عبد المنعم فتحي
20-12-2009, 05:36 AM
الوثائق أسفل الصفحة
من طامات الصوفية والتي هي من الكذب الذي له قرون والذي لا يتمارى فيه اثنان ولا ينتطح فيه عنزان ، ذلك مايعرف بالحقيقة المحمدية ، ونحن سنضع بعضها بين يديك أخي القارئ حتى تنجلي لك الصورة ثم نترك لك الحكم .
هل حقا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مخلوق من نور الله...؟
وأن الله خلق نفس محمدٍ من نفسه ، وليست النفس إلا ذات الشئ
وهل حقا أن جميع الكائنات مخلوقة من نور رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
إحذر أخي فإن الصوفية يقولون ((من اعترض انطرد))
وهل تجد أخي المسلم عذراً لمن تقيأ من فمه هذا الهراء ؟
انهم يتركون آيات القرآن والأحاديث الصحيحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ويبحثون عن المكذوب ويدسونه في دين الله، وهم يروون في ذلك كلاما مشهورا باسم حديث جابر وينسبونه كذبا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال الصوفية إن بعض الناس يظنون أن جبريل عليه السلام كان الواسطة بين الله تعالى وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن ظن هكذا فقد دلل على جهله . فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل جبريل عليه السلام عن عمره (عمر جبريل) فرد جبريل قائلا: (( يارسول الله لست أعلم غير أن في السماء نجما يطلع مرة في كل سبعين ألف سنة، وأنا رأيته سبعين ألف مرة )) . فقال صلى الله عليه وسلم : (( وعزة ربي أنا ذلك الكوكب )) .
لقد سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام عن المكان الذي يأتي منه بالوحي فقال: (( حيثما أكون في أقطار السموات أسمع صلصلة جرس فأسرع إلى البيت المعمور فأتلقى الوحي فأحمله إلى الرسول أو النبي )) فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( اذهب إلى البيت المعمور الآن وأتلُ نسبي )) ، فذهب جبريل عليه السلام مسرعا إلى البيت المعمور وتلا نسب النبي صلى الله عليه وسلم فانفتح البيت المعمور _ ولم يسبق أن فُتح له قبل ذلك _ فرأى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم بداخله فتعجب فعاد مسرعا إلى الأرض فوجد الرسول صلى الله عليه وسلم في مكانه كما تركه مع جابر رضي الله عنه ، فعاد بسرعة خارقة إلى البيت المعمور فوجده صلى الله عليه وسلم هناك ثم عاد مسرعا إلى الأرض فوجده صلى الله عليه وسلم ما زال جالسا مع جابر رضي الله عنه ، فسأل جبريل عليه السلام جابرا: (( هل ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسه هذا )) فقال: (( كلا يا أخا العرب فإننا لم ننته بعد من الحديث الذي تركتنا فيه ))، فقال جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم: (( إذا كان الأمر منك وإليك فلماذا تعبي ؟ )) فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم: (( للتشريع يا أخي جبريل ))
وهذا دليل على أن القرآن كان من عند النبي صلى الله عليه وسلم قبل البيت المعمور وقبل أن يخلق جبريل عليه السلام .
هل لرسول الله صلى الله عليه وسلم جسدان أحدهما في السماء والآخر على الأرض ؟ أم أن اللاهوت تجسّد في الناسوت كما يعتقد النصارى في عيسى عليه السلام ؟ ولو كان الأمر كذلك ألا يُعتبر محمد صلى الله عليه وسلم إلهاً في السماء ؟ وإذا كان الوحي الذي يأتي به جبريل عليه السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذات رسول الله صلوات الله وسلامه عليه .... ألا يعني هذا أن الوحي ليس من عند الله ؟ وهل رسول الله صلى الله عليه وسلم عنده القرآن قبل البيت المعمور وقبل أن يُخلق جبريل كما يدعون ؟ تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .
ويزعم الصوفية أن الرسول صلى الله عليه وسلم أصل المخلوقات وأنها جميعا تستمد منه وجودها بما فيهم الرسل والأنبياء والملائكة ، فهم يزعمون ان الذي أتى لسليمان بعرش هذه الملكة استمد من مدد رسول الله صلى الله عليه وسلم عن طريق سليمان عليه السلام .
وزيادة في التوضيح يستدل الصوفية على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أصل المخلوقات جميعا، ودليلهم هذه المرة أن الله عز وجل وصفه في القرآن بأنه ((النبي الأمي)) فيقولون أن كلمة ((الأمي)) تفيد أنه أصل الأشياء جميعا ، فإن مكة أم القرى ، والفاتحة أم الكتاب والرأس أم البدن .
وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يتصرف في هذا الكون تصرفا مطلقا حتى أن اللوح المحفوظ يُنفذ ما يأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وإليك أن تستمع إلى هذه الترهات في أشعارهم :
والخلق تحت سمـا عُلاه كخردل * والأمر يبرمه هنــاك لسـانه
وتطيعه الأملاك في جو السما * واللوح ينفذ ما قضاه بنانه
وأن الله عز و جل لما خلق آدم كشف له عن حجرة في باطن العرش فوجد فيها رسول الله محمدا الله صلى الله عليه وسلم والحسن والحسين وفاطمة الزهراء وعليا ، فسأل آدم ربه : من هؤلاء يا رب ؟ فقال له الله تعالى : هؤلاء أحب خلقي إليّ خلقت من نورهم كل الخلق ، من توسل بهم إلي لا يرد له طلب ــ تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .
يقول أحدهم :
أحصيت أنفاس الخلائق كلها *** والكل عندي شاهق وزفير
لولا معرة أن تضيق عقولكم *** ويكـون منكم منكـر ونكيـر
لمضيت في بيان علم خصني *** ليرد طرف الخاسئين حسير
لوميض برق من شعاعي لو بدا *** ملأ الصحاف وما له تحبير
ويقولون: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم متصف ومتحقق بجميع الأسماء الحسنى والصفات العليا التي هي لله عز وجل. مثل: الجبار والخبير والفتاح والشكور والعليم والعلام والأول ولآخر والقوي والولي والعفو والهادي والمؤمن والمهيمن والعزيز إلى غير ذلك من الأسماء الإلهية. ثم يزعمون أن ذلك لا ينقص شيئا من الكمال الإلهي لأن الله تعالى هو الذي سماه بهذه الأسماء.
((كان خلقه القرآن)) ، إذا كان القرآن كلام الله ، وكلامه صفته، فانظر كيف جعلت عائشة صفة الله تعالى صفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وما كان ذلك إلا لاطلاعها على حقيقته، فرسول الله صلى الله عليه وسلم له كل صفات الله العليا وأسمائه الحسنى لأن الله أقامه مقامه في صفاته
أطلق أسماء الله الحسنى على رسول الله صلى الله عليه وسلم – والصوفية لم ينسوا لفظ الجلالة (الله) فقالوا : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مظهرا لهذا الاسم. واستدلوا بقول الله تعالى: ((وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى)) فقالوا : إذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رمى بعض الحصى بيده فقال الله له: أنني أنا الذي رميت لا أنت يا محمد . ألا يدل ذلك على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان بجسده مظهرا لهذا الاسم (الله) ؟!
وهم بذلك يريدون أن يُفْهِمونا أن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم شيء واحد – تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا – فقالوا إن من الأدلة على ذلك قول الله عز وجل: ((من يطع الرسول فقد أطاع الله)) فإن الله تعالى قد أقام الرسول مقامه (أي مقام الله) في اسمه ( الله )، ومن هذا المنطلق الذي ساوى فيه الصوفية بين الله ورسوله نسبوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم القوة المطلقة فقالوا: إن قوة محمد صلى الله عليه وسلم بقوة العالم كله، العرش والكرسي واللوح والقلم ومجموع ما خلق الله تعالى وما هو خالق .
وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أصل المخلوقات جميعا وأنه مخلوق من نور الله فيقولون أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام إذا كانوا قد خلقوا من أسماء الله الذاتية، وإذا كان الأولياء قد خلقوا من أسمائه الصفاتية، وبقية المخلوقات من أسمائه الفعلية ... فالأصل في ذلك كله هو رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه مخلوق من ذات الله، ولذلك فهو كل الوجود وله كل شيء – تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .
وكأنهم يريدون أن يؤكدوا لنا مسألة التساوي بين الله ورسوله ، فيذكرون ما يسمونه بمراتب الحب ... حيث أن الحب في الخلق مراتب أولها (الميل) وهو انجذاب القلب إلى محبوبه، فإذا زاد هذا الحب سمى (رغبة) ...وهكذا حتى وصلوا بنا إلى مرتبة من مراتب الحب سموها (غراما) فقالوا بعد ذلك بالنص: فإذا استحكم – يعني الحب- وطفح وظهر و تمكن تمكنا أفنى المحب عن نفسه وعن حبيبه أيضا بحيث يبقى الأمر شيئا واحدا وهو الحب المطلق سمى (عشقا) وهذا آخر مقامات الخلق فيه، فيصير المحب في هذا المقام حبيبا والحبيب محبا فيتلون كل منها بصورة الآخر، وذلك أن العاشق قد تمكنت روحه بصورة المعشوق، فتعلقت بتلك الصورة الروحانية تعلق التمازج فيستحيل الفك والمفارقة والانفصال بينهما كما قيل:
رق الزجاج ورقت الخمر *** فتشابها فتشاكل الأمر
فكـأنما خـــمر ولا قــــدح *** وكأنما قدح ولا خمر
ولنا عودة لنبين لكم عقائد أخرى للصوفية مثل – الحلول والإتحاد ووحدة الوجود _ وكل واحدةٍ من هذه العقائد فيها من البلاء ما الله به عليم
والوثائق مُرفقة : تفسير القرآن لإبن عربي و الإنسان الكامل للجيلي
http://www7.0zz0.com/2009/12/20/13/491521681.jpg (http://www.0zz0.com)
http://www8.0zz0.com/2009/12/20/13/674036008.jpg (http://www.0zz0.com)
من طامات الصوفية والتي هي من الكذب الذي له قرون والذي لا يتمارى فيه اثنان ولا ينتطح فيه عنزان ، ذلك مايعرف بالحقيقة المحمدية ، ونحن سنضع بعضها بين يديك أخي القارئ حتى تنجلي لك الصورة ثم نترك لك الحكم .
هل حقا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مخلوق من نور الله...؟
وأن الله خلق نفس محمدٍ من نفسه ، وليست النفس إلا ذات الشئ
وهل حقا أن جميع الكائنات مخلوقة من نور رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
إحذر أخي فإن الصوفية يقولون ((من اعترض انطرد))
وهل تجد أخي المسلم عذراً لمن تقيأ من فمه هذا الهراء ؟
انهم يتركون آيات القرآن والأحاديث الصحيحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ويبحثون عن المكذوب ويدسونه في دين الله، وهم يروون في ذلك كلاما مشهورا باسم حديث جابر وينسبونه كذبا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال الصوفية إن بعض الناس يظنون أن جبريل عليه السلام كان الواسطة بين الله تعالى وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن ظن هكذا فقد دلل على جهله . فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل جبريل عليه السلام عن عمره (عمر جبريل) فرد جبريل قائلا: (( يارسول الله لست أعلم غير أن في السماء نجما يطلع مرة في كل سبعين ألف سنة، وأنا رأيته سبعين ألف مرة )) . فقال صلى الله عليه وسلم : (( وعزة ربي أنا ذلك الكوكب )) .
لقد سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام عن المكان الذي يأتي منه بالوحي فقال: (( حيثما أكون في أقطار السموات أسمع صلصلة جرس فأسرع إلى البيت المعمور فأتلقى الوحي فأحمله إلى الرسول أو النبي )) فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( اذهب إلى البيت المعمور الآن وأتلُ نسبي )) ، فذهب جبريل عليه السلام مسرعا إلى البيت المعمور وتلا نسب النبي صلى الله عليه وسلم فانفتح البيت المعمور _ ولم يسبق أن فُتح له قبل ذلك _ فرأى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم بداخله فتعجب فعاد مسرعا إلى الأرض فوجد الرسول صلى الله عليه وسلم في مكانه كما تركه مع جابر رضي الله عنه ، فعاد بسرعة خارقة إلى البيت المعمور فوجده صلى الله عليه وسلم هناك ثم عاد مسرعا إلى الأرض فوجده صلى الله عليه وسلم ما زال جالسا مع جابر رضي الله عنه ، فسأل جبريل عليه السلام جابرا: (( هل ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسه هذا )) فقال: (( كلا يا أخا العرب فإننا لم ننته بعد من الحديث الذي تركتنا فيه ))، فقال جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم: (( إذا كان الأمر منك وإليك فلماذا تعبي ؟ )) فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم: (( للتشريع يا أخي جبريل ))
وهذا دليل على أن القرآن كان من عند النبي صلى الله عليه وسلم قبل البيت المعمور وقبل أن يخلق جبريل عليه السلام .
هل لرسول الله صلى الله عليه وسلم جسدان أحدهما في السماء والآخر على الأرض ؟ أم أن اللاهوت تجسّد في الناسوت كما يعتقد النصارى في عيسى عليه السلام ؟ ولو كان الأمر كذلك ألا يُعتبر محمد صلى الله عليه وسلم إلهاً في السماء ؟ وإذا كان الوحي الذي يأتي به جبريل عليه السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذات رسول الله صلوات الله وسلامه عليه .... ألا يعني هذا أن الوحي ليس من عند الله ؟ وهل رسول الله صلى الله عليه وسلم عنده القرآن قبل البيت المعمور وقبل أن يُخلق جبريل كما يدعون ؟ تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .
ويزعم الصوفية أن الرسول صلى الله عليه وسلم أصل المخلوقات وأنها جميعا تستمد منه وجودها بما فيهم الرسل والأنبياء والملائكة ، فهم يزعمون ان الذي أتى لسليمان بعرش هذه الملكة استمد من مدد رسول الله صلى الله عليه وسلم عن طريق سليمان عليه السلام .
وزيادة في التوضيح يستدل الصوفية على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أصل المخلوقات جميعا، ودليلهم هذه المرة أن الله عز وجل وصفه في القرآن بأنه ((النبي الأمي)) فيقولون أن كلمة ((الأمي)) تفيد أنه أصل الأشياء جميعا ، فإن مكة أم القرى ، والفاتحة أم الكتاب والرأس أم البدن .
وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يتصرف في هذا الكون تصرفا مطلقا حتى أن اللوح المحفوظ يُنفذ ما يأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وإليك أن تستمع إلى هذه الترهات في أشعارهم :
والخلق تحت سمـا عُلاه كخردل * والأمر يبرمه هنــاك لسـانه
وتطيعه الأملاك في جو السما * واللوح ينفذ ما قضاه بنانه
وأن الله عز و جل لما خلق آدم كشف له عن حجرة في باطن العرش فوجد فيها رسول الله محمدا الله صلى الله عليه وسلم والحسن والحسين وفاطمة الزهراء وعليا ، فسأل آدم ربه : من هؤلاء يا رب ؟ فقال له الله تعالى : هؤلاء أحب خلقي إليّ خلقت من نورهم كل الخلق ، من توسل بهم إلي لا يرد له طلب ــ تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .
يقول أحدهم :
أحصيت أنفاس الخلائق كلها *** والكل عندي شاهق وزفير
لولا معرة أن تضيق عقولكم *** ويكـون منكم منكـر ونكيـر
لمضيت في بيان علم خصني *** ليرد طرف الخاسئين حسير
لوميض برق من شعاعي لو بدا *** ملأ الصحاف وما له تحبير
ويقولون: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم متصف ومتحقق بجميع الأسماء الحسنى والصفات العليا التي هي لله عز وجل. مثل: الجبار والخبير والفتاح والشكور والعليم والعلام والأول ولآخر والقوي والولي والعفو والهادي والمؤمن والمهيمن والعزيز إلى غير ذلك من الأسماء الإلهية. ثم يزعمون أن ذلك لا ينقص شيئا من الكمال الإلهي لأن الله تعالى هو الذي سماه بهذه الأسماء.
((كان خلقه القرآن)) ، إذا كان القرآن كلام الله ، وكلامه صفته، فانظر كيف جعلت عائشة صفة الله تعالى صفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وما كان ذلك إلا لاطلاعها على حقيقته، فرسول الله صلى الله عليه وسلم له كل صفات الله العليا وأسمائه الحسنى لأن الله أقامه مقامه في صفاته
أطلق أسماء الله الحسنى على رسول الله صلى الله عليه وسلم – والصوفية لم ينسوا لفظ الجلالة (الله) فقالوا : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مظهرا لهذا الاسم. واستدلوا بقول الله تعالى: ((وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى)) فقالوا : إذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رمى بعض الحصى بيده فقال الله له: أنني أنا الذي رميت لا أنت يا محمد . ألا يدل ذلك على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان بجسده مظهرا لهذا الاسم (الله) ؟!
وهم بذلك يريدون أن يُفْهِمونا أن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم شيء واحد – تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا – فقالوا إن من الأدلة على ذلك قول الله عز وجل: ((من يطع الرسول فقد أطاع الله)) فإن الله تعالى قد أقام الرسول مقامه (أي مقام الله) في اسمه ( الله )، ومن هذا المنطلق الذي ساوى فيه الصوفية بين الله ورسوله نسبوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم القوة المطلقة فقالوا: إن قوة محمد صلى الله عليه وسلم بقوة العالم كله، العرش والكرسي واللوح والقلم ومجموع ما خلق الله تعالى وما هو خالق .
وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أصل المخلوقات جميعا وأنه مخلوق من نور الله فيقولون أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام إذا كانوا قد خلقوا من أسماء الله الذاتية، وإذا كان الأولياء قد خلقوا من أسمائه الصفاتية، وبقية المخلوقات من أسمائه الفعلية ... فالأصل في ذلك كله هو رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه مخلوق من ذات الله، ولذلك فهو كل الوجود وله كل شيء – تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .
وكأنهم يريدون أن يؤكدوا لنا مسألة التساوي بين الله ورسوله ، فيذكرون ما يسمونه بمراتب الحب ... حيث أن الحب في الخلق مراتب أولها (الميل) وهو انجذاب القلب إلى محبوبه، فإذا زاد هذا الحب سمى (رغبة) ...وهكذا حتى وصلوا بنا إلى مرتبة من مراتب الحب سموها (غراما) فقالوا بعد ذلك بالنص: فإذا استحكم – يعني الحب- وطفح وظهر و تمكن تمكنا أفنى المحب عن نفسه وعن حبيبه أيضا بحيث يبقى الأمر شيئا واحدا وهو الحب المطلق سمى (عشقا) وهذا آخر مقامات الخلق فيه، فيصير المحب في هذا المقام حبيبا والحبيب محبا فيتلون كل منها بصورة الآخر، وذلك أن العاشق قد تمكنت روحه بصورة المعشوق، فتعلقت بتلك الصورة الروحانية تعلق التمازج فيستحيل الفك والمفارقة والانفصال بينهما كما قيل:
رق الزجاج ورقت الخمر *** فتشابها فتشاكل الأمر
فكـأنما خـــمر ولا قــــدح *** وكأنما قدح ولا خمر
ولنا عودة لنبين لكم عقائد أخرى للصوفية مثل – الحلول والإتحاد ووحدة الوجود _ وكل واحدةٍ من هذه العقائد فيها من البلاء ما الله به عليم
والوثائق مُرفقة : تفسير القرآن لإبن عربي و الإنسان الكامل للجيلي
http://www7.0zz0.com/2009/12/20/13/491521681.jpg (http://www.0zz0.com)
http://www8.0zz0.com/2009/12/20/13/674036008.jpg (http://www.0zz0.com)