حسن سادة
14-12-2009, 02:02 AM
جرت العادة في أوساط العامة والشعراء والمحبين وشعراء الأغاني وغيرهم أن لا ينادوا الإنسان بإسمه وقد يكون مرد ذلك ضرباً
من الغنج والدلال أو الغزل العذري أو يكون ذلك من باب التجاهل وربما يكون بغرض الإساءة في بعض الأحايين فتجد بعض القوم في سوداننا الحبيب ينادون بعضهم : " يا ده" أو " يا هنايا" أو يا إنت" أو " يا هييي"
وفي مصر الشقيقة يقولون على سبيل المثال:
" تعال هنا يا إسمك إيه" وفي الخليج يقولون:
ما أدري ويش إسمها أي ويش يسمونها ده
وهكذا في بقية الأمصار العربية وغيرها من أصقاع الدنيا
أما أشهر من إتخذ المواراة والتخفي في مخاطبة الحبيبة هو شاعرنا الهرم محمد سعيد العباسي طيب الله ثراه في رائعته عهد جيرون حين قال:
" أفديه فاتر ألحاظ وتل له ،،، أفديه حين سعى نحوي يفدّيني
يقول لي وهو يحكي البرق مبتسماً، " يا أنت يا ذا " وعمداُ لا يسمّيني
أنشأت أسمعه الشكوى ويسمعني،، أدنيه من كبدي الحرّي ويدنيني
وأكثر التجاهل شيوعاً كلمة فلان الذي إتخذت منه عنواناُ للبوست
نسبة لأغنية محمود عبد العزيز الشهيرة التي تقول كلماتها:
"حبينا الأولاني فلان الفلاني
لينا معاه ذكرى عايزين نعيدها تاني
الأسمر الكناري ذي نسمة العصاري إلخ الأغنية
أما الراحل المقيم هاشم مرغني فإن شاعره تعمد أن لا يسمي حبيبته
ورمز لها بكلمة الزول السودانية كما يلي:
" في زول هناك قولة سلام تبقالو روح
بسماتو أبداً ما بتروح
في زول هناك في عيونو زول
في عيونو الصباح ذي الوشاح يتقاطر سماح
ذي البرق شايل المطر في سمانا لاح
إلخ الأغنية "
أما شاعرنا محمد يوسف موسى فقد تحاشى متعمداُ أن يلقي الضوء على هوية حبيبته في رائعة إبن البادية ليلة السبت حيث قال:
طال إنتظاري يا ليلة السبت
يا حلوة العين يا أنت
أنسيت وعدك باللقاء هنا إلخ الأغنية "
والطريف في الأمر أن الفنان نور الجيلاني لا يسمي حبيبته وهي جاثمة أمامه
عياناً بياناً ولا أدري ما الذي دفع شاعره إلى ذلك حيث قال:
" يا القدامنا يا إنت بس كيفن تكون إنت
بس لو كنت إنت صحيح طاوعت الظروف كنت إلخ الأغنية"
أما شاعر الفنان الكابلي حسين الحسن رحمه الله الذي لم يكد أن يصدق أن الحروف
المدونة من أنامل حبيبته قد خاطبها أيضاً في صيغة نكرة:
" أكاد لا أصدق
يا أنتي يا أنتي إنني
أكاد لا أصدق
أهذه الحروف كل هذه الحروف
خطها بنانك المنمق
بنانك المنغم المموسق
لا غرو أنها تأتلق"
أنظروا إلى الفنان المرهف أبوعركي البخيت الذي داهمه الخوف والرعب
خشية أن يزور حبيبته ويعلم الناس بأمرهم فيقول وهو لا يذكر إسمها:
" بخاف يا إنت لو جيتك
ألملم في خطاوي الشوق وأزور بيتك
يقولوا علي حبيتك
بخاف لو برضي غبت عليك
تقول نسيت وجافيتك
بهم لو صدفة لاقيتك
درب حلتنا جابك يوم
إلى آخر الملحمة الرائعة"
وهو الذي حكى لنا عن حبيبته في رائعة أخرى ولم يسمها حين ردد صادحاً:
" عن حبيبتي بقول لكم يللا صفقوا كلكم"
وإن وصف حبيبته في رائعة أخرى حين أنشد:
" الجميل السادة وضاح المحيا
إبتسم يوم شفتو ما قبلان تحية
من دلالو ولا مالو إلخ الأغنية"
أما الراحل المقيم طيب الله ثراه النعام آدم
الذي كان يتباكى من غياب الحبيبة وما آلت
إليه الأمور نتيجة لهذا الغياب فإنه أيضاً تعمد
أن يجعلها مجهولة دون مسمى حين قال:
" قولن ليه السحب في روضو ما عادن يكبن
وأضحى محل خراب ما فيهو غير زهراً مضبلن
وقولن ليه ليلو طويل
طويل طولاً يجنن
لا قمراً ظهر في سماهو لا نجمات يضون
قوليلو السحب في روضو ما عادن يكبّن
وأضحى محل خراب ما فيهو غير زهرا مضبلن
قولن ليهو ليلو طويل .. طويل.. طولا يجنّن
لا قمرا ظهر في سماهو ،
لا نجمات يضوّن "
أما شاعرنا المسكون إبداعاً عبد القادر الكتيابي
الذي لمح حبيبته ويتوهم بأنه قد وصل إلى بر الأمان خاطبها يكلمة يا أنت التي نحن بصددها دون أن يسميها حين قال في رائعة المرحوم مصطفى سيد أحمد
" وقال....
يا إنتي يا أغرق
أخاف أخاف غيم المنى الشايل
تسوقوا الريح ويتفرق
وألاقيك يا أماني سراب
تتدفق مواهبي عليه"
سأواصل في ذات الموال
فترقبوني ملياً
من الغنج والدلال أو الغزل العذري أو يكون ذلك من باب التجاهل وربما يكون بغرض الإساءة في بعض الأحايين فتجد بعض القوم في سوداننا الحبيب ينادون بعضهم : " يا ده" أو " يا هنايا" أو يا إنت" أو " يا هييي"
وفي مصر الشقيقة يقولون على سبيل المثال:
" تعال هنا يا إسمك إيه" وفي الخليج يقولون:
ما أدري ويش إسمها أي ويش يسمونها ده
وهكذا في بقية الأمصار العربية وغيرها من أصقاع الدنيا
أما أشهر من إتخذ المواراة والتخفي في مخاطبة الحبيبة هو شاعرنا الهرم محمد سعيد العباسي طيب الله ثراه في رائعته عهد جيرون حين قال:
" أفديه فاتر ألحاظ وتل له ،،، أفديه حين سعى نحوي يفدّيني
يقول لي وهو يحكي البرق مبتسماً، " يا أنت يا ذا " وعمداُ لا يسمّيني
أنشأت أسمعه الشكوى ويسمعني،، أدنيه من كبدي الحرّي ويدنيني
وأكثر التجاهل شيوعاً كلمة فلان الذي إتخذت منه عنواناُ للبوست
نسبة لأغنية محمود عبد العزيز الشهيرة التي تقول كلماتها:
"حبينا الأولاني فلان الفلاني
لينا معاه ذكرى عايزين نعيدها تاني
الأسمر الكناري ذي نسمة العصاري إلخ الأغنية
أما الراحل المقيم هاشم مرغني فإن شاعره تعمد أن لا يسمي حبيبته
ورمز لها بكلمة الزول السودانية كما يلي:
" في زول هناك قولة سلام تبقالو روح
بسماتو أبداً ما بتروح
في زول هناك في عيونو زول
في عيونو الصباح ذي الوشاح يتقاطر سماح
ذي البرق شايل المطر في سمانا لاح
إلخ الأغنية "
أما شاعرنا محمد يوسف موسى فقد تحاشى متعمداُ أن يلقي الضوء على هوية حبيبته في رائعة إبن البادية ليلة السبت حيث قال:
طال إنتظاري يا ليلة السبت
يا حلوة العين يا أنت
أنسيت وعدك باللقاء هنا إلخ الأغنية "
والطريف في الأمر أن الفنان نور الجيلاني لا يسمي حبيبته وهي جاثمة أمامه
عياناً بياناً ولا أدري ما الذي دفع شاعره إلى ذلك حيث قال:
" يا القدامنا يا إنت بس كيفن تكون إنت
بس لو كنت إنت صحيح طاوعت الظروف كنت إلخ الأغنية"
أما شاعر الفنان الكابلي حسين الحسن رحمه الله الذي لم يكد أن يصدق أن الحروف
المدونة من أنامل حبيبته قد خاطبها أيضاً في صيغة نكرة:
" أكاد لا أصدق
يا أنتي يا أنتي إنني
أكاد لا أصدق
أهذه الحروف كل هذه الحروف
خطها بنانك المنمق
بنانك المنغم المموسق
لا غرو أنها تأتلق"
أنظروا إلى الفنان المرهف أبوعركي البخيت الذي داهمه الخوف والرعب
خشية أن يزور حبيبته ويعلم الناس بأمرهم فيقول وهو لا يذكر إسمها:
" بخاف يا إنت لو جيتك
ألملم في خطاوي الشوق وأزور بيتك
يقولوا علي حبيتك
بخاف لو برضي غبت عليك
تقول نسيت وجافيتك
بهم لو صدفة لاقيتك
درب حلتنا جابك يوم
إلى آخر الملحمة الرائعة"
وهو الذي حكى لنا عن حبيبته في رائعة أخرى ولم يسمها حين ردد صادحاً:
" عن حبيبتي بقول لكم يللا صفقوا كلكم"
وإن وصف حبيبته في رائعة أخرى حين أنشد:
" الجميل السادة وضاح المحيا
إبتسم يوم شفتو ما قبلان تحية
من دلالو ولا مالو إلخ الأغنية"
أما الراحل المقيم طيب الله ثراه النعام آدم
الذي كان يتباكى من غياب الحبيبة وما آلت
إليه الأمور نتيجة لهذا الغياب فإنه أيضاً تعمد
أن يجعلها مجهولة دون مسمى حين قال:
" قولن ليه السحب في روضو ما عادن يكبن
وأضحى محل خراب ما فيهو غير زهراً مضبلن
وقولن ليه ليلو طويل
طويل طولاً يجنن
لا قمراً ظهر في سماهو لا نجمات يضون
قوليلو السحب في روضو ما عادن يكبّن
وأضحى محل خراب ما فيهو غير زهرا مضبلن
قولن ليهو ليلو طويل .. طويل.. طولا يجنّن
لا قمرا ظهر في سماهو ،
لا نجمات يضوّن "
أما شاعرنا المسكون إبداعاً عبد القادر الكتيابي
الذي لمح حبيبته ويتوهم بأنه قد وصل إلى بر الأمان خاطبها يكلمة يا أنت التي نحن بصددها دون أن يسميها حين قال في رائعة المرحوم مصطفى سيد أحمد
" وقال....
يا إنتي يا أغرق
أخاف أخاف غيم المنى الشايل
تسوقوا الريح ويتفرق
وألاقيك يا أماني سراب
تتدفق مواهبي عليه"
سأواصل في ذات الموال
فترقبوني ملياً