ABUZAID
15-01-2010, 06:06 AM
خرج من المطعم يصطحب ابنه البالغ من العمر حوالي الخمس سنوات, ويحمل في يده كيسا مملوءا بالفول المصلح والرغيف,
واول ما يلاحظ عند النظر الى وجهه تلك السفة المدردمة في فمه, وهو يلبس جلابيته المعهودة, ذات الجيوب الفضفاضة,
والرقبة المتدلية وغير مستوية على كتفه, والشبشب المغبر والمتسخ رغم حداثته, والشعر الملبك وكانه من اصحاب الكهف.
لم يكن الحاج عدلان يهتم بتاتا بهيئته او منظره العام, وكلما سالناه رد قائلا : انا ابن البادية, انا ابن الغبش, ابن الطين,
انا الشافوه وخلوه, انا الاكلوه تفوه. هيييييع.
اجابتك يا حاج عدلان غير شافية ولا مقنعة ! ! !
كل السودانيين ابناء طين وغبش ! ! !
وهم في بلدهم يسعون في رزقهم ويحرثون الارض, ويزرعون البذر, فيحصدون الثمار والقوة والنضارة,
تتشقق ارجلهم وايديهم وهم الاقوياء المحافظين على شبابهم , , ,
لا لا لا
ليس بهذا الشكل يا حاج عدلان . . .
انت صورة لبلدك في الغربة . . .
ايرضيك حلقات الكوميديا التي تبث في القنوات ؟ ؟ ؟
ايرضيك مقاطع الفيديو التي تمتلئ بها الهواتف المحمولة, تسخر وتضحك علينا كل الشعوب ؟ ؟ ؟
ايرضيك استعمال كلمة ( آي يا زول ) المتناقلة بينهم ؟ ؟ ؟
قال الحاج عدلان : آ آ آ آ آ آ آ آ ي يازول
فوجئ مجلسنا بضحكات تاتي من خلفنا وحين التفتنا وجدنا, بعض الاخوة من دولة . . .
يقهقون وهم ينظرون اليه نظرة سخرية, لم تعر الامر اهتماما وواصلنا في الحديث, , ,
ولكن الحاج عدلان آثر ان يمتطي كيسه بيد والاخرى تمسك بابنه محمد.
لم يطل تعلق محمد بيد ابيه, فتركها ليتناول ورقة من الارض, كما هو حال الاطفال.
ولكن المفاجأة جاءت من ابيه الحاج عدلان الذي رفسه برجله لدرجة ان الطفل محمد تدحرج على الارض وهو يبكي,
ويغطي وجهه بيديه خوف صفعة ابيه المعهودة في مثل هذه المواقف, وكان ما توقعه الطفل, , ,
فقد اتجه نحوه ابوه وصفعه ثم راح ينهره بكل عصبية . . .
يا كلب, يا حيوان, انت مابتسمع الكلام ؟ ؟
منعول . . .
وشده بيده غير عابئ بمن حوله, وواصل طريقه دون النظر الى عاقبة الامور
كان كل منا ينظر الى الاخر باندهاش مفرط وحيرة عظيمة . . .
ولم يكد المشهد يكتمل حتى خرج رجل مهندم .رث الثياب, بالي النعل ولكنه جميل الطلعة وكانه اقتناه قبل لحظات,
ويحمل كيس الفول والرغيف بيد, ويلاطف ابنه الصغير باليد الاخرى . . .
يللا يا حمادة يا حبيبي
ايوووه براحة
الارض فيها المرض, ما تشيل حاجة من الارض
خليك راجل عاقل
ايوه ايوه
يا سلام يا بطل
مشهد معاكس تماما لمشهد الحاج عدلان
فالرجل من الجنسية . . . غير جنسية الحاج عدلان, يعامل ابنه البالغ من العمر ست سنوات بكل ادب ولباقة وعطف. . .
ورغم معرفتي بان هذا الرجل هو والد حمادة
الا انني سالت احد الجالسين: الظاهر ان هذا الرجل يعمل عند والد حمادة
قال : بل هو ابوه
وهنا بدأت جلسة لم تنقطع حتى اليوم . . .
طرحت فيها الكثير من التساؤلات . . .
