عبدالله محمد العقاد
13-01-2010, 12:06 AM
بوست منقول للاستاذ عبدالواحد محمد و الاستاذ عبدالواحد ضابط متقاعد في قوات الشعب المسلحة
و أبدا البوست باقتباس للعزيز ود دقاش ...
اقتباس - ودقاش
نرفع القبعات...تحية لذكرى شهداءنا الابطال..من قواتنا المسلحة..فخر الوطن..
المجد للابطال..ونحن ابناءك فى الحلم الجميل..نحن ابناءك فى الحزن النبيل..
هل نغنى مثلما غنى الخليل
هل نعود مثلما استشهد فى مدفعه عبد الفضيل
سقوط الجكو
... بقلم عبدالواحد محمد ... متعه الله بالصحة والعافية
معظمنا يعرف مدينة الجكو .. هي مدينة في ولاية أعالي النيل في أقصى الجنوب الشرقي للوطن الحبيب .
في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي (1986) نظم الخوارج ( الجيش الشعبي لتحرير السودان ) حربا شعواء على قواتنا المسلحة على محاور مختلفة وقد كانت أكثر الجبهات التهابا هي جبهة أعالي النيل وخاصة مناطق شرق وغرب النوير .
كانت الجكو من مناطق شرق النوير ..
هاجمت قوات الخارج قوردون كونق حامية الجكو وبدأت قصفا مركزا بالمدفعية على المدينة ثم هجمت عدة مرات على الحامية بغرض الاستيلاء عليها . ولما استعصت عليها ضربت حصارا محكما حول المدينة ..
أثر الحصار كثيرا على المدينة وبدأت المؤن والذخائر في النفاذ وأخذ الجنود يأكلون كل ما يقع في أيديهم من الهوام التي تسعى علي أربع .. حتى الصقور وأوراق الشجر ومع ذلك صمدوا ريثما تأتيهم حملة النجدة ..
كونت قيادة ملكال حملة نجدة بقيادة الشهيد العقيد البلاع ..
كان البلاع رجلا شجاعا وفارسا مغوارا فآل على نفسه إن يلحق الجكو أو يهلك دون ذلك ...
ولكن في الطريق تعرض طوف العقيد البلاع لكمائن كثيرة وكبيرة أثرت عليه وأحدثت خسائر كبيرة فقد كانت قوات الخوارج كبيرة العدد ومنتشرة على طول خط حملة الإنقاذ مما أدى إلى استشهاد قائد الطوف نفسه العقيد البلاع وهذا أدى بدوره إلى تشتت الطوف وبهذا فقدت الجكو آخر أمل لها في الصمود ..
وفعلا تم اقتحام المدينة من قبل قوات الخارج قوردون كونج واستولى على المدينة وقُتِل معظم جنودنا البسلاء داخل خنادقهم ..
كانت نتيجة سقوط الجكو كارثية على الجيش السوداني فقد كانت هذه بداية تساقط حامياتنا الواحدة تلو الأخرى ..
حتى جاءت عمليات صيف العبور في بداية التسعينيات لتوقف هذا التدهور ..
ولما كانت قصة الجكو من الكوارث التي لا تنسى فقد سطر النقيب يونس محمود (آنذاك) أبيات يرثي فيها العقيد الشهيد البلاع وقد كانت في ذلك الزمان مجالس المدينة بالعاصمة مشغولة بقضية اختطاف ومقتل أميرة الحكيم فكتب يونس :
في مشارق الحدود في مدينة تغوص في عجينة الخيال
اسمها الجكو
وجدت طفلة على رصيف الموت وازت الرجال
مجندلون كلهم ويحملوا بنادقا عتيقة
وتحمل الصبية مسطرة
ورسمها على الكتاب قال
إن اسمها أميرة الحكيم
اميرة الحكيم يا بنة البلاع
يا أخت كل كاسر الجفير عاقر الخيول
قد احكم الوثاق للعقال
اركبي فالعير شارفت مواطن الكمال
وعلى كل فقد كانت التالية في ذلك الوقت هي مدينة الناصر وملحمتها البطولية والتي سنعود إليها لاحقا .
وقد كانت تلك الأيام من أصعب الأيام على قواتنا المسلحة لأسباب كثيرة تحتاج لمجلدات ..ولكني سأكتفي بسرد الوقائع فقط ..
عاطر الأمنيات والتحايا
و أبدا البوست باقتباس للعزيز ود دقاش ...
اقتباس - ودقاش
نرفع القبعات...تحية لذكرى شهداءنا الابطال..من قواتنا المسلحة..فخر الوطن..
المجد للابطال..ونحن ابناءك فى الحلم الجميل..نحن ابناءك فى الحزن النبيل..
هل نغنى مثلما غنى الخليل
هل نعود مثلما استشهد فى مدفعه عبد الفضيل
سقوط الجكو
... بقلم عبدالواحد محمد ... متعه الله بالصحة والعافية
معظمنا يعرف مدينة الجكو .. هي مدينة في ولاية أعالي النيل في أقصى الجنوب الشرقي للوطن الحبيب .
في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي (1986) نظم الخوارج ( الجيش الشعبي لتحرير السودان ) حربا شعواء على قواتنا المسلحة على محاور مختلفة وقد كانت أكثر الجبهات التهابا هي جبهة أعالي النيل وخاصة مناطق شرق وغرب النوير .
كانت الجكو من مناطق شرق النوير ..
هاجمت قوات الخارج قوردون كونق حامية الجكو وبدأت قصفا مركزا بالمدفعية على المدينة ثم هجمت عدة مرات على الحامية بغرض الاستيلاء عليها . ولما استعصت عليها ضربت حصارا محكما حول المدينة ..
أثر الحصار كثيرا على المدينة وبدأت المؤن والذخائر في النفاذ وأخذ الجنود يأكلون كل ما يقع في أيديهم من الهوام التي تسعى علي أربع .. حتى الصقور وأوراق الشجر ومع ذلك صمدوا ريثما تأتيهم حملة النجدة ..
كونت قيادة ملكال حملة نجدة بقيادة الشهيد العقيد البلاع ..
كان البلاع رجلا شجاعا وفارسا مغوارا فآل على نفسه إن يلحق الجكو أو يهلك دون ذلك ...
ولكن في الطريق تعرض طوف العقيد البلاع لكمائن كثيرة وكبيرة أثرت عليه وأحدثت خسائر كبيرة فقد كانت قوات الخوارج كبيرة العدد ومنتشرة على طول خط حملة الإنقاذ مما أدى إلى استشهاد قائد الطوف نفسه العقيد البلاع وهذا أدى بدوره إلى تشتت الطوف وبهذا فقدت الجكو آخر أمل لها في الصمود ..
وفعلا تم اقتحام المدينة من قبل قوات الخارج قوردون كونج واستولى على المدينة وقُتِل معظم جنودنا البسلاء داخل خنادقهم ..
كانت نتيجة سقوط الجكو كارثية على الجيش السوداني فقد كانت هذه بداية تساقط حامياتنا الواحدة تلو الأخرى ..
حتى جاءت عمليات صيف العبور في بداية التسعينيات لتوقف هذا التدهور ..
ولما كانت قصة الجكو من الكوارث التي لا تنسى فقد سطر النقيب يونس محمود (آنذاك) أبيات يرثي فيها العقيد الشهيد البلاع وقد كانت في ذلك الزمان مجالس المدينة بالعاصمة مشغولة بقضية اختطاف ومقتل أميرة الحكيم فكتب يونس :
في مشارق الحدود في مدينة تغوص في عجينة الخيال
اسمها الجكو
وجدت طفلة على رصيف الموت وازت الرجال
مجندلون كلهم ويحملوا بنادقا عتيقة
وتحمل الصبية مسطرة
ورسمها على الكتاب قال
إن اسمها أميرة الحكيم
اميرة الحكيم يا بنة البلاع
يا أخت كل كاسر الجفير عاقر الخيول
قد احكم الوثاق للعقال
اركبي فالعير شارفت مواطن الكمال
وعلى كل فقد كانت التالية في ذلك الوقت هي مدينة الناصر وملحمتها البطولية والتي سنعود إليها لاحقا .
وقد كانت تلك الأيام من أصعب الأيام على قواتنا المسلحة لأسباب كثيرة تحتاج لمجلدات ..ولكني سأكتفي بسرد الوقائع فقط ..
عاطر الأمنيات والتحايا