المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حكاية القاف والغين وفصاحة أهل السودان - معاوية عجب الفيا



أبوبكرحامد
03-01-2005, 04:18 AM
الشائع بين إخواننا العرب نحن السودانيين لا نحسن نطق القاف إذ ننطقه غينا أو شبيه بالغين كما في الكلمات : رقم ، القى ، قائد وغيرها . وأتخذوا من ذلك مصدرا للتندر علينا ويحكون بعض الطرائف في ذلك . ولكن كما يقولون الجمل ما بعرف عوجة رقبته . ولكن المؤسف كدأبنا دائما أننا صدقنا ذلك وأخذناه كحقيقة مسلم بها وغير قابلة للنقاش أو التشكيك في صحتـها ، وقد لاحظت أثناء إقامتي بالخليج أن السودانيين ولا سيما المثقفين منهم يحرصون كل الحرص في كلامهم على قلقلة القاف حتى لا تخرج مثل الغين ويحسون بالحرج .

أذكر أنني كنت قد قدمت محاضرة عن اللهجة السودانية بالنادي السوداني بأبو ظبي وأثناء النقاش قام أحد الأخوة السودانيين الذين لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب ، وقال باستعلاء : يا أخي انتو السودانيين فضحتونا ، ما قادرين حتى الآن تفرقوا بين القاف والغين " يقصد أنني لم أفرق في حديثي في المحاضرة بين نطق القاف والغين . فقلت له يا أخي لا داعي مطلقا للشعور بالخجل أو الحرج من ذلك فإذا كنا نحن ننطق القاف غينا فمعظم العرب ينطقونها همزة أو ألفا ثم لا يجدون في أنفسهم أدنى حرج من ذلك ، بل ربما لم ينتبهوا إلى أنهم يفعلون ذلك مطلقا باعتبار أن ذلك هو الشيء الطبيعي ولكن عندما ننطقها نحن غينا يسخرون منا ويتندرون علينا ثم نطأطئ نحن رؤوسنا ولا نعيرهم بما يعيروننا به . فإذا كان الموضوع موضوع فصاحة فمن هو الفصيح ؟ ا الذي ينطق القاف غينا ام الذي ينطقها ألفا فأيهما أقرب للقاف الغين ام الألف ؟ ا ثم أوضحت له أن نطقنا هو صحيح ولا غبار عليه وأننا لسنا الوحيدين بين العرب الذين ينطقون القاف مثل الغين . كما سنبين ذلك في هذا المقال .

ذات مرة طلبت من أحد الكتبة الذين يعملون معي وكان من دولة عربية شقيقة ، طباعة بعض الأوراق ، وأمليت عليه بعض العبارات إملاء ومن ضمنها كلمة " رقم " فكتبها " رغم " ولما صححته قال لي أنك قلت رغم ولم تقل رقم اا فتنبهت فورا وأدركت خبث قصده فأمسكت بالقلم ولوحت به في وجهه وقلت له ما هذا ؟ قال : " ألم " اا فقلت له أكتبها ، فكتبها " قلم " قلت ولكنك قلت " ألم " ففهم قصدي وطأطأ رأسه خجلا اا .

أن ظاهرة قلب الحروف أو نطق حرف مكان حرف آخر ظاهرة شائعة في جميع اللهجات العربية وأكثر من ذلك أنها ليست قاصرة على اللهجات المعاصرة بل هي ظاهرة قديمة عند العرب قدم اللغة العربية ذاتها ، وقد وقف فقهاء اللغة الأوائل عند هذه الظاهرة وسموها " القلب " وقاموا برصدها ووجدوا أن كل قبيلة من القبائل العربية تخصصت في قلب حرف معين إلى حرف آخر فقبيلة تميم مثلا عرفت بقلب الهمزة أحيانا إلى عين تماما مثل ما نفعل نحن عندما ننطق سؤال سعال . فنسبوا هذه الظاهرة إلى تميم وقالوا عنعنة تميم . وبعض قبائل ربيعة عرفت بقلب الكاف شينا لا سيما كاف خطاب المؤنث فيقولـون عليـش ومنـش أي عليـك ومنـك ولا تزال هذه الظاهرة موجودة في بعض دول الخليج وعرفت قديما بالكشكشة فقالوا كشكشة ربيعة . كما عرفت عند قبائل اليمن بالشنشنة . حيث كانوا يقلبون الكاف شينا أيضا فيقولون : لبيش اللهم لبيش اا

هناك أيضا العجعجة وهي قلب الياء جيما والجيم ياء وينسب علماء اللغة هذه الظاهرة إلى قبائل قضاعة . فكانوا يقولون شيرة ومسيد أي شجرة ومسجد . ويبدو أننا أخذنا منهم هذه الظاهرة في كملة مسيد ولا أدري هل لدينا كلمات أخرى نقلب فيها الجيم ياء غير كلمة مسيد ا كما أن قبائل من ربيعة مثل مازن وبكر بن وائل كانت تبدل الميم باء كما نفعل نحن في بكان وبنبر وأصلها مكان ومنبر . وقد جارى القرآن هذه الظاهرة في بكة في قوله تعالى : " أن أول بيت وضع للناس للذي ببكة " أي الذي بمكة .

هذه إضافة إلى التبادل الذي يحدث بين التاء والطاء والذال والدال والصاد والسين والذال والزاي والضاد والظاء والميم والنون وحتى روى عن أحد فقهاء اللغة العربية القدامى أنه يكاد لا يوجد حرف واحد يسلم من ظاهرة القلب هذه .

وتفسيري الشخصي لهذه الظاهرة والذي استقريته استقراء من كتب اللغة بأن اللغة العربية في الأصل مجموعة لهجات . فقد كانت لكل قبيلة من قبائل الجزيرة العربية لهجتها المميزة ولعل هذا هو السر في نزول القرآن بسبعة أحرف كما هو وارد في صحيح الحديث – أي سبع لهجات وقيل أن العدد سبعة للتضعيف والكثرة كأنه نزل بجميع لهجات العرب . ولكن عندما جاءت لحظة تدوين القـرآن ، تم تدوينه بلهجة قريش وتم استبعاد اللهجات الأخرى وأصبحت لهجة قريش هي اللهجة السائدة في الكتابة إلى اليوم وهي المعروفة الآن باللغة العربية الفصحى دون غيرها من سائر اللهجات الأخرى التي صار يطلق عليها اللهجات العامية أو الدارجة .

إذن يمكن القول أن قلب الحروف الذي نسمعه اليوم على ألسنة العرب ليس جديدا وإنما هو امتداد طبيعي كان سائدا عند العرب القدماء . أذكر أنه في أول عهدي بالخليج لاحظت استعمال كلمة " وايد " بمعنى كثير أو موجود بكثرة فظننت أول الأمر أنها نفس الكلمة الإنجليزية المعروفة فقلت في نفسي حتى هؤلاء لم يسلموا من تأثير الإنجليز ؟ ولكن سرعان ما أدركت أن هذه كلمة عربية أصيلة وليست لها علاقة بالإنجليزية أنها كلمة " واجد " أي كثير فقط قلبت الجيم يــاء ومن ذلك أغنية ديانا حداد بالخليجي " وايد وايد هويتك " . وقلب الجيم ياء شائع في لسان أهل الخليج فهم يقولون " ريال " بدلا عن " رجال " فإذا ناداك أحدهم " يا ريال فلا تغضب " وفي مسجد يقولون " مسيد " وفي جد يقولون " يد " .وفي عجمان يقولون " عيمان " . وقد عرفت هذه الظاهرة كما أسلفنا القول بالعجعجة واشتهرت بها قبائل قضاعة وهي تنسب إلى عدنان مثلها مثل مضر وربيعة وكانت منازلها شرق الجزيرة العربية منطقة الخليج الآن .

كذلك لاحظت أنهم يقلبون كاف خطاب المؤنث إلى جيــم أو بالأصح إلــــى " ج " فيقولون في عليك " عليج ، ومنك منج ، وايدك ايدج أما في بعض المناطق مثل إمارة رأس الخيمة المعروفة ببداوتها واصالتها العربية فيقلبون كاف خطاب المؤنث إلى شين . فيقولون في ايدك وعينك ، ايدش ، عينش ، وقد عرفت هذه الظاهرة كما سبقت الإشارة بالكشكشة . وقد اشتهرت بها قبائل ربيعة بشرق الجزيرة العربية . وروى أن الشاعر القديم صاحب البيت التالي كان قد أنشده هكذا :

فعيناش عيناها وجيدش جيدها
ولكن عظم الساق منش رقيق ا

وإذا طلبنا من خليجي أن يقرأ لنا هذا البيت باللهجة الخليجية سيقرأه كالآتي :

فعيناج عيناها وجيدج جيدها
ولكن عظم الساق منج رقيق ا

قد يبدو هذا النطق للسامع أول مرة غريبا ولكن هذا هو الواقع .

وإذا رجعنا للحديث عن حكاية القاف مرة أخرى نجد أن هنالك أكثر من طريقة لنطق هذا الحرف بين سائر اللهجات العربية قديمها وحديثها . بل هنالك أكثر من طريقة داخل اللهجة الواحدة . فأهل مصر والشام ينطقونه همزة أو إلفا ، وبعض أهل هذه البلاد مثل الصعيد وسيناء والشرقية وفلسطين ينطقونه أقرب إلى الكاف كما نفعل نحن . وأهل اليمن لهم نطقهم المميز للقاف وهو شبيه بنطقنا لكن فيه شئ من الشدة . وأهل الخليج ينطقونه أحيانا جيما ، فهم يقولون الشارجة للشارقة وجاسم لقاسم فالاسم جاسم أصله قاسم قلبت القاف فيه جيما .

أما نحن السودانيين فننطق القاف بأكثر من طريقة واحدة من هذه الطرق هي أننا ننطقه نوعا من الغين وفي غالب الأحوال ننطقها قريبة من الكاف مثل في قولنا ، قلم ، قال ، قتل ، دقيقة .. الخ . والملاحظة الجديرة بالوقوف عندها هي أننا لسنا الشعب الوحيد بين الشعوب العربية الذي ينطق القاف أشبه بالغين . فهنالك أهل الكويت والعراق وأهل الامارات وربما كان هنالك آخرون فهؤلاء ينطقون القاف قريبة من الغين مثل قولهم ، قصائد وقبايل ، وقصر الخ ..

إلا أن الملاحظة الأكثر إثارة للدهشة هي أن نطق القاف أشبه بالغين هو النطق الذي كان سائدا بين سائر العرب القدماء كما ذهب إلى ذلك بعض فقهاء اللغة العربية . إذ يرى الدكتور إبراهيم أنيس ، عميد كلية دار العلوم سابقا والعضو المؤسس لمجمع اللغة العربية بالقاهرة في كتابه " أصوات اللغة " أن نطق السودانيين للقاف نوعا من الغين هو النطق الأصلي لهذا الحرف حيث يقول : " .. على أننا نستنتج من وصف القدماء لهذا الصوت أنه ربما كان يشبه تلك القاف المجهورة التي نسمعها الآن بين القبائل العربية في السودان وبعض قبائل جنوب العراق فهم ينطقونها نطقا يخالف معظم اللهجات العربية الحديثة إذ نسمعها منهم نوعا من الغين " .

ويواصل قائلا : " لهذا نفترض هنا أن القاف الأصلية كانت تشبه ذلك الصوت المجهور الذي نسمعه الآن من بعض القبائل السودانية ، إذ لا فرق بين نطق السودانيين وبين نطق المجيدين من القراء المصريين " .

والأمر الذي يؤيد رأي د. إبراهيم أنيس هذا ويؤكد أن نطق القاف أشبه بالغين كان هو السائد عند عامة العرب قول أحد المتحذلقين يفخر بنطقه للقاف ويعيب نطق غيره له :

قولي يقلقل القاف قلقلة
وقولي غيري يغير القاف تغييرا

فلو كان عامة العرب يقلقلون القاف مثلما يفعل لما كان له فضيلة عليهم ليتباهى بها . ومن ثم ندرك أن نطق السودانيين القاف نوعا من الغين سجية في اللسان العربي . مع التأكيد أن اللسان عيار اللغة وعيار اللسان الكلام والكلام سابق للكتابة والتدوين .
المصادر :
1/ لسان العرب – ابن منظور – حرفا الهمزة والقاف – الطبعة الأولى .
2/ الصاحبي في فقه اللغة – ابن فارس – دار الكتـب العلميـة ببيـروت ص "29" .
3/ المزهر في علوم اللغة – السيوطي – الجزء الأول .
4/ معجم الألفاظ العامية في دولة الامارات العربية المتحدة – د. فالح حنظل .
5/ في اللهجات العربية – د. إبراهيم أنيس – الأنجلو المصرية – الطبعة التاسعة .
6/ أصوات اللغة – د. إبراهيم أنيس – الأنجلو المصرية .

أبوريلان
03-01-2005, 04:34 AM
الأخ أبو بكر حامد
كل عام وأنت بخير والله أتحفتنا بهذه الدرر من اللهجات ونطق الكلمات بين القبائل العربية فى شبه الجزيرة العربية ، موضوعك شيق وجذاب وربنا يديك العافية ومزيدا من الإبداع .

أبوبكرحامد
03-01-2005, 05:03 AM
شكراً ماى ريلان للمرور والإشادة ....وكل سنة وانت بألف خير

أنوه أن الموضوع سبق نشره بموقع سودانيزأون لاين بتاريخ 24/4/2003

كاتب الموضوع الأستاذ / معاوية عجب الفيا ، وقد كنت أعتزم إضافته فى موضوع الأخ عماد الصادق " لغة الضاد وليه التعتيم ليه " غير أن ثمة إشكاليات فنية لم تمكننى من ايراده كرد ففضلت إفراد مساحة مستقلة له .

أكرر شكرى للأستاذ عجب الفيا لهذا البحث القيم وكذا الشكر لموقع سودانيز أون لاين وللقائمين عليه ، وفى إطار الموضوع فلنا عودة.

ود الماذون

أبوريلان
03-01-2005, 05:22 AM
أديك العافية ود المأمون وهذا موضوع مهم للإطلاع ودمت .:D

ضياء الدين احمد
03-01-2005, 12:38 PM
اختيار موفق ( بالقاف) ياود المأذون وربنا اديك العافيه

أبوبكرحامد
03-01-2005, 09:01 PM
عزيزنا ماىريلان................
شكراً للمرور ونأمل أن نكون عند حسن الظن دوماً .
ود الماذون

أبوبكرحامد
03-01-2005, 09:04 PM
الغالى ضياء...............
شكراً للمرور ، مع تمنياتى بالتوفيق للجميع ، وليتنا ننجح فى جعل الموقع جاذباً لكل باحث أو قارىء فطن .
ود الماذون

marwa
03-01-2005, 09:11 PM
tslam abobaker

abusamar3@hotma
03-01-2005, 09:38 PM
الأخ ابو بكر
لك التحية والأجـــلال وأنت تحدث بظهوركــم العملاق كثيرا" من التغيرات
لتجعل المنتدي يزدان بقلمكم العامر الذي يعطر المكان
فلك من الشكر أجزله ومن الحب أكمله
أبوسمر

أبوبكرحامد
03-01-2005, 09:49 PM
موضوع القاف والغين وفصاحة أهل السودان مرتبط لحد كبير بمدى إعتدادنا بموروثاتنا الثقافية والجرأة فى ايصالها للآخرين .
ولمزيد من التوضيح دعونا نتساءل عن أسباب تنازلنا الطوعى عن لهجتنا المحلية ونزوعنا لمخاطبة الآخرين بلهجاتهم التى لاتخلو بدورها من أخطاء ,
مما يعنى انهزامنا أمام الآخر وهو فى تقديرى إنهزام فكرى وثقافى ، وقد تسنى لى خلال إقامتى بالبحرين الوقوف على جملة ملاحظات يمكن إجمالها فيما يلى:
1. عند مخاطبة البحرينى لمواطن مصرى تجد لغة التخاطب تتحول تلقائياً للهجة المصرية ، وكذا الحال مع الشوام، قد يبرر البعض هذا السلوك بطغيان الثقافة المصرية بحكم الإنتاج التلفزيونى والسينمائى ، ربما لكن تأملوا معى الملاحظة التالية.
2. يتحدث قطاع واسع جداً من البحرينيين اللغة الهندية بدعوى استحالة إنجاز أى مهمة دون معرفة اللغة الهندية إذ الغلبة للهنود فى قطاع العمالة .
3. هنالك أيضاً اللغة الفارسية وتتحدث بها قطاعات واسعة من العجم وتأثر الكثيرون بهذه اللغة وصارت بعض الكلمات الفارسية محل تداول من الجميع .
4. هنالك الكثير من المسميات التى لايوجد لها أصل فى اللغة العربية ، وهى على سبيل المثال:
همبة " مانجو "
عمبلوص " إسعاف - مشتقة من الكلمة الإنجليزية أمبولانص "
آلو " بطاطس "
تيرات " إطارات السيارة "
5. هنالك أنموذج غريب جداً لقلب الحروف وهو قلب الثاء فاءاً ، وذلك عند الشيعة فعندما يكلف أحدهم برفع بعض الأشياء يعتذر بإعتبار أنها " فقيلة " أى ثقيلة .
تلك كانت بعض النماذج سقتها للتدليل على سلامة نطقنا مقارنة مع من نعتبرهم أفصح منا وهو إعتقاد خاطىء بدليل النماذج السابقة .
مما سبق يحق لنا التساؤل : لم الإنهزام وعدم الإعتداد بلهجاتنا وفرضها على الآخرين بدلاً من الإنهزام والتراجع أمام لهجاتهم ؟؟؟.
ويترتب على التساؤل السابق تساؤل آخر حول مدى تأثير هذه الإنهزامية فى حصر الغناء وكافة أشكال الإبداع الفنى السودانى فى إطارها المحلى وعدم إنتشارها عربياً ، والتبرير الساذج لذلك هو عدم معرفة العرب بلهجتنا المحلية ، ونفس الجمهور العربى يتمايل طرباً مع أغنية محمد وردى "وسط الدايرة" عندما تغنى بها محمد منير !!!! عجبى !!!!!
رجائى من الأعضاء الكرام الإدلاء بدلوهم فى هذا الموضوع لتعم الإستفادة.
مع مودتى
ود الماذون

أبوبكرحامد
03-01-2005, 09:59 PM
الغالية مروة ............
شكراً للمرور والدعوات بالسلامة ، ندعو لك بالتوفيق ونعلم كم هى قاسية غربتك وقد عشت تجربة العمل بالولايات المتحدة وأعلم مدى المعاناة ، ربنا إوفقك وترجعى بالسلامة ، وعلى فكرة الصيادلة مغتربين داخل السودان والمرتبات ماشاء الله عينى باردة.
مع مودتى
ود الماذون

أبوبكرحامد
03-01-2005, 10:14 PM
الغالى أبوسمر .....
ياصنو القمر .. وأرق من الزهر
تشكر أيها الصديق على كلماتك الرقيقة .
موقع ودمدنى مزدان بك وبالرائعين أعضاء الموقع ، الكتابة فى منتديات ودمدنى هى محاولة لرد الدين لمدينتنا الفاضلة والإعتذار عن الإبتعاد القسرى عن سوحها لدواعى حياتية نتمنى زوالها ، نأمل أن نوفق فيما نكتب وأن ننال رضى ومحبة الأعين الساحرة التى تطالع هذه الأسطر .

مع مودتى
ود الماذون

عماد الصادق
03-01-2005, 11:52 PM
الاستاذ .. ود المأذون ..
أفحمتني بموضوعك الشيق .. وبلا شك أننا نحن السودانيين
نعاني من هذه الكلمة .. الإنهزامية .. في لغتنا .. ولكن نرجع ونقول
الحكاية عامة .. ولها جوانب كثيرة .. غير اللغة الدارجية

في مشكلة إنهزامية .. كون أن العرب في بلادهم يقتلون اللغة عشان التانين
يفهموا .. يعني لغة .. إنت في يجي أنا في يروح ..
رغم أننا نعلم إذا ذهبنا شمالا أو أي إتجاه .. ينبغي علينا أن نعرف لغة القوم
الذين سوف نذهب إليهم .. وإلا مافي واحد حيعبرك .. أو يتنازل عشان يتكلم
معاك بلغتك ..
يعني مثلا .. أنا رحت ألمانيا .. ما يعبروك لو اتكلمت معاهم بالانجليزي
رغم معرفتهم بها ..

موضوعك عاوز فعلاً هات وخد ..
وأنا كان مداخلتي في لغة الضاد .. زعلة .. واعتداد .. وقليل من كثير ..
وما بستحمل لو رجعت السودان .. إنو لساني يكون تغّير ..

ممكن وخليك طبيعي إنك تسمع كلمة ضياء .. ظياء ..
لكن شينة كمان تكتبها بالظاء ..

مداخلة خارج الموضوع: بسألك عن كوارة .. له التحية عبرك .. وذكرتنا أيام
الدافوري .. هناك جنب بيت ناس صلاح باسطة .. طبعا هسة المحلات ديك كلها
عملوها بيوت ..
وشلة الدافوري .. كوارة أحرف واحد .. وباسطة الدفاع الصلب .. ومحمد صلاح
رمضان .. ومحجوب التوم .. وعمر الشفيع .. وجلال ود أب رز .. وبكري .. وأمير
وفي طبعا أسماء كتيرة طارت ..

ولك التحية ..

أبوبكرحامد
04-01-2005, 12:47 AM
سعادة العمدة ود الصادق ........... زارتنا البركة وبيتنا نور وكلو زينة
شكرًا للمرور ، والموضوع أصلاً من بنات أفكارك فنرجو المعذرة لدخولنا دون استئذان دافعنا الشوق للتلاقى .
مارميت إليه فى موضوعى هو اختلاف اللهجات وليس اللغات ، وكما تفضلت بمعلومة نزوع الألمان للتحدث بلغتهم رغم إلمامهم باللغة الإنجليزية ، وكذا يفعل الفرنسيون ،ولعلك تلاحظ عند التقاء رؤساء الدول وخلال المؤتمر الصحفى يتحدث كل رئيس بلغته كتعبير عن الإستقلالية والسيادة.

بمناسبة إعوجاج اللسان كنا فى السودان نمقت المغترب الذى يصر على استعمال كلمات من شاكلة :
دوار - دقيت عليهو - الفلوس - إشلونك - ايش علومك .
أذكر أيام الدراسة بمصر وفى إحدى رحلات العودة للسودان فى إجازة الصيف وكنا محشورين داخل إحدى عربات القطار وعند توقف القطار فى محطة أبو حمد حاولت النزول غير أن الطريق مسدود بحشود بشرية وكان أمامى رجل مسن أكاد أجزم أنه رباطابى فقلت له بكل لطف :
- لو سمحت ياحاج عدينا .
- رد قائلاً : ليه أنا سايق مركب عشان أعديك.
حينها عدت لرشدى وتذكرت أن الكلمة من القاموس المصرى وليس لها معادل فى لهجتنا المحلية .
مع مودتى
ود الماذون

أبوبكرحامد
04-01-2005, 10:42 PM
من الأشكال الغير مألوفة فى قلب الحروف مايلى :
قلب الدال جيم : خديجة - تنطق خجيجة
قلب الميم نون : فاطمة - تنطق فاطنة

ود الماذون