المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من أحق بها ؟



عصام الدين عموش
25-08-2009, 10:48 AM
تنهد الشيخ الوقور بحرارة تعادل برودة القاعة الجميلة التي سلبت منه ما يتباهى به أمام الله والخلق وسالت دمعات حارقة بللت لحيته وكادت أن تذهب ببياضها الجميل كانت القاعة التي شهدت قضية غريبة نوعاً ما والتي تتوسطها طاولة تقف عملاقة يعتليها رجل يمثل الخط الفاصل بين الحق والباطل والخير والشر .. القاضي الذي فصل في قضية بين أخوين بعد معركة قضائية دامت شهوراً ... قضية قد يختلف في أمرها الكثيرين ... فقد عاش الشيخ الوقور أياماً زاهية في ماضيه فقد كان أحد الذين ينفقون بيمناهم ما لا تعلم يسراهم ... بسبب يسر الحال .. وكانت أمه والتي بلغت من العمر ما يكفي لرعايتها طوال اليوم تعيش معه أجمل أيامها والحق يقال فقد كان يحملها على كفوف الراحة والعناية يخدمها بكافة الوسائل التي تعينها على الحياة الكريمة ولكن دوام الحال من المحال تنكرت الأيام وقلبت له ظهر المجن وتبدل الحال وبدأ الفقر يكشر عن أنيابه فقد طفا على سطح حياته بسلاسة غريبة حتى بلغ الأمر اخيه الأصغر والذي يعيش في مدينة أخرى تبعد آلاف الأميال عنه فقد كانت أواصر الصلات بينهما موسمية وهم بطبيعتهم لا يتدخلون في شؤون بعضهما . وفي لحظة أرسلت السماء سحابات الهموم على الشيخ الوقور بحضور الأخ الأصغر مطالباً بأحقيته في رعاية أمه بعدما تدهور الحال بأخيه وأصبح أمر معيشتها معه ثقلاً يرهق كاهله ولكن الشيخ رفض بشدة كما أن الأصغر لم يزعن للشيخ واحتد الأمر بينهما حتى وصل للمحاكم وما هي إلا أسابيع وطلب القاضي حضورالأخوين والأم للقاعة وفي يوم الحكم رأى القاضي تحكيم الأمر للأم في أن تختار مع من تعيش بقية عمرها فقالت للقاضي : هذا ... وأشارت للشيخ الوقور هذا ابني الأكبر وعيني التي أرى بها الدنيا ثم أشارت للأخر وقالت هذا ابني الأصغر وعيني الأخرى التي أرى بها الدنيا ... وفقد أحداها يعني أن أصبح عوراء .... فاحتار القاضي كثيراً ولكن حسب ما جمع من معلومات فضل القاضي أن تعيش الأم مع الأصغر لكونه ميسور الحال .... وهنا اظلمت الدنيا في عيني الشيخ الوقور وبكى بحرقة ما لم يبكي من قبل ودارت الأسئلة في أذهان الجميع هل القاضي محق .؟ هل الإبن الأصغر مخطئ وهو الباحث عن البر ؟ أم ماذا يفعل الشيخ الذي نذر حياته لأمه باحثاً عن برها وعفوها ؟ وأنت مع من تكون ؟

أشرف صلاح السعيد
25-08-2009, 12:23 PM
اخى عصام رمضان كريم عليك..
استأثر الشيخ برعاية أمه طويلا وقد حرم أخيه من هذا الشرف ولكن فللصغير اجر هذا الشرف ان كانت نيته حقيقية برعاية امه واخذ رضائها عليه..
كان يمكن للاخوين التفاهم فى القضية فى الوصول مثلا لحل ان تجلس الام حينا من الزمن مع كل منهما مناصفة..ولكن يبدو الاخ الشيخ قد اصر على مكوث الام معه ..ولما اقتضدت ضرورة المرحلة "حلوة اقتضدت وضرورة كلام سياسة" وهى عجز الاخ الشيخ عن الاهتمام بالام لظروفه الاقتصادية ارى ان القاضى قد حكم بمنطق سليم مرجعه العقل وليس العاطفة التى يتكئ عليها الاخ الشيخ..الصغير مستطيع لتلبية احتياج والدته بيسر كما انه حرم من هذا الشرف حينا من قبل..ولعل الحكم فى كثير من الاحيان يجب ان يكون مرجعيته المنطق لا القلب فكثيرا من الحب ما قتل..
والله اعلم..
لك التحية على الطرح المحيّر..

درديري كباشي
25-08-2009, 12:52 PM
اذا كان تمسك الشيخ بمواصلته لرعاية امه بغرض ان ينال حسنات ويكسب رضاها ويدخل بها الجنة وهو يعلم بان امكاناته اصبحت لا تتيح له برها في هذه الحالة يصبح تمسكه برعايتها انانية منها وحب لنفسه .. وهو تمسكا يخدم مصلحته هو وحتى لو كان الهدف المرجو سيكون يوم القيامه .. لكن لو كان يبرها حقا فهو يعلم ان الاصغر له القدرة المادية في توفير سبل الراحة لها .. فهو بالعكس حتى لا يدع الامر يتطور الى المحاكم بل هو يطلب من اخيه ان يتولى رعاية امهم ويبرها الى ان تزول هو كبوته .. لذلك فحكم القاضي صحيح لانه راعى للمصلحة المادية اين يمكن ان تتوفر لامراه بلغت من الكبر عتيا ..

عصام الدين عموش
25-08-2009, 06:00 PM
اخى عصام رمضان كريم عليك..


استأثر الشيخ برعاية أمه طويلا وقد حرم أخيه من هذا الشرف ولكن فللصغير اجر هذا الشرف ان كانت نيته حقيقية برعاية امه واخذ رضائها عليه..




العزيز الغالي أشرف
تحية رمضانية مباركة وتصوم وتفطر على خير

هذه القصة ليست من نسج الخيال فقد حدثت بحذافيرها وكم كان الموقف مذهلاً للشيخ فقد كانت مبرراته إن الحياة ليست بالغنى لينال رضا الأب أو الأم وعاب أخيه على أنه أخذ منه الوالدة بعد احس بالحياة المتواضعة ليس إلا واعتبر ذلك مباهاة منه والأمر لا يتعلق بأنانية أو محاباة

لك الشكر على المرور الجميل

عصام الدين عموش
25-08-2009, 06:05 PM
=درديري كباشي;376094][/font]
اذا كان تمسك الشيخ بمواصلته لرعاية امه بغرض ان ينال حسنات ويكسب رضاها ويدخل بها الجنة وهو يعلم بان امكاناته اصبحت لا تتيح له برها في هذه الحالة يصبح تمسكه برعايتها انانية منها وحب لنفسه .. وهو تمسكا يخدم مصلحته هو وحتى لو كان الهدف المرجو سيكون يوم القيامه .. لكن لو كان يبرها حقا فهو يعلم ان الاصغر له القدرة المادية في توفير سبل الراحة لها .. فهو بالعكس حتى لا يدع الامر يتطور الى المحاكم بل هو يطلب من اخيه ان يتولى رعاية امهم ويبرها الى ان تزول هو كبوته .. لذلك فحكم القاضي صحيح لانه راعى للمصلحة المادية اين يمكن ان تتوفر لامراه بلغت من الكبر عتيا ..

الغالي درديري كباشي
ربنا يجعلك من عتقاء هذا الشهر الكريم

القضية من أرض الواقع المرير بالمملكة العربية السعودية
وكم كان رد الفعل قاسياً على الأبن الكبير الذي نذر حياته لأمه وفجأة عوقب بالفقر الذي صابه وكان هذا بمثابة سخرية قدر فكيف يعيش بدون أن يكمل مسيرة البر والرعاية

لك الشكر على المرور

خالد أحمد الصول
26-08-2009, 03:42 AM
فقالت للقاضي : هذا ... وأشارت للشيخ الوقور هذا ابني الأكبر وعيني التي أرى بها الدنيا ثم أشارت للأخر وقالت هذا ابني الأصغر وعيني الأخرى التي أرى بها الدنيا ... وفقد أحداها يعني أن أصبح عوراء ....

أخي عصام
تحياتي الخالصه

تعجبت كثيرا من حيرة القاضي و الناس ... و أعتقد أن والدتهم قد حلت المشكل بكل بساطه فلماذا الحيرة
و أعتقد أنها قالت للقاضي يجب أن يجتمع أولادي الاثنين في بيت واحد يعيشا معا و يقوما بالاعتناء بي جمعيا ... و إلا ستكون عوراء