حسن سادة
11-05-2010, 12:52 AM
بينما كنا ننتظر سائق الشركة ليقلنا إلى إستوديو الأفلام لإخراج فيلم وثائقي لأحد زبائن
الشركة أنا ومديرة الإخراج الأمريكية الجنسية مرت أمامنا سيدة بحرينية في مقتبل العمر
وهي تحمل بين ذراعيها طفلة رضيعة كانت ترمقنا وهي تبتسم بكل براءة ووداعة
فقلت أنا لزميلتي جانيت الأمريكية وأنا أبتسم للطفلة وألوح لها بيدي مداعباً ومحيياً:
" ليتني يا عزيزتي جانيت، كنت لا أزال في باكورة الطفولة مثل هذه الطفلة المحروسة"
فقالت لي وهي تفتح حقيبتها وتهم بإخراج علبة السيجارة:
" ولماذا هذا الشعور الغريب؟
فقلت لها وأنا لا أزال أتابع الطفلة وقد كادت أن تبتعد عن الأنظار:
" لا أدري!!! ربما لأنني أستشرف آفاق المستقبل وأرنو إلى القادمات
من الأيام فأجدها وردية أنيقة حبلى بالبشائر المشرقة والآمال العريضة"
فضحكت جانيت ملء شدقيها وأشعلت سيجارتها وتنهدت تنهيدة عميقة وقالت لي:
" من يدري فقد لا يكون المستقبل كذلك كما لونته أنت كيفما شئت!!
وقد يكون نذيراً للكوارث وعاديات الدهر لا قدر الله
يجب أن تحمد الرب على ما نحن ننعم به في زمننا هذا
فالمستقبل في طي الكتمان والغيب والمجهول "
فقلت لها بعد أن حمدت الله جل وعلا ألف حمد وشكر:
" أصبت الحقيقة يا هذي فمن يدري!!!!!!
أحبتي ما وددت في هذا البوست سوى إستعراض الزمن وإلقاء الضوء على مجرياته
في الماضي أو الحاضر أو المستقبل وماذا تعني لنا عجلة الزمن الدوار؟
وكعادتي وديدني في كل البوستات فسوف أستشهد وأستدل بكلمات الأغاني السودانية
فالأغنيات هي تراث الشعوب وثقافتها وهي التي تعكس بصدق وجدانهم وأفكارهم
وأفراحهم وأتراحهم وهمومهم.
فهنالك من يسبون الدهر ويلعنون الزمن ويتشاءمون به
وهنالك من يتفاءلون بها ويعبرون عن سعادتهم به
ولا يودون أن تدور عجلات الزمن لما يعيشونه من نعيم وهناء
كرائعة الفنان الذري طيب الله ثراه ابراهيم عوض:
" يا زمن وقف شوية وأهدي لي لحظات هنية
وبعدها شيل باقي عمري
وشيل شبابي وشيل عيني"
ولا أدري إن كان شاعر الأغنية متفاءل بحاضره
ولا يود أن يمضي أم أنه لا يعيش السعادة حالياً
ويطلب من الزمن أن يتوقف ويهديه اللحظات الهنية؟
لست أدري!!!