ما هو دور التربية في تكوين الذات ؟ ؟ ؟
ماهى عوامل نضج الشخصية المكتملة الاركان ؟ ؟ ؟
وللحديث بقية تدمي القلب ان ضاعت الاسس
وتشفي القلب ان تحقق المراد والهدف
واول ما يلاحظ عند النظر الى وجهه تلك السفة المدردمة في فمه, وهو يلبس جلابيته المعهودة, ذات الجيوب الفضفاضة,
والرقبة المتدلية وغير مستوية على كتفه, والشبشب المغبر والمتسخ رغم حداثته, والشعر الملبك وكانه من اصحاب الكهف.
لم يكن الحاج عدلان يهتم بتاتا بهيئته او منظره العام, وكلما سالناه رد قائلا : انا ابن البادية, انا ابن الغبش, ابن الطين,
انا الشافوه وخلوه, انا الاكلوه تفوه. هيييييع.
اجابتك يا حاج عدلان غير شافية ولا مقنعة ! ! !
كل السودانيين ابناء طين وغبش ! ! !
وهم في بلدهم يسعون في رزقهم ويحرثون الارض, ويزرعون البذر, فيحصدون الثمار والقوة والنضارة,
تتشقق ارجلهم وايديهم وهم الاقوياء المحافظين على شبابهم , , ,
لا لا لا
ليس بهذا الشكل يا حاج عدلان . . .
انت صورة لبلدك في الغربة . . .
ايرضيك حلقات الكوميديا التي تبث في القنوات ؟ ؟ ؟
ايرضيك مقاطع الفيديو التي تمتلئ بها الهواتف المحمولة, تسخر وتضحك علينا كل الشعوب ؟ ؟ ؟
ايرضيك استعمال كلمة ( آي يا زول ) المتناقلة بينهم ؟ ؟ ؟
قال الحاج عدلان : آ آ آ آ آ آ آ آ ي يازول
فوجئ مجلسنا بضحكات تاتي من خلفنا وحين التفتنا وجدنا, بعض الاخوة من دولة . . .
يقهقون وهم ينظرون اليه نظرة سخرية, لم تعر الامر اهتماما وواصلنا في الحديث, , ,
ولكن الحاج عدلان آثر ان يمتطي كيسه بيد والاخرى تمسك بابنه محمد.
لم يطل تعلق محمد بيد ابيه, فتركها ليتناول ورقة من الارض, كما هو حال الاطفال.
ولكن المفاجأة جاءت من ابيه الحاج عدلان الذي رفسه برجله لدرجة ان الطفل محمد تدحرج على الارض وهو يبكي,
ويغطي وجهه بيديه خوف صفعة ابيه المعهودة في مثل هذه المواقف, وكان ما توقعه الطفل, , ,
فقد اتجه نحوه ابوه وصفعه ثم راح ينهره بكل عصبية . . .
يا كلب, يا حيوان, انت مابتسمع الكلام ؟ ؟
منعول . . .
وشده بيده غير عابئ بمن حوله, وواصل طريقه دون النظر الى عاقبة الامور
كان كل منا ينظر الى الاخر باندهاش مفرط وحيرة عظيمة . . .
ولم يكد المشهد يكتمل حتى خرج رجل مهندم .رث الثياب, بالي النعل ولكنه جميل الطلعة وكانه اقتناه قبل لحظات,
ويحمل كيس الفول والرغيف بيد, ويلاطف ابنه الصغير باليد الاخرى . . .
يللا يا حمادة يا حبيبي
ايوووه براحة
الارض فيها المرض, ما تشيل حاجة من الارض
خليك راجل عاقل
ايوه ايوه
يا سلام يا بطل
مشهد معاكس تماما لمشهد الحاج عدلان
فالرجل من الجنسية . . . غير جنسية الحاج عدلان, يعامل ابنه البالغ من العمر ست سنوات بكل ادب ولباقة وعطف. . .
ورغم معرفتي بان هذا الرجل هو والد حمادة
الا انني سالت احد الجالسين: الظاهر ان هذا الرجل يعمل عند والد حمادة
قال : بل هو ابوه
وهنا بدأت جلسة لم تنقطع حتى اليوم . . .
طرحت فيها الكثير من التساؤلات . . .
ما هو دور التربية في تكوين الذات ؟ ؟ ؟
ماهى عوامل نضج الشخصية المكتملة الاركان ؟ ؟ ؟
وللحديث بقية تدمي القلب ان ضاعت الاسس
وتشفي القلب ان تحقق المراد والهدف