مشاهدة النسخة كاملة : الشيوعية في الميزان
درديري كباشي
27-09-2009, 01:32 AM
على نار هادئة وبدون تشنج ومستوى فكر عالي منشود ومترغب في منتدى ود مدني .. تعالوا نخوض في تحليل الفكر الشيوعي تحليللا علميا بحتا ...دون عصبية ... مهما كان وفي النهاية ان الذين اتوا وابتكروا الفكر الشيوعي كمنهج ارضي كان الهدف منه
تحقيق العدالة بين بني البشر وكما انها كاي فكر انساني تهدف كحد اقصى لتحقيق رفاهية الشعوب ..
تعالوا نحللها من بدا منشئها وحتى اضمحلالها وفشلها في بعض دول نشاتها ومنذ نظريات مفكريها امثال انجلز وماركس ولينين وغيرهم ..
عبر هذه الاستفهامات ..
اولا ما هي الشيوعية وما هو اصل الكلمة ؟؟
هل حققت السيوعية العدالة المنشودة حين تطبيقها ؟؟
ما هو حقيقة التحول الديمقراطي في الفكر الشيوعي وهل الشيوعية فيها ديمقراطية ام هو نوع من التنكر للاصل ؟؟
هل الشيوعية تتوافق مع الفطرة السليمة للانسان ام هي تحوير للرغبة الانسانية .؟؟
ضعوا هذه الاستفهامات امامكم ومن اراد ان يدلي بدلوه فاليفعل الى ان نعود
متوقعين تحليل منطقي وحوار عقلاني علمي دون اي تشنج او تعصب ..
عمرسنهوري
27-09-2009, 01:40 AM
ابو الدرادر
دائما تأتي بالشائك
موضوع كبير يحتاج لوقفات ووقفات
عمرسنهوري
27-09-2009, 01:43 AM
اعتقد ان الشيوعيه بمعناها الاصلي
لا تنطبق الا على مجتمع من الملائكه
وكل التجارب التي وجدت هي اشتراكيه وليس شيوعيه
واذكر كلام الدكتور عبد العظيم سليمان ( جامعة السودان )
كان يقول ان الاشتراكيه تعتبر خطوه في سلم الشيوعيه .
وهنا يأتي الفارق بين الكلمتين في المضمون .
ولي عودة
ارجو توضيح
كيف نشأت الاشتراكيه من ضلع الشيوعيه
ود الجعلي
27-09-2009, 02:07 AM
مفهوم الثورة السودانية الحديثة
والمطالبات العمالية النقابية
والتغييرات الجذرية الى مفهوم الحداثة والعصرنة
والارهاصات الثقافية والفنية وتشكيلاتها المتعددة من اسلوب الحياة وانماطها العصرية
وروح العلم والعمل والافكار التقدمية والتحررية من عباءة التقديس للقبيلة والمشيخة
كل ذلك كان بفضل من يحملون الفكر التقدمي والثقافة الاشتراكية الثرة
ان يوسم هذا النشاط بانه عقائدي بحت ويؤطر لهذه المرحلة كمرحلة اجتثاث للدين والحضارة المحلية وانهاءها فهو واهم وجاهل بكثير من التفاصيل التي هي في عمق تجارب الرعيل الاول من المؤسسين للارضيات التي قامت عليها ليس الحركة الاشتراكية التقدمية فحسب انما الحركة السودانية الحديثة التي قادت النضال من اجل التحرر الوطني وواصلت ذلك ا بمحاولات عديدة للتأكيد على بناء لبنات المجتمع الحديث
ان الحديث عن ارتباط قضايا الثورة السودانية بابعاد الدين عن محاور الصراع او اقحامه كما تفغل الحركات الاسلامية انما هو قضية سياسية في الاول والاخر اذن يجب ان نقرأ التاريخ جيدا" حتى نحكم على الواقع بعدالة اكثر وواقعية اشمل
وهذا تمهيد لنقاش يطول ويطول ولي عودة
mutasim
27-09-2009, 02:38 AM
السلام عليكم
والله موضوع كبير وقتل بحثاَ لكن نحاول نشارك لما نجهز
العنوان الشيوعيه فى الميزان هو عنوان لكتاب قديم من تاليف العقاد مش العقاد بتاعنا ؟
كتاب قراته قبل 25 سنه واذا عايزين نفهم الشيوعيه لازم نبتدى بما ابتداء به ماركس وهو كتاب هيجل الماديه التاريخيه لكن الراجل غير فى فكر هيجل شويه وربط التاريخ المادى بالوضع الاقتصادى ومزج شويه من الاشتراكيه الفرنسيه والفكر الفلسفى الالمانى وانتج نظريته , الله الحكايه مشت معاى شويه لكن بحاول اشارك بطريقه افضل
درديري كباشي
27-09-2009, 07:34 AM
سنهوري وود الجعلي ومعتصم مشكورين جدا على الحضور المميز
الفكرة اصلا الهدف منها بغض النظر عن الميول كل واحد يدلو بدلوه او بما يعرف ويفهم عن الفكر الشيوعي .. بعيدا عن الشعارات والعواطف .. نحن نريد ان نحلل الفكرة ذات نفسها .. ماذا قال الشيوعون المؤسسون ..
سنبدا من تحليل المصطلح نفسه واشتقاقاته
فاصل ونعود
هشام سلس
27-09-2009, 08:02 AM
الشيوعية هي نظرية إجتماعية وحركة سياسية ترمي إلى السيطرة على المجتمع ومقدّراته لصالح أفراد المجتمع بالتساوي ولا يمتاز فرد عن آخر بالمزايا التي تعود على المجتمع.وتعتبر الشيوعية (الماركسية )تيار تاريخي من التيارات المعاصرة. الأب الروحي للنظرية الشيوعية هو كارل ماركس ومن أهم من توغل في النظرية الشيوعية وأسهم في الكتابات والتطبيق فيها هو فلاديمير لينين.
و في الرؤية الماركسية الشيوعية هي مرحلة حتمية في تاريخ البشرية ، تأتي بعد مرحلة الإشتراكية التي تقوم على أنقاض المرحلة اللا قومية ، و يرى ماركس أن الصراع التنافسي للبرجوازية يولد العهد الكوسموبولوتي (1)الذي يغلب عليه الطابع الاحتكاري ، و تحول الربح التنافسي للربح الاحتكاري سيؤدي إلى ثورات تفرض النظم الاشتراكية حيث يصبح لكل انسان عمله و لكل انسان حسب عمله ، حيث يتم القضاء على الملكية الخاصة ، و تأتي الشيوعية كتطور تاريخي للاشتراكية ، و من ميزات العهد الشيوعي انه عهد أممي ، و تزول الدولة تلقائيا و تضمحل بحيث يتلاشى وجود الدولة ، بينما يرى أعداء الشيوعية أن التطور التاريخي يقود إلى مرحلة العولمة ، و قد رأى فوكوياما أن العولمة نهاية التاريخ ، و في النظام العالمي الذي تنبأ به فوكوياما يقول أن ستقصي ثمانين بالمئة من سكان الارض خارج سوق العمل ، و سيعيشون على الفتات ، و يرى الشيوعيين أن مرحلة العولمة هي ذاتها مرحلة الكوسموبوليتية التي تحدث عنها ماركس في بيانه الشيوعي ، لكن الشيوعيين يرون أن عهد العولمة الكوسموبولوتي سينتهي إلى نظام اشتراكي تفرضه الثورات ، اما أعداء الشيوعية فيرون أن العولمة هي نهاية التاريخ ، و لن تتطور البشرية بعدها .
1. الكوسموبوليتية تعني اللاقومية مصطلح استعمله ماركس ويعني به اندماج بين شركات من عدة جنسيات ، تبحث عن يد عاملة رخيصة و مواد أولية وفيرة ، بحيث تفقد الشركات صبغتها القومية
درديري كباشي
27-09-2009, 08:25 AM
الشيوعية هي نظرية إجتماعية وحركة سياسية ترمي إلى السيطرة على المجتمع ومقدّراته لصالح أفراد المجتمع بالتساوي ولا يمتاز فرد عن آخر بالمزايا التي تعود على المجتمع.وتعتبر الشيوعية (الماركسية )تيار تاريخي من التيارات المعاصرة. الأب الروحي للنظرية الشيوعية هو كارل ماركس ومن أهم من توغل في النظرية الشيوعية وأسهم في الكتابات والتطبيق فيها هو فلاديمير لينين.
و في الرؤية الماركسية الشيوعية هي مرحلة حتمية في تاريخ البشرية ، تأتي بعد مرحلة الإشتراكية التي تقوم على أنقاض المرحلة اللا قومية ، و يرى ماركس أن الصراع التنافسي للبرجوازية يولد العهد الكوسموبولوتي (1)الذي يغلب عليه الطابع الاحتكاري ، و تحول الربح التنافسي للربح الاحتكاري سيؤدي إلى ثورات تفرض النظم الاشتراكية حيث يصبح لكل انسان عمله و لكل انسان حسب عمله ، حيث يتم القضاء على الملكية الخاصة ، و تأتي الشيوعية كتطور تاريخي للاشتراكية ، و من ميزات العهد الشيوعي انه عهد أممي ، و تزول الدولة تلقائيا و تضمحل بحيث يتلاشى وجود الدولة ، بينما يرى أعداء الشيوعية أن التطور التاريخي يقود إلى مرحلة العولمة ، و قد رأى فوكوياما أن العولمة نهاية التاريخ ، و في النظام العالمي الذي تنبأ به فوكوياما يقول أن ستقصي ثمانين بالمئة من سكان الارض خارج سوق العمل ، و سيعيشون على الفتات ، و يرى الشيوعيين أن مرحلة العولمة هي ذاتها مرحلة الكوسموبوليتية التي تحدث عنها ماركس في بيانه الشيوعي ، لكن الشيوعيين يرون أن عهد العولمة الكوسموبولوتي سينتهي إلى نظام اشتراكي تفرضه الثورات ، اما أعداء الشيوعية فيرون أن العولمة هي نهاية التاريخ ، و لن تتطور البشرية بعدها .
1. الكوسموبوليتية تعني اللاقومية مصطلح استعمله ماركس ويعني به اندماج بين شركات من عدة جنسيات ، تبحث عن يد عاملة رخيصة و مواد أولية وفيرة ، بحيث تفقد الشركات صبغتها القومية
جميل جدا ياهشام
كنت متوقعك بل قل منتظرك
ولكن لا زلنا نطمع في المزيد
نحن نريد ان نطرح كل الفكرة على طاولة التشريح .. بعد ذلك نحاول نستنبط منها مقومات الفشل والنجاح وتماشيها مع تيار فطرة الانسان ..
نحن نعلم ان الشيوعية في كل الدول التي طبقت بها كانت بمصاحبة اجهزة قمعية عنيفة .لا احد ينسى سجون سبيريا في الاتحاد السوفيتي وقطارات الموت والابادات الجماعية ( قبل فترة عرضت صور وافلام على قناة الجزيرة الوثائفية واعتقد يمكن نرجع لها عبر الانترنتت) .. وكذلك الميدان الاحمر في الصين .. مما يؤشر الى ان الشيوعية لم تطبق بناءا على رغبة الانسان او فطرته انما طبقت مصحوبة بعنف ودما ء وقهر لا احد ينكره لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا ؟؟؟ والاجابة التي تقول كل الانظمة الاخرى بما فيها الاسلامية صاحبها وعنف وقتل لن تكون مقنعه انما الاجابة المطلوبة لماذا لم تبتلع الشعوب الفكر الشيوعي صاغرة وراغبة حتى ولو على مضض ..
وحتى انا عندما اطرح هذه المقدمة ليس من باب التحامل على الشيوعية انما اطرح اسئلة منطقية وكما ذكرت اذا كان اي نظرية اجتماعية هدفها الرئيسي هو تحقيق مطالب الانسان وفي اقصى حد هو تحقيق رفاهيته .. اذا اذا جوبهت هذه النظرية بمقاومة الانسان نفسه ببساطة تكون الفكرة قد فشلت ..
في مطلع التسعينات عندما انقلب الجيش في روسيا على قورباتشوف ويلستن محاولا استعادة الاشتراكية او الشيوعية من الذي تصدى لهم ؟؟تصدى لهم الشعب بصدور عارية امام المدافع والدبابات مرغما الجيش على التراجع وترك المسيرة تمشي لتنضم اكبر دولة اشتراكية بل المؤسسة الى المعسكر الراسمالي بالتدريج .. بل كان المدهش ان يخرج من رحم هذه الدولة الشيوعية مليارديرات منهم من اشترى نادي شلسي الانجليزي بمليارات الدولارات ؟؟؟؟؟
سنعود
درديري كباشي
27-09-2009, 12:42 PM
مفهوم الثورة السودانية الحديثة
والمطالبات العمالية النقابية
والتغييرات الجذرية الى مفهوم الحداثة والعصرنة
والارهاصات الثقافية والفنية وتشكيلاتها المتعددة من اسلوب الحياة وانماطها العصرية
وروح العلم والعمل والافكار التقدمية والتحررية من عباءة التقديس للقبيلة والمشيخة
كل ذلك كان بفضل من يحملون الفكر التقدمي والثقافة الاشتراكية الثرة
ان يوسم هذا النشاط بانه عقائدي بحت ويؤطر لهذه المرحلة كمرحلة اجتثاث للدين والحضارة المحلية وانهاءها فهو واهم وجاهل بكثير من التفاصيل التي هي في عمق تجارب الرعيل الاول من المؤسسين للارضيات التي قامت عليها ليس الحركة الاشتراكية التقدمية فحسب انما الحركة السودانية الحديثة التي قادت النضال من اجل التحرر الوطني وواصلت ذلك ا بمحاولات عديدة للتأكيد على بناء لبنات المجتمع الحديث
ان الحديث عن ارتباط قضايا الثورة السودانية بابعاد الدين عن محاور الصراع او اقحامه كما تفغل الحركات الاسلامية انما هو قضية سياسية في الاول والاخر اذن يجب ان نقرأ التاريخ جيدا" حتى نحكم على الواقع بعدالة اكثر وواقعية اشمل
وهذا تمهيد لنقاش يطول ويطول ولي عودة
ود الجعلي عدنا ومع احترامي لرايك طبعا
اولا انا اعتقد ان الشيوعية في السودان بصفة عامة كانت ولازالت مظهرية اكثر منها جوهرية
وابدا بجوهرية اولا
اولا النظرية الاشتراكية لكارل ماركس والتي تتحدث عن فائض القيمة ... والتي فحواها تقول ان فائض القيمة والذي يقابله صافي الربح في الانظمة الرسماليه هو من حق الايدي العامله التي تساهم في الانتاج ... ولذلك يجب ان تكون الادوات نفسها التي تساهم في الانتاج ملك للعامل نفسه ولكن تحت ادارة الدولة ... انهار هذا النظام في الاتحاد السوفيتي بعد ان ظل مائلا قرابة السبعين عاما في الاتحاد السوفيتي واوروبا الشرقية لسبب بسيط لانه يتعارض مع الفطره البشرية .. الناس انفسهم يتفاوتون في مواهبهم ... فانت لايمكن تساوي بين الذكي والقليل الذكاء والقوي والضعيف ... ثم تقسم بينهم الناتج ... هذه الحالة الافتراضية خلقت نوعا من السام والاحباط في مواطني الدول الاشتراكية وتحول الى كبت وغبن ضد الدولة وادى الى الانتفاضات التي انفجرت في مطلع التسعينات في كل دول اوروبا الشرقية تقريبا ... والدليل على سام المواطنين ومللهم من النظام الشيوعي هو الانتفاضة التي حدثت في روسيا مطلع التسعينات عندما حاول قادة الجيش استرداد النظام الشيوعي وتصدى لهم المواطنون بصدورهم المكشوفة .... اما الشويعية في الصين فقد تم اسعافها بنظام راسمالي وهو الذي خلق الطفرة الاقتصادية الحالية في الصين ... النظام الاقتصادي الحالي في الصين هو نظام راسمالي بحت .. ومعظم المصانع هي براسمال غربي ... اما ما بقي من شوعية فهو في النظام السياسي فقط ....
اذا الشيوعية في السودان مظهرية فقط لانها لم تتعرض لتجربة حكم صريحة ... قد يكون بدا بها حكم نميري في اول عامين ... ثم انقلاب هاشم العطا ذو الثلاث ايام ... لذلك لازال اعضاء الشعب الشيوعي في السودان متشبثين بها مصرين على خوض التجربة وغير مكتفين بتجارب الاخرين ... ولكن دعونا نكون عمليين
هل اذا اتى الشيوعين الى سدة الحكم
هل سيؤمموا املاك الناس الخاصة واحالتها الى املاك عامة ( اذا هم أعداء للامة من الان)
هل سيقلبون الاقتصاد الى نظام مختلط .. بمعنى وجود القطاع الخاص مع القطاع العام ومدعوم من الدولة ... اذا ستضع الدولة جزء من مواطنيها اصحاب القطاع الخاص في منافسة معها
هل ستبقى على الملكية الخاصة كما هي اذا لن تكون هنالك شيوعية .
اذا على الحركة الشيوعية في السودان ان تضع برنامجا واضحا وتطرحة على المواطنين في الاماكان العامة اهم بند فيه كيف ستحكم البلد ,,,,
لان الطرح الشيوعي الان اصبح يتنبنى خط الديمقراطية .. والديمقراطية هي فكر غربي راسمالي وليس اشتراكي ... وان كان الديمقراطية هو افضل الافكار الغربية واقربها للعدل ... ولكنه ليس عدلا محضا ... لان الديمقراطية هي نقل الدكتاتورية من الفرد الى الاغلبية .... لان الديمقراطية تعني حكم الاغلبية ... بالتالي ستكون الاقليات مضطهده حتى في الديمقراطية الا اذا تم ترقيعها فيما يعرف بالتمثيل النسبي ...
لكن لازال السؤال يطرح نفسهu
كيف يمكن ان يطبق الحزب الشيوعي السوداني الشيوعية اذا تثنى له حكم البلد
moh_alnour
27-09-2009, 04:55 PM
الأخ : درديري كباشي
جميل أن نفتح بوستات للحوار بدون تشنج و أن نقرأ أراء أصحاب الأختصاص و الأهتمام
في الموضوعات المطروحة و في أعتقادي أن هذه هي الفائدة المرجوة من المنتديات
أنا شخصيا ً من المولعين بالقراءة عن تأريخنا السياسي المعاصر ومن المهتمين بالإطلاع على كل ما كُتب
عن الحزب الشيوعي السوداني ذلك الحزب الذي صُنف وقتها بأنه من أقوى الأحزاب الشيوعية في العالم الثالث
و أيضا ً حصول أحد أعضائه البارزين على وسام نجمة لينين ذلك هو القيادي العمالي البارز ( الشفيع أحمد الشيخ )
أسف أخي درديري لأني أود أن أنحى بالبوست منحى صغير و أتمنى من الذين يملكون معلومات موثقة
عن ( مجزرة بيت الضيافة ) أتحافنا بها عبر هذا البوست و هل كان للحزب الشيوعي دور فيها ؟
فهوية و حقيقة منفذي مجزرة بيت الضيافة ما زالت لغز دُفن مع من رحل في ذلك اليوم
رغم أنني شاهدت كل الحلقات التي تحدثت عن هذه المجزرة عبر برنامج ( مراجعات ) للأستاذ الطاهر التوم بقناة النيل الأزرق
إلا أنني أتمنى أن أقرأ معلومات أخرى عن هذه الحادثة وعن إنقلاب المرحوم الرائد هاشم العطا و فاروق حمد الله
و الذين نسمع تارة بأنهم كانوا شيوعين و تارة أخرى بأنهم من القوميون العرب
درديري كباشي
27-09-2009, 08:14 PM
الأخ : درديري كباشي
جميل أن نفتح بوستات للحوار بدون تشنج و أن نقرأ أراء أصحاب الأختصاص و الأهتمام
في الموضوعات المطروحة و في أعتقادي أن هذه هي الفائدة المرجوة من المنتديات
أنا شخصيا ً من المولعين بالقراءة عن تأريخنا السياسي المعاصر ومن المهتمين بالإطلاع على كل ما كُتب
عن الحزب الشيوعي السوداني ذلك الحزب الذي صُنف وقتها بأنه من أقوى الأحزاب الشيوعية في العالم الثالث
و أيضا ً حصول أحد أعضائه البارزين على وسام نجمة لينين ذلك هو القيادي العمالي البارز ( الشفيع أحمد الشيخ )
أسف أخي درديري لأني أود أن أنحى بالبوست منحى صغير و أتمنى من الذين يملكون معلومات موثقة
عن ( مجزرة بيت الضيافة ) أتحافنا بها عبر هذا البوست و هل كان للحزب الشيوعي دور فيها ؟
فهوية و حقيقة منفذي مجزرة بيت الضيافة ما زالت لغز دُفن مع من رحل في ذلك اليوم
رغم أنني شاهدت كل الحلقات التي تحدثت عن هذه المجزرة عبر برنامج ( مراجعات ) للأستاذ الطاهر التوم بقناة النيل الأزرق
إلا أنني أتمنى أن أقرأ معلومات أخرى عن هذه الحادثة وعن إنقلاب المرحوم الرائد هاشم العطا و فاروق حمد الله
و الذين نسمع تارة بأنهم كانوا شيوعين و تارة أخرى بأنهم من القوميون العرب
جميل يا ابو النور واولا كل عام وانتم بخير يتخيل ما تلاقينا في العيد
ونحن معك من المنتظرين
كل من له معلومات او اطلع او انتمى او لازال ينتمي .. تعالوا نطرح الفكر للمناقشه
mutasim
28-09-2009, 02:40 AM
الاخ درديرى بعد التحيه
والله هذا السؤال انا سالته لاحد اقطاب الحزب الشيوعى قبل عشرة سنوات تقريبا وبقى سبب لسؤء العلاقه بيننا الراجل جاب لى كتاب عن اول موتمر للحزب اول واخر موتمر ولم اجد به اى خطط لتطبيق الاشتراكيه اللى هى المرحله الاولى من الشيوعيه الحكايه كلها كيفية السيطرة على النقابات وكيفية خوض الانتخابات ولما رجعت ليه الكتاب وشرحت ليه بانى عايز مشروع الحزب اذا جلس على دست الحكم الراجل اظنه تفاجا بسؤال مش جاهز ليه وبعدين خربت بيناتنا المهم الجماعه ديل ما عندهم اى خطط لتطبيق منهجهم ابدا
الزمن المريح
28-09-2009, 02:56 AM
التحية لك اخ درديرى و للاخوة المشاركين بالبوست
الشيوعية لغة هى الشيوع و الانتشار و مصطلح المشاركة و التكافل و التساوى اما الكيفية و المنهج فهذا يحتاج الى الكثير
الحزب الشيوعى السودانى و مفكرية من اين اتى و لمن الفكرة اصلا؟؟
الشيوعية الماركسية و اللينينية
الثورة البلشفية ماركس ماو
كل هذه قضيا يمكن تفنيدها و لكن قبل كل هذا
اننا نعرض خارج الدائرة و خارج الخارطة و نحلق لنهوى الى مكان سحيق
درديري كباشي
28-09-2009, 07:10 AM
عدنا
احب ان انوه الى ان هذا البوست ما المقصود منه الاستهزاء او التعالي او الاستعراض الثقافي او التقليل من شان احد .. كل الذي قصدته انا هو ان نقدم فكر انساني للنقاش لا يعرف معظمنا سوى اسمه .. ونحن عندنا في السودان طيلة حياتنا ارتبطت عندنا الشيوعية بالكفر والالحاد .. بل ان معظم شيويعي السودان قدموها لنا بهذا القالب وهي مما جعلها تعني عدم الالتزام والاستهزاء بالدين والمتدينين وهكذا .. وقد تكون الشويعية في بداية نشاتها قد عادت الاديان ولكن ربما نقول كرد فعل طبيعي لهيمنة الكنيسة على مقدرات الشعوب في القرون الوسطى فيما عرف بصكوك الغفران واستغلال عرق ودماء الناس مقابل ايهامهم بصكوك وتذاكر تدخلهم الجنة بدلا عن اجورهم في الدنيا .. واصبح الناس يعملون بلا مقابل .. مما اوقد عدة ثورات معادية كانت الشيوعية احداها واصبحت معادية للاديان متخذه خلفية لها من هيمة الكنيسة واستغلال الناس ..
ومع ذلك نحن كسودانيين ومع حالتنا المزمنة والمستعصية كشعب فقير يعيش في دولة غنية بالموارد الطبيعية .. نريد ان نعرف متى وكيف وباي نظام يستقيم عودنا وظلنا .. كل الانظمة جربت حكمنا منذ الاستقلال ولازالت الازمة متازمة فينا ومزمنة .. تشتتنا في كل بقاع الارض نستجدي الرزق ونعرض خدماتنا مقابل حفنات من الدولارات .. وفي حين نفاجا بالعكس انه بلادنا امتلات باجانب مهاجرين من بلاد اخرى ويعيشون منعشين ومنتعشين في بلادنا .. او ليس هذا حال يحير ؟؟..
من اجل هذا الهدف فقط ودون اي تحيز او محاباة وكشباب سودانيين فقط عيوننا وهدفنا هو رفعة بلادنا .. تعالوا نجلس بتجرد ونحلل الافكار البشرية التي صبت في تنظيم حياة الانسان ومجتمعاته اقتصاديا واجتماعيبا وسياسيا .. ندرس هذه النظريات ..
ولكي اقرب الصورة ساضرب مثال من الواقع ..
اذكر ونحن طلاب في المرحلة الابتدائية كنا من ابناء التجار والطبقة التي يسميها الشويعيون الطبقة البرجوازية .. ولكن واقسم بذلك كنا نقف معجبين ومبهورين بابناء الموظفين بملابسهم المستورده الفخمة وبحرصهم على لبس الجزمة والشراب الابيض .. وبسيارة الحكومة التي توصلهم للمدرسة مع السواق .. بينما نحن ( كاشتين بالشباشب) نزحف على الارض الى بيوتنا .. ومقارنة اخرى كانت بيوت الموظفين الحكومية افخم من بيوت التجار بحدائقها الواسعة .. بل كانت اسعد ايامنا تلك التي نقضيها مع احد اقاربنا كان ظابطا في الشرطة .. نستمتع من الخيرات في الحديقة الملحقة بالمنزل الواسع .... اين هذا النعيم الان والموظوفون معدمون ومدعومون باقاربهم من المغتربين .
اذا بهذا المثال الذي ضربته قصدت ان اقول ان الشيوعية عندما دخلت السودان بمصطلحاتها ومعانيها لم تكن هذه المصطلحات تشبه الواقع السوداني قط .. لذلك ظلت الشيوعية عبارة عن كلمات ضخمة وشعارات غير مفهومة يتداولها طبقة من المثقفين ولا احد يدري ماذا يعنون .. وعبارات من نوع البرجوازية والبروتاريا والبيروقراطية
كانت كلمات جميلة ورنانة تبهرنا ولا ندري ماذا تعني وحتى الحديث من ذاك النوع كان يعتبر كنوع من الترف والترفيه واستعراض الثقافات . في زمن كان الناس ينبهرون بالذي يسطح بهم ويصفقون له باعجاب ..
وانا اعتقد ان ذاك الزمن قد ولى .. ونحن الان نريد ان نجلس في الارض ونفهم ونبحث عن الوسيلة التي تجعلنا ننعم بحياتنا ونستثمر مواردنا والتي قيل لو اسنغلت كلها واستثمرت انه كل سوداني سيصبح مليونير ( وبالدولار ليس بالعملة المحلية فقط )
لذا انا اعيد واكرر .. يا اخوان نحن نريد ان نجلس على الارض ونفهم ونحلل .. ماهي الشيوعية اولا وكيف يمكن ان تحسن من حياتنا .. دون اي تطرف او محاباة في سبيل البحث فقط عن حياة افضل .. لاننا بصراحة سئمنا الشعارات والصراعات الفكرية والحزبية والدفاع المستميت عن تخاريف الاخرين والتي تنكر لها حتى ابناؤهم واحفادهم ..
واكرر النداء والدعوة للفهم فقط من جديد لا اكثر
هشام سلس
28-09-2009, 07:39 AM
استميح الأخ الدرديري لاستوضح للأخ محمد النور عن مزبحة بيت الضيافة ، عندما يختلط أحلام العسكر السياسية بغسيلهم المُّر . كان عُمر حركة 19 يوليو 1971 م الانقلابية ثلاثة أيام . قبلها بأشهر حدث انقلاب عسكري داخل حركة ( 25 مايو69 ) الانقلابية غير المُتجانسة ، وأقالت ثلاثة من أعضاء مجلسها الثوري في 16 نوفمبر 1970 م ، وهم المقدم بابكر النور والرائد حمد الله والرائد هاشم العطا ، منهم الشيوعي و منهم المتعاطف . انتصر الذين يعتبرون مصر عبد الناصر أنموذجاً يُحتذى ، والذين هم بدون اتجاه كرئيس مايو ، والذين رأوا في حركة مايو أنموذجاً سيقارب تجربة الاشتراكية الأفريقية التي رادتها تنـزانيا في ذلك الزمان ، و هؤلاء هم الذين انقسموا على الحزب الشيوعي السوداني . غيب الموت المفاجئ عبد الناصر عن ساحة مصر السياسية وخلفه السادات في سبتمبر 1970 م قبل المُفارقة النهائية بين الحزب الشيوعي ومايو .
اشتد الخلاف بين الشيوعيين بعد أن استقطب الحُكم بعضهم ( معاوية ، وأحمد سليمان ...الخ) واعتقل سكرتير الحزب عبد الخالق محجوب ، وتمكن الحزب من تهريبه من السجن واختفى ، وتقول الأساطير إنه كان مُخبأ في قيادة الحرس الجمهوري في القصر ! ، وخرج بعد نجاح انقلاب 19 يوليو . خطط العسكريين السياسيين ضمن خلايا الضباط الأحرار اليسارية في القوات المسلحة انقلاب 19 يوليو . اعتمدت الحركة على الحرس الجمهوري جنوداً وضباطاً ويمتلك الحرس الأسلحة الخفيفة
(جم 3) وليس لديهم سوى سيارات صلاح الدين العسكرية المصرية الصنع ،وهي من أوائل تجارب مصر في التصنيع الحربي ، وليس لديهم مُجنـزرات من التي استُخدمت في تنفيذ مجزرة الضيافة البشعة .
كان الصحافي عبد الله عبيد يكتُب في الصُحف قبل انقلاب 19 يوليو ، وامتاز عموده الصحافي من قلب الشارع بلسع اليساريين والشيوعيين . قبل توقيت الانقلاب بيوم أو يومين سَخِر من اليسار ، وبدأ وصفهم بأنهم ( المُنبطِحين على النصوص ) أو ( والله بعد دة إلا الانقلاب يقوموا بيهو بالنهار! ) ، وقد كان . تم اعتقال أعضاء مجلس انقلاب مايو وبعض العسكريين في القصر قبيل عصر 19 يوليو. معظم العسكريين تم احتجازهم في بيت الضيافة ، وهو مبنى ملحق بمجمع القصر الجمهوري ، ولقادة مايو مكان منفصل تم اعتقالهم فيه .
لن نسترسل في الأحداث . تم مؤتمر صحافي في لندن عقده قائد الانقلاب بابكر النور وعضو مجلس انقلاب 19 يوليو فاروق حمد الله . عند حضورهم من لندن على طائرة ركاب عادية تم اعتراض الطائرة بواسطة مُقاتلات ليبية واستسلما خوفاً على ركاب الطائرة المدنية .
انتظر المجتمعون كثيراً خطاب الرائد هاشم العطا صبيحة 22 يوليو في ساحة الشهداء أمام القصر . على منبر تم تجهيزه خاطب المُجتمعين . أعلام اليسار والشيوعيين والنقابيين كانت حمراء خفاقة ، تدعم الانقلاب جماهيرياً وتسنده . حوى الخطاب برنامج التصحيح لمسار حركة 25 مايو ومحتواه ضد التمهيد لحكم الفرد و ضد تنظيم جمهورية رئاسية تمهد لدكتاتورية فردية ، والبديل المُقترح من الحركة التصحيحية كما سمت نفسها ،هو مجلس عسكري يراقب مرحلة الثورة الوطنية التقدمية كما تقول نصوص الخطاب . أعلن هاشم العطا فتح جامعة الخرطوم فوراً ، وقد كانت مُغلقة منذ 11 مارس 1971 م ، حين طوقت الدبابات جامعة الخرطوم بواسطة وزير الداخلية آنذاك وهو أحد قادة مايو ، الرائد أبو القاسم محمد إبراهيم . لم تدخل الدبابات الجامعة ولم تُراق نقطة دم واحدة ولم يُعتقل أحد . كان الحزب الشيوعي ورجالاته قد رحلوا عن السلطة منذ 16 نوفمبر 1970 م كما أسلفنا وكان الطلاق بينهم والسلطة حتى قبل ذلك التاريخ .
سرت الشائعة منذ ظهيرة 22 يوليو باعتقال بابكر النور رئيس الانقلاب الجديد ومعه حمد الله بواسطة النظام الليبي . هزت الشائعة أسس النظام الجديد ، وبدأت فلول من ما يسمى كتائب مايو تسيير تظاهرات صغيرة مُتفرقة تم تشتيتها بواسطة قوات الشرطة في وسط الخرطوم . و حين تأكد الخبر من الإعلام الأجنبي ، دعت الحركة الجديدة عبر إذاعة أم درمان للوقوف ضد التآمر الذي يستهدف الوطن وفق ما ورد. انفرط العقد .
مذبحة بيت الضيافة:
تحركت المُدرعات من حامية الشجرة عصر22 يوليو تقصد القصر والحرس الجمهوري . كانت أحلام العسكريين تتأجج : هنالك قادة 19 يوليو بدون سند المُدرعات في القصروالذي يحتفظون فيه بقادة مايو و داعميهم من العسكريين معتقلين في القصر . أهم قادة 19 يوليو المعروفين تم اعتقالهم في ليبيا . مُخطط مُنفذي مذبحة الضيافة وفق ما أرى كانت الهجوم على القصر ، وتصفية الجميع ، (قادة مايو وقادة 19 يوليو ) ومن ثم إلى دار الإذاعة والتلفزيون في أم درمان لإعلان النظام الجديد . كان النميري أسبق ، و تقول الأسطورة أنه اعترك مع حُراسه بالأيدي عند هجوم دبابات الشجرة على القصر . قفز من أعلى سور القصر ، ولقي المُطرب سيد خليفة الذي أقله بسيارته إلى دار الإذاعة والتلفزيون وأعلن عودته للسلطة . من هُنا أُسقط في يد من كانوا ينوون استلام السلطة بانقلاب جديد آخر بديلاً عن مايو وبديلاً عن 19 يوليو ،لم يسعهم الوقت ولا الزمان . حُبِس المُخطط في الصدور خوف الانتقام ، فتاريخ مايو في ود نوباوي والجزيرة أبا و معونة الطيران الحربي المصري السابقة أكسبها بأساً. من يُسارع إلى الإذاعة للتأييد يضمن مستقبله ، واختفى القتلة . لبِس ضباط الصف الأنجم وادعوا أنهم لبِسوها لنُصرة مايو ، وتم تثبيت رُتبهم . منهم من انقلب لاحقاً على مايو في 1975 م ضمن حركة المقدم حسن حسين عثمان وتم نفيهم من الدُنيا إعداماً .
هذا هو السجل ، فقادة 19 يوليو لو أرادوا القتل لقتلوا قادة مايو كلهم أو بعضهم . آثار الرصاص على أجساد الأبرياء في بيت الضيافة كانت من رصاص رشاشات المدرعات التي قدمت من معسكر الشجرة . مدفعية هدم ورشاشات اغتيال . وظل التقرير الذي تولت إعداده لجنة تقصي الحقائق فيما بعد برئاسة قاضي المحكمة العليا حسن علوب وعضوية العميد محمود عبد الرحمن الفكي واللواء شرطة أبو عفان ، والذي تم حجبه قصداً طي الكتمان . ونفثت الأحقاد في المحاكمات الجائرة والغلو يطفح . لم تتم المحاسبة الدقيقة ، لقد فقد عضو مجلس ثورة مايو خالد حسن عباس شقيقه الأصغر في مجزرة بيت الضيافة وكان برتبة ملازم ثان . بمعونة استخبارات دولة مجاورة وغيرها ، تمت تصفية الحزب الشيوعي الذي دعم الانقلاب بعد قيامه من منطلق المثل العربي : ( أنا وأخوي على ود عمي ، وأنا وود عمي على الغريب ) ، وتم تجاوز البرامج الحزبية الثابتة لأن الأحداث كانت أسبق ، لا وقت للاجتماعات أو التدقيق أو التقييم ، فقط مساندة اليساريين ودعم سلوك البلانكيين ، ثم من بعد الحساب . إنها رغبة في غسل الظلم الذي حاق بالحزب بعد أن حرمته الديمقراطية السابقة في عهد الأحزاب من ممارسة حقه ظلماً بفرية الكُفر . فقد تطورت أحداث ندوة معهد المعلمين المشهورة وحادث الإفك أواخر الستينات وقبل انقلاب مايو. استغل الإسلامويون الحدث حينها وألهبوا الجميع بالسياط المُقدسة ، وركب الجميع موجة عداء الشيوعية والشيوعيين . ولم تـزل في الأذهان ( أبو الزهور خرق الدستور ) حين تم تجاوز قرار المحكمة العليا في العهد الديمقراطي ! .
كان دعم الحزب الشيوعي لليسار الطفولي في أنقى صوره ، هو دعماً لوجستياً ، جماهيرياً واستكتاباً لبرنامج في أول ساعات حركة 19 يوليو للخروج من عُقدة الأيام الأولى للانقلاب . دفع الحزب الشيوعي الثمن غالياً ولم يـزل . نُحِر الحزب الشيوعي وانتحر ، وتمكن أعداؤه التاريخيين من تحميله جريرة غيره من الدمويين ، ومُنفذي المذبحة يحتفظون بالسر في الصدور. هربوا من المحاسبة في ظل فوضى مجتمعات ما قبل النمو : ترهل وعشوائية وأمية ومكر وسيادة استخبارات دول أخرى ( طائرة قدمت من العراق واسقطت ، أنموذج ) ! .
يقولون الإفادات الشفهية عُرضة للتبديل والتعديل في ظل قوى ترى ضرورة العجلة في الثأر و التي أرى إنها كانت في حجم مجزرة الضيافة وإن قل عدد الضحايا . لقد دعم رئيس مصر آنذاك تلك العجلة قبل تنامي كارثة المجزرة للرأي العام العالمي . صرح السادات أن وحدة مصر وليبيا والسودان قد وُلِدت بأسنانها . كانت المحاكمات العسكرية أقرب إلى المجازر منها إلى المحاكمات . جُرد النقابي الشفيع من وسام النيلين الذي يحميه من التعرض للمحاكمة ، وعند وصوله حبل المشنقة كان في حالة أقرب للوفاة من أثر التعذيب الجسدي . محاكمة الثلاثة سنوات لبعض المُدانين تحولت إعداما عند التصديق عليها بدون دلائل دامغة . تم التجريد من الرتب للعسكريين والطرد من القوات المسلحة والإعدام ليطال الثأر ورثة قادة 19 يوليو ليُحرموا من المعاش ، تماماً كما استنت إسرائيل هدم مساكن أُسر منفذي العمليات من الفلسطينيين بعد موتهم !. كانت مايو هي الأسبق ، علماً بأن قادة مايو أنفسهم يستحقون العقوبة العسكرية الخاصة بالتمرد والإعدام حسب القانون العسكري!. من ارتكب الجُرم يحاكم من ارتكب جُرماً مماثلاً ، كيف!. صورت المحاكمات صحفية مصرية من مدخل استخباراتي . تسلقت استخبارات دولة شقيقة عبر مداخل أولية لتتبنى 19 يوليو منذ مهدها ، وعند ورود اعتقال بابكر النور وحمد الله في ليبيا ، تم توجيه العملاء ليتحولوا للضفة الأخرى . خرجوا أيضاً من المحاسبة ، بل أن أحدهم كان من الإستشاريين في القصر حتى رحيل مايو .
لن ابتسر المراجع التي كتبت عن الحدث الذي تمت في ظل الغليان وحالة الطوارئ وإغلاق المناطق السكنية والإظلام المتعمد للمناطق السكنية و حمى البحث عن الشيوعيين . لن نُقلل من شأن الإفادات ، رغم أن بعضها تتجنب الخوض في تأكيد البينات وهو مسلك اجتماعي يلون البينة ويلتف عليها ،لأن التاريخ يُحاسب من يوثق ومن يُنير للتوثيق . وتلك مسئولية تتبع تأريخك أينما حللت . قيّم الشيوعيين انقلاب 19 يوليو في يناير 1996 م ، وكتب الأستاذ عبد العظيم سرور ، وكتب دكتور عبد الماجد بوب ، وكتب فؤاد مطر ، وكتب كرار ، وكتبت الصحف ، وتحدث بعضهم في التلفزة و كُتبت دراسات كُثر على مر السنوات ، لكني أرى أن الضباب والخوف من الأثر الاجتماعي هو الذي غلف الرؤى جميعاً فخرجت الحقيقة من باب و لن ترجع بسهولة
درديري كباشي
28-09-2009, 09:31 AM
نشكرك يا هشام على اتحافنا بهذا السرد الرائع ... اوفيت وما قصرت في حق محمد نور .. ولكن هذا زاد عطشنا وشوقنا الى مزيد من المعرفة .. سردك الرائع اجاب على عدة تساؤلات دارت في الازهان ردحا من الزمن نقول شرحك اعطى الاحداث نوعا من المنطقية .. وفعلا كان السؤال هو من نفذ مذبحة قصر الضيافة .. مايو تقول الشويعيون والشويعيون يقولون مايو .. ولكن شرحك او سردك اعطى الغموض منطقية في ان المنفذين كانوا ضد الاثنين .. لكن الغموض ان الذي وقعت عليهم المذبحة هم معظمهم موظفين مدنيين يعملون في القصر وفي المصالح التي حوله تم جمعهم بواسطة منفذي انقلاب هاشم العطا ( ارجوك صوبني ان كنت على خطا) قد يكون انقلابيي هاشم العطا لم يجمعوهم بقصد اعدامهم انما كان مؤقتا حتى يستتب لهم الامر .. لكن فوجئوا بمدرعات الشجرة كما وصفت والتي كانت ضد الجميع....
رغما عن ان الخوض في تجربة الحزب السوداني هذا كان في زهني اخر مرحلة نريد ان نخوضها بعد ما نحلل وندرس المذهب نفسه بنظرياته الاساسية ونحاول ان نعرف فيها اوجه القصور والخلل او اوجه الكمال والفائدة المرجوة منها ومن ثم نحاول ان نعرف ماذا اخذ منها الحزب السيوعي السوداني .
حاتم مرزوق
28-09-2009, 10:57 AM
ستكون مداخلتي في شكل كبسولات صغيرة
1- الكثيرون يعتقدون انه لن تقوم للشيوعيين قائمة في بلد مثل السودان يدين معظم اهله بالأسلام ذلك لأن الشيوعيون يعتنقون فكرا منافيا لتعاليم المسلمين و انهم كفرة وملحدين.
2- السواد الأعظم من السودانيين يعتبر ان الشيوعية فكر متأخر لا يتماشي مع العصر
ومتطلباته وان الشيوعيين يسعوا لتطبيق فكر غريب عنهم انفسهم ولم يجربوه من قبل حتي يختبروا صلاحيته من عدمها.
3- الشيوعيون انفسهم ادركوا انهم مرفوضون في المجتمع السوداني والتجارب الديمقراطية اثبتت لهم ذلك وايقنوا انهم وزن الريشة امام الأحزاب السودانية الأخري.
4- هناك احساس عام في الأوساط السودانية بأن منهج الشيوعيين منهج اجنبي يراد له ان يطبق في السودان وان وراء هذا المخطط دول يهمها ذلك.
5- انهيار الشيوعية في العالم زاد من اضعاف فرصة الشيوعيين في السودان.
هذا غير انني اقول انني عايشت بعض الشيوعيين فوجدت فيهم صفات نادرة قل ان تتوفر في الأسلاميين الحاليين وذلك ما دفعني لأقول في هذا الزمان تجد شيوعيين بسلوكيات اسلامية واسلاميين بسلوكيات شيوعية .
واقول ايضا ان مدخل الشيوعية الأول علي المجتمع السوداني لم يكن موفقا وانهم قدموا انفسهم صيدا سهلا للتيارات الأخري فسهلت عملية اقصاءهم.
يقيني رغم ما ورد من تحفظات عليهم هم من انظف الناس يدا ولو سنحت لهم الفرصة ليحكموا السودان لكانوا خيرا من الذين يحكمون الآن.
الشعب السوداني لم يختبر الشيوعيين بعد واتمني لو سنحت لهم الفرصة كغيرهم من الأحزاب لكن ذلك يتطلب جهدا كبيرا يفترض انه بذل لتغيير الصورة القاتمة عنهم في الأوساط السودانية .
ان دخول نقد السرداب مع كل انقلاب وانتظار انصاره له كما ينتظر الشيعة امامهم الغائب لم يجدي في تقدم الحزب الشيوعي.
اذكر انني شاهدت محمد ابراهيم نقد علي شاشة الجزيرة بعد خروجه من سردابه الأخير و لا يزال يتحدث بلغة قديمة عفي عليها الدهر اذ كان يقول اذا سأحضر لكم الجريدة المكتوب فيها الكلام دا (جريدة مين يا عم الدنيا اتغيرت والمعلومات باتت في متناول اليد قديمها وحديثها).
عمل كبير يجب ان يقوم به الحزب الشيوعي السوداني حتي يخلق ارضية ثابتة ينطلق منها وتغييرات كبيرة في المنهجية فلن تحكم البلاد بالنظريات المكتوبة علي الكتب وانما بالتكنولوجيا والأفكار المتطورة.
وان اصروا علي نهجم فمصيرهم كمصير التجار التقليديين الذين غادرو الساحة الأقتصادية مبكرا اذ كانوا مثلا يشترون المحصول ، يخزنونه حتي تحدث ندرة وترتفع الأسعار ثم يبيعونه ، عام كامل يمر وهم قد اتموا العملية. تغيرت التجارة واساليبها فأصبح رأس المال يدور عدة دورات خلال العام ونقد في السرداب.
درديري كباشي
28-09-2009, 11:28 AM
ستكون مداخلتي في شكل كبسولات صغيرة
1- الكثيرون يعتقدون انه لن تقوم للشيوعيين قائمة في بلد مثل السودان يدين معظم اهله بالأسلام ذلك لأن الشيوعيون يعتنقون فكرا منافيا لتعاليم المسلمين و انهم كفرة وملحدين.
2- السواد الأعظم من السودانيين يعتبر ان الشيوعية فكر متأخر لا يتماشي مع العصر
ومتطلباته وان الشيوعيين يسعوا لتطبيق فكر غريب عنهم انفسهم ولم يجربوه من قبل حتي يختبروا صلاحيته من عدمها.
3- الشيوعيون انفسهم ادركوا انهم مرفوضون في المجتمع السوداني والتجارب الديمقراطية اثبتت لهم ذلك وايقنوا انهم وزن الريشة امام الأحزاب السودانية الأخري.
4- هناك احساس عام في الأوساط السودانية بأن منهج الشيوعيين منهج اجنبي يراد له ان يطبق في السودان وان وراء هذا المخطط دول يهمها ذلك.
5- انهيار الشيوعية في العالم زاد من اضعاف فرصة الشيوعيين في السودان.
هذا غير انني اقول انني عايشت بعض الشيوعيين فوجدت فيهم صفات نادرة قل ان تتوفر في الأسلاميين الحاليين وذلك ما دفعني لأقول في هذا الزمان تجد شيوعيين بسلوكيات اسلامية واسلاميين بسلوكيات شيوعية .
واقول ايضا ان مدخل الشيوعية الأول علي المجتمع السوداني لم يكن موفقا وانهم قدموا انفسهم صيدا سهلا للتيارات الأخري فسهلت عملية اقصاءهم.
يقيني رغم ما ورد من تحفظات عليهم هم من انظف الناس يدا ولو سنحت لهم الفرصة ليحكموا السودان لكانوا خيرا من الذين يحكمون الآن.
الشعب السوداني لم يختبر الشيوعيين بعد واتمني لو سنحت لهم الفرصة كغيرهم من الأحزاب لكن ذلك يتطلب جهدا كبيرا يفترض انه بذل لتغيير الصورة القاتمة عنهم في الأوساط السودانية .
ان دخول نقد السرداب مع كل انقلاب وانتظار انصاره له كما ينتظر الشيعة امامهم الغائب لم يجدي في تقدم الحزب الشيوعي.
اذكر انني شاهدت محمد ابراهيم نقد علي شاشة الجزيرة بعد خروجه من سردابه الأخير و لا يزال يتحدث بلغة قديمة عفي عليها الدهر اذ كان يقول اذا سأحضر لكم الجريدة المكتوب فيها الكلام دا (جريدة مين يا عم الدنيا اتغيرت والمعلومات باتت في متناول اليد قديمها وحديثها).
عمل كبير يجب ان يقوم به الحزب الشيوعي السوداني حتي يخلق ارضية ثابتة ينطلق منها وتغييرات كبيرة في المنهجية فلن تحكم البلاد بالنظريات المكتوبة علي الكتب وانما بالتكنولوجيا والأفكار المتطورة.
وان اصروا علي نهجم فمصيرهم كمصير التجار التقليديين الذين غادرو الساحة الأقتصادية مبكرا اذ كانوا مثلا يشترون المحصول ، يخزنونه حتي تحدث ندرة وترتفع الأسعار ثم يبيعونه ، عام كامل يمر وهم قد اتموا العملية. تغيرت التجارة واساليبها فأصبح رأس المال يدور عدة دورات خلال العام ونقد في السرداب.
مشاركة قيمة يا استاذ حاتم كالمعهود منك
وهذا ليس ردا عليها بالتاكيد
لانها كبسولات مركزة جدا تستحق تفكيكها سطرا بعد اخر
بدر الدين محمد
29-09-2009, 12:42 AM
من الاحداث المفصلية في التاريخ السياسي في السودان حل الحزب الشيوعي الذي جاء على اثر اساءة لحقت ببت الرسول الكريم من احد اعضاء الحزب الشيوعي ويدعى شوقي وتم ابعاد اعضاء الحزب من البرلمان مما دعا لقيام ثورة على الديمقراطية في مايو 69
ارجو ممن لديه فكرة عن التفاصيل .. الاسهام بها..
هشام سلس
29-09-2009, 12:47 AM
ارجو توضيح
كيف نشأت الاشتراكيه من ضلع الشيوعيه
أن الشيوعية هي مرحلة تاريخية تتلو الإشتراكية وليس العكس بمعني أن الشيوعية هي الي تنشأ من ضلع الاشتراكية، و حسب أدبيات الاحزاب الشيوعية فإن الفرق بين الشيوعية والاشتراكية يتلخص بالشعارات التالية حيث انه في النظم الإشتراكية، يكون لكل عمله و لكل حسب جهده ، اما في العهد الشيوعي فيكون لكل عمله ولكل حسب حاجته.
درديري كباشي
29-09-2009, 01:36 AM
من الاحداث المفصلية في التاريخ السياسي في السودان حل الحزب الشيوعي الذي جاء على اثر اساءة لحقت ببت الرسول الكريم من احد اعضاء الحزب الشيوعي ويدعى شوقي وتم ابعاد اعضاء الحزب من البرلمان مما دعا لقيام ثورة على الديمقراطية في مايو 69
ارجو ممن لديه فكرة عن التفاصيل .. الاسهام بها..
استاذ بدر الدين
من حسن الحظ كنت امس بحضر في قناة النيل الازرق برنامج لا اذكر اسمه عادة يكون مع السياسيين .. وكان مع عبد الرحيم حمدي .. وجاءت المناسبة وسئل عن حادثة الحزب الشيوعي واقصائه من البرلمان .. وقال عندما وقف الطالب الشيوعي في كلية المعلمين واساء الى البيت النبوي وهتف الناس ضده وضد الحزب الشيوعي .. جاءه احد قادة الاتجاه الاسلامي او جبهة الميثاق وهو اسم حزب الترابي في ذلك الزمن في الجريدة .. وطلب منه كتابة القصة في جريدة الحزب التي كان يراس تحريرها واسمها جريدة الميثاق .. وقال انا رفضت باعتبار اتها حدثت من طالب وممكن الجامعة تعاقبه او تفصله .. وقال ولكن لم يكتفي هذا القيادي بذلك بل ذهب الى الجامعة وقاد مظاهرة من هناك الى بيت الزعيم الازهري في امدرمان ... وقال وقف الزعيم الازهري على سور بيته وخطب في الناس معلنا حل الحزب الشيوعي وطرده من البرلمان .. كما نوه الى ان الازهري كان في عداء مع الشيوعين اذا انهم رشحوا الشفيع ونافسوه في نفس دائرته التي ترشح منها ... وقال كل الاحزاب تكتلت ضد الحزب الشيوعي ماعدا الاتحادي الديمقراطي ( مع انه اعتقد ان الازهري كان من الاتحادي .. كلام متناقض ) لكن على كل حال هي القصة من واجهة واحدة ربما روايتها من الجانب الشيوعي تختلف .
حاتم مرزوق
29-09-2009, 02:12 AM
الشيوعيون مسلمون او معظمهم واقصد الشيوعيين السودانيين لأنهم نشأوا في بيئة يصعب تجاوز اطرها و ضوابطها غير ان معظمهم ايضا لا يؤدي الصلاة لكنه يصوم ويدفع زكاة الفطر ويعيد بعيد المسلمين ويضحي في عيد الأضحية الخ...
اذكر ان لي صديقا شيوعيا اقنعته بالذهاب الي مكة لأداء العمرة في رمضان قبل عدة سنوات ،ذهبنا سويا .. لم يكن يعلم شيئا عن مناسك العمرة - طفنا معا ولكن فرق بيننا الزحام وكنت قد نبهته لينتظرني ان افترقنا عند باب السلام بعد الأنتهاء من السعي و قلت له السعي ايضا سبعة اشواط ...
بعد ان فرغت من السعي ذهبت الي باب السلام فوجدته جالسا متعبا سألته هل سعيت فأجاب بنعم لكن ستة اشواط وتعبت !!! ثم قال ياخي (دي مسافات تفتر جمل) قلت له كيف سعيت قال (مش لفة كاملة) قلت الله يهديك انت عملت 12 لفة !! ضحكنا ثم اخذته للحلاقة ففضل التقصير لم اجبره علي الحلاقة غير انني اوضحت له حديث الرسول في المحلقين.
دار بعد ذلك نقاش بيننا ابتدره موضحا حالته اثناء الطواف فقال لي لم اشعر بشئ اثناء الطواف فقلت مسألة الشعور مسألة متقدمة لا تأتي الا ببلوغ مرحلة عالية من الأيمان فيطمئن القلب ويستشعر المكان فتبكي العين وقلت ان العين تلين شيئا فشيئا حتي تنزل دموع الخشية من الله!! نظرت اليه وقد بدت الدهشه علي وجهه ثم قلت خيرا فعلت اثابك الله وهداك لسعيك الي بيته.
كان اذا اجتمعنا يصلي ان قمنا نصلي ويصوم اذ صمنا وكان حساسا يشعر بالآخرين ويهب لمساعدتهم بأختصار كان سلوكة جيدا وكان فيه صدق عجيب.
اذكر انه مرض في مرة من المرات وكان ينادي بأعلي صوته يا ودود ... يا ودود فقلت هو الذي يكشف الغم ويزيل الغم فقد ناديت العزيز الأكرم فسيشفيك بحلمه وكرمه.
بعد ان شفي قلت لماذا لم تنادي (لينين) حين مستك الضراء ؟ اكيد علمت انه لن يفيدك في ذلك الموقف!!
نقول انهم اقرب للهداية ولكن كثيرا منهم وقع فريسة للأفكار الدخيلة حتي انهم يقولون نحن نعتنق الشيوعية فكرا !! نسأل الله ان يردهم الي صفوف المؤمنين ردا جميلا..
بالرجوع الي مداخلة الأستاذ بدر الدين نقتطف هذه الجزئية
لقد حدث في فترة الستينيات أن تهجم طالب على السيدة عائشة رضى الله عنها إساءة كان الأولى أن يحاسب صاحبها بها، ولكن الأغراض السياسية جعلتها سبباً لمحاكمة الحزب كله ومحاسبته عليها فكان ما كان من تداعيات دفع السودان ثمنها غالياً.
http://www.sudantodayonline.com/news-action-show-id-1442.htm
لكننا نعتبر ذلك سلوكا فرديا .
وأأسف لأنني غيرت اتجاه البوست قليلا.
النويري
29-09-2009, 04:49 AM
الأخ درديري كباشي لك منى كل الشكر والتقدير وللأخوان الذين تفضلوا وأدلوا بماعندهم والحقيقة الدخول في مواضيع تخص الحزب الشيوعي إلى وقت قريب كانت ضرب من الكفر والإلحاد وكان الفرد في السودان إذا ما تحدث عن الفكرة الشيوعية يعتبر كافر زنديق أنا اعتقد أن البوست الأن أخذ منحى من حيث السرد التاريخي لمراحل الحزب خصوصاً في السودان ولكني كنت أتمنى كما أسلفت أن نأخذ بتجربة الحزب الشيوعي من حيث المنشأ حتى دخول الوطن العربي وتحديداً دخول الحزب الشيوعي السودان ومن هم من أدخلوا الشيوعية في السودان لكي يستفيد القراء والمتابعين
للبوست وللتعريف عن الشيوعية بصورة عامة ومن بعد ذلك ندخل في التفاصيل فهذه الفكرة لها من أمن بها ومن يؤمن بها إلى تاريخنا هذا وحظيت بنجاحات كبيرة في بعض البلدان وإن كانت قد فشلت في بلدان أخرى ولكن هذا لا يعيبها من حيث الفكرة وربما كان هنالك عيب في التطبيق فمعروف عن الحزب الشيوعي (الدقة في التنظيم ـ قوة كبيرة في إستقطاب شرائح مثقفة على قدر عالي من الوعي ـ عقول لتخطيط وترتيب الأهداف لم تتوفر حتى زماننا هذا في باقي أحزاب السودان ولعل كثير من أحزاب السودان الحالية أستفادت كثيراً من تجربة الحزب الشيوعي في جوانب عده من حيث التنظيم والسرية وضربت هذه الأحزاب على أوتار الدين على حساب ان الفكر الشيوعي إلحاد بل زادت عضويتها على حساب الحزب الشيوعي وأنا أعزي فشل التجربة في السودان إلى أن المواطن السوداني لم يرتقي حتى الأن إلى منزلة فهم التجربة الشيوعية ولذلك لم تجد الفكرة الأرضية الخصبة التي تنموفيها وهذه أحد أسباب فشل التجربة في السودان انت يا أستاذي حتى الأن تتحدث عن بلد ما ذال مسيطراً عليه سيدي وسيدك وصوفية ودراويش وشيخي وشيخك والناس بتزور في القبب وتتبرك بشيخ مات قبل 200 سنة أعتقد إذا فشلت الشيوعية في السودان دا يعتبر إنجاز في حد ذاته
ولنا عودة
ولنا عودة
هشام سلس
29-09-2009, 06:56 AM
من الاحداث المفصلية في التاريخ السياسي في السودان حل الحزب الشيوعي الذي جاء على اثر اساءة لحقت ببت الرسول الكريم من احد اعضاء الحزب الشيوعي ويدعى شوقي وتم ابعاد اعضاء الحزب من البرلمان مما دعا لقيام ثورة على الديمقراطية في مايو 69
ارجو ممن لديه فكرة عن التفاصيل .. الاسهام بها..
حقيقة الأمر أن الأحزاب التقليدية التي استسلمت للحكم العسكري أحست بخطر الحزب الشيوعي وأثره وسط الشباب والنساء والطلاب والعمال والمزارعين والمثقفين الذين توافدوا إلى الحزب والحركة الديمقراطية وافزعها الانتصار الساحق الذي حققته دوائر الخريجين مما يعني أن القوى الحديثة قد إنحازت إلى اليسار، وكان هذا الانعطاف يضاعف قلق الأحزاب التقليدية مما إضطرها للإهتمام بهذه العناصر لأول مرة في تاريخها السياسي ومحاولة جذبها والإعتراف بدورها، الأمر الذي كان قبل إنتفاضة أكتوبر، محرماً على تلك العناصر وإهمالها وأبعدوا كل من يحاول السعي لإدخال عناصر النساء والشباب في أحزابهم وإتهموهم بموالاة الشيوعين. وبعد نجاح ثورة أكتوبر وتأثير تلك العناصر ودورها في إنجاح الإضراب السياسي العام فطنوا الي قدرتها وراحوا يخطبون ودها ويختارونها في بعض لجان أحزابهم. وأدى نجاح إنتفاضة أكتوبر إلى حصول النساء والشباب على حق الإنتخاب والتصويت وإنتزع المواطنون حق العمل السياسي وإنشاء الإتحادات المهنية والفئوية للموظفين وهو أمر أفزع الأحزاب الرجعية مما دفعها لتسعى خلف هذه القوى بكل إمكانياتها، لتحد من نشاط الحزب الشيوعي والمنظمات الديمقراطية، فقد كان ذلك النشاط محرماً قبل إنتفاضة أكتوبر 64.
من الطريف أن الحزب الشيوعي حينما كان يقيم ليلة سياسية يفتتح اللقاء بالآيات الكريمة (إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك وأستغفره إنه كان توابا) وكانت الآيات الكريمة تنسجم تماماً مع إنعطاف تلك القوى نحو اليسار. وأصبح هذا أمراً لا تسعد به قيادة جبهة الميثاق الإسلامي، فقد كان ذلك يضعف إتهامها للشيوعيين بأنهم ملحدون.
حل الحزب الشيوعي:
لم تكن محاولات الأحزاب الرجعية لحل الحزب الشيوعي مفاجأة للقوى الديمقراطية خاصة بعد نجاح ثورة أكتوبر والتي لعب فيها الشيوعيون والديمقراطيون دوراً بارزاً وشجاعاً. فقد عودتنا القوى الرجعية وقبل الإستقلال وخلال الحكم الإستعماري بمحاربة العمل النقابي ووصفته بالشيوعية فقد نشأت أولى خلايا اليسار السوداني بما يسمى الحركة السودانية للتحرر الوطني ورمز إليها بـ (حستو) وقامت بنشاط مميز في الحركة النقابية تحت راية الجبهة المعادية للإستعمار وأزعج ذلك النشاط الأحزاب الأخرى التي تهتم بقضايا الطبقة العاملة وأفزعها إنحياز العمال خلال الإنتخابات إلى قائمة الجبهة وبذلت القوى الرجعية جهوداً مكثفة لكي تجذب العمال إلى قائمة مرشحيها ولكن باءت محاولاتها بالفشل وسعت أول حكومة وطنية للإستعانة بالحكومة البريطانية لتدعمها لكي تعزل الشيوعيين من قيادة الطبقة العاملة.
ورد في وثائق المخابرات البريطانية أن يحى الفضلي وزير الشئون الإجتماعية يصف الشيوعيين بأنهم قليلو العدد ولكنهم في غاية النشاط ويؤكد أن الحكومة تفكر جادة الآن في وضع تشريع لمحاربة النشاط الشيوعي وأنه قد تحدث إلى رئيس إتحاد العمال في بريطانيا بهذا الشأن وقد أعترض على مثل هذا التشريع وأكد المستر (ميلر) ليحي الفضلي أن ظروف السودان تختلف عن إنجلترا، وشعبه يختلف عن الشعب البريطاني وأن تشريعاً لتحريم الشيوعية قد يناسب السودان ولكنه لا يناسب بلداً كانجلترا.
ويقول السفير البريطاني في ذات الوثائق: وزير الشئون الإجتماعية في حكومة الوطني الإتحادي عدو لدود للشيوعية وصديق لنا. وقال إسماعيل الأزهري لسفير بريطانيا في السودان : لقد أرسلت مندوبين من قبلي إلى بورتسودان وعطبرة وكوستي بأوامر صريحة لمنع العمال من إعادة إنتخاب الشيوعيين بأي وسيلة بالرشوة أو الترغيب أو الإرهاب حسب ما تقتضي الحالة. وفي عام 1956 أعلنت حكومة الوطني الإتحادي أن إتحاد عمال السودان منظمة غير شرعية ونرفض التعامل معه .
ولم تكتف القوى الرجعية بمحاولات متعددة وفاشلة لكي تستولى على النقابات أو تحد من نشاط القوى التقدمية ولم تتوقف قيادة الوطني الإتحادي عن محاولاتها لوقف نشاط الحزب الشيوعي بل طلبت مساعدات مالية من بريطانيا لمحاربة الشيوعية في النقابات. كما أصدرت منشوراً مزوراً بإسم الحزب الشيوعي يهاجم الدين الإسلامي. وبعد إنتفاضة اكتوبر 64 وحصل الحزب الشيوعي ومرشحوه على أحد عشر مقعداً من خمسة عشر في قائمة دوائر الخريجين وأصبحوا الصوت المدافع والمنحاز لقضايا العمال والمزارعين والنساء والشباب وكافة القوى الوطنية، فزعت الرجعية وسعت بكل السبل لكي توقف هذا الزحف اليساري ونشط في هذا الإتجاه الإسلاميون (جبهة الميثاق) التي لم يكن لها دور في النضال ضد الإستعمار وظلت خبيئة بستار الأحزاب الرجعية وأستغلت الندوة التي تحدث فيها شاب زعم أنه ينتمي إلى الحزب الشيوعي أساء إلى بيت الرسول الكريم ورغم أن الحزب الشيوعي نفى أية علاقة له بذلك الشاب إلا أنهم عدلوا الدستور لأكثر من مرة حتى أخرجوا نوابه من الجمعية التأسيسية ومنعوهم من ممارسة أي نشاط علني. ولم تكن هذه أولى تجارب الحزب الشيوعي ولم يمارس نشاطاً علنياً إلا بعد أن أبلى بلاء حسناً في إنجاح ثورة اكتوبر ولكن حل الحزب الشيوعي كان عليهم أمراً مستحيلاً وعصياً على التنفيذ فالحزب لم يكن عقدة تحل أو أمراً يزعن إليه كي ينطوي في ذمة النسيان. بل ظل يناضل عبر تجاربه وخبراته عميقاً في أفئدة شعبه وعضويته وسيظل كذلك حتى ينجح ثانية في إرساء قواعد الحركة الديمقراطية وسلطتها التقدمية.
في هذا الشأن كتب الشهيد عبد الخالق محجوب سكرتير الحزب الشيوعي مخاطباً وزير الداخلية نافياً علاقة الحزب بذلك الطالب.. السيد/ وزير الداخلية بعد التحية، إستمعنا اليوم إلى بيان سيادتكم حول ما دار في الندوة التي إقيمت بالمعهد العالي للمعلمين مساء الثامن من هذا الشهر ونرجو أن نبدي الآتي :
أولاً : إن الطالب الذي تحدى مشاعر المواطنين في تلك الندوة ليس عضواً في الحزب الشيوعي السوداني.
ثانياً : إن ما جاء على لسان الطالب يقابل من جانبنا بالإستنكار التام والإشمئزاز.
ثالثاً : إن الحزب الشيوعي السوداني يحترم عقائد السودانيين ويحترم الإسلام بصفة خاصة. ولا يمكن للحزب الشيوعي أن يسمح بالإساءة إليه فهو الدين الحنيف الذي تؤمن به أغلبية شعبنا وهذه الحقيقة ثابتة في دستور الحزب الشيوعي الذي صدر قبل ستة أشهر من هذا التاريخ ويود الحزب الشيوعي أن يؤكد أن صفوفه تمتلئ بالمسلمين وبإصحاب الديانات الأخرى.
..سيادة الوزير دفعنا بإرسال هذا الخطاب إليك حرصنا على سيادة النظام والقانون ومصالح بلادنا العليا التي يجب أن توضع فوق كل إعتبارات حزبية أو سياسية وننتهز هذه الفرصة أن نتوجه إلى كل القوى الشعبية الملتفة حول الحزب الشيوعي بأن تحافظ على الهدوء وتتحلى بضبط النفس0
حفظ الله السودان المستقل الديمقراطي
توقيع
عبد الخالق محجوب عثمان
كتاب «كوبر هاجن» الأُستاذ خليل الياس
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir