أبوذر
04-07-2010, 03:00 AM
نحو طريق ثالث تقوده كتلة وطنية لمواجهة مهددات المرحلة
لم يعد السودان يقف علي مفترق طرق كما كان بعتقد البعض عشية الإنتخابات الأخيرة ، فقد أصبح الان خيار الشريكين في الحكم ، المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان ، واضحا لا لبس فيه أو غموض ، فقد رتب المؤتمر الوطني والحركة أوضاعهما بما يتناسب مع تقسيم السودان وفق أتفاقية نيفاشا وتداعيات المرحلة الانتقالية التي أستمرت خمسة سنوات وتوجت بالانتخابات التي تعتبر تمهيدا لأستفتاء الجنوبيين حول تقرير مصيرهم بعد ثمانية أشهر في يناير 2011م وهو ما يستدعي وقفة حازمة فيما آلت إليه النتائج والأتفاقيات والممارسات .
وقد كانت الإنتخابات مجرد وسيلة ديمقراطية للإنتقال الي البند الثاني الاهم في إستراتيجية إتفاقية نيفاشا لتعطي للحكومة شرعية ظلت مفقودة عشرين عام ولتمنح الإنفصال مشروعية الإختيار الذي تؤكد الإنتخابات الإخيرة مساره ونتائجه ونواياه وقد أجمع السودانيون علي أن تداعيات نيفاشا لن تتوقف عند جنوب السودان وتقرير مصيره ، إنما ستذهب بعيدا لتمزيق السودان إقليما تلو أقليم ، وهو ما يثير المخاوف في قلب كل وطني يرى امام عينيه الدولة تنهار بكل تفاصيلها . فمثل ما يختار الجنوب ليس مستبعدا ان يختار دارفور مثله . فنحن أمام لعبة دومينو يتحكم فيها تحالف مريب بين الداخل والخارج مما يوحي بأن العالم يريد هذا المصير المخيف للسودان .
أمام هذه المهددات لابد من وقفة وطنية حازمة تتدارك الأمر ، وتعمل علي إستعادة المبادرة من جديد لتكون في يد سودانية جامعة لشمل الوطن .
وسبق ان طرحنا في مقام آخر ضمن رؤيتنا للأذمات المتشابكة والمهددات المماثلة وأكدنا ألا طريق للخروج من هذه الهوة إالا عبر طريق ثالث تقوده كتلة وطنية متجاوزة بفكرها وأسلوبها وطرحها وبرامجها الحلول الناقصة والرؤي القاصرة والتصورات الخبيثة .
ونؤمن أن لهذه الكتلة الوطنية قدرة علي أحياء المشترك بين القوي السياسية والنقابية والمدنية ليكون ذلك المشترك برنامجا للجميع وطريقا للوحدة ونهجا للسلام .
ونؤمن أن الشعب السوداني بكل أحزابه ونقاباته ومنظمات مجتمعه المدني وقواته المسلحة سوف يلتف حول هذه الكتلة الوطنية التي تتخذ طريقا ثالثا نحو أستعادة روح الوحدة وبناء ركائزها من جديد وفق رؤي جديدة تؤكد عقيدة وحدوية وهي ان السودان للجميع ، معظمة المشترك بين السودانيين لان ذلك هو الطريق الوطني الوحيد الذي يحفظ السودان من مخاطر التفتت التي أخذت مظاهرها تبرز الان أقوي مما كانت قبل الإنتخابات .
وإنطلاقا من إيماننا بهذه الكتلة ودورها الوطني الخالص في المرحلة المقبلة سنظل ندعو جميع الذين يؤمنون بهذا الطريق كوسيلة لإستعادة ما يوحد السودانيين شمالا وجنوبا ، شرقا وغربا ووسطا .
وإننا بهذه الدعوة نتجاوز فكر التجريم وتحميل مسئولية التفتت والإنقسام الإنفصال الي جهة أو حزب ، فليس الوقت وقت تجريم ومحاسبة أو شماتة أو حزن بقد ما هو وقت عمل تضامني دؤؤب وجهود مشتركة مثابرة هي واجب الجميع لتفويت الفرصة علي دعاة الإنفصال ومن وراءهم الذين ظلوا يحرسون الأقتراع ويرعون الإنتخابات ليس ضمانا لنزاهتها أو سلامتها ، وأنما ضمانا بأجراءها حتي النهاية كي تكون مدخلا لمشروعية الإنفصال وطريقا نحوه .
