المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قطع الحلوي



عباس الدسيس
01-08-2009, 10:16 PM
يرتدي جلباب ناصع البياض وينتعل مركوب بلون بني داكن ان رأيته بعيدا تكاد ان تقول يمشي علي الارض حافي القدميين تتهادي خطواته برقه هي خوفا من الغبرة ام رأفتا بالارض كان الحاج أحمد رجلا من نوع فريد جدا تراه هاشا باشا ومبتسما دائما ,لا يشكو من شيء قط ,الحياة عنده شيء تافه لا يستحق أن يعاني أو يشكو من أجلها ,لهذا تراه مبتسما فرحا, والتجاعيد التي تكسوا جبهته وتزداد ضيقا عندما يبتسم تكسبه مظهرا محببا تشعر بالإرتياح وأنت تنظر إليه في عينيه وإت تجولت اعلي عينيه ووسط تجاعيده هنالك هالة كبيره رغم عن السواد الذي يكسوها فهي مضيئة من اثر الصلاة والسجود.
وكانت جيوبه تمتلئ بقطع الحلوى التي يوزعها على كل طفل صغير يكون بالقرب منه, وهذه عادته حتى مع جيرانه كما أخبرني جار له .. فبمجرد أن يلمحه طفل وهو يتجه صوب منزله حتى يتجه صوبه وهو يصيح
- الحاج أحمد جاء.. الحاج أحمد جاء
فينطلق الصبيان يتسابقون لