المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لقمة العيش المرة



الزونية
10-08-2009, 09:08 AM
http://www.alsahafa.sd./Raay_view.aspx?id=74813

esmat
10-08-2009, 09:49 AM
الرابط ما شغال معاي

moh_alnour
10-08-2009, 04:04 PM
الرابط ما شغال معاي

الأخ الحبيب عصمت
إن لم أكن مخطئ فالمقصود هو عمود الأستاذة الصحفية الكبيرة ( أمال عباس ) بجريدة الصحافة
و هذا نص العمود ( صدى ) مع رابط الموضوع

http://www.alsahafa.sd./Raay_view.aspx?id=74813

* نعم صار طعم الخبز كالحنظل في أفواه الكل... الصغار والكبار، الخبز او الرغيف صار مراً... لا لان الخبازين عجنوه بماء الكينيا ليساعدوا على قهر تسلط الملاريا التي سكنت العظام والاحشاء... ولا لانهم يتحايلون بشتى الطرق على استخدام البوتاسيوم ليساعدوا السرطان على التمكين... ولا لانهم زادوا كمية الملح حتى استعصت عملية مروره من حلوق الناس ووقف يصارع الريق الناشف بفعل الهم والغم والخوف من بكرة.
* الخبز هو الرغيف والكسرة والملاح واللبن والشاي وبعبارة اوسع هو لقمة العيش التي صارت مرة بفعل السياسات التي وضعت اساسا لتدفع الناس للانتاج كما قال اصحابها.. ولتضع الناس امام حقيقة قوتهم الاقتصادية بلا رتوش وبلا ميكياج... عندما حدثونا عنها... اي سياسة التحرير والخصخصة قالوا انها ذات مردودات سلبية مقدور عليها.
* وظللنا نتابع كيف تتم هذه القدرة على المردودات السلبية وتتراجع الايجابيات تراجعا ملحوظاً... الدولار على ارتفاعه والسوق ممتليء بالسلع الاستفزازية من كريمات الزينة وحتى البرقوق والمشمش والكمثرى والعنب والتفاح.. والقلة الذين اثروا بالنشاط الطفيلي تزداد تخمة وسفها في التصرف التفاخري والدولة توالي رفع يدها من الدعم.. الخبز والدواء والتعليم والوقود.. وتزداد الخلخلة الاجتماعية.. وتكاد ثوابت في قيم واخلاقيات هذه الامة العظيمة ان تهتز وتحل محلها قيم السوق.. القيم المادية القائمة على الفهلوة والاحتيال.. واصبحنا نسمع بنوع من الجرائم لم نعرفه من قبل واصبحنا نرى نوعاً من العلاقات بين الاخوة لم تكن مألوفة من قبل.
والناس كل الناس في حيرة من امر هذا الاصرار على المضي في هذه السياسة التي لم تقد بأي حال من الاحوال الى تفجير طاقات الانسان السوداني لزيادة الانتاج بل العكس هو الصحيح.. فكيف نتوقع من انسان مريض وجائع ومحبط ومستفز ان يعمل وينتج كيف ؟
الشكوى وصلت حد الصمت.. وهذا يعني الكثير.. ان يكف المريض عن الانين والمرض ينهش حياته.. هذا يعني ان الالم فاق حد الانين نفسه.
هذه صرخة مكتومة غالبتني وادخلتني في حالة اكتئاب مكثفة لمجرد تصور واقع الظروف التي تعيشها الاسر التي يذهب ابناؤها الى المدارس في جميع المراحل وبطونهم خاوية.. والتي تحاصر احياءها برك المياه وتجمع الاوساخ حيث ترعى جيوش الذباب.. تبدأ العمل من الصباح لتسلم الوردية الليلية الى جيوش الباعوض..
نعم لقمة العيش صارت علقماً وتكوين دراسة المظاهر السالبة لا تجدي وإنشاء اقسام أمن المجتمع لا تجدي واقامة الندوات حول الانفلات لاخلاقي لا تجدي وإجراء التحقيقات الصحافية وإقامة الندوات عن ظاهرة الزواج العرفي وسط طالبات الجامعات لا تجدي.. كلها لا تجدي ان لم يحدث التشخيص الدقيق.. هذه كلها أعراض لامراض سببها الاساسي اخفاق مريع في ادارة شؤون الناس من قبل ولاة الأمر.
فيا ترى هل مراجعة السياسات الاقتصادية أمر وارد؟ أو النظر في أمر الدعم؟ ام ماذا؟ ام ماذا..؟ فمسألة لقمة العيش هذه صارت غير مقدور عليها.. فهى حالة غير مسبوقة في تاريخ السودان لا البعيد ولا القريب.
هذا مع تحياتي وشكري