درديري كباشي
27-09-2009, 12:19 PM
محطة الحجر هي محطة حقيقة بمعنى الكلمة ومجازية ايضا . لسبب اولا هي محطة في حياتنا قضينا فيها طفولتنا وصبانا لذلك هي محطة من عمرنا . وهي محطة حقيقية لانها محطة مواصلات في مدينة كسلا العزيزة . اكثر شيء يميز محطة الحجر هي انها ملتقي او نقطة تقاطع لاربعة احياء في مدينة كسلا وهم حي الثورة وهي الترعة وحي المربعات وحي الشعبية . والمحطة تقع في منتصفهم تماما لدرجة انك لا تستطيع ان تنسبها لاي حي منهم . سميت كذلك لعدة روايات منها ان البيت في الناصية كان مبني من الحجر المكشوف كعادة بعض بيوت كسلا نسبة لوجود الجبال.
كما ان ما ميز محطة الحجر هو وجود مجمعات لمدارس الاولاد والبنات بمختلف المراحل التعليمية مما يجعل مظلة محطة الحجر تتلون في كل مره حسب الزي المدرسي الذي يسودها . وايضا سبب آخر وجود اكثر من مطعم تقدم الفول واللحوم وهذه عندما نخوض في تفاصيل احداث المحطة سنجد ان هذه المطاعم اكسبتها ميزه اضافية اضافة للاحداث التي تصاحب رواد هذه المطاعم كما ان هنالك سبب لوجود احداث لرواد المطاعم
سنذكره عندما نذكر المطاعم .
سبب آخر ميز محطة الحجر وهي طبيعتها البانوراميه . بمعنى انها يمكن ان تمر بها عدة احداث مختلفة في لحظة واحده دون ان يكون لها علاقة ببعض.
اول ما شبينا ونحن اطفال في محطة الحجر ابتكرنا هواية جديدة ومميزة وهي ان كل واحد منا اختار بص من بصات المواصلات التي تحضر من السوق عبر المحطة الى داخل الاحياء ويشجعه كنادي كرة قدم .كنا تجدنا متجمعين في ظل الاشجار ونحن في صراخ وتشجيع لسائقي البصات حتى يسرعون ويتسابقون . وكانت البصات تحمل اسماء مكتوبة على ناصيتها مثل الاصيل والشروق وتوتيل وخلافه .الغريب في الامر ان سواقي البصات بداوا يتجاوبون مع صرخاتنا وبداوا يتطاردون في سباق محموم . او على الاقل هكذا خيل الينا
محطة الحجر في الصباح تكون مكتظة بالمنتظرين الذين يريدون الذهاب الى اعمالهم او الى السوق لشراء خضار اليوم . هذه الميزة اعطتها افضليه في ان اصحاب البصات ابتكروا فكرة تعرف بالمقص وهو ان يحضر بص فاضي خصيصا من السوق لنقل ركاب محطة الحجر . وكان توزع على البصات بترتيب معين متفق عليه . وكنا نحن نحتفل ببصاتنا التي يقع عليها المقص لانها اولا لا تتوقف في المحطات الاخرى وهذا يجعلها تسابق الجميع .
جاء ما انقص لهونا البرئ عندما جاءت ظاهرة البرينسات وهي بكاسي التيوتا التي تحولت الى مواصلات وبدات البصات تختفي وتتحول الى القرى .مما اصاب لهونا البرئ في مقتل . وكرهنا البرينسات تضامنا مع البصات التي هجرها الركاب . لان البص يحتاج الى خمسين راكبا بينما البرينسة تمتلئ بعشره فقط مما جعل الناس يهرعون ناحية البرينسات ويهجرون البصات . الطريف في الموقف اخيرا كل البصات هجرت خط المربعات عدا بص واحد هو بص الاصيل . ظل صامدا مما جعلنا جميعا نلتف حوله ونشجعه ضد البرينسات . والاكثر طرافة ان سائق بص الاصيل كن عداوة شديدة لاصحاب البرينسات وركابها اذ كان يجري خلف البرينسة بسرعه هائلة ويقارب ان يصطدم بها في صورة مرعبه . وقد حكانا احد ابناء الجيران وكانت لهم بيرنسة وعمل مساعدا بها بان سائق بص الاصيل كان يلف راسه بالشال حتى لا يبين منه غير عينيه ويظل يطاردهم لدرجة ان جميع الركاب يلتفون حوله خائفين تاركين مقاعدهم .واخيرا استسلم سائق بص الاصيل وترك الخط للبرينسات لنتحول نحن الى تشجيع البيرنسات والتي والغريب في الامر اتخذت لها اسماءا نسائية كاشراقة واماني وتجدنا نتصارخ ( اجري اجري يا اماني اشراقة جاتك ).
في وقت الظهر وحوالي الساعة الثانية الظهر عند مواعيد خروج المدارس تتلون محطة الحجر بالوان الزي المدرسي وتتحول ايضا لتجمعات المراهقين والعاشقين الذين ينتظرون بنات المدارس . ويسود هرج ومرج حتى تخلو من جديد ليبدا مساء محطة الحجر . هنالك يبدا عمال المطاعم بالتحضير برص الكراسي والطرابيز ورش الارض بالماء واستخراج السماعات الضخمة لتبدا حفلة المساء وهي حفلة فعلا لان اصحاب المطاعم يصرون على رفع صوت المسجل لدرجة تحس انك في حفلة فعلا .
وعندما تبدا الشمس بالمغيب كانت تظهر صور اخرى لمحطة الحجر وهي بان احد هذه الاحياء التي تحيط بالمحطة كانت تسكنها بعض القبائل التي تشتهر بصناعة وبيع الخمور البلدية مثل العرقي والمريسة . لذلك من بعد المغرب ونحن نجلس امام بيوتنا تبدا حركة السكارى والذين بعضهم يتجهون نحو المحطة والبعض الآخر ناحية المطاعم (سؤال ملاحظة ما علاقة الخمرة بالشيه ) بمعنى لماذا ياكل السكارى اللحم ويهجرون الفول عند سكرهم ويسمونها المزة . ولان المطاعم ممتلئة بالسكارى فكثيرا ما تتحول جلساتهم الى شكل وخناقات وضرب بالكراسي ( الم اقل انها بانوراما )
الآن زالت الظواهر السالبه واختفت الخمور منذ زمن بعيد وطرد صناعها من الاحياء . ولكن ظلت محطة الحجر هي هي بميزاتها ومطاعمها الشهية والشهيرة على الاقل الى عهدي بكسلا رد الله غربتنا اليها .
الطريف في الامر ان احد هذه المطاعم شهير ببيع الكوارع وشهير ايضا بتشغيل وتكرار شريط محمود عبد العزيز . لدرجة اني ربطت بين الاثنين . مره وانا اركب مع احد الاصدقاء في سيارته هنا في الرياض فقام بتشغيل شريط محمود عبد العزيز ( فانا قلت له عندما اسمع شريط لمحمود عبد العزيز يجيني طعم كوارع في خشمي ) استغرب ورد بغيظ (محمود علاقته شنو بالكوارع (يبدو انه كان من معجبيه جدا
) وبصعوبة جدا حاولت ان اشرح له هذه العلاقة بين (طعم محمود وصوت الكوارع ) رغما عن اني نفسي لا اجد لها تفسيرا .
ميزة اخرى وهي ان احدهم جلس امام المطعم واستغل تجمع الناس وبدا يبيع القهوة حتى تجمع له عدة زبائن ممن اصبحوا مدمنين لقهوته ونحن كنا منهم الى آخر عهدنا بكسلا وهي كانت مميزة بنكهتا القوية وطعمها الحارق بالزنجبيل ( الآن انا مصدع لو لقيت لي فنجان)
ولكن من الاحداث الجسام التي حدثت في محطة الحجر وتركت اثرا سالبا في نفوسنا وهي ان احد السكاري حدث له خلاف مع زميله فوقع عليه ضربا بالعصى على ام راسه فهشمها حتى قتله . وحدث آخر احدهم كان يحمل مسدسا واطلق النار على احد زبائن المطعم مما سبب له اعاقه في يده .
كما ان ما ميز محطة الحجر هو وجود مجمعات لمدارس الاولاد والبنات بمختلف المراحل التعليمية مما يجعل مظلة محطة الحجر تتلون في كل مره حسب الزي المدرسي الذي يسودها . وايضا سبب آخر وجود اكثر من مطعم تقدم الفول واللحوم وهذه عندما نخوض في تفاصيل احداث المحطة سنجد ان هذه المطاعم اكسبتها ميزه اضافية اضافة للاحداث التي تصاحب رواد هذه المطاعم كما ان هنالك سبب لوجود احداث لرواد المطاعم
سنذكره عندما نذكر المطاعم .
سبب آخر ميز محطة الحجر وهي طبيعتها البانوراميه . بمعنى انها يمكن ان تمر بها عدة احداث مختلفة في لحظة واحده دون ان يكون لها علاقة ببعض.
اول ما شبينا ونحن اطفال في محطة الحجر ابتكرنا هواية جديدة ومميزة وهي ان كل واحد منا اختار بص من بصات المواصلات التي تحضر من السوق عبر المحطة الى داخل الاحياء ويشجعه كنادي كرة قدم .كنا تجدنا متجمعين في ظل الاشجار ونحن في صراخ وتشجيع لسائقي البصات حتى يسرعون ويتسابقون . وكانت البصات تحمل اسماء مكتوبة على ناصيتها مثل الاصيل والشروق وتوتيل وخلافه .الغريب في الامر ان سواقي البصات بداوا يتجاوبون مع صرخاتنا وبداوا يتطاردون في سباق محموم . او على الاقل هكذا خيل الينا
محطة الحجر في الصباح تكون مكتظة بالمنتظرين الذين يريدون الذهاب الى اعمالهم او الى السوق لشراء خضار اليوم . هذه الميزة اعطتها افضليه في ان اصحاب البصات ابتكروا فكرة تعرف بالمقص وهو ان يحضر بص فاضي خصيصا من السوق لنقل ركاب محطة الحجر . وكان توزع على البصات بترتيب معين متفق عليه . وكنا نحن نحتفل ببصاتنا التي يقع عليها المقص لانها اولا لا تتوقف في المحطات الاخرى وهذا يجعلها تسابق الجميع .
جاء ما انقص لهونا البرئ عندما جاءت ظاهرة البرينسات وهي بكاسي التيوتا التي تحولت الى مواصلات وبدات البصات تختفي وتتحول الى القرى .مما اصاب لهونا البرئ في مقتل . وكرهنا البرينسات تضامنا مع البصات التي هجرها الركاب . لان البص يحتاج الى خمسين راكبا بينما البرينسة تمتلئ بعشره فقط مما جعل الناس يهرعون ناحية البرينسات ويهجرون البصات . الطريف في الموقف اخيرا كل البصات هجرت خط المربعات عدا بص واحد هو بص الاصيل . ظل صامدا مما جعلنا جميعا نلتف حوله ونشجعه ضد البرينسات . والاكثر طرافة ان سائق بص الاصيل كن عداوة شديدة لاصحاب البرينسات وركابها اذ كان يجري خلف البرينسة بسرعه هائلة ويقارب ان يصطدم بها في صورة مرعبه . وقد حكانا احد ابناء الجيران وكانت لهم بيرنسة وعمل مساعدا بها بان سائق بص الاصيل كان يلف راسه بالشال حتى لا يبين منه غير عينيه ويظل يطاردهم لدرجة ان جميع الركاب يلتفون حوله خائفين تاركين مقاعدهم .واخيرا استسلم سائق بص الاصيل وترك الخط للبرينسات لنتحول نحن الى تشجيع البيرنسات والتي والغريب في الامر اتخذت لها اسماءا نسائية كاشراقة واماني وتجدنا نتصارخ ( اجري اجري يا اماني اشراقة جاتك ).
في وقت الظهر وحوالي الساعة الثانية الظهر عند مواعيد خروج المدارس تتلون محطة الحجر بالوان الزي المدرسي وتتحول ايضا لتجمعات المراهقين والعاشقين الذين ينتظرون بنات المدارس . ويسود هرج ومرج حتى تخلو من جديد ليبدا مساء محطة الحجر . هنالك يبدا عمال المطاعم بالتحضير برص الكراسي والطرابيز ورش الارض بالماء واستخراج السماعات الضخمة لتبدا حفلة المساء وهي حفلة فعلا لان اصحاب المطاعم يصرون على رفع صوت المسجل لدرجة تحس انك في حفلة فعلا .
وعندما تبدا الشمس بالمغيب كانت تظهر صور اخرى لمحطة الحجر وهي بان احد هذه الاحياء التي تحيط بالمحطة كانت تسكنها بعض القبائل التي تشتهر بصناعة وبيع الخمور البلدية مثل العرقي والمريسة . لذلك من بعد المغرب ونحن نجلس امام بيوتنا تبدا حركة السكارى والذين بعضهم يتجهون نحو المحطة والبعض الآخر ناحية المطاعم (سؤال ملاحظة ما علاقة الخمرة بالشيه ) بمعنى لماذا ياكل السكارى اللحم ويهجرون الفول عند سكرهم ويسمونها المزة . ولان المطاعم ممتلئة بالسكارى فكثيرا ما تتحول جلساتهم الى شكل وخناقات وضرب بالكراسي ( الم اقل انها بانوراما )
الآن زالت الظواهر السالبه واختفت الخمور منذ زمن بعيد وطرد صناعها من الاحياء . ولكن ظلت محطة الحجر هي هي بميزاتها ومطاعمها الشهية والشهيرة على الاقل الى عهدي بكسلا رد الله غربتنا اليها .
الطريف في الامر ان احد هذه المطاعم شهير ببيع الكوارع وشهير ايضا بتشغيل وتكرار شريط محمود عبد العزيز . لدرجة اني ربطت بين الاثنين . مره وانا اركب مع احد الاصدقاء في سيارته هنا في الرياض فقام بتشغيل شريط محمود عبد العزيز ( فانا قلت له عندما اسمع شريط لمحمود عبد العزيز يجيني طعم كوارع في خشمي ) استغرب ورد بغيظ (محمود علاقته شنو بالكوارع (يبدو انه كان من معجبيه جدا
) وبصعوبة جدا حاولت ان اشرح له هذه العلاقة بين (طعم محمود وصوت الكوارع ) رغما عن اني نفسي لا اجد لها تفسيرا .
ميزة اخرى وهي ان احدهم جلس امام المطعم واستغل تجمع الناس وبدا يبيع القهوة حتى تجمع له عدة زبائن ممن اصبحوا مدمنين لقهوته ونحن كنا منهم الى آخر عهدنا بكسلا وهي كانت مميزة بنكهتا القوية وطعمها الحارق بالزنجبيل ( الآن انا مصدع لو لقيت لي فنجان)
ولكن من الاحداث الجسام التي حدثت في محطة الحجر وتركت اثرا سالبا في نفوسنا وهي ان احد السكاري حدث له خلاف مع زميله فوقع عليه ضربا بالعصى على ام راسه فهشمها حتى قتله . وحدث آخر احدهم كان يحمل مسدسا واطلق النار على احد زبائن المطعم مما سبب له اعاقه في يده .