وهنالك الزمان الذي يشقي وتستبد أيامه
كما وردت في رائعة الراحل المقيم ابراهيم عوض:
" الزمان أشقاني مرة لما أيامه إستبدت
والحصل بيناتنا يوم كان سحابة صيف وعدت
دائماً أتذكر حياتنا وفرحة آمالنا الجديدة
بإبتسامة ريد نعيدها ولسع راجياني الليالي
الطريق قدامنا ناير والحياة طيبة وهنيه
وابتسامتك نورها مشرق في حياتي وفي عيني
وعمري جنبك يا حياتي مهما يطول شوية
والبعيش جنبك محال قلبه يعرف أسيه "
ولا زلنا في حضرة الفنان الذري طيب الله ثراه
ولا يزال التفاؤل حاضراً في رائعته وسيم الطلعة التي تقول كلماتها:
" ياوسيم الطلعة أوع حاذر أوعه
نحن اكبر أكبر من الشجن واللوعه
والقلوب الشابة ما بتعرف الدمعة
********
عارف المستقبل با الأمل راجينا
وكل معنى صبوح سحره مكتوم فينا
للربيع خلينا للجمال المشرق
نزرع الأزهار في ربوع وادينا
*******
الزمان لو عاند الدهر لو ألم
نكتم الأحزان مستحيل نتظلم
ومن تجاربنا نحن كم نتعلم
********
تنقفل كم سكة تنفتح أبواب
بي إرادة شابه وبي إرادة شاب
لابتعرف خوف لابتخشى صعاب
تنتصر لنهاية تسعد الأحباب "
تأملوا قمة التفاؤل هنا !!
ومن كلمات مصطفى عبد الرحيم شاعر تذكار عزيز
سافر بنا ابراهيم عوض في رحلة الزمان وهو
يزداد تفاؤلاً وألقاً حين يصدح:
في لمحة كان
في غفلة من عين الزمان
ذابت حدود اللحظة
واتلاشى الوجود تاه المكان
احتار معاي حتى الكلام
في خاطري واندهش الحرف
في لمحة بي فرحة غريب عاد للولف
لاقيتو بي لهفة قليب يا دوب عرف
معنى الامل طعم الامان
يا دوبو ضاق لمسة حنان
في لمحة كان والجوة في اعماقي بان
في لمحة زي رجع الصدى
سمعت من قلبو الندى
وعرفت مشاعري مشاعرو
في دنيا الغرام قبل الكلام
قلبي استجاب لي نداهو
راح في كفو نام
اتوسد امالو الندية وبيهو هام
بعد السلام
حسيت بي عمري الليلة يا دنيا ابتدا
دابو الربيع في حياتي رشاهو الندى
وفتح زهور
مخضرة حلوة مفرهدة
مفرهدة والله مفرهدة "
هكذا كان الراحل المقيم يعشق الكون والزمان الضاحك
إستمتعوا بكلمات شاعره في رائعته الشهيرة:
"حبيبي تعال مرة انا مغرم بيك هايم
سهران والكون كلوا في صدر الليل نايم
ما بين محتال واشى وعازل فى الحب لايم
يا حبيبي ليه انت دائماً على جائر
دائما مخليني بين الأنام حائر
الدنيا فرحانة والكون جميل نائر
وانا بالجمال مالي معذب يا ربي
يا غائب عن عيني مع أنك في قلبي "
لقد أمعنت أن أختم حلقة اليوم عن الزمن والتفاؤل
برائعة سيف الدين الدسوقي في أغنية المصير
أروع روائع ابراهيم عوض رحمه الله
وربما كانت الأكثر تفاؤلاً
وإحساساً بالشباب الدائم:
ليه بنهرب من مصيرنا ونقضى ايامنا فْ عذاب
ليه تقول لى انتهينا ونحن فى عز الشباب
***
نحن فى الأيام بقينا قصة ما بتعرف نهاية
ابتدت ريده ومحبه واصبحت فى ذاتها غاية
كنت تمنحنى السعادة ولى تتفجر عطايا
ولما أغرق فى دموعى تبكى من قلبك معايا
***
كنا فى ماضينا قوة قوة تتحدى الصعاب
نقطع الليل المخيم ونمشى فى القفر اليباب
كنا للناس رمز طيبة وكنا عنوان للشباب
وهسى تائهين لينا مدة نجرى من خلف السراب
تأنى ما تقول إنتهينا تنهى جيل ينظر الينا
بانى أماله وطموحه ومعتمد أبداً علينا
نحن قلب الدنيا ديه ونحن عز الدنيا بينا
تانى ما تقول إنتهينا نحن يا دوب إبتدينا
سأعود في سيرة أخرى من سير الزمن
وقالوا الزمن الدوار يا بسمة النوار
متين تعود أيامنا ونكمل المشوار
الشركة أنا ومديرة الإخراج الأمريكية الجنسية مرت أمامنا سيدة بحرينية في مقتبل العمر
وهي تحمل بين ذراعيها طفلة رضيعة كانت ترمقنا وهي تبتسم بكل براءة ووداعة
فقلت أنا لزميلتي جانيت الأمريكية وأنا أبتسم للطفلة وألوح لها بيدي مداعباً ومحيياً:
" ليتني يا عزيزتي جانيت، كنت لا أزال في باكورة الطفولة مثل هذه الطفلة المحروسة"
فقالت لي وهي تفتح حقيبتها وتهم بإخراج علبة السيجارة:
" ولماذا هذا الشعور الغريب؟
فقلت لها وأنا لا أزال أتابع الطفلة وقد كادت أن تبتعد عن الأنظار:
" لا أدري!!! ربما لأنني أستشرف آفاق المستقبل وأرنو إلى القادمات
من الأيام فأجدها وردية أنيقة حبلى بالبشائر المشرقة والآمال العريضة"
فضحكت جانيت ملء شدقيها وأشعلت سيجارتها وتنهدت تنهيدة عميقة وقالت لي:
" من يدري فقد لا يكون المستقبل كذلك كما لونته أنت كيفما شئت!!
وقد يكون نذيراً للكوارث وعاديات الدهر لا قدر الله
يجب أن تحمد الرب على ما نحن ننعم به في زمننا هذا
فالمستقبل في طي الكتمان والغيب والمجهول "
فقلت لها بعد أن حمدت الله جل وعلا ألف حمد وشكر:
" أصبت الحقيقة يا هذي فمن يدري!!!!!!
أحبتي ما وددت في هذا البوست سوى إستعراض الزمن وإلقاء الضوء على مجرياته
في الماضي أو الحاضر أو المستقبل وماذا تعني لنا عجلة الزمن الدوار؟
وكعادتي وديدني في كل البوستات فسوف أستشهد وأستدل بكلمات الأغاني السودانية
فالأغنيات هي تراث الشعوب وثقافتها وهي التي تعكس بصدق وجدانهم وأفكارهم
وأفراحهم وأتراحهم وهمومهم.
فهنالك من يسبون الدهر ويلعنون الزمن ويتشاءمون به
وهنالك من يتفاءلون بها ويعبرون عن سعادتهم به
ولا يودون أن تدور عجلات الزمن لما يعيشونه من نعيم وهناء
كرائعة الفنان الذري طيب الله ثراه ابراهيم عوض:
" يا زمن وقف شوية وأهدي لي لحظات هنية
وبعدها شيل باقي عمري
وشيل شبابي وشيل عيني"
ولا أدري إن كان شاعر الأغنية متفاءل بحاضره
ولا يود أن يمضي أم أنه لا يعيش السعادة حالياً
ويطلب من الزمن أن يتوقف ويهديه اللحظات الهنية؟
لست أدري!!!
وهنالك الزمان الذي يشقي وتستبد أيامه
كما وردت في رائعة الراحل المقيم ابراهيم عوض:
" الزمان أشقاني مرة لما أيامه إستبدت
والحصل بيناتنا يوم كان سحابة صيف وعدت
دائماً أتذكر حياتنا وفرحة آمالنا الجديدة
بإبتسامة ريد نعيدها ولسع راجياني الليالي
الطريق قدامنا ناير والحياة طيبة وهنيه
وابتسامتك نورها مشرق في حياتي وفي عيني
وعمري جنبك يا حياتي مهما يطول شوية
والبعيش جنبك محال قلبه يعرف أسيه "
ولا زلنا في حضرة الفنان الذري طيب الله ثراه
ولا يزال التفاؤل حاضراً في رائعته وسيم الطلعة التي تقول كلماتها:
" ياوسيم الطلعة أوع حاذر أوعه
نحن اكبر أكبر من الشجن واللوعه
والقلوب الشابة ما بتعرف الدمعة
********
عارف المستقبل با الأمل راجينا
وكل معنى صبوح سحره مكتوم فينا
للربيع خلينا للجمال المشرق
نزرع الأزهار في ربوع وادينا
*******
الزمان لو عاند الدهر لو ألم
نكتم الأحزان مستحيل نتظلم
ومن تجاربنا نحن كم نتعلم
********
تنقفل كم سكة تنفتح أبواب
بي إرادة شابه وبي إرادة شاب
لابتعرف خوف لابتخشى صعاب
تنتصر لنهاية تسعد الأحباب "
تأملوا قمة التفاؤل هنا !!
ومن كلمات مصطفى عبد الرحيم شاعر تذكار عزيز
سافر بنا ابراهيم عوض في رحلة الزمان وهو
يزداد تفاؤلاً وألقاً حين يصدح:
في لمحة كان
في غفلة من عين الزمان
ذابت حدود اللحظة
واتلاشى الوجود تاه المكان
احتار معاي حتى الكلام
في خاطري واندهش الحرف
في لمحة بي فرحة غريب عاد للولف
لاقيتو بي لهفة قليب يا دوب عرف
معنى الامل طعم الامان
يا دوبو ضاق لمسة حنان
في لمحة كان والجوة في اعماقي بان
في لمحة زي رجع الصدى
سمعت من قلبو الندى
وعرفت مشاعري مشاعرو
في دنيا الغرام قبل الكلام
قلبي استجاب لي نداهو
راح في كفو نام
اتوسد امالو الندية وبيهو هام
بعد السلام
حسيت بي عمري الليلة يا دنيا ابتدا
دابو الربيع في حياتي رشاهو الندى
وفتح زهور
مخضرة حلوة مفرهدة
مفرهدة والله مفرهدة "
هكذا كان الراحل المقيم يعشق الكون والزمان الضاحك
إستمتعوا بكلمات شاعره في رائعته الشهيرة:
"حبيبي تعال مرة انا مغرم بيك هايم
سهران والكون كلوا في صدر الليل نايم
ما بين محتال واشى وعازل فى الحب لايم
يا حبيبي ليه انت دائماً على جائر
دائما مخليني بين الأنام حائر
الدنيا فرحانة والكون جميل نائر
وانا بالجمال مالي معذب يا ربي
يا غائب عن عيني مع أنك في قلبي "
لقد أمعنت أن أختم حلقة اليوم عن الزمن والتفاؤل
برائعة سيف الدين الدسوقي في أغنية المصير
أروع روائع ابراهيم عوض رحمه الله
وربما كانت الأكثر تفاؤلاً
وإحساساً بالشباب الدائم:
ليه بنهرب من مصيرنا ونقضى ايامنا فْ عذاب
ليه تقول لى انتهينا ونحن فى عز الشباب
***
نحن فى الأيام بقينا قصة ما بتعرف نهاية
ابتدت ريده ومحبه واصبحت فى ذاتها غاية
كنت تمنحنى السعادة ولى تتفجر عطايا
ولما أغرق فى دموعى تبكى من قلبك معايا
***
كنا فى ماضينا قوة قوة تتحدى الصعاب
نقطع الليل المخيم ونمشى فى القفر اليباب
كنا للناس رمز طيبة وكنا عنوان للشباب
وهسى تائهين لينا مدة نجرى من خلف السراب
تأنى ما تقول إنتهينا تنهى جيل ينظر الينا
بانى أماله وطموحه ومعتمد أبداً علينا
نحن قلب الدنيا ديه ونحن عز الدنيا بينا
تانى ما تقول إنتهينا نحن يا دوب إبتدينا
سأعود في سيرة أخرى من سير الزمن
وقالوا الزمن الدوار يا بسمة النوار
متين تعود أيامنا ونكمل المشوار