مشاهدة النسخة كاملة : قتيل المال
بنت الرفاعي
16-05-2010, 09:59 PM
المكان :<O:p
سجن الدولة المركزي!
<O:p
الزمن:<O:p
يوم: 3/3<O:p
الساعة:
12و30 بعد منتصف الليل.<O:p
<O:p
الآن وبعد أن نام أولئك المساجين التعساء, أستطيع أن أكتب هذه المذكرة البائسة بقصتي, عني وعن ذلك الذي تسبب بدخولي السجن, والذي بسببه مازلت قابع هنا في هذه الزنزانة الكئيبة, بالرغم من أن الدولة تعتقد أنها توفر لنا كل سبل الراحة, ويا لها من سبل راحة, تجعلني أضحك عليهم, وأتمنى لو استطعت رؤية من قالوا أنها وسائل راحة, وأنتقم منهم, ويمكنني قتلهم أيضاً, إذ أصبح الآن لا يفرق كثيراً عدد من قد أقتلهم, صحيح ربما أُعدم وأستريح من هذا الذي أنا فيه,
يا له من سجن هذا, مازال يضحكني جداً ويغضبني أيضاً!!!
<O:p
وتكمن المشكلة في ما كنتُهُ ذات يوم وما أصبحت عليه الآن, فأنا ابن أغنى عائلة في البلاد كلها, لم أعرف معنى المسؤولية يوماً, فقد كنت أفعل ما يحلو لي دون أدنى إحساس بها, أسافر أينما أردت, وفي أي وقت, ولا هَمَّ لي غير اللعب واللهو بجميع أنواعه,
لا أعمل في أي مكان, ولِمَ أعمل؟؟ فنحن نملك مالاً لو وُزِع على أهل بلادي, يفيض!! <O:p
<O:p
لا أعرف معنى القوانين في العالم, لأنه دائماً الحق معي, و لا يجرؤ أحد على قول كلمة (لا) لي , إلا ذلك الغبي الذي تجرأ وقالها لي, وبسببه فقدت حياتي للأبد, و بسببه عرفت معنى القانون لأول مرة , فقد وُضِعَ في رقبتي كالسيف.<O:p
<O:p
بنت الرفاعي
16-05-2010, 10:10 PM
ذات يوم ترك لنا جدي قطعة أرض كبيرة جداً, وفي أفضل وأجمل مكان في البلد, فأردتها لنفسي, فرفض ابن عمي ذلك, رفض وقال لي (لا) ولن يتنازل عن حقه فيها, أيقول لي (لا)؟؟؟!!
فقلت أنني لن أتركه يفلت بفعلته هذه, لا أعلم بالرغم من كل ما أملك من مال إلا أنني طمعت فيها وبسبب كلمة (لا), وأصبحت لا أرغب إلا بها, وعندما أصر على رفضه, قررت أن أُنفذ تلك الفكرة الرهيبة التي خطرت ببالي، ظناً مني أنني سأنجو بفعلتي, ولن يحاسبني أحدهم, ثم ذهبت ذلك اليوم إلى منزله, زاعماً أنني أرغب في التحدث معه علَّ وعسى أقنعه في التراجع, وأدخلني بحسن نيته كالمعتاد, وأكرمني, وبدأنا في النقاش الذي اشتد جداً, وبعدها أخرجت مسدسي, وأفرغته في أنحاء جسده, وبعد أن شاهدت منظره وهو ممدداً أمامي والدماء متدفقة حوله وكأنه في بركة ماء, شعرت بالخوف ولأول مرة في حياتي, لَمْ أعلم لِمَ حينها, بالرغم من أنني أبرع في الصيد وأقتل بدم بارد في البرية, إلا أن ذلك المشهد أخافني, فخرجت مسرعاً وركبت سيارتي, وهربت إلى إحدى الدول المجاورة, ولأول مرة أمتهن الاختباء, فقد اختبأت في أماكن كثيرة إلى أن تم القبض علي, وقد خُفِّفَ الحُكمُ عليَّ بالمؤبد ( هكذا زعم أولئك المحامون الذين كونوا مني ثروة ولم يفعلوا شيئاً ), وهكذا عرفت معنى القانون , القانون ويا له من قانون, قد أكون بعد كل هذا رأيت العالم بشكل آخر و معنى آخر, وعرفتُ أيضاً قيمة النفس البشرية، ولكن بعد ماذا؟ وبأي ثمن؟ و يا له من ثمن؟؟؟؟!!!!
لن أكذب إذا قلت أنني أفتقد إلى الحرية, وأنني و أنني,
آه لقد مللت من الكتابة, فلم أكن أكتب بل برعت في التواقيع فقط!!!
ربما تسول لي نفسي أن أقتل أحدهم حتى أموت فقد تعرضت للإذلال بما يكفي في هذا السجن!!!!
وبذلك أصبح ابن عمي قتيل المال وأنا سجينه!!
التوقيع:
سجين المال.
بنت الرفاعي
16-05-2010, 10:12 PM
عندما يكون المال سيد الآخرين لا أسياده, يتحكم بهم لا يتحكمون به.
و عندما لا يقتنعون بما لديهم وما أعطاهم الله له, وينسون شكره وحمده وفضله عليهم, يعميهم الطمع ويجعلهم يرتكبون أسوأ وأبشع الجرائم حتى في حق الأقربين لهم.
الجندي المجهول
16-05-2010, 11:18 PM
سلام وتحايا
واجمل ما كتبتي
عندما يكون المال سيد الآخرين لا أسياده, يتحكم بهم لا يتحكمون به.
و عندما لا يقتنعون بما لديهم وما أعطاهم الله له, وينسون شكره وحمده وفضله عليهم, يعميهم الطمع ويجعلهم يرتكبون أسوأ وأبشع الجرائم حتى في حق الأقربين لهم.
تخرمية : يمضي اخوك فلا تلقى له خلفاً والمال بعد ذهاب المال مكتسب
لحن الختام : قالوا على شقي ومجنون صحيح مجنون ما نت سبب جنوني يا حبان
محمد الجزولى
17-05-2010, 04:31 AM
وقديما قيل القناعه كنز لا يفنى
طمع النفس وجشعها يترك الانسان كالمخبول
ينظر الى ما عند غيره ولا يكتفى بما لديه
زين للنفس حب الدنيا والمال
ما استفاد هذا الذى كان يجمع الملايين بين يديه
لقد اصبح يستجدى حتى حريته
قصه فيها الكثير من العبر لمن يعتبر
تحياتى اختى مرام وشكرا على هذه القصه
ابوالنور
17-05-2010, 09:07 AM
تسجيل حضور
واعجاب بالموضوع
ولي عوده للمناقشة
بنت الرفاعي
26-05-2010, 10:38 PM
وعندما تصبح النفس البشرية لا قيمة لها لدى البعض،
يكون عندها إزهاقها هيِّناً!!!!
بنت الرفاعي
26-05-2010, 11:05 PM
سلام وتحايا
واجمل ما كتبتي
عندما يكون المال سيد الآخرين لا أسياده, يتحكم بهم لا يتحكمون به.
و عندما لا يقتنعون بما لديهم وما أعطاهم الله له, وينسون شكره وحمده وفضله عليهم, يعميهم الطمع ويجعلهم يرتكبون أسوأ وأبشع الجرائم حتى في حق الأقربين لهم.
تخرمية : يمضي اخوك فلا تلقى له خلفاً والمال بعد ذهاب المال مكتسب
لحن الختام : قالوا على شقي ومجنون صحيح مجنون ما نت سبب جنوني يا حبان
وعندما يظن أولئك أن المال سيُغنيهم عن الناس، متناسين بذلك أنهم في يوم من الأيام سيحتاجونهم!
وهكذا سنمضي ونترك كل شيء خلفنا إلا عملنا!!!
مع أنقى التحايا لك أخي الجندي المجهول.:)
بنت الرفاعي
29-05-2010, 08:22 PM
وقديما قيل القناعه كنز لا يفنى
طمع النفس وجشعها يترك الانسان كالمخبول
ينظر الى ما عند غيره ولا يكتفى بما لديه
زين للنفس حب الدنيا والمال
ما استفاد هذا الذى كان يجمع الملايين بين يديه
لقد اصبح يستجدى حتى حريته
قصه فيها الكثير من العبر لمن يعتبر
تحياتى اختى مرام وشكرا على هذه القصه
كثيراً ما يظن البعض أن من يقتلون بعضهم من أجل المال، هم من لا يملكونه فقط، وبالرغم من أنها ليست حقيقية هذه القصة، ولكن في الواقع ستجد الكثيرين مِن مَن لديهم المال ولكن كما ذكرت أنت أخي الطمع والجشع يجعلهم ينظرون إلى ما عند غيرهم، لدرجة القتل، فلذلك القتل من أجل المال ليس حكراً على فئة بعينها.
و
القناعة كنز لا يفنى.
(نتمنى أن نكون دائماً من أولئك القنوعين، والراضين بما لديهم وما أعطاهم وقسمهم الله لهم قليلاً كان أم كثيراً، وحامدين وشاكرين له على فضله).
لك كل الأماني الجميلة مع التحايا الأنيقة أخي محمد الجزولي.:)
بنت الرفاعي
29-05-2010, 08:26 PM
تسجيل حضور
واعجاب بالموضوع
ولي عوده للمناقشة
أشكرك أخي أبو النور على هذه الإطلالة الرقيقة، وفي إنتظار عودتك إن شاءالله.:)
بنت الرفاعي
29-05-2010, 08:52 PM
كان هو و معه أحد العاملين معه ذاهبين إلى المنزل وكان هو الذي يقود السيارة، وظهر من خلفهم أحد السائقين المسرعين، فأشّر لهم (كَنتَك ليهم) أن يفتحوا له الطريق ليمر بسرعة، ولكنهم لم يفعلوا، وهنا كانت المشكلة، أتعلمون ما حدث؟؟؟
غضب قائد السيارة المسرعة منهم غضباً شديداً (ما عندو موضوع الظاهر!!!)، فتقدم بجانب سيارتهم وأخرج مسدسه وأطلق رصاصة أصابت رأس قائد السيارة الأولى، وخرجت من الناحية الأخرى مارة أمام وجه الراكب الآخر وكادت أن تصيبه أيضاً بفارق بسيط جداً لولا لطف القدر به!!!!
(ده بس ما فتح ليهو الشارع علشان حضرتو يمر وعمل كدة (ولا في الأفلام) طيب لو كان اتناقشوا كان حيعمل شنو؟؟؟:confused:(ده إذا كان أداه فرصة يتكلم معاه أصلاً) (عالم غريبة بشكل)!!!! ):( :eek:
مع العلم أن بطلي هذه القصة من العرب و مسلمين والعامل من إحدى الجنسيات الآسيوية، ومع الأسف الشديد أن هذه القصة حقيقية وتبين مدى عدم قيمة الآخرين لدى البعض.
والغضب لأسباب لا تُعد من الأسباب المُغضبة، والتي لا عُذر لها تؤدي إلى مالا يحمد عقباه.
نسأل الله أن يحمينا من أمثال هؤلاء.
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir