صلاح الشيخ إبراهيم
01-02-2010, 07:56 AM
محمد بن عبدالوهاب نقد من الداخل للعلامة عصام العماد 2
--------------------------------------------------------------------------------
تناقض الشيخ محمد عبدالوهاب في قضية التوسل
لم يكن فكر الشيخ محمد عبدالوهاب قائماً على أدلةٍ مِن الكتاب والسنة، فعلى الرغم من أنَّه جعل التوسل بذات الرسول (ص) بعد وفاته من الشرك الأكبر المخرج عن الدين، وإستباح دماء المجيزين لذلك، وجعلهم أسوء من كفّار قريش، وسلق خصومه بلسانه الحاد، ونالوا منه منالاً رديئاً... وقاد معارك صارخة راح ضحيتها الآلاف من المسلمين... وما زالت هذه المعركة التي أشعل نارها إلى اليوم، ومازالت قضية التوسل بالميت هي القضية الكبرى التي ينصب أتباع الشيخ لأجلها المعارك الكبرى مع المسلمين، لكن الشيخ محمد عبدالوهاب _ بعد كل ذلك _ نقض ما بناه، وهدَّم ما أرساه فقال:
"فكون بعض يرخِّص بالتوسل بالصالحين، وبعضهم يخصه بالنبي (ص)، وأكثر العلماء ينهى عن ذلك ويكرهه. فهذه المسألة من مسائل الفقه. ولو كان الصواب عندنا قول الجمهور: إنَّه مكروه، فلا ننكر على مَنْ فعله، ولا إنكار في مسائل الإجتهاد."
كانت هذه الفتوى من أشدّ الفتاوى الغريبة عندي، لأنَّها قضت على فكرة غرسها الشيخ في ذهني، وهي أن التوسل بالميت مِنْ الشرك الأكبر، لكنَّه الآن نقض نفسه، وجعلها من مسائل الفقة لا من مسائل أصول الدين... وبيّن بأنَّه لا صلة لها بالكفر والإيمان، أو الشرك والتوحيد.
وأرى أنَّ نشر هذه الفتوى بين الوهابيين المتطرفين ضرورة من أجل إستنقاذهم من الغلو والتطرف في التعامل مع الذين يتوسلون بالأموات!!، ومن أجل أن يدركوا أنَّ الشيخ لم يؤسِّس قاعدته في تكفير مخالفيه على الكتاب والسنة، ومن هنا كثرت تناقضاته. وحينما يدرك إخواننا تناقضات الشيخ سوف يتحررون من الغلو وتكفير المسلمين الذي غرسته كتب ورسائل الشيخ.
لابدَّ أن نبيِّن لإخواننا من الوهابيين الصورة المتناقضة والغريبة التي سادت فكر الشيخ، عندئذ سوف يذوب ما في نفوسهم من كراهية للمسلمين، وينجون من الفساد والتخبط، ومن التكفير والظلم أو الإستذلال للمسلمين...
الشيخ محمد بن عبدالوهاب ومشكلة تشكيكه في التراث الإسلامي
فالذي يعرف تناقضات الشيخ هو الذي سيدرك معرفته الضيئلة للتوحيد، ويعرف بعده عن فهم آيات التوحيد أو روايات التوحيد... وندرك هذا التناقض في فتواه بأنَّ كتب المذاهب السنية الأربعة هي "عين الشرك" .
ومعنى هذه الفتوى أنَّ كلّ ما كتبه المسلمون خلال المدة الطويلة التي سبقت عهد الشيخ محمد بن عبدالوهاب، لا سيما منذ بداية القرن الرابع هي كتب شركيّة، بل هي "عين الشرك"، وهذا يؤدي إلى تشكيك المسلمين بكل تراثهم القديم، ومن هنا نجد الشيخ أخفى عقيدته تلك، وأفتى بأنّه لم يبطل كتب المذاهب السنيّة، ولكنَّنا حينما كنّا نحضر درس علم التوحيد عند مشايخ المملكة السعودية _ في فترة طلب العلم _ إستيقنّا بأنَّ رأي الشيخ وكبار المتقدمين من تلامذته إستقرَّ على أنَّ كل كتب المذاهب الأربعة _ لا سيما ما كتبوه عن التوحيد _ هي "عين الشرك".. وحين تدبَّرت الأمر بيني وبين نفسي رأيت أنَّ الشيخ كان يلجأ إلى إخفاء عقيدته في كتب المسلمين _ قبل ظهوره وتمكنه _، حينما يكون بين أتباع المذاهب الأربعة، وحين يخلو بأنصاره يصرّح بأنَّ كتبهم "عين الشرك"، وهذا هو مسلك أتباع الشيخ منذ زمن الشيخ إلى هذا العصر.
فهم يشككون في كتب المسلمين من غير كتب الشيخ وأتباعه... وسنحتاج _ هنا _ أن نقتبس فقرات لاغنى عنها من أجل معالجة العقل الوهابي الذي ليس له رؤية واضحة عن منهج الشيخ الخطير في التشكيك في تراث وكتب الأمة، وهو منهج خطير لأنَّه يفصلنا عن تراثنا الفكري... وهي فقرات من رجلٍ ليس صوفياً وهو أحد قادة الفكر الإسلامي في هذا العصر... الشيخ العلامة سعيد حوى، حيث بيَّن _ في كتابه القيم "جولات في الفقهين الكبير والأكبر" _ خطر رأي الشيخ محمد بن عبدالوهاب في قوله بأنَّ كتب المذاهب الأربعة "عين الشرك" فقال:
"جاء القرن الرابع عشر الهجري ووضع المسلمين على غاية من الضعف والإنهيار والتمزق... وواجه الدعاة العدول على إختلاف إجتهاداتهم والعلماء العدول _ فيما واجهوا _ موجة الردة عن الإسلام... كما واجهوا إستمرارية السير الإسلامي لمرحلة الدَخَن في الأمة الإسلامية، وردود الفعل العنيفة ضدّ الدَخَن والمتمثلة في الشك بالتراث كله... وكان عليها أن تواجه الدَخَن الموروث التي تحدَّث عنها رسول الله (ص) في مسيرة الأمة الإسلامية، متمثلاً في كتل ضخمة من التآليف التي إختلط فيها الخير بالدَخَن، وفي تجمعات كثيرة تحرص على الدَخَن كحرصها على الخير، وتحرص على سنن الشيوخ كحرصها على سنن الرسول (ص)، وتتعصب لما إعتمده الشيوخ حتى لو ثبت أنَّ السنة المعتمدة تعارضه، وتمثِّل ذلك بكماله في الطرق الصوفية غير الواعية... ممَّا أدّى إلى ردود فعل متعددة، كان أشدَّها بعض الإتجاهات السلفية التي شككت في الإرث الفقهي والثقافي كله بحجة الدَخَن، وإذا بنا أمام تيار يشكّك في تراث حق، ويشكك في المدارس الفقهية وفي رجالاتها، وإذا بنا نجد من يسيئ الظن بأكثريَّة الأمة الإسلامية على مرّ الزمن. فحدث أن تزعزعت الثقة في التراث الإسلامي الذي قدَّمته العقول المسلمة دون تمييز بين مرحلة الخيرية الخالصة، أو مرحلة الشر، أو مرحلة المخلوط بالدَخَن، ومن دون تمييز بين العقليّات المجدّدة، والعقليات المنحرفة، وبين الإتجاهات التي تتمثل فيها صيغة الحق خلال العصور وبين غير ذلك، حتى أصبح التضليل والتكفير والتفسيق للأمة دَيدن الكثيرين.
إنَّه بدلاً من أن يكون رد الفعل ضد الدَخَن هو تحرير الخير من دَخَنه، وجدت دعوات تريد أن تنسف الخير بحجّة الدَخَن، فكان جزءاً من المعركة المفروضة على الحركة الإسلامية المعاصرة مواجهة الردة، ومواجهة إستمرار الدَخَن، ومواجهة ردود الفعل الغالية هذه..."
هذه هي حالة الشيخ محمد عبدالوهاب كما رسمها رجل خبير بالوهابية عاش معهم طوال حياته ثم كتب في آخر حياته تجربته مع الوهابية، ونحن نقلنا كلامه كاملاً، لأنَّ الشيخ محمد بن عبدالوهاب حينما حكم على كتب علماء هذه الأمَّة بأنَّها "عين الشرك" شككنا في كل ما كتبوه عن التوحيد، ثمَّ حبسنا في كتاباته عن التوحيد، وحينئذ لم ندرك شطحاته وإنحرافاته في تفسير آيات التوحيد في القرآن الكريم.
توحيد الشيخ محمد عبدالوهاب إنبثق من ردِّ الفعل تجاه التوحيد عند أهل السنة والسلفية
وكلمة أخرى في توضيح الذي قصدناه في ذلك الكلام... إنَّ الشيخ محمد بن عبدالوهاب إستحضر أمام عينه إنحرافاً معيناً من قبل بعض المسلمين المتعصبين للمذاهب الأربعة، حيث وجدهم متمسكين بشدّة في كل كتب المتقدمين عن التوحيد من دون تمييز بين الحق والباطل فيها، ثم إستغرق همّه كله في دفع ذلك التعصب لتراث قدماء المسلمين، وأصبح الرد عليهم هو المحِّرك الكلي فيما يبذله من جهد، فأسَّس رأيه في كتب المسلمين عن التوحيد القدماء من خلال إستغراقه للرد عليهم... وهذا منهج كان شديد الخطر على الشيخ، وكان له عواقب خطيره في إنشاء إنحراف جديد عند الشيخ لدفع ذلك الإنحراف القديم... والإنحراف إنحراف على كل حال!!.
وكان على الشيخ أن يعرض كتب القدماء عن التوحيد على القرآن الكريم، وعلى السنة الصحيحة، لا أن يجره رد الفعل إلى أن يفتي بأنَّها "عين الشرك".
ونحن نجد نماذج من هذا الخطر في كل كتب ورسائل الشيخ محمد بن عبدالوهاب، فهو يصرِّح أنَّه كتبها بقصد "الدفاع" عن التوحيد ضد المخالفين والطاعنين لمنهجه في طرح "التوحيد" _، وهم كبار علماء هذه الأمة في القديم والحديث _ لكن إستغراقه في ردِّ كل ما كتبه المسلمون _ من قبله _ عن التوحيد جعله يحمل همّ الردِّ عليهم، فأصبحت الغاية الكبرى والأهمية القصوى عند الشيخ هي الردّ على ما كتبه أتباع المذاهب الأربعة _ وهي مئات الكتب _ في التوحيد منذ القدم إلى زمنه... وصار المحرِّك الأول عنده هو إبطال كل كتبهم في التوحيد... لم يعد الشيخ يبذل الجهد في تقرير "التوحيد" كما جاء به القرآن الكريم _، بل أصبح الشيخ مستغرقاً في الردِّ على ما كتبه الإمام الرازي في التوحيد، وما كتبه كبار أئمة أهل السنة في التوحيد، ومن أجل دفعهم وقع في إنحرافات خطيرة... لقد ضاع الشيخ وانحرف عن التوحيد الذي جاء به القرآن الكريم، لأنه غرق في حماسة الدفاع عن رأيه في التوحيد ضد هجوم خصومه من علماء هذه الأمة قديماً وحديثاً.
لقد رأى الشيخ محمد عبدالوهاب عشرات الكتب كتبت قبل أن يكتب كتابه في التوحيد، كما رأى أنَّ كل كتب تفسير القرآن الكريم _ وهي بالمئات _ منذ القديم إلى عصره قد تناولت التوحيد حينما فسّرت آيات التوحيد في القرآن الكريم... وهذه الكتب لما كانت نابعة من بحوث مجتهدين قد يوجد فيها الصواب والخطأ... فلما أراد أن يواجه الأخطاء الموجودة فيما كتب عن التوحيد _ من قبله _ لما أراد أن يواجه كل ذلك فتن الشيخ بقدرته على فهم التوحيد، فجعل "عقله" البشري نداً للقرآن الكريم في طرح التوحيد... ولم يقف به عند هذا الحدّ، فأعتقد بأنَّ كل جهود المفسرين المسلمين _ من قبل _ في معرفة آيات التوحيد في القرآن الكريم هي "عين الشرك"... وهو الوحيد الذي فتحت له فتوحات ربانيّة، أدرك من خلالها آيات التوحيد، وفسّرها تفسيراً موافقاً لمراد الله ورسوله... ولم يقف به عند هذا الحد بل قاد ثلاثمائة معركة قتالية، لفترة عشرين عاماً، أحرق فيها وقاتل كل الذين خالفوه في تفسير آيات التوحيد في القرآن الكريم.
وأرجو من إخواننا الوهابيين أن يعطوا لكتب التوحيد من علماء المسلمين _ المتقدمين والمتأخرين والمعاصرين _ من وقتهم وصبرهم ومتابعتهم _ كما يصنعون مع كتب الشيخ _، لأنَّ تلك الكتب هي مجهود لعقول كبيرة وكثيرة على مدى قرون من التأمل والبحث والتفسير، ولا يكتفوا بالدراسة العاجلة التي لاتنتج إلا القشور.
وليس في هذا الكتاب ما يقصد إنتقاص قدر الشيخ محمد بن عبدالوهاب أو أي شيخ من أتباعه، فأنا على علم بأنَّ الشيخ بذل جهده في فهم التوحيد، لكن هذه الدراسة هي محاولة فهم موضوعي وعلمي لمسيرته الفكرية، فالأمر ليس أمر ملامة أو تجريح للشيخ، ولكنَّه نظر وفهم ودراسة وتحليل لمسيرته الفكرية، فنذكر ما له وما عليه، وعلى رغم ما في قلوبنا للشيخ من محبة لكن الحق أحب إلينا منه.
إنَّ الأمل أن ينهض المفكرون المعتدلون من الوهابيين إلى دراسة نقدية لفكر الشيخ، من أجل إصلاح منهجه في طرح حقيقة التوحيد ومن أجل إصلاح وتعديل كتاباته عن التوحيد، ومن أجل تشخيص الداء في كتبه حتى نتمكَّن من معرفة الدواء... لا سيما وأنَّ قادة الإسلام أجمعوا أنَّ هنالك شطحات كبرى في توحيد الشيخ، وبسبب هذه الشطحات خلق فكره فتنة في كل أرجاء العالم الإسلامي.
الفتنة التي نتجت من توحيد الشيخ محمد عبدالوهاب
وقد وصف هذه الفتنة أحد أئمة أهل السنة _ في زماننا _ وهو الإمام الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي في كتابه القيم "السلفية مرحلة زمنية مباركة لا مذهب إسلامي" فقال وهو ينتقد فتنة التوحيد الذي أخترعه الشيخ محمد بن عبدالوهاب:
"ولكنِّي رأيت هذه الآثار _ على جسامتها وخطورة نتائجها _ من المستلزمات الحتمية لنشأة هذا المذهب وإنتشاره [ أي مذهب الشيخ محمد بن عبدالوهاب ]... ولسوف أقتصر على أمرين فقط:
الأمر الأول: الأذى المتبوع البليغ الذي انحطَّ في كيان المسلمين من جراء ظهور هذه الفتنة المبتدعة، فلقد أخذت تقارع وحدة المسلمين، وتسعى جاهدة إلى تبديد تآلفهم، وتحويل تعاونهم إلى تناحر وتناكد، وقد عرف الناس جميعاً أنَّه ما من بلدة أو قرية في أي من أطراف العالم الإسلامي، إلّا وقد وصل إليها من هذا البلاء شظايا، وأصابها من جرائه مِنْ خصامٍ وفرقةٍ وشتاتٍ. بل ما رأيت أو سمعت شيئاً من أنباء هذه الصحوة الإسلامية التي تجتاح كثيراً من أنحاء أوربا وأمريكا وآسيا ممَّا يثلج الصدر ويبعث على السرور والتفاؤل، إلا ورأيت أو سمعت بالمقابل من أخبار هذه الفتنة الشنعاء التي سيقت إلى تلك الأوساط سوقاً، ما يملأ الصدر كرباً، ويزج المسلم في ظلام من الخيبة الخانقة والتشاؤم الأليم.
كنت في هذا العام المنصرم 1416 هـ.ق واحداً ممَّن إستضافتهم رابطة العالم الإسلامي _ وهي تابعة للملكة السعودية _ للإشتراك في الموسم الثقافي، وأتيح لي بهذه المناسبة أن أتعرَّف على كثير من ضيوف الرابطة الذين جاؤوا من أوربا وأمريكا وآسيا وإفريقيا، وأكثرهم يُشْرِفون في الأصقاع التي أتوا منها على مراكز الدعوة الإسلامية أو يعملون فيها. والعجيب الذي لابدّ أن يهيّج آلاماً ممزَّقة في نفس كل مسلم أخلص لله في إسلامه، إنَّني عندما كنت أسأل كلاً منهم عن سير الدعوة الإسلامية في تلك الجهات، أسمع جواباً واحداً يطلقه كل من هؤلاء الإخوة على إنفراد بمرارة وأسى،
خلاصته: المشكلة الوحيدة عندنا هي الخلافات والخصومات الطاحنة التي تثيرها الجماعة السلفية...[ أي الوهابية ] ..." .
مؤلفات أتباع الشيخ محمد عبدالوهاب في مواجهة ما كتبه أهل السنة والسلفية في التوحيد
وقد نشأت هذه الفتنة من التوحيد الغريب الذي إخترعه وإبتدعه الشيخ محمد بن عبدالوهاب... ومنذ طرح الشيخ توحيده، وإلى اليوم، إتَّخذ (الفكر الوهابي) موقفاً عدائياً لا من الإثني عشرية فحسب، بل من كل المذاهب الإسلامية على الإطلاق، واتجه الفكر الوهابي من زمن الشيخ إلى اليوم إلى محاربة كل من خالف الشيخ في كتاباته عن التوحيد، وحتى ندرك كلام الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي في أنَّ الوهابية خلقت فتنة سوف نذكر بعض كتب الوهابية من زمن الشيخ إلى زماننا في الرد على المذاهب الإسلامية بجملتها... ولن يدرك إخواننا من الوهابيين ضرورة تجديد النظر في توحيد الشيخ، وضرورة الإنفكاك عن ضلالات الشيخ في شأن التوحيد، وضرورة مراجعه ما كتبه علماء الإسلام في تبيين إنحرافات الشيخ إلّا حين يدركون هذا العرض السريع للكتب التي إنبثقت من الفتنة التي نجمت وولدت من كتابات الشيخ محمد بن عبدالوهاب في التوحيد، فتمّ الطعن على كتب المسلمين وجماعاتهم وشخصياتهم:
1. النبذة الشريفة في الردّ على القبوريين للشيخ الوهابي حمد بن ناصر التميمي [ت:1225].
2. دحض شبهات على التوحيد للشيخ الوهابي عبدالله بن عبد الرحمن أبو بطين [ت: 1282].
3. الإنتصار لحزب الله الموحدين على المجادل عن المشركين للشيخ الوهابي عبدالله بن عبد الرحمن أبو بطين [ت: 1282].
4. تأسيس التقديس في كشف شبهات ابن جريس للشيخ الوهابي عبدالله بن عبد الرحمن أبو بطين [ت: 1282].
5. كشف ما ألقاه أبليس على قلب داود بن جريس لحفيد محمد بن عبدالوهاب، الشيخ الوهابي عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبدالوهاب [ت: 1285].
6. المورد العذب الزلال من نقض شبه أهل الضلال لحفيد محمد بن عبدالوهاب، الشيخ الوهابي عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبدالوهاب [ت: 1285].
7. الإتحاف في الردّ على الصحّاف لحفيد الشيخ محمد عبدالوهاب وهو الشيخ الوهابي عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن [ت: 1293].
8. دلائل الرسوخ في الردّ على المنفوخ وهو الشيخ الوهابي عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن [ت: 1293].
9. منهاج التأسيس والتقديس في كشف شبهات داود بن جريس وهو للشيخ الوهابي عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن [ت: 1293].
10. البراهين الإسلامية في ردّ الشبه الفارسية وهو للشيخ الوهابي عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن [ت: 1293].
11. الردّ على شبهات المستغيثين بغير الله للشيخ الوهابي أحمد بن ابراهيم بن عيسى [ت: 1329].
12. تنبيه النبيه للشيخ الوهابي أحمد بن ابراهيم بن عيسى [ت: 1329].
13. الغبي في الردّ على المدارسي والسندي والحلبي للشيخ الوهابي أحمد بن ابراهيم بن عيسى [ت: 1329].
14. غاية الأماني في الردّ على النبهاني للشيخ الوهابي أبي المعالي محمود بن شكري الآلوسي [ت: 1342].
15. الأسئلة الحداد في الردّ على علوي الحداد للشيخ الوهابي سليمان بن سمحان النجدي [ت: 1349].
16. الصواعق المرسلة الشهابية على الشبه الداحضة الشامية للشيخ الوهابي سليمان بن سمحان النجدي [ت: 1349].
17. الضياء الشارق في ردّ شبهات الماذق المارق للشيخ الوهابي سليمان بن سمحان النجدي [ت: 1349].
18. التنكيل بما في تأنيب الكوثري (وهو كبير ائمة أهل السنة في زمنة الشيخ محمد زاهد الكوثري) من الأباطيل للشيخ الوهابي عبد الرحمن بن يحيى المعلمي [ت: 1386].
19. السيف المسلول على عابد الرسول للشيخ الوهابي عبد الرحمن بن القاسم النجدي [ت: 1392].
20. الردّ على ابن محمود للشيخ الوهابي عبدالله بن محمد بن حميد [ت: 1402].
21. الردّ الزلال في التنبيه على أخطاء الظلال في إثبات شركيات سيد قطب للشيخ الوهابي عبدالله بن محمد الدويش [ت: 1408].
22. عقيدة المسلمين في الردّ على الملحدين والمبتدعين للشيخ الوهابي صالح بن إبراهيم البليهي [ت: 1410].
23. تقوية اليقين في الردّ على عقائد المشركين للشيخ الوهابي حسن بن علي القنوج [ت: 1253].
24. بيان كلمة التوحيد والردّ على الكشميري للشيخ الوهابي عبد الرحمن بن حسن [ت: 1285].
25. صيانة الإنسان في الردّ على أحمد زيني دحلان للشيخ الوهابي محمد السهسواني [ت: 1326].
26. الرد على شبه المستغيثين بغير الله للشيخ الوهابي أحمد بن إبراهيم بن عيسى [ت:1329].
27. منظومة في الردّ على أمين العراقي بن حنش للشيخ الوهابي إبراهيم بن عبد اللطيف.
28. السراج المنير (ردّ على جماعة التبليغ الإسلامية ) للشيخ الوهابي تقي الدين الهلالي.
29. الحركة الوهابية (ردّ على العالم السني الدكتور محمد البهي المصري) للشيخ الوهابي محمد هراس.
30. الديوبندية السيد طالب الرحمن (ردّ على علماء أهل السنة في القارة الهندية).
31. جلا العينين في محاكمة الأحمدين (إتّهم فيه إمام أهل السنة إبن حجر الهيثمي بالشرك) للشيخ الوهابي نعمان الآلوسي.
32. الردّ على البردة (إتّهم فيه الإمام البويصري بالشرك) للشيخ الوهابي عبدالله بن عبد الرحمن (أبو بطين) [ت: 1282].
33. دحض شبهات على التوحيد من سوء الفهم لثلاثة أحاديث للشيخ الوهابي عبدالله بن عبد الرحمن (أبو بطين) [ت: 1282].
34. الإعلام بنقض كتاب الحلال والحرام (ردّ وهجوم على العالم السني المعروف الشيخ يوسف القرضاوي) للشيخ الوهابي صالح الفوزان.
35. الإستاذ أبو الحسن الندوي الوجه الآخر من كتاباته (أثبت فيه مخالفته لتوحيد الشيخ عبدالوهاب) للشيخ الوهابي صلاح الدين مقبول أحمد.
36. خلاصة دين الجماعة الإسلامية (وهو هجوم، تبديع وتضليل للعالم السني إمام أهل السنة في القارة الهندية أبو الأعلى المودودي) للشيخ نذير أحمد الكشميري.
37. هل المسلم ملزم بإتِّباع مذهب معين من المذاهب الأربعة (وهو تبديع وتضليل لأتباع المذاهب السنية الأربعة) للشيخ الوهابي محمد سلطان المعصومي المكي. (المدرّس بالمسجد الحرام وقد ردّ على هذا الكتاب محمد سعيد رمضان البوطي في كتابه "اللامذهبية أخطر بدعة تهدّد الشريعة الإسلامية".)
38. وقفات مع جماعة التبليغ الإسلامية (وفيه تبديع وتضليل للجماعة المذكورة) للشيخ الوهابي نزار إبراهيم العجمي.
39. الردّ الكافي على مغالطات الدكتور عبد الواحد وافي للشيخ الوهابي إحسان الهي ظهير.
40. المعيار لعلم الغزالي للشيخ الوهابي صالح بن عبد العزيز آل الشيخ.
41. الآية الكبرى على ضلال النبهاني في رايته الصغرى للشيخ الوهابي الآلوسي.
42. الأنوار الكاشفة لتناقضات (الخسّاف) الزائفة للشيخ الوهابي علي بن حسن الحلبي.
43. براءة أهل الفقه وأهل الحديث من أوهام محمد الغزالي للشيخ الوهابي مصطفى سلامة.
44. تهديم المباني في الردّ على النبهاني للشيخ الوهابي ابن عيسى.
45. الردّ العلمي على حبيب الأعظمي للشيخين الوهابيين علي حسن وسليم الهلالي.
46. الردّ على رسالة ابن عفالق للشيخ الوهابي عثمان بن معمر.
47. نظرات وتعليقات على ما في كتاب السلفية للبوطي من الهفوات للشيخ الوهابي صالح الفوزان.
48. عداء الماتريدية (من فرق أهل السنة) للعقيدة السلفية (الوهابية) للشيخ الوهابي شمس الدين الأفغاني.
49. القطبية هي الفتنة فأعرفوها (في تبديع وتضليل سيد قطب) للشيخ الوهابي ابن سلطان العدناني.
50. القول البليغ في التحذير من جماعة التبليغ (من كبار الجماعات الإسلامية عند أهل السنة) للشيخ الوهابي حمود التويجري.
51. الإيضاح والبيان في أخطار طارق السويدان للشيخ الوهابي أحمد التويجري.
52. القول السديد في الردّ على من أنكر تقسيم التوحيد للشيخ الوهابي عبد الرزاق العباد.
53. الردّ على الرفاعي والبوطي للشيخ الوهابي عبد المحسن العباد.
54. الجماعات الإسلامية في ضوء الكتاب والسنة (في تبديع وتضليل الحركات الإسلامية عند أهل السنة في العالم الإسلامي) للشيخ الوهابي سليم الهلالي.
55. مؤلفات سعيد حوى (دراسة في إثبات ضلال سعيد حوى) للشيخ الوهابي سليم الهلالي.
56. الإيضاح والتبيين لما وقع فيه الأكثرون من مشابهة المشركين للشيخ الوهابي حمود التويجري [ت: 1413].
57. إيضاح المحجة في الرد على صاحب طنجة للشيخ الوهابي التقليدي حمود التويجري (في إثبات ضلال إمام أهل السنة في الديار المغربية أحمد بن محمد الغماري).
58. فضائح ونصائح (يشتمل على تجريح وتضليل لكبار علماء أهل السنة في هذا العصر) للشيخ الوهابي مقبل بن هادي الوادعي [ت: 1422]، قال عن العالم السني حسن الترابي "الترابي ترب الله وجهه، وهو إلى الكفر أقرب"؛ وقال في العالم السني عبد الرحيم الطحان "مبتدع" "احترقت يا عبد الرحيم" "لاتسمع من الطحان دعه للطحن يُطحن"؛ وقال عن العالم السني المفسّر الشيخ علي الصابوني... "مبتدع"؛ وقال عن الشيخ أبي الأعلى المودودي "... يعتبر من أئمة البدع".
59. إسكات الكلب العاوي يوسف القرضاوي للشيخ الوهابي مقبل بن هادي الوادعي.
60. إقامة البرهان على ضلال عبد الرحيم الطحان للشيخ الوهابي مقبل بن هادي الوادعي، وقد طبع مستقلاً ثم ألحقه الوادعي من ضمن كتابه فضائح ونصائح.
61. العواصم مما في كتب سيد قطب من القواصم للشيخ الوهابي ربيع بن هادي المَدخلي.
62. مطاعن سيد قطب في أصحاب رسول الله (ص) للشيخ الوهابي ربيع بن هادي المدخلي.
63. أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره (في إثبات أنَّ سيد قطب مات على عقيدة المشركين) للشيخ الوهابي ربيع بن هادي المدخلي.
64. التنكيل بما في لجاج ابي الحسن المأربي (اليمني المصري) من الأباطيل للشيخ الوهابي ربيع بن هادي المدخلي.
65. منهج أهل السنة والجماعة في نقد الرجال والكتب والطوائف للشيخ الوهابي ربيع بن هادي المدخلي. (في بيان ضلال كبار علماء أهل السنة في هذا العصر، وبيان ضلال الحركات الإسلامية السنية)، قال عن أبي الأعلى المودودي "مؤلفات المودودي وما فيها من إنحراف عقدي وعقلي وسلوكي".
66. الغادة للشيخ الوهابي مقبل بن هادي الوادعي قال في العالم السني محمد بن علوي المالكي إنَّه "رأس من رؤس الضلال وداعية من دعاة الشرك".
67. شريط الضوابط للشيخ الوهابي عبيد عبد الله الجابري قال في تفسير في ظلال القرآن للسيد قطب "هو ليس في ظلال القرآن بل هو في ظلال الشيطان".
68. الحد الفاصل بين الحق والباطل للشيخ ربيع بن هادي المَدخلي (في الرد على الشيخ بكر أبي زيد)، وقال فيه: "سيد قطب ضالّ كبير".
69. التحفة للشيخ الوهابي مقبل بن هادي الوادعي قال عن جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده أنَّهما "ماسونيان كافران".
70. مشاهداتي في بريطانيا للشيخ الوهابي يحيى الحجوري قال فيه عن العالم السني الشيخ المسعري... "إنه خبيث" لأنَّه إنتقد توحيد الشيخ محمد بن عبدالوهاب.
71. جماعة واحدة لا جماعات للشيخ الوهابي ربيع بن هادي المَدخلي قال عن العالم السني الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي أنَّه "من خصوم السنة (الوهابية) وخصوم مدرسة التوحيد..."؛ وقال عن الشيخ عمر التلمساني "كتبه طعن وتشويه في أهل السنة والجماعة (الوهابية)".
72. المخرج من الفتنة للشيخ الوهابي مقبل بن هادي الوادعي قال عن العالم السني سعيد حوى... "مبتدع"؛ قال عن الإمام حسن البنا "مبتدع زائع" "ضال" "من أئمة أهل البدع"... "إن حسن البنا أكثر ضلالاً من سيد قطب"؛ قال في قارئ القرآن الشيخ عبد الباسط المصري... "يعمل بالبدعة المنكرة ولا يبالي".
73. الزلال فيما إنتقد على بعض المناهج الدعوية من العقائد والأعمال للشيخ الوهابي احمد بن يحيى النجمي (حكم بالضلال على كبار قادة الفكر الإسلامية عند أهل السنة كالشيخ راشد الغنوشي، والشيخ فتحي يكن، والشيخ صبحي الصالح،والشيخ محمد أبي زهره، والاستاذ أنور الجندي، والدكتور عبد الكريم زيدان، والشيخ حسن أيوب، والشيخ مصطفى الشكعة، والإستاذ يوسف العظم، والداعية زينب الغزالي، والإستاذ سميح عاطف الزين، والإستاذ صابر طعيمة وآخرين كثير...).
