخيار الانفصال.
فيما يتوجه نائب رئيس الجمهورية الأستاذ علي عثمان محمد طه
اليوم على رأس وفد رفيع من قيادات المؤتمر الوطني والحكومة
يتجاوز الـ25 شخصاً بينهم الدكتور غازي صلاح الدين وصلاح
عبد الله قوش والدكتور نافع علي نافع وإدريس عبد القادر ومطرف
صديق ومحمد مختار، للدخول في اجتماعات لمدة يومين مع قيادات
الحركة الشعبية والمسؤولين في حكومة الجنوب، إلى جانب عدد
من حكام الولايات الجنوبية لاستئناف الحوار بين الشريكين حول
إجراءات تنفيذ اتفاقية السلام الشامل والقضايا العالقة بينهما بجانب
الدخول فى مشاورات تمهيدية وإجرائية حول ترتيبات ماقبل وبعد
الاستفتاء على تقرير المصير ومفوضية أبيي .
وأكدت المصادر، أن اجتماع نائب رئيس الجمهورية علي عثمان
محمد طه، ونائب رئيس حكومة الجنوب الدكتور رياك مشار، الذي
ينطلق بجوبا اليوم سيناقش طرح الكونفدرالية كأجندة رئيسية .
وقالت ذات المصادر، إن لجنة الشراكة برئاسة صلاح عبد الله«قوش»
ونيال دينق نيال ، شرعت فعلاً أمس الأول في عمليةالتفاوض
حول الصيغة التي طرحها المؤتمر الوطني بشأن الكونفدرالية
«دولتان ورئاسة جمهورية بالتناوب» بين الشمال والجنوب.
مشروعات بشكل فوري
وأضافت المصادر، أن طه سيطلق بجوبا برنامج الحكومة لجعل
الوحدة الجاذبة، وقالت إن الاجتماع الموسع سيحضره حكام
الولايات الجنوبية العشرة إلى جانب رؤساء المؤسسات الأساسية
بالمركز ووكلاء الوزارات المتخصصة والمهمة بالحكومة الاتحادية.
وأوضح بأن الاجتماع ستطرح خلاله جملة من المشاريع التي ستنفذها
الحكومة في الفترة المقبلة بشكل فوري، إضافة لتلقي معلومات من
حكومة الجنوب وحكام الولايات حول المشاريع التي يمكن أن تدعمها
الحكومة الاتحادية وتنفذها بسرعة.
وكشف ذات المصدر، عن تكوين لجنة برئاسة رياك مشارللتحضير
للاجتماعات إلى جانب عضوية كل من وزير السلام باقان أموم
ووزير التعاون الإقليمي دينق ألور ووزير الشؤون الداخلية قبر
شوانق ووزير الجيش الشعبي نيال دينق نيال ووزير رئاسة
حكومة الجنوب سيرينو ، إلى جانب بول ميوم ووزير مجلس
وزراء الجنوب كوستا مانيبا ووزير مجلس الوزراء الاتحادي
لوكا بيونق.
وتساءل القيادي في الأمانة العامة والمتحدث الرسمى باسمالحركة
الشعبية ين ماثيو لـ(السوداني) أولاً لماذا البحث عنالكونفدرالية
فى هذا الوقت بالذات والحركة الشعبية طرحت الكونفدرالية منذ
وقت مبكر مشيراً إلى أن الحركة كانت حريصة على وحدة التراب
السوداني ولكن المؤتمر الوطني رفض ذلك ثلاث مرات ,الأولى فى
نيروبى ومرتان فى أبوجا إذاً لماذا تطرح الكونفدرالية الآن ؟.
وأضاف ماثيو حينما علم الوطني أن الجنوب مقبل على عملية
الاستفتاء ونتيجته إما بناء دولة مستقلة أوسودان واحد, وهذا
إن دل إنما يدل على عدم حرص الوطني على مصالح البلاد العليا .
الجنوب أخذ سلطته
من جهته قال القيادي بالمؤتمر الوطني دكتور ربيع عبد العاطي
في حديثه لـ(السوداني) إن الجنوب أخذ سلطته وثروته خــلال
الفترة الانتقالية ,مشيراً إلى أنه لايوجد فرق بين الوضع الحالي
والكونفدرالية والمسألة سيان ,وأضاف عبد العاطى إذا تم أي
اتفاق بهذا الخصوص هو تثبيت لما هو حادث الآن .


ويرى مراقبون أن قيام الاتحاد الكونفدرالي لا يعني ميلاد دولة
جديدة، فأعضاء الاتحاد تبقى دول ذات سيادة داخلياً و خارجياً
في نظر القانون الدولي العام ولا كاملة السيادة و يتم التعامل
معها على أنها شخصيات دولية مستقلة وأي حرب تقوم بين
الدول المكونة للاتحاد هي حروب دولية وليست حرباً داخلية
وتخضع للقانون الدولي و أي معاهدات أو اتفاقات تنشأ أو تعقد
بين الدول المكونة للاتحـاد الكونفدرالي هي معـاهـدات دولية
وليس اتفاقات داخلية، ثم أن أي معاهدة أو اتفاقية تقوم بين
الدول المكونة للاتحاد و بين دول أخرى هي معاهدة دولية ولا
تلزم أي دولة أخرى مشاركة بالاتحاد الكونفدرالي إضافه إلى
أن أي حرب تقوم بين دول مشتركة بالاتحاد و دولة أخــرى
خارج نطاق الاتحاد وهي حرب دولية ولا تلزم بها الدول الأخرى
في الاتحاد إلا إذا نص على التدخل ضمن بنود الاتفاق والمعاهدة
التي أنشأت الاتحاد الكونفدرالي ويضاف إلى ذلك أن حق الانفصال
معترف به وللدولة الحق في الانفصال عن الاتحاد الكونفدرالي
الذي بدوره لا يستطيع استخدام القوه لإعادة أي دولة منفصلة إلى
حظيرته وعادة ينتهي الاتحاد الكونفدرالي التعاهدي، إما بالتطور
إيجابياً إلى اتحاد فدرالي أو سلبياً بالانفصال بين الدول المكونه له.

عاطف عولي
26-08-2010, 12:46 PM
ممسكات الوحدة الوطنية ومخاطر الانفصال
صفحات اخر لحظة - الراي
السبت, 26 يونيو 2010
رأي: عبد الله الاردب


يدخل السودان في الوقت الحاضر أخطر المراحل في تاريخه المعاصر
حيث سيقترع أهــل الجنوب في يناير 2011م في استفتاء تقرير
المصير ليقرروا إن كان السودان موحداً كما عرفناه منذ حوالي
قرنين من الزمان أم ينقسم إلى شمال وجنوب؟ برزت فكرة حق
جنوب السودان في (التميز) في إطار السودان الموحد، أول ما
برزت عشية إستقلال السودان حيث أقترح ممثلو الجنوب بالبرلمان
أن يتضمن إعلان الاستقلال بياناً يعلن فيه عن قيام دولة فيدرالية
تضم الجنوب والشمال في إطار السودان الموحد. رفضت الأحزاب
السودانية وقتها - حكومة ومعارضة - هذا المقترح الجنوبي، غير
أنها وافقت بسبب إلحاح الجنوبيين على إضافة فقرة في إعــلان
الاستقلال يأخذ مطلب الجنوب بعين الإعتبار عند صياغة دستور
السودان الجديد الأمر الذي لم يُلتزم به، بل انصرفت الحكومــة
وقتها لتجريم كل من يدعو للفدرالية وكتم الأصوات المنادية بذلك.

أن سوء فهم المطلب الجنوبي بواسطة الحكومة الوطنية الأولى
بالبلاد والقوى السياسية والأحزاب المكونة للبرلمان الأول جعل
الاحتقان ينمو ويتطور في جسم الوطن لأكثر من نصف قرن من
الزمان، عانت آلامه وأحزانه كافة الأجيال المتلاحقة ودفع ثمنه
كافة أفراد الشعب السوداني.... أرواحاً أزهقت، ودماءً سالت،
وثروات بددت وموارد ضيعت وثقة بين أبناء الوطن فقدت،
جاء بروتوكول مشاكوس بين الحكومة والحركة الشعبية عام
1990م. ليعطي شعب جنوب السودان حق تقرير المصير عبر
إستفتاء عام بإشراف دولي ومفوضية معتمدة لذلك.
ثم نصت اتفاقية نيفاشا 2005م على موضوع الاستفتاء على
تقرير المصير وأُدرج في الدستور الانتقالي لعام 2005م ثم
فصل القانون المستهدفين بالاستفتاء ومواقيته واجراءاته.
ممسكات الوحدة:
أولاً:
التداخل العرقي والتكامل الاجتماعي بين أهل جنوب السودان
وشماله الذي جعل الشعبين يتعايشان جنباً إلى جنب في أريحية
وتواصل مشهود في سائر مدن السودان، جنوبه وشماله - في
السكن والتجارة والصناعة والخدمات والخدمات وتجاورت
الكنائس والمساجد دون اعتداءات او تشاحن..... بل أقبل أبناء
المسلمين على المدارس المسيحية بشمال السودان دون حساسية
وبالرغم من أن التعايش الاجتماعي لم يبلغ مداه المطلوب ويتأثر
أحياناً ببعض المواقف والحوادث العابرة... ولكنه ظل يسير على
الدوام في خط متطور إلى الأحسن بل أن الأحداث والمواقف العرقية
أو الاستعلائية التي تحدث أحياناً بين الجنوب والشمال، يقع بعضها
بين المجموعات السكانية في شمال السودان فيما بينها، غير أننا
نتميز دون غيرنا بحسن التعايش والتواصل التسامح والتداخـــل
والتفاعل الإيجابي بين الأعراق والثقافات وتوظيفها لقوة الوطن
ووحدته وليس ضعفه وتفتته.
ثانياً:
ان سهم أبناء الجنوب في بناء الوطن الأم ليس أقل قدراً من أبناء
الشمال فمن حق شعب الجنوب الاستفادة من إمكانات ومخرجات
السودان الموحد، بل هو الأكثر حاجة لذلك وليس في مقدوره منطقياً
وموضوعياً أن يستقيم الجنوب كدولة مستقلة نظراً لضعف مقومات
ذلك بالإضافة لإنغلاق الاقليم الجنوبي جغرافياً وعدم وجود مرافيء
وموانيء.
ثالثاً:
السباحة مع التيار الفطري والتوجه الدولي والاقليمي الداعي والعامل
للتكامل والتحالف والتعاون في معالجة المشكلات والاسهام بدور
فاعل في الشؤون الاقليمية والدولية وعدم السير في الاتجاه المعاكس
للواقع ضد التاريخ والمصالح الوطنية ورغبة الشعوب.
رابعاً:
الموقف الدولي والاقليمي الداعم لوحدة السودان متمثلاً في مواقف
الاتحــاد الأفريقي والجامعــة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي
ومفوضية التقويم والتقدير الوسيط بين طرفي السلام الشامل
ومواقف الدول الغربية الكبرى الداعمة لقيام دولة واحدة بنظامين
ومواقف دول الجوار العربي والافريقي التي تدرك أن ميلاد دولة
مستقلة في الجنوب لا يجعلها ضعيفة فحسب بل تعتبر جرثومة
قابلة لنقل العدوى للجوار الإقليمي.
مخاطر الانفصال-
أولاً: يرىكثير من المراقبين والباحثين ان إجراءات ما بعد الانفصال
ربما أفسدت الاستقراروالجهـود التي جــاءت بها اتفاقية الســلام
وأعادت السودان إلى مربع الحرب، خصوصاًإجراءات ترسيم الحدود
على الأرض وفي ذهن الجميع النموذج المصغر لحدود أبيي الذي
قاد الفرقاء إلى التحكيم الدولي في لاهاي، ويضيف إلى ذلك مشكلات
الهوية والعملةوالبترول والمياه والديون والعقود والمعاهدات الدولية
والالتزامات الخارجية للدولة الأم.
ثانياً: خطورة احتمال استعارة النموذج الخاص بتقرير المصير اذا
انتهى إلى انفصال الجنوب الذي سيكون مغرياً لبعض الأقاليم الأخرى
بأطراف البلاد ليتصدى بعض أبنائها المغامرين من أصدقاء الحركة
الشعبية لإحداث المزيد من المشكلات وعدم الاستقرار المربك للوطن
وتحقيق النظام الاستعماري الجديد المتربص لابتلاع الثروات وهزيمة
الأفكار.
ثالثاً: النموذج السييء لإدارة الجنوب الذي تقدمه الحركة الشعبية
اليوم في الواقع لا يبشر بالخير، فقد ظلت الحركة تكبت الأصوات
وتمنع الممارسة السياسية لغيرها من الأحزاب، حيث ظلت تدير
الأمور بقبضة الاستخبارات وتسعى لتغيير معالم الحياة التي كانت
مستقرة مما نجم عنه إندلاع حروب وصراعات أهلية جديدة بالجنوب
أدت لسقوط آلاف الضحايا والجرحى ونزوح أعداد كبيرة من المواطنين
وتبع ذلك انشقاقات وتمرد وحدات عسكرية داخل الجيش الشعبي.
رابعاً: صعوبة توفيق أوضاع المواطنين الجنوبيين في شمال السودان
والشماليين في الجنوب حال الانفصال المستعجل الذي يحيلهم لرعايا
دول أجنبية ما بين عشية وضحاها مما قد يؤدي لنتائج كارثية.
ختاماً:
إن المخاطر المتوقعة حال إنفصال الجنوب لا قدر الله لن تستثني
أحداً... إضعاف موارد شمال السودان والإخلال بأمنه واستقراره
ولن يتماسك جنوب السودان وبالتالي يكون مدعاة للتدخل الخارجي...
دول الجوار سوف تتأثر بمآلات الأمور وفقدان التوازن بالقرن
الأفريقي وأمن البحر الأحمر.
أما الوحدة فتعني جنوباً سودانياً في وطن كبير قادر على النهوض
وقادر على الدفاع عن الاستقلال لشعبه والدفاع عن مصالحه، وطن
تتكامل موارده ليصبح قوياً، ويوفر الخدمات والتنمية والرفاهية
لشعبه وأقاليمه، ويجد مكاناً في الخارطة السياسية والاقليمية
والدولية.
لكل تلك الأسباب يظل بقاء السودان موحداً هو الضمان الوحيد لمصالح
شعبه في الشمال والجنوب، لذا ينبغي التمسك بذلك وبذل كل جهد في
سبيل الحفاظ عليه وتلك مسؤولية وطنية وتاريخية لا ينبغي أن يتخلف
عنها أحد.

عاطف عولي
26-08-2010, 12:47 PM
الطريق الى الوحدة
صفحات اخر لحظة - الراي
الأحد, 27 يونيو 2010
رأي: فيلو ثاوس فرج

نحو الوحدة : بالرغم من أنّ حقّ الجنوب تقرير المصير، ولكن نحن
لا نرغب أن يكون المصير هو الوحدة، نحن نؤمن جدّاً بفوائد الوحدة،
ونؤمن بأنّ الله هو الذي جمعنا معاً على أرض هذا الوطن، وما جمعه
الله لا يفرقه إنسان، والوحدة لصالح كل أبناء الجنوب، وكما نغنّي:
لا شمال بدون جنوب، ولا جنوب بدون شمال، وفي صلاة السيد
المسيح الشهيرة، في بستان جشيماني، بستان الدموع، تكلم يسوع
ورفع عينيه نحو السماء، وقال: أيّها الأب قد أتت الساعة، مجّد ابنك
ليمجّدك ابنك أيضاً، وصلّ من أجل التلاميذ قدسهم في حقك، كلامك
هو حق، وصل من أجل كل الناس: ولست أسأل من أجل هؤلاء فقط،
بل أيضاً من أجل الذين يؤمنون بي بكلامهم، ثم صل لأجل الاتحاد
مع الله: ليكون الجميع واحداً كما أنت أيها الأب في وأنا فيك، ليكونوا
هم أيضاً واحدا فينا، وأنا أعطيتهم المجد الذي أعطيتني ليكونوا واحداً،
كما أننا نحن واحد، ويؤكد أن الحب هو الطريق إلى الوحدة، ليكون
فيهم الحب الذي أحببتني به وأكون أنا فيهم «يوحنا 17».
وعندما بدأت الكنيسة الأولى بدايتها الجديدة بعدد مقدر، آمن بالسيد
المسيح بواسطة عظة بطرس، قدر العدد بثلاثة آلاف ثم كان ينمو
حتى خمسة آلاف، ثم انطلق نموا حتى وصل إلى عدد لا يحصى، كان
لجمهور الذين آمنوا قلب واحد ونفس واحدة، ووصلوا إلى قمة الوحدة
معاً حتى إنه لم يكن أحد يقول إن شيئاً من أمواله، بل كان عندهم كل
شيء مشتركاً، ونعمة عظيمة كانت على جميعهم، إذ لم يكن فيهم أحد
محتاجاً، لأن كل الذين كانوا أصحاب حقول أو بيوت كانوا يبيعونها،
ويأتون بأثمان المبيعات، ويضعونها عند أرجل الرسل، فكان يوزع
على كل واحد كما يكون له احتياج، «أعمال الرسل 4»، وهذا يعني
أنه لم يكن هنا نزاع حول الثروة، كانت الثروة ملكاً عاماً للكل، كل
واحد يملك كل الثروة، وكل واحد يأخذ من الثروة كما يحتاج، وهنا
وصلت الوحــدة إلى أسمى صورها فالقلب واحد، والشوق واحــد،
والمحبة واحدة.التخطيط الاستراتيجي: وقد حمل بروفيسور تاج السر
محجوب مسؤولية الأمانة العامة للتخطيط الاستراتيجي، 2010م
كتاب: الطريق إلى الوحدة، من الصراع والحرب البينية، إلى التمازج
والدعم المتبادل، وذكر في الكتاب ملتقيات التمازج في ولايات الحدود
المشتركة، من خلال البيان الختامي والتوصيات للمتلقيين، وكان
المؤتمر التفاكري الأول قد عقد بسد مروي من 10-8 يوليو 2008م،
والثاني في واو من 5- 4 مايو 2009م هذا بالإضافة إلى المؤتمر
التفاكري الأول في 27، 28 فبراير 2010م، المهم أنه عقدت عـدة
لقاءات ومؤتمرات وحوارات حول الوحدة، وكيف تكون الوحدة جاذبة،
حتى عندما يكون الاختيار يختار مواطن الجنوب الوحدة مع الشمال،
والأمل أمامنا أن يستمر السودان كما هو موحداً دون تفتيت ولا تشتيت،
وهذا يأتي بالحرص الدائم على تمتين عرى الوحدة بين شطري البلاد
عملاً باتفاقية السلام، والاهتمام بالأجندة القومية للنمو الاقتصادي حتى
يتحقق السلام بالتنمية، ويعزر البعد الاقتصادي الوحدة، ويكون التمازج
اقتصاديــاً واجتماعيــاً، وتنظيمياً، وكانت الرؤية القومية هي أســاس
الملتقيات والحوارات، هي استكمال بناء أمة سودانية موحــدة آمنة، متحضرة، متقدمة ومتطورة، وتكون كل ولاية من ولايات السودان
ليس فقط ولايات التماس، ولاية يسودها الأمن والاستقرار، وتنعم
بالسلام، والتنمية الدائمة.

ولأن الطريق إلى الوحدة يتحقق بالتنمية كان حديث رياك مشار عن
مشروع سد مروي الذي يحقق التنمية والرخاء، وكان حديث علي
عثمان محمد طه عن ضرورة استدامة السلام والأمن من خـــلال
مواجهة التحديات والصبر على المتاعب والمصاعب، وأن السلام
وإرادة السلام قادرة على تجاوز العقبات، وتعزيز الأمن والاستقرار
وإقامة الأنموذج الوطني الراقي في مجال التنمية والتوافق الذي
يتوافق ولا يتناقص مع البيئة والتراث. إن الطريق إلى الوحــدة،
والاستفتاء قريب يحتاج إلى تضافر الجهود، وتهيئة جــو نفسي
مريح لكي تكون الوحدة خياراً جاذباً وجذاباً، وفي هذا فليتنافس
المتنافسون على كل المستويات توجهاً نحو الوحدة التي إن خسرناها
سوف نخسر وطناً قوياً كبيراً، في إمكانه أن يسع الجميع ويحقق لهم
النماء والرخاء

عاطف عولي
26-08-2010, 12:47 PM
حتى لا نقول على السودان السلام



جــــــمال عنقرة
صحيفة الوطن


كُتب في: 2010-06-28
gamalangara@hotmail.com



بحث شريكا الحكم في السودان «المؤتمر الوطني و الحركة الشعبية»
في اجتماع مشترك استضافته العاصمة الأثيوبية أديس أبابا أوضاع
ما بعد الاستفتاء. ومعلوم أن الاستفتاء لتقرير مصير جنوب السودان
أمامه خياران، هما الوحدة أو الانفصال.
وعليه من المفروض أن تكون أوضاع ما بعد الاستفتاء التي بحثها
الشريكان تكون حسبما يؤول إليه الحــال الجديد، دولة واحـدة أم
دولتين مختلفتين، ولكن الطريقة التي أُدير بها الحوار، وخرجت بها
توصياته تقول إن الخيار الوحيد المصوّب نحــوه الجهد هو خيــار
الانفصال.

إن الطريقة التي تسير بها الأمور في السودان تؤكد أن حالة من اليأس
في الوحدة قد امتلكت الناس، وصار الجميع يتعامل مع الانفصال وكأنه
واقع محتوم لم يفصل بينه وبين تحقيقه سوى الزمن المتبقي على
إجرائه.
وهذه من أسوأ الحالات التي يمكن أن يُصاب بها فرد أو مجتمع. والطريقة
التي أديرت بها الورشة المشار إليها بشأن السودان بعد الاستفتاء، واحدة
من إفرازات هذه الحالة الأزمة.
وعلى الرغم من أن الفترةا لمتبقية على الزمن المقرر لإجراء الاستفتاء
وهو التاسع من يناير 2010م لن تكون كافية لإحداث فعل قوي، إلا أنه
كان من الأوفق أن يتم بحث سبل جعل خيار الوحدة راجحاً. وهذا الأمر
منصوص عليه في اتفاقية السلام التي ألزمت الشريكين بالعمل معا
ًلترجيح خيار الوحدة.
ولكن أن يجلس الشريكان لبحث أوضاع ما بعد الاستفتاء بهذه الطريقة،
فكأنهما وصلا لقناعة إلى أن السودان صار مصيره إلى انفصال لا محالة.
ولوأن هذا أصبح هو حال الحزبين اللذين يناط بهما ترجيح خيار الوحدة،
فلا نجد ما نقول إلا (على السودان السلام).
ولو أن مصير السودان صار إلى أي شيء غير الوحدة، فلا يستطيع أحد
أن يزعم أنه يمكن أن يكون لهذا البلد وجود في المستقبل. وينطبق
ذلك على كلا الدولتين، سواء التي تصير في الجنوب، أو التي تبقى
في الشمال.
وأول أزمة يمكن أن تنشأ لو أن الجنوب قرر الانفصال عن الشمال هي
مجموعة من التعقيدات التي يمكن أن تنشأ جراء هذا الوضع الغريب.
فالسودان بتكوينه الذي صار إليه واستقر عليه خُلق ليكون وطناً واحداً. والتداخل والتمازج بين الشمال والجنوب جعل استمرارهما في وطن
واحد أمراً حتمياً، وأية محاولة للخروج عنه تعتبر خروجاً عن الفطرة
والطبيعة.
لذلك فإن الإشكالات التي يمكن أن تنشأ من الانفصال ستكون فوق
الإحصاء والعدد.
أما على مستوى الدولتين اللتين تنشآ بعد الانفصال، فإن مشاكل كل
واحدة منهما ستكون أكثرتعقيداً من الأخرى.
ففي الشمال يمكن أن يفتح انفصال الجنوب شهية مناطق أخرى للمطالبة
بذات ما طالب به أهل الجنوب لتقرير مصيرهم. ولا يصح هنا القول
بأن حالة الجنوب تختلف عن حالة غيره من المناطق الأخرى، فذات
عدم الموضوعية في طلب تقريرالمصير لأية منطقة في السودان، هي
ذاتها موجودة في حالة الجنوب، فلم يكن من المنطق أن يطلب الجنوب
تقرير مصيره بعد نصف قرن من الاستقلال.
ولو لم نشر لتعقيدات التداخل الاجتماعي بين عامة المواطنين، فلنذكر
بعض حالات خاصتهم. ولنذكر فقط الحالات السياسية صريحة الانتماء،
الجنوبية المرتبطة بالشمال، والشمالية المرتبطة بالجنوب.
ومن الجنوبيين نذكر الدكتور رياك قاي والسيدة أقنس لوكودو، ومن
الشمال نذكر الدكتورمنصور خالد والأستاذ ياسر عرمان. وهذه أمثلة
للمثال لا الحصر.
أما دولة الجنوب فالجميع يعلم حساسيات العلاقات القبلية في جنوب
السودان، ويعلم كذلك الموازنة التي يصنعها ارتباط الجنوب بالشمال،
وكيف أن وجودهم في دولة واحدة خفف كثيراً من حدة التوترات القبلية،
والتي بدأت تزداد هذه الأيام ومنذ أن صار للجنوبيين سلطان مطلق على
الإقليم. وهذه التوترات والانفلاتات سوف تزداد وتتضاعف لو أن الجنوب صار دولة منفصلة.
لذلك نرجو أن يعيد الجميع حساباتهم قبل أن نقول على السودان السلام

عاطف عولي
26-08-2010, 12:48 PM
الإنفصال والوحدة فرسا الرهان في السودان
صحيفة الرائد
27/06/2010م
أحمد محمد شاموق

جميل أن يثمن مجلس الوزراء جهود الإعلام السوداني، العام
والخاص، وتمكنه منحشد المواطنين نحو الوحدة والسلام.
الآن يقف مجمل أهل السودان الشمالي فيموالاة الوحدة، وتبدو
الصورة في الجنوب في مجملها على عكس ذلك. لكن تلك الصورة
لاتخلو من غموض سببه عدم وضوح الإجابة على سؤال مهم :
إلى أي درجة تؤثر المجموعة المتمكنة في الحركة الشعبية من
الميل بكفة الجنوب نحو الانفصال.
إذا وضعنا السؤال في صورة أبسط، هل الصورة التي يعكسها
الإعلام الجنوبي لجنوب انفصالي فيمجمله هي الصورة الحقيقية
لتوجهات الناس في الجنوب.
في مقابل ذلك إذا وضعنا نفس السؤال بالنسبة للشمال هل يعكس
الإعلام صورة حقيقية لحجم التوجهات الوحدوية بينالشماليين أم
أن حجمها مكبر قليلاً.
تاريخياً لا يفاصل الشماليون في توجههم الوحدوي، لكن تلك
التوجهات التاريخية بدأت تتأثر قليلاً بسلوك الحركة الشعبية
السلبي تجاه الشمال، ثم تجاه وحدة السودان.
ولكن تاريخياً كذلك لم ينظر الشماليونبعمق لمعنى تكرار
(التمردات) في الجنوب.
كانوا يعالجونها علاجاً موضعياً بلمس الأسباب المباشرة لكل
تمرد دون النظر إلى ما خلف مجموع التمردات للسبب المشترك
الذي يجمع بينها :
ـ تمرد أغسطس 1955 كان أقرب إلى هبة الغضب الفطري بسبب
بعض التظلمات، لم يتخلله اتجاه تنظيمي لافت. وعندما انطفأت
شرارات اللهب التي ظهرت على السطح، لكن اللهب المنبعث من
داخلها لم ينطفئ.
ـ في تمرد الأنانيا الأول والثاني بدأ البناء التنظيمي يأخذ أبعاداً
أخرى بنفس المستوى الذي تطور فيه البناء الفكري للحركة
الساسية الجنوبية.
ـ في تمرد الحركة الشعبية (لتحرير السودان) الذي بدأ في عام
1983 اكتمل التصور التنظيمي والفكري، وبدأ يبني مسلماته
الخاصة التي كان أظهر ما فيها الإجابة على سؤال منطقي :
العنصر الزنجي يمثل في السودان أغلبية عددية، لماذا لا يرتب
أمر هذه الأغلبية لتوصل الجنوب لحكم السودان كله.
ـ بعد توقيع اتفاق السلام عام 2005 ورحيل جون قرنق ظهر
لمن خلفوه أن تلك الأفكار (العظيمة) كانت مفصلة على حجم
جون قرنق، وكانت تبدو فضفاضة بشكل كبير بالنسبة لمقاسات
من جاءوا بعده. فانكفؤا إلى الداخل، إلى الجنوب، في تطور هش
وفضفاض. وتطور هذا الإنكفاء ليلتقي مع فكرة فصل الجنوب
عن الشمال بشكل كامل ونهائي ..
هذه هي المرحلة التي نحن بصددها الآن.
وبعــد ..
الإعلام السوداني يبدومدركاً لأهمية قضية الوحدة برغم
الخدوش التي شوهت بعض معالمها. الوحدة مهة لأن
البديل لها هو الانفصال الذي سينتج عنه ولادة دولة
يجمع الجميع، ربما باستثناء بعض قادة الحركة الشعبية،
بأنها ستكون دولة ضعيفة وفاشلة وربما غير قادرة على
الإستمرار.

عاطف عولي
26-08-2010, 12:49 PM
كيف نرى السودان؟
مانكندا فوكا *

صحيفة الصحافة
25 يونيو 2010م

أشياء كثيرة تكتب عن هذا البلد ذي الإمكانيات الاقتصادية الهائلة
و الذي يحتل، لأسباب مختلفة، عناوين الصحافة العالمية، كما هو
الحال مع جميع جيراننا، ينبغي أن يحوز السودان لدى الرأي العام
الكونغولي الاهتمام الذي يستحقه. انه في موضع جغرافي استراتيجي
يجبرنا على أن نكون دائما واعين لأصغر حدث يقع أو إشارة تظهر
من هناك. لنأخذ مثالا بسيطا : إن نهر ويلي الذي لا يعرفه الكثيرون
إلا عن طريق الجغرافيا لا يمكن إدارته أو السيطرة عليه بطريقة
فعالة، إذا استمرت علاقتنا مع السودان مبنية على تقديرات تقريبية.

فإذا كان الاستفتاء حول استقلال جنوب السودان لا يثير حتى الآن
أي اهتمام، و لو مجرد فضول فكري بسيط لدى الرأي العام و بين
الذين يديرون، بطرق مختلفة، هذا البلد، فذلك لأننا منغمسون في
غفلة مدانة و غير مبررة. إن نظام الخرطوم كما نعرف جميعا ليس
موضع ترحيب جزء كبير من المجتمع الدولي. و لكنه نظاميقع
على عتبة بيتنا.
و الذي يمكن، في إطار هذا الوضع، أن يصبح مفيدا جدا لنا، أوحتى
ضارا بشكل كبير. لمواجهة هذه المعضلة، و في ظل الغيابالتام
لموقف واضح من جانبنا، ما هو الحل نختاره؟ كيف، بعبارةأخرى،
سنعمل مع هذا البلد الذي يقع بجانبنا بغض النظر عن رغبتنا؟

و مع احترامنا لاستقلال هذا البلد الشقيق و الصديق، هلسنبقى
محايدين فيما يتعلق بالتحديات الكثيرة التي يجب عليه أن يواجهها
قبل استعادة مكانته بين الأمم الحرة في أفريقيا؟ يجب علينا أن ندرك
أننا لا يمكن أن نبقى غير مبالين بما يحدث غدا في جنوب السودان،
يعني في أقصى شمال شرق جمهورية الكونغوالديمقراطية، بغض
النظر عن ما قد يحدث غدا لنظام الخرطوم. يجب أن يهمنا كل ما
يحدث في هذا البلد. صحيح، هناك بلدان تمت تجزئتها.
و لكن ماذا سيحدث لجمهورية الكونغو الديمقراطية الواسعة
الشاسعة إذا بدأ السودان يفقد بعض أعضاء جسمه؟

لقد ترك الآباء المؤسسون للبلدان المستقلة في هذه القارة وصية مهمة :
« يجب أن تظل الحدود الموروثة من الاستعمار مصونة و مقدسة».
إننا لا نزال مهددين بالهجمات المختلفة وبحركات تمرد جديدة، هل
نتصور ما قد يقع لنا إذا حدثت من قبيل المصادفة هذه السابقة
السودانية؟
أنا أعترف بأن هؤلاء قد جهزوا سريرهم على النحو الذي رأوه مناسبا.
ولكن يجب علينا أن نضمن ألا تتخطى ملاءاتهم حدود سرائرهم. أو
على وجه التحديد الحدود التي تفصل بيننا و بينهم. في الوقت الحاضر
ترتفع أصوات بوتيرة مقلقة هنا و هناك، لا سيما في دوائر الجمهوريين
الانجيليين الأميركيين ذات النفوذ، داعية لنشر قوات منالمرتزقة في
دارفور من أجل تحرير مسيحيي جنوب السودان، كما يقولون.

إن جمهورية الكونغو الديمقراطية تأخرت كثيرا في مناقشة هذا الأمر.
لماذا لا نسعى لنعرف كيف ينظرالكونغوليون لكل ما يحدث، أو من
المحتمل أن يحدث في السودان؟ بالرغم من ضرورة إجراء الاستفتاء،
أين هي الحلول الأكثر تطرفا التي وضعت بالفعل على الطاولة.
إن السؤال الذي يفرض نفسه بقوة هو: كيف ننظر للسودان؟
و نسبة لخطورة الأمر، لا يمكن لهذا النقاش أن يظل مؤجلا.
إن جزءا كبيرا من طمأنينتنا يعتمد على ذلك.... صدقوني.

http://www.lobservateur.cd
* صحيفة كونغولية يومية الكترونية إخبارية
14 يونيو 2010
ترجمة مركز الخدمات الإعلامية العالمية

عاطف عولي
26-08-2010, 12:50 PM
بمشاركة فعاليات سياسية وسلاطين الدينكا وأمراء القبائل


صحيفة الأخبار
الكاتب/ الأبيض - الأخبار
الجمعة 25 يونيو 2010م

منظمة تراث تحي مهرجان الأبيض لدعم خيار الوحدة
في إطار سلسلة المهرجانات التي تنفذها منظمة تراث للتنمية البشرية
والتي سوف تشمل أكثر من خمسة عشر مدينة من مدن الولايات
الشمالية والتي انطلقت الأسبوع الماضي من مدينتي عطبرة وشندي
ليكون مهرجان الأبيض هو الثالث في عمل المنظمة الرامي لدعم
الوحدة وجعلها جاذبة، حيث شهد المهرجان مشاركة واسعة للفعاليات
السياسية والإدارة الأهلية من سلاطين الدينكا وعمد وأمراء قبائل
الولايات الشمالية بالإضافة لفرقة الفنون الشعبية والقطاعات الشبابية
والرياضية.
صحيفة (الأخبار) التقت الأستاذ/هشام مسئول الإعلام بالمنظمة الذي
كشف عن برامج المنظمة بولاية شمال كردفان والمشاريع العاجلة
الأخرى التي تنوى المنظمة تنفيذها في القريب العاجل في الولايات
الشمالية ومناطق التماس والمناطق المتأثرة بالحرب وولايات الجنوب
وقال هشام ان منظمة تراث للتنمية البشرية آلت على نفسها أن تعمل
في مجال الوحدة منذ 2004م، فنفذت العديد من المشروعات من أهمها
تدريب القيادات الجنوبية وخرجت أكثر من(4000) متدرب في مجالات
مختلفة سواء كانت المهارات الإعلامية أو المحاسبة لغير المحاسبين أو
الإدارة العامة والتنمية الريفية أو فك الأمية التقنية في مجال الكمبيوتر
والأنترنت ، باعتبار أن تنمية البشر هي أساس التنمية.
أما بالنسبة للمهرجان الذي نحن الآن بصدده فهو المهرجان الثالث بعد
مهرجان عطبرة وشندي، ويوم السبت القادم سنكون في سنار وبعدها
كوستي حتى نكمل خمسة عشر مدينة من مدن الولايات الشمالية
والهدف من هذه النداء أن نرسل رسالة واضحة المعالم لأهلنا في
الجنوب، أننا نريد الوحدة معهم ولنكمل الدور الرسمي ونستنطق أهلنا
في الجنوب ليقولوا صراحةً نحن نريد الوحدة ، ونطرح من خلال هذا
النداء وثيقة تسمي وثيقة نداء الوحدة ، وسوف ندعو كل الأحزاب
السياسية لتوقع على هذه الوثيقة دعماً للوحدة وتجنيب السودان شر
الانفصال والتمزق.
الوحدة تساعد علي الاستقرار.
وأوضح لـ(الأخبار) أن المنظمة تعتمد في تنفيذ برامجها على الدعم
الخارجي الذي يأتيها من خارج السودان من أفراد حادبين على وحدة
السودان، وذلك للمحافظ على مصالحهم الاستثمارية بالسودان باعتبار
أن السودان بلد واعد وذاخر بموارده الطبيعية وباعتبار أن الوحدة
تساعد على الاستقرار، والاستقرار يدفع بعجلة الاقتصاد للأمام.
وعن علاقتهم بصندوق دعم الوحدة قال: هنالك وعود من الصندوق
بأن يدعموا المنظمة ولكن حتى الآن ما في خطوات عملية.
من فعاليات المهرجان
تحدث في المهرجان العمدة دفع الله يعقوب ممثل الإدارة الأهلية والذي
بدا حديثه بالإشارة إلي تاريخ التعايش بين الجنوب والشمال، والرابط
الاجتماعي القوي الذي وصل إلي درجة المصاهرة، بالإضافة للتعايش
القبلي المميز بين القبائل الجنوبية والشمالية الذي ينبئ عن طبيعة
تبادل المنفعة سواء كان في الداخل الرعوي أو العلاقات التجارية
والزراعية.
وشدد دفع الله على ضرورة وحدة السودان، واستنفار كل الجهود من
أجل أن تكون الوحدة جاذبة، كما حيا منظمة تراث على دورها الرسالي
وتمنى أن تحذوا كل المنظمات الوطنية حذو منظمة تراث ، وأشاد العمدة
بشباب الأبيض الذين عملوا بعيداً عن الحزبية.

أما السلطان نون كوين نون عبر عن طيب التعايش الاجتماعي الذي
وجدوه في كردفان وبعربي جوبا قال: نحن جسد واحد يصعب فصله
من بعض، والمصالح المشتركة بين الجنوب والشمال (تجبر) الجميع
يعملوا لوحدة السودان، وأضاف للجنوبيين عقارات ومؤسسات ووظائف
يستحيل عليهم تركها من أجل الانفصال، وتساءل نون هل حكومة
الجنوب تستطيع أن توفر للجنوبيين هذه الممتلكات والمكانة الاجتماعية
والوظائف، وتمسك في ختام كلمته بوحدة السودان.

ومن جهته تلى الأستاذ/خالد حسن إدريس رئيس اللجنة المنظمة وثيقة
الوحدة التي اشتملت على العديد من البنود الداعية لوحدة السودان
وإرساء دعائم السلام في كل أرجاءه. ووزعت الوثيقة على الحاضرين
لجمع التوقيعات لوحدة البلاد.

كما قدم الأستاذ/محمد موسى قدم كلمة شباب الوحدة الوطنية التي طالب
من خلالها شريكي نيفاشا بالعمل سوياً من أجل أن يكون خيار الوحدة
خياراً جاذباً وقال: من الضروري أن تتضافر الجهود الرسمية والشعبية
لتحقيق هذا الهدف النبيل وحذر من مخاطر الانفصال التي يترتب عليها
تمزق السودان وخروج ولاياته واحدة تلو الأخرى، وشدد بضرورة
السعي لتأجيل الاستفتاء أو إلغائه إن أمكن ذلك، حتى ينعم السودان
بالوحدة والاستقرار والسلام. وحتى لا ينكشف نوايا الجنوبيين.

واشتمل المهرجان على فقرات تراثية ورياضية شيقة تجاوب معها
الحضور.
ففي مجال كرة القدمبدأ المهرجان بمواجهة بين فريقي شباب كريمة
شمال وشباب حي الرحمة واستطاع فريق شباب كريمة أن يحسم
المباراة لصالحة بركلات من نقطة الجزاء بنتيجة 4/3
ألعاب القوى
وفي مجال ألعاب القوى استطاع مدثر محمد هدي أن يحرز المركز الأول
في سباق(800) متر رجال فيما أحرز المركز الثاني سهيل أحمد.
أما في سباق الـ(400) متر سيدات استطاعت حسنية يعقوب أن تحرز
المركز الأول وجاءت عسكرية عبد الله في المركز الثاني.

كما شاركت في فعاليات المهرجان فرقة فنون كردفان بفرق الرقص
الشعبي، والتي تمثلت في النقارة والدلوكة والحسيس والجراري
والكمبلة، بالإضافة لفواصل غنائية ترمي للوحدة والسلام من فرقة
بشيش.
تكريم المشاركين وتوزيع الميداليات
وفي فقرة التكريم تم تتويج فريق شباب كريمة شمال بكأس البطولة
والميداليات الذهبية ومعدات رياضية. فيما حاز في الربع الأول شرق
على الميداليات الفضية ومعدات رياضية. أما في مجال ألعاب القوى
فقد تم تكريم الأول والثاني فقط من كل سباق بالميداليات الذهبية
والفضية.
اضاءات على أنشطة المنظمة
منظمة تراث لتنمية البشرية هي منظمة طوعية غير ربحية تم تأسيسها
وتسجيلها لدى مفوضية العون الإنساني في 24/7/2004م وتعمل في
مجال تنمية الإنسان وبناء قدراته حتى يكون صاحب رسالة في المجتمع.
وتهدف المنظمة لنشر مفهوم التنمية البشرية بين قطاعات المجتمع،
وتحقيق العدل الاجتماعي بين فئاته المختلفة، ودعوته للعمل على
مناصرة الضعفاء والأقليات، وتهدف أيضاً لكفالة حقوق المرأة في العلم
والتمليك والإعداد العقلي والروحي بالإضافة لرعاية الشباب ثقافياً
واجتماعياً وتدريبهم على كافة مناشط الحياة.

وفي سبيل تحقيق هذه الأهداف تتبع المنظمة عددا من الوسائل منها
إقامة الدورات التدريبية بالتعاون مع المؤسسات الحكومية والشعبية،
وإنشاء الدور و المؤسسات والأندية، والمخيمات الشبابية الصيفية
والمهرجانات والاحتفالات وعدد من الوسائل الأخرى لتحقيق الأهداف
الكلية.
واستطاعت المنظمة أن تنفذ العديد من مشروعاتها في أغلب مدن
السودان وخاصة المناطق المتأثرة بالحرب.. وللمنظمة برنامج
مختص بالسلام والوحدة ويهدف البرنامج لتدريب (13000) من
القيادات والمثقفين والسلاطين بكل الولايات الجنوبية والمناطق
التي تأثرت بالحرب.
وقد نفذت المنظمة في الفترة السابقة عملياً اثني عشر دورة لتدريب
القيادات والمثقفين من مجتمع الولايات الجنوبية، ومناطق جبال
النوبة والنيل الأزرق والمناطق المتأثرة بالحرب، وتم تدريب أكثر
من ألفين من القيادات والمثقفين..واستعانت المنظمة بمراكز تدريب
عريقة ومتخصصة وتعاون مع الجامعات السودانية العريقة كجامعة
الخرطوم، وقد صاحب هذه الدورات برنامج ثقافي واجتماعي اشتمل
على العديد من الفقرات منها محاضرات في مختلف المجالات بالإضافة
لبرنامج المجموعات الذي يعكس إبداعات المشاركين في ثقافتهم
المحلية، كما اشتمل البرنامج على زيارات شملت بعض المناطق في
شمال السودان بالإضافة للمنشآت الصناعية والبنوك والأجهزة
الإعلامية، كما اشتملت على البرنامج الرياضي التنافسي.
نشاط المنظمة بالنيل الأزرق:
دربت المنظمة عدد (150) معلم ومعلمة من مرحلتي الأساس والثانوي
ضمن خطتها الهادفة لتدريب (1000) فرد في تسعة شرائح مجتمعية
تشمل(القيادات-المرأة - الشباب-المسرحيين-المعلمين-المهن الصحية-
المزارعين - الصيادين -عمال التعدين) بحيث يتمكنوا من تجويد مهنهم
والارتقاء بها للأفضل، وإكساب الشباب والمرأة بصفة خاصة حِرَف
جديدة لكسب العيش الكريم في المجال الحرفي والتدبير المنزلي.
في الحقل العلمي
تقوم المنظمة بسد النقص في المؤسسات التعليمية بالولايات الجنوبية
وذلك بتعيين معلمين من مختلف التخصصات وابتعاثهم على نفقة
المنظمة من أجل إعداد معلم رسالي يعي دوره المنوط به تجاه مجتمعة.
أنشطه أخرى
قامت المنظمة بصيانة العديد من المؤسسات الخدمية الأخرى في العديد
من المناطق المتأثرة بالحرب،بالإضافة إلي مشروعات تشييد القرى
النموذجية في قرى ود الميرم ومنطقة الردوم وكذلك تبنت المنظمة
المشروعات الموسمية مثل مشروع إفطار الصائم وكسوة العيد والأضحية،
وكذلك مشروعات الإغاثة العاجلة للمنكوبين بسبب الكوارث الطبيعية أو
الحروب في مختلف مناطق السودان.
مشروعات تحت التنفيذ:
ستقوم المنظمة في الفترة المقبلة بتنفيذ العديد من البرامج والمشروعات
الأخرى والتي تتمثل في مشروع تنمية الموارد الاقتصادية ومشروعات
تنمية المجتمع بجبال النوبة ومشروع تنمية المرأة، مشروع أندية تراث،
مشروع أندية المشاهدة ومشروعات حفر الآبار.

عاطف عولي
26-08-2010, 12:51 PM
الوحدة.. ومصداقية الشريكين في الدفع تجاهها


الكاتب/ بقلم/ عمر الجزولي
صحيفة الأخبار
الجمعة 18 يونيو 2010م

إذا التمسنا عذرا لفكرة الانفصال لدى بعض الجنوبيين
-ولا عذر- فكيف نعذر من تبنوها في الشمال.

ثمة مشاعر جياشة تدور بخلدي وخاطري، وربما بخاطر كل حادب
على مقدرات ومصير هذا الوطن، تحديدا نحو المحافظة على كيانه
كوحدة تكتمل أطرها بالاهتمام بأهم عاملين ألا وهما التراب والإنسان،
ويقينا إن هذا البلد المترامي الأطراف والعزيز على كل من عاش
فيه أو تنقل بين ربوعه خاصة أطرافه( كافة أطرافه) يعلم علم
اليقين أن ما يجمع بين أفراده اجتماعيا وثقافيا وحضاريا، أكثر
مما يفرق، وهناك تميز واضح للشخصية السودانية، إذا تنقلت
في كافة أرجاء العالم، لن يستعصي عليك أن تميز أو تفرز
السوداني من غيره من الأجناس.

هذا التميز لأفراد هذه الأمة السودانية ليس قاصرا على الشمال دون
الجنوب أو الشرق دون الغرب وكثير من صور التلاحم والتكاتف
و(الفزعة) عند الشدائد حيث تنتفي عند ذلك القبلية والجهوية
والحزبية إلى غير ذلك. وحتى لا نطلق القول على عواهنه، أو
يكون حديثنا نظريا أو مجرد انجراف عاطفي، تعالوا لنستعرض
سويا بعض الوقائع والأحداث منذ عصور خلت، إضافة لتداعيات
معاصرة سبقت وعايشت الاستعمار أو تلته، مع تركيزنا أكثر على
حقبة ما قبل وبعد الاستقلال.

التنوع في السودان وجدلية المركز( Center) والهوامش
الناظر لخارطة السودان حتى من الناحية الجغرافية والطبوغرافية،
نجد أيضا هناك تميزا، فمن ناحية جغرافية نجد أن السودان مثّل كل
الأقاليم التضاريسية والمناخية ابتداء بالصحراوي مرورا بالسافنا
بأنواعها وانتهاءً بالمداري الممطر-كما يقول علماء الأرصاد والمناخ
- أما من الناحية البشرية فإنسان السودان الذي هو في أقاصي الديار
من بلادي المترامية الأطراف في تلك القرى والحلال، و شكل التنوع
البشري الممتد عبر ربوعه البدو الرحل منهم والحضور، سواء
القبائل النيلية أو الصحراوية كل منهم امتهن مهنة أو احترف حرفة،
رعيا كان ذلك أو زراعة أو صناعة نجده تكيّف على وضع حياتي
معين، وكثير منهم ربما لا يرضى لعيشته تلك بديلا، لكن السياسة
الخاطئة قاتلها الله، والتنافس الأرعن على السيادة القبلية المحلية،
كدرت صفو عيش أولئك وجعلت منهم الهارب والنازح والمشرد،
إثر نزاعات سياسية في إطارات قبلية ربما ليس للكثيرين منهم
فيها أصلا ناقة ولا جمل..

بنظرة فاحصة لتشكيل تلك المجتمعات القصية نجد ثمة عوامل مشتركة
-رغم التباعد بينها- إذا أحصيناها وتشاور المختصون في أمر إدراك
الحلول الممكنة لاستقرارهم وكبح جماح معاناتهم، وأبعدنا الطائفية
والعنصرية، وأزحنا جانبا التعصب للقبيلة أو الحزب لربما توصلنا
سويا لكثير من نقاط التوافق على أساسها يمكننا أن نرسي قاعدة
وأرضية ملائمة للانطلاق نحو الحل الأمثل ليس لدارفور فقط , إنما
لكل المشاكل والمعضلات التي تجابه إنسان هذا البلد .

صحيح أن المركز "عاصمة البلاد" لعبت دورا مقدرا في منافحة
الاستعمار والنضال لأجل نيل الحرية والاستقلال، حيث أقيمت
الندوات وتضافرت الجهود وانعقدت المؤتمرات وأهمها مؤتمر
الخريجين ودور الحركة الوطنية وما قدمته من تضحيات لأفراد
مهروا استقلال البلاد ووحدتها بدمائهم الغالية.. لكن وفقا لمراقبين
وحقائق التاريخ نجد أن أطراف البلاد في شتى البقاع والأقاليم
لعبت الدور الأكبر في ذلك وهذا دليل دامغ على أن هذه البلاد
الطيبة، يشعر من بأقصاها ما يصيب أدناها فيهبون للنصرة والنجدة
والتعاضد ثم يسود من بعد ذلك التآلف والتوحد، ووفقا لهذا الإطار
أصوغ إليكم عدة تساؤلات وأعتقد جازما أنها تشكل نوعا من المنطق
والحيادية. وهي ليست أسئلة لاختبار المعلومات، وإنما هي في
إطار ما يسميه أهل اللغة والتفسير "اسئلة تقريرية" الهدف منها
تقرير وتثبيت حقيقة أو مجمل حقائق، على شاكلة ما ورد في القرآن
الكريم (أليس الله بأحكم الحاكمين)؟.

ومن ثمّ كذلك نحن نتساءل:
حركة اللواء الأبيض منشأها وقياداتها أليسوا من الأطراف ؟؟
علي عبد اللطيف وعبد الفضيل ألماظ.. علمان اثنان ومن أبطال
السودان ما أن يذكر أحد أو يتحدث عن بطولات أهل السودان
وتضحياتهم، إلا وسبق لسانه ذكر أحدهما أو كلاهما دون ريب..!!
من أين خرج هذان العملاقان الشجاعان.. أليسا فردين من أبناء
جنوبنا الحبيب.. كذلك ود حبوبة.. حمدان أبو عنجة والزاكي طمل..
وعثمان دقنة.. أليسوا جميعا من الأطراف.. بل الإمام محمد احمد
المهدي نفسه ألم يستعن بأهلنا في الأطراف.. لنصرة ثورته
وانتفاضته على المستعمر وهم لم يخذلوه.. إنما أتته النصرة كاملة،
خاصة من أهلنا في دارفور.. ومن كردفان وتخومها، بل لم يعش
الإمام في العاصمة أم درمان إلا فترة وجيزة حيث لم تتجاوز فترة
الخمسة أشهر التي أعقبت فتحه للخرطوم، قبل تلبيته نداء ربه،
لكنه ظل.. ( في يمين النيل حيث سابق.. كنا فوق أعراف السوابق..
الضريح الفاح طيبو عابق)، شاهدا على بطولة رجال من أفذاذ هذه
البلاد.
تكاتف وتعاضد عند المحن والشدائد
تكاتف أهل السودان منذ القدم في حماية عرينهم وأرضهم وعرضهم،
من أيام دولة كوش والقائد شبتاكا الذي وحد القطر ، ومن بعده
بعانخي، الذي ضم إقليم مصر إلى المملكة الموحدة. وهذه بطولات
قائمة بذاتها بإذن الله سنفرد مقالا في حينه.
الشاهد هنا هذا التكاتف والتعاضد، بين أفراد المجتمع السوداني قديم
قدم التاريخ نفسه، حيث التأمت جموع أهل السودان عند السراء
والضراء بصورة غير مركزية، ودون تمايز في ذلك بين الرجل
والمرأة، حيث اجتهد الجميع (كلٌ يعمل على شاكلته)، ودونكم
مهيرة بت عبود التي ألهبت حماس المدافعين عن حماهم في وجه
الغزاة، وتأملوا معي الكلمات التي أنشدتها بت المك، في تحريض
ابنها على قتال المعتدين وهي تتمنى له الموت في سبيل ذلك، ولا
ترضى له أن يموت كما يموت البعير أو الشاة وسط المراح، كشأن
ابن الوليد:
ما دايرة لك الميتة أم رمادا شح
دايراك يوم لقاء بي دماك تتوشح
الميّت مسولب والعجاج يكتح
أحيّا علي سيفو البسوي التّح
يا جرعة عبوس السم
الخيل عركسن ما قال عدادن كم
فرتاق حافلن.. ملاي سروجن دم
وأود هنا أن أنوّه إلى حقيقة ربما تدعم ما أشرت إليه، وأختم بها،
علها تكون شاهدا لسبقية الأطراف للمركز خاصة في منافحة
الاستعمار وتقديم التضحيات، ألا وهو ما ذكره وأشار إليه الصحفي
المخضرم والكاتب محجوب عثمان في معرض توثيقاته (صفحات
من حياتي) بصحيفة الأخبار الغراء الصادرة بتاريخ الثلاثاء
الموافق 25 مايو2010، وبوحه عن "المسكوت عنه" في
الصحافة والسياسة والاقتصاد.. ، ذكر محجوب عثمان أن الهدندوة
هم كانوا أول شهداء الحركة الوطنية والنضال ضد الاستعمار،
ودونكم نص ماذكره الأستاذ محجوب (هذا الموقف حدث في العام
1947. تحركنا من ميدان كبير جدا في بورتسودان نحو رئاسة
المديرية أو المعتمدية. وهتفنا،..يسقط الاستعمار، يسقط الانجليز،
حتى نعطي رسالة للحكومة والمعتمد الانجليزي. الهدندوة أو العرب
كما كان يسمون (ما كانوا بيعرفوا حكاية يسقط الاستعمار)، وفكرة
الهتافات ذاتها. فجاءوا بسيوف تلمع في وهج الشمس، فأصبحت
مظاهرة مسلحة. ونحن أنفسنا لم يكن تقديرنا هكذا، (يعني تفكير
أفندية، هؤلاء بيرطنوا فقط ضد الحكومة وضد الانجليز).
وبالطبع خرج البوليس مسلحا ومعهم المعتمد وهو رجل انجليزي
ولديه سلطات قضائية كما كان النظام وقتها، وأمر المظاهرة عبر
إنذار بأن يتراجعوا.
وبالطبع لم يتراجعوا، (فضرب البوليس الرصاص في المليان)،
وقتلوا ستة من الهدندوة. ولذلك أنا أقول إنه عندما يكتب عن الحركة
الوطنية، ينسى أن هؤلاء أول من استشهدوا حتى قبل عمال عطبرة).
انتهى كلام محجوب عثمان.
الشاهد في الأمر أن أهل السودان كافة، لم يكن بينهم ما نشهده اليوم
من تشتت وتشرزم وإنما كان الجميع في إطار الوطن الواحد، يسعون
متضافرين لأجل خير ونماء ومستقبل هذا الوطن.
وأخيرا..
وليس آخرا دعونا نحسن الظن ولنقل لعل ما يثيره الشريكانمؤخرا هذه
الأيام - وهم في طور قسمة الحقائب الوزارية- من تصريحات حتى على
المستوى الرئاسي تنم عن اهتمام بمسألة الوحدة، عدا بعض أصوات
النشاز المعروفة من هنا وهناك، وهذا شيء حسن ما يدعونا للتفاؤل
الحذر.. ما لم تكن تلك التصريحات لمجرد الاستهلاك والمصلحة الوقتية.

وقف الشاعر امرؤ القيس يوما على اطلال محبوبته، التي فارقت الديار، لينشد بمطلع معلقته الشهيرة:
هل غادر الشعراء من متردم ** أم هل عرفت الدار بعد توهم
وأرجو كما يرجو كل حادب وغيور على وحدة وتماسك هذا البلد،
ألا يأتي يوم نقف فيه على أطلال بلادنا لنردد:
هل غادر الشركاء من متأزم ** أم أن وحدة بلدنا تتهدم !!

عاطف عولي
26-08-2010, 12:52 PM
في ندوة السودان الكبير




نشطاء يدعون لترجيح خيار الوحدة، ويحذرون من الانفصال
الخرطوم: خالد البلولة ازيرق
المصدر : سودانيز أونلاين
03 يونيو 2010م
«سودان كبير بتم أنينا» عنوان اتخذه المركز العالمي للدراسات الافريقية،
ومنظمة دكتور جون قرنق لرعاية الأيتام، لندوة مشتركة بعربي جوبا
لدعم خيار الوحدة، استهلته فرقة ملوك النيل بانشودة «ياي بلدنا وكلنا
أخوان...سوداني بلدنا» بقاعة الشهيد الزبير أمس، أجمع فيها المتحدثون
علي ضرورة ترجيح خيار الوحدة لتحقيق الاستقرار والتنمية، مطالبين
بتحقيق جملة من العوامل التي تجعل من الوحدة خيارا جاذبا، منها تعزيز
النسيج الاجتماعي، والسلام الاجتماعي، واحداث التنمية المستدامة،
وافشاء ثقافة السلام كمدخل لتحقيق الأمن والاستقرار لاحداث التنمية،
داعين لنقل حوار الوحدة وترجيحها الي جنوب السودان ومخاطبة
شرائحه المختلفة خاصة النساء والسلاطين والطلاب والشباب
وتبصيرهم بطبيعة العلاقة بين الشمال والجنوب.
وقال الدكتور عبد الله زكريا مدير المركز العالمي للدراسات الافريقية في
مستهل الندوة «اننا عملنا فضيحة كبيرة لابليس، لأنه ما دايرنا نتلم» ،
وقال ليس هناك حديث لنا سوي الوحدة، من جهتها قالت الاستاذة
اخلاص صلاح، الأمين العام لمنظمة دكتور جون قرنق، اننا نريد ان
يكون تنوعنا واختلافنا مصدر قوة وليس مصدر ضعف أو مدخلاً
للخلاف والتفرق، واضافت «نريد أن نضع أيدينا سوي حتى يكون
هناك وطن واحد، وأن نستفيد من التنوع الثقافي والعرقي والقبلي
لبناء الوطن الواحد». وثمن الدكتور أبينغو أكوك، مدير مركز السلام
والتنمية بجامعة جوبا، عالياً فكرة وعنوان الندوة، وقال ان السودان
كبير جغرافيا واثنياً ويمكن ان يجمعنا كلنا، ولكن السؤال كيف نتعايش
فيه، واضاف «ان الشعب السوداني منذ الانجليز كان متعايشا سوياً،
وان الثورة المهدية اشترك فيها كل اهل السودان، وكذلك ثورة 1924م
التي كانت تمثل انطلاقة الوحدة السودانية، كما قاد السودانيون الثورة
ضد الانجليز في كل اتجاهاته، واستمر هذا النضال حتى نال السودان
استقلاله، مشيرا الي أن وحدة السودان تحققت في مؤتمر جوبا 1947م،
ولكنه اشار الي انه الآن تغيرت الاشياء، وبعد خمسين سنة من ذلك
هموم الناس الان الحديث عن الوحدة والانفصال، وقال رغم ان الناس
عايشين في السودان لكن هناك مشاكل قائمة، وان حق تقرير المصير
أما ان يكون بداية لعهد استقرار ونهاية الخلاف بين الناس أو بداية لذلك،
وقال ان الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني حققاً ايقاف الحرب باتفاقية
السلام الشامل، لكن ترك لهم الملعب ولم يكونوا مهمومين بحق تقرير
المصير، وطيلة الخمس سنوات الماضية لم يتحدث احد أو يعمل لتقرير
المصير او يتحدث عن الوحدة، مشيرا الي ان مسؤولية جعل الوحدة
جاذبة مسؤولية المؤتمر الوطني والحركة الشعبية، متسائلا هل هم
عملوا لجعل الوحدة جاذبة ، واضاف ان شعب الجنوب الذي سيختار بين
الوحدة والانفصال هو من يري ذلك، وقال ابينغو ان التعايش في السودان
الكبير يشمل الجميع في كل اتجاهاته، وحتى لو انفصل الجنوب ستكون
هناك اطول حدود بين الدولتين، وقال لجعل الوحدة خياراً جاذباً لابد من
تعزيز النسيج الاجتماعي، والسلام الاجتماعي بين الناس حتى يكون
هناك استقرار ومن ثم تنطلق التنمية، وان يتم نشر ثقافة السلام ليكون
هناك هدوء وأمن واستقرار.
ومن ثم استعرضت الاستاذة تريزا فليب مدير جمعية نساء جنوب السودان،
دور المرأة في تحقيق الوحدة، وابتدرت حديثها بانشودة رددتها مع
الحاضرين في القاعة تقول «المره اساس التنمية والسلام واساس البيت..
في الدنيا دي المره مهمة للناس كلهم...كلمة المره ضرورة ضروري شديد»
، وقالت تريزا انها اول مرة تجلس في مثل المنصة للحديث عن الوحدة،
واضافت «السودان بلد كبير وبشيل الناس كلهم، وعشان يكون لينا دور
في البلد ده لازم نعرفه» ،وقالت ان الوحدة مهمة للمرأة وانهن كنساء
سيأتين بالوحدة مع الرجال لأن المرأة هي اساس الوحدة لأنها تريد
الشئ السمح، واضافت «المره هي المسؤولة من الرجل، والرجل مفروض
يحترم المرأة التي لها دور كبير في الوحدة ويجب اعطاؤها نظرة خاصة
لأنها لا تفكر في افكار سيئة ولا بتفكر في تقسيم السودان»
وقالت تريزا نحن نريد أن نأكل في صحن واحد، وان هذه الارض لنا
ويجب ان نعيش فيها بسلام، وقالت نحن كنساء دورنا تحقيق وحدة
السودان، لأن المرأة لا تفرق بين الناس «فالاعمي والبصير والكسيح
والحرامي» كلهم أبناؤها،وانتقدت الداعين للانفصال من ابناء الجنوب
وقالت «السودان ده بلدنا نحن السود، موش تقولوا دايرين تقسموه،
وربنا جعلنا موحدين» ، وقالت مطلوب من المرأة لتحقيق الوحدة نبذ
القبلية، وقالت هناك مندكورو متزوجون جنوبيات، وهناك جنوبيون
متزوجين شماليات، لو قسمتوا البلد حاتقسموا الاولاد ديل كيف؟
واضافت «هذه كارثة وجريمة» وقالت اذا لم يكن هناك سلام لن يكون
هناك استقرار وبالتالي لن تكون هناك تنمية، وقالت نحن نريد الوحدة
عشان ما يكون هناك مشاكل، واضافت «البلد دي لو اتقسمت المواصلات
ذاتها ما بتلقي ناس ترحلهم» ونحن السودان نريد الاستقرار ونريد
السودان يكون فيه كلمة واحدة، وحديث الانفصال مافيه فائدة ولن
يقدمنا، واشارت الي ان الوحدة تحدي للنساء.
من جهته قال السون مناني مقايا وزير العمل، اننا نمضي باتجاه مرحلة
خطيرة من تاريخ السودان، وانه بعد ستة اشهر سيكون هناك كلام اخر،
لذا لابد نأخذه بجدية، وقال ان الاستفتاء سيقوم في موعده وان الحكومة
ستفي بالتزاماتها ووعودها التي قطعتها، واضاف ان وقت الكلام في
الوحدة انتهي ونحن نريد ان نبدأ العمل، وقال رغم ان تحقيق الوحدة
الجاذبة مسؤولية الحكومة والحركة الشعبية والمؤتمر الوطني، لكن
هذا جانب واحد، لكن الجانب الكبير هو العمل الشعبي والذي يعمل
للتواصل بين الناس، ونادي بضرورة توعية الجنوبيين لأنهم لا يعرفون
ابعاد القرارات الخطيرة ومشاكل الانفصال، والناس محتاجين يذهبوا الي
الجنوب ليتواصلوا معهم وتوعيتهم بمخاطر الانفصال ومشاكله،
واضاف «الناس يجب ان يزوروا الجنوب ليعرفوا الحقائق ويدركوا
العلاقات بين الشمال والجنوب لأن الناس ما عارفنها» وقال هنا دور
منظمات المجتمع المدني مهم ونشاطها يجب ان تذهب به الي الجنوب
ان يكون هناك شماليون وجنوبيون في هذه المنظمات ليتفاهموا مع
بعض وكذلك الشباب والطلاب يحتاجون للتواصل مع شباب الجنوب.
وقال ألسون ان الاشياء العملية هي المطلوبة الآن، لانه اذا استمرينا في
الكلام سنجد انفسنا بعد ستة اشهر في وضع آخر، وقال ان حكومة
الجنوب دورها عمل التنمية والحكومة المركزية عليها الاشياء الكبيرة،
وقال هناك مشاريع طرق وكهرباء جامعات يمضي انشاؤها وان الجامعات
ستلعب دورا كبيرا في التنمية البشرية وان واحدة من الاشكاليات المواجهة
لحكومة الجنوب عدم وجود الكوادر المؤهلة، وقال يجب ان ننتقل منذ الآن
للعمل، ونحن نسعي للوحدة وان نحافظ علي السودان كما ورثناه، مشيراً
الي أن التحديات في الجنوب كبيرة لذلك ندعو اخوتنا في حكومة الجنوب
ان يعملوا بحكمة حتى نستطيع ان نحقق الاشياء التي نريدها.
وفي حديثها قالت السيدة ليلان هنري، ان السودان واحد ويجب ان يكون
كذلك، مشيرة الي ان هناك فرصة لتحقيق الوحدة، وقالت هناك اعتقاد
في الجنوب بعد توقيع اتفاقية السلام الشامل افتكروا ان السودان قسم،
الجنوب لسلفاكير والشمال لعمر البشير، وقالت ان الدعوة للانفصال
كالدعوة للحرب، وان تقسيم البلد سيخلق مشاكل كثيرة، واشارت الي
ان دورهن كنساء في الوحدة سيكون مثل دورهن في الانتخابات،
ووصفت الوحده بأنها «حاجة كويسه» وقالت ان ارتباط نساء الجنوب
بالشمال لأنهن يريدن تعليم ابناءهن وضمان فرص عملهم واذا جاء
الانفصال سيخلق مشاكل كثيرة، وقالت ان تحقيق الوحدة يمكن ان ينجح،
ودعت الي ان يكون صوتهن قويا وان تنقل الندوات هذه للجنوب عبر
جمعيات ومنظمات المرأة هناك، وقالت ان النساء أتن بالسلام ولايريدن
الحرب.
من جهته قال السلطان أحمد شول، الذي تحدث عن دور الادارة الاهلية
في دعم الوحدة، ان الوحدة لا تأتي الا بجهد الرجال والنساء والمنظمات
الموجودة في الدولة، وقال ان دور الادارة الاهلية غاية في الاهمية لأنها
مسؤولة مسؤولية مباشرة عن رتق النسيج الاجتماعي، لأن الادارة
الاهلية ليس لها لون سياسي وبالتالي ليست عنصرية، وقال ان الادارة
الاهلية حينما خيرت في مؤتمر جوبا 1947م رجح السلاطين بصوت
واحد وحدة السودان، واضاف ان سلاطين الولايات الجنوبية لهم دور
كبير في هذا النزال، مشيرا الي ان الوحدة الجاذبة هي هم الجميع
وتتطلب جهد الجميع، وان ينقل هذا الهم الي الجنوب لأن الذي يصوت
للوحدة هو الجنوب، وقال يجب ان يعمل الناس للوحدة لأنها قيمة
سامية، مشيرا الي ان البعض يتحدث عن الوحدة الجاذبة بدون سقف،
وقال ان الشعب السوداني بتركيبته وموروثاته من الصعب ان ينفصل
عن بعض، لذا يجب ان يستمر الجميع في العمل للوحدة، واضاف
«نحن في حاجة لسودان يكون فيه تداخل وتماسك».
وفي تعقيبه قال السلطان شول موين، ان الادارة الاهلية دورها اجتماعي،
لكن لتحقيق الوحدة لابد ان تعاد للادارة الاهلية أهميتها ودورها الريادي،
واضاف «لكي نعمل للوحدة كادارات اهلية نحتاج لكلام واضح في ذلك،
وقال هناك بعض الطرق وبعض التنمية لكن العمل الاجتماعي مهم
والذي تشارك فيه المرأة والشباب والطلاب غير موجود الان في الجنوب.
وقال ناظر الجعليين عبد الله علي البيه، ان هذا الحضور من مؤشرات
الوحدة، وقال حينما باركنا الاتفاقية كنا نشبهها بالمركب الجديد الذي
يمكن ان تظهر عيوبه اذا دخل النهر، وقال ان السودان هو ملك الجنوبيين
والشماليين، ومالم تصح النوايا لن ننجز شيئا، واضاف ان الوحدة لها
تبعات والانفصال له تبعاته، وقال اذا حدثت الوحدة لابد من حضور الشمال
في الجنوب بمثل حضور الجنوب في الشمال، وقال اذا لم تصح العزيمة
لبناء السودان الواحد لاتبنيه نيفاشا، ولتكن الثروة كلها موجهة للجنوب،
وقال نحن اذا لم نحب بعضنا لن نحقق شيئا

عاطف عولي
26-08-2010, 12:53 PM
سلفا ومشار يطالبان الجنوبيين بالتوحد

مشار: الانفصال لن يحقق الاستقرار

الكاتب/ الأخبار:مكتب جوبا: الفاتح عبد الله
Sunday, 20 June 2010

طالب نائب رئيس حكومة الجنوب د.رياك مشار الجنوبيينبالدخول
للاستفتاء دون مرارات، وحذر من أن الانفصال لن يحققالاستقرار،
داعياً إلى مراعاة المصالح المشتركة، في وقت شدد فيه النائب الأول
لرئيس الجمهورية رئيس حكومة الجنوب إلى إجراء الاستفتاء في
موعده المحدد مطالباً الجنوبيين بالتوحد لمواجهة المرحلة المقبلة.

وأشار لدى مخاطبته احتفالاً بمنزل نائبه د.رياك مشار نظمه عدد من
أبناء المجتمع الجنوبي بمناسبة تعيين د.رياك مشار نائبا لرئيس
حكومة الجنوب ان نتيجة الاستفتاء يجب ان تعلن في العاشر من
يناير المقبل، مشيراً إلى ان في حالة عدم تحقيق الوحدة فإن هناك
خيار الانفصال الذي نصت عليه اتفاقية السلام الشامل، مضيفا انه
خلال الخمس سنوات الماضية حدثت كثير من المشاكل، ودعا سلفا
كل سكان الإقليم بضرورة التوحد لخطورة الفترة المقبلة، مضيفاً ان
اتفاقية السلام الشامل كانت يمكن ان تحل كل مشاكل السودان إذا
طبقت بصورة سليمة، مشيرا إلى أن هناك من قام بحبس نيفاشا
في الأدراج، مما جعل كثيراً من المواطنين لم يطلع على الاتفاقية.

وطالب النائب الأول لرئيس الجمهورية كل القبائل في الجنوب بضرورة
الوحدة فيما بينهم حتى يسيروا بصورة سليمة، مضيفا ان الجنوب
تسكنه حوالي (66) قبيلة وكلها تحتاج إلى بعضها البعض، مشدداً
على السير بهدوء دون وقوع أي أحداث في الطريق الذي يسير فيه
الجميع حتى يتحقق الهدف الذي يعملون من أجله، وشدد على ضرورة
ان يتناسى الجميع كل المشاكل التي حدثت أثناء الانتخابات السابقة،
وقال سلفا إنه سائق ماهر لهذه السفينة وقال "ولكن عليكم ان تجلسوا
(كويس) في السفينة حتى لا تنقلب"، وعزا رئيس حكومة الجنوب
التأخير في إعلان حكومة الجنوب نتيجة بعض الاتصالات والمشاورات
التي تجري مع كل القوى السياسية في الجنوب.

من جانبه قال نائب رئيس حكومة الجنوب د.رياك مشار إن المرحلة
المقبلة صعبة على السودان كله وليس علي الجنوب مشيراً إلى ضرورة
أن يواجه الجنوبيون المرحلة القادمة متوحدين، وأشار إلى إمكانية
معالجة قضية الاستفتاء بصورة مرضية، وأضاف د.رياك مشار أن غالب
الأصوات ستصوت للانفصال وتساءل مشار "هل هذا يحقق الاستقرار
في بلدنا ، لا أعتقد ذلك". وطالب بضرورة النظر للمصالح المشتركة
بين الشمال والجنوب، وشدد على ضرورة ان يدخل الجميع الاستفتاء
بدون أي مرارات، مشيراً إلى أنه في حالة الانفصال والوحدة يجب ان
يكون هناك استقرار، وأن تحل كل المشاكل سلمياً، وقال إن هناك أجيالاً
عاشت الحرب في الجنوب والشمال، ويريدون للجيل الحالي أن يعيش
في استقرار وتنمية.

عاطف عولي
26-08-2010, 12:54 PM
يلتقيان بأديس أبابا



شريكا نيفاشا. . . حوار الزمن الأخير قبل الاستفتاء

تقرير: خالد البلولة ازيرق
سودانيزاونلاين.كوم
17, 2010, 18:21

حراك اقليمي بدأت وتيرته تزداد مع اقتراب موعد الاستفتاء لجنوب
السودان مطلع يناير القادم خاصة من دول الجوار، حيث حملت الأنباء
القادمة من العاصمة الامريكية مقر مجلس الأمن الدولي الذي ناقش
الاوضاع في السودان أول امس، نبأ عقد جولة جديدة بين الشريكين
المؤتمر الوطني والحركة الشعبية يوم الاثنين المقبل بالعاصمة
الأثيوبية اديس ابابا بدعم من الاتحاد الافريقي لبحث ترتيبات عملية
اجراء الاستفتاء لجنوب السودان كآخر استحقاقات عملية السلام في
السودان.

ويأتي اجتماع أديس أبابا المعلن عنه والذي من المؤمل ان يشكل محور
نقاش جديد بين الشريكين حول ترتيبات تنفيذ الاستفتاء والقضايا
العالقة به، بحث امكانية تقديم الدعم الفني واللوجستي للشريكين
للاضطلاع بتنفيذ المهمة كما هو متفق عليه، خاصة وان الاجتماع
المزمع يأتي بعد مناقشة مجلس الأمن الدولي أول أمس للوضع في
السودان بناءً علي التقارير المقدمة من ممثليه في السودان، حيث
أعلن الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في السودان هايلي
منقريوس ان علي المجتمع الدولي ان يشجع ويحث الاطراف علي
البقاء علي المسار لضمان تطبيق اتفاق السلام الشامل ومواصلة
جهود احلال السلام، مشيرا الي ان المؤتمر الوطني والحركة
الشعبية أبلغاه انهما يريدان مشاركة أوسع من الامم المتحدة بشأن
الاستفتاء للمساعدة في ضمان تصويت نزيه، واضاف «ان الامم
المتحدة مستعدة لتقديم الدعم الفني واللوجستي الي هيئات الاستفتاء،
الا أنه أكد ضرورة تشجيع وحث الاطراف علي القيام بالاجراءات
الضرورية في اسرع وقت ممكن.

ويولي الاتحاد الافريقي ودول الجوار السوداني عملية الاستفتاء في
جنوب السودان أهمية كبيرة لما لها من تأثير علي الاوضاع في
المنطقة، فيما يسعي الاتحاد الافريقي الذي يتطلع لوحدة السودان
من خلال حق تقرير المصير للجنوب الي حث الدول الافريقية لدعم
خيار وحدة السودان والحفاظ عليه حسبما اعلن قادته.
ويأتي لقاء الشريكين «المؤتمر الوطني والحركة الشعبية» بالعاصمة
الاثيوبية أديس ابابا وبدعم من الاتحاد الافريقي تتويجاً لمسعاه الرامي
لتحقيق وحدة السودان، مسعي يبدو أنه تشاطره فيه أغلبية دول الجوار
السوداني، وحول مغزي اجتماع اديس ابابا والملفات المتوقع مناقشتها
وما تسفر عنه قال السفير الرشيد أبو شامة ، لـ«الصحافة» ، ان
الاتحاد الافريقي ربما يبحث تأثيرات الانفصال علي دول القارة
الافريقية لأنه يناقض ميثاق منظمة الوحدة الافريقية التي تنص علي
الحفاظ علي الحدود التي تركها الاستعمار، مشيرا الي ان الاجتماع
سيبحث المسائل العالقة مثل «ترسيم الحدود، والبترول، ومصير
قسمة الثروة فيما يخص البترول حال اختار الجنوب الانفصال،
ومسألة الديون الخارجية وتقسيم مقدرات الحكومة الموجودة، وتوقع
ابوشامة من خلال مداولات الملتقي ان يصر الوفد الحكومي علي
قضية الالتزام بمقررات نيفاشا بأن يعزز الطرفان الوحدة وان لايدعو
طرف للانفصال، مشيرا الي ان الحركة الشعبية لن تعترض علي هذا
الطرح ولن تتحدث عن الانفصال بالصوت العالي، ولكنها ستصر علي
ان القرار هو ارادة المواطن الجنوبي وانه ليست لها يد فيه».

ويبدو من واقع الحراك الدولي والاقليمي حول قضية حق تقرير المصير
المرتقب ان الاتحاد الافريقي يرمي الي تثبيت ميثاق منظمة الوحدة
الافريقية الداعية للحفاظ علي حدود الدول الافريقية كما ورثت من
الاستعمار، وتجنيب القارة الافريقية توترات جديدة في المنطقة حال
اختار الجنوب الانفصال وانتقال تلك العدوة الي دول الجوار السوداني،
لذا يبدو بحسب مراقبين من خلال مؤتمر اديس ابابا الاثنين المقبل انه
سيسعي الي تحقيق تلك الاهداف بمحاورة الشريكين حول امكانية جعل
الوحدة جاذبة أو تحقيق ضمانات ان لا يمتد تأثير الانفصال الي دول
الجوار. وكانت دول الايقاد قد عقدت قمة بين الشريكين في مارس
الماضي بحثت من خلالها سير تنفيذ اتفاقية السلام وترتيبات حق
تقرير المصير، وذلك بمشاركة وفدين علي مستوي عالٍ من الشريكين
حيث قاد وفد الحكومة نائب الرئيس الاستاذ علي عثمان محمد طه،
فيما قاد وفد الحركة الشعبية وحكومة الجنوب الفريق سلفاكير ميارديت
نائب رئيس الجمهورية. ولكن الدكتور صلاح الدومة استاذ العلوم
السياسية بجامعة ام درمان الاسلامية قال لـ«الصحافة» ان الداعين
للاجتماع «الاتحاد الافريقي والامم المتحدة» يريدون ان يسجلوا
موقفا في القضية، مشيراً الي ان قرار الوحدة او الانفصال يتخذه
تنفيذيون في «الولايات المتحدة والحركة الشعبية والمؤتمر الوطني»
، مشيرا الي ان المحصلة النهائية لقرارهم هي التي تحدد الوحدة او
الانفصال، واضاف الدومة «ان اللقاءات الثنائية الهدف منها قراءة
آخر التطورات النهائية للقرار المتخذ، بمعني هل هناك مستجدات لتعديل
وجهة نظر القرار أم لايوجد جديد، وقال هؤلاء ان المتحاورين يعكسون
فقط وجهات نظر محددة اذا هناك جديد يدعو التنفيذيين لتغيير قرارهم
ام لايوجد» واشار الدومة الي أن الوحدة هي من ثوابت الاتحاد
الافريقي، لكن في الآونة الاخيرة لن يوجد التزام بالثوابت بل بالمصالح، مشير الي ان هذه الثوابت اصبحت قابلة للتفاوض لأن قادة الاتحاد
الافريقي معرضون لضغوط امريكية».

ويأتي اجتماع اديس ابابا الاثنين المقبل وسط تباين كبير في موقف الدول
من الوحدة والانفصال، حيث اشار وزير الخارجية علي كرتي أول أمس
الي ان امريكا في حيرة من أمرها بسبب موقفها من الوحدة والانفصال
بسبب جماعات الضغط التي تؤيد وتشجع الانفصال مما يؤثر علي
سياساتها الخارجية، واكد كرتي ان عددا من الدول الأفريقية كانت تدعم
خط الانفصال، ولكنها تراجعت عن مواقفها خوفاً علي مصير صراعاتها
الداخلية، ولكن مازال بعضها يدعم الانفصال ويشجعه لأطماعه الخاصة،
متهماً يوغندا بأنها ليست بعيدة من هذا الباب، وأشار الي ضعف الدور
المصري في قضايا البلاد، وضعف معلوماتها عن تفاصيل الحياة
السياسية في السودان وتعقيداتها، لافتاً الي ان السودان ليس الدولة
التي تلتفت اليها مصر فجأة لحل قضاياها لان السودان يمثل عمقاً
استراتيجياً مهماً لها. ويأتي اجتماع اديس ابابا المرتقب بعد سلسلة
من الاجتماعات الثنائية المشتركة بين المؤتمر الوطني والحركة
الشعبية في عدد من الدول ولذات الاجندة، فقبل لقاء الايقاد بشريكي
نيفاشا في نيروبي مارس الماضي قبيل الانتخابات، سبق لمصر أن
استضافت ورشة في فبراير الماضي بين الشريكين لبحث مسألة تقرير
المصير ومستقبل السودان قاد وفد المؤتمر الوطني لها الدكتور نافع
علي نافع نائب رئيس المؤتمر الوطني، فيما كان وفد الحركة الشعبية
برئاسة امينها العام باقان أموم، وذلك بهدف تقريب وجهات النظر
بين الشريكين حول مسألة تحقيق وحدة السودان، وهو المؤتمر الذي
جددت من خلاله الحركة الشعبية مسألة علاقة الدين بالدولة كشرط
لجعل خيار الوحدة جاذبا، واستمر المؤتمر الذي رعته مصر تحت اشراف
مدير المخابرات عمر سليمان، ثلاثة أيام كمساهمة من مصرفي
الاضطلاع بدورها للمصير المشترك بين الدولتين «مصر والسودان»
وبما يسهم في مواجهة التحديات التي يمر بها السودان حاليا وعلى
رأسها تعزيز وحدته واستقرار الأوضاع في دارفور، وتوفير الأمن
والاستقرار.

ولم تمض اشهر قليلة علي لقاء الشريكين في القاهرة لبحث القضايا
الخلافية والمستقبلية للسودان خاصة حق تقرير المصير لجنوب
السودان، حتى التأم اجتماع وفدين يمثلان كذلك الحركة الشعبية
والمؤتمر الوطني بالعاصمة الأمريكية واشنطن التي استضافت ملتقي
لبحث القضايا الخلافية بينهما في يونيو 2009م، ووصف مراقبون
وقتها الملتقي بانه يمثل بادرة أمريكيه لتدشين مرحلة جديدة في مسيرة
العلاقات السودانية الأمريكية التى اصابها الجمود زمناً طويلاً، حيث
ذهب دكتور مصطفى عثمان اسماعيل مستشار رئيس الجمهورية في
تصريحات صحفية بالقاهرة الى «ان الملتقي الذي يعد الاول مع
الادارة الامريكية الجديدة والحكومة السودانية سيشكل منبراً للحوار
بين الجانبين لمناقشة كافة القضايا، واضاف ان الحكومة تعول على
الملتقي في ترجمة التفاهم الذي بدأ خلال زيارة المبعوث الامريكي
غرايشن ورئيس لجنة العلاقات الخارجية جون كيري للخرطوم الى
خطة عمل، وقال ان الخرطوم تري تغيراً امريكياً تجاهها بحذر، وان
هذا التغير لم يترجم بعد الى خطة عمل وافعال».

عاطف عولي
26-08-2010, 12:56 PM
بين الجاذب و الطارد


بقلم: فيصل محمد عبد الرحمن



صحيفة السوداني

الأربعاء, 16 يونيو 2010

اتفاقية نيفاشا لها محاسن، أولها وقف نزيف الدم والحرب الأهلية التي
أشعل نارها المُبشّرون الأجانب في أغسطس 1955م، التي أطفأها
وفاق أديس أبابا الذي دفع البعض إلى الإستقالة من مناصب دولية
(ومنهم شخصي الضعيف) للعودة للوطن والمشاركة، حيث إنّ مشكلة
الجنوب كانت ولا تزال العائق الإستراتيجي الرئيسي نحو تقدم السودان
واستقراره، ثم ابتلى الوطن بالنكوص عن وفاق أديس أبابا بالبدع
المشؤومة التي أتت بها قوانين سبتمبر وارتد الوطن على عقبيه
بالفتنة إلى مربع الصفر من الاقتتال.
والمكسب الثاني في الأهمية لنيفاشا هو قبول الفيدريشن الذي طالب
به الساسة الجنوبيون منذ ما قبل 1 يناير 1956م وتطبيقه تطبيقاً
تاماً في الجنوب.
غير أن هناك مثلبين أو خطأين لنيفاشا أولهما فرية تقرير المصير،
كما لو كان الشمال مستعمراً للجنوب. ولقد اتضح لكل سودانى مهتم
بالمسائل العامة خطل هذا الأمر. ولست بصدد إلصاق تهمة المسؤولية
بأحد. ولقد سمعت مؤخراً أن الدكتور (ع. أ) هو من أدخل هذا الفكر
(أي التعبير الثنائي) في قاموس السياسة السودانية الحالية.
(والله أعلم والعُهدة على الرواة، إذ أن هناك أكثر من رواية) على أية
حال نسأل الله تعالى المغفرة لمن إرتكب هذا المنكر والتوبة لوجهه
الكريم.
فى ماضٍ ليس بالبعيد كان الطريق للثراء وتسلق السلم الاجتماعي
هو دخول السوق، لم يَعد أحد يتمسك بالمثل (لو فاتك الميري إتمرغ
بترابه) اللهم إلاّ عن طريق وزارة "مظبطة" كالمالية أو ولاية لا سلطة
عليها من المركز. كانت التجارة بالمواشي، ولكن الحيوانات قد تنفق
وطريق الأربعين حتى سوق أمبابة بمصر طويل ومضنٍ، وكانت
المشاريع الزراعية غير أن المحاصيل قد تصيبها الآفات والجفاف
وتقلب الأسعار. وكان البعض يفضّل الإستثمار في العقارات، غير
أنه يعتمد على التخطيط العمراني الحكومي الذي قد يطول إنتظاره
سنوات وسنوات وفوق ذلك هناك الضرائب والجمارك عند التصدير
والإستيراد.
وببزوغ نجم الصاغ صلاح سالم كوزير لعبدالناصر مسؤول عن شؤون
السودان ظهرت وسيلة حديثة للثراء العاجل وهي الإتجار بالسياسة
"وعمل الفلوس" وهي كلمة عربية فصيحة جمع "فلس" ولا تعتري
هذه التجارة مخاطر أو ضرائب أو مصروفات، وبين غمضة عين
وإنتباهتها يمكن لكل من هَبّ ودَبّ أن يصبح ثرياً.

ومنذ يوم 30 يونيو 1989م أُتيحت فرصة ذهبية لمن يبتهلها في
الإتجار الديني السياسي ليصبح مليونيراً. هذه التجارة الدينية محمية
بالتهليل والتكبير وقانون الطوارئ الأمني ومحاكم العدالة الناجزة
وبيوت الأشباح، والإتهام والإدانة بالكفر والردة والشنق حتى الموت.
قيل إن (ع. أ) وكان آنذاك مسؤولاً عن ملف الجنوب كان يحمل في
غدوه ورواحه حقائب ملأى بالآلاف المؤلّفة من الدولارات (عِدّة الشغل)
وأنّه عندما استجوب وطلب منه كشف حسابات عنها (وهي ملك محمد
أحمد دافع الضرائب المسكين) توعد قائلاً: (خلوها مستورة) فأفحم
مستجوبيه.
ان يثار مبدأ تقرير المصير في إتفاقية عن السودان وقّعها السفير السير
ستيفنسون عن بريطانيا واللواء محمد نجيب عن مصر في يوم 23
فبراير 1953م حول الاستقلال أو وحدة وادى النيل أمر مفهوم ومنطقي.
أما أن يقحم تقرير المصير في خلاف سوداني - سوداني بعد أن قَرّر
السودان مصيره واختار الاستقلال ورفع عَلَمه يوم 1 يناير 1956م،
فهذه هي الجهالة الجهلاء والضلالة العمياء.
اللهم قنا من حكم الجهلاء والإنتهازيين فى هذه
الدنيا قبل أن تقنا عذاب النار في الآخرة.

والمنكر الثاني هو ما يسمى بالوحدة الجاذبة.
جاء في إتفاقية نيفاشا ولدى النص الإنجليزي. سأذكر العنوان بالإنجليزية
ثم أعرب النص، إذ ليس تحت يدي النص العربى:
Protocol on power sharing part b
(the interim process)
بروتوكول اقتسام السلطة الجزء (ب) العملية الانتقالية
المادة 2/4/2:
"على الطرفين أن يعملا مع المفوضية أثناء الفترة الإنتقالية بهدف
تحسين المؤسسات والترتيبات التى نجمت عن الإتفاقية
وحدة السودان جاذبة لشعب جنوب السودان".
وهنا مربط الفرس ما يمليه المنطق أن الجذب يكون لشئٍ جديدٍ أو
مُستحدثٍ فوحدة السودان كانت قائمة على الأرض موضوعياً منذ
قديم الزمان. على الأقل منذ التركية مروراً بالمهدية والحكم الثنائي
والاستقلال وإلى يومنا هذا. غير أنّه من الممكن إتباع سياسات
منفرة منها أو طاردة لها.
وإذا كان الأمر كذلك على الذين يريدون لهذه الوحدة أن تبقى وتدوم
أن ينسخوا السياسات المنفرة منها والطاردة لها. هذا العبء يقع على
عاتق كل مسؤول سوداني جنوبياً كان أم شمالياً يريد أن يضع نصب
عينيه المصلحة العليا لهذا الوطن. المادة 2/4/2 على علاتها ملزمة،
وعلينا أن نركز على الشق الإيجابي منها.
واعتقد كغيري من الذين يحبون هذا البلد أن الستة أشهر القادمة كافية
للسير قدماً في هذا الاتجاه.



أعلم يقيناً أن بعض الشماليين يدعون للإنفصال امّا عن جهل بمخاطره
أو عن يأس. يزعمون "بعد ستة أشهر سينفصل الجنوب" كما لو كان
الانفصال تحصيل حاصل لا مندوحة منه.
وهناك بالمثل بعض الجنوبيين ينادون من باب المزايدات والتمنيات التعجيزية.
وكلا الطرفين على خَطأ شنيع في حق السودان. ولقد بيّنا بجلاء في
عِدة مقالات مخاطر الانفصال للجنوب والشمال على حَد سواء من
تمزيق وتقزيم لهذا الوطن ووقوعه فريسة سهلة وثمينة في أيدي
الأجانب والطامعين. وأن الانفصال مغامرة غير محسوبة العواقب
وقفزة في الظلام.

عاطف عولي
26-08-2010, 12:57 PM
دعوة لحوار: نداء الكونفدرالية في سودان ما بعد 2011م

بقلم: جون أكوك - مدير جامعة شمال بحر الغزال - (سيتيزن)
ترجمة واعداد: أحمد حسن محمد صالح
الراي العام
الجمعة 18 يونيو 2010م



«لا نعرف ماذا سيحدث في يناير 2011م» سمعت هذا الحديث كثيراً
من عدد كبير من السودانيين الجنوبيين الذين يتبؤون مناصب بارزة
في الحكومة. هذا التعليق أصبح بسرعة اجابة تنطوي على اذعان
من جانب البيروقراطيين الحكوميين عندما يواجهون قضايا يتطلب
حلها قدراً من الدراسة طويلة الأمد تتجاوز سودان ما بعد 2011م
موعد الاستفتاء بين الجنوبيين للاختيار بين البقاء في سودان موحد
أو في دولة مستقلة.
---
كثيرون منا مذنبون بهذه الازدواجية وهذا بمثابة دفن الرؤوس في
الرمال وهذا يعني ان لا أحد منا يريد قول الحقيقة او مواجهة واقع
لا يمكن الهروب منه مهما تكن هذه الحقيقة قاسية ومرة فانها تقول
بلا لبس ان الجنوبيين سوف يصوتون في الاستفتاء للاستقلال
باغلبية ساحقة هذا واضح من استطلاعات الرأي الكثيرة.
اضافة لذلك هناك أسباب كثيرة يمكن ان تستند إليها هذه النتيجة
المتوقعة ولكن بداية لا بد لي أن اعترف ان اتفاقية السلام الشامل
كان انجازاً سودانياً عظيماً اوقف نزف الدماء بسبب أطول حرب
أهلية في افريقيا وحققت استقراراً نسبياً في البلاد واعادت بعض
حقوق الاطراف المظلومة في جنوب السودان والنيل الازرق وجبال
النوبة.
وحولت السلطة في انحاء البلاد وسمحت للسودانيين من مختلف
الخلفيات الثقافية والدينية للعمل جنباً الى جنب متساويين طوال
خمسة اعوام واذنت لاجراء أول انتخابات متعددة الأحزاب منذ
(24) عاماً.
ولكن رغم ان اتفاقية السلام الشامل وعدت السودانيين بتنفيذ طال
انتظاره للنظام السياسي وجعل الوحدة جاذبة لكل السودانيين
وتحويل السودان ديمقراطياً إلا أنها لم تحقق هذه الاهداف.
وفيما يتعلق بالتحول الديمقراطي فان الانتخابات متعددة الاحزاب
لا يمكن وصفها بأنها حرة ونزيهة تماماً إذ أن الحزبين الحاكمين
الأكثر قدرة - المؤتمر الوطني والحركة الشعبية - حازا على نصيب
الاسد، وعدد من قوانين الأمن القومي لم يتم إلغاؤها وظلت تشكل
تهديداً للحريات الاساسية وحرية الصحافة.
أما فيما يتعلق بجعل الوحدة جاذبة فان خمسة اعوام فترة قصيرة جداً
لبناء الثقة بين الطرفين اللذين قاتلا لفترة تتجاوز نصف قرن والعادات
القديمة لا تموت بسهولة. ومن المتوقع ان يكون هناك داخل المؤسسة
السياسية عدد لا يستهان به من المفسدين الذين يحاولون باستمرار
تقويض التقدم الذي احرزته اتفاقية السلام الشامل في كل مجالات
حياتنا السياسية.
وهناك الفجوات الاقتصادية - الثقافية القائمة بين الشمال والجنوب
الناتجة عن نصف قرن من التهميش السياسي والثقافي وعدم المساواة
لا يمكن اغلاقها بين ليلة وضحاها.
والأهم من كل هذا فان الغالبية العظمى من الجنوبيين «شاملاً الوحدويين
المتفائلين» لن يفوتوا فرصة ممارسة حقهم لتقرير المصير بين الوحدة
الطوعية والاستقلال الكامل وهذا حق يضمنه ويؤيده المجتمع الدولي.
وفي هذا المناخ من عدم الثقة والمستقبل غير المؤكد المشحون بالاحقاد
الكثيرة فان افضل الخيارين هو الاستقلال لأن هذا هو الخيار الوحيد الذي
يمكن عكسه (التراجع عنه) في أي وقت يشعر السودانيون فيه انهم
مستعدون لاعادة الوحدة بشروط طوعية جديدة. ومن جهة أخرى فان
خيار الوحدة ومحاولة التملص منها لاحقاً يمكن فقط بالعنف واستخدام
القوة.

أصوات في كلا الشمال والجنوب تدعو لحسن الجوار في سودان ما بعد
2011م ومع ذلك لم يتضح كيف سيكون شكل حسن الجوار هذا، او
ماهية المؤسسات التي يلزم انشاؤها لحراسة هذا التعايش السلمي عبر
حدود الدولتين.
جمهورية مصر تدعو لمد الفترة الانتقالية لعشرة أعوام، بينما تدعو كل
من اريتريا وجنوب افريقيا لتأجيل الاستفتاء لموعد لاحق.
منظمة غير حكومية بعضوية فنانين وأكاديميين ومنظمات مجتمع مدني
انطلقت من جامعة الاحفاد للدفاع عن الوحدة في الاستفتاء من المقرر
اجراؤه في يناير، والحزبان المهيمنان - المؤتمر الوطني والحركة
الشعبية - تعاهدا على التعاون لجعل الوحدة جاذبة.
كل هذه المبادرات مقاصدها حسنة ومع ذلك ليس من المرجح ان تجدي
كثيراً لتجنب التصويت للاستقلال ولا تطرح رؤية واضحة حول شكل
او صورة حسن الجوار تخدم مصالح كلا شطري البلاد .
افضل ما يمكن قوله لوصف هذا الوضع فيما يتعلق بمستقبل العلاقات
الشمالية الجنوبية ما بعد الاستفتاء هو «فوضوية ومتنافرة» وعدم
وضوح الرؤية حول علاقات الشمال والجنوب ما بعد الاستفتاء لا
يمكن استمراره الى ما لا نهاية.

وبمساهمة متواضعة لصياغة هذه الرؤية فان كاتب هذا المقال يود
ان يدعو كل السودانيين لطرح آرائهم حول جدوى تبنيالكونفيدرالية
لادارة العلاقات الشمالية - الجنوبية عندما يصوت الجنوب لصالح
الاستقلال.
وحسب هذه الرؤية فان كلاً من الجنوب والشمال سوف يتمتعان بحرية
تنظيم سياساتهما الخارجية والأمن والتخطيط الاقتصادي كما يحدث
لكل الدول ذات السيادة . مجلس الولايات والمجالس التشريعية
القومية الحالية سوف تعمل على تمديد أمر عملها ( بتمويل من
الكونفيدرالية ) الى أربع سنوات وتُقدم وظائف مفوضيات قومية
معينة لكي تساند النظام الكونفيدرالي .
وسوف تُنشأ هيئة شمالية حيث يمكن لحكومة الخرطوم مناقشة
قضايا الشمال. ميزات (جدوى) وحدة نقدية ينبغي دراستها بعناية
ومنح اعتبار جاد في هذا النقاش.
ادارة وتقاسم الاصول المشتركة وتنظيم التجارة يجب ادارتها بواسطة
الكونفيدرالية التي سوف تناوب رئاستها كل ستة أشهر بين الشمال
والجنوب.
مواطنو دولتي الشمال والجنوب سوف يسمح لهم بالتنقل بحرية
وممارسة حقوق المواطنة الكاملة (التعليم والعلاج الطبي وحق شراء
وبيع الممتلكات) في دولتي السودان. وعلى كلتا الدولتين ان تحدد
التعرفات (الرسوم) بحيث لا يضار أي جانب فتعم الفائدة القصوى
للجميع من الرسوم المتراكمة.
محاربة الجريمة وادارة الأمن عبر الحدود تنفذ بواسطة الحكومة
الكونفيدرالية بالتعاون مع الدولتين هذا الترتيب الكونفيدرالي سوف
يحسن باستمرار ويُجدد كل (4) سنوات (بالتلازم مع عمر المجالس
التشريعية) ويكون التجديد طوعياً (يمكن لأي طرف ان ينسحب
بنهاية السنوات الاربع اذا شعر ان هناك أسباباً قوية للانسحاب)
وحسب هذه الرؤية فان الدولتين سوف تناضلان باستمرار لتوسيع
دائرة المصلحة المشتركة» لكي تعتبر في المستقبل الأقرب كل
الحدود وكلتا الحكومتين زائفة ولا لزوم لها كما يحدث بين أقطار
الاتحاد الأوروبي.

عاطف عولي
26-08-2010, 12:58 PM
بقلم: تاج السر عثمان






السبت: 05 يونيو 2010




alsirbabo@yahoo.co.uk





عند تناول مسألة جنوب السودان، فإن اللافت للنظر ذلك التباين في



أنماط الإنتاج وسبل كسب العيش والتباين القبلي والسياسي والثقافي



والديني واللغوي. ولا يمكن القول، أن الجنوب يمثل مجموعة متناسقة



موحدة من القبائل، وبالتالي يصعب الحديث عن قومية واحدة في



الجنوب.



شقت قبائل وشعوب الجنوب طريقها المعقد والطويل من حياة بدائية



كانت تقوم علي التقاط الثمار والصيد حتى شهدت تلك القفزة



باكتشاف الزراعة وتربية الحيوانات.


علي أن قبائل الجنوب لم تتطور تطوراً باطنياً طبيعياً إلي مستوي


تكوين الممالك والسلطنات التي توحد مجموعة قبائل ، كما حدث



في سلطنات الفونج والفور ومملكة تقلي ، لقد قطع الاستعمار



التركي التطور الطبيعي والباطني لتلك الشعوب والقبائل .



ومعلوم أنه قبل عام 1821م كان سودان وادي النيل عبارة عن



حلقات متصلة من حضارات وممالك بدءأً من حضارة المجموعات



ومملكة كرمة ومملكتي نبتة ومروي والممالك النوبية المسيحية



(نوباطيا ، المقرة ، علوة) والممالك الإسلامية (الفونج ، الفور ،



تقلي ... الخ).



ومع بداية الاستعمار التركي المصري تم التكوين الحديث للسودان



بعد سقوط سلطنة الفونج وضم كردفان وإقليم التاكا وسواكن ودارفور



وكذلك تم التوغل في جنوب السودان نتيجة لعوامل مختلفة أهمها :-



- تحقيق أهداف محمد علي باشا من فتح السودان



بجلب أكبر عدد من الرقيق إلي مصر.



- نشاط الرحالة الأوربيين لإكتشاف منابع النيل مثل الرحالة



(سبيك ، صمويل بيكر ... الخ) .



- نشاط التجار والمغامرين الأوربيين والمصريين والسودانيين



وغيرهم لتحقيق أكبر قدر من الأرباح من تجارة العاج والرقيق



وريش النعام والتجارة في جنوب السودان واستمر التوغل في



الجنوب حتى برزت المعالم الأساسية لمديرياته الحالية : مديرية



بحر الغزال ، مديرية أعالي النيل ، المديرية الاستوائية ، تلك
التي
صبحت فيما بعد جزءاً من السودان .


بهذا الشكل المأساوي والدموي تكون السودان الحديث بعد غزو



محمد علي باشا للسودان.



لقد قاومت قبائل وشعوب الجنوب بالكفاح المسلح غزو الاستعمار



التركي وتجارة الرقيق ودافعت بشراسة عن كيانها ضد اقتلاعها



من جذورها في حملات تجارة الرقيق.



وعندما قامت الثورة المهدية في أيامها الأولي نهضت قبائل الجنوب



في تحالف مع قبائل الشمال ضد المحتل التركي وكان هذا تعبيراً



بشكل من الأشكال عن الكفاح والنضال المشترك ضد المستعمر ،



وبداية لتفاعل تلك القبائل ولشعورها بأنها جزء من كيان واحد



كبير هو السودان ولم تنحصر مقاومة الحكم التركي في القبائل



التي كان لها تماس مع القبائل العربية والمسلمة ، بل شملت



القبائل النيلية مثل الدينكا والشلك ، وتشير المصادر التاريخية



إلي أن تلك القبائل أسهمت في الثورة المهدية في ساعاتها



وأيامها الأولي .



كما قاومت قبائل الجنوب شأنها شان بقية القبائل الشمالية استبداد



وعسف الخليفة عبد الله التعايشي في سنواته الأخيرة وعلي
سبيل
لمثال مقاومة وتمرد الشلك 1306هـ.



فترة الاستعمار البريطاني (1898 - 1956) م :



في السنوات الأولي للحكم البريطاني ، قاومت قبائل الجنوب الحكم



الجديد ، ورفضت دفع ضريبة الدقنية المذلة للكرامة الإنسانية ،



ولم يتم إخضاع قبائل الجنوب إلا في عام 1932م ، وبعد اندلاع



ثورة 1924م واشتراك أبناء الجنوب في قيادة الثورة ، عمل



الاستعمار علي عزل قبائل الجنوب عن الشمال وشرع في تنفيذ



قانون المناطق المقفولة الذي وُضع عام 1922م لتعميق الفوارق



الثقافية والدينية والأثنية بين الشمال والجنوب تمهيداً لإضعاف



الحركة الوطنية والشعور القومي الموحد ولفصل الجنوب عن



الشمال ، وخاصةً أن الاستعمار البريطاني توجس خيفة من أن



بعض قادة ثورة 1924م كانوا من قبائل الجنوب ، وبالتالي عرقل



الاستعمار التطور السياسي والاقتصادي والثقافي لقبائل وشعوب



الجنوب ، مما كان له الأثر في تمرد 1955م مع أسباب أخرى .



ورغم جهود الاستعمار في تعميق الفوارق بين الشمال والجنوب



مثل : قانون المناطق المقفولة ، السياسة اللغوية في مؤتمر الرجاف



1928م (جعل اللغة الإنجليزية لغة رسمية) ، انفراد المبشرين



بالتعليم في الجنوب حتى بداية الحكم الذاتي ، عدم المساواة بين



الموظفين الشماليين والجنوبيين ، رغم تلك الجهود إلا أن مؤتمر



جوبا عام 1947م ، ورغم تدخل وضغوط الإداريين الإنجليز جاء



ليؤكد رغبة الجنوبيين في الوحدة مع الشمال وقيام مجلس تشريعي



واحد في السودان .



ومع اشتداد عود الحركة الوطنية بعد الحرب العالمية الثانية وفي أواخر



الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي وظهور مؤتمر الخريجين



والأحزاب السياسية ، نال الجنوبيون بعض حقوقهم مثل :-



1. الحقوق والحريات الديمقراطية والمدنية .



2. كسر طوق المناطق المقفولة .



3. المشاركة في الانتخابات البرلمانية .



4. الأجر المتساوي للعمل المتساوي بين الموظفين الشماليين



والجنوبيين .



5. زيادة في التعليم والخدمات الصحية والاجتماعية.



6. قيام بعض مشاريع التنمية مثل مشروع الزاندي الذي



توقف بعد تمرد 1955م .



بعد الاستقلال :-



مع بداية الاستقلال كان وعد الأحزاب الحاكمة للجنوبيين بالفيدرالية



في أول برلمان سوداني ولم يتم وفاء بذلك العهد والوعد وعلي سبيل



المثال جماعة بولين الير (1954م – 1955م) التي وثقت بشكل



مطلق في الحزب الوطني الاتحادي الذي لم ينجز وعودها ومطالبها



التي كانت تتلخص في الأتي :-



- التنمية الاقتصادية ، الأجر المتساوي للعمل المتساوي مناصب



معقولة في السودنة ، إلغاء ضريبة الدقنية ... الخ.



وكان ذلك أسباب تمرد 1955م .


وخلال ديكتاتورية الفريق عبود (1958م – 1964م) ، كانت هناك


مصلحة للجماهير في الشمال والجنوب في إسقاط النظام العسكري



الذي قهر الشمال وبشكل أفظع الجنوب ، وفشلت ديكتاتورية عبود


في فرض الحل العسكري ، وفرض الإسلام واللغة العربية بوسائل


قسرية ، وكانت النتيجة هي تعميق المشكلة واتساع رقعتها بدلاً



من حلها .



واستمرت المقاومة في الشمال والجنوب حتى قامت ثورة أكتوبر



1964م التي كانت مشكلة الجنوب أحد أسبابها الأساسية وبعد



ثورة أكتوبر انعقد مؤتمر المائدة المستديرة ، والذي كان تعبيراً



عن الرغبة في حل سلمي ديمقراطي للمشكلة ورغم فشل المؤتمر ،



إلا أنه كان خطوة هامة لتعرف الأحزاب الشمالية والجنوبية علي



أفكار بعضها البعض من خلال الحوار .



وبعد انقلاب 25 مايو 1969م فشل النظام الشمولي في حل مشكلة



الجنوب رغم اتخاذ التدابير الآتية :



- بيان 9 يونيو 1969م ، الذي أكد علي ضرورة الاعتراف



بالفوارق بين الشمال والجنوب والحل السياسي الديمقراطي



للمشكلة ، إلا أن نقطة الضعف أو كعب أخيل ، كان النظام



الشمولي الديكتاتوري الذي لم يوفر أبسط مقومات الحل السلمي



الديمقراطي وهي الديمقراطية ، أي أن الحل جاء بواسطة انقلاب



عسكري صادر الديمقراطية والحريات الأساسية في الشمال



والجنوب فكيف يقدم هذا النظام حلاً ديمقراطياً سلمياً للمشكلة ؟!



- اتفاقية أديس أبابا في مارس 1972م ، رغم ترحيب أهل



السودان والدوائر الخارجية بوقف نزيف الدم الذي استمر لأكثر



من 17عاماً ، إلا أنها كانت تحمل عناصر فنائها في داخلها



وهي أنها صادرة من نظام ديكتاتوري شمولي غير مؤتمن علي



المواثيق والعهود لإفتقاره للشرعية ولغياب الديمقراطية وسيادة



حكم الفرد .



فكانت النتيجة أن انفجر التمرد مرة أخري في 1983موبشكل



أوسع من التمرد السابق الذي انفجر وبدأ في أغسطس 1955م .



وبعد انتفاضة مارس – أبريل 1985م ، كانت هناك مقترحات الحلول



المختلفة التي صدرت من الأحزاب والهيئات والأفراد مثل مبادرة



(الميرغني - قرنق)، التي تم فيها الاتفاق علي تجميد الحدود، وعقد



المؤتمر الدستوري في سبتمبر 1989م، وكادت أن تؤدي لحل



المشكلة لو لا أن قطعها انقلاب 30 يونيو 1989م فزاد الجرح عمقاً


والخرق اتساعاً في حرب لا تبقي ولا تذر لواحة البشر ، لم يشهد


لها تاريخنا السابق من ناحية الخسائر ونزيف الدم والتكاليف



الباهظة لتلك الحرب علي حساب المواطنين وخدمات التعليم



والصحة وتوقف التنمية .



كما أن مقترحات الحلول التي قدمها نظام الإنقاذ مثل (الحكم الفيدرالي)



ومبادرة السلام السودانية ، والتي ولدت ميتة لأنها افتقرت لأبسط



مقومات الحل وهو الديمقراطية والحقوق والحريات الأساسية في



الشمال والجنوب ، وأخيراً تم توقيع اتفاقية السلام فينيفاشا: -



في يناير 2005م، والتي اكدت علي حق تقرير المصير، والتحو
ل
الديمقراطي والتنمية وتحسين الاوضاع المعيشية، حتي يتم دعم


خيار السلام والوحدة الطوعية.



اتفاقية نيفاشا وضمانات الوحدة والسلام :-



أكدت التجارب ضرورة الحل الشامل لكل قضايا ومناطق السودان،



وربط الحل الشامل بالتحول الديمقراطي وتوفير الحريات والحقوق



الأساسية: حرية التعبير والتنظيم والنشر وإلغاء القوانين المقيدة



للحريات والاعتقال التحفظي.



كما أكدت التجارب ضرورة التنمية المتوازنة بين كل أقاليم السودان،



وإعطاء الاعتبار للمناطق الأكثر تخلفاً.



كما أن السلام يعني توفير احتياجات المواطن الأساسية في التعليم ،



الصحة فرص العمل ، الأمن والطمأنينة ، وترقية مستوي المعيشة ،



وإعادة تأهيل مرافق الخدمات ومشاريع التنمية : مثل السكك الحديدية ،



مشروع الجزيرة ، والمشاريع الزراعية الأخرى ، وتوفير فرص العمل



بغض النظر عن اللون أو العرق أو المعتقد الديني أو السياسي ،



واحترام حقوق الإنسان وحرياته الأساسية ودولة المواطنة والواقع



أننا عندما نتحدث عن المناطق المهمشة لا نغفل حقيقة التخلف العام



في البلاد ، وبعد 47 عاماً من الاستقلال كان حصاد التنمية



الرأسمالية التي قادتها الفئات العسكرية والمدنية كالأتي :-



- انهيار البنيات الأساسية والمشاريع التي خلفها الاستعمار مثل



مشروع الجزيرة والسكك الحديدية والنقل النهري والخطوط الجوية



السودانية والخدمة المدنية التي كانت تتميز بدرجة عالية من الكفاءة



والانضباط.الخ..



- عجز غذائي ومجاعات ونزوح لا مثيل له منذ فترة المهدية من



الأرياف للمدن بسبب الحروب وانهيار خدمات التعليم والصحة



والضرائب الباهظة علي المزارعين والرعاة وخاصةً في فترة الإنقاذ.



- توسيع وتعميق حرب الجنوب وخاصةً بعد انقلاب 30 يونيو/



1989م حتى أصبحت الحرب تشمل دارفور ومناطق الشرق وجنوب



النيل الأزرق وجبال النوبة ، مما أدي للتدخل الأجنبي وفقدان البلاد



لسيادتها الوطنية .



- انهيار خدمات التعليم والصحة والإنتاج الصناعي والزراعي.



- عدم الثقة بالنفس وتزايد الاعتماد علي الغير والهبات والمعونات.



- تركز الثروة في يد فئة قليلة ، وإرهاق كاهل المواطنين بالضرائب



الباهظة دون تقديم خدمات مقابل لها ، وثم إفقار المواطنين بعد سياسة


الخصخصة التي اتبعها نظام الإنقاذ منذ سنواته الأولي ، حتى أصبحت


نسبة الفقر 94% وحتى بعد أن تم استخراج البترول والذهب كان من



الممكن أن ينعكس علي حياة المواطنين اليومية وعلي تطور الإنتاج



الزراعي والصناعي ، ولكن ذلك لم يتم .



وفي الجنوب وبعد توقيع اتفاقية السلام كان من المفترض خلال الخمس



سنوات الماضية ، مواجه تحدي توحيد الوطن علي أسس طوعية



وديمقراطية ، والذي يتطلب توفير العدالة والمساواة والتنمية المتوازنة



والاعتراف الفعلي بالتعدد الديني والعرقي والثقافي والديمقراطية



الحقيقية ، ومواجهة تعمير الجنوب وإصلاح ما دمرته الحرب ، و قيام



البنيات التحتية مثل : الطرق ، السكك الحديدية ، البواخر النهرية ،



خدمات المياه والكهرباء ، خدمات التعليم والصحة ، وخدمات البنوك



والتسويق .



إضافةً للإمكانيات الواسعة للتنمية في الجنوب بتطوير الزراعة والثروة



الحيوانية وثروة الغابات (الأخشاب) ، والتصنيع الزراعي وتوفير



العناية البيطرية للماشية ، وتطوير السياحة فالجنوب به ثروات



زراعية وحيوانية وغابية إضافةً للبترول تجعله في حالة السلام



والاستقرار السياسي في حالة تنمية وازدهار.



ولكن للاسف لم يتم ذلك ، ويتحمل المسئولية في ذلك المؤتمر الوطني


في الشمال والحركة الشعبية في الجنوب، مما يهدد بخطر الانفصال،


وهذا يتطلب قيام اوسع تحالف بين القوي الوطنية والديمقراطية في



الشمال والجنوب من اجل دعم خيار الوحدة وتوفير مقوماتها التي



تتمثل في: التحول الديمقراطي والتنمية وتحسين الاوضاع المعيشية



وقيام دولة المواطنة: الدولة المدنية الديمقراطية التي تسعالجميع



غض النظر عن العرق والدين واللغة والثقافة.

عاطف عولي
26-08-2010, 12:59 PM
عوامل ربما تسهم في الحفاظ على وحدة "القطر القارة"


الكاتب/ بقلم / عمر الجزولي
صحيفة الأخبار
Friday, 11 June 2010




السودان بطبيعته بلد مضياف، وقابل أن تنصهر فيه جميعالإثنيات

والشعوبيات والقبائل بمختلف ميولها واتجاهاتها وأديانها،فمنذ

القدم ظلت أبوابه مشرعة، وأياديه ممدودة بكل ود وسلاموترحاب
لتحيي وتصافح القادمين من شتى البلاد الأخرى عربية كانت أو
أفريقية، بل و من جهات آسيوية وأوروبية.
جاء بعضهم لأغراض مختلفة.. تجارية كانت أو صناعية.. أو حتى
من الذين اتخذوه بادئ الأمر معبرا لهم لقصد الحج أو العمرة أو
أغراض دعوية (الشناقيط) إلى غير ذلك، فاستقر منهم من استقر
على جانبي ضفاف نيله الحانية وأرضه البكر الخصبة، مستأنسين
بطيب المعاملة وعشرة أهل السودان التي افتقدوها حتى في ربوع
ديارهم التي قدموا منها، بل فيهم من اتخذه وطنا بديلا حيث استقدموا
عوائلهم وربطوا مستقبلهم ومصيرهم به.
ودعونا نذكر أمثلة في ذلك، فمثال الذين أتوا منذ القدم لأجل التجارة
والبحث عن أبوابها في شتى أصقاع السودان نذكر الإخوةاليمنيين..
وأيضا نذكر اليونانيين وغيرهم مع اختلاف اهتمامات كل فئة بنوعية
الممارسة التجارية التي مارسوها فنجد أن اليمنيين ركزوا على التجارة
البسيطة واهتمامهم بالبقالات والكناتين الصغيرة وتجارة القطاعي
بصفة عامة، في حين أن اليونانيين ركزوا على تأسيس الشركات وفتح
المؤسسات و دور السينما وصناعتها والأندية واستثمارات شتى في
ضروب مختلفة، بينما نجد كذلك الأتراك الذين استوطنوا منذ العهد
التركي المصري، بينما النقادة الذين هم من الأقباط سيطروا على سوق
الأقمشة والملبوسات عموما، كذلك بعض الأخوة الشوام، وبعض أهل
الصعيد وكثير من هذه الجنسيات المختلفة والمتنوعة السحنات
واللهجات.
بينما استقر في بلدي المضياف أيضا من إخوتنا الأفارقةممن كانوا
يتخذون السودان ممرا ومعبرا نحو الأراضي المقدسة ثم اتخذوه متكئا
وملجئا ومستقرا ومتاعا إلى حين، أي (إلى حين ظهور البترول في
بلادهم) مما سيرد ذكره في مقبل حديثنا، وكثير منهم قدموا من دولتي
النيجر ونيجريا خاصة من شمال الأخيرة، لأداء شعيرة الحج أو بقصد
العمل ( بلا عقودات أو تسلط من كفلاء)، وبينما هم في رحلتي ذهابهم
وإيابهم، طاب لهم العيش في بلادي وشكلوا جاليات منهم من عملوا
بالزراعة خصوصا بعض المشاريع الناجحة التي كانت تعج بها البلا
د في تلك الحقبة كمشروع الجزيرة خاصة انتظارهم لموسم لقيط
القطن، وكذلك مشروعي خشم القربة والسوكي إلى غير ذلك، وهذا
بالضبط ما جعل من أهل السودان يمثلون تشكيلات متداخلة ومتنوعة
لكنها متمازجة ومتسامحة إلى أبعد الحدود. عليه نجد أنحاملي
الهوية السودانية مختلفي المشارب والجذور، تجد منهم من هو
أصوله يمنية، أو مغاربية .. أو موريتانية، وهناك عوائل سودانية
أصولها تركية أو يونانية , أو نيجيرية أو تشادية أو من شتى دول
الجوار الأفريقي.
و الحقيقة أن ما يمتاز به إنسان هذا الوطن من صفات الطيبة والشهامة
والنخوة والكرم والإيثار.. صفات قلّ أن تجتمع في مجتمع آخر غير
السودان، يكفينا في ذلك شهادة الزوار والضيوف، سواء على المستوى
الرسمي أو الشعبي من عرب وأعاجم وغيرهم، خصوصا من الذين
أُتيحت لهم الفرصة لتلبية دعوة أو زيارة خارج إطار العاصمة، أو
حتى داخل أحيائها الشعبية.
السودان يمول أرض الحجاز واليمن
قبل أن يسيطر الذهب الأسود (النفط) Oil ويغيّر الخارطة الاقتصادية
لكثير من البلدان خاصة في دول العالم الثالث، كان السودان كما أسلفنا
يعتبر قبلة ومقصدا لكثير من دول الجوار عربية كانت أو أفريقية، كما
كانت تجارة "الإبل" والمواشي مزدهرة بصفة عامة وتنتقل منه لتغذي
معظم دول الشمال الأفريقي وجزيرة العرب، فعن طريق درب الأربعين
البري الشهير، انطلقت القوافل التجارية عبر مصر للأردن وبلاد الشام،
حيث كانت وما زالت ضاحية منطقة أمبابة بأطراف مدينة القاهرة سوقا
رائجا للإبل السودانية والمواشي، ومنها إلى العقبة في الأردن.
كما انتقلت عبر الصحراء ومنطقة الكفرة إلى إقليم برقة(ليبيا) ومنه
إلى المغرب العربي.
أما المنفذ البحري الهام والذي كان تقريبا يمثل ملجئا ومتنفسا لبلد جله
صحراء جرداء و(وادٍ غير ذي زرع) أي أرض الحجاز كما وصفها
القرآن، ألا وهو ميناء سواكن، أخبرني محدثي وهو سعودي (التابعية)
من مدينة جدة، والذي عاصر تلك الحقبة (حقبة ما قبل ظهور البترول)،
إنهم كانوا ينتظرون الباخرة القادمة من ميناء سواكن ويترقبون قدومها
بلهف وشوق، لأنهم كانوا حقيقة في أمس الحاجة لكل ما تحمله تلكم
الباخرة من مواشي ومأكولات بصفة عامة، وحتى الملبوسات وكافة
أنواع البضائع المستجلبة من السودان، وذلك عندما ترسو على ميناء
جدة البحري، لدرجة أن أهل جدة وتجارها الذين كانوا يستقبلونها،
يطلقون عليها- والكلام لمحدثي- (باخرة الخير)...
ويحفظ التاريخ وأهل الحجاز خاصة للسودان أنه كان سنويا تأتي كسوة
الكعبة المشرفة منه عبر ميناء سواكن حيث كان يقوم متبرعا بإرسالها
السلطان علي دينار في عهد الدولة الدارفورية (آخر سلاطين دولة
الفونج- مولده عام 1856 على أرجح الأقوال)، كان علي دينار أنشأ
بمدينة الفاشر مصنعا خاصا بكسوة الكعبة، حيث كان يقدم هذه الخدمة
للكعبة المشرفة لأكثر من عشرين عاما متتالية، كما حفر "أبيار علي"
_ أي أبيار علي دينار، في منطقة ذي الحليفة التي يحرم منها حجاج
المدينة المنوّرة وما حولها، كما كانت تأتي مع الكسوة الكثير من
الهدايا والخيرات التي كانت توزع للحجاج في الموسم.
الشاهد في الأمر أن بلادا بمثل هذا التناغم والتجانس.. و الصفات، ضمت
في رحابها أمواجا واجناسا من شتى ضروب البشر، أيمكن أن تعجز عن
مجرد الحفاظ على وحدتها التاريخية بين شمالها وجنوبها أو شرقيها
وغربيها وهي التي قبلت في أحضانها كل أشكال هذه التناقضات من
السحنات والملل والنحل السالفة الذكر؟!!.
بجانب ذلك اعتقد أن هناك عوامل أخرى يجب مراعاتها إن أردنا (الحفاظ)
على الوحدة لا أقول "جعلها جاذبة" وفقا لرأي البعض، ولأن الوحدة
أصلا وحتى الآن موجودة، لا نبحث عنها، كما أن غير الجاذب هو حتما
الانفصال ، وبالرغم من ضيق الوقت- نعرض هذه الآراء والتي قد تسهم
في صيانة الوحدة ومنها:
1- الاهتمام بربط الجنوب والشمال بطرق برية خاصة المدن الكبرى
وتحسين شبكة المواصلات البرية منها والنيلية، كذلك زيادة حركة
التواصل عبر الخطوط الجوية وذلك باتجاهين، أولا تفعيلوزيادة عدد
الرحلات، وثانيا تخفيض سعر تذاكر السفر خاصة بينالخرطوم وجوبا
حتى تكون متاحة لأكبر شريحة ممكنة من أفراد المجتمع في شقي الوطن.
2- تشجيع التواصل الفني بدعم من الدولة للفنون بمعناها الشامل
من فرق شعبية وفلكلورية ودعمها وتسهيل حركتها وتنقلها من وإلى
جنوب البلاد الحبيب، ذلك لأن الفنون هي أكبر رابط اجتماعي بين
الشعوب.
3- تنظيم مهرجانات شبابية وثقافية لفرق مسرحية جنوبية شمالية
وذلك حتى يتم تبادل وتلاقح الأفكار في إطار وحدوي شامل.
4- توسيع خارطة برامج الإذاعة الوحدوية حتى في إطار البرنامج
العام الذي يركز على المركز دون الأقاليم، وذلك لنشر المواضيع
الاجتماعية من كافة ربوع السودان خاصة مع التركيز على القبائل
النيلية من نمولي إلى حلفا.
5- التركيز إعلاميا على مواقف ومقولات لشخصيات وأعلام بارزة
ومؤثرة وزعماء تاريخيين وحدويين من أمثال الزعيم الأزهري
وبوث ديو والسيد عبد الرحمن و المرغني والزعيم جون قرنق
الذي كان جل همه وحدة السودان الجديد، وكذلك ألير وجوزف لاقو
بل والقائد سلفا وغازي وأكول وتابيتا بطرس.. وغيرهم كثير، كل
هذه شخصيات مؤثرة يمكن الإستعانة بمواقفهم لتصب في اتجاه
يجعل المواطن حريصا على أن يتشبث بوحدة بلده !!.

عاطف عولي
26-08-2010, 01:00 PM
خطوة واحدة من مرمى التسجيل لصالح وحدة السودان



الكاتب/ هاشم كورينا


صحيفة الأخبار


Monday, 07 June 2010


السودان بحدوده الجغرافية التي تم ترسيمها من قبل الاستعمار الإنجليزي


عام 1898م هو موطن العديد من القبائل المختلفة والمنتشرة في أنحاء


متفرقة داخل هذه الحدود الممتدة من وادي حلفا شمالاً إلى نمولي جنوباً


ومن سواحل البحر الأحمر شرقاً إلى الجنينة غرباً في مساحة كلية تقدر


بأكثر من مليون ميل مربع.


وكما هو ملاحظ يبدو التقارب العرقي واضحاً بالنسبة لأصول هذه القبائل


من واقع الحدود المشتركة مع العديد من الدول المجاورة فمن ناحية


الشمال تمتاز القبائل السودانيين في تلك المناطق بأصولها العربية


وكذلك بالنسبة لقبائل الشرق وهذا مرده تلك الحدود التي تفصل بين


السودان ومصر من الجهة الشمالية والجزيرة العربية من الناحية


الشرقية.


كما هو الحال بالنسبة للقبائل ذات الأصول الزنجية أو الأفريقية في


الجنوب الذي يحاور العديد من الدول الأفريقية مثال يوغندا وكينيا


وأفريقيا الوسطى ويتساوى الغرب مع حالة الجنوب السوداني مع


اختلاف وجود الطابع العربي لدى بعض القبائل من الأصول العربية.



وقد اختلف المؤرخون حول هوية الشعب السوداني فهناك من يزعم أنه


عربي الأصل وذهب بعضهم إلى تصنيفه بين عرب مستعربة وعرب


عاربة وآخرون يرون أنه سلالة نوبية تعود أصولها إلى ما قبل


الحضارة الفرعونية وهذا الرأي تدعمه بعض الحقائق التاريخية


المرتبطة بجذور الفراعنة من ملوك وكهنة وممالك كامتداد للحضارة


النوبية.


ولكن ما لا يختلف فيه اثنان هو التمازج العربي الزنجي الذي شكل


ملامح الشخصية السودانية في غالبها الأعم.


وهذا التمازج لا يقف عند حدود جغرافية معينة بل هو مفتوح على كل


الاتجاهات في جميع أرجاء السودان فهناك زيجات جمعت بين الشمال


والجنوب والغرب والشرق جعلت التواصل بين العديد من القبائل


يتجاوز أشكال التعاون والتبادل المنفعي بين بني البشر إلى مستوى


التواصل الذي تفرضه أواصر العلاقات الاجتماعية والترابط الأسري.



كما أن اللغة العربية لم تكن عائقاً أو حاجزاً بين تواصل كافة القبائل


ذات الأصول الزنجية مع القبائل العربية بل أن اللغة العربية هي لغة


التفاهم السائدة بين كل أفراد الشعب السوداني في جميع مناطق


تواجده وهذا لم يحدث نتيجة مخطط مدروس لفرض الثقافة العربية


في أرجاء السودان الواسع بل حدث هذا بصورة تلقائية تعكس مدى


قابلية ساكني السودان لمبدأ التعايش السلمي ويخطئ من يحاول


إثبات عكس ذلك مهما حاول بمخيلته أن يرسم صورة مغايرة لهذه


الحقيقة.



ومن هنا نخلص إلى أن عوامل وحدة الشعب السوداني بمختلف


تكويناته القبلية تصبح الأقرب إلى التحقيق من أي احتمالات قد


تغرق بين مكوناته ونسيجه الاجتماعي وهذا يرجع إلى عدة أسباب


أهمها التواصل التاريخي الذي شكل أساس الحياة التي تعيشها


هذه القبائل لا فاصل يفصلها عن محيطها المختلط على بعضها


البعض هناك جملة حقائق لا يمكن إغفالها أو إنكارها تجعل


إمكانية الفكاك منها ضرباً من المستحيل.


فمثلاً هناك ثلثي مواطني الجنوب يعيشون في مناطق متفرقة في


شمال وأواسط السودان وقد ارتبطت مصالحهم وكافة شؤون حياتهم


بمجتمعات الشمال فصاروا جزء من مكوناته كما أن العديد من


المواطنين في الجنوب لهم مصالح مختلفة بالإضافة إلى كل هذا


هناك عوامل أخرى تتمثل في موقعه الجغرافي فليس هناك مدخل


استراتيجي لنمو وازدهار الجنوب اقتصادياً وعلمياً واجتماعياً


سوى بوابة الشمال هذا إذا أخذنا في الاعتبار سلاسة ونجاعة


التعامل مع الشمال التي خبرها المواطن الجنوبي، ومن خلال


الممارسة كمواطن سوداني مكتمل الحقوق عكس التعامل مع


دول الجوار الذي لم يخبر عنها شيء.



كذلك فقد لعبت الثقافة السودانية دوراً هاماً في هذا الترابط كما


نلاحظ ذلك في تقارب العادات الاجتماعية بين عامة القبائل في


السودان الأمر الذي أكسبها المزيد من التجانس والانصهار في


بوتقة المجموعة.


ورب قائل يقول إذا كانت هذه هي الصورة التي تبدو عليها أحوال


المجتمعات السودانية كمجتمع واحد ومترابط في تداخلها وتمازجها


وانصهارها بحيث يصبح معها انفصال أي جزء عن بقية الأجزاء


أمراً مستحيلاً فمن أين جاءت فكرة الانفصال التي تشغل بال أهل


السودان هذه الأيام مع اقتراب موعد الاستفتاء على حق تقرير


المصير؟


بالقطع هناك سببان أساسيان ساعدا في تنامي هذه الظاهرة خلال


فترتين من أهم الفترات في تاريخ السودان: -


السبب الأول خارجي ساهم في بروزه الاستعمار البريطاني عن طريق


زرع الكراهية والإحساس بالظلم والاضطهاد حتى بعد خروجه من


السودان وقد عمد على زرع هذه الروح في أواسط المثقفين من أبناء


الجنوب الذين كانوا من أهم مستهدفات خطتهم الخبيثة ولكن هذه


الخطة لم تحقق أغراضها وباءت بفشل ذريع طوال عقود من الزمان


ولكن الظروف كانت في صالحهم بعد التحولات السياسية التي أعقبت


الإعلان عن تطبيق الشريعة الإسلامية في السودان عبر ما درج على


تسميتها بقوانين سبتمبر، وكان هذا في بدايات ثمانينات القرن


الماضي إبان عهد الرئيس السابق الراحل جعفر محمد علي نميري


رغم أن الجنوب كان يعيش حالة من الاستقرار والانسجام مع


الشمال تجلت مظاهره في التأييد الذي حظي به النميري وهو من


شمال السودان من أبناء عموم الجنوب ولكن الإعلان عن تطبيق


قوانين سبتمبر قلب الموازين رأساً على عقب عندما بدأت الأمور


تأخذ وجهاً آخر من العداء بين الشمال والجنوب، أفضى إلى عودة


التمرد من جديد وهذه المرة كانت بداية حقبة جديدة من التدخلات


الأجنبية في السودان بهدف فصل الجنوب عن الشمال وبأدوات


جديدة هذه المرة أكثر فاعلية من سابقاتها يستخدم فيها الدين


كعنصر أساسي لتأليب المجتمع الجنوبي المسيحي ضد الشمال


المسلم وقد ساعد في ذلك انقلاب الجبهة القومية الإسلامية عام


1989م التي سرعان ما حولت الصراع الدائر في الجنوب إلى


حرب جهادية باسم الإسلام.


وكانت هذه اللحظة بداية تأزم العلاقة بين الشمال والجنوب في


نسختها الثانية حتى بلغت مرحلة أقرب إلى العداء الشخصي على


الرغم من اتفاق طرفي النزاع الحزب الحاكم والحركة الشعبية تم


بموجبه تقاسم السلطة والثروة مع منح الجنوب حق تقرير المصير


عبر الاستفتاء الذي سيجرى في يناير عام 2011م وهي النقطة


المفصلية التي سعى إلى تحقيقها الغرب الأوروبي بزعامة الولايات


المتحدة الأمريكية هذه المرة ويجري العمل على إنجازها وفق


مخططهم الرامي إلى فصل الجنوب عن الشمال.


ومن هنا يتضح أن هناك عوامل داخلية ساعدت في تنامي فكرة


الانفصال في أوساط الجنوبيين.


ولكن ما هو أوضح أن أس المشكلة تحول من نزاع لحالة استثنائية


محتشدة بالانفعالات النفسية التي لا تتجاوز محيط المطالب العادية


إلى نزاع ديني في مظهره العدائي ممثلاً في رموز أركان النظام


الحاكم في الشمال.


بيد أن هذا النفق المظلم ثمة بصيص ضوء خافت يظهر ثم يخبو في


نهايته، هذا الضوء هو آخر ما تبقى من أمل للخروج من هذا النفق.



فإذا ما جمعنا كل عناصر الوحدة التي ظلت قائمة منذ أمد بعيد وحاولنا


تفكيك عناصر الانفصال وعزلها عن بقية مكوناتها الخارجية فإن


النتيجة التي سنصل إليها ستكون بلغة المختبرات الطبية وتفسيرها


يعني خلو الجسد من الأمراض والفيروسات الخطيرة، ولكن الاكتشاف


الجدير بالاهتمام هو أن الفيروس الحقيقي هو تلك المكونات الخارجية


والعوامل الداخلية المساعدة لذلك فمن أولى خطوات العلاج تبدأ


باستئصال هذا الفيروس المدمر وهي عملية معقدة للغاية وتحتاج إلى


نطاسين مهرة لهم القدرة على إقناع المريض بأهمية إجراء هذه


العملية وهذه الخطوة في حد ذاتها ليست بالسهولة التي يمكن


تصورها فهي تحتاج إلى عقلية ذهنية منفتحة على أحوال العالم


المعاصر واستعداداً لأي نازلات أو تضحيات في سبيل تحقيق هذا


الهدف.


وهناك مجموعة مبادئ لابد من استصحابها والعمل بها.


أولها إثبات حسن النوايا مع الالتزام بعدم المساس بالحقوق الأساسية


والحريات العامة بما فيها حرية التدين والاعتقاد وهذا لا يعني


بالضرورة فصل الدين عن الدولة كسبيل للتعايش السلمي بين الأديان


فهذا مأزق تاريخي وقع فيه العديد من المفكرين والسياسيين الذين


تأثروا بالتجارب الغربية.


فإذا نظرنا إلى تجربة الغرب من هذه الزاوية نلاحظ أنها تأسست على


نظرية المؤامرة لتحقيق أكبر قدر من المكاسب لمنفعته الخاصة


والإبقاء على فارق التفوق في جميع مستوياته وسد الطريق أمام أي


احتمال لأي تقارب تتساوى فيه كفتي القوة بينه والعالم الإسلامي


تحديداً ليظل الصراع قائما إلى أطول فترة ممكنة، حتى يتم الخلاص


نهائياً من الوجود الإسلامي على وجه الأرض وذلك عن طريق ابتداع


الأساليب والأسباب اللازمة للإبقاء على فتيل الصراع مشتعلاً حتى


لحظة الانفجار ولهذا تعددت وتنوعت هذه الأساليب منذ إعلان قيام


الكيان الإسرائيلي في منطقة الشرق الأوسط الذي تبعته حملات


الاستقطاب الحادة وتشتيت شمل العالم الإسلامي وتجزئته إلى


مجموعة دول وأنظمة منقسمة على نفسها بسبب الخلافات التي


زرعتها أمريكا وحلفاؤها من الأوروبيين لتوفير أقصى الحماية


للكيان الإسرائيلي.


ولم تسلم أي دولة من هذا المخطط بما في ذلك السودان الذي نال


أكبر قسط من الاستهداف بحكم موقعه الجغرافي في منطقة القرن


الأفريقي وبوابة التدخل المباشر إلى العمق العربي الإسلامي، ولهذا


ينبغي استبعاد فرضية فصل الدين عن الدولة وقيام نظام علماني


كشرط لإقامة دولة تستوعب جميع السودانيين بمختلف معتقداتهم


بل المطلوب الاعتراف بالتنوع العرقي والعقدي في السودان كحقيقة


تستوجب التعامل معها وفق مقتضيات الحقوق المشروعة لكل ملة


أو طائفة بحيث يصبح من حق أي ملة أن تمارس حقها كاملاً في


حرية تامة دون تأثير أو تغول من أي جهة على أخرى، فليس هناك


ما يحول دون إمكانية التعايش بين مختلف الملل في دولة واحدة إذا


تواثقت هذه الملل على نظام يحفظ لكل ملة حقوقها كاملة ويتشارك


الجميع في الواجبات.


وعليه يبقى من الضروري البحث عن هذا النظام لتحقيق هذه الغاية


وأعتقد أن النظام الجمهوري القائم على احترام حقوق الأقليات


والمساواة بين كافة مكوناته العرفية والعقيدة دون تمييز لفئة على


فئة أخرى وتكون الممارسة السياسية حق للجميع تحددها اتجاهات


الرأي عبر الانتخابات الحرة ويكون البرلمان هو صوت الجماهير


لتحقيق تطلعاتها وأشواقها وليست له صلاحيات فرض أي تشريعات


تتعارض مع الحريات العامة المضمنة في الدستور.
ويعتبر رئيس الجمهورية هو رمز لسيادة الوطن ويمارس سلطاته
وصلاحياته وفقاً للدستور كراعي لحقوق الشعب أما ما يتعلق بالقوانين
المحاسبية التي تنظم حياة المجتمع وتحقق العدالة فينبغي تنزيلها بما
يتواءم مع كل الديانات المختلفة ولا يجوز فرض أحكام دينية معينة على


معتنق ديانة أخرى كل يحاسب حسب معتقده.


ومن حق أي فئة أن تمارس شعائرها الدينية دون أي قيود كما من


حقها أن تطالب بتطبيق ما تراه فرضاً دينياً عليها، بمعنى إذا أراد


مواطنو الشمال تطبيق الشريعة الإسلامية فليكن، وكذلك الحال


بالنسبة لمواطني الجنوب إذا كانو يريدون النظام العلماني بشرط


أن تكون هذه القوانين قاصرة على معتنق نفس الديانة ولكن الجميع


متساوون في الواجبات بنفس درجة مساواتهم في الحقوق.


وبهذا نكون قد أقصينا من مفهومنا فكرة فصل الدين عن الدولة أو


إقامة نظام علماني مختلف حوله.


فالنظام الجمهوري المحتكم إلى دستور يتسع لكل الديانات ويحفظ


لكل ديانة حقوق معتنقيها، ويتشارك الجميع في بناء الوطن مع


ضرورة تحقيق المساواة وتوزيع الثروة وفرص العمل والتنمية


الاجتماعية بعدالة وشفافية.


إن الدين لله والوطن للجميع وبهذا المفهوم يمكن صياغة دستور


يستمد تشريعاته من كل الأديان السماوية التي لا خلاف فيما بينها،


فهناك تقارب كبير في المبادئ الأساسية للحقوق والحريات العامة


ومطلوبات العدالة والنهي عن المنكرات وموجبات التعايش السلمي


كما أن كل الديانات السماوية لم تضع العراقيل أمام إمكانية التعايش


بين بني البشر بسبب الدين أو اللون أو العرق.

عاطف عولي
26-08-2010, 01:01 PM
فصل الجنوب تنصل عن المسؤولية وفقدان للخيرية


الكاتب/ المهندس/ محمد مصطفى
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير- ولاية السودان
صحيفة الأخبار
Saturday, 15 May 2010


إن من يسمع كلام الرئيس البشير في يوم 1/3/2010م أثناء تدشينه
لحملة المؤتمر الوطني الانتخابية في إستاد مدينة جوبا بجنوب السودان
حيث قال: سوف نحضر لنحتفل معكم إذا إخترتم الوحدة أو الإنفصال.
ومن يسمع مقولة سلفاكير رئيس حكومة الجنوب في مقابلته مع فضائية
الشروق في 28/3/2010م: إنه لن يقود التيار الداعي للوحدة خلال
الفترة المقبلة.
ومن يسمع سكوت غرايشن عقب إنتهاء إنتخابات أبريل الماضي في
لقائه مع أبناء الجالية الجنوبية في واشنطن: إننا نعترف بالإنتخابات
لضمان إستقلال الجنوب.
ومن يسمع السفاح الإسرائيلي شارون في إجتماع حكومته سيئة الذكر
في عام 2003م: لقد حان الوقت للتدخل في غرب السودان وبنفس
الآلية والوسائل، وبنفس أهداف تدخلنا في جنوب السودان من أجل
عدم تحول السودان إلى دولة إقليمية داعمة للدول العربية المعادية
لإسرائيل.
إن من يسمع كل هذه التصريحات يجد أنها تنبئ بغد تملؤه الفوضى
والدمار والهلاك وسفك الدماء وإغتصاب الأعراض وتمكين لإسرائيل
وأميركا من رقاب العباد والبلاد وكيف ذلك؟ بتمزيق البلاد إبتداءً
بفصل الجنوب.

