ام نوران
28-04-2010, 11:38 PM
حضور الشيخ محمد سيد حاج في غياب تلفزيون السودان
كان مشهداً مهيباً و الناس يتقاطرون نحو مسجده يكسو وجوههم الحزن و يتقاطر الدمع السخين من المآقي فقد هزهم خبر وفاته المفاجئ, كيف لا يزرفون الدمع و هو لن يصلي معهم الجمعة القادمة كما قال في آخر جمعة له دون أن يبدي لهم السبب كعادته. لم يبق مكان لموطئ قدم في الساحة الممتدة خارج المسجد على اتساعها. كاد محبوه أن يحجبوا عين الشمس التي ما تعودت أن تراهم في الصباح الباكر, فقد كانوا يأتون من كل حدب و صوب بعد الزوال من كل جمعة, يتسابقون على مكان يدنيهم من منبره لتسمو أرواحهم برفقة هذا الفتى الوضيء الملامح و المُحيَّا, تعلو وجهه ابتسامة كخيط الصباح لا تفارقه أبداً. كانوا يستظلون بحلو عباراته المتدفقة في جزالة لا تخطئها الأذن ممزوجة بروح الدعابة و المرح. و يمتعون عيونهم بأناقة عمامته الملفوفة بألق و جلبابه الأبيض الناصع كسريرته.
كانت شمس يوم الاثنين مختلفة, فقد رحل شيخ الشيب و الشباب محمد سيد حاج. ضاق المكان بمحبيه و كان من بينهم رئيس البلاد و نائبه و بعض الوزراء, و هذا لعمري شرف لهم. فقد جاء الناس يدفعهم حبٌ خالص في الله لهذا الشيخ يتنزه عن كل غرض. داعين له و مستغفرين, ففقدهم جلل و مصابهم كبير و هو من كان يقودهم في طريق النور و الهداية من خلال منبره و من خلال كل وسائط الإعلام و من بينها تلفزيون السودان, الغائب عن هذا الحدث كعادته. كان محمد سيد حاج يزين شاشة التلفزيون القومي حين يطل علينا بحديثه العذب المفيد حتى تخال حلقاته كفارةً لمساوئ التلفزيون المتعددة.
و لنا أن نتساءل بمرارة عن حجم المساحة التي كان سيفردها تلفزيون السودان إن رحل أحد الآلاتية أو المغنين أو أحد لاعبي الكرة الذين غصت حلوقنا من طعم الهزائم التي أذاقونا, أو حتى أحد ساسة هذا الزمان الذين أوردونا المهالك و علمونا الالتفات إلى الوراء. كانت شاشة التلفاز ستتسع بحجم الأفق لتعدد مآثر الفقيد و ألحانه و أهدافه و قراراته و تظل تجتر تلك الاسطوانة لأيام و أيام. أما من غيَّر حياة الناس صلاحاً و هداية, فحقه كُليْماتٍ على عجل قبل الانتقال إلى فاصل هو خير من مقالهم.
متى يرتقي تلفزيون السودان لمستوى الأحداث؟ متى نعطي أهل الفضل حقهم؟ إن لم ننصفهم و هم أحياء ألا ننصفهم عند الرحيل. لقد شغل الشيخ الراحل مناصب رفيعة في الدولة. فقد شغل منصب مساعد الأمين العام للشئون الخارجية بهيئة علماء السودان, و هي هيئة حكومية تابعة للدولة, كما كان عضواً في المجلس الأعلى للدعوة الإسلامية بالسودان, و عضواً في المجلس الاستشاري لوزارة الأوقاف والإرشاد, بجانب عمله
مديراً لإدارة التخطيط بمنظمة سبل السلام الخيرية و مديراً لمركز البصيرة للبحوث والدراسات. هذا بجانب مؤلفاته المكتوبة و المسموعة و المرئية و التي تخطت حدود الوطن و بلغ تأثيرها مبلغاً بفضل سلاسة أسلوبه و عذوبة حسه و أمانته العلمية. فالرجل لم يكن مجرد داعية فحسب بل كان مسؤولاً رفيعاً و مؤثراً في هيئة علماء السودان ما يجعل حياته و موته محط الأنظار. لكن أبى تلفزيون السودان إلا أن يؤكد أنه لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا أهل الفضل.
.. بقلم: وليد محجوب – جدة
تخريمه:هو تلفزيون السودان من متين كان فاضي غير للفارغه والمقدوده,,,,حسبنا الله ونعم الوكيل ,,,i
كان مشهداً مهيباً و الناس يتقاطرون نحو مسجده يكسو وجوههم الحزن و يتقاطر الدمع السخين من المآقي فقد هزهم خبر وفاته المفاجئ, كيف لا يزرفون الدمع و هو لن يصلي معهم الجمعة القادمة كما قال في آخر جمعة له دون أن يبدي لهم السبب كعادته. لم يبق مكان لموطئ قدم في الساحة الممتدة خارج المسجد على اتساعها. كاد محبوه أن يحجبوا عين الشمس التي ما تعودت أن تراهم في الصباح الباكر, فقد كانوا يأتون من كل حدب و صوب بعد الزوال من كل جمعة, يتسابقون على مكان يدنيهم من منبره لتسمو أرواحهم برفقة هذا الفتى الوضيء الملامح و المُحيَّا, تعلو وجهه ابتسامة كخيط الصباح لا تفارقه أبداً. كانوا يستظلون بحلو عباراته المتدفقة في جزالة لا تخطئها الأذن ممزوجة بروح الدعابة و المرح. و يمتعون عيونهم بأناقة عمامته الملفوفة بألق و جلبابه الأبيض الناصع كسريرته.
كانت شمس يوم الاثنين مختلفة, فقد رحل شيخ الشيب و الشباب محمد سيد حاج. ضاق المكان بمحبيه و كان من بينهم رئيس البلاد و نائبه و بعض الوزراء, و هذا لعمري شرف لهم. فقد جاء الناس يدفعهم حبٌ خالص في الله لهذا الشيخ يتنزه عن كل غرض. داعين له و مستغفرين, ففقدهم جلل و مصابهم كبير و هو من كان يقودهم في طريق النور و الهداية من خلال منبره و من خلال كل وسائط الإعلام و من بينها تلفزيون السودان, الغائب عن هذا الحدث كعادته. كان محمد سيد حاج يزين شاشة التلفزيون القومي حين يطل علينا بحديثه العذب المفيد حتى تخال حلقاته كفارةً لمساوئ التلفزيون المتعددة.
و لنا أن نتساءل بمرارة عن حجم المساحة التي كان سيفردها تلفزيون السودان إن رحل أحد الآلاتية أو المغنين أو أحد لاعبي الكرة الذين غصت حلوقنا من طعم الهزائم التي أذاقونا, أو حتى أحد ساسة هذا الزمان الذين أوردونا المهالك و علمونا الالتفات إلى الوراء. كانت شاشة التلفاز ستتسع بحجم الأفق لتعدد مآثر الفقيد و ألحانه و أهدافه و قراراته و تظل تجتر تلك الاسطوانة لأيام و أيام. أما من غيَّر حياة الناس صلاحاً و هداية, فحقه كُليْماتٍ على عجل قبل الانتقال إلى فاصل هو خير من مقالهم.
متى يرتقي تلفزيون السودان لمستوى الأحداث؟ متى نعطي أهل الفضل حقهم؟ إن لم ننصفهم و هم أحياء ألا ننصفهم عند الرحيل. لقد شغل الشيخ الراحل مناصب رفيعة في الدولة. فقد شغل منصب مساعد الأمين العام للشئون الخارجية بهيئة علماء السودان, و هي هيئة حكومية تابعة للدولة, كما كان عضواً في المجلس الأعلى للدعوة الإسلامية بالسودان, و عضواً في المجلس الاستشاري لوزارة الأوقاف والإرشاد, بجانب عمله
مديراً لإدارة التخطيط بمنظمة سبل السلام الخيرية و مديراً لمركز البصيرة للبحوث والدراسات. هذا بجانب مؤلفاته المكتوبة و المسموعة و المرئية و التي تخطت حدود الوطن و بلغ تأثيرها مبلغاً بفضل سلاسة أسلوبه و عذوبة حسه و أمانته العلمية. فالرجل لم يكن مجرد داعية فحسب بل كان مسؤولاً رفيعاً و مؤثراً في هيئة علماء السودان ما يجعل حياته و موته محط الأنظار. لكن أبى تلفزيون السودان إلا أن يؤكد أنه لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا أهل الفضل.
.. بقلم: وليد محجوب – جدة
تخريمه:هو تلفزيون السودان من متين كان فاضي غير للفارغه والمقدوده,,,,حسبنا الله ونعم الوكيل ,,,i