المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تدارك الحبل قبل أن ينقطع



aborawan
19-11-2004, 08:23 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

كلمات اسطرها لك و لكِ لعل القلب يعيها و الآذان تسترعيها .. كلمات بسيطة ..
أتمنى ان تكون بطاقة دعوة الى الجنان لنا نجدها في موازيننا يوم القيامة فتجمعنا تحت ظله اخوانا على سرر متقابلين
كم من الايام قضيت و كم منها لا يزال ينتظر

.. اخي .. اختي ..
كل هذه الايام مرت و عبرت اليك سريعا و انت الآن تتذكرها في لحظات .. و ستبقى الايام تمر سريعا و نحن لا نشعر بها ولا نعلم ان كل يوم ينقضي من عمرنا انما هو طريق يوصلنا الى اولى منازل الآخرة ..
و نحن لا ندري ان عمرنا ما هو الا حبل يتقطع و سينتهي .. سينتهي في يوم ما .. و قد ينتهي الآن و انت لم تنته من قراءة ما سطرت لك او حتى قد ينتهي و انا لم انهي بعد كتابة كلماتي هذه .. قد مر سابقونا و تمتعوا بحياتهم كما تمتعنا ..
و ضلوا فيها كما ضللنا .. و هاهم الآن كل آل الى ما عمل .. كل صار الى ما قدم .. و السعيد من اسعد ايامه و عمله بدين الله .. محبة الله ..
و خشية الله .. و الشقي من ترك أيامه تسير و لم يعتبر بها .. و ترك الحبل يتقطع و ما تداركه .. فأشقى ايامه و عمله و كل سيلقى ما عمل .. فإنما العمل بناء .. لبنة لبنة .. لبنة لدار تحت طي التراب و لبنة لدار خلد بإذن الله اليها المآب

ولدتك امــك باكيـــا مستصرخا ... و الناس حولك يضحكون سرورا
فاعمل لنفسك ان تكون اذا بكوا ... في يوم موتــك ضاحكـا مسرورا

فاعتبر بهذه الايام و تذكر انك لا تعلم اي يوم هو يومك و اي ساعة هي ساعتك و متى تلك اللحظة .. متى سيكون نفسك الاخير ..
و تذكر انك تجهل الى اي دار ستؤول أإلى نعيم فتهنأ ام الى عذاب فتندم .. أإلى روضة من رياض الجنة .. ام الى حفرة من حفر النيران ..
و كلنا نجهل فمتى لها سنعمل و متى سنُتمّ استعدادنا للقاء بارئنا و حساب خالقنا ..

(( ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق الا له الحكم و هو اسرع الحاسبين ))
ثم انظر الى احد صور الحياة و تخيلها .. عندما تحمل على الأعناق يبكيك الباكون و يرثيك الراثون و هم لا يدرون حوبك ولا يعلمون مصيبتك ..
و عندما تسمع وقع أقدامهم و قد تركوك وحيدا في دارك .. دار التراب .. بعد ان كان الجميع يؤنسوك و يأنسون بك .. وضعوك للدود ..و تركوك غذاءا له ..
كم سيتذكروك ؟؟ يوم .. يومين .. سنة .. ام سنتين .. و ماذا بعدها .. ما بقي منك سوى ذكراك .. كل سينشغل بدنياه و ينساك ..
و الآن قد آل الكل الى سراب .. تركت كل من أحببت و كل ما كرهت وراء ظهرك الا ما قدمت .. ستحمل عملك فحسب .. فإما يؤنس عيشك و يزيل وحشتك .. و اما يجعل عيشك نكدا و يزيد عليك وحشتك
فالخيار هاهنا و الحياة لا تزال و النفس لا يزال .. فاغتنم حياتك قبل مماتك .. و اغتنم هذه الايام و هذه الحظات قبل ان يفوت الاوان ..
و ثبت قدمك على طريق الحق .. طريق العزة .. الذي ابتغاه الله لك و تابع مسيرك نحو الجنان .. انما هي ايام نصبر فيها على الطاعات و نصبر على ترك الاهواء و الرغبات .. و تفنى هذه الايام .. و نمضي على هدى الرحمن .. نحو عالي الجنان .. في حياة ابدية سرمدية

ليست ايام زاهية فانية

احذر هجمة المنون .... و لا تغرنك الاماني

و ابكي من الاجفان .... علــى زمــان فــان

فالمنايا قاطعات الآمال ....و الليالي مدنيات الآجال