فالوطن هو الأهم امس والآن وغدا فلم تفت بعد فرصة انقاذ وحدته فدعونا نعمل بتفاعل حتي نستعيده موحدا سالما .
وفي دعوتنا هذه لا نستثني احدا من المؤمنين بوحدة الوطن في كل موقع وحزب ومنظمة وحركة ونقابة وفريق وحي ومنطقة وأقليم ولاية .
فمن كان يريد السلطة وفاز بها فليهنا بها فنحن نريد الوطن ، فلا تعارض بين الفوز والوطن إلا إذا كان الفوز تسلطا وتباعدا عن الوطن .
وفي خطوتنا التالية سوف نتصل بكل الأحزاب لنتشاور معها حول هذه المبادرة الوطنية التي نري فيها أمكانية عملية وسياسية لتجاوز المهددات بعمل يدخل فيه كل سوداني وطني في كل حساب في كل حساب او ان يسقط من كل حساب .
وهذا الطريق يمهد الي عقد مؤتمر جامع بكل الأحزاب والحركات والقوي والنقابات ومنظمات المجتمع المدني لإستخلاص ميثاق وطني يفصل الحقوق والواجبات ويوزع السلطة والثروات بعدل ومساواة تعيد لجميع الثقة في عقيدة ( السودان للجميع ) كخطوة نحو إنتخابات حرة ونزيهة مبرأة من كل عيب وشائبة .
فإذا رحبت الحكومة بهذه الخطوة فإن ذلك يفتح الطريق نحة لإفساح امجال لحركة الشارع السوداني المتحد ليتفاعل مع هذه المبادرة دون قيد او شرط ، أما إذا ظلت الحكومة علي نهجها السابق بالضييق علي حركة الشارع فأن الشارع سوف يتجاوزها الي ما هو أحق بالعمل وأجدي بالفعل فحركة الشارع أنقي من كل إقتراع وأصدق من كل أنتخابات وشعارات وأسمي من كل فوز وكبر وأدعاء .
وإذ نعول علي كل القوى الوطنية فإننا نعول علي الشارع صاحب العقيدة الصادقة والتوجه المخلص .
هذه رؤيتنا للمرحلة ونحن مستعدون للتجاوب مع أي مبادرة وطنية مماثلة تصدر عن أي قوى ، علي أن لا تقل معني ومبني وهدف عما نطرحه.
الخرطوم 21 أبريل 2010 م
لم يعد السودان يقف علي مفترق طرق كما كان بعتقد البعض عشية الإنتخابات الأخيرة ، فقد أصبح الان خيار الشريكين في الحكم ، المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان ، واضحا لا لبس فيه أو غموض ، فقد رتب المؤتمر الوطني والحركة أوضاعهما بما يتناسب مع تقسيم السودان وفق أتفاقية نيفاشا وتداعيات المرحلة الانتقالية التي أستمرت خمسة سنوات وتوجت بالانتخابات التي تعتبر تمهيدا لأستفتاء الجنوبيين حول تقرير مصيرهم بعد ثمانية أشهر في يناير 2011م وهو ما يستدعي وقفة حازمة فيما آلت إليه النتائج والأتفاقيات والممارسات .
وقد كانت الإنتخابات مجرد وسيلة ديمقراطية للإنتقال الي البند الثاني الاهم في إستراتيجية إتفاقية نيفاشا لتعطي للحكومة شرعية ظلت مفقودة عشرين عام ولتمنح الإنفصال مشروعية الإختيار الذي تؤكد الإنتخابات الإخيرة مساره ونتائجه ونواياه وقد أجمع السودانيون علي أن تداعيات نيفاشا لن تتوقف عند جنوب السودان وتقرير مصيره ، إنما ستذهب بعيدا لتمزيق السودان إقليما تلو أقليم ، وهو ما يثير المخاوف في قلب كل وطني يرى امام عينيه الدولة تنهار بكل تفاصيلها . فمثل ما يختار الجنوب ليس مستبعدا ان يختار دارفور مثله . فنحن أمام لعبة دومينو يتحكم فيها تحالف مريب بين الداخل والخارج مما يوحي بأن العالم يريد هذا المصير المخيف للسودان .
أمام هذه المهددات لابد من وقفة وطنية حازمة تتدارك الأمر ، وتعمل علي إستعادة المبادرة من جديد لتكون في يد سودانية جامعة لشمل الوطن .
وسبق ان طرحنا في مقام آخر ضمن رؤيتنا للأذمات المتشابكة والمهددات المماثلة وأكدنا ألا طريق للخروج من هذه الهوة إالا عبر طريق ثالث تقوده كتلة وطنية متجاوزة بفكرها وأسلوبها وطرحها وبرامجها الحلول الناقصة والرؤي القاصرة والتصورات الخبيثة .
ونؤمن أن لهذه الكتلة الوطنية قدرة علي أحياء المشترك بين القوي السياسية والنقابية والمدنية ليكون ذلك المشترك برنامجا للجميع وطريقا للوحدة ونهجا للسلام .
ونؤمن أن الشعب السوداني بكل أحزابه ونقاباته ومنظمات مجتمعه المدني وقواته المسلحة سوف يلتف حول هذه الكتلة الوطنية التي تتخذ طريقا ثالثا نحو أستعادة روح الوحدة وبناء ركائزها من جديد وفق رؤي جديدة تؤكد عقيدة وحدوية وهي ان السودان للجميع ، معظمة المشترك بين السودانيين لان ذلك هو الطريق الوطني الوحيد الذي يحفظ السودان من مخاطر التفتت التي أخذت مظاهرها تبرز الان أقوي مما كانت قبل الإنتخابات .
وإنطلاقا من إيماننا بهذه الكتلة ودورها الوطني الخالص في المرحلة المقبلة سنظل ندعو جميع الذين يؤمنون بهذا الطريق كوسيلة لإستعادة ما يوحد السودانيين شمالا وجنوبا ، شرقا وغربا ووسطا .
وإننا بهذه الدعوة نتجاوز فكر التجريم وتحميل مسئولية التفتت والإنقسام الإنفصال الي جهة أو حزب ، فليس الوقت وقت تجريم ومحاسبة أو شماتة أو حزن بقد ما هو وقت عمل تضامني دؤؤب وجهود مشتركة مثابرة هي واجب الجميع لتفويت الفرصة علي دعاة الإنفصال ومن وراءهم الذين ظلوا يحرسون الأقتراع ويرعون الإنتخابات ليس ضمانا لنزاهتها أو سلامتها ، وأنما ضمانا بأجراءها حتي النهاية كي تكون مدخلا لمشروعية الإنفصال وطريقا نحوه .
فالوطن هو الأهم امس والآن وغدا فلم تفت بعد فرصة انقاذ وحدته فدعونا نعمل بتفاعل حتي نستعيده موحدا سالما .
وفي دعوتنا هذه لا نستثني احدا من المؤمنين بوحدة الوطن في كل موقع وحزب ومنظمة وحركة ونقابة وفريق وحي ومنطقة وأقليم ولاية .
فمن كان يريد السلطة وفاز بها فليهنا بها فنحن نريد الوطن ، فلا تعارض بين الفوز والوطن إلا إذا كان الفوز تسلطا وتباعدا عن الوطن .
وفي خطوتنا التالية سوف نتصل بكل الأحزاب لنتشاور معها حول هذه المبادرة الوطنية التي نري فيها أمكانية عملية وسياسية لتجاوز المهددات بعمل يدخل فيه كل سوداني وطني في كل حساب في كل حساب او ان يسقط من كل حساب .
وهذا الطريق يمهد الي عقد مؤتمر جامع بكل الأحزاب والحركات والقوي والنقابات ومنظمات المجتمع المدني لإستخلاص ميثاق وطني يفصل الحقوق والواجبات ويوزع السلطة والثروات بعدل ومساواة تعيد لجميع الثقة في عقيدة ( السودان للجميع ) كخطوة نحو إنتخابات حرة ونزيهة مبرأة من كل عيب وشائبة .
فإذا رحبت الحكومة بهذه الخطوة فإن ذلك يفتح الطريق نحة لإفساح امجال لحركة الشارع السوداني المتحد ليتفاعل مع هذه المبادرة دون قيد او شرط ، أما إذا ظلت الحكومة علي نهجها السابق بالضييق علي حركة الشارع فأن الشارع سوف يتجاوزها الي ما هو أحق بالعمل وأجدي بالفعل فحركة الشارع أنقي من كل إقتراع وأصدق من كل أنتخابات وشعارات وأسمي من كل فوز وكبر وأدعاء .
وإذ نعول علي كل القوى الوطنية فإننا نعول علي الشارع صاحب العقيدة الصادقة والتوجه المخلص .
هذه رؤيتنا للمرحلة ونحن مستعدون للتجاوب مع أي مبادرة وطنية مماثلة تصدر عن أي قوى ، علي أن لا تقل معني ومبني وهدف عما نطرحه.
الخرطوم 21 أبريل 2010 م