صلاح الشيخ إبراهيم
26-01-2010, 01:31 PM
الناس في وطني .. بساطة ونقاء .. يحبون الحياة تحت ظل سماءهم الزرقاء .. يعشقون الضحكة والنكتة والسمر .. تحتويهم روح التآلف والتحابب والإخاء .. وطني ذو المليون ميل .. يحمل أربعون ونيف مليون من الأرواح النقية .. يكفيها وتكفيه .. يمنحها حباً .. وتمنحه فداء وعطاء ..
تكفينا فقط طلة باسمة من جار ودود .. ضحكة رنانة من طفل وليد .. نظرة آثمة لطالبات المدارس لكن في حدود .. وجلسات المساء أمام الفوال وبائعات الشاي .. لها في الذاكرة متحف خاص .. وينتهي اليوم بلا نكد .. إلا إذا شاهدت نشرة اخبار العاشرة قبل النوم .. حينها تتطاير من خلاياك الشظايا الحارقة .. وتعتصر قلبك في ألم .. وتحاول حبس دمعة أبت إلا النزول ...
هل تبكي موت الوطن .. أم تبكي موت القلوب .. عند من يرتضون ذبح الوطن وتقسيمه أشلاء ..
لماذا الإنقسام ؟؟ لماذا الإنفصال ؟؟ لن تقطعو الآرض وترسمو على اطالس الدنيا بحر جديد يفصلنا .. هل ستأمرون أبناء الجنوب بالعودة الطوعية إلى دولتهم الوليدة .. أم ستخرجونهم عنوة من بيوتهم .. آه جارتي ميري بنت العم وليم الميكانيكي .. نشأت معنا كأنها أخت لي من أم ثانية .. كل ما كان على فعله لأكلمها هو أن أنادي بصوت عالي .. والآن أفكر في تجهيز الجواز .. لأن تأشيرة جديدة هي قيد التصميم الآن .. لبلد جديد يحول الخروج من المشيمة .. سأختم جواز سفري لأزوركم أيها العم وليم ..
الوطن في لحظات الطلق .. يحمل مولوداً غير شرعي .. مجهول الآب .. فقد اشترك في الجناية كثيرون .. والأم تخاف أن تشير إلى الجاني .. فكلهم جناة .. والبريئة خدعوها .. بوعود وردية .. ولم يكلفوا أنفسهم .. محاولة تصحيح الخطأ .. أي جناية .. وأي قلوب لا تعرف الرحمة .. يحاولون تخليد أسماءهم في التاريخ .. بمحو ذاكرة أجيال كاملة من حصص الجغرافيا .. حيث تعلمنا رسم خارطة الوطن .. وحفظناها على ظهر قلب .. يزعمون أنهم يريدون مصلحة الوطن .. ويتباكون أمام كاميرات العالم .. وفي مخابئهم يرقصون على أنغام الإنشقاق والإنقسام ..
طوبى لك أيها الوطن العزيز .. فأنت تعيش في دواخلنا كاملاً مهما قطعوك .. وسأظل أرسم الخارطة الآولى فكل شئ في هذا العهد تجدد .. حتى التوقيت أصبح قديماً وجديداً ... ياااااه إلى هذا الحد وصلت بكم الأنانية .. تريدون ترك بصمة على جبين التاريخ .. اتركو بصمة يفتخر بها الأجيال من بعدكم .. ويذكروا هذا العهد بخير ..
أف .. لماذا لم تنقطع الكهرباء كعادتها اليوم ؟؟ لماذا شاهدت نشرة الأخبار ؟؟ لقد كان نهاري سعيداً .. ككل نهار في وطني .. يبدأ بابتسامة جار .. وضحكة أطفال .. ومشاهدة طالبات المدارس في الغدو والإبكار .. وينتهي بجلستي عند الفوال .. والكل يحكي مغامرة النهار .. أسفي على نهاري ..
تكفينا فقط طلة باسمة من جار ودود .. ضحكة رنانة من طفل وليد .. نظرة آثمة لطالبات المدارس لكن في حدود .. وجلسات المساء أمام الفوال وبائعات الشاي .. لها في الذاكرة متحف خاص .. وينتهي اليوم بلا نكد .. إلا إذا شاهدت نشرة اخبار العاشرة قبل النوم .. حينها تتطاير من خلاياك الشظايا الحارقة .. وتعتصر قلبك في ألم .. وتحاول حبس دمعة أبت إلا النزول ...
هل تبكي موت الوطن .. أم تبكي موت القلوب .. عند من يرتضون ذبح الوطن وتقسيمه أشلاء ..
لماذا الإنقسام ؟؟ لماذا الإنفصال ؟؟ لن تقطعو الآرض وترسمو على اطالس الدنيا بحر جديد يفصلنا .. هل ستأمرون أبناء الجنوب بالعودة الطوعية إلى دولتهم الوليدة .. أم ستخرجونهم عنوة من بيوتهم .. آه جارتي ميري بنت العم وليم الميكانيكي .. نشأت معنا كأنها أخت لي من أم ثانية .. كل ما كان على فعله لأكلمها هو أن أنادي بصوت عالي .. والآن أفكر في تجهيز الجواز .. لأن تأشيرة جديدة هي قيد التصميم الآن .. لبلد جديد يحول الخروج من المشيمة .. سأختم جواز سفري لأزوركم أيها العم وليم ..
الوطن في لحظات الطلق .. يحمل مولوداً غير شرعي .. مجهول الآب .. فقد اشترك في الجناية كثيرون .. والأم تخاف أن تشير إلى الجاني .. فكلهم جناة .. والبريئة خدعوها .. بوعود وردية .. ولم يكلفوا أنفسهم .. محاولة تصحيح الخطأ .. أي جناية .. وأي قلوب لا تعرف الرحمة .. يحاولون تخليد أسماءهم في التاريخ .. بمحو ذاكرة أجيال كاملة من حصص الجغرافيا .. حيث تعلمنا رسم خارطة الوطن .. وحفظناها على ظهر قلب .. يزعمون أنهم يريدون مصلحة الوطن .. ويتباكون أمام كاميرات العالم .. وفي مخابئهم يرقصون على أنغام الإنشقاق والإنقسام ..
طوبى لك أيها الوطن العزيز .. فأنت تعيش في دواخلنا كاملاً مهما قطعوك .. وسأظل أرسم الخارطة الآولى فكل شئ في هذا العهد تجدد .. حتى التوقيت أصبح قديماً وجديداً ... ياااااه إلى هذا الحد وصلت بكم الأنانية .. تريدون ترك بصمة على جبين التاريخ .. اتركو بصمة يفتخر بها الأجيال من بعدكم .. ويذكروا هذا العهد بخير ..
أف .. لماذا لم تنقطع الكهرباء كعادتها اليوم ؟؟ لماذا شاهدت نشرة الأخبار ؟؟ لقد كان نهاري سعيداً .. ككل نهار في وطني .. يبدأ بابتسامة جار .. وضحكة أطفال .. ومشاهدة طالبات المدارس في الغدو والإبكار .. وينتهي بجلستي عند الفوال .. والكل يحكي مغامرة النهار .. أسفي على نهاري ..