درديري كباشي
02-11-2009, 08:08 PM
بين الرفاهية والترفيه :
اي نظام اقتصادي سوى كان راسمالي او اشتراكي او مختلط غاية هدفه هو تحقيق رفاهية الفرد ولكن طبعا عبر تحقيق الحوائج الضرورية اولا .. وبالبساطة اعني ليس من الممكن ان تاخذ مجموعة من اطفال الشوارع المشردين في رحلة ترفيهية لمنتزه المقرن وبعد ذلك ( تفكهم عكس الهوا ) وتدعي بانك حققت لهم الرفاهية .. الرفاهية هي حوائج قد تكون الرابعة في ترتيب الاولويات .. يعني هؤلاء المشردون هم في الاول حقق لهم السكن النظيف والاكل الصحي والملبس والتعليم والامن والاستقرار ثم بعد ذلك ستجدهم يقولون لك ( عمنا عايزين نمشي كورة ولا سينما ياخ)..
لكن الاعجب من كل ذلك هو تعريف الرفاهية نفسها .. ماهي الرفاهية ؟؟ا .. لانه يوجد تداخل كبير بين الرفاهية والواجبات .. لو قلنا ان الترفيه هو اي نشاط يقوم به الانسان من اجل ان يحصد متعه هذا النشاط دون ان يكون له عائد يحقق اي من الحوائج الضرورية .. لكن هذا االتعريف تجده ناقص لانه الانسان يدخل السينما ويجلس فقط دون ان يمارس اي نشاط سوى النظر والاستماع ورغما عن ذلك يحقق متعه ... والعكس لاعب كرة القدم خذ مسي مثلا هو بالتاكيد يستمتع وهو يمارس مهاراته في الاختراق والتهديف ولكن في ذات الوقت هي وظيفته التي يعيش عليها عشرات الموظفين التي تجعل لاعب مثله عبارة عن مؤسسة صغيرة فاتحة عدة بيوت ..
وكذلك التداخل في نشاط آخر المشي مثلا هنا في الرياض حول جامعة الملك سلطان يوجد ممشى مجهز بصورة فخمة اذ به محاط بالورود والاشجار والانارة في شكل نجف .. هو ليس مخصص لفئة معينة ولكن تجد من يستخدمه هم الاثرياء فقط . يركنون سياراتهم الفارهه ويتمشون حول الجامعة ومن حولهم عربات الايسكريم المتحركة والمقاهي والحلويات ويمشون مسافة قد تصل لخمسة كيلومترات حول الجامعة .. هم يمارسون المشي فقط بل الجري الخفيف في بعض الاحيان وفي ذات الوقت هم يرفهون ويستمتعون بهذا النشاط الذي يساعدهم على هضم الكم الهايل من الحلويات المتوفره في دورهم .... وفي ذات الوقت في مكان آخر تجد آخرون يمشون نفس المسافة مثلا في الخرطوم من ميدان ابو جنزير حتى استاد الخرطوم .. لكن هناك لا توجد اجهزة تبث الضباب وتلطف الجو ولا توجد بلاط ولا سيارات فارهة يركنونها .. انما هي تعتبر رحلة شقاء يومية من اجل لقمة العيش .. اذا ما الذي جعل المشي هنا يعتبر ترفيه وهناك قطعة من العذاب ورغما عن ان هذا مشي وهناك ايضا مشي ...
سخن الموضوع في دماغي وهو في احد ( المولات الفخمة بالرياض لاحظت وجود مقهى مضاف اليه كلمة سيراميك يعني مثلا ( مقهى الخزف) دخلت وجد انه المقهى ممتلئ برفوف مليئة بقطع الخزف الصيني بعضها ملون واخر غير ملون .. سالت الجرسون هل هذا متحف ؟ قال لا .. وقلت هل هذه التحف للبيع قال نعم لكن عليك انت بتلوينها ... وشرح لنا : قال تختار انت قطعة خزف وتطلب معها نوع القهوة التي تفضلها ويعطونك هم الالوان وتبدا تلون القطعة على مزاجك وتفرغ فيها كل شحناتك وكبتك وموهبتك بمزاجك دون اي اعتراض من احد او مجرد اقتراح .. وتقدمها لهم بعد ما تخلص وتدفع ثمنها .. وترجع تستلمها بعد اسبوع لانهم سياخذوها الى الفرن ويصقلونها وتصبح مثل الاواني الصينية الشهيرة ولكن من صنعك انت .. بالتاكيد راح ترجع الاسبوع القادم تستلمها وتجلس وتطلب واحدة ثانية وتشرع في تلوينها ..
اذا هؤلاء اذكياء جدا لانهم اكتشفوا ان في الانسان كبت من نوع اخر يحتاج للتنفبس وهذا الكبت انعكس في جدران المدارس وحمامات المساجد من كتابات ورسومات وصادوا هذه النقطة ليحولوها لمصدر ترفيه ومصدر دخل لهم مبتكر وجميل جدا ( وغالي ايضا) .
اي نظام اقتصادي سوى كان راسمالي او اشتراكي او مختلط غاية هدفه هو تحقيق رفاهية الفرد ولكن طبعا عبر تحقيق الحوائج الضرورية اولا .. وبالبساطة اعني ليس من الممكن ان تاخذ مجموعة من اطفال الشوارع المشردين في رحلة ترفيهية لمنتزه المقرن وبعد ذلك ( تفكهم عكس الهوا ) وتدعي بانك حققت لهم الرفاهية .. الرفاهية هي حوائج قد تكون الرابعة في ترتيب الاولويات .. يعني هؤلاء المشردون هم في الاول حقق لهم السكن النظيف والاكل الصحي والملبس والتعليم والامن والاستقرار ثم بعد ذلك ستجدهم يقولون لك ( عمنا عايزين نمشي كورة ولا سينما ياخ)..
لكن الاعجب من كل ذلك هو تعريف الرفاهية نفسها .. ماهي الرفاهية ؟؟ا .. لانه يوجد تداخل كبير بين الرفاهية والواجبات .. لو قلنا ان الترفيه هو اي نشاط يقوم به الانسان من اجل ان يحصد متعه هذا النشاط دون ان يكون له عائد يحقق اي من الحوائج الضرورية .. لكن هذا االتعريف تجده ناقص لانه الانسان يدخل السينما ويجلس فقط دون ان يمارس اي نشاط سوى النظر والاستماع ورغما عن ذلك يحقق متعه ... والعكس لاعب كرة القدم خذ مسي مثلا هو بالتاكيد يستمتع وهو يمارس مهاراته في الاختراق والتهديف ولكن في ذات الوقت هي وظيفته التي يعيش عليها عشرات الموظفين التي تجعل لاعب مثله عبارة عن مؤسسة صغيرة فاتحة عدة بيوت ..
وكذلك التداخل في نشاط آخر المشي مثلا هنا في الرياض حول جامعة الملك سلطان يوجد ممشى مجهز بصورة فخمة اذ به محاط بالورود والاشجار والانارة في شكل نجف .. هو ليس مخصص لفئة معينة ولكن تجد من يستخدمه هم الاثرياء فقط . يركنون سياراتهم الفارهه ويتمشون حول الجامعة ومن حولهم عربات الايسكريم المتحركة والمقاهي والحلويات ويمشون مسافة قد تصل لخمسة كيلومترات حول الجامعة .. هم يمارسون المشي فقط بل الجري الخفيف في بعض الاحيان وفي ذات الوقت هم يرفهون ويستمتعون بهذا النشاط الذي يساعدهم على هضم الكم الهايل من الحلويات المتوفره في دورهم .... وفي ذات الوقت في مكان آخر تجد آخرون يمشون نفس المسافة مثلا في الخرطوم من ميدان ابو جنزير حتى استاد الخرطوم .. لكن هناك لا توجد اجهزة تبث الضباب وتلطف الجو ولا توجد بلاط ولا سيارات فارهة يركنونها .. انما هي تعتبر رحلة شقاء يومية من اجل لقمة العيش .. اذا ما الذي جعل المشي هنا يعتبر ترفيه وهناك قطعة من العذاب ورغما عن ان هذا مشي وهناك ايضا مشي ...
سخن الموضوع في دماغي وهو في احد ( المولات الفخمة بالرياض لاحظت وجود مقهى مضاف اليه كلمة سيراميك يعني مثلا ( مقهى الخزف) دخلت وجد انه المقهى ممتلئ برفوف مليئة بقطع الخزف الصيني بعضها ملون واخر غير ملون .. سالت الجرسون هل هذا متحف ؟ قال لا .. وقلت هل هذه التحف للبيع قال نعم لكن عليك انت بتلوينها ... وشرح لنا : قال تختار انت قطعة خزف وتطلب معها نوع القهوة التي تفضلها ويعطونك هم الالوان وتبدا تلون القطعة على مزاجك وتفرغ فيها كل شحناتك وكبتك وموهبتك بمزاجك دون اي اعتراض من احد او مجرد اقتراح .. وتقدمها لهم بعد ما تخلص وتدفع ثمنها .. وترجع تستلمها بعد اسبوع لانهم سياخذوها الى الفرن ويصقلونها وتصبح مثل الاواني الصينية الشهيرة ولكن من صنعك انت .. بالتاكيد راح ترجع الاسبوع القادم تستلمها وتجلس وتطلب واحدة ثانية وتشرع في تلوينها ..
اذا هؤلاء اذكياء جدا لانهم اكتشفوا ان في الانسان كبت من نوع اخر يحتاج للتنفبس وهذا الكبت انعكس في جدران المدارس وحمامات المساجد من كتابات ورسومات وصادوا هذه النقطة ليحولوها لمصدر ترفيه ومصدر دخل لهم مبتكر وجميل جدا ( وغالي ايضا) .