hui123
02-12-2004, 07:31 AM
حمدان عربي علي السليقة . لم تشبه شائبة من شوائب العصر الرخو والشائه .حمدان يحمد الله كثيراً لانه يعيش حالة حب صادقة ونبيلة بعاطفة جياشة بالمعاني القديمة الاصلية .. لم يكن يعتقد أن العلاقة العاطفية بينه وبين بعيره الأشقر الحر يمكن أن تكون علي هذه الصورة . كان يعتقد أن الحب ينمو بين بني اليشر ..أما أن يكون بين الأنسان والحيوان فهو أمر يدعو للعجب !..والاعجب أن تشابهاً غريباً في الطباع يجمع بين حمدان وبعيره , لقد لاحظ هو نفسه ذلك لاسيما في السنوات الخمس الأخيرة من عمر العلاقة المتفردة . فحمدان صبور وكريم الخصال والأرومة ولا يقبل الذل والإهانة من مخلوق .. وإذا حدث ان أهين غلي دماغه كالمرجل , وشعر بغصة في الحلق .. مرارة علي طرف اللسان وكذلك كان بعيره لانه من كرائم الأبل .. كانت امه الشقراء ناقة ودودة لاتزال نظراتها الحانية محفورة في تضاريس الذاكرة .. مسيطرة علي كيانه .. كان يحس بها في كيمياء الشعور .. ويكاد يسمع صوتها .. ويتبين لفظها وهي تشكره بنظراتها عندما يقدم لها العلف .. كان يعجبها العلف الجاف .. كانت في تلك اللحظة .. تبتسم له بدلال .. ولم يكن ذلك خيالاً يتخيله .. لكنها مع كل ذلك لم تكن تقبل الإهانة .. كانت أصيلة كريمة مثل تاريخنا وارضنا وقيمنا .. وهو دائما وابداً دأب الأحرار .. فالحر لا ياكل بالذل .. والأصيل لا يأبه للتهديد .. ذات العلاقة بينه وبين ناقته تعدت إلي ولدها الجمل الأشقر .. وسارت في مجراها العاطفي طوال السنين , إلي أن خدشها حمدان اليوم حين هوي بعصا غليظة مدببة الطرف علي راس الجمل ثم الحقها باخريات متلاحقات ..ولم يكف الا بعد النظرة المستنكرة ..حدجة البعير بنظرة تحمل أكثر من معني .. كانت اعين البعير بلون الدم .. ينطاير شرها .. في المساء لاحظ صديقه زيدان أن الهم سيطر عليه ساله عن الأمر الذي بدل حالة الصفاء الملازمة ! تنهد حمدان وقال في اقتضاب مبهم النظرة ياصديقي .. ضحك زيدان حتي استلقي علي قفاه وتساءل متعجباً بعد هذا العمر المتقدم ونذير الموت الأبيض ! لا اقصد هذا الكلام الفارغ فانا رجل لا أبوح بسر الحب . عاد زيدان يتساءل وهو يركز نظره علي صديقه إذن ما الذي أعتراك فأنت تبدو مغتماً علي غير عادتك المنبسطة . ثم عن أية نظرة تتحدث ؟! نظرة بعيري الاشقر . مط زيدان شفتيه وهو يقول تعبيرك غامض .. لقد فقدت بساطتك وسذاجتك وتبديت مثل فلاسفة هذا الزمان ! هز حمدان راسه هزات متتاليات وقص علي صديقه ماحدث مع بعيره .. وكيف ان النظرة لم تبرح مخيلته ولم تفارقه لحظة . ماذا تقصد هكذا تساءل زيدان ..!
أقصد ان البعير أضمر في نفسه أن يثار وفي هذه الليلة .
وما الذي جعلك تتاكد ؟ لان الجمل كريم والكريم لايقبل الإهانة .
وماذا تنوي ان تفعل ؟ ساعمد إلي حيلة سوف أضع سريري في الفناء الخارجي وأجعل عليه بعض الوسائد وأغطيها بالألحفة وأمضي الليلة هنا معك .وفي الصباح وقبل أن ترتفع الشمس تعالي رغاء البعير وأرتفع هديره هرع الصديقان يستطلعان .. وامام المشهد توقفا تلجمهما الدهشة .. كان الجمل يرغي في جنون وقد برك علي الفراش يحرك جسمه يمنة ويسرة ليطحن ما عليه ولم يكن عليه الا خطة حمدان ! تجمع أهل القرية واحاطوا بالجمل يوسعونه صنوفاً من الضرب قيدوه بالحبال وساقوه إلي ساحة ذبح الجمال .. صمت الجمل وسار مستكيناً في زفة الذل .. وفي وسط الزحام لمح الجمل صاحبه كان يسير في الزفة منكساً راسه نظر الجمل اليه نظرة جانبية كانت هذه المرة حانية ومعتذرة وقد رعاها حمدان تماماً فقد كان يفهم لغة صديقه .. ثانية نظر اليه الجمل كان في هذه المرة يبكي شلالات من الدموع كانت تجري تتسابق علي صفحة وحهه الحزين ! حاول حمدان جاهداً أن يتمالك نفسه أمام حشد الرجال حتي لا يتهم بالهشاشة وهو العربي الصلب لكن الموقف كان غالباً .. أنتحب حمدان أهتز بدنه النحيل وبكل المرارة والحرقة .. بكي ! .. عاود الجمل نظرته الحانية الأسفة كانت كافية لأن ينهار حمدان .. جلس حمدان علي الارض غطي وجهه براحتيه وأجهش في بكاء هيستيري مختلط بالهذيان وتأنيب الضمير .. تبدت ناقته متجسدة تأكل العلف اليابس في تمهل وتنظر في أشفاق والم .. وقف زيدان متعجباً من مشهد العواطف المتبادلة هز راسه وهو يردد جمل كريم أصيل لا يقبل الإهانة .. وعربي يحمل نفس صفاته .. و .. بكي هو الأخر .
أقصد ان البعير أضمر في نفسه أن يثار وفي هذه الليلة .
وما الذي جعلك تتاكد ؟ لان الجمل كريم والكريم لايقبل الإهانة .
وماذا تنوي ان تفعل ؟ ساعمد إلي حيلة سوف أضع سريري في الفناء الخارجي وأجعل عليه بعض الوسائد وأغطيها بالألحفة وأمضي الليلة هنا معك .وفي الصباح وقبل أن ترتفع الشمس تعالي رغاء البعير وأرتفع هديره هرع الصديقان يستطلعان .. وامام المشهد توقفا تلجمهما الدهشة .. كان الجمل يرغي في جنون وقد برك علي الفراش يحرك جسمه يمنة ويسرة ليطحن ما عليه ولم يكن عليه الا خطة حمدان ! تجمع أهل القرية واحاطوا بالجمل يوسعونه صنوفاً من الضرب قيدوه بالحبال وساقوه إلي ساحة ذبح الجمال .. صمت الجمل وسار مستكيناً في زفة الذل .. وفي وسط الزحام لمح الجمل صاحبه كان يسير في الزفة منكساً راسه نظر الجمل اليه نظرة جانبية كانت هذه المرة حانية ومعتذرة وقد رعاها حمدان تماماً فقد كان يفهم لغة صديقه .. ثانية نظر اليه الجمل كان في هذه المرة يبكي شلالات من الدموع كانت تجري تتسابق علي صفحة وحهه الحزين ! حاول حمدان جاهداً أن يتمالك نفسه أمام حشد الرجال حتي لا يتهم بالهشاشة وهو العربي الصلب لكن الموقف كان غالباً .. أنتحب حمدان أهتز بدنه النحيل وبكل المرارة والحرقة .. بكي ! .. عاود الجمل نظرته الحانية الأسفة كانت كافية لأن ينهار حمدان .. جلس حمدان علي الارض غطي وجهه براحتيه وأجهش في بكاء هيستيري مختلط بالهذيان وتأنيب الضمير .. تبدت ناقته متجسدة تأكل العلف اليابس في تمهل وتنظر في أشفاق والم .. وقف زيدان متعجباً من مشهد العواطف المتبادلة هز راسه وهو يردد جمل كريم أصيل لا يقبل الإهانة .. وعربي يحمل نفس صفاته .. و .. بكي هو الأخر .