74. شريط الفرسان الثلاثة للشيخ الوهابي المعاصر عبد الله الفارسي (قال في العالم السني عبد الرحمن الطحان... "طاغوت، وداعية شرك، وقد أوقع نفسه في الكفر").0
75. الصبح الشارق في الردِّ على ضلالات عبد المجيد الزنداني في كتابه توحيد الخالق للشيخ الوهابي يحيى الحجوري.
76. شريط الطامات التي أتى بها محمد متولي الشعراوي للشيخ الوهابي فالح بن نافع الحربي.
77. تحذير المسلمين من خطر الإخوان المسلمين تأليف مجموعة من مشايخ الوهابيه بينوا فيه بأنَّ أكبر حركة لأهل السنة في العالم من خصوم توحيد الشيخ محمد بن عبدالوهاب.
الفرق بين توحيد القرآن الكريم وبين توحيد الشيخ محمد عبدالوهاب
وأخيراً فإن هذا الكتاب ليس كتاباً يجمع كل الفتن التي إنبثقت من التوحيد الذي إخترعه الشيخ محمد بن عبدالوهاب.
هذا الكتاب محاولة لإستنقاد إخواننا الوهابيين من الإنحرافات التي تنبثق من النظرة إلى التوحيد، كما أراده الشيخ عبدالوهاب، الذي لا يستمد من التوحيد الشامل والكامل الذي قدمه القرآن الكريم.
والحاجة إلى معرفة التوحيد كما رسمه الله ورسوله هي حاجة العقل والقلب. وحاجة الحياة والواقع، وحاجة الأمة المسلمة والبشرية كلها على السواء.
وقد غشى على فكر الشيخ ذلك التصور الغريب لطبيعة "التوحيد" الذي لا شأن _ لكثير من تفاصيله _ بالتوحيد، وفرق كبير بين تصور الشيخ عن التوحيد، وبين التوحيد الموجود في القرآن الكريم... لأنَّ تصوره عن التوحيد _ في بعض تفاصيله _ مخالف للفطرة السليمة والتوحيد القرآني منسجم مع فطرة الإنسان، والمسافة بين التوحيدين كبيرة وهائلة... ومن الخطأ الكبير أن نحسب أنَّ التوحيد الذي أراده الله ورسوله هو نفس التوحيد الذي رسمه الشيخ، وهو توحيدٌ في غاية الجمود والتحجّر والجفاف، وجريمة كبرى في حق الله ورسوله أن نحبس التوحيد القرآني في كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبدالوهاب.
ذلك توحيد السماء وهذا توحيد الشيخ عبدالوهاب... ذلك يقوم على منهج إلهي وهذا يقوم على منهج بشري... وظلم عظيم للتوحيد القرآني الإلهي الرباني أن نضيف إليه ما أدخله الشيخ في التوحيد، أو نخرج منه ما رفضه، فنصوغ من خلال ذلك توحيداً جديداً طارئاً على التوحيد الذي أرسل الله تعالى الأنبياء من أجله، ثم نلتف حول هذا التوحيد الجديد _ الذي اخترعه الشيخ _ فنجعله هو التوحيد الذي أراده الله ورسوله، ثم نجمع حولنا فئة من المسلمين البسطاء، ثم نتخذ لنا إسماً خاصاً، ومذهباً جديداً يكره ويكفر كل المذاهب الإسلامي التي رفضت التوحيد الذي إخترعه شيخنا الذي قلدناه، وتصبح لدينا من الصفات النفسية التي تعزلنا من الناحية الشعورية عن كل المذاهب الإسلامية... وهذا هو الذي حدث في الشيخ محمد بن عبدالوهاب وجماعته... فهو إخترع توحيداً بمضامين جديدة لا توجد في القرآن الكريم ولا في السنة النبوية، ولم تخطر على بال السلف الصالح لهذه الأمة ولا الخلف، كما حذف مضامين ضرورية من التوحيد القرآني.
ولما كانت هناك جفوة أصيلة بين التوحيد الإلهي الربَّاني والتوحيد الوهابي... بين أسلوب القرآن في معالجة التوحيد وأسلوب الشيخ في عرض التوحيد... فقد بدا "التوحيد" الذي رسمه الشيخ نشازاً كاملاً، وتشويهاً بارزاً للتوحيد الإلهي، ونشأ من التوحيد الوهابي تخليط كثير، شاب صفاء التوحيد القرآني، وصغّر مساحته، وأصابه بالسطحية والحرفية، ممَّا جعل كتابات الشيخ محمد بن عبدالوهاب غريبة غربة كاملة عن التوحيد القرآني، غريبة عن طبيعته، وحقيقته، وأسلوبه. وأنا على يقين جازم بأنَّ إخواننا الوهابية لن يدركوا حلاوة التوحيد وعظمته وجماله، ولن يتخلَّصوا من ذلك "التوحيد" الغريب والممسوخ والمنحرف إلَّا حين يتركون "كتاب التوحيد" أو "كشف الشبهات"... وكل كتابات الشيخ عن التوحيد، ثم يعودون إلى القرآن الكريم، يستمدون منه مباشرة "التوحيد"... حينئذ سوف ندرك بأنَّ الشيخ قام بعملية توفيق بين أفكاره ونظراته الخاصة عن التوحيد وبين التوحيد الإلهي... وكانت عملية التوفيق من الشيخ تنم عن سذاجة كبيرة، وجهل بطبيعة التوحيد الإلهي، فأفكار الشيخ وتصوراته عن التوحيد لا تستقيم على نظام فكري واحد، ولا على أساس منهجي واحد، ممَّا يخالف التوحيد الإلهي... فمن السذاجة والعبث محاولة التوفيق بين توحيد الشيخ وبين توحيد القرآن الكريم...
ولكن المشتغلين بقراءة كتابات الشيخ عن التوحيد من إخواننا الوهابيين، فهموا _ خطأ _ تحت تأثير المناهج المقررة في المعاهد والجامعات السعودية أنَّ "الشيخ محمد عبدالوهاب" لا يمكن أن يحيد عن التوحيد الإلهي!!، ومن ثم التزموا عملية توفيق معتسفة بين كلام الشيخ عن التوحيد وبين كلام القرآن عن التوحيد.
دور توحيد الشيخ محمد عبدالوهاب في نشر الإلحاد
وأخيراً... لا يمكن لنا أن نتمكن من دعوة البشرية إلى هذا الدين طالما ظللنا عاكفين على توحيد الشيخ، فهو توحيد رفضه كبار علماء الإسلام وكبار قادة الفكر الإسلامي، فكيف سنعرضه على غير المسلمين؟... بل يرى قادة الفكر الإسلامي أنَّ توحيد الشيخ بسبب سذاجته، وسطحيته، وتطرفه، وغلوه، ودمويته، وبعده عن عدالة السماء، لن يستطيع أن يقف أمام الهجمة الإلحادية الشرسة، ومن ثمَّ وجدنا في العصر الحديث أنَّ الأماكن التي ينتشر فيها أتباع الشيخ محمد عبدالوهاب ينتصر فيها الإلحاد، بسبب سذاجة وغلو التوحيد عند الوهابية... يقول أحد أئمة أهل السنة الشيخ محمد الغزالي في كتابه القيم "مشكلات في طريق الحياة الإسلامية" وهو يبيّن كيف يتمكن الإلحاد من الإنتشار في الأماكن التي يسيطر عليها توحيد الشيخ لا توحيد القرآن:
" إنَّني أعتقد أنَّ إنتشار الكفر في العالم يقع نصف أوزاره على متدينين بَغَّضُو الله على خلقه بسوء كلامهم أو سوء صنيعهم!!، وما إرتاب في أنَّ الشيوعية ما راجت في أوربا وغير أوربا إلَّا لأنَّ الأحبار والرهبان أيأسوا الكادحين من عدالة السماء، فاتجهوا إلى السراب يحسبونه العباب، واليوم يقوم ناس من المسلمين بدور الكهان القدامى، فيصوِّرون الإسلام ديناً دمويِّ المزاج، شرس المسلك، يؤخِّر اللطف، ويقدِّم العنف...".
شخصيات وهابية تركت توحيد الشيخ محمد عبدالوهاب وإتّبعت توحيد القرآن الكريم
أما الذين تركوا توحيد الشيخ محمد عبدالوهاب، وأدركوا شطحاته، ورحلوا إلى توحيد القرآن الكريم، فلا يمكن لنا حصرهم، ولا يعلم عددهم إلا الله... وكنت أثناء مراجعة كتب هؤلاء أقف متسائلاً كيف ترك أولئك الأعلام توحيد الشيخ؟، وكيف أصبحوا من المهاجمين لكل ما كتبه الشيخ عن التوحيد؟!!، حتى وجدت نفسي متحيراً، وعدت من جديد أقرأ آيات التوحيد في القرآن الكريم، وأبحث في حقيقة التوحيد كما رسمها الله ورسوله، وهنا فقط أدركت كيف تم هذا كله!، وعرفت كيف ترك الكثير من علماء الوهابيين توحيد الشيخ، وأتبعوا توحيد القرآن؟!
إنَّهم كانوا غافلين عن شطحات توحيد الشيخ، ولما ذهبت عنهم الغفلة آمنوا بالتوحيد الحقيقي كما رسمه القرآن الكريم.
والآن نحب أن نعرف كيف تجلّت حقيقة التوحيد القرآني في عقول وقلوب الذين كانوا من كبار علماء الوهابية، لكن حقيقة التوحيد في القرآن الكريم بكل دلائلها وبكل تأثيراتها أجبرتهم أن يجددوا النظر في توحيد الشيخ محمد عبدالوهاب وهم كثير، وسوف نذكر بعض كتبهم التي برهنت وأوردت الحجج القوية على المفارقة الكبيرة بين توحيد القرآن الكريم وبين توحيد الشيخ محمد عبدالوهاب، وإنَّ الحاجة إلى ذكر هؤلاء ضرورية من أجل إستنقاذ إخواننا من الوهابيين من توحيد الشيخ الذي خلق فتنة بين المسلمين... وضرورية من أجل استنقاذ هذه الأمة من تكفير المسلمين، وإستباحة دمائهم وأعراضهم وأموالهم... ففتنة التكفير مع قتل المسلمين هي ثمرة توحيد الشيخ... سوف نذكر بعض أقوالهم وكتبهم التي برهنت وأوردت الحجج القوية عن أسباب تركهم ورفضهم لتوحيد الشيخ بعد أن كانوا من أشد المتعصبين له... مع ملاحظة أنَّ أكثرهم من علماء الوهابية في المملكة السعودية:
--------------------------------------------------------------------------------
تناقض الشيخ محمد عبدالوهاب في قضية التوسل
لم يكن فكر الشيخ محمد عبدالوهاب قائماً على أدلةٍ مِن الكتاب والسنة، فعلى الرغم من أنَّه جعل التوسل بذات الرسول (ص) بعد وفاته من الشرك الأكبر المخرج عن الدين، وإستباح دماء المجيزين لذلك، وجعلهم أسوء من كفّار قريش، وسلق خصومه بلسانه الحاد، ونالوا منه منالاً رديئاً... وقاد معارك صارخة راح ضحيتها الآلاف من المسلمين... وما زالت هذه المعركة التي أشعل نارها إلى اليوم، ومازالت قضية التوسل بالميت هي القضية الكبرى التي ينصب أتباع الشيخ لأجلها المعارك الكبرى مع المسلمين، لكن الشيخ محمد عبدالوهاب _ بعد كل ذلك _ نقض ما بناه، وهدَّم ما أرساه فقال:
"فكون بعض يرخِّص بالتوسل بالصالحين، وبعضهم يخصه بالنبي (ص)، وأكثر العلماء ينهى عن ذلك ويكرهه. فهذه المسألة من مسائل الفقه. ولو كان الصواب عندنا قول الجمهور: إنَّه مكروه، فلا ننكر على مَنْ فعله، ولا إنكار في مسائل الإجتهاد."
كانت هذه الفتوى من أشدّ الفتاوى الغريبة عندي، لأنَّها قضت على فكرة غرسها الشيخ في ذهني، وهي أن التوسل بالميت مِنْ الشرك الأكبر، لكنَّه الآن نقض نفسه، وجعلها من مسائل الفقة لا من مسائل أصول الدين... وبيّن بأنَّه لا صلة لها بالكفر والإيمان، أو الشرك والتوحيد.
وأرى أنَّ نشر هذه الفتوى بين الوهابيين المتطرفين ضرورة من أجل إستنقاذهم من الغلو والتطرف في التعامل مع الذين يتوسلون بالأموات!!، ومن أجل أن يدركوا أنَّ الشيخ لم يؤسِّس قاعدته في تكفير مخالفيه على الكتاب والسنة، ومن هنا كثرت تناقضاته. وحينما يدرك إخواننا تناقضات الشيخ سوف يتحررون من الغلو وتكفير المسلمين الذي غرسته كتب ورسائل الشيخ.
لابدَّ أن نبيِّن لإخواننا من الوهابيين الصورة المتناقضة والغريبة التي سادت فكر الشيخ، عندئذ سوف يذوب ما في نفوسهم من كراهية للمسلمين، وينجون من الفساد والتخبط، ومن التكفير والظلم أو الإستذلال للمسلمين...
الشيخ محمد بن عبدالوهاب ومشكلة تشكيكه في التراث الإسلامي
فالذي يعرف تناقضات الشيخ هو الذي سيدرك معرفته الضيئلة للتوحيد، ويعرف بعده عن فهم آيات التوحيد أو روايات التوحيد... وندرك هذا التناقض في فتواه بأنَّ كتب المذاهب السنية الأربعة هي "عين الشرك" .
ومعنى هذه الفتوى أنَّ كلّ ما كتبه المسلمون خلال المدة الطويلة التي سبقت عهد الشيخ محمد بن عبدالوهاب، لا سيما منذ بداية القرن الرابع هي كتب شركيّة، بل هي "عين الشرك"، وهذا يؤدي إلى تشكيك المسلمين بكل تراثهم القديم، ومن هنا نجد الشيخ أخفى عقيدته تلك، وأفتى بأنّه لم يبطل كتب المذاهب السنيّة، ولكنَّنا حينما كنّا نحضر درس علم التوحيد عند مشايخ المملكة السعودية _ في فترة طلب العلم _ إستيقنّا بأنَّ رأي الشيخ وكبار المتقدمين من تلامذته إستقرَّ على أنَّ كل كتب المذاهب الأربعة _ لا سيما ما كتبوه عن التوحيد _ هي "عين الشرك".. وحين تدبَّرت الأمر بيني وبين نفسي رأيت أنَّ الشيخ كان يلجأ إلى إخفاء عقيدته في كتب المسلمين _ قبل ظهوره وتمكنه _، حينما يكون بين أتباع المذاهب الأربعة، وحين يخلو بأنصاره يصرّح بأنَّ كتبهم "عين الشرك"، وهذا هو مسلك أتباع الشيخ منذ زمن الشيخ إلى هذا العصر.
فهم يشككون في كتب المسلمين من غير كتب الشيخ وأتباعه... وسنحتاج _ هنا _ أن نقتبس فقرات لاغنى عنها من أجل معالجة العقل الوهابي الذي ليس له رؤية واضحة عن منهج الشيخ الخطير في التشكيك في تراث وكتب الأمة، وهو منهج خطير لأنَّه يفصلنا عن تراثنا الفكري... وهي فقرات من رجلٍ ليس صوفياً وهو أحد قادة الفكر الإسلامي في هذا العصر... الشيخ العلامة سعيد حوى، حيث بيَّن _ في كتابه القيم "جولات في الفقهين الكبير والأكبر" _ خطر رأي الشيخ محمد بن عبدالوهاب في قوله بأنَّ كتب المذاهب الأربعة "عين الشرك" فقال:
"جاء القرن الرابع عشر الهجري ووضع المسلمين على غاية من الضعف والإنهيار والتمزق... وواجه الدعاة العدول على إختلاف إجتهاداتهم والعلماء العدول _ فيما واجهوا _ موجة الردة عن الإسلام... كما واجهوا إستمرارية السير الإسلامي لمرحلة الدَخَن في الأمة الإسلامية، وردود الفعل العنيفة ضدّ الدَخَن والمتمثلة في الشك بالتراث كله... وكان عليها أن تواجه الدَخَن الموروث التي تحدَّث عنها رسول الله (ص) في مسيرة الأمة الإسلامية، متمثلاً في كتل ضخمة من التآليف التي إختلط فيها الخير بالدَخَن، وفي تجمعات كثيرة تحرص على الدَخَن كحرصها على الخير، وتحرص على سنن الشيوخ كحرصها على سنن الرسول (ص)، وتتعصب لما إعتمده الشيوخ حتى لو ثبت أنَّ السنة المعتمدة تعارضه، وتمثِّل ذلك بكماله في الطرق الصوفية غير الواعية... ممَّا أدّى إلى ردود فعل متعددة، كان أشدَّها بعض الإتجاهات السلفية التي شككت في الإرث الفقهي والثقافي كله بحجة الدَخَن، وإذا بنا أمام تيار يشكّك في تراث حق، ويشكك في المدارس الفقهية وفي رجالاتها، وإذا بنا نجد من يسيئ الظن بأكثريَّة الأمة الإسلامية على مرّ الزمن. فحدث أن تزعزعت الثقة في التراث الإسلامي الذي قدَّمته العقول المسلمة دون تمييز بين مرحلة الخيرية الخالصة، أو مرحلة الشر، أو مرحلة المخلوط بالدَخَن، ومن دون تمييز بين العقليّات المجدّدة، والعقليات المنحرفة، وبين الإتجاهات التي تتمثل فيها صيغة الحق خلال العصور وبين غير ذلك، حتى أصبح التضليل والتكفير والتفسيق للأمة دَيدن الكثيرين.
إنَّه بدلاً من أن يكون رد الفعل ضد الدَخَن هو تحرير الخير من دَخَنه، وجدت دعوات تريد أن تنسف الخير بحجّة الدَخَن، فكان جزءاً من المعركة المفروضة على الحركة الإسلامية المعاصرة مواجهة الردة، ومواجهة إستمرار الدَخَن، ومواجهة ردود الفعل الغالية هذه..."
هذه هي حالة الشيخ محمد عبدالوهاب كما رسمها رجل خبير بالوهابية عاش معهم طوال حياته ثم كتب في آخر حياته تجربته مع الوهابية، ونحن نقلنا كلامه كاملاً، لأنَّ الشيخ محمد بن عبدالوهاب حينما حكم على كتب علماء هذه الأمَّة بأنَّها "عين الشرك" شككنا في كل ما كتبوه عن التوحيد، ثمَّ حبسنا في كتاباته عن التوحيد، وحينئذ لم ندرك شطحاته وإنحرافاته في تفسير آيات التوحيد في القرآن الكريم.
توحيد الشيخ محمد عبدالوهاب إنبثق من ردِّ الفعل تجاه التوحيد عند أهل السنة والسلفية
وكلمة أخرى في توضيح الذي قصدناه في ذلك الكلام... إنَّ الشيخ محمد بن عبدالوهاب إستحضر أمام عينه إنحرافاً معيناً من قبل بعض المسلمين المتعصبين للمذاهب الأربعة، حيث وجدهم متمسكين بشدّة في كل كتب المتقدمين عن التوحيد من دون تمييز بين الحق والباطل فيها، ثم إستغرق همّه كله في دفع ذلك التعصب لتراث قدماء المسلمين، وأصبح الرد عليهم هو المحِّرك الكلي فيما يبذله من جهد، فأسَّس رأيه في كتب المسلمين عن التوحيد القدماء من خلال إستغراقه للرد عليهم... وهذا منهج كان شديد الخطر على الشيخ، وكان له عواقب خطيره في إنشاء إنحراف جديد عند الشيخ لدفع ذلك الإنحراف القديم... والإنحراف إنحراف على كل حال!!.
وكان على الشيخ أن يعرض كتب القدماء عن التوحيد على القرآن الكريم، وعلى السنة الصحيحة، لا أن يجره رد الفعل إلى أن يفتي بأنَّها "عين الشرك".
ونحن نجد نماذج من هذا الخطر في كل كتب ورسائل الشيخ محمد بن عبدالوهاب، فهو يصرِّح أنَّه كتبها بقصد "الدفاع" عن التوحيد ضد المخالفين والطاعنين لمنهجه في طرح "التوحيد" _، وهم كبار علماء هذه الأمة في القديم والحديث _ لكن إستغراقه في ردِّ كل ما كتبه المسلمون _ من قبله _ عن التوحيد جعله يحمل همّ الردِّ عليهم، فأصبحت الغاية الكبرى والأهمية القصوى عند الشيخ هي الردّ على ما كتبه أتباع المذاهب الأربعة _ وهي مئات الكتب _ في التوحيد منذ القدم إلى زمنه... وصار المحرِّك الأول عنده هو إبطال كل كتبهم في التوحيد... لم يعد الشيخ يبذل الجهد في تقرير "التوحيد" كما جاء به القرآن الكريم _، بل أصبح الشيخ مستغرقاً في الردِّ على ما كتبه الإمام الرازي في التوحيد، وما كتبه كبار أئمة أهل السنة في التوحيد، ومن أجل دفعهم وقع في إنحرافات خطيرة... لقد ضاع الشيخ وانحرف عن التوحيد الذي جاء به القرآن الكريم، لأنه غرق في حماسة الدفاع عن رأيه في التوحيد ضد هجوم خصومه من علماء هذه الأمة قديماً وحديثاً.
لقد رأى الشيخ محمد عبدالوهاب عشرات الكتب كتبت قبل أن يكتب كتابه في التوحيد، كما رأى أنَّ كل كتب تفسير القرآن الكريم _ وهي بالمئات _ منذ القديم إلى عصره قد تناولت التوحيد حينما فسّرت آيات التوحيد في القرآن الكريم... وهذه الكتب لما كانت نابعة من بحوث مجتهدين قد يوجد فيها الصواب والخطأ... فلما أراد أن يواجه الأخطاء الموجودة فيما كتب عن التوحيد _ من قبله _ لما أراد أن يواجه كل ذلك فتن الشيخ بقدرته على فهم التوحيد، فجعل "عقله" البشري نداً للقرآن الكريم في طرح التوحيد... ولم يقف به عند هذا الحدّ، فأعتقد بأنَّ كل جهود المفسرين المسلمين _ من قبل _ في معرفة آيات التوحيد في القرآن الكريم هي "عين الشرك"... وهو الوحيد الذي فتحت له فتوحات ربانيّة، أدرك من خلالها آيات التوحيد، وفسّرها تفسيراً موافقاً لمراد الله ورسوله... ولم يقف به عند هذا الحد بل قاد ثلاثمائة معركة قتالية، لفترة عشرين عاماً، أحرق فيها وقاتل كل الذين خالفوه في تفسير آيات التوحيد في القرآن الكريم.
وأرجو من إخواننا الوهابيين أن يعطوا لكتب التوحيد من علماء المسلمين _ المتقدمين والمتأخرين والمعاصرين _ من وقتهم وصبرهم ومتابعتهم _ كما يصنعون مع كتب الشيخ _، لأنَّ تلك الكتب هي مجهود لعقول كبيرة وكثيرة على مدى قرون من التأمل والبحث والتفسير، ولا يكتفوا بالدراسة العاجلة التي لاتنتج إلا القشور.
وليس في هذا الكتاب ما يقصد إنتقاص قدر الشيخ محمد بن عبدالوهاب أو أي شيخ من أتباعه، فأنا على علم بأنَّ الشيخ بذل جهده في فهم التوحيد، لكن هذه الدراسة هي محاولة فهم موضوعي وعلمي لمسيرته الفكرية، فالأمر ليس أمر ملامة أو تجريح للشيخ، ولكنَّه نظر وفهم ودراسة وتحليل لمسيرته الفكرية، فنذكر ما له وما عليه، وعلى رغم ما في قلوبنا للشيخ من محبة لكن الحق أحب إلينا منه.
إنَّ الأمل أن ينهض المفكرون المعتدلون من الوهابيين إلى دراسة نقدية لفكر الشيخ، من أجل إصلاح منهجه في طرح حقيقة التوحيد ومن أجل إصلاح وتعديل كتاباته عن التوحيد، ومن أجل تشخيص الداء في كتبه حتى نتمكَّن من معرفة الدواء... لا سيما وأنَّ قادة الإسلام أجمعوا أنَّ هنالك شطحات كبرى في توحيد الشيخ، وبسبب هذه الشطحات خلق فكره فتنة في كل أرجاء العالم الإسلامي.
الفتنة التي نتجت من توحيد الشيخ محمد عبدالوهاب
وقد وصف هذه الفتنة أحد أئمة أهل السنة _ في زماننا _ وهو الإمام الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي في كتابه القيم "السلفية مرحلة زمنية مباركة لا مذهب إسلامي" فقال وهو ينتقد فتنة التوحيد الذي أخترعه الشيخ محمد بن عبدالوهاب:
"ولكنِّي رأيت هذه الآثار _ على جسامتها وخطورة نتائجها _ من المستلزمات الحتمية لنشأة هذا المذهب وإنتشاره [ أي مذهب الشيخ محمد بن عبدالوهاب ]... ولسوف أقتصر على أمرين فقط:
الأمر الأول: الأذى المتبوع البليغ الذي انحطَّ في كيان المسلمين من جراء ظهور هذه الفتنة المبتدعة، فلقد أخذت تقارع وحدة المسلمين، وتسعى جاهدة إلى تبديد تآلفهم، وتحويل تعاونهم إلى تناحر وتناكد، وقد عرف الناس جميعاً أنَّه ما من بلدة أو قرية في أي من أطراف العالم الإسلامي، إلّا وقد وصل إليها من هذا البلاء شظايا، وأصابها من جرائه مِنْ خصامٍ وفرقةٍ وشتاتٍ. بل ما رأيت أو سمعت شيئاً من أنباء هذه الصحوة الإسلامية التي تجتاح كثيراً من أنحاء أوربا وأمريكا وآسيا ممَّا يثلج الصدر ويبعث على السرور والتفاؤل، إلا ورأيت أو سمعت بالمقابل من أخبار هذه الفتنة الشنعاء التي سيقت إلى تلك الأوساط سوقاً، ما يملأ الصدر كرباً، ويزج المسلم في ظلام من الخيبة الخانقة والتشاؤم الأليم.
كنت في هذا العام المنصرم 1416 هـ.ق واحداً ممَّن إستضافتهم رابطة العالم الإسلامي _ وهي تابعة للملكة السعودية _ للإشتراك في الموسم الثقافي، وأتيح لي بهذه المناسبة أن أتعرَّف على كثير من ضيوف الرابطة الذين جاؤوا من أوربا وأمريكا وآسيا وإفريقيا، وأكثرهم يُشْرِفون في الأصقاع التي أتوا منها على مراكز الدعوة الإسلامية أو يعملون فيها. والعجيب الذي لابدّ أن يهيّج آلاماً ممزَّقة في نفس كل مسلم أخلص لله في إسلامه، إنَّني عندما كنت أسأل كلاً منهم عن سير الدعوة الإسلامية في تلك الجهات، أسمع جواباً واحداً يطلقه كل من هؤلاء الإخوة على إنفراد بمرارة وأسى،
خلاصته: المشكلة الوحيدة عندنا هي الخلافات والخصومات الطاحنة التي تثيرها الجماعة السلفية...[ أي الوهابية ] ..." .
مؤلفات أتباع الشيخ محمد عبدالوهاب في مواجهة ما كتبه أهل السنة والسلفية في التوحيد
وقد نشأت هذه الفتنة من التوحيد الغريب الذي إخترعه وإبتدعه الشيخ محمد بن عبدالوهاب... ومنذ طرح الشيخ توحيده، وإلى اليوم، إتَّخذ (الفكر الوهابي) موقفاً عدائياً لا من الإثني عشرية فحسب، بل من كل المذاهب الإسلامية على الإطلاق، واتجه الفكر الوهابي من زمن الشيخ إلى اليوم إلى محاربة كل من خالف الشيخ في كتاباته عن التوحيد، وحتى ندرك كلام الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي في أنَّ الوهابية خلقت فتنة سوف نذكر بعض كتب الوهابية من زمن الشيخ إلى زماننا في الرد على المذاهب الإسلامية بجملتها... ولن يدرك إخواننا من الوهابيين ضرورة تجديد النظر في توحيد الشيخ، وضرورة الإنفكاك عن ضلالات الشيخ في شأن التوحيد، وضرورة مراجعه ما كتبه علماء الإسلام في تبيين إنحرافات الشيخ إلّا حين يدركون هذا العرض السريع للكتب التي إنبثقت من الفتنة التي نجمت وولدت من كتابات الشيخ محمد بن عبدالوهاب في التوحيد، فتمّ الطعن على كتب المسلمين وجماعاتهم وشخصياتهم:
1. النبذة الشريفة في الردّ على القبوريين للشيخ الوهابي حمد بن ناصر التميمي [ت:1225].
2. دحض شبهات على التوحيد للشيخ الوهابي عبدالله بن عبد الرحمن أبو بطين [ت: 1282].
3. الإنتصار لحزب الله الموحدين على المجادل عن المشركين للشيخ الوهابي عبدالله بن عبد الرحمن أبو بطين [ت: 1282].
4. تأسيس التقديس في كشف شبهات ابن جريس للشيخ الوهابي عبدالله بن عبد الرحمن أبو بطين [ت: 1282].
5. كشف ما ألقاه أبليس على قلب داود بن جريس لحفيد محمد بن عبدالوهاب، الشيخ الوهابي عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبدالوهاب [ت: 1285].
6. المورد العذب الزلال من نقض شبه أهل الضلال لحفيد محمد بن عبدالوهاب، الشيخ الوهابي عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبدالوهاب [ت: 1285].
7. الإتحاف في الردّ على الصحّاف لحفيد الشيخ محمد عبدالوهاب وهو الشيخ الوهابي عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن [ت: 1293].
8. دلائل الرسوخ في الردّ على المنفوخ وهو الشيخ الوهابي عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن [ت: 1293].
9. منهاج التأسيس والتقديس في كشف شبهات داود بن جريس وهو للشيخ الوهابي عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن [ت: 1293].
10. البراهين الإسلامية في ردّ الشبه الفارسية وهو للشيخ الوهابي عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن [ت: 1293].
11. الردّ على شبهات المستغيثين بغير الله للشيخ الوهابي أحمد بن ابراهيم بن عيسى [ت: 1329].
12. تنبيه النبيه للشيخ الوهابي أحمد بن ابراهيم بن عيسى [ت: 1329].
13. الغبي في الردّ على المدارسي والسندي والحلبي للشيخ الوهابي أحمد بن ابراهيم بن عيسى [ت: 1329].
14. غاية الأماني في الردّ على النبهاني للشيخ الوهابي أبي المعالي محمود بن شكري الآلوسي [ت: 1342].
15. الأسئلة الحداد في الردّ على علوي الحداد للشيخ الوهابي سليمان بن سمحان النجدي [ت: 1349].
16. الصواعق المرسلة الشهابية على الشبه الداحضة الشامية للشيخ الوهابي سليمان بن سمحان النجدي [ت: 1349].
17. الضياء الشارق في ردّ شبهات الماذق المارق للشيخ الوهابي سليمان بن سمحان النجدي [ت: 1349].
18. التنكيل بما في تأنيب الكوثري (وهو كبير ائمة أهل السنة في زمنة الشيخ محمد زاهد الكوثري) من الأباطيل للشيخ الوهابي عبد الرحمن بن يحيى المعلمي [ت: 1386].
19. السيف المسلول على عابد الرسول للشيخ الوهابي عبد الرحمن بن القاسم النجدي [ت: 1392].
20. الردّ على ابن محمود للشيخ الوهابي عبدالله بن محمد بن حميد [ت: 1402].
21. الردّ الزلال في التنبيه على أخطاء الظلال في إثبات شركيات سيد قطب للشيخ الوهابي عبدالله بن محمد الدويش [ت: 1408].
22. عقيدة المسلمين في الردّ على الملحدين والمبتدعين للشيخ الوهابي صالح بن إبراهيم البليهي [ت: 1410].
23. تقوية اليقين في الردّ على عقائد المشركين للشيخ الوهابي حسن بن علي القنوج [ت: 1253].
24. بيان كلمة التوحيد والردّ على الكشميري للشيخ الوهابي عبد الرحمن بن حسن [ت: 1285].
25. صيانة الإنسان في الردّ على أحمد زيني دحلان للشيخ الوهابي محمد السهسواني [ت: 1326].
26. الرد على شبه المستغيثين بغير الله للشيخ الوهابي أحمد بن إبراهيم بن عيسى [ت:1329].
27. منظومة في الردّ على أمين العراقي بن حنش للشيخ الوهابي إبراهيم بن عبد اللطيف.
28. السراج المنير (ردّ على جماعة التبليغ الإسلامية ) للشيخ الوهابي تقي الدين الهلالي.
29. الحركة الوهابية (ردّ على العالم السني الدكتور محمد البهي المصري) للشيخ الوهابي محمد هراس.
30. الديوبندية السيد طالب الرحمن (ردّ على علماء أهل السنة في القارة الهندية).
31. جلا العينين في محاكمة الأحمدين (إتّهم فيه إمام أهل السنة إبن حجر الهيثمي بالشرك) للشيخ الوهابي نعمان الآلوسي.
32. الردّ على البردة (إتّهم فيه الإمام البويصري بالشرك) للشيخ الوهابي عبدالله بن عبد الرحمن (أبو بطين) [ت: 1282].
33. دحض شبهات على التوحيد من سوء الفهم لثلاثة أحاديث للشيخ الوهابي عبدالله بن عبد الرحمن (أبو بطين) [ت: 1282].
34. الإعلام بنقض كتاب الحلال والحرام (ردّ وهجوم على العالم السني المعروف الشيخ يوسف القرضاوي) للشيخ الوهابي صالح الفوزان.
35. الإستاذ أبو الحسن الندوي الوجه الآخر من كتاباته (أثبت فيه مخالفته لتوحيد الشيخ عبدالوهاب) للشيخ الوهابي صلاح الدين مقبول أحمد.
36. خلاصة دين الجماعة الإسلامية (وهو هجوم، تبديع وتضليل للعالم السني إمام أهل السنة في القارة الهندية أبو الأعلى المودودي) للشيخ نذير أحمد الكشميري.
37. هل المسلم ملزم بإتِّباع مذهب معين من المذاهب الأربعة (وهو تبديع وتضليل لأتباع المذاهب السنية الأربعة) للشيخ الوهابي محمد سلطان المعصومي المكي. (المدرّس بالمسجد الحرام وقد ردّ على هذا الكتاب محمد سعيد رمضان البوطي في كتابه "اللامذهبية أخطر بدعة تهدّد الشريعة الإسلامية".)
38. وقفات مع جماعة التبليغ الإسلامية (وفيه تبديع وتضليل للجماعة المذكورة) للشيخ الوهابي نزار إبراهيم العجمي.
39. الردّ الكافي على مغالطات الدكتور عبد الواحد وافي للشيخ الوهابي إحسان الهي ظهير.
40. المعيار لعلم الغزالي للشيخ الوهابي صالح بن عبد العزيز آل الشيخ.
41. الآية الكبرى على ضلال النبهاني في رايته الصغرى للشيخ الوهابي الآلوسي.
42. الأنوار الكاشفة لتناقضات (الخسّاف) الزائفة للشيخ الوهابي علي بن حسن الحلبي.
43. براءة أهل الفقه وأهل الحديث من أوهام محمد الغزالي للشيخ الوهابي مصطفى سلامة.
44. تهديم المباني في الردّ على النبهاني للشيخ الوهابي ابن عيسى.
45. الردّ العلمي على حبيب الأعظمي للشيخين الوهابيين علي حسن وسليم الهلالي.
46. الردّ على رسالة ابن عفالق للشيخ الوهابي عثمان بن معمر.
47. نظرات وتعليقات على ما في كتاب السلفية للبوطي من الهفوات للشيخ الوهابي صالح الفوزان.
48. عداء الماتريدية (من فرق أهل السنة) للعقيدة السلفية (الوهابية) للشيخ الوهابي شمس الدين الأفغاني.
49. القطبية هي الفتنة فأعرفوها (في تبديع وتضليل سيد قطب) للشيخ الوهابي ابن سلطان العدناني.
50. القول البليغ في التحذير من جماعة التبليغ (من كبار الجماعات الإسلامية عند أهل السنة) للشيخ الوهابي حمود التويجري.
51. الإيضاح والبيان في أخطار طارق السويدان للشيخ الوهابي أحمد التويجري.
52. القول السديد في الردّ على من أنكر تقسيم التوحيد للشيخ الوهابي عبد الرزاق العباد.
53. الردّ على الرفاعي والبوطي للشيخ الوهابي عبد المحسن العباد.
54. الجماعات الإسلامية في ضوء الكتاب والسنة (في تبديع وتضليل الحركات الإسلامية عند أهل السنة في العالم الإسلامي) للشيخ الوهابي سليم الهلالي.
55. مؤلفات سعيد حوى (دراسة في إثبات ضلال سعيد حوى) للشيخ الوهابي سليم الهلالي.
56. الإيضاح والتبيين لما وقع فيه الأكثرون من مشابهة المشركين للشيخ الوهابي حمود التويجري [ت: 1413].
57. إيضاح المحجة في الرد على صاحب طنجة للشيخ الوهابي التقليدي حمود التويجري (في إثبات ضلال إمام أهل السنة في الديار المغربية أحمد بن محمد الغماري).
58. فضائح ونصائح (يشتمل على تجريح وتضليل لكبار علماء أهل السنة في هذا العصر) للشيخ الوهابي مقبل بن هادي الوادعي [ت: 1422]، قال عن العالم السني حسن الترابي "الترابي ترب الله وجهه، وهو إلى الكفر أقرب"؛ وقال في العالم السني عبد الرحيم الطحان "مبتدع" "احترقت يا عبد الرحيم" "لاتسمع من الطحان دعه للطحن يُطحن"؛ وقال عن العالم السني المفسّر الشيخ علي الصابوني... "مبتدع"؛ وقال عن الشيخ أبي الأعلى المودودي "... يعتبر من أئمة البدع".
59. إسكات الكلب العاوي يوسف القرضاوي للشيخ الوهابي مقبل بن هادي الوادعي.
60. إقامة البرهان على ضلال عبد الرحيم الطحان للشيخ الوهابي مقبل بن هادي الوادعي، وقد طبع مستقلاً ثم ألحقه الوادعي من ضمن كتابه فضائح ونصائح.
61. العواصم مما في كتب سيد قطب من القواصم للشيخ الوهابي ربيع بن هادي المَدخلي.
62. مطاعن سيد قطب في أصحاب رسول الله (ص) للشيخ الوهابي ربيع بن هادي المدخلي.
63. أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره (في إثبات أنَّ سيد قطب مات على عقيدة المشركين) للشيخ الوهابي ربيع بن هادي المدخلي.
64. التنكيل بما في لجاج ابي الحسن المأربي (اليمني المصري) من الأباطيل للشيخ الوهابي ربيع بن هادي المدخلي.
65. منهج أهل السنة والجماعة في نقد الرجال والكتب والطوائف للشيخ الوهابي ربيع بن هادي المدخلي. (في بيان ضلال كبار علماء أهل السنة في هذا العصر، وبيان ضلال الحركات الإسلامية السنية)، قال عن أبي الأعلى المودودي "مؤلفات المودودي وما فيها من إنحراف عقدي وعقلي وسلوكي".
66. الغادة للشيخ الوهابي مقبل بن هادي الوادعي قال في العالم السني محمد بن علوي المالكي إنَّه "رأس من رؤس الضلال وداعية من دعاة الشرك".
67. شريط الضوابط للشيخ الوهابي عبيد عبد الله الجابري قال في تفسير في ظلال القرآن للسيد قطب "هو ليس في ظلال القرآن بل هو في ظلال الشيطان".
68. الحد الفاصل بين الحق والباطل للشيخ ربيع بن هادي المَدخلي (في الرد على الشيخ بكر أبي زيد)، وقال فيه: "سيد قطب ضالّ كبير".
69. التحفة للشيخ الوهابي مقبل بن هادي الوادعي قال عن جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده أنَّهما "ماسونيان كافران".
70. مشاهداتي في بريطانيا للشيخ الوهابي يحيى الحجوري قال فيه عن العالم السني الشيخ المسعري... "إنه خبيث" لأنَّه إنتقد توحيد الشيخ محمد بن عبدالوهاب.
71. جماعة واحدة لا جماعات للشيخ الوهابي ربيع بن هادي المَدخلي قال عن العالم السني الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي أنَّه "من خصوم السنة (الوهابية) وخصوم مدرسة التوحيد..."؛ وقال عن الشيخ عمر التلمساني "كتبه طعن وتشويه في أهل السنة والجماعة (الوهابية)".
72. المخرج من الفتنة للشيخ الوهابي مقبل بن هادي الوادعي قال عن العالم السني سعيد حوى... "مبتدع"؛ قال عن الإمام حسن البنا "مبتدع زائع" "ضال" "من أئمة أهل البدع"... "إن حسن البنا أكثر ضلالاً من سيد قطب"؛ قال في قارئ القرآن الشيخ عبد الباسط المصري... "يعمل بالبدعة المنكرة ولا يبالي".
73. الزلال فيما إنتقد على بعض المناهج الدعوية من العقائد والأعمال للشيخ الوهابي احمد بن يحيى النجمي (حكم بالضلال على كبار قادة الفكر الإسلامية عند أهل السنة كالشيخ راشد الغنوشي، والشيخ فتحي يكن، والشيخ صبحي الصالح،والشيخ محمد أبي زهره، والاستاذ أنور الجندي، والدكتور عبد الكريم زيدان، والشيخ حسن أيوب، والشيخ مصطفى الشكعة، والإستاذ يوسف العظم، والداعية زينب الغزالي، والإستاذ سميح عاطف الزين، والإستاذ صابر طعيمة وآخرين كثير...).
74. شريط الفرسان الثلاثة للشيخ الوهابي المعاصر عبد الله الفارسي (قال في العالم السني عبد الرحمن الطحان... "طاغوت، وداعية شرك، وقد أوقع نفسه في الكفر").0
75. الصبح الشارق في الردِّ على ضلالات عبد المجيد الزنداني في كتابه توحيد الخالق للشيخ الوهابي يحيى الحجوري.
76. شريط الطامات التي أتى بها محمد متولي الشعراوي للشيخ الوهابي فالح بن نافع الحربي.
77. تحذير المسلمين من خطر الإخوان المسلمين تأليف مجموعة من مشايخ الوهابيه بينوا فيه بأنَّ أكبر حركة لأهل السنة في العالم من خصوم توحيد الشيخ محمد بن عبدالوهاب.
الفرق بين توحيد القرآن الكريم وبين توحيد الشيخ محمد عبدالوهاب
وأخيراً فإن هذا الكتاب ليس كتاباً يجمع كل الفتن التي إنبثقت من التوحيد الذي إخترعه الشيخ محمد بن عبدالوهاب.
هذا الكتاب محاولة لإستنقاد إخواننا الوهابيين من الإنحرافات التي تنبثق من النظرة إلى التوحيد، كما أراده الشيخ عبدالوهاب، الذي لا يستمد من التوحيد الشامل والكامل الذي قدمه القرآن الكريم.
والحاجة إلى معرفة التوحيد كما رسمه الله ورسوله هي حاجة العقل والقلب. وحاجة الحياة والواقع، وحاجة الأمة المسلمة والبشرية كلها على السواء.
وقد غشى على فكر الشيخ ذلك التصور الغريب لطبيعة "التوحيد" الذي لا شأن _ لكثير من تفاصيله _ بالتوحيد، وفرق كبير بين تصور الشيخ عن التوحيد، وبين التوحيد الموجود في القرآن الكريم... لأنَّ تصوره عن التوحيد _ في بعض تفاصيله _ مخالف للفطرة السليمة والتوحيد القرآني منسجم مع فطرة الإنسان، والمسافة بين التوحيدين كبيرة وهائلة... ومن الخطأ الكبير أن نحسب أنَّ التوحيد الذي أراده الله ورسوله هو نفس التوحيد الذي رسمه الشيخ، وهو توحيدٌ في غاية الجمود والتحجّر والجفاف، وجريمة كبرى في حق الله ورسوله أن نحبس التوحيد القرآني في كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبدالوهاب.
ذلك توحيد السماء وهذا توحيد الشيخ عبدالوهاب... ذلك يقوم على منهج إلهي وهذا يقوم على منهج بشري... وظلم عظيم للتوحيد القرآني الإلهي الرباني أن نضيف إليه ما أدخله الشيخ في التوحيد، أو نخرج منه ما رفضه، فنصوغ من خلال ذلك توحيداً جديداً طارئاً على التوحيد الذي أرسل الله تعالى الأنبياء من أجله، ثم نلتف حول هذا التوحيد الجديد _ الذي اخترعه الشيخ _ فنجعله هو التوحيد الذي أراده الله ورسوله، ثم نجمع حولنا فئة من المسلمين البسطاء، ثم نتخذ لنا إسماً خاصاً، ومذهباً جديداً يكره ويكفر كل المذاهب الإسلامي التي رفضت التوحيد الذي إخترعه شيخنا الذي قلدناه، وتصبح لدينا من الصفات النفسية التي تعزلنا من الناحية الشعورية عن كل المذاهب الإسلامية... وهذا هو الذي حدث في الشيخ محمد بن عبدالوهاب وجماعته... فهو إخترع توحيداً بمضامين جديدة لا توجد في القرآن الكريم ولا في السنة النبوية، ولم تخطر على بال السلف الصالح لهذه الأمة ولا الخلف، كما حذف مضامين ضرورية من التوحيد القرآني.
ولما كانت هناك جفوة أصيلة بين التوحيد الإلهي الربَّاني والتوحيد الوهابي... بين أسلوب القرآن في معالجة التوحيد وأسلوب الشيخ في عرض التوحيد... فقد بدا "التوحيد" الذي رسمه الشيخ نشازاً كاملاً، وتشويهاً بارزاً للتوحيد الإلهي، ونشأ من التوحيد الوهابي تخليط كثير، شاب صفاء التوحيد القرآني، وصغّر مساحته، وأصابه بالسطحية والحرفية، ممَّا جعل كتابات الشيخ محمد بن عبدالوهاب غريبة غربة كاملة عن التوحيد القرآني، غريبة عن طبيعته، وحقيقته، وأسلوبه. وأنا على يقين جازم بأنَّ إخواننا الوهابية لن يدركوا حلاوة التوحيد وعظمته وجماله، ولن يتخلَّصوا من ذلك "التوحيد" الغريب والممسوخ والمنحرف إلَّا حين يتركون "كتاب التوحيد" أو "كشف الشبهات"... وكل كتابات الشيخ عن التوحيد، ثم يعودون إلى القرآن الكريم، يستمدون منه مباشرة "التوحيد"... حينئذ سوف ندرك بأنَّ الشيخ قام بعملية توفيق بين أفكاره ونظراته الخاصة عن التوحيد وبين التوحيد الإلهي... وكانت عملية التوفيق من الشيخ تنم عن سذاجة كبيرة، وجهل بطبيعة التوحيد الإلهي، فأفكار الشيخ وتصوراته عن التوحيد لا تستقيم على نظام فكري واحد، ولا على أساس منهجي واحد، ممَّا يخالف التوحيد الإلهي... فمن السذاجة والعبث محاولة التوفيق بين توحيد الشيخ وبين توحيد القرآن الكريم...
ولكن المشتغلين بقراءة كتابات الشيخ عن التوحيد من إخواننا الوهابيين، فهموا _ خطأ _ تحت تأثير المناهج المقررة في المعاهد والجامعات السعودية أنَّ "الشيخ محمد عبدالوهاب" لا يمكن أن يحيد عن التوحيد الإلهي!!، ومن ثم التزموا عملية توفيق معتسفة بين كلام الشيخ عن التوحيد وبين كلام القرآن عن التوحيد.
دور توحيد الشيخ محمد عبدالوهاب في نشر الإلحاد
وأخيراً... لا يمكن لنا أن نتمكن من دعوة البشرية إلى هذا الدين طالما ظللنا عاكفين على توحيد الشيخ، فهو توحيد رفضه كبار علماء الإسلام وكبار قادة الفكر الإسلامي، فكيف سنعرضه على غير المسلمين؟... بل يرى قادة الفكر الإسلامي أنَّ توحيد الشيخ بسبب سذاجته، وسطحيته، وتطرفه، وغلوه، ودمويته، وبعده عن عدالة السماء، لن يستطيع أن يقف أمام الهجمة الإلحادية الشرسة، ومن ثمَّ وجدنا في العصر الحديث أنَّ الأماكن التي ينتشر فيها أتباع الشيخ محمد عبدالوهاب ينتصر فيها الإلحاد، بسبب سذاجة وغلو التوحيد عند الوهابية... يقول أحد أئمة أهل السنة الشيخ محمد الغزالي في كتابه القيم "مشكلات في طريق الحياة الإسلامية" وهو يبيّن كيف يتمكن الإلحاد من الإنتشار في الأماكن التي يسيطر عليها توحيد الشيخ لا توحيد القرآن:
" إنَّني أعتقد أنَّ إنتشار الكفر في العالم يقع نصف أوزاره على متدينين بَغَّضُو الله على خلقه بسوء كلامهم أو سوء صنيعهم!!، وما إرتاب في أنَّ الشيوعية ما راجت في أوربا وغير أوربا إلَّا لأنَّ الأحبار والرهبان أيأسوا الكادحين من عدالة السماء، فاتجهوا إلى السراب يحسبونه العباب، واليوم يقوم ناس من المسلمين بدور الكهان القدامى، فيصوِّرون الإسلام ديناً دمويِّ المزاج، شرس المسلك، يؤخِّر اللطف، ويقدِّم العنف...".
شخصيات وهابية تركت توحيد الشيخ محمد عبدالوهاب وإتّبعت توحيد القرآن الكريم
أما الذين تركوا توحيد الشيخ محمد عبدالوهاب، وأدركوا شطحاته، ورحلوا إلى توحيد القرآن الكريم، فلا يمكن لنا حصرهم، ولا يعلم عددهم إلا الله... وكنت أثناء مراجعة كتب هؤلاء أقف متسائلاً كيف ترك أولئك الأعلام توحيد الشيخ؟، وكيف أصبحوا من المهاجمين لكل ما كتبه الشيخ عن التوحيد؟!!، حتى وجدت نفسي متحيراً، وعدت من جديد أقرأ آيات التوحيد في القرآن الكريم، وأبحث في حقيقة التوحيد كما رسمها الله ورسوله، وهنا فقط أدركت كيف تم هذا كله!، وعرفت كيف ترك الكثير من علماء الوهابيين توحيد الشيخ، وأتبعوا توحيد القرآن؟!
إنَّهم كانوا غافلين عن شطحات توحيد الشيخ، ولما ذهبت عنهم الغفلة آمنوا بالتوحيد الحقيقي كما رسمه القرآن الكريم.
والآن نحب أن نعرف كيف تجلّت حقيقة التوحيد القرآني في عقول وقلوب الذين كانوا من كبار علماء الوهابية، لكن حقيقة التوحيد في القرآن الكريم بكل دلائلها وبكل تأثيراتها أجبرتهم أن يجددوا النظر في توحيد الشيخ محمد عبدالوهاب وهم كثير، وسوف نذكر بعض كتبهم التي برهنت وأوردت الحجج القوية على المفارقة الكبيرة بين توحيد القرآن الكريم وبين توحيد الشيخ محمد عبدالوهاب، وإنَّ الحاجة إلى ذكر هؤلاء ضرورية من أجل إستنقاذ إخواننا من الوهابيين من توحيد الشيخ الذي خلق فتنة بين المسلمين... وضرورية من أجل استنقاذ هذه الأمة من تكفير المسلمين، وإستباحة دمائهم وأعراضهم وأموالهم... ففتنة التكفير مع قتل المسلمين هي ثمرة توحيد الشيخ... سوف نذكر بعض أقوالهم وكتبهم التي برهنت وأوردت الحجج القوية عن أسباب تركهم ورفضهم لتوحيد الشيخ بعد أن كانوا من أشد المتعصبين له... مع ملاحظة أنَّ أكثرهم من علماء الوهابية في المملكة السعودية: