درديري كباشي
14-09-2009, 01:20 PM
المثل السوداني الذي يقول ان باب النجار دايما مخلع . هو يستخدم عندما يكون صاحب مهنة ما هو اكثر الناس حاجة لمهنته مثلا طبيب اهل بيته مرضى بناي بيته آيل للسقوط وهكذا . لكن لماذا النجار بالتحديد أي لماذا لم يكن المثل بيت البناء مشقق او اولاد الطبيب مرضى . طرحت هذا السؤال واتحفني احد الظرفاء او الخبثاء بقصة خرافية لا ادري ما مصدرها وهي ان نبي الله نوح عندما كان يبني سفينته استدعى النجاريين لمساعدته رفضوا فدعى عليهم ومن يومها النجار لا يستطيع ان يرعى او يلتفت لاملاكه الشخصية . خلونا من القصص الخرافية لنسمع قصة واقعية حصلت مع نجار ممكن ان نسميه صالح النجار.
النجار صالح هو نجار ككل النجارين عاش في شرق السودان مع اسرته المكونة من زوجة وخمس زهرات صغيرات. صالح اعتاد ان يقوم بعمل اشياء صغيره لايستغرق تصنيعها اكثر من يوم كطقم طرابيز او طاولة سجائر . لم يعتاد ان يمسك عمليات كبيره كغرف نوم او اثاث مدرسة رغم ان قدراته تؤهله لذلك لكن لم يجرؤ احد على اختباره وهو لم يبحث عن اكثر من ذلك . هل لعدم الثقة في امانته او عدم ثقة في قدرته هو لا يدري ولم يسأل نفسه يوما هذا السؤال . بل كان مكتفيا بما تدره عليه هذه العمليات الصغيره .الى ان مر على صالح اسبوع سماه هو اسبوع المفاجآت او دعونا نحن نسميه كذلك . منذ جاء صالح الى ورشته صباح ذات يوم وجد في انتظاره امراه شابه مع سائق السياره تبين من هيأتها انها عروس جديدة ومن اسره ميسورة . اخبرته بانها جارتهم الجديده وتريد منه ان يصنع لها دولابا من اربعة دلف وسالت فورا كم يكلف . واجابها صالح بكل ثقة دون ان يطلب فرصة لتضريب التكلفة كانه خاف ان تطير هذه الفرصة . واجاب يكلفك خمسمائة الف ودون اي مساومة ذهبت العروس الى سيارتها وسحبت المبلغ من شنطتها وسالت متى سيكون جاهزا واجابها صالح بعد اسبوعين . واستلم صالح المبلغ وهو يكاد يطير فرحا وانتظر ذهابها وقفل دكانه بسرعة وركب دراجته طائرا الى البيت ليبشر ام العيال بالنقلة النوعية التي حدثت له . وانشغل راس صالح بتضريب تكلفة المواد ومتى يبدأ وكيف سيبدأ ومر هذا اليوم دون ان يبدأ شيئا . وفي اليوم الثاني في الصباح الباكر بعد ان سحب جزء من المبلغ ذهب الى الملحمة وسوق الحضار واشترى ما لذ وطاب وحرم منه الاطفال ردحا من الزمن . مقنعا نفسه مادام المبلغ اصلا يتضمن مصنعيته لا داعى لحرمان الصغار من النعمه مقدما كذلك اقنع نفسه وزوجته بهذه الحجة . بعد ان احضر الاغراض ركب دراجته ذاهبا الى الورشة. المفاجاه الثانية وجد في انتظاره شاحنة من شاحنات الجيش الضخمة محملة باخشاب وفي انتظاره ضابط شاب وساله هل انت المعلم صالح اجاب نعم . انا الملازم عمر سكنت قريب منكم وزواجي بعد شهرين وعايزك تعمل لي دولاب اربعة دلف واحضرت معي الاخشاب من الجنوب . بعد ما تخلص بدفع المصنعية . بالطبع رحب صالح بالزبون الجديد وتم انزال الاخشاب الى الدكان.
وقبل ان يبدا صالح في تنفيذ او شراء اي مواد ظهرت زبونة ثالثة ويبدوا انها زميلة الاولى ودفعت له نفس المبلغ طالبه دولاب مثل الذي طلبته الاولى كعادة النساء في تقليد بعضهن .
هنا بدا الطمع يدب في راس صالح مادام الاخشاب موجودة مافي داعي لشراء مزيد منها وبدا صالح يصنع في الدولاب من الاخشاب الموجودة وكل ما حضر احد الزبائن الثلاث اوحى له ان هدا الدولاب يخصه وباقي له قليل من التشطيبات . نسينا ان نرجع الى المبالغ التي تكدست في البيت عند زوجة صالح ماذا حدث لها . مره طرق لهم مالك البيت بعنف طالبا ايجار الثلاث شهور الاخيره والا سيحضر لهم الشرطة وخافت زوجة صالح وطار ثمن احد الدواليب . ومره مرضت احد البنيات واحتاجت لبعض التحاليل المعقدة والغالية وطار نصف ثمن الدولاب الثاني . وكل ما مر صالح على الورشة بدا العمل في الدولاب المزعوم سارحا دون تركيز وهو لم ينتبه الى ان الدولاب قارب على الاكتمال . بالطبع اوقف صالح العمليات الصغيره التي كانت تمشي مصاريفه اليومية حتى يرضي زبائنه الثلاث ولكي يعيش اهل بيته في هذه الفتره طار نصف ثمن الدولاب الاخير ولم يبقى لصالح غير الدولاب الذي بين يديه والذي وصل مرحلة الاكسسوارات فقط اي انتهت عملية النجارة لكن معها ثلاثة استفهامات من هو صاحب الدولاب بعد ان فهم صالح زبائنه الثلاث ان الدولاب يخصهم كل على حدى طبعا . وبعد ان خلص الدولاب تماما بدا صالح الهروب من المحل موصيا مساعده انه اذا حضر اي من الزبائن يخبره بان دولابه جاهز لكن لن يسلمه الا في حضور صاحب المحل . وفعلا استمر الحال هكذا قرابة الاسبوع الا ان صادف يوم وصالح منهمكا فجاه ظهر في الافق ضابط الجيش وهنا اسقط في يد صالح لان باب المحل واحد ولم يجد مخرج غير الدخول في الدوالب نفسه وطلب من مساعده ان يقفل عليه بالمفتاح . وكالعاده عندما سال الضابط عن الدولاب اخبره المساعد ان الدولاب جاهز لكن لن يستطيع تسليمه في غياب صاحب المحل وهنا سر ضابط الجيش بهذه البشرى السعيده وبدا يستعرض في الدولاب ويفتح في الابواب الى ان جاء في الدلفة التي يختبيء بها صاحبنا صالح وعندما تفاجأ الزبون بوجود صالح بدا صالح يطرق مدعيا بانه كان يقوم ببعض الاصلاحات من الداخل ويعمل بعض الحركات بالمفك الذي يحمله . هنا انفجر الزبون الضابط ضاحكا وفهم المغذى وقال لصالح انا عافيتك لكن خارج روحك من باقي الزبائن . والى نجار آخر
النجار صالح هو نجار ككل النجارين عاش في شرق السودان مع اسرته المكونة من زوجة وخمس زهرات صغيرات. صالح اعتاد ان يقوم بعمل اشياء صغيره لايستغرق تصنيعها اكثر من يوم كطقم طرابيز او طاولة سجائر . لم يعتاد ان يمسك عمليات كبيره كغرف نوم او اثاث مدرسة رغم ان قدراته تؤهله لذلك لكن لم يجرؤ احد على اختباره وهو لم يبحث عن اكثر من ذلك . هل لعدم الثقة في امانته او عدم ثقة في قدرته هو لا يدري ولم يسأل نفسه يوما هذا السؤال . بل كان مكتفيا بما تدره عليه هذه العمليات الصغيره .الى ان مر على صالح اسبوع سماه هو اسبوع المفاجآت او دعونا نحن نسميه كذلك . منذ جاء صالح الى ورشته صباح ذات يوم وجد في انتظاره امراه شابه مع سائق السياره تبين من هيأتها انها عروس جديدة ومن اسره ميسورة . اخبرته بانها جارتهم الجديده وتريد منه ان يصنع لها دولابا من اربعة دلف وسالت فورا كم يكلف . واجابها صالح بكل ثقة دون ان يطلب فرصة لتضريب التكلفة كانه خاف ان تطير هذه الفرصة . واجاب يكلفك خمسمائة الف ودون اي مساومة ذهبت العروس الى سيارتها وسحبت المبلغ من شنطتها وسالت متى سيكون جاهزا واجابها صالح بعد اسبوعين . واستلم صالح المبلغ وهو يكاد يطير فرحا وانتظر ذهابها وقفل دكانه بسرعة وركب دراجته طائرا الى البيت ليبشر ام العيال بالنقلة النوعية التي حدثت له . وانشغل راس صالح بتضريب تكلفة المواد ومتى يبدأ وكيف سيبدأ ومر هذا اليوم دون ان يبدأ شيئا . وفي اليوم الثاني في الصباح الباكر بعد ان سحب جزء من المبلغ ذهب الى الملحمة وسوق الحضار واشترى ما لذ وطاب وحرم منه الاطفال ردحا من الزمن . مقنعا نفسه مادام المبلغ اصلا يتضمن مصنعيته لا داعى لحرمان الصغار من النعمه مقدما كذلك اقنع نفسه وزوجته بهذه الحجة . بعد ان احضر الاغراض ركب دراجته ذاهبا الى الورشة. المفاجاه الثانية وجد في انتظاره شاحنة من شاحنات الجيش الضخمة محملة باخشاب وفي انتظاره ضابط شاب وساله هل انت المعلم صالح اجاب نعم . انا الملازم عمر سكنت قريب منكم وزواجي بعد شهرين وعايزك تعمل لي دولاب اربعة دلف واحضرت معي الاخشاب من الجنوب . بعد ما تخلص بدفع المصنعية . بالطبع رحب صالح بالزبون الجديد وتم انزال الاخشاب الى الدكان.
وقبل ان يبدا صالح في تنفيذ او شراء اي مواد ظهرت زبونة ثالثة ويبدوا انها زميلة الاولى ودفعت له نفس المبلغ طالبه دولاب مثل الذي طلبته الاولى كعادة النساء في تقليد بعضهن .
هنا بدا الطمع يدب في راس صالح مادام الاخشاب موجودة مافي داعي لشراء مزيد منها وبدا صالح يصنع في الدولاب من الاخشاب الموجودة وكل ما حضر احد الزبائن الثلاث اوحى له ان هدا الدولاب يخصه وباقي له قليل من التشطيبات . نسينا ان نرجع الى المبالغ التي تكدست في البيت عند زوجة صالح ماذا حدث لها . مره طرق لهم مالك البيت بعنف طالبا ايجار الثلاث شهور الاخيره والا سيحضر لهم الشرطة وخافت زوجة صالح وطار ثمن احد الدواليب . ومره مرضت احد البنيات واحتاجت لبعض التحاليل المعقدة والغالية وطار نصف ثمن الدولاب الثاني . وكل ما مر صالح على الورشة بدا العمل في الدولاب المزعوم سارحا دون تركيز وهو لم ينتبه الى ان الدولاب قارب على الاكتمال . بالطبع اوقف صالح العمليات الصغيره التي كانت تمشي مصاريفه اليومية حتى يرضي زبائنه الثلاث ولكي يعيش اهل بيته في هذه الفتره طار نصف ثمن الدولاب الاخير ولم يبقى لصالح غير الدولاب الذي بين يديه والذي وصل مرحلة الاكسسوارات فقط اي انتهت عملية النجارة لكن معها ثلاثة استفهامات من هو صاحب الدولاب بعد ان فهم صالح زبائنه الثلاث ان الدولاب يخصهم كل على حدى طبعا . وبعد ان خلص الدولاب تماما بدا صالح الهروب من المحل موصيا مساعده انه اذا حضر اي من الزبائن يخبره بان دولابه جاهز لكن لن يسلمه الا في حضور صاحب المحل . وفعلا استمر الحال هكذا قرابة الاسبوع الا ان صادف يوم وصالح منهمكا فجاه ظهر في الافق ضابط الجيش وهنا اسقط في يد صالح لان باب المحل واحد ولم يجد مخرج غير الدخول في الدوالب نفسه وطلب من مساعده ان يقفل عليه بالمفتاح . وكالعاده عندما سال الضابط عن الدولاب اخبره المساعد ان الدولاب جاهز لكن لن يستطيع تسليمه في غياب صاحب المحل وهنا سر ضابط الجيش بهذه البشرى السعيده وبدا يستعرض في الدولاب ويفتح في الابواب الى ان جاء في الدلفة التي يختبيء بها صاحبنا صالح وعندما تفاجأ الزبون بوجود صالح بدا صالح يطرق مدعيا بانه كان يقوم ببعض الاصلاحات من الداخل ويعمل بعض الحركات بالمفك الذي يحمله . هنا انفجر الزبون الضابط ضاحكا وفهم المغذى وقال لصالح انا عافيتك لكن خارج روحك من باقي الزبائن . والى نجار آخر