malik al jack
03-01-2010, 09:04 AM
جاء في كتاب (تقريع العصا في الرق والنخاسة والخصا) للشيخ محمد رضا كاشف الغطاء
و هو دراسة لتأريخ العبيد
( الرق أنواع مختلفة فمنهم السود، وكانت أهم أسواق ذلك الصنف، مصر وجنوب جزيرة العرب وشمال أفريقيا، وكانت القوافل تأتي بهم وبالذهب من الجنوب، وكان الثمن العادي للعبد الخصي في منتصف القرن الثاني قد بيع في أول أمره سنة 1235هـ بثمانية عشر ديناراً، لأنه كان خصياً وفيه يقول المتنبي لما غضب من كافور الأخشيدي: ((من علم الأسود المخصي مكرمة)).
ومنهم البيض ومن أشهرهم الأتراك والصقالبة، وقد كان الناس يفضلون الصقالبة على الأتراك كما يدل على ذلك جملة للخوارزمي وردت في كتاب (يتيمة الدهر): ويستخدم التركي عند غيبة الصقلبي، ويطلق الصقالبة على الأجناس التي تسكن بلغاريا إلى حدود القسطنطينية وكانت مدينة سمرقند أهم مركز لتجارة الرقيق الأبيض، فقد اشتهرت بتصدير أحسن الرقيق من هذا النوع وعظمت تجارته في المملكة الإسلامية وفي أوربا، وكان تجاره في أنحاء أوربا من اليهود.
كان لكل نوع من أنواع الرقيق ميزات خاصة يعرف بها، فالهنديات عرفن بالوداعة ولين الجانب والهدوء وحسن رعاية الطفل ولكن سرعان ما يعرض لهن الذبول، وامتاز الرقيق من رجال الهنود بتدبير المنزل والمهارة في الصناعات اليدوية ولكنه عرضة للموت الفجائي في ريعان شبابه، وأغلب الرقيق الهندي يجلب من قندهار، واشتهرت السنديات بالخصر النحيل والشعر الطويل، واشتهرت مولدات المدينة يعني الإماء اللاتي نشأن بالمدينة وربين فيها لدلال والميل إلى السرور والفكاهة والمجون وبحسن الاستعداد للنبوغ بفن الغناء، مولدات مكة وعرفن برقة المعصم والمفصل والعيون الناعسة، والأمة البربرية المغربية لا تبارى في حسن الإنتاج وهي لدماثة خلقها ولين عريكتها صالحة لأن تعود نفسها القيام بأي نوع من العمل والمثل الأعلى للجارية، كما قال أبو عثمان الدلال: أن تكون من أصل بربري فارقت بلادها وهي في التاسعة من عمرها ومكثت ثلاث سنين في المدينة ومثلها في مكة ثم رحلت إلى العراق في السادسة عشر من عمرها لتتثقف، فإذا بيعت في الخامسة والعشرين كانت قد جمعت بين جودة الأصل، ودلال المدنيات، ورقة المكيات، وثقافة العراقيات.
وكان السودانيون يغمرون الأسواق وقد عرفوا بقلة الثبات والإهمال، كما عرفوا بالميل إلى الضرب على الدف والرقص، وهم أحسن خلق الله بياض أسنان لكثرة لعابهم، ويعابون عادة بنتن الابط وخشونة الملمس. وعرفت الحبشيات بالضعف والترهل والاستعداد لأمراض الصدر، وهن على العكس من السودانيات لا يحسن الرقص ولا الغناء ولكنهن قويات الخلق، موضع للثقة أهل للاعتماد عليهن. والتركية بيضاء البشرة على حظ عظيم من جمال وحياء ولها عينان صغيرتان جذابتان وهي في الغالب بدينة أميل إلى القصر ولود كريمة نظيفة تجيد الطهي ولكن لا يوثق بها ولا يعتمد عليها، والأمة الرومية بيضاء البشرة في حمرة ناعمة الشعر زرقاء العينين طيعة مستعدة للتشكل بما يحيط بها من ظروف مخلصة ثقة. والعبد الرومي يجيد تدبير المنزل ويحب النظام ويميل إلى القصد في الإنفاق ويجيد الفنون الجميلة. والأرمن شر الجنس الأبيض بنيتهم جيدة ولكن أقدامهم قبيحة لا يعرفون بالعفة وتفشو فيهم السرقة وخشونة في طباعهم وخشونة في كلامهم إذا أنت تركت الأرمني ساعة بلا عمل، عمدَ إلى الأذى يرتكبه، وهو إنما يعمل للخوف فيجب أن تحمل له العصا دائماً وتعنفه ليعمل ما تريد.
إذن كان الرقيق وعلى الأخص الجواري مختلفات الأنواع هنديات وسنديات ومكيات ومدنيات وسودانيات وحبشيات وتركيات وروميات وأرمنيات، وقد شبه الجاحظ أصناف الرقيق عند النخاسين بألوان الحمام فشبه الصقالبة بالحمام الأبيض، وشبه الزنج بالحمام الأسود، إلى آخره، وهذا ما رواه ابن بطلان في رسالته شراء الرقيق، وهذا ما جعل قصور الخلفاء والأمراء والأغنياء مأوى الرقيق من أمم متعددة تختلف في الطباع والعادات واللغات، فالطبري يحدثنا إن المأمون لما غضب على الفضل قتل أربعة من غلمانه، غالب المسعودي الأسود وقسطنطين الرومي وفرج الديلمي وموفق الصقلبي، وقدمنا أن المتوكل كان له أربعة آلاف سرية من مختلف الأجناس طبعاً.
سنأتي لكي نتعرف عن ماذا رضع الآخرون فهما عن السودان؟
و ما بال السودانيون يبحثون في كل منقب لكي (يجدوا العرق العربي) و الذي لا ننكره (في بعض الحالات)؟
و كيف اختلط العرق العربي بالأفريقي (نيلي, هوسا, فلاتة و غيرها) هل كان زواجا أم استرقاق أم استباحة؟
ولكي نرفع الحرج فإن هاجر أم سيدنا اسماعيل كانت جاريه و لم تكن زوجة لسيدنا ابراهيم
فزوجته هي ساره.
و عند النظر كذلك للخلفاء العباسيين (عدا هرون الرشيد) فإنهم جميعا ولدتهم (أمهات أولاد) و ليس زوجات.
و هو دراسة لتأريخ العبيد
( الرق أنواع مختلفة فمنهم السود، وكانت أهم أسواق ذلك الصنف، مصر وجنوب جزيرة العرب وشمال أفريقيا، وكانت القوافل تأتي بهم وبالذهب من الجنوب، وكان الثمن العادي للعبد الخصي في منتصف القرن الثاني قد بيع في أول أمره سنة 1235هـ بثمانية عشر ديناراً، لأنه كان خصياً وفيه يقول المتنبي لما غضب من كافور الأخشيدي: ((من علم الأسود المخصي مكرمة)).
ومنهم البيض ومن أشهرهم الأتراك والصقالبة، وقد كان الناس يفضلون الصقالبة على الأتراك كما يدل على ذلك جملة للخوارزمي وردت في كتاب (يتيمة الدهر): ويستخدم التركي عند غيبة الصقلبي، ويطلق الصقالبة على الأجناس التي تسكن بلغاريا إلى حدود القسطنطينية وكانت مدينة سمرقند أهم مركز لتجارة الرقيق الأبيض، فقد اشتهرت بتصدير أحسن الرقيق من هذا النوع وعظمت تجارته في المملكة الإسلامية وفي أوربا، وكان تجاره في أنحاء أوربا من اليهود.
كان لكل نوع من أنواع الرقيق ميزات خاصة يعرف بها، فالهنديات عرفن بالوداعة ولين الجانب والهدوء وحسن رعاية الطفل ولكن سرعان ما يعرض لهن الذبول، وامتاز الرقيق من رجال الهنود بتدبير المنزل والمهارة في الصناعات اليدوية ولكنه عرضة للموت الفجائي في ريعان شبابه، وأغلب الرقيق الهندي يجلب من قندهار، واشتهرت السنديات بالخصر النحيل والشعر الطويل، واشتهرت مولدات المدينة يعني الإماء اللاتي نشأن بالمدينة وربين فيها لدلال والميل إلى السرور والفكاهة والمجون وبحسن الاستعداد للنبوغ بفن الغناء، مولدات مكة وعرفن برقة المعصم والمفصل والعيون الناعسة، والأمة البربرية المغربية لا تبارى في حسن الإنتاج وهي لدماثة خلقها ولين عريكتها صالحة لأن تعود نفسها القيام بأي نوع من العمل والمثل الأعلى للجارية، كما قال أبو عثمان الدلال: أن تكون من أصل بربري فارقت بلادها وهي في التاسعة من عمرها ومكثت ثلاث سنين في المدينة ومثلها في مكة ثم رحلت إلى العراق في السادسة عشر من عمرها لتتثقف، فإذا بيعت في الخامسة والعشرين كانت قد جمعت بين جودة الأصل، ودلال المدنيات، ورقة المكيات، وثقافة العراقيات.
وكان السودانيون يغمرون الأسواق وقد عرفوا بقلة الثبات والإهمال، كما عرفوا بالميل إلى الضرب على الدف والرقص، وهم أحسن خلق الله بياض أسنان لكثرة لعابهم، ويعابون عادة بنتن الابط وخشونة الملمس. وعرفت الحبشيات بالضعف والترهل والاستعداد لأمراض الصدر، وهن على العكس من السودانيات لا يحسن الرقص ولا الغناء ولكنهن قويات الخلق، موضع للثقة أهل للاعتماد عليهن. والتركية بيضاء البشرة على حظ عظيم من جمال وحياء ولها عينان صغيرتان جذابتان وهي في الغالب بدينة أميل إلى القصر ولود كريمة نظيفة تجيد الطهي ولكن لا يوثق بها ولا يعتمد عليها، والأمة الرومية بيضاء البشرة في حمرة ناعمة الشعر زرقاء العينين طيعة مستعدة للتشكل بما يحيط بها من ظروف مخلصة ثقة. والعبد الرومي يجيد تدبير المنزل ويحب النظام ويميل إلى القصد في الإنفاق ويجيد الفنون الجميلة. والأرمن شر الجنس الأبيض بنيتهم جيدة ولكن أقدامهم قبيحة لا يعرفون بالعفة وتفشو فيهم السرقة وخشونة في طباعهم وخشونة في كلامهم إذا أنت تركت الأرمني ساعة بلا عمل، عمدَ إلى الأذى يرتكبه، وهو إنما يعمل للخوف فيجب أن تحمل له العصا دائماً وتعنفه ليعمل ما تريد.
إذن كان الرقيق وعلى الأخص الجواري مختلفات الأنواع هنديات وسنديات ومكيات ومدنيات وسودانيات وحبشيات وتركيات وروميات وأرمنيات، وقد شبه الجاحظ أصناف الرقيق عند النخاسين بألوان الحمام فشبه الصقالبة بالحمام الأبيض، وشبه الزنج بالحمام الأسود، إلى آخره، وهذا ما رواه ابن بطلان في رسالته شراء الرقيق، وهذا ما جعل قصور الخلفاء والأمراء والأغنياء مأوى الرقيق من أمم متعددة تختلف في الطباع والعادات واللغات، فالطبري يحدثنا إن المأمون لما غضب على الفضل قتل أربعة من غلمانه، غالب المسعودي الأسود وقسطنطين الرومي وفرج الديلمي وموفق الصقلبي، وقدمنا أن المتوكل كان له أربعة آلاف سرية من مختلف الأجناس طبعاً.
سنأتي لكي نتعرف عن ماذا رضع الآخرون فهما عن السودان؟
و ما بال السودانيون يبحثون في كل منقب لكي (يجدوا العرق العربي) و الذي لا ننكره (في بعض الحالات)؟
و كيف اختلط العرق العربي بالأفريقي (نيلي, هوسا, فلاتة و غيرها) هل كان زواجا أم استرقاق أم استباحة؟
ولكي نرفع الحرج فإن هاجر أم سيدنا اسماعيل كانت جاريه و لم تكن زوجة لسيدنا ابراهيم
فزوجته هي ساره.
و عند النظر كذلك للخلفاء العباسيين (عدا هرون الرشيد) فإنهم جميعا ولدتهم (أمهات أولاد) و ليس زوجات.