فمن المسؤول عن إيقاف هذا الدمار ومن ثم إعمار الأرض؟
هم المسلمون، لماذا هم بالتحديد؟ لأن الله عزوجل قد أنزل ثلاث آيات
تبين القضية الأولى للمسلم في الحياة، احدها قوله عز وجل في سورة
النساء: فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ
شَهِيدًا (41النساء)، فقد روى الامام البخاري عن عبد الله بن
مسعود  قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اقرأ عليّ".
فقلت: يا رسول الله،أقرأعليك وعليك أنزل؟! قال: "نعم إني احب ان
أسمعه من غيري"، فقرأت سورة النساء حتى أتيت إلى هذه الآية:
 فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا
 [النساء: 41] ، قال: "حسبك الآن" [فالتفتُّ إليه فإذا عيناه
تذرفان]. نعم بكى رسول الله .
والآية الثانية قوله تعالى: وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً
فهذا القول جزء من آية في سورة الاسراء تبين أن هناك عذابا
سيقع والعياذ بالله منه، ولكن هذا العذاب لن يقع حتى تبلغ الرسالة
إلى الكافرين، وإلى العصاة المجرمين، وهذا يبين معنى شهادة
الرسول  على الصحابة الكرام ، وأنه قد بلغهم رسالة الاسلام
وأنهم قد جاهدوا معه  ونصروا الله سبحانه وتعالى.
أما دورنا نحن المسلمين فتبينه مطلع الآية الثالثة في سورة البقرة،
يقول الله عز وجل: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ
عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا، روى الامام الترمذي
رحمه الله عن أبي سعيد الخدري  عن النبي في قوله تعالى:
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا قال: (عدلا). وفي التفسير
قال أوسطهم أي أعدلهم وأخيرهم وأشرفهم.

إن رسالة الاسلام امانة في أعناقنا وكذا شعوب الأرض، فنحن الشهداء
عليهم، ولكن هذه الشهادة لا تكون إلا بما شهد به رسول الله على
سلف الأمة، من تبليغه  لهم رسالة الاسلام وشهادته لهم بجهادهم
معه، اما نحن فتكون شهادتنا على الناس بالأحكام التي شرعها
الاسلام لنا وأوجب علينا الالتزام بها، ويكون ذلك بان نحتكم جميعا،
إلى كتاب الله وسنة رسوله ، اي تكون لنا دولة إسلامية تطبق
الاسلام وتحمله إلى العالم رسالة بالدعوة والجهاد، فنحكم نحن
أنفسنا بديننا ونشهد على الكافرين أننا دعوناهم وحكمناهم بعدل
الاسلام.

إليك عزيز القارئ هذه الحكاية لتكون لنا عبرة وعظة يُحكى أن أحد
حملة الدعوة من حزب التحرير دعا يابانياً إلى الإسلام، فأُعجب به،
وبعد أن فهمه أخذ كتباً عن الإسلام ليقرأها وغاب أسبوعين عن
الداعية ثم رجع وسأل الداعية، ما هو جزائي ان أنا التزمت بدين
الإسلام حتى أموت؟ فقال الجنة، وسأل، ما هو جزائي ان أنا تركت
هذا الدين ولم أعمل به، قال النار.
فقال الياباني: الآن ماذا أفعل لكم لقد مات والداي ولم يدخلا الإسلام
لماذا تأخرتم عنا؟

لقد ظهر في الأمة من يدعو الى التخلي عن واجب الدعوة الى الإسلام
وهي العمل الأصلي والأول للمسلم: اخراج الناس من ظلمات الكفر
الى نور الإسلام، ومن ضيق المعصية الى سعة الطاعة وهذه الدعوة
تدعو الناس الى التنازل عن جزء عزيز من أرض الأمة الإسلامية
بدعوى الانفصال، وليس انفصالاً عادياً بل وتسليم الأرض واهلها
ليهود والأمريكان الذين يدعمون حركات التمرد عشرات السنين،
بل يسعون بشكل حثيث الى فصل دارفور بعد الجنوب، قال وزير
الأمن الاسرائيلي (ليفي ديختر) في محاضرة له: (يجب أن تتمتع
دارفور بالانفصال كجنوب السودان).

إن فكرة التخلي عن أرض الجنوب ، تنم عن مدى الخطر العظيم الذي
نحن فيه، فحمل رسالة الإسلام من الثوابت في ديننا الحنيف، وحمل
رسالة الإسلام هو العمل الأصلي للمسلم، فهذا أبو أيوب الأنصاري
رضي الله عنه؛ وهو من نزل رسول الله صلى الله عليه وسلمعنده
ضيفاً عند مقدمه الى المدينة، وأكرم به  من ضيف، هذا الصحابي
لم يقعد في المدينة ويقيم فيها، بل خرج مع الجيوش الإسلامية فاتحاً
حتى أوصى من معه إذا قبض أن يدفنوه في آخر مكان يصل اليه
سلطان الإسلام، وعندما قبض رضي الله عنه دفن عند أسوار
القسطنطينية التي فتحت فيما بعد.

إن الملاحظ من الرسالة التي تحملها الأنظمة الحاكمة في العالم الإسلامي
انها لا تبتغي وجه الله، بل تجعل الدنيا هي قضيتها الأولى والأخيرة،
مع ان الدنيا هي تبع للقضية الأساسية التي علمنا اياها ديننا،وكأن
الناس قد خلقوا ليأكلوا لا كما قال الله عز وجل:-
وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ
وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ  إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ،
وقد ذم الشرع من يقعد عن الجهاد وبالتالي نشر الإسلام، 
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ
إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآَخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
فِي الْآَخِرَةِ إِلا قَلِيلٌ  إِلا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا
غَيْرَكُمْ وَلا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
(سورة التوبة 38- 39)، وهذا كله يدل على مدى الخلل الذي
أصاب حياتنا حتى كانت مثل هذه الدعوات الفاجرة التي تدعو لترك
الرسالة بفصل الجنوب والتنازل عن الدعوة الى الإسلام، مع ان
الإسلام أمرنا أن تكون هذه قضيتنا نبذل فيها المهج والأرواح، فهذا
رسول الله ضلى الله عليه وسلم عندما ساومه أهل مكة عن طريق
عمه أبي طالب رد عليهم قائلاً: »والله يا عم لو وضعوا الشمس
في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر، ما تركته حتى
يظهره الله أو اهلك دونه».
نعم فرسول الله صلى الله عليه وسلم يتخذ تجاه هذه القضية اجراء
الحياة أو الموت، فهذه هي القضية المصيرية، وذلك يكون باقامة
الدولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة لتطبق الإسلام وتحمله
رسالة الى العالم.
والآن فإن الجنوب في ايدينا فلا يجوز التفريط فيه لأنه يناقض الأمانة
التي تجعلنا شهداء على الناس، بل ايقاف ما يسمى بحق تقرير المصير
"الإنفصال"حتى نكون شهداء على أهلنا في الجنوب وعلى الناس كافة
ونكون بحق خير أمة أخرجت للناس كنتم خير أمة أخرجت للناس
تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله.

عاطف عولي
26-08-2010, 01:02 PM
إبداع من اجل الوحدة


الكاتب/ أبراهام مليك


Saturday, 08 May 2010



مجموعة عشان بلدنا.. مبدعين ضد اليأس

البلاد تمر بمرحلة مفصلية، قد تكون من أصعب مراحلها
التاريخية، وبعد شهور من الآن، في شهر يناير 2011
تحديداً، سيختار مواطنو جنوب السودان ، إما الوحدة أو
الانفصال أو قل انشطار السودان إلى دولتين مختلفتين،
أو دولة واحدة قوية ومتوحدة، ونسبة لأهمية الأمر أنتج
عدد من المبدعين (عثمان النو ، حمد الريح ، هاشم صديق
وليد زاكي الدين ،الفاتح حسين ، استيقن اوشلا، سيف الجامعة
عبد القادر سالم ، الموصلي ، لوشيا جبريل، مصعب الصاوي،
د .شمس الدين ) وغيرهم من الفنانين والصحفيين في كل
المجالات الإبداعية برامج تحمل في مضمونها العميق تعزيز
فرص الوحدة،، عبر محاولات جادة لتنفيذ ما لم تحققه السياسة،
طيلة تاريخ السودان الحديث والقديم.
هم مجموعة من المثقفين والمبدعين، وخوفا من أن ترجح كفة
الانفصال على الوحدة، فعمل المبدعون على دعم الوحدة ، بكل
السبل وعبر البرامج الإبداعية المختلفة.
واستعرض المدير التنفيذي لمجموعة ( عشان بلدنا)- الموسيقار
عثمان النو أمس خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته المجموعة
ببرج الفاتح بالخرطوم أمس الأول- هذا المشروع الإبداعي الذي
سيجوب كل مناطق الجنوب، لتقديم وجهات نظرهم كمبدعين،
وعن رويتهم للوحدة، و الاستماع الى وجهات نظر الجنوبيين،
الذين سيقدمون على الانفصال .
ويقول الفنان الشاب وليد زاكي الدين منذ استقلال السودان،
والساسة يديرون السودان في مختلف حقبه، دون أن يتحدثوا
عن الوحدة وأهميتها، وأضاف ..إذا أردنا ان نبحث عن الوحدة
لا يمكن ان نجدها إلا في الفرق الموسيقية، لأنهم أناس عديدون
ومختلفون يعزفون مقطوعة واحدة، ومن ثم تأتى بإحساس واحد،
والإبداع السوداني قادر على مخاطبة الوجدان السوداني، وطالبوليد
بحذف كلمة(جاذبة) وتبديلها بجملة (الوحدة هي الخيار الوحيد)
وهذه العبارة أقوى وأحب على حد وصفه،.
من جهته قال الشاعر هاشم صديق ، متسائلاً {هل أضاع السياسيون
هذا الوطن، أم أضعناه نحن؟} مضيفاً إذا تأملنا التاريخ الإنساني
لوجدنا ان المبدع كان يتقدم الساسة بتفكيره، ويضع الصمود من
أولوياته، ويقول للناس لا تيأسوا لأن الشمس ستشرق من جديد
وأشار الى ان المبادرة رغم أنها جاءت في وقت متأخر،إلا أنها
أفضل من عدمها .
وقالت الفنانة لوشيا جبريل إن الفن رسالة قوية ويسهل قبولها
من عامة الناس، ويمكن ان تكون ايجابية في إقناع الناس، ولنا
دور كبير في إبقاء الوطن واحداً موحداً.
أما الفنان عبد القادر سالم يرى ان الفكرة هي من اجل مخاطبة
المواطن والمبدعين في الجنوب، ومعرفة نبضهم تجاه الوحدة
والانفصال، ولا يمكن ان نجبرهم على أي من الوحدة أو الانفصال.
أما الفنان اكوي بنجامين عضو مجموعة وروباب الاستعراضية،
يعتقد أن الساسة ساهموا في تدمير السودان، لأن المبدعين هم
مسالمون ولا يحبون الكراهية، و لكي نحقق الوحدة لابد من تنفيذ
مشاريع تنموية ملموسة، لأننا قد أضعنا سنوات السلام دون تحقيق
شيء يذكر، وهذه المبادرة إيجابية قد تفعل شيئاً يصب في مصلحة
الوحدة.

عاطف عولي
26-08-2010, 01:03 PM
الانفصاليون «زعلانين»


أحمد حسن محمد صالح
الراي العام
الثلاثاء 15/06/2010م

تصاعد حملات وحدة السودان في الآونة الأخيرة أثار غضب
الانفصاليين -شماليين وجنوبيين - على حد سواء فقد وجدوا
انفسهم في خضم معركة وفي موقف دفاع يحاولون التصدي
لاية جهة تدعو للوحدة وتحذر من العواقب الوخيمة للانفصال.

وفي هذا الصدد فان صدور تقرير كندي ينتقد الولايات المتحدة
لترويجها لانفصال الجنوب وتصريح قس جنوبي يؤيد الوحدة
كلاهما آثار غضب بعض الاخوة الجنوبيين المعروفين بتشددهم
حسب تقرير قلوب اندميل ومقره كندا فان الولايات المتحدة تقرر
الانفصال لكي تخلق حلفاً عسكرياً مع حكومة الجنوب التي فشلت
في توفير الخدمات الاساسية والأمن والاستقرار لمواطني الجنوب.

واستشهد تقرير الموقع الكندي بافادات جيرالد كابلان وهو خبير في
الشؤون الافريقية ومؤلف كتاب «خداع افريقيا » وبيتر كراولي
مدير اليونسيف في جنوب السودان فقد نسب التقرير الى كابلان
قوله «ان مجرد اعلان جنوب السودان دولة مستقلة سوف
لن يحقق السلام والاستقرار في الاقليم»
بينما قال كراولي ان الجنوب في حالة الانفصال سيكون دولة
ضعيفة، وقال ان الاقليم يعتمد على المعونات الاجنبية لتوفير
خدمات الصحة والتعليم لأن اموال النفط التي تستعملها حكومة
الجنوب تُستنزف بالفساد وبالانفاق على الأمن والجيش ويقول
كراولي ان جيش الجنوب أضخم مما يجب والاكبر مما كان متوقعاً .

وتحت عنوان :«اتركوا لنا النقاش حول الاستفتاء» كتب جون
افويو ووي في صحيفة «سيتيزن» في الاسبوع الماضي يحاول
تنفيذ التقرير الكندي قائلاً : (لم يكن من قبيل الصدفة ان يتحول
رؤساء المنظمات غير الحكومية فجأة الى محللين سياسيين) .
التقرير الكندي يحاول تصوير جنوب السودان «بعد استقلاله»
انها دولة ضعيفة.وأضاف الكاتب الجنوبي:
« من فضلكم ابتعدوا عن شئوننا الداخلية»

اما نيال بول زميلنا الانفصالي المنشأ رئيس صحيفة تحرير
«سيتيزن» فقد صب جام غضبه على القس الجنوبي فابريل
روبيك لمعارضته انفصال الجنوب: «أي انتقاد لحكومة الجنوب
يجب ان يأتي من المواطنين المقيمين هنا في الجنوب لا يمكنك
ان تكون مقيماً في الخرطوم ومن ثم تنتقد حكومة الجنوب من
هناك، لماذا لا تتحدث عن حكومة الخرطوم.
تحدث الى حكومتك في الخرطوم واتركنا نحن نحارب حكومتنا
في جوبا .. لقد تعهد شعب الجنوب بانهاء الاستعمار الوطني ..
يمكنك ان تنضم لهذه الحملة في الجنوب انت وعم بونا ملوال
ود. لام اكول.. وإلا فانكم ستكونون أوائل اللاجئين الجنوبيين
في الدولة الاسلامية

عاطف عولي
26-08-2010, 01:03 PM
صناعة الوحدة أو الإنفصال




الرشيد أحمد سالم خير الله

مركز البحوث والإستشارات الصناعية
الراي العام
السبت 12 يونيو 2010م


بالنظر للوحدة في حياة الشعوب هي عملية ديناميكية تتجاذب فيها
الأطراف وتتفاعل لتكوين نسيج تتوحد فيه الرؤى في واقع يجمع
شملها عبر تاريخ إيجابيات مفرداتها وعواملها، والإنفصال يمكن
النظر إليه بالبحث عن المفردات المتنافرة للتباعد عن الأهداف
الكلية الى أهداف تحقق مصالح للمجموعات المنفصلة وتسقط
الأهداف الكلية.
وبالنظر الى العالم من حولنا نجد عوامل الوحدة أدت لقيادة دول
الى الريادة الى أن أصبحت دول عظمى، فمن هذه التجارب الولايات
المتحدة الأمريكية، بعد أن عاشت مرارة الحرب بين الشمال والجنوب،
توحدت في اتحاد فيدرالي يراعي مصلحة البلاد العليا، بالرغم من
إتاحة مساحة للتشريعات الولائية التي لا تتضادب مع الأمن القومي
ووحدة نسيج الدولة،.
وكذلك حركة أوروبا عبر السوق الأوربية المشتركة الى الاتحاد
الأوروبي، الذي بدأت تظهر إيجابياته في التكامل الاقتصادي
والسياسي، وغيرها من الأمثلة، مما يعطينا إشارة موجبة لأهمية
التوحد والنظر في مفرداته بحيث تتناسق في جميع الجوانب بوعي
اجتماعي وشعبي وسياسي ورسمي، لإزالة سوالب الماضي
وإستشراف المستقبل، ولا ننسى بيت الشعر:

«تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسراً *** وإذا افترقن تكسرت آحادا».
فبالنظر الى الوحدة الجاذبة أو الانفصال يجب بحثها عبر دراسة
مكونات التلاقي في السودان ودراسة عدد من العوامل، من الأصل
أو اللغة أو المصلحة... الخ.
فالناظر الى الواقع السوداني الحالي هو تكوَّن عبر تمازج وتصاهر
القبائل الإفريقية والعربية فتمخض عنها الشعب السوداني والقيم
السودانية، حيث تمثلت حكمة الآباء في اختيار القيم النبيلة
والإيجابية في القباذل المتعددة فأفرزت الواقع السوداني أو الشخصية
السودانية المميزة. لذلك عامل الدم بين القبائل العربية التي دخلت
السودان عبر الهجرات القديمة قبل الإسلام، تصاهر فيها العرب
مع القبائل الزنجية في مناطق السودان المختلفة فكونت هذه
الخارطة الجديدة من القبائل التي تتفق الى حد كبير في الأصل
العربي والزنجي، فضلاً عن أصل القبائل الزنجية كما جاء في التاريخ
والديانات من إبني نوع عليه السلام (حام أب الأفارقة، وأخيه سام
أب العرب، يعني أبناء عم)، إلا أن موضوع مقالنا التمازج الحديث
بين القبائل المختلفة عربية أو إفريقية في القرون اللاحقة، فبالتالي
نجد أن الشعب السوداني يحمل في دمه الجينات المتحدة من الأصل
العربي والزنجي، فبالتالي يمكن النظر إليه كعامل صلة الدم بين
الجنوب والشمال والغرب والشرق، فهناك حقيقة يجب أن لا تغيب
عن الأذهان بأن الدينكاوي أو الشلكاوي أو النويراوي هو عم أمو
خال للشماليين وكذلك العكس، وهذه حقيق تؤدي الى التداخلات
التي يمكن النظر إليها لربط الوشائج القربى، ولكن النعرات القبلية
التي ظهرت، فهي ناتج الاستعمار الأوروبي الذي ذهب الى استعباد
أهلنا الزنوج في إفريقيا واستغلالهم عبر تجارة الرقيق المشهورة
التي روتها رواية الجذور العالمية، حيث قام التجار الأوروبيين
والأمريكان باستغلال أهلنا الأفارقة لبناء نهضتهم، مع استعبادهم
وهضم حقوقهم الى بداية القرن الماضي حينما بدا الدم الأبيض
يتوب ويتنصل من هذه الفضيحة، مع مجاهدات رواد التحرر مثل
مارتن لوثر، الى أن صار أوباما رئيس الولايات المتحدة بالرغم
من أن هنالك نظرات أخرى للأهداف الكلية لأمريكا. أما نظرة العرب
للعبودية فهي مختلفة عن مفاهيم المستعمر الذي أنبت بذور التفرق،
حيث أن الاستعباد في حياة العرب في الجاهلية لم ينتج عن اللون،
بل نجد العامل هوعامل السيادة فأمير قبيلة يمكن أن يستعبد بقبيلة
أخرى في الجاهلية بعامل السيادة لا اللون أو الثقافة مما ينفي استعباد
الدم العربي للزنجي لعامل اللون كما فعلت أوروبا وأمريكا، والعامل
الآخر هوأن العرب تمازجوا مع السكان المحليين وانصهروا فيهم
عكس المستعمر الأوروبي، الذي اضطهد أهلنا الزنوج.
فمن جانب وشائج الدم نجد أن السودان يربطه توحد في الدم بين
القبائل المختلفة كما ذكرنا وهو عامل وحدة يجب الدفاع عنها، وأن تم

التوعية والرقي بالفهم بين القبائل المختلفة في جميع أنحاء السودان.
ومن العوامل الأخرى عامل اللغة فالعربية هي لغة لسان والتاريخ تحدث
عن أول من نطق بالعربية والاستعراب، وبالنظر لواقع السودان نجد أن
اللغة العربية هي لغة التفاهم القديم بين القبائل في السودان، وأنها
انتشرت بالتفاهم والوداد وسماحة أهل السودان بالإضافة للتمازج بين
القبائل، لذلك بالرغم من الاختلاف في اللهجات من عرب يجوبا الى
اللهجات العربية بين قبائل السودان المختلفة، فهي إفرازات تتداخل
فيها مخارج الصوت وتفاعل مفرداته من البيئات المختلفة، مثلها
ومثل التباين في اللهجات العربية بين الشام ومصر والسودان
وغيرها من بلاد العرب، لذلك اللغة المشتركة هي العربية، مع مراعاة
الاعتبارات للغات أو لهجات القبائل المختلفة في جنوب السودان
وشرقه وغربه وشماله، وفق حقها الإرثي أو التنوع، وبالتالي
يمكن أن ننظر لها عامل جامع، كسودان عربي اللسان شماله
وجنوبه وشرقه وغربه وبالتالي النظر إليها كعامل توحد، مع أنه
يجوز للشعوب المختلفة تبادل بعض اللهجات أو اللغات، أو استخدام
مفرداتها في اللغة الأم إصطلاحاً أو لعوامل أخرى تعليها حاجة الشعوب.

عامل الدين، لم يقف عامل الدين في طريق التعايش في السودان منذ
دخول الإسلام الى السودان، حيث تعايشت دولة شمال السودان
المسيحية مع الرسلام وحافظت على اتفاقية البقط الشهيرة وحافظت
عليها حكمة الشعب السوداني، أما بالنظر الى الدين الإسلامي، فهو
دين يحترم الإنسانية جمعاء، ولا يفرق في الحقوق بين المسلم وغيره،
وشهد بذلك التاريخ، (لا فرق بين عربي وعجمي)، إلا أن هنالك بعض
العقبات داخل الأسوار المغلغة في تشويه صورة الإسلام وأصابع
الإتهام ترجع فيها الى أيادي دخيلة، ومن جانب آخر جهل بعض
المسلمين عبر سماحة الإسلام، ولي تجربة منذ المرحلة الثانوية مع
الإخوة المسيحيين من جنوب السودان عبر حوار فكري، وصداقة
إنسانية راقية نبعت من بعض مفاهيم التعايش وبعض القيم الإسلامية،
ولكن خلال الجامعة أُتيحت لي فرص طيبة للتعمق والوقوف على أصول
هذه المعاملات في المصادر الإسلامية الموثوق بها فوجدت كم نحن
نجهل الكثير عن الفهم الإسلامي الإنساني، ونحن أحوج خلال هذه
المرحلة من زيارة هذا الوعي بين العامة. حيث أن الدين الإسلامي
يعترف بالأديان الأخرى ويتعامل معها وكذلك مع الإنسانية جمعاء،
لذا فمن جانب المسلمين يصب في قالب الوحدة والسلام، من جانب
الإخوةالمسحيين هنالك رسالة السلام والمحبة، لذلك عنصر جاذب
للتعايش في دولة واحدة.

عامل المصالح وهو العامل الذي يمكن أن يجمع السودان إذا تم
استغلاله استغلالاً أمثل ويمكن أن يؤدي الى التفرق، فمصالح الوسدان
الكلية في التوحد والاستفادة من الخامات المختلفة لتطوير البلاد وهي
واضحة في مناطقه المختلفة، وهي جاذبة لاستغلالها، بالإضافة
للإستفادة من الكادر البشري، وتوظيف إمكانياته، كما تتعمل بعض
الدول كالولايات المتحدة وكندا وتجتهد في استيعاب مهاجرين، إلا
أننا في وطننا يمكن توظيف هذه الموارد الطبيعية والبشرية في
صناعات تقليدية ومتقدمة عبر نظم اجتماعية واقتصادية رائدة تراعي
حقوق المواطنة، وتطوير البلاد عبر خطط مدروسة، وذلك لتجنب
الصراع في عدم الاستغلال الأمثل للموارد وتضييق استغلال الموارد.
أما الجانب السلبي فهو إذا تم استغلال النفوذ القلبلي أو الشخصي أو
السياسي للقفز فوق حواجز احترام الآخرين واستئثار النفس على
الآخرين وتكريس النفوذ لخدمة المصالح الضيقة، فتؤدي الى زرع
نوع من الغل والتشاحن، فتؤدي الى الإنقياد الى المفاهيم الضيقة
للسلطة، وبالتالي يبحث لبعض عن الاستئثار بالسلطة لا أقول بين
الشمال والجنوب بل بين القبائل الجنوبية نفسها، لذلك يجب تجنب
الدعوةال مفهوم القبيلة من جانب الإستعلاء، بل يجب النظرإليها من
جانب الترابط بين أفراد القبيلة الصغيرة والقبلية الكبيرة بالسودان.

والمشكلة الكبيرة في استغلال المصالح السلبية والخوف عليها من
السياسيين كذلك، حيث يجب أن يحذر السياسيون من جر الناس الى
الصراع السياسي أو الصراع القبلي، وهي مسؤولية تقع على كاهل
المؤتمر الوطني في الشمال الذي يجب أن يكون دوره مبني على
الحكمة والتوازن، وأن يحترم هذه الثقة الشعبية التي جاءتبه للسلطة
عبر الإنتخابات التي لانشك في نزاهتها، حيث أن الشعب السوداني
أوكل له مهمة قيادته والحفاظ على وحدته وتنميته، وهي نتيجة
أملاها واقع الوحدة والتنمية لا المال ولا بطش السلطة، وهو بمثابة
استفتاء شمالي على الوحدة، وفوز الحركة الشعبية في الجنوب، لقيادة
الجنوب للحفاظ على السلام والوحدة، وبالتالي المهمة كبيرة أمامها
في حفظ إثارة النعرات القبلية أو الإنفصال أو إثارة التصريحات السالبة،
وجر الجنوبيين الى ذلك خاصة في جانب مصالح السلطة والثروة،
ويجب أن تقفز فوق حاجز مفهوم الحركة الذي يخدم قضية الجنوب
فقط الى تنظيم مؤسسي يشارك في تأسيس سودان موحد وقوي،
فتجعل لنفسها سطور عزيزة في التاريخ بأنها إحدى الشركاء في قيام
وحدة سودانية أصيلة ذات ثوابت تعمل بمؤسسية وديمقراطية طوعية.

وفي جانب آخر مناورات الأحزاب الشمالية الأخرى وإن كانت هذه
المناورات قلت بعد الانتخابات، ولكن يجب أن يكون هنالك دور يتم
البعد فيه عن التراشق السياسي، الى العمل الجاد تجاه الوحدة، عسى
أن تنظم الأحزاب نفسها وتقنع الناخب السوداني في ارتقائها فوق
المصالح الحزبية الضيقة، أوأن تصنع لنفسها فرصة في الشراكة أو
الإندماج السياسي أو إعادة الثقة، قبل أن يقذف بها التاريخ الى مزبلته.

عامل التشريعات والقوانين، وبحكم الأغلبية للمؤتمر الوطني والحركة
الشعبية، فإن طابع التشريعات تحسمها هذه الأغلبية ديمقراطياً، إلاأنه
من الواجب أن تعمل هذه التشريعات لصالح الوحدة وتنمية البلاد،
بالإضافة الى مراعاة التوازنات السياسية، ووضع أسس ثابتة لمصلحة
البلاد في المقام الأول، وأهم من ذلك احترام وتطبيق التشريعات
والقوانين بصورة عادلة ومنضبطة، حيث أن الدول المتقدمة حافظة
على الاستقرار السياسي والإداري، وتتبعت السلبيات بصورة دورية
وعالجتها، وحافظت على احترام القوانين، لذا تقدمت ونمت، ونحن
أمام الاستغلال الأمثل لهذا العمل لصالح وحدة ورفاهية البلاد.

وأخيراً مهما تناولت القمفردات والعوامل للوحدة الجاذبة لأن قلمي
نبهني بعمل إتكاءة لأن سيل الحديث عن عوامل الوحدة والإنفصال
أكثر من أن يخطه مقال واحد في هذا العدد من الجريدة.

عاطف عولي
26-08-2010, 01:04 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


جدل الوحدة والانفصال .... حقاً من يقرر المصير؟


بقلم : خالد التيجاني النور
الصحافة

لعل التطور الأكثر أهمية الذي طرأ أخيراً في شأن جدل الوحدة
والانفصال بين يدي استحقاق تقرير المصير الوشيك خروج
الرئيس عمر البشير إلى العلن بموقف شديد الوضوح منحاز
لقضية الوحدة بلا مواربة ومنذر من عواقب ومخاطر الانفصال
الوخيمة على البلاد.
صحيح أنها ليست المرة الأولى التي يعلن فيها البشير عن موقف
مشابه مما يجعل البعض قد لا يرى فيما أعلنه أمام مجلس شورى
المؤتمر الوطني الاسبوع الماضي بهذا الخصوص ما ينطوي على
شيء جديد، غير أن قراءة هذا الموقف في ظل المعطيات السياسية
الراهنة وتوقيت الإعلان عنه تجعل لهذا التطور معنىً ومضموناً
من الممكن أن يسهم إذا أحسنت إدارته السياسية أن يُفضي إلى
تغيير درامي في المشهد السوداني يغير مسار خريطة طريق عملية
السلام المستندة على تسوية نيفاشا التي تكاد تشير إلى أن الانفصال
اصبح أمراً حتمياً.
والسؤال الذي يُطرح هنا:
ما الذي يجعل لموقف الرئيس البشير الذي أعلنه أمام شورى حزبه
الأيام الماضية يكتسب أهمية خاصة؟.
ليس سراً أن موقف المؤتمر الوطني من قضية الوحدة ظل طوال
الفترة الماضية منذ توقيع اتفاقية السلام الشامل متسماً بقدر كبير
من الغموض والإلتباس، ولا نتحدث هنا عن التعهدات المكتوبة
في الاتفاقية أو التصريحات العابرة بقدر ما نشير إلى الممارسة
السياسية الفعلية، إذ بدا تحرك المؤتمر الوطني في اتجاه تغليب
خيار الوحدة يشوبه الزهد وبدا أقرب لأداء الواجب أكثر من كونه
حراكاً إيجابياً يدفع باتجاه تحقيق الشروط الموضوعية المفضية
لتغليب خيار الوحدة الطوعية.
هذا إن لم نشر إلى ما يتداول على نطاق واسع من أن نافذين في
الحزب الحاكم يشجعون أو يقفون من طرف خفي وراء دعوات
الانفصاليين الشماليين الذين برزوا فجأة في المشهد السياسي.

ومن هنا فإن إعلان الرئيس البشير عن موقف واضح منحاز لصالح
الوحدة في هذا التوقيت وإن جاء متأخراً إلا أنه يمثل تطوراً بالغ
الأهمية من شأنه الإسهام في تحرير المؤتمر الوطني من هذا الموقف
السياسي السلبي تجاه قضية الوحدة الطوعية، كما يقطع الطريق
أمام دعاة الانفصال من الشماليين المقربين من قيادة الحزب الحاكم،
كما أنه شرط لازم لتحريك بقية القطاعات والقوى السياسية في
الساحة السودانية باتجاه دعم خيار الوحدة.
وموقف الرئيس البشير يمثل تجاوباً مع ما طرحنا هنا منتصف فبراير
الماضي في مقالة بعنوان «التفاوض حول سقف مفتوح للوحدة هل
ينقذ البلاد من التقسيم؟» وأشرنا فيه إلى أن المؤتمر الوطني ملزم
بالتوقف عن التعامل بمنطق الاحتمالات مع الاستفتاء على تقرير
المصير بلسان يقول «إذا صوتم للوحدة مرحباً، وإذا قررتم د
الانفصال سنعترف بكم» لأن ذلك لا يمنح أية قيمة سياسية إضافية،
أو أخلاقية للمؤتمر الوطني إن كان يريد إظهار التزامه بنصوص
الاتفاقية، لأن اتفاق مشاكوس الإطاري الذي أقر معادلة الوحدة
والانفصال عند الاستفتاء، أقر انحيازه بوضوح لخيار الوحدة
الطوعية، بل ذهب أكثر من ذلك عندما اعتبر العمل من أجل الوحدة
الجاذبة أمراً ملزماً للطرفين. ولذلك فالدعوة للوحدة والعمل من
أجلها ليس خياراً لطرفي الاتفاقية بل واجب على الشريكين، وإن
قعد عن ذلك احدهما فإن ذلك لا يمنح مبرراً للطرف الآخر للتقاعس
عن مسؤوليته.
واهمية موقف الرئيس البشير في هذا التوقيت بالذات يأتي من أن
المشهد السياسي السوداني بات يرسل إشارة واضحة وبالغة
الخطورة مفادها أن «قُضي الأمر الذي فيه تستفتيان»، وأن قضية
الانفصال أصبحت مسألة وقت لا أكثر.

وثمة فارق كبير بين الحرص على إجراء الاستفتاء على تقرير المصير
باعتباره حقاً دستورياً يجب احترامه والوفاء به، وبين استباق نتائجه
بالقفز إلى خلاصة تحدد سلفاً قراره النهائي دون الاستناد إلى مبررات
موضوعية وعلى الرغم من أن الحق في تقرير المصير متروك لرأي
مواطني الجنوب فإن النخب الجنوبية أو الشمالية هي في الواقع من
تقرر بالنيابة عنهم، وانهم في نهاية الأمر سيساقون لشرعنة قرار
الطرف الأقدر على فرض خياره المسبق.

ومن المؤكد أن إشاعة خيار الانفصال في المشهد السياسي السوداني
باعتباره قد أصبح أمراً واقعاً مستبقاً حدوثه فعلياً أثار مخاوف وهواجس
لا حدود لها، خاصة أن الترويج للانفصال باعتباره أضحى تحصيل
حاصل لا تقوم به النخبة الجنوبية التَّواقة لاستقلال الجنوب فقط، بل
يشاركها في ذلك نخبة معتبرة في حزب المؤتمر الوطني الحاكم نفسه،
وفي بقية القوى السياسية الساعية في مجاملة نخبة الحركة الشعبية
الساعية لتغليب خيار الانفصال، أو خضوعاً يائساً للأجواء المشاعة
بأن الانفصال أصبح قَدَرَاً مقدوراً.
والأمر الثاني الذي يمكن أن يعطي معنىً لموقف البشير ليس طغيان
الأجواء المشجعة لانفصال الجنوب الوشيك فحسب، بل كذلك حالة
الاستسلام التي غشيت الطبقة السياسية السودانية على مدى طيفها
لهذا الواقع المفترض ورفع الراية البيضاء في معركة الرهان على
إمكانية الحفاظ على وحدة السودان طوعياً، ودون إبداء أي استعداد
جِدِّي لبذل غاية الجهد في تحقيق ذلك بدعوَى أنه قد فات الآوان،
ولم يعد ممكناً فعل شيء لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

وما يزيد القلق ليس فقط طغيان حالة الترويج للانفصال والاستسلام
لذلك في أوساط النخبة السياسية السودانية، بل غفلة الطبقة السياسية
السودانية عن قراءة التبعات والتداعيات الخطيرة لذلك، وانعكاساتها
المصيرية على مستقبل البلاد واستقرارها، فضلاً عما يحتِّمه ذلك من
ضرورة العمل بكل السبل الممكنة لتجنّب الوقوع في هذه الهاوية أو
على أقل تقدير التحسب لمآلاتها.
تلك إذن هي خلفية المشهد الذي يجعل موقف الرئيس البشير يكتسب
أهمية خاصة ليس فقط من باب التذكير بموقف الحزب الحاكم المتسمة
بقدر كبير من السلبية في الفترة الماضية إزاء قضية الوحدة، بل كذلك
للنظر في آفاق البدائل العملية الممكنة لاستدراك صخرة الوحدة
المتدحرجة نحو هاوية تفكيك السودان وشرذمته، ليس ذلك فحسب بل
كذلك إعادة توجيهها نحو معادلة سياسية أكثر فاعلية وقدرة على
استيعاب تطلعات السودانيين كافة في بلد موحد ومستقر وملبياً
للطموحات المشروعة لكل مكوناته، وربما تكون هي الفرصة الاخيرة
لإعادة توجيه مسار التطورات في السودان بترتيبات سياسية خلاقة
يمكن أن تؤدي إلى ما هو أكثر من مجرد «إنقاذ ما يمكن إنقاذه»،
إلى آفاق أكثر استيعاباً لمضمون استحقاق تقرير المصير في إطار
السياق السياسي الذي رسمته اتفاقية السلام الشامل، ولعل أهمية
موقف البشير بشأن قضية الوحدة ليست فقط بسبب منصبه الرسمي
في قيادة الدولة، ولا لكونه زعيماً للحزب الذي يعد شريكاً أساسياً في
العقل السياسي الذي أنتج معادلة السلام فحسب، بل لضرورة أن يمثل
هذا الموقف تأكيداً على أنه لا يزال الأشد تمسكاً بالرؤية المركزية
التي أفضت إلى الاتفاقية، وهي أنها أكثر من مجرد اتفاق لوقف الحرب،
بل وصفة متكاملة لإنهاء ثنائية الشمال في مقابل الجنوب، بإيحاءاتها
المختلفة، ومن مجرد ترتيب سياسي لوقف القتال إلى معادلة موزونة
تتجاوز ذلك إلى أبعاد إنسانية أكثر عمقاً تسهم في بناء وجدان وطني
يحصن جدار الوحدة.
ولعل هذا التطور المهم للغاية في موقف المؤتمر الوطني يشكل موقفاً
سديداً أنضجته مراجعات مهمة في أروقة الحزب الحاكم، ونعيد للأذهان
عملية جرد حساب جريئة للغاية لمسار تنفيذ اتفاقية السلام، وجوانب
القصور التي شابتها، كشف عنها نائب الرئيس علي عثمان محمد طه
في لقاء صريح للغاية ونادر مع الإعلاميين السودانيين الذين رافقوه
في زيارته للقاهرة في فبراير الماضي، وعرضنا جانباً منها في المقال
المشار إليه أعلاه، والتي قدم فيها مرافعة نقدية شديدة الأهمية أضفى
عليها مصداقية كبيرة أنه لم يبرئ نفسه ولا حزبه من تحمل قسط من
المسؤولية فيما آلت إليه الأمور من انحراف عن تحقيق الغايات الكبرى
المتوخاة من اتفاقية السلام الشامل، لا سيما ما وصفه بالفشل في
تسويق البعد الإنساني للاتفاقية، وعجز الساحة السودانية بقواها
السياسية والاجتماعية المختلفة عن تحويل نصوص الاتفاق إلى فعل
يصوغها وجدانياً وإنسانياً. مجرياً مقارنة نادرة بين اتفاقية أديس
أبابا التي نجحت على الرغم من أنها تتضمن قضايا مصيرية تجعل
وحدة البلاد على المحك مثل اتفاقية نيفاشا، ومع ذلك توفر لها أن
تشكل حضوراً عميقاً في الوجدان السوداني وجرى تخليدها في
الذاكرة الشعبية بأكثر من وسيلة، فيما افتقرت نيفاشا لأي حظ
من ذلك، وألقى بعض اللوم في ذلك على تقاعس وكسل المؤسسات
الأكاديمية والإعلامية والاجتماعية عن المبادرة لاستنكاه الأبعاد
المختلفة للاتفاقية واستجلاء الفرص التي أتاحتها التي يمكن أن
تسهم في تجذيرها وجدانياً في نفوس السودانيين حتى أضحت
اتفاقية غريبة «وكأنها صناعة أجنبية فرضت على السودان»
على حد تعبيره.
وفي موقف لافت انتقد طه بشدة التيار الانفصالي الشمالي واتهمه بأنه
ضرب في مقتل خيار الوحدة الطوعية وأعاق قضية الوحدة الوطنية
حيث قال «للأسف إن كثيراً من الاصوات الإعلامية والسياسية ضربت
أهم بعد في صياغة الوجدان الوطني الذي كان ممكناً نشوءه حول
اتفاقية السلام»، ومضى اكثر «حقيقة أنا لأول مرة أقول إن الاتجاه
الذي يتحدث عن الانفصال وأقام له المنابر والإعلام قد آذى قضية
الوحدة الوطنية السودانية أذىً بالغاً لأنه دق إسفين الجفْوة والتباغُض
بين الناس، وروَّج الشكوك حول اتفاقية السلام باعتبارها مفروضة
بضغوط خارجية، وجعلت الناس بدلاً عن التفكير في تعزيز الفرص
التي أتاحتها ينشغلون بالبحث عن أشياء مُتوَهَّمة واتفاقات جرى
تمريرها تحت الطاولة، وأن هناك إملاءات فرضت ترتيبات معينة».

وهذه الانتقادات الصريحة وغيرها مما وردت على لسان طه، قد يذهب
البعض إلى اعتبارها نوعاً من تعزية النفس وتعبيراً عن خيبة الأمل
عن ما آلت إليه الأمور، وقد يراها آخرون مرثية في نعي اتفاقية
السلام، لجهة أنها ربما تكون جاءت في وقت متأخر، إلا أن الراجح
هو أن خطورة اللحظة السياسية الراهنة في السودان، وتبعاتها
المصيرية تستدعي قدراً كبيراً من الإفصاح والإبانة بشفافية وجراءة
والإشارة بوضوح إلى مكامن الخلل حتى يمكن تدراكها وعلاجها لأنه
من الخطورة بمكان الاستسلام والاكتفاء بإغماض العيون عند
الاقتراب من حافة الهاوية، لأن الناس في رأي طه «يمكن أن
يتعايشوا حتى مع الفقر، لكن لا يمكنهم التعايش مع فقدان الأمل».

ولعل من أهم مكاشفات طه إقراره بـ«حالة الغفلة السياسية» على
الصعيد الوطني بشأن الاستحقاق المصيري الذي يواجه السودان،
ناعياً انشغال كل القوى السياسية على اختلاف مشاربها عن هذه
اللحظة التاريخية ورؤية عواقبها الاستراتيجية، في الوقت الذي
تنشغل فيه كل العواصم العالمية والإقليمية ودول الجوار بهذا الحدث
المصيري، لافتاً إلى أن كل العواصم من واشنطن، إلى القاهرة، إلى
بريتوريا تضيء مصابيحها في مراكز اتخاذ القرار فيها، وتضبط
توقيتها على وقع حدث الاستفتاء المصيري في السودان وتداعياته
وتبعاته المحتملة، فيما تبقى الخرطوم وحدها، على الرغم من أنها
المعنية أكثر من غيرها بذلك، بلا رؤية ولا إضاءة ولا زمن محسوب
بدقة لموعد استحقاق الاستفتاء على تقرير المصير وعواقبه.
وتحدى طه أن يكون هناك أي حزب، بما في ذلك المؤتمر الوطني،
يمتلك رؤية استراتيجية واضحة المعالم ومحددة الأهداف والتواقيت
بشأن الاستحقاق المصيري الذي يواجه السودان، وما يجب أن
تنهض به كل القوى السياسية من أجل الحفاظ على وحدة السودان
طوعياً وضمانة استقراره وأمنه.
ولعل الرسالة الأكثر وضوحاً التي حرص طه على إبلاغها على خلفية
مراجعته النقدية هي أن «المعركة من أجل كسب الرهان على وحدة
السودان الطوعية ليست معركة خاسرة، وليست محسومة، وإن كانت
صعبة»، والسؤال المطروح كان كيف يمكن تحويل الامل في الرهان
على الوحدة إلى واقع ملموس في وقت الزمن آخذ فيه بالنفاد، وفي
مواجهة عوائق من قبيل ما أسلفنا من الأجواء المشاعة باعتبار
الانفصال أمراً واقعاً، واستسلام الطبقة السياسية لذلك الامر، فضلاً
عن حالة الغفلة والزهد السائدتين في المشهد الوطني.
فقد اقترح طه حينها إطلاق حملة تتحرك فيها القطاعات الوطنية
المختلفة لكسب قضية الوحدة الطوعية في الاستفتاء على تقرير
المصير خلال الأشهر المتبقية من العام الجاري، مستدعياً من
الذاكرة الوطنية سابقة قيادة الزعيم إسماعيل الأزهري لحشد
الإجماع الوطني حول قضية الاستقلال، على الرغم من أن ذلك لم
يكن موقف حزبه المنادي بالاتحاد مع مصر، وهو كان قد فاز بأغلبية
برلمانية حاسمة على خلفية تلك الدعوة ولكن ذلك لم يحل دون
إعادة تقييم موقفه السياسي وإحداث تحول درامي وتاريخي في
رؤيته مكن من أن تنجح حملته في حشد وتوحيد الرؤية الوطنية
حول مشروع الاستقلال الوطني الذي تحقق بفضل ذلك.

بالطبع ليس متصوراً أن يعيد التاريخ نفسه بالضرورة، ولكن تبقى
تلك السابقة التاريخية تهدي دروساً وعِبَراً بالغة الأهمية، وأهمها
على الإطلاق أن تاريخ الأمم يصنعه قادتها وزعماؤها، وكون تنال
أمة ما المجد أو يلحقها الانحطاط، معلق بقدرة قادتها على اختيار
المواقف الصائبة في اللحظات الحاسمة من حياتها، ولكل مسار
شروط موضوعية تفضي إليه، ودخل الأزهري التاريخ من أوسع
أبوابه لأنه أفلح في لحظة تاريخية فارقة في توجيه بوصلته
السياسية نحو الخيار الصائب متجاوزاً مسلمات حزبه السياسية،
والدرس الآخر أن الزعيم الأزهري لم يكتف فقط بالتوجه إلى
المواطنين لحشدهم لجانبه، ولكنه توجه قبل ذلك لضمان توحيد
موقف القوى السياسية المختلفة خلف قضية الاستقلال، ولذلك
جاء جامعاً مانعاً.
ولعل واحدة من أكثر الأمور إضراراً ٍ تجاه مسألة الوحدة تظاهر
طرفي الاتفاقية، المؤتمر الوطني والحركة الشعبية، باتخاذ موقف
محايد شديد السلبية والإيحاء بأن قرار الوحدة أو الانفصال يتخذه
مواطنو الجنوب عند ممارسة الاستفتاء على تقرير المصير، وهو
أمر صحيح من الناحية الفنية ولكن سياسياً فإن القرار الحقيقي
بشأن الوحدة والانفصال يتخذه القادة السياسيون وهم من ينهضون
لحث المواطنين للتصويت للخيار الذين يرونه، وهذه مسألة مهمة في
مقاربة هذه القضية المصيرية، فالموقف الذي أعلنه الرئيس البشير
أمر ضروري، ولكنه وحده غير كاف، إذ يجب أن يعقبه عمل سياسي
ناضج وجريء وعاجل لتدارك أمر الانفصال المستفحل، ومن الخطورة
بمكان الركون إلى عقلية التحشيد الشعبوية باعتبارها ترياقاً لذلك،
والواقع فإن آخر ما تحتاجه عملية انقاذ وحدة السودان ما يملأ الساحة
هذه الأيام من تحركات باسم دعم الوحدة فيها كثيرة من المظهرية
وقليل من الفعل السياسي الناضج تفتقر للذكاء والجدية والقدرة
الحقيقية للتعاطي مع هذه القضية الخطيرة، ومن المهم التأكيد على
أن هذه المسألة أخطر من أن تترك لجماعات اللَغْوِ وطلاب التَّكَسُّبِ
السياسي.
وما تحتاجه الوحدة حقاً تحركاً حكومياً مدروساً ومسؤولاً واسع الأفق
مدرك لأين يتم تصويب الجهود لا بعثرتها بعمليات فهلوة سياسية
وتحركات وهمية لا تجدي شيئاً إن لم تفسد الأجواء وتسهم أكثر في
عدم توفير أجواء الثقة اللازمة.
واول ما تحتاجه الحكومة هو إيقاف حالة التوتير التي أضفتها على
الساحة السياسية عقب الانتخابات دون أن تضع في الاعتبارات أن
ذلك لا يتلاءم على الإطلاق لا مع ما يجب أن يكون عليه الحال لمرحلة
سياسية جديدة يفترض أن تكون نتاجاً للعملية الانتخابية، ولا يتلاءم
كذلك مع تحديات تقرير المصير الوشيك مما كان يستلزم تجاوزَ ما
أثارته الانتخابات بمبادرةٍ سياسيةٍ من المؤتمر الوطني تجاه جمع
الصفِ الوطني لا المضي في الاتجاه المعاكس.
وترتيبُ البيت السياسي وإعادةُ جمعِ الصف الوطني شرطٌ لا مناص
منه لمواجهة تحديات الفترة المقبلة.
والأمر الآخر هو التحرك لإدارة حوار جديد مع قيادة الحركة الشعبية
يضع في الاعتبار تجربة وملابسات الفترة الماضية من اتفاقية السلام،
والبحث عن آفاق أوسع عن سبل الحفاظ على وحدة البلاد، ومن
المهم الإشارة هنا إلى ما طرحه طه من رؤية تقوم على أن الاتفاقية
رسمت الحد الأدنى للوحدة الطوعية القائمة على ترتيبات قسمة السلطة
والثروة، ولكنها تركت الباب مفتوحاً لحدها الأعلى بمعنى تأسيس وحدة
فعلية على أسس جديدة تتجاوز فكرة جدل ثنائية الهوية، وعقلية
التقاسم، إلى مفهوم يقوم على ان «الوحدة هي صياغة لوجدان وطني
يبني الأمة عبر مراحل طويلة، وليست قراراً أو إجراءً تنتهي معه
القضية» وأضاف طه أنه أبلغ قادة الحركة الشعبية في دعوته لبناء
وحدة وطنية طوعية مفتوحة السقوف« من حقكم أن تطالبوا بوحدة
بمفاهيم ومعاني جديدة وفق أشواقكم لطرح السودان الجديد، ومن
حقنا أن نتحاور معكم حول السقف الأعلى المفتوح حسب أشواق
الناس وتطوراتهم وتفاعلهم وحسب اختياراتهم السياسية».

تلك إذن هي الرسالة أن الأفق المتاح للوحدة أبعد من حدها الأدنى،
ولكن ذلك يعني بالضرورة فتح أبواب التفاوض مجدداً على قضايا
محورية وبالغة الحساسية تتجاوز فكرة القبول بثنائية الهوية التي
شكَّلتْ معادلة السلام وأنتجتْ نظامين في دولة، لأن هذا الانقسام
سيستمر كذلك حتى إن صوَّت الجنوبيون في الاستفتاء لصالح الوحدة.

عاطف عولي
26-08-2010, 01:05 PM
سم الله الرحمن الرحيم

الإنفصال والوحدة في الميزان
احمد محمد شاموق

سؤال :
هل الأفضل للسودان وحدة متشاكسة كما يحدث اليوم،
أم انفصال حتى ولو كان متشاكساً؟.
هذا السؤال سمعته من عدد من الأشخاص في الأيام الماضية.
البعض برر السؤال بأن الحديث عن الوحدة الجاذبة الذي يتكرر
كذلك هذه الأيام يتزامن بقوة مع هذه (المشاكسة) كنوع من
(التزهيد) في الوحدة.
والتبرير أنهم يريدون الانفصال ولكنهم يريدون أن تكون المبادأة
من الشمال.
السيناريو المطروح الآن هو أن تأتي الوحدة أو الانفصال عن طريق
صندوق الاقتراع، ومن سيقترع هم الجنوبيون وحدهم ... مع أن الشمال
عاني من حرب الجنوب تماما مثلما عاني الجنوب.
وما دام المستفيد أو المتضرر مما حدث في الجنوب هما طرفا
النزاع: الشماليون والجنوبيون، أي جميع أهل السودان، فلم
يكن مفهوماً كيف أن الجنوب وحده هو الذي سيقترع في استفتاء
الوحدة والانفصال؟
هذا السؤال مطروح في الشارع السياسي، ولكن نبرة طرحه خفتت
بفعل تعاقب الأيام، ففكرة استفتاء الجنوبيين وحدهم حول مصير
السودان باتت مهيمنة ومقبولة.
نعود إلى السؤال الذي بدأنا به :
بصراحة كفة الميزان في الشمال بدأت تميل نحو الانفصال. لكن ميل
الشمال نحو الإنفصال لن يؤثر بشكل مباشر على نتائج الاستفتاء
لأن الذي سيقرر الإنفصال أو الوحدة هم الجنوبيون وحدهم.
والسؤال المطروح بجدية الآن هو :
هل الأفضل للسودان وحدة متشاكسة كما يحدث اليوم؟، أم انفصال
ما زالت طريقة إخراجه في رحم الغيب؟ : هل هو انفصال سلس
يتم وفق النظام والقانون أم انفصال متشاكس؟.
فلسفة السودان التي سادت منذ بواكير الاستقلال أن الوحدة هي
الأصل.
الآن يبدو أن فكرة أخرى بدأت تظهر في الأفق وإن لم تحل محل
الفكرة الأولى بشكل نهائي. الفكرة الأخرى تقول إن أبغض الحلال
عند الله الطلاق. وهذا العمل البغيض عند الله وعند الأسرة لا تلجأ
إليه الأسرة إلا للضرورة. ويقدر الكثيرون أن الضرورة ماثلة في
تجربة السنوات القلائل التي أعقبت توقيع اتفاقية نيفاشا.
السؤال الذي ينبغي أن يطرح على الجنوبيين حتى يستبينوا وهم
أمام صناديق الاقتراع هل سيصوتون لوحدة حقيقية تعطي كل ذي
حق حقه وفق ما تم في اتفاقية نيفاشا؟، أم لوحدة مشاكسة تواصل
ما يحدث اليوم .. أم سيصوتون للإنفصال؟، وحتى الانفصال على
الجنوبيين أن يدركوا هل سيصوتون لإنفصال سلس وأيضا يتم
بالقانون والنظام؟.. أم لإنفصال ؟
ولا أدري حتى الآن ما هي الصورة التي سيتنزل بها على أرض
الواقع.
وبعــد ..
الفترة الماضية كانت غامضة في تاريخ السودان، ولا أظن أن
الكثيرين يدركون أسباب هذا الغموض الذي ولد (التشاكس)،
هل هي الرغبة في أعطاء الجنوبيين جرعات إضافية للوقوف
مع الانفصال، أم لزلزلة كيان الشمال حتى يقع في الفوضى
وينهار؟.
استجلاء هذه الفترة عمل ضروري حتى تستعدل الأمور.

عاطف عولي
26-08-2010, 01:06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

جامعة الخرطوم تدعو لوُحدة طوعية منصفّة و بنّاءة



بيان من مجلس عمداء جامعة الخُرطوم حول تقرير مصير السُودان:
إنحيازا إلى وُحدة طوعية منصفّة و بنّاءة
السابع من يونيو 2010

لم ينشأ السُودانُ وطنا واحدا محض صدفة هكذا، بل عبر تجربة طويلة
من التفاعل و التعايش و التكوين. عاش السُودانيون مواطنين تحت
راية وطن واحد إنتسبوا له، و تشرّفوا بالإنتماء إليه.
و ما انتاب هذا الوطن من أزمات و صراعات أهلية و وقائع حيف و
عسف و تظلُّمات لم يكن حائلا دون استمساك السُودانيين بسودانيتهم
بأفضل ما يستطيعون.
و هاهي البلاد تُقبل على استفتاء تقرير مصير جنوب السُودان، الذي
هو، في واقع الأمر، استفتاء على تقرير مصير السُودان كلّه. حينئذٍ
سيقترع مواطنو السُودان من الجنوبيين في مطلع العام المُقبل
(2011) في استفتاء تقرير المصير ليقرروا إن كان السودان سيبقى
موحداً كما عرفناه منذ حوالي قرنين من الزمان أم أنّه سينقسم إلى
كياني دولة في الشمال و الجنوب.
يجيء إستفتاء تقرير المصير في سياق الوفاء باستحقاقات الإتفاق
الشامل للسلام (نايفاشا 2005)، و هُو إتّفاقٌ وطنيٌ مهم و جدير
بالتطبيق كاملا، إلا أنّ تقسيم الوطن سيستصحب معه متاعب لا
حصر لها. فهو سيفتح الباب لاحتمالات عنف واسع و مستمر، و
لإنقسامات جديدة في الشمال و الجنوب، بلا استثناء. هذا فضلا
عن أنّه سيضع بين أيدينا قائمة من القضايا المشتركة التي تنتظر
الحسم، ما من شأنه أن يفتح الباب لنزاعات غير ضرورية عالية
التكلفة. كما أن من شأن تقسيم السُودان أن يجلب معه متاعب
إقليمية و تدخلات دولية غير مأمونة العواقب.
إنّ السُودان الموحّد، وحدة طوعية منصفة و بنّاءة، يمثّل فرصة
حقيقية من واقع كونه بلدا كبيرا غنيّا بالموارد. و بلدٌ بخصائص
السُودان، سعةً و تعدّدا و خبرات و تجارب و نموذجا في التعايش
و موارد اقتصادية و بشرية، في وُسعه أن يلعب دوراً أشدّ تأثيراً
في محيطيه الإقليمي والدولي.
إنّنا نعيش في زمان تتكامل فيه الدول وتتحالف و تتفاعل و تتعاون
على معالجة مشاكلها، و للتصدّى لتحدّياتها الكُبرى، و للعمل على
بناء مستقبلات أفضل لشعوبها بعيدا عن مخاطر الإنقسامات المُفضية
إلى هدر موارد الأوطان و طاقاتها في النزاعات و الصراعات و حُروب
الإستنزاف.
صحيحٌ أنّ تقسيم السُودان، إن تم،ّ فسيجيء كجزء من استحقاقات إتّفاق
نايفاشا، و لكنّنا عندئذ، سنكون كمن يسير في اتّجاه ضد التاريخ، وضد
مصالحنا الوطنية، وضد رغبة شعبنا الحقيقية الذي برهن على مقدرته
في التعايش السلمي والتواصل عبر القُرون. إنّنا نقدّر أسباباً قوية دفعت
الإخوة في الحركة الشعبية لتبنّي إدراج حق تقرير المصير في بروتوكول
ميشاكوس، و قيامه في موعده المحدد والالتزام بنتيجته المتوقعة.
غير أنّ تنفيذ الإتفاق الشامل للسلام الذي تم الاتفاق عليه بين حُكومة
السُودان و الحركة الشعبية (2005)، رغم بعض العراقيل طيلة
السنوات الخمس الماضية، ليدُل على أن المعادلة السياسية المرضية
للشمال والجنوب ممكنة بل وقابلة للتحسين والتطوير، ويكفي أنها
أوقفت الحرب التي استمرت لأكثر من عشرين عاما.
الرهان على استدامة الوُحدة:
لا خلاف، بالتأكيد، حول الاختلافات الكثيرة بين أهل الجنوب والشمال
في الدين والعرق والثقافة والتوجُّهات السياسية إذ السُودان يُرسي
دعائم وحدته على قاعدة من تنوّعات عديدة؛ و لا خلاف حول أنّ
الإرث الاستعماري الذي قفل الجنوب في وجه أهل الشمال وقفل
الشمال في وجه أهل الجنوب أبقى على الجنوب، ضمن أسباب أُخرى،
متخلفاً في التنمية الاقتصادية والاجتماعية؛ و لقد أخفقت الحكومات
الوطنية في عُهودها المُختلفة في معالجة جذور المشكلة الجنوبية.
كلُّ ذلك صحيح، إلا أنّ مواطني السُودان، جنوبا و شمالا، تعايشوا
جنباً إلى جنب في أريحية وجوار حسن في سائر مدن الشمال والجنوب
في السكن وفي مجالات التجارة والصناعة والخدمات دون نزاعات
عرقية أو دينية؛ وتجاورت الكنائس والمساجد دون اعتداءات أو
تشاحن.
صحيحٌ أن التعايش الاجتماعي لم يبلغ مداه المطلوب متأثراً بنظرات
عرقية تاريخية ولكنه يسير على الدوام في خط متطور إلى الأحسن
والأفضل. ولا تقتصر النظرات العرقية الاستعلائية على بعض
الشماليين تجاه الجنوبيين، ولكنها قائمة بين المجموعات السُكانية
في شمال السُودان فيما بينها و بين المجموعات السُكانية في جنوب
السُودان فيما بينها أيضا.
و إنّنا لنتميّز، مقارنة بغيرنا من أشقائنا في غير قليل من البلاد الأفريقية
والعربية بحُسن التعايش والتواصل والتسامح و التداخل و التفاعل
الإيجابي البنّاء بين الأعراق. و يجدُر أن نُلاحظ أنّ شكوى المواطنين
الجنوبيين، على مر الوقت، تتمحوّر حول القرارات والسياسات
الحكومية وليس بسبب سوء العلاقات الاجتماعية بين السُودانيين.
لحظاتٌ مُشرقة في تاريخ الوطن:
لقد أدى الحكم المركزي القابض وفترات الحكم العسكري المتطاولة
والغفلة السياسية في قراءة مطالب الجنوبيين منذ فجر الاستقلال
إلى أخطاء فادحة في التعامل مع القضية الجنوبية، التي تمثّل إحدى
تجليّات مشكلة الوطن الكُبرى، من قبل النخب الحاكمة من الشماليين
و الجنوبيين.
لقد انتفض السُودانيون في الشمال في أكتوبر 1964 ضد حكم الرئيس
عبود بسبب سياسة المعالجة العسكرية لمشكلة الجنوب وكان أول
مهام الحكومة الانتقالية الدعوة إلى مؤتمر المائدة المستديرة لحل
مشكلة الجنوب سياسياً.
وانتفضوا مرة أخرى ضد حكم الرئيس نميري بسبب تداعيات الحرب
الأهلية في الجنوب مرة ثانية بعد اتفاقية أديس أبابا (1972)، وكان
أول نداءات المجلس العسكري الانتقالي بعد الانتفاضة هو دعوة
الحركة الشعبية بالانضمام إلى قوى الانتفاضة والمشاركة في الحكومة
والتفاوض حول تحقيق السلام في البلاد.
وكان الإتفاق الشامل للسلام أكثر محاولات السلام جدية وتشخيصاً
لجوانب المشكلة المختلفة، ورغم أنها جاءت ثنائية بين المؤتمر الوطني
والحركة الشعبية ومقسّمة السلطة بينهما إلا أن بقية القوى السياسية
قبلت بها، بشكل أو آخر و دون تردد.
و لقد حقق إتّفاق السلام، في الواقع مكاسب كبيرة للجنوب و الشمال
ليس أقلها حقنها الدماء، و الإفضاء إلى سلام مستدام بعد حرب أهلية
ضروس أكلت الأخضر واليابس.

إنحياز إلى وُحدة طوعية مُنصفة و بنّاءة:
بإزاء كلّ ذلك، و إنطلاقا من كونها مؤسّسة علمية جامعية قوميّة تتمتّع
بتاريخ وطني ناصع؛ و بإرثها في الإنخراط الإيجابي الفعّال في قضايا
الوطن، و بمسؤوليتها تجاه حاضر الوطن و مستقبله، فإنّ جامعة
الخُرطوم تستنهض الضمير الوطني الحي للإنحياز إلى خيار وُحدة
طوعية مُنصفة و بنّاءة، في مقابل احتمالات التقسيم و التشرذم و
الإنكفاء.
و يجب أن تقوم الوُحدة الطوعية المنصفّة و البنّاءة على الأُسس
التالية:
*المواطنة.
* تشجيع التدامج القومي و بناء الأمّة.
* إرساء قواعد الحُكم الراشد، و العدالة و حقوق الإنسان.
* الشراكة العادلة في السُلطة و الثروة، و بناء نموذج لتنمية
عادلة و متوازنة.
* إكمال تنفيذ إتّفاق السلام الشامل.
* تعزيز قاعدة المصالح المثشتركة بين مواطني و أقاليم الوطن الواحد
* تطوير نموذج الحُكم اللامركزي على أوسع نحو فضفاض متّفق عليه
*صون حقوق غير المسلمين في مناطق الكثافة السُكانية للمُسلمين،
و المسلمين في مناطق الكثافة لغير المُسلمين.

إنّ جامعة الخُرطوم، إدارتها و اساتذتها و موظفيها و فنييها و عُمّالها
وطلابها، لتشرئب إلى مستقبلٍ يجمع السُودانيين و لا يفرقهم، و يبني
لهم أمّة تحترم خصوصياتهم و تعزّز القواسم المشتركة الجامعة بينهم،
و يصنع لهم نهضة يغادرون بها مربع التخلّف الذي أفضى بهم إلى
حروب لئيمة مستنزفة.
وتُعلن الجامعة تبنيها، بعقل مفتوح، لخيار الوُحدة الطوعية المُنصفة
و البنّاءة. و ستنظم الجامعة نشاطات عديدة في إطار حملة واسعة
لدعم خيار الوُحدة الطوعية تشمل، ضمن نشاطات أُخرى، تنظيم
منبر السياسات الثاني حول قضية تقرير المصير و الوُحدة الطوعية
المُنصفة و البنّاءة، و نشاطات مع مُختلف القوى الوطنية و الإقليمية
و الدولية لتوفير مساندة واسعة لخيار الوُحدة الطوعية.
و تدعو جامعة الخرطوم قادة الوطن في الجنوب و الشمال، خاصّة
الحركة الشعبية و المؤتمر الوطني و أحزابنا السياسية الوطنية كافة،
و نخبنا الوطنية و سائر المواطنين السودانيين و أصدقاء السُودان
الإقليميين و على امتداد الساحة الدولية الأوسع، لتدعوهم إلى
تعاضد الجُهود لأن نجعل، نتيجة إستفتاء نزيه و شفّاف لتقرير
مصير الوطن، فرصّة حقيقية لإستدامة وُحدة الوطن وحدة طوعية
مُنصفة وبنّاءة.

عاطف عولي
26-08-2010, 01:07 PM
وحدويون... نعم

صحيفة الأخبار السودانية
الكاتب/ فيصلمحمد صالح
الخميس 27 May 2010
تنشط مبادرات كثيرة هذه الأيام للعمل من أجل دعم اتجاه
الوحدة في استفتاء تقرير المصير لشعب جنوب السودان.
وقد يقول قائل إن الوقت قد فات، ويعقبه تساؤل أين كنتم
من قبل؟ وربما يسمع المرء صيحات استنكارواستهجان،
كل هـذا لا يهم، وهذا ليس الوقت المناسب لمثل هـذه
التساؤلات أو التوقف عندها، من كان يعتقد أن مثل هذا
العمل واجب وطني حتى الدقيقة الأخيرة، فلينخرط
فيعمل ما في هذا الاتجاه، ومن يعتقد أن الوقت قد فات
ولا معنى للعمل فله الحق أن يلزم بيته، وليس على
المؤمن حرج.


لكن المهم هو التنسيق بين المبادرات المختلفة، حتى لا
تصبح تكرارا لأعمال في جانب وإهمالا لجوانب أخرى.
الدولة ومؤسساتها المتعددة لديها دور مهم وكبير، وكل
الحكومة بمكوناتها الإساسية، المؤتمر الوطني والحركة
الشعبية، ثم الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع
المدني، والفعاليات والمنظمات الثقافية والفنية
والاجتماعية والرياضية.
لو قامت كل الجهات المؤمنة بالوحدة في الشمال والجنوب
بما ينبغي عليها، فإن الضمير السوداني سيكون مستريحا
بأن الشعب في جنوب السودان سيذهب لصناديق الاقتراع
ليحدد مصيره بعد أن توفرت له الفرص كاملة، وستصبح
النتيجة، أيا كانت، محل رضا وقبول.
الأمر الثاني المهم هو مضمون العمل الذي يجب أن يتم
واتجاهه، فليس المقصود تقديم رشوة من أي نوع لشعب
الجنوب ليختار الوحدة، فهذا ليس عملا نبيلا ولا حكيما،
وإذا كانت الوحدة لن تأتي عبر الطريق المستقيم، فليس
لأحد حاجة بها. الوحدوي الحق هو ذلك الذي يؤمن أن
للجنوب والشمال، ولشعب الجنوب والشمال مصلحة
حقيقية في الوحدة، وأن رصيد الوحدة ودافعها قوي
ومتمكن حتى لو أهيل عليه التراب ليخفيه.
وبالتالي فإن التوجه العام لهذه الجهود هو التركيز
على المصالح المشتركة، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا
وثقافيا، وكيف أن الوحدة تضمن هذه المصالح وديمومتها
واستمرارها، بينما يضع الانفصال مصير الجنوب والشمال
على كف عفريت.
المؤتمر الوطني و الحركة الشعبية لديهما كروتا كثيرة يلعبان
بها، ومن المهم الحوار معهما من أجل تسخير إمكانياتهما
من أجل الوحدة. ويجب ألا ينحصر الحوار مع التيار الوحدوي
داخل الحركة الشعبية، بل يجب أن يتعداه لكل فصائل الحركة،
خاصة الانفصاليين لمعرفة كيف يفكرون ولماذا يتجهون نحو
الانفصال.
ومن المهم تجاوز المرارات التاريخية والصور النمطية عن خدمة
الانفصاليين للأجندة والمصالح الأجنبية، فهناك انفصاليون عن
قناعة بأن الانفصال في مصلحة الجنوب وشعبه، بغض النظر
عن موقف القوى الخارجية، وهؤلاء هم من يجب تركيز الحوار
معهم.
هذا العمل فرض عين على كل من لديه القدرة والإمكانيات للعمل،
وهو لا يسقط عن أحد أو جهة لأن شخصا آخر أو جهة ما قامت
بالعمل، فهذا عمل بلا حدود، وبلا تخصصات.
أيا كان موقعك وتأهيلك وموقفك السياسي ومكانك الجغرافي،
فأنت رصيد دعم لوحدة إن كنت تؤمن بها، ويمكنك أن تخدمها
من موقعك، ولو بشق تمرة.

عاطف عولي
26-08-2010, 01:08 PM
وحدويون.....كيف..؟


صحيفة الأخبار السودانية
الكاتب/ فيصل محمد صالح
الجمعة 28 مايو 2010م

قلنا بالأمس إن هناك جهات ومؤسسات ومبادرات كثيرة بدأت
في التحرك نحو دعم وحدة السودان، لكن أخشى أن تتبدد
هذه الجهود لغياب الأفكار الخلاقة والرؤى، وتتضارب مع
غياب التنسيق، وتصطدم بعائق نفسي وسياسي كبير تعجز
عن أن تتخطاه، رغم الجهود والنوايا.
مثلا ، أشار إليّ صديق نافذ الرؤية إلى مبادرة طيبة من أشخاص
حسني النية ومخلصين، تحت رعاية إحدى شركات البترول..!
الشركة مشكورة لدعمها المبادرة، لكن يجب علينا النظر لوضع
البترول في جدلية الوحدة والانفصال، ومراعاة حساسية الكثير
من ابناء الجنوب واعتقادهم بأن هدف الشمال هو بترول الجنوب،
فإذا بالجهة الراعية لمبادرة دعم الوحدة من شركات البترول
"الشمالية!".
واتفقت مع الصديق الهميم أيضا في أن المشكلة الحقيقية هي
فقر الخيال السياسي، وعجزه عن تقديم مبادرات جديدة وخلاقة
تخترق الستر والحواجز لتسير نحو المستقبل. لقد تحجرت
أحزابنا السياسية، وتحجرت عقول قادتها حتى بدت وكأنها من
أطلال القرون السابقة.

هناك جبهة تحتاج للتعامل معها بجدية شديدة، وهي مجموعات
من الجنوب، وقد تكون وحدوية في الأصل، لكنها الآن وإن كانت
لا تدعم الانفصال بالضرورة، لكنها تبرر له بقصور المؤتمر
الوطني وعدم قيامه بما يدعم الوحدة. ينتشر هذا الخطاب بكثرة
وكاد يصبح من المسلمات رغم فساده البين. أدبيات الحركة
الشعبية الاساسية والأصلية اعتبرت الوحدة مسؤولية الوحدويين،
ووضعت أعضاء ومقاتلي الحركة في طليعة الوحدويين الذين
سيعيدون بناء السودان على أسس جديدة، ومن المؤسف ان
يتحول بعض كبار قيادات الحركة الآن لمعلقين من الرصيف
الجانبي يذيعون علينا ما لم يقم به المؤتمر الوطني من أجل
الوحدة ، ونسبة الانفصاليين المتزايدة.

لو كان أمر الوحدة منوط بالمؤتمر الوطني فلم قامت الحركة
الشعبية من الأساس، ولم هذا النضال الطويل؟ المؤتمر الوطني
قوة سياسية موجودة على الأرض وحاكمة، وبالحزب وحدويون
وانفصاليون، ولكن حتى لو كان كل حزب المؤتمر الوطني من
الانفصاليين، وكل سياساته انفصالية، فكيف يسلم له من يؤمن
بالوحدة الأمر، وينتظر أن يتم تتويج هذه السياسات بإعلان
الانفصال..؟
ثم هناك ربط الوحدة بفصل الدين عن الدولة، وتطبيق النظام
العلماني، وفيما يبدو لي أن هذا ايضا مطلب تعجيزي وتبرير
للانفصال، فنضال القوى الشمالية والجنوبية المطالبة بفصل
الدين عن الدولة لم يتواصل بدرجة تجعل هذا الأمر خياراً غالباً ،
في الشمال على الأقل، ولا يمكن أن يتمنى المرء حدوث الانفصال
كعقوبة لرفض العلمانية في الشمال.
هذه واحدة من النقاط التي تحتاج خيالاً سياسياً جديداً يتجاوز
المسألة بطرح فيدرالية التشريع المطبقة في بعض الدول، أو
أي من الخيارات الأخرى، وليتواصل عمل وطرح خيار العلمانية
داخل دولة الوحدة كخيار ديمقراطي يتم إقناع الشعب به، بدلا
من استخدامه كسلاح للتهديد بالانفصال.
يتمتع الجنوب الآن بنظام قانوني مختلف عن الشمال، يتماشى
مع رغبات أهل الجنوب ومعتقداتهم، بينما للشمال نظام مختلف،
فأين المشكلة؟
ولماذا الإصرار على تغيير النظام القانوني في الشمال كثمن للوحدة،
وهو ما لن يتحقق الآن، بينما من الافضل أن يصبح تغيير النظام
القانوني في الشمال هدف مستمر تعمل عليه كل القوى المؤمنة
بالتغيير دون ربطه بشروط الوحدة.

عاطف عولي
26-08-2010, 01:08 PM
وحدويون...لماذا؟


الكاتب/ فيصل محمد صالح
صحيفة الأخبارالسودانية
الأحد 30 مايو 2010م

فلنكمل الثلاثية هنا، بعد وحدويون... نعم، لتحديد الموقف المبدئي،
ثم وحدويون ..كيف؟، لتحديد الوسائل والأدوات، فنعود لسؤالمهم
كان يفترض أن يكون البداية، وهو وحدويون...لماذا؟
هناك كثير من الحجج التي تقدم دفاعا عن وحدة السودان، يقوم
بعضها على أسس عاطفية، وبعضها على أسس عملية وواقعية.
ولست من الذين يزدرون بالأسس العاطفية ويطالبون بإبعادها
من ساحة التعامل، لكني فقط أطالب بأن لاتكون وحدها هي دعامة
الدعوة للوحدة. صحيح أن أجدادنا سلمونا وطنا موحدا، وقد يبدو
من حق الناس أن يحافظوا على إرث الأجداد، هذا إذا استطاعوا
البرهنة بشكل عملي على أن مصلحة الوطن والشعب في بقائه
موحدا.
أما لو تغيرت الظروف والمصالح والمؤثرات، فلن يستطيع الإرث
التاريخي وحده حماية وحدة الوطن. كذلك العلاقات الاجتماعية
والتداخل الإنساني والتاريخي والجغرافي، لأنه يمكن أن يتواصل
بين دولتين جارتين.

المنطقي والصحيح ان يكون العامل الأساسي والحاسم هو عامل
المصالح، لو اثبتنا أن مصلحة أبناء السودان في شماله وجنوبه
وشرقه وغربه في بقائه موحدا نكون قد وضعنا الأساس المتين
الذي تنهض عليه بعض العوامل، كذلك نكون قد فتحنا الباب
لمعالجة الاختلالات والنواقص.
نحن نؤمن أن مصلحة السودان الاستراتيجية سياسيا واقتصاديا
وأمنيا واجتماعيا وثقافيا في بقائه موحدا، وأن عوامل التاريخ
والجغرافيا والمستقبل كلها تصب في مسألة الوحدة.

دولة السودان الموحدة لديها كل امكانيات القوة والمنعة، ولديها
تاريخ مشترك يسندها في زمن صارت فيه الدول الضعيفة ضحية
للافتراس، وأهم المؤشرات تقول أن الانفصال لن يخلق دولتين،
واحدة في الشمال وواحدة في الجنوب، بل إنه سيعرض الجنوب
للتفتت لأكثر من دولة ويمزق الشمال لدول متعددة، باستخدام
نفس منطق تقرير المصير. كما أن الوحدة هي في مصلحة
الجنوب، كما هي في مصلحة الشمال،على قدم المساواة.

وضرورات التكامل الاقتصادي تقول أيضا بمصلحة الجميع في
الوحدة،فالجنوب يملك الكثير، ليس البترول وحده، لكن أيضا
ينقصه ما يتمتعبه الشمال من أراضي واسعة وسهول وبطاح
وثروات معدنية وقوة عاملة، ويتكامل الجزءان اقتصاديا بحيث
يسد كل جزء احتياج الآخر.
ولعل أخطر الحجج التي يتنادى بها دعاة الانفصال هي بترول
الجنوب، والنفط وحده ليس كافيا لينهض عليه اقتصاد دولة،
كما أن الشمال نفسه أخطأ بالتركيز على بترول الجنوب، ولو
توفر الوعي بأهمية الوحدة منذ فترة كافية لكان من الأفضل
المبادرة بترك كل بترول الجنوب لتنمية الجنوب، وكانت هذه
المبادرة كفيلة بابطال أكبر حجج الانفصال.
دولة الوحدة ليست جنة، ولا هي دولة بلا مشاكل، لكن أيضا
فإن الانفصال ليس هو الحل للمشاكل التي تواجهنا الآن،
فعجز الحكومة عن مراعاة مصالح الشعب، وتحجر رؤى الطبقة السياسية،والفسادوالمحسوبية وعدم ترتيب الأولويات، ليست
مشاكل خلقها الساسة الشماليون، وستغيب عن دولة الجنوب
حال الانفصال، لكنها علل ومشاكل موجودة في حكومة الجنوب
أيضا. والنضال المشترك من أجل تصحيح الأوضاع هو المدخل
الصحيح والحل الناجع.
لهذا فإن المعركة من أجل الوحدة يجب ألا تكون معركة الشماليين،
وهي ليست رحلة البحث عن مصالح الشمال، لكنها نضال مشترك
من أجل مصلحة السودان كله، وشعبه في الشمال والجنوب.

عاطف عولي
26-08-2010, 01:09 PM
ما بننفصل يا ناس؟!
د. عبدالعظيم أكول

الوطن
29 مايو 2010م
عندما جاء أجدادي «العمراب» من «سقادي» و«جبل أُم علي»
وأهلي من «أُم الطيور» و«الفاضلاب» أيام حكم الخليفة عبدالله


التعايشي وضربوا في فيافي البلاد كانت «هجرتهم» داخل السودان

نحو «مجرى» النيل بغرض التجارة إذ أن عميد أُسرتنا الراحل
«محمد علي عبدالرحمن» إستقر بعد معركة كرري وكان «رأس مية»
بمدينة «الفشاشوية» ببحر أبيض ثم «تحرك» إلى «أعالي النيل»
وأستقر مع جماعة من أهله وهم أجدادنا في «كاكا التجارية» بولاية
أعالي النيل وعاصمتها «فشودة» وهي مدينة ساحرة تقع على شاطىء
النيل الأبيض تقابلها في الضفة الأخرى مدينة «ملوط» إذ تصطف فيها
أشجار «النيم» على أهداب النيل في شكل هندسي بديع يبدأن «السوق»
الذي يطل على الأمواج الهادئة لبحر أبيض وهي تحمل نبات «المعونة»
الأخضر والذي يتهادى كأسراب العصافير في رحلة «التيجان» من
الجنوب إلى الشمال ..

وشهدت مدينة «كاكا» مولدنا ومولد الآباء وأختلطنا في «وحدة»
عفوية سودانية ميةالمية مع أهلنا من قبيلة «الشلك» فقاسمناهم

السراء والضراء ولم نشعر في يوم من الأيام بفوارق لا عرفية ولا أثنية

وتصاهرنا معهم حتى أن عمي «الرضي» تزوج من «شلكاوية»
أنجب منها طفلين «ولدين» كنا حينما نسألهما عن جنسيتهما يقولان
«جعليون» وعندما يسألهم أهلهم «الشُلك» من جهة الأُم يقولون
«شُلك» وربطت بين أجدادنا ووالدنا محمد عثمان أكل صلاة ممتدة
مع «العُمد» ورث الشلك «المك» كور و«العمدة أموم» والشيخ لاقى
وصرنا «روح واحدة في جسدين» وحدث أن تعرضت للغرق ونحن
«نعوم» في بحرنا «الأبيض» وعلى حين غرق بذات صياح المرعوب
من الموت فأنخلع لب أخواني وأبناء عمي ووقفوا مشدوهين فأنبرى
أخ كريم من قبيلة الشلك كان يعاوننا في «الدكان» وأنقذني بشهامة
من موت محقق عام 1972م وهذا الأمر يؤكد عُمق الصلات بين أهل
الجنوب والشمال قد يقول قائل إننا تعرضنا للكثير وفقدنا شباباً وكهولاً
نتيجة «غدر» أهلنا الذين «تمردوا».

وأنني أنظر للموضوع من جانب واحد وأقول لهم ولكم لا وألف لا فقد

شهدت وأنا «طفل» يافع أحداث «ضربة كاكا» 1964م وفيها

إستشهدت «حبوبتي السُرة» وأبناء عمي «علي وتاج السر»
وحتى حوادث تمرد عام 1983م فقدنا فيها إبن عمي «ميرغني»
ثم إستشهد شقيقي الأصغر وكان قد تزوج حديثاً «خضر»
وغيرهم كل ذلك لا يمنعني من القول إن هذه الأحداث لن
تجعلني أطالب «بالإنفصال» وأشعر بالحنين إلى الجنوب وأهله
ومدينتي «كاكا» التجارية التي فقد فيها الوالد كل «تجارته» وثروته
ولكنه ظلّ وفياً للمدينة التي أنجبته حتى إنتخب قبل سنوات من قبل
أهلنا في الجنوب وأهلنا في الشمال «عمدة» كامل الصلاحيات والتي
لا يزال يمارسها حتى الآن طيلة شهور الصيف وحينما يحل فصل
«الخريف» يعود الى كوستي ثم يعاود الكرة ونعتز بأننا نجيد
«رطانة» أهلنا الشلك وزاملناهم في المراحل الدراسية المختلفة إذ أن
موسى المك كور زاملته في كوستي المتوسطة الأهلية وكوستي القوز
الثانوية والشيخ جمعة رئيس جمعية مكة بالخرطوم درسنا معه المراحل
الأولى بالجنوب وتربطنا صلات طيبة بعوض جاقو وشول أكوجي وعوض
أوانق ودينق ماييك الذي كان المشرف على دكان جدنا الراحل حسن
محمد علي عبد الرحمن أول مندوب للحكومة المحلية في كاكا ,
وتفرق أهلنا في الجنوب فذهب عمنا الراحل «بشير أبو سنينة» إلى غرب
النوير وراجت تجارته في بانتيو ومعه عمنا عمر محمد خير حسيب الذي
كان يملك أكبر «مطعم» في بانتيو وربطته صلة طيبة بالرئيس البشير
عندما كان قائداً لحامية «ميوم» وجدنا الراحل محمد عثمان الفاضلابي
والد أعمامي الراحل الفريق طبيب علي محمد عثمان الفاضلابي قائد
السلاح الطبي السابق والمهندس حمزة محمد عثمان الفاضلابي المدير
الحالي للسكة الحديد وفي الجنوب تصاهرت أُسرتنا مع أُسرة كريمة
منها أُسرة «آلغندور» وجعفر محمد علي بشارة وفي كدوك عمنا
«الرباطابي» الراحل الطيب مصطفى سرتجارها وزوج «عمتي»
نقول إن إرتباطنا بالجنوب إرتباط وجداني يؤكد وحدة السودان.

وأعتقد إذا كانت هناك جهة تسعى لكي تكون «الوحدة» جاذبة فعليها

أن تستعين بأهلنا كما كان يفعل الراحلين أحمد الرضي جابر وأبو قصيصة

واحمد عبد القيوم الذين إستعانوابها عند تحرير كاكا عام 1990م.
وقضينا أياماً زاهية مع أهلنا «الشلك» وتنسمنا عبق مدينتنا و
«ضربنا» السمك و«الكبروس» و«عُمنا» في بحرها الهادىء .

الجندي المجهول
27-08-2010, 11:23 PM
حبيبنا عاطف عولي ،، تحياتي ،،
بغض النظر ،،

الكل يعلم ان الوحدة تعني التماسك والقوة اما في حالة الانفصال فلن يكون الاخير فالغرب ايضا بدا يلوح بالانفصال في حالة انفصال الجنوب واتوقع ان يتبعهم الشرق

تخريمة : لا بد للحكومة ان تعمل جيداً على الوحدة ولا شئ سواها ( قوتنا في وحدتنا ) فليكن هذا هو شعار المرحلة ..

ضربة جزاء : الله لا قدر لو حدث انفصل (بعد خمسة سنين من الان سيجد البشير ) نفسه يحكم سودان حدوده ( شمالاً ما معروفة) وجنوباً مفتوحة وشرقاً ما متروسة وغرباً امشي كوسا

احسن نخت الكورة واطة ونعمل للوحدة ( اوروبا عاوزة تتوحد او توحدت تقريباً ) انحنا دائماً نسبح عكس التيار ليه ما عارف !!!؟؟؟

عاطف عولي
28-08-2010, 04:58 AM
حبيبنا عاطف عولي ،، تحياتي ،،
بغض النظر ،،

الكل يعلم ان الوحدة تعني التماسك والقوة اما في حالة الانفصال فلن يكون الاخير فالغرب ايضا بدا يلوح بالانفصال في حالة انفصال الجنوب واتوقع ان يتبعهم الشرق

تخريمة : لا بد للحكومة ان تعمل جيداً على الوحدة ولا شئ سواها ( قوتنا في وحدتنا ) فليكن هذا هو شعر المرحلة ..

ضربة جزاء : الله لا قدر لو حدث انفصل (بعد خمسة سنين من الان سيجد البشير ) نفسه يحكم سودان حدوده ( شمالاً ما معروفة) وجنوباً مفتوحة وشرقاً ما متروسة وغرباً امشي كوسا

احسن نخت الكورة واطة ونعمل للوحدة ( اوروبا عاوزة تتوحد او توحدة تقريباً ) انحنا دائماً نسبح عكس التيار ليه ما عارف !!!؟؟؟


وقدرنا ان ندفع فاتورة الحرب والسلام الوحدة والإنفصال ومن المراهنيين علي ان الجنوبيين سوف يختارون خيار الوحدة عكس توجهات ساستهم ليه؟ دا ما سوف اجيك ليه بعدين