المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أسود هنا وحملان هناك ...... فهمي هويدي



Almostshar
21-11-2009, 11:47 AM
حين زارت وزيرة الخارجية الأميركية مصر، في أعقاب تصريحها البائس الذي وصفت فيه عرض نتنياهو وقفا جزئيا للاستيطان بأنه «غير مسبوق»، توقعت أن تخرج الصحف المصرية في اليوم التالي بعنوان يقول

: القاهرة طلبت إيضاحات من واشنطن حول موقفها من الاستيطان.

لكن ظني خاب. وجاء العنوان الرئيسي لصحيفة «الأهرام» (عدد 5 نوفمبر) كالتالي:

كلينتون تؤكد للرئيس أن مصر شريك أساسي إقليميا وعالميا!

وهو ما يعني أن «الأهرام» اهتمت بإبراز مديح وزيرة الخارجية للدور المصري. واعتبرته الخبر الرئيسي وهو المديح الذي دأب عليه المسؤولون الأميركيون، استجابة لنصائح مستشاري الشؤون العربية في واشنطن الذين أفهموا أولئك المسؤولين بأن النفخ في الزعماء العرب وامتداح دورهم في العلن. يلين جانبهم ويدغدغ مشاعرهم ويشبع رغبتهم في أن يظهروا أمام شعوبهم بمظهر العظماء الذين يشتركون في تقرير مصير العالم.



وللقريبين من أجواء البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية. كلام كثير في هذا الموضوع ينسب إلى أولئك المستشارين الذين ينتمي بعضهم إلى أصول عربية، نصائح محددة يتم تلقينها للمسؤولين الأميركيين لاتباعها في لقاءاتهم بالزعماء العرب أو أثناء زيارتهم لبلادهم.



ويتحدث هؤلاء عن تأثر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات كثيرا، حينما اصطحبه الرئيس كلينتون بعد لقائه ذات مرة. حتى أوصله إلى باب السيارة التي أقلته.

ويشيرون إلى أن الرئيس أوباما حينما امتدح رئيسا عربيا زار واشنطن وقال أثناء المؤتمر الصحافي الذي أعقب الزيارة أنه استمع إلى «نصائحه»، قائلين إن العبارات التي استخدمها كانت معدة سلفا وأنها لم تكن تعبيرا عفويا وليد اللحظة!



معلوماتي عن اجتماع السيدة كلينتون مع الرئيس مبارك لا تتجاوز ما نشرته الصحف عن تصريحات منسوبة إلى وزير الخارجية المصري. التي قال فيها إن كل طرف طرح رؤيته إزاء عملية السلام.

ونقل عن السيدة كلينتون قولها إن السياسة الأميركية بخصوص عدم شرعية المستوطنات لم تتغير. وأن مصر تريد «ضمانات» من الولايات المتحدة بأن تؤدي مفاوضات للسلام إلى قيام دولة فلسطينية.

وانتهى السيد أبوالغيط إلى القول بأن مصر تؤيد بشكل كامل الموقف الأميركي الذي يعكس الاقتناع بقيام الدولة الفلسطينية على كامل الأراضي المحتلة عام 67. وإن تم ذلك من خلال تبادل الأراضي (ياللهول!).



وهو كلام كان طبيعيا أن ترحب به الوزيرة الأميركية، ذلك أنه إذا كانت القاهرة تؤيد بشكل كامل الموقف الأميركي إزاء القضية، فلا غرابة في أن تصبح شريكا أساسيا لأميركا في الشرق الأوسط.



هذا الكلام الديبلوماسي المجامل يصدمنا من أكثر من زاوية.

فمن الواضح أن السيدة كلينتون جاءت لتحقيق أهداف، من بينها محاولة التخفيف من آثار تصريحها البائس الذي امتدحت فيه نتنياهو واعتبرت موقفه «غير مسبوق»، رغم أنه لم يغير شيئا من عجرفته. ونحن بالكلام الناعم الذي أعلناه، ساعدناها على عملية التجمل التي سعت إليها.



والمفارقة أنه في الوقت الذي أعلنا فيه تأييدنا الكامل للموقف الأميركي إزاء القضية، وتلقفنا بالترحيب وسام الشراكة الكاملة من السيدة كلينتون، إذا بالسيد أبومازن يعلن في نفس اليوم عدم ترشحه للرئاسة الفلسطنية المقبلة احتجاجا على الانحياز الأميركي لإسرائيل والإهانات المتلاحقة التي وجهت إليه دون أي مقابل.



أبومازن راهن بالكامل على واشنطن لكنه لم يستطع أن يحصل منها على شيء، وأدرك أن استجابة الإدارة الأميركية للضغوط والصلف الإسرائيليين، لا تجد أي مقاومة في البيت الأبيض، لا يختلف في ذلك أوباما كثيرا عن سلفه جورج بوش. ومن الواضح أن مصر تقف في نفس المربع، وإن اختلفت درجة الرهان.

لذا أستغرب أن تخلو التصريحات المصرية من أي عتاب للسيدة كلينتون وأن تشترك في تجميل موقفها القبيح، الأمر الذي جعل تعبير القاهرة المجامل متخلفا بصورة نسبية عن الموقف الذي أعلنه أبومازن في رام الله.

لقد أصبحنا نستأسد فقط على أهلنا وأشقائنا، أما أعداؤنا فإننا معهم نتحول فجأة إلى حملان وديعة


من القروب منقول

فهمي هويدي

عبدالله محمد العقاد
22-11-2009, 02:18 AM
لقد أصبحنا نستأسد فقط على أهلنا وأشقائنا، أما أعداؤنا فإننا معهم نتحول فجأة إلى حملان وديعة


من القروب منقول

فهمي هويدي


هذا هو المفيد اخوي المستشار ثقافة الثعالب