المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عن نهب ثروات البلاد القومية" كوش والتماسيح "



هشام بشري صالح
15-10-2009, 12:14 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
عن نهب ثروات البلاد القومية
" كوش والتماسيح "

محمد عبد المجيد أمين -(عمر براق)
dmz152002@yahoo.com


الثروة نعمة وهبة من الله للعباد وهي ، اما أن تكون ثروة طبيعية موجودة في باطن الأرض ينتفع بها الناس ، كالبترول والمعادن النفيسة ،أو علي ظهرها كالثروة الحيوانية والسمكية ، والنباتية ، والكثير ، الكثير ، نجملها في قوله تعالي "وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ " النحل18، أو تكون نتاج جهد بشري جماعي نتج عنه أثر أو آثار لحضارة بائدة تستفيد منها حضارات أخري لاحقة لأغراض علمية ومعرفية وسياحية ، أو تكون نتاج فردي ناتج عن تفاعل العقل الابداعي مع الطبيعة أو التقنية الحديثة لتحقيق منفعة ما ، كحالة " بيل جيتس " أثري أثرياء العالم الذي يسخر ثروته الآن لخدمة وتعليم واسعاد الناس في آسيا وباقي بقاع العالم ، وهي في رأي ، أقصي درجات الادراك بقيمة الثروة ووظيفتها ويؤكد علي أن الانسان نفسه " ثروة " .
ولجلب الثروة ، أيا كانت ، طريقتان ، لا ثالث لهما ، فهي أما تكون "مشروعة " أي تتسق ومتطلبات القانون ، أو " غير مشروعة " كالثروة التي تجنيها " مافيا " العصابات من التجارة المخالفة للقانون .
واذا اتفقنا علي مبدأ شرعية الثروة من عدمها ‘ فلا بد أن تكون هناك جهة ما تفصل في هذا الأمر وتميزه وتضع القوانين المحفزة أو الرادعة لهذا أو ذاك ، وطبيعي ، لن يكون هناك غير الدولة لتقوم بهذه المهمة . فالدولة " الحكيمة " عادة ما تسخر ثراواتها الطبيعية والبشرية وتنميها لخدمة اقتصادها وبالتالي لرفاه شعبها وتعتبرها " قومية " غير قابلة للانتهاك ومن أجل ذلك تحرص علي سن وتطبيق القوانين التي تحول دون العبث بهذه المنظومة ، أما الدولة " المتهورة " فهي عكس ذلك تماما ، تضع ثروات الأمة في يد فئة قليلة ، تنهبها لحسابها الخاص ، وتبيع الأرض بمن فيها للأجانب بدعوي " الاستثمار ، وتشتت العقول " النيرة " لعدم حاجتها اليها ، وتبدد الثروة في مشاريع فاشلة ، وتقوض أي مصادر مشاريع ناجحة وتحولها الي "هشيم " ، "تخصخص " ما هو "عام "، وتغض الطرف عن سرقة الآثار " القومية " ولا تكترث لا رجاع المنهوب منها ، وبالرغم من لديها قوانين رادعة لكل هذه المخالفات فهي لا تطبقها ، ولا تهتم بتطبيقها .. لماذا!؟. مخطئ هو من يقول أن بالبلاد قانون مستقل ونزيه ، فاذا كان كذلك ..فعليه أن يحاكم هؤلاء.
في مطلع الثمانينات ، وما أدراك ما السبعينات ولا الثمانينات ، كان العمل الوطني هو الشغل الشاغل للجميع ،عمل أساسه التعاون الجماعي المغلف بالمودة والحب والايثار ، ينجز وباتقان ، بلا مقابل تقريبا ، لأن الحس الوطني والمستوي الثقافي أنذاك كان في ذروته ، وكان يكفي أن يحمل الناس بعضهم بعضا لتزول كل المشاكل الحياتية وينصب كل الجهد في مقارعة النظام " الديكتاتوري" أنذاك ومحاولة تغييره نحو الأفضل. ( اتضح فيما بعد – من وجهة نظري- أنه كان نظاما أكثر وطنية من النظام الحالي ، علي الرغم من شموليته) .
أعددت في تلك الفترة بالتعاون مع نخبة من الممثلين والفنيين بالمسرح القومي نصا دراميا بعنوان " كوش والتماسيح " يدور مضمونه حول سرقة ونهب الآثار في السودان . كنا نزور المتحف القومي للآثار ، كل يوم تقريبا ، لاعداد وتجهيز الفنيات ، واستلهام روح النص من التراث ، ولفت انتباهي صورة ضخمة تتصدر بهو المتحف ( لا أدري أن كانت موجودة حتي الآن أم لا ) ، عبارة عن عالم آثار " أجنبي " يظهر رأسه من حفرة ينقب داخلها وقد تحلق حوله مجموعة من العمال يظلون عليه بعباءة حماية له من حرارة الشمس. كانت الصورة تشرح بكل بساطة ووضوح أين نحن من هؤلاء ، والفرق بين روح المغامرة وبذل المال طلبا للعلم المعرفة ، وبين الاتكالية الثقافية وأخذ الأمور بمسلماتها دون فحص أو تمحيص . هؤلاء يأتون ينقبون ويكشفون لنا عن آثار أجدادنا ويشرحون لنا تاريخنا القديم ونحن نهز برؤسنا علامة للدهشة والاعجاب دون حتي الفهم ، بل نكرر ما يقولون وكأنه من المسلمات.
يتعرض نص " كوش والتماسيح " لنفس الجدلية ، اذ يقوم عالم الآثار الفرنسي
" شامبليون " حسب النص ، بمحاولة فك رموز وطلاسم مخطوطة " هيلوغريفية " استعصت عليه ، فيأتي " رطاني " ود بلد ، يأخذها منه ويقرأها بكل سلاسة ووضوح . كان المقصود من هذا الموقف ليس التهكم وانما الحث علي بذل الجهد الوطني لمحاولة الفهم باعتبار أن المطلوب فهمه هو تاريخ الأجداد . ولمن يتابعون تاريخ الآثار يعلمون جيدا أن نظرية "شامبليون " في ترجمة النصوص " الهيلوغريفية " قد تقوضت فيما بعد حسب كثير من الدراسات الحديثة والتي أكدت أن منهج شامبليون في فكه للرموز كان يعتمد علي " التخمين " ، اذ وضع كل جهده في معرفة القيمة الصوتية للحروف القبطية والاغريقية القديمة وراح يفسر ما يقابلها من رموز " هيلوغريفية " وعلي هذا الأساس وضع ترجمته ، بينما المعروف أن البحث العلمي لا يعتمد علي التخمين* راجع مصادر كثيرة بالشبكة العنكبوتبة حول نفس الموضوع.
ركز نص المسرحية أيضا علي مسألتي نهب الآثار ومحاولات الاستئثار بالثروة القومية من طرف أقلية علي حساب الشعب ، وبالرغم من اكتمال كل جوانب العرض ، الا أن المسرحية نفسها لم تعرض قط ، ربما لأسباب تعرفها ادارة المسرح القومي آنذاك ، ولكن ما أردته من هذا الاستدلال ،وبصرف النظر عن اختلاف الفترة الزمنية وطبيعة النظام الحاكم انذاك ، هو التأكيد علي أن ممارسات سرقة ونهب ثروات البلاد لا زالت كما هي ، لم تتغير ، بل تمادت لتصل لدرجة الجهر بها علانية واعتبارها من " الممدوحات" ، فنهب الآثار نسمع عنه من آن لآخر والثروة القومية تنهب في كل يوم ، ولكن هذا المرة علي مسمع ومرأي من الحكومة .... لماذا ؟. الهذا الحد هانت الأمور واصبح كل شئ " مباح" !؟.
تسعي فرنسا هذه الأيام لرد آثار منهوبة لمصر وتسعي المانيا في نفس الاتجاه برد بعض الاثار العراقية المنهوبة للعراق ، وسبق أن ردت بريطانيا للسودان قطع أثرية مسروقة من المتحف القومي كانت تباع في شوارع لندن، وبالرغم من وجود قوانين لحماية ألاثار السودانية(قانون 1999) الا أن الحكومة لا تلقي بالا لأهمية الآثار ، ولا تبذل أي جهد لاسترداد المنهوب منها والمعروض في كثير من متاحف العالم ، كما أن أحكامها علي الجناة دائما ما تكون غير " مغلظة" وغالبا ما تكون السجن مع وقف التنفيذ .
ان أشد ما يؤلم المرء هو رؤية ثروات بلاده تضيع هكذا، سرقة ونهبا ، جهارا، نهارا ولا يحرك ساكنا . لن أتعرض هنا لمصير ثرواتنا من البترول والذهب والكروم فهي في أيدي حكومة وصلت بها "الأمانة " الي درجة أنها لا تريد أن تفصح عن حجمها الحقيقي ، ولا عن مدخولاتها ، وأين تودع؟ ، ولحساب من؟ ، وفيما تنفق؟ كل ذلك ..حتي لا يطالها عين الحسد . بل تؤكد وعلي لسان أحد مسئوليها أن حزبه كان " يمول الدولة في بعض الفترات " . نعرف أن الحزب الحاكم حزب فاحش الثراء وأن استثماراته داخل وخارج البلاد تؤهله لأن يكون حزبا رائدا وقائدا يمكن أن يصرف علي حكومته ولكن.!! من أين أتي بكل هذا المال ؟ . هذا هو السؤال.
يبدو أن هذه النظام ما أتي الا لجمع المال ، وبأي صورة كانت ، واذا استمر في الحكم مرة أخري وهو علي هذه " الخصال" الحميدة والخلق القويم فربما يفكر يوما ما في بيع "أعضاءنا " فهي التجارة الأكثر رواجا في العالم هذه الأيام . برجاء حصنوا أعضاءكم من الآن ، وأمنوا عليها جيدا ، ونسأل الله تعالي من بعض فضله ولطفه علينا وعلي بلدنا هذا.

محمد عبد المجيد أمين(عمر براق )
كاتب ومخرج مسرحي
dmz152002@yahoo.com
الدمازين في :13/10/2009م.
الجماعه ديل بعد ما اخلصو
علي ثروات السودان حاقبلو علينا الكلام ده خليكم
متزكرنو اي زول اخلي بالو علي اعضاءه
حصنواااااااا اعضاااااااااااكم

مجدى سنجر
16-10-2009, 04:08 AM
نحن جميعا من نهب ثروات البلاد إذ سمحنا لهم ان يعربدوا فى بلادنا ونحن اصحاب اشهر ثورات شعبية وعصيان مدنى.
أما الان فلا أمل فالبلاد صارت كلها مرتشين ومنتفعين إلا من رحم ربي

الزبير محمد عبدالفضيل
16-10-2009, 09:33 PM
البلاد والثروات محتاجه الي ناس قلبهم علي الوطن والمواطن ويخافون الله


أذا توفرت هذه الصفات سوف يكون السودان ضمن الدول العشرين الغنيه


نسال الله أن يكون ا ذلك

هشام بشري صالح
17-10-2009, 09:45 AM
الاخ مجدي سنجر والاخ الزبير محمد نحن الان علي مشارف الدخول
علي الانتخابات فالنختار القوي الامين الذي يحس بالمواطن وهموم
المواطن

صلاح الشيخ إبراهيم
01-11-2009, 11:47 AM
الشيء الذى يغرى المفسدين والمرتشين لنهب ثروات البلاد هو موقف المسئولين الاعلي تجاههم .. لم نسمع حتي اليوم بان فلان او علان تمت محاكمته لانه سارق لقوت الشعب .. كل يوم هم في ازدياد كانهم نبت شيطاني .. حكمتهم الماثورة والمطبقنا بكل جرءاة ووقاحة (دار ابوك كان خربت شيل منها شيلة)يا جماعة في اسرائيل المعروفة برزالتها .. يلاحق رئيس وزرائها من قبل الشرطة لانه تقاضي رشاوى .. احنا المطبقين الشريعة يعجز المسئول عن مساءلة المرتشي .. ناهبك ان يلاحق قضائيا..ودونكم البيوت والشقق والعمارات .. يمتلكها افراد كانوا قبل سنين قصيرة علي الهامش ..