عبد المنعم فتحي
10-05-2010, 05:15 AM
بينما هو سائر استوقفه شخص وسأله عن وجهته، ثم قال له بلهجة آمرة ولكنها مهذبة: أوصل الحاجة في طريقك إلى أول الشارع.. التفت فوجدها سيدة عجوز في العقد السابع من عمرها تقريبا وترتدي ملابس سوداء بسيطة متكئة علي عصا، وثيابها متربة وكأنها قدمت لتوها من سفر بعيد..
رحب بطلب الشخص وأخذ بيد السيدة، فسارت وهي تتكئ على عصاها، وعلى وجه الشخص ارتسمت علامات الارتياح..
"بارك الله فيك يا بني". قالتها السيدة العجوز.. فأجابها بأن مساعدة الآخرين واجبة دوما..
- شكرا لك يا بني، وليس البيت بالبعيد فلا تقلق.
- لا ضير في ذلك.
عادت لتكرر شكرها له وهي تضحك.. وبالرغم من تلك الضحكات شعر بشيء في خلجاتها وصوت تنفسها المضطرب وكأنها تنشج، أحس وكأنها تشبه نبتة صحراوية مجتثـة مستسلمة تدفعها الرياح في طريقها إلى فرار متواصل أو إلى سعي متواصل..
- هل تعرفين مكان بيتك الذي نتوجه إليه جيدا.
- طبعا، وهل ينسى المرء مكان بيته؟!.
كان الطريق مزدحما والسيدة تمشي ببطء، فأبطأ من سرعة سيره ليسايرها، فكانت كل خمس خطوات لها تعادل خطوتين له..
- لا تؤاخذني إن كنت قد عطلتك يا بني، ولا تقلق فالبيت قريب، وهو البيت أبيض الجدران الكائن بالشارع القادم.
هو يعرف هذا البيت جيدا ويعلم أن تلك السيدة ليست من بين ساكنيه.. سألها إن كانت بينها وبين ساكني البيت صلة قرابة ولكن بدا عليها أنها لم تسمعه.. شعر أنها تتعمد عدم الإجابة.. عاد ليسألها عم إذا كانت لا تذكر مكان البيت، فلم تجبه ولكنها دعته لتناول شراب في بيتها إكراما له على مساعدتها، فقال لها إنه شاكر لدعوتها واعتذر لضيق وقته..
ومع اقترابهما من البيت شاهد سيدة عجوز تتسول والإعياء بادٍ عليها، فشعر بالسيدة بجواره وكأن رجفة تنتابها، هو الآخر تأثر بالمشهد وراعه كون السيدة العجوز بلا عائل في شيخوختها..
وعند البيت أبيض الجدران وقفت وشكرته، ودعها وابتعد قليلا ثم عاد ليلتفت، فوجد السيدة وبعد أن تظاهرت بالاقتراب من باب البيت عادت إلى الشارع واستوقفت شخصا.. وقف حائرا، ثم أدرك أنها تسأله أن يوصلها إلى بيتها الذي يوجد -قطعا- في نهاية شارع..
رامي الورقي – 22 عاما - مصر
رحب بطلب الشخص وأخذ بيد السيدة، فسارت وهي تتكئ على عصاها، وعلى وجه الشخص ارتسمت علامات الارتياح..
"بارك الله فيك يا بني". قالتها السيدة العجوز.. فأجابها بأن مساعدة الآخرين واجبة دوما..
- شكرا لك يا بني، وليس البيت بالبعيد فلا تقلق.
- لا ضير في ذلك.
عادت لتكرر شكرها له وهي تضحك.. وبالرغم من تلك الضحكات شعر بشيء في خلجاتها وصوت تنفسها المضطرب وكأنها تنشج، أحس وكأنها تشبه نبتة صحراوية مجتثـة مستسلمة تدفعها الرياح في طريقها إلى فرار متواصل أو إلى سعي متواصل..
- هل تعرفين مكان بيتك الذي نتوجه إليه جيدا.
- طبعا، وهل ينسى المرء مكان بيته؟!.
كان الطريق مزدحما والسيدة تمشي ببطء، فأبطأ من سرعة سيره ليسايرها، فكانت كل خمس خطوات لها تعادل خطوتين له..
- لا تؤاخذني إن كنت قد عطلتك يا بني، ولا تقلق فالبيت قريب، وهو البيت أبيض الجدران الكائن بالشارع القادم.
هو يعرف هذا البيت جيدا ويعلم أن تلك السيدة ليست من بين ساكنيه.. سألها إن كانت بينها وبين ساكني البيت صلة قرابة ولكن بدا عليها أنها لم تسمعه.. شعر أنها تتعمد عدم الإجابة.. عاد ليسألها عم إذا كانت لا تذكر مكان البيت، فلم تجبه ولكنها دعته لتناول شراب في بيتها إكراما له على مساعدتها، فقال لها إنه شاكر لدعوتها واعتذر لضيق وقته..
ومع اقترابهما من البيت شاهد سيدة عجوز تتسول والإعياء بادٍ عليها، فشعر بالسيدة بجواره وكأن رجفة تنتابها، هو الآخر تأثر بالمشهد وراعه كون السيدة العجوز بلا عائل في شيخوختها..
وعند البيت أبيض الجدران وقفت وشكرته، ودعها وابتعد قليلا ثم عاد ليلتفت، فوجد السيدة وبعد أن تظاهرت بالاقتراب من باب البيت عادت إلى الشارع واستوقفت شخصا.. وقف حائرا، ثم أدرك أنها تسأله أن يوصلها إلى بيتها الذي يوجد -قطعا- في نهاية شارع..
رامي الورقي – 22 عاما - مصر