ابو الزعيم
02-01-2005, 10:05 AM
الشبهة الاولى :
يزعم بعض الجهلة أن الله هو الذي اضلهم وارغمهم على عدم الصلاة والصيام وسائر الطاعات , وهدى غيرهم , متذرعين بقول الله تعالى ( إنك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو اعلم بالمهتدين ) سورة القصص الاية ( 56 )
ان الذين يرددون هذه الشبهة لم يعلموا أن الهداية قسمان :
1/ هداية إرشاد
2/ هداية إعانة
اما هداية الارشاد فهي كمن يدلك على الطريق الذي يوصلك الى البيت الذي تريد , ثم يتركك فهو قد هداك الى الطريق وارشدك .
ورسل الله يقومون بهذه الهداية للبشرية , فهم يرشدون الناس الى الطريق الذي يوصلهم الى الجنة , قال تعالى مخاطباً رسول الله (ص) ( وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم ) سورة الشورى : الاية (52)
اما هداية الإعانة , فمثلها كمثل شخص كريم رحيم ودود , سألته عن الطريق الى البيت الذي تريد , فارشدك اليه , فطلبت منه العون , فحملك على سيارته , واخذ بيدك الى هدفك , فهذه هداية إعانة . وهذه لا تكون الا لشخص قبل هداية الارشاد وطلب العون .
واذا كان الرسل يقومون بهداية الارشاد فهم لا يملكون هداية التوفيق والمعونة لان الله سبحانه وتعالى لا يعطيها إلا لمن يعلم انه يستحقها , قال تعالى مخاطباً نبينا محمد (ص) ( إنك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو اعلم بالمهتدين ) فهو العادل الذي يهدي من قبل هداية الارشاد بهداية التوفيق والاعانة , قال تعالى : ( والذين اهتدوا زادهم هدى وءاتهم تقواهم ) سورة محمد الاية (17)
ولا يضل سبحانه إلا من يستحق الإضلال ممن رفض هداية الارشاد , وزاغ عن الطريق , قال تعالى : ( فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين ) سورة الصف الاية (5)
الشبهة الثانية :
يقول بعض الجهلة : إن ما كتبه الله في اللوح , هو الذي جعل تارك الصلاة تاركاً للصلاة , وجعل المصلى مصلياً , وهذا وهم لان المصلى يقوم الى الصلاة باختياره , دون اجبار , وتارك الصلاة يتركها دون اكراه او اجبار , وهذا ما يعرفه كل انسان , لان الله اراد ان يخلق الانسان وله حرية واختيار .
اما اذا سأل السائل : كيف لا يكون ما قد كتب في اللوح مجبراً للانسان على العمل , مع انه قد كتب منذ الازل ؟ فنقول : إن الامر سهل , يوضحه هذا المثال:
الا ترى أن الاستاذ الذكي الخبير باحوال طلابه , يضع اسئلة الامتحان , لو انه كتب في ورقة , اسماء من هو متاكد انهم سيرسبون في الامتحان , وبين اسماء من هو متاكد من نجاحهم . ثم جاء الامتحان وظهرت النتيجة , ثم جاء الذين رسبوا متحججين بقولهم : إن ما كتبه الاستاذ علينا في ورقة الامتحان باننا سنرسب هو السبب في رسوبنا ! فهل سيقبل عذرهم ؟ ام انه سيقال لهم : إن ماكتبه الاستاذ في والورقة امر متعلق بعلمه وخبرته السابقة باحوالكم . ورسوبكم متعلق بإهمالكم , فلا تعتذروا لإهمالكم بعلم الاستاذ وخبرته _ ( ولله المثل الاعلى ) _ فهو سبحانه خالق الخلق , وهو العليم باحوالهم قال تعالى : ( الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ) سورة الملك الاية (14) . ولقد خلقنا الله سبحانه لقضاء فترة الامتحان على هذه الدنيا وهو جل شأنه يعلم نتيجة الامتحان , فكتب الشقاء على الاشقياء , وكتب السعادة للسعداء , حسب علمه المحيط وما سيكون .
وربما اخطاء الاستاذ في تقديره لنتائج طلابه , لكن الله لا يخطئ في تقديره لا عمال خلقه , والكتابة في اللوح امر , متعلق بعلم الله السابق , فترك الصلاة مثلاً امر متعلق بتمرد وإهمال ومعصية تارك الصلاة . وقد اراد الجاهلون ان يعتذروا للمعصية والضلال بعلم الله وكماله .
ان علم الله سابق لا سائق , وقد اخبر الله رسوله بما هو كائن إلى يوم القيامة . وراينا أن كثيرا من الاشياء التي ذكرها الرسول (ص)وكتبها المسلمون في كتب الحديث من علامات الساعة وغيرها تقع الان .
فهل يزعم شخص : أن كتابة المسلمين لما يحدث الان هو الذي احدثها ؟ إن العلم سابق , لا سائق ....
( من كتاب الايمان ... لفضيلة الشيخ الدكتور _ عبد المجيد الزنداني )
يزعم بعض الجهلة أن الله هو الذي اضلهم وارغمهم على عدم الصلاة والصيام وسائر الطاعات , وهدى غيرهم , متذرعين بقول الله تعالى ( إنك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو اعلم بالمهتدين ) سورة القصص الاية ( 56 )
ان الذين يرددون هذه الشبهة لم يعلموا أن الهداية قسمان :
1/ هداية إرشاد
2/ هداية إعانة
اما هداية الارشاد فهي كمن يدلك على الطريق الذي يوصلك الى البيت الذي تريد , ثم يتركك فهو قد هداك الى الطريق وارشدك .
ورسل الله يقومون بهذه الهداية للبشرية , فهم يرشدون الناس الى الطريق الذي يوصلهم الى الجنة , قال تعالى مخاطباً رسول الله (ص) ( وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم ) سورة الشورى : الاية (52)
اما هداية الإعانة , فمثلها كمثل شخص كريم رحيم ودود , سألته عن الطريق الى البيت الذي تريد , فارشدك اليه , فطلبت منه العون , فحملك على سيارته , واخذ بيدك الى هدفك , فهذه هداية إعانة . وهذه لا تكون الا لشخص قبل هداية الارشاد وطلب العون .
واذا كان الرسل يقومون بهداية الارشاد فهم لا يملكون هداية التوفيق والمعونة لان الله سبحانه وتعالى لا يعطيها إلا لمن يعلم انه يستحقها , قال تعالى مخاطباً نبينا محمد (ص) ( إنك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو اعلم بالمهتدين ) فهو العادل الذي يهدي من قبل هداية الارشاد بهداية التوفيق والاعانة , قال تعالى : ( والذين اهتدوا زادهم هدى وءاتهم تقواهم ) سورة محمد الاية (17)
ولا يضل سبحانه إلا من يستحق الإضلال ممن رفض هداية الارشاد , وزاغ عن الطريق , قال تعالى : ( فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين ) سورة الصف الاية (5)
الشبهة الثانية :
يقول بعض الجهلة : إن ما كتبه الله في اللوح , هو الذي جعل تارك الصلاة تاركاً للصلاة , وجعل المصلى مصلياً , وهذا وهم لان المصلى يقوم الى الصلاة باختياره , دون اجبار , وتارك الصلاة يتركها دون اكراه او اجبار , وهذا ما يعرفه كل انسان , لان الله اراد ان يخلق الانسان وله حرية واختيار .
اما اذا سأل السائل : كيف لا يكون ما قد كتب في اللوح مجبراً للانسان على العمل , مع انه قد كتب منذ الازل ؟ فنقول : إن الامر سهل , يوضحه هذا المثال:
الا ترى أن الاستاذ الذكي الخبير باحوال طلابه , يضع اسئلة الامتحان , لو انه كتب في ورقة , اسماء من هو متاكد انهم سيرسبون في الامتحان , وبين اسماء من هو متاكد من نجاحهم . ثم جاء الامتحان وظهرت النتيجة , ثم جاء الذين رسبوا متحججين بقولهم : إن ما كتبه الاستاذ علينا في ورقة الامتحان باننا سنرسب هو السبب في رسوبنا ! فهل سيقبل عذرهم ؟ ام انه سيقال لهم : إن ماكتبه الاستاذ في والورقة امر متعلق بعلمه وخبرته السابقة باحوالكم . ورسوبكم متعلق بإهمالكم , فلا تعتذروا لإهمالكم بعلم الاستاذ وخبرته _ ( ولله المثل الاعلى ) _ فهو سبحانه خالق الخلق , وهو العليم باحوالهم قال تعالى : ( الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ) سورة الملك الاية (14) . ولقد خلقنا الله سبحانه لقضاء فترة الامتحان على هذه الدنيا وهو جل شأنه يعلم نتيجة الامتحان , فكتب الشقاء على الاشقياء , وكتب السعادة للسعداء , حسب علمه المحيط وما سيكون .
وربما اخطاء الاستاذ في تقديره لنتائج طلابه , لكن الله لا يخطئ في تقديره لا عمال خلقه , والكتابة في اللوح امر , متعلق بعلم الله السابق , فترك الصلاة مثلاً امر متعلق بتمرد وإهمال ومعصية تارك الصلاة . وقد اراد الجاهلون ان يعتذروا للمعصية والضلال بعلم الله وكماله .
ان علم الله سابق لا سائق , وقد اخبر الله رسوله بما هو كائن إلى يوم القيامة . وراينا أن كثيرا من الاشياء التي ذكرها الرسول (ص)وكتبها المسلمون في كتب الحديث من علامات الساعة وغيرها تقع الان .
فهل يزعم شخص : أن كتابة المسلمين لما يحدث الان هو الذي احدثها ؟ إن العلم سابق , لا سائق ....
( من كتاب الايمان ... لفضيلة الشيخ الدكتور _ عبد المجيد الزنداني )