مشاهدة النسخة كاملة : من سيحدث التغيير؟
حاتم مرزوق
22-03-2010, 01:26 AM
في ظاهرة فريدة من نوعها نلحظ منذ سنوات إهتماماً كبيراً طرأ علي صغارنا وشبابنا وقد عمّ هذا الإهتمام كافة النواحي التربوية والتعليمية حيث ساد مفهوم حضاري يُكرس كافة الجهود ويسخر من الإمكانيات الشئ الكثير.. للعناية بتعليم الأبناء وإختيار أفضل المدارس والجامعات ، وقد بذلت الأسر مجهودات كبيرة في البيوت مع هؤلاء الأبناء لزيادة تحصيلهم الأكاديمي والفكري ، للرفع من مستواهم الدراسي كما وأيضاً وجدوا إهتماماً في كافة المجالات المكملة لصياغة شخصياتهم ، فقد وجدوا منهجاً متكاملاً يهتم بتغذيتهم و مهاراتهم ومواهبهم.. و يستطيع أي منا ان يلحظ نضوجهم الفكري في سن مبكرة .
صاحب هذه التوجه تطور عالمي في المجالات التقنية و التكنولوجية الشئ الذي زاد من توسعة آفاقهم وتعلية سقف طموحاتهم كل ذلك إنعكس إيجابياً علي سلوكياتهم فليس منهم من يفعل شيئاً دون أن يتبعه بخطة علمية او منهجية مدروسة، علي العكس تماماً من الإجيال التي سبقتهم .. فلم يجدوا من الإهتمام شيئاً يذكر، ليس هذا تقليلاً من شأنهم ولكن الإختلاف لا شك نوعي بين الفئتين ولا شك صناع هذا التغيير هم ذوي هؤلاء الأبناء النجباء ... فقد إستفادوا من السلبيات التي واجهوها في أساليب تربيتهم وبذلوا من الجهود ما يحول بينها وبين فلذات أكبادهم، فحافظوا علي الجيد من الموروثات وتركوا كل مشين.
لا أريد أن أجري مقارنة بين الأجيال الماضية والحاضرة بقدر ما أنني اريد ان أتدارس مع زوار هذا البوست المعضلات التي وقع فيها السودان وشعبه منذ فجر الإستقلال.. كنتاج لخواء الأجيال السابقة التي تعاقبت علي حكم السودان والذين لم يستطيعوا الإستفادة من ثروات هذا البلد القارة ومقدراته وطاقاته البشرية ، وظلت كلها حبيسة لأفكار قديمة وبالية... فلم يتمكن هؤلاء الناس من إحداث طفرات إقتصادية وإجتماعية وسياسية ولم يضيفوا علي خارطة السودان الحضارية شيئاً يذكر !! بل علي العكس كرسوا للظلم وقِصر النظر!! حيث شُلت حركة إقتصاد البلد بفضل محدوديتهم، فشردوا خيرة شباب الوطن بمنهاجهم العقيم وإستغنوا عنهم وسرحوهم لخدمة الغير!! ، عرفت بلاد المهجر قيمة عطاء هؤلاء وإستفادت من طاقاتهم لمصلحتها ووظفت قدراتهم خير توظيف، فهذا ما كانوا يفتقدونه ، وعلي إعناق هؤلاء الأفذاذ الغرباء نهضت جميع الدول الأقل إمكانيات طبيعية وبشرية... وظل السودان حبيساً لشخصيات فقيرة الأداء لا تملك ما ينفع أوطانها.
الأمل في هؤلاء الأطفال والشباب الذين يعيشون داخل السودان وخارجه... فقد نموا في ظل عالم مفتوح ومنفتح علي الآخرين وتعويلنا علي الذين إستفادوا من خبرات الآخرين عبر نشأتهم في بلاد مختلفة من العالم أكبر، فقد شاهدوا بأم أعينهم النظم وإحترامها ... وقد عاشوا في مستوي معيشي وصحي وتعليمي مرتفع فلن يقبلوا بأقل منه في وطنهم، ولذلك هم الذين يتوقف عليهم مصير السودان وهم الذين سيغيروا هذا الواقع المرير وهم الذين سيتجاوزوا تلك الأفكار البالية والضياع في عالم المجهول، وهم الذين سيجعلون من العمل قيمة إجتماعية وهم الذين سينبذون العطالة و التسكع الوظيفي والإتكالية وسيرمون بالدفاتر البالية التي تستخدمها دواوين الحكومة في مزبلة النفايات، وسيضربون بماكينة الطباعة ماركة ( أولمبيا) عرض الحائط او يحفظونها في متحف التراث الشعبي، و سيفتحون الأبواب واسعة أمام التقنية والعلم لإدارة شئون الوطن فقط ينتظرون مفارقة أؤلئك عن دنياهم او تقاعدهم.
النويري
22-03-2010, 02:53 AM
الأمل في هؤلاء الأطفال والشباب الذين يعيشون داخل السودان وخارجه فقد نموا في ظل عالم مفتوح ومنفتح علي الآخرين وتعويلنا علي الذين إستفادوا من خبرات الآخرين عبر نشأتهم في بلاد مختلفة من العالم أكبر، فقد شاهدوا بأم أعينهم النظم وإحترامها وقد عاشوا في مستوي معيشي وصحي وتعليمي مرتفع فلن يقبلوا بأقل منه في وطنهم ولذلك هم الذين يتوقف عليهم مصير السودان وهم الذين سيغيروا هذا الواقع المرير وهم الذين سيتجاوزوا الأفكار البالية والضياع في عالم المجهول وهم الذين سيجعلون من العمل قيمة إجتماعية وهم الذين سينبذون العطالة و التسكع الوظيفي والإتكالية وسيرمون بالدفاتر البالية التي تستخدمها دواوين الحكومة في مزبلة النفايات وسيضربون بماكينة الطباعة ماركة ( أولمبيا) عرض الحائط او يحفظونها في متحف التراث الشعبي و سيفتحون الأبواب واسعة أمام التقنية والعلم لإدارة شئون الوطن فقط ننتظر مفارقة أؤلئك دنيانا.
أستاذنا حاتم مرزوق لك التحايا
كما ذكرت فإن الأمل في هؤلاء الأطفال والشباب القادم أخي حاتم الأن تغير المفهوم في التربية وأصبح الأباء أكثر سخاء من ذي قبل فنشاهد اليوم الأباء يدفعون بالألاف في العام الواحد وفيهم من تجد أن لديه أكثر من أبن في البيت الواحد مما يزيد من أعباءه المعيشية ويفرض عليه ظروف جد صعبة ولكن هو يدرك تماماً حصيلة هذا الصرف حيث أنه يرى فيه أنه بهذا سوف يضمن مستقبل أبنه وأيضاً يضمن من يساعده عند الشيخوخة فالتعليم التقليدي الذي نراه الأن والكليات النظرية وكليات الأداب ما عادت مواكبة للعصر الأن صار الطفل الذي عمره 4 و5 سنوات يتحدث اللغات الأجنبية وبطلاقة ويتعامل مع الحاسب الألي بكل إحترافية مما يساعد في تنمية المهارات الفكرية والثقافية لديه وهو في سن مبكرة
هنالك ضرورة ملحة في بذل جهود إضافية وتحصيل مستمر حتى نواكب التطور الذي يحدث من حولنا فالعالم في تسارع مستمر فعلينا أن نلحق بالركب
مشكور أستاذنا على الموضوع الجميل والراقي ولي عودة
حاتم مرزوق
22-03-2010, 04:18 AM
الأخ الحبيب نويري
عاطر التحايا
لا أمل إلا بهؤلاء ، جيل جديد يُنشّأ علي مبادئ وأسس تتماشي والعصر، يعرفون معني الوطنية وقيمة العمل، لا يقبلون لوطنهم التأخر ولا لأهلهم الضيم ، ينبذون العطالة والعاطلين، يعتزون بأرضهم وترابها ، هؤلاء هم الذين ننتظر قدومهم الي حياتنا.
اما اؤلئك فنسأل الله أن يعفو عنهم فقد عطلوا ثروات هذه الأرض و إنسانها وطمسوا حضارتها و أهانوا شعبها بنظرتهم القاصرة وأنانيتهم المفرطة.
بنت الرفاعي
22-03-2010, 05:35 AM
جيل فريد كهذا ما الضمان لبقاءه في الوطن من أجل أن يُحدث فيه التغيير المأمول؟؟
ود الجعلي
22-03-2010, 07:08 AM
اخي حاتم
من خلال قراءتي لهذا المقال الذي أظنه يبحث عن تفسير منطقي في السؤال الرئيس لماذا فشل السابقون في ادارة التركة
وهل هم فشلوا في ذلك وكيف حدث هذا الامر انها الاسئلة المفتاحية التي سيكون عليها محور ردي عليك
انه نقاش عميق غير قابل للاختزال وموضوع يجب علينا ان نرجع للوراء و نعيد قراءة التاريخ بطريقة غير موجه
وغير مزيفة ومن غير افتعال او تهريج كما يحدث الان على سبيل المثال في المناهج التعليمية او المستوى التوعوي...
فانني اجد نفسي متفقا معك فيما تعرضه من افكار
ولكن حتى لا اطيل علىك وعلى الاخوة
فالموضوع للنقاش
فساطرح فكرة وهي عبارة عن اجابة لتساؤلاتك :
عن هل سينجح الجيل الحالي الذي يمثل الانفتاح والاحتكاك بالعالم الخارجي بتجاربه الجديدة وافكاره الجديدة و ماهي احتمالات النجاح في ذلك ؟؟؟
ربما قد تكون جزئية او على فترات متباعدة او قد تكون نبت هنا و نبت هناك
ولكن لا اعتقد انها ستكون شمولية واصيلة وعميقة
لان ارث الماضي وامتداداته كانت متجذرة
لذا فكرتي التي سوف أكثف من الحديث عنها هي طرق ابواب التاريخ بطريقة نقترب بها اكثر من الدقة والتجرد
ومعرفة الخلل ومعاملة المسالة رغم انسانيتها البحتة والتداخل الحضاري العميق الا انها كمسالة رياضية مجردة
واعتقد انه من المبكر جدا اقتراح الحلول او الجزم
لان هنالك واقعا يصعب التكهن بما ينتج عن تفاعلاته وهذا لتعقيد البيئة و التاثر بالمجتمعات المجاورة والارث التاريخي بالاضافة الى الحكومات العسكرية والتركيبة السياسية والقبلية المتداخلة ساهمت في انعدم توازن التنمية والتفاوت بين المناطق القريبة من المركز والبعيده ولي عودة للتفصيل لان الحديث ممتعا في ذلك الامر
حاتم مرزوق
22-03-2010, 09:50 AM
جيل فريد كهذا ما الضمان لبقاءه في الوطن من أجل أن يُحدث فيه التغيير المأمول؟؟
أوطان الناس لن تكون وطناً لهم كما أن الإحساس بالإنتماء لا يكون إلا في الوطن الأم وإن لم يعش فيه الإنسان، و من الأشياء المشجعة لهذا الجيل ..الثروات الطبيعية الداعية لهم ولقدراتهم وجهودهم ، هذا مع مغادرة الأجيال القديمة للساحة السياسية ونشؤ جيل وسط بالضرورة ... يربط ما بين الجيلين في عملية إحلال تدريجية.
لن يكون الوطن طارداً كما هو الآن وبتنحي الأجيال التي كانت سبباً في هجرة االمواطنين و أبنائهم الي رحاب أوسع ستزول الأسباب وستتم العودة وفقاً لمعطيات منطقية من ضمنها نشؤ الجيل الوسط الذي سيفصل بين الجيلين وهذا الجيل الوسط هو الذي سيمهد الطريق أمامهم !! كما ستغتضي الضرورة وجودهم ككوادر مؤهلة مؤمنه بالتطوير و قادره علي النهوض بالوطن، كل هذا الكلام سيحدث بتلقائية لا تحتاج سواء الزمن .. هذا إن لم يقدر الله لبلدنا تقديراً آخر.
حاتم مرزوق
22-03-2010, 10:45 AM
اخي حاتم
من خلال قراءتي لهذا المقال الذي أظنه يبحث عن تفسير منطقي في السؤال الرئيس لماذا فشل السابقون في ادارة التركة
وهل هم فشلوا في ذلك وكيف حدث هذا الامر انها الاسئلة المفتاحية التي سيكون عليها محور ردي عليك
انه نقاش عميق غير قابل للاختزال وموضوع يجب علينا ان نرجع للوراء و نعيد قراءة التاريخ بطريقة غير موجه
وغير مزيفة ومن غير افتعال او تهريج كما يحدث الان على سبيل المثال في المناهج التعليمية او المستوى التوعوي...
فانني اجد نفسي متفقا معك فيما تعرضه من افكار
ولكن حتى لا اطيل علىك وعلى الاخوة
فالموضوع للنقاش
فساطرح فكرة وهي عبارة عن اجابة لتساؤلاتك :
عن هل سينجح الجيل الحالي الذي يمثل الانفتاح والاحتكاك بالعالم الخارجي بتجاربه الجديدة وافكاره الجديدة و ماهي احتمالات النجاح في ذلك ؟؟؟
ربما قد تكون جزئية او على فترات متباعدة او قد تكون نبت هنا و نبت هناك
ولكن لا اعتقد انها ستكون شمولية واصيلة وعميقة
لان ارث الماضي وامتداداته كانت متجذرة
لذا فكرتي التي سوف أكثف من الحديث عنها هي طرق ابواب التاريخ بطريقة نقترب بها اكثر من الدقة والتجرد
ومعرفة الخلل ومعاملة المسالة رغم انسانيتها البحتة والتداخل الحضاري العميق الا انها كمسالة رياضية مجردة
واعتقد انه من المبكر جدا اقتراح الحلول او الجزم
لان هنالك واقعا يصعب التكهن بما ينتج عن تفاعلاته وهذا لتعقيد البيئة و التاثر بالمجتمعات المجاورة والارث التاريخي بالاضافة الى الحكومات العسكرية والتركيبة السياسية والقبلية المتداخلة ساهمت في انعدم توازن التنمية والتفاوت بين المناطق القريبة من المركز والبعيده ولي عودة للتفصيل لان الحديث ممتعا في ذلك الامر
الأخ ود الجعلي
لك التحية
لا شك أن الإحتكاك مصدر قوة ومعرفة وهذا لا خلاف حوله وقد أثبتته التجارب قديماً وحديثاً ويكفينا فيه كدليل حديث النبي صلي الله عليه وسلم في فوائد السفر ، و ليس من رأي كمن لم يري وحتي تكون هناك فرصة للمقارنة فيجب ان يكون للإنسان نموذجاً آخر يقارن به ولا يمكن ان يطور الإنسان نفسه ومجتمعه من فراغ !! فما حول الإنسان من مشاهد هو الذي سيؤثر علي إبتكاراته فمن كان بيت الجالوص عنده هو المشهد فلا تطلب منه أن يبني لك بناية شاهقة فهو لا يعرف عن ما تعني ىشيئاً وهذا يؤكد حديثك عن التاريخ وإرتباطه بالحاضر في حركة تنتقل بطريقة ديناميكية وسلسة بمعني ان الدول التي نهضت في فن العمارة لها ماضي لذلك كان لها مستقبل ، اما نحن علي سبيل المثال فلا نثق في تاريخنا لأننا ببساطة لم نكتبه وإنما كتبته أيدي أجنبية.
تراكم التجارب هو الذي يشكل مصادر المعرفة ، ولما لم يكن لدينا تأريخ مكتوب بأيدينا ، لم نستطع ان نطور أشياءنا فظلت الأشياء كما هي!! حتي يومنا هذا وكانت حياتنا مغمورة وسط ما يسمي بالتراث، حتي الجلابية التي ترتديها اليوم هي نفس الجلابية التي إرتداها جدك من قبل و بنفس تفاصيلها وقد تمت منافستنا فيما نصنع وبجودة أفضل !! وهاهم الهنود والبنغالة يجودون تفصيل الجلابية السودانية أكثر منا ... وهذا يدل علي أننا نصنع الأشياء كما تعلمناها ونستمر عليها ولا نفكر إجراء اي تحسينات تزيد من جمالها ، فطنت الأجيال الجديدة التي سنحت لها فرص للأحتكاك و رأت جلاليب متنوعة من خلال السفر والإحتكاك واضافت بعض الأشياء التجميلية مثل تغيير الألوان وتوحيدها بين الطاقية والشال والجلابية الخ .. وهذه النقطة تدل علي ما اتحدث عنه من أهمية الإحتكاك في حياتنا فبه يحدث التغيير و لا يبقي إلا الأفضل.
التكهن بما سيحدث عن طريق العلم هو إسلوب مبتكر يدخل في باب التخطيط بناءاً علي معطيات معينة إذا ما وضعت بشكل صحيح وإتبعت بدقة توصل الي نتائج قريبة من ما تنبأت به وهنا يمكننا ان نضرب مثلاً بالميزانيات التي تجري علي أسس علمية معروفة وكثيراً ما تقارب ما تنبئ به.
إن اي دولة لا تخطط لمستقبلها بدقة لن تستطيع النهوض وهذا مربط الفرس في الموضوع الذي نحن بصدده ، لو إتبعت الحكومات المتعاقبة خطط علمية تحقق الأهداف لكان حالنا اليوم غير الحال الذي نراه ، ولكننا فطنا الي ان المشكلة مشكلة أجيال محدودة قدمت أحسن ما عندها فكان أسوأ ما في العالم لذلك عندما وصفنا تلك الأجيال بالقصور لم نكن قد تجنينا عليهم ولكن واقع الحال هو الذي ينبئ بالفشل الذي تحدثنا عنه.
و من أسوأ التجارب التي مرت علي السودان ، تجربة ما يسمي بالكلية الحربية التي درجت علي تخريج رؤساء لا ضباط مهمتهم حماية الوطن!! وبالبلدي لم يعطي الخبز لخبازه لذلك لا زلنا نتخبط في ترهات المجهول .. و إن من أعظم المصائب و أشدها علي الشعب السوداني التهكم والتهجم!! الكل يريد ان يدخل فيما لا يعنيه وما لا يعلم والله المستعان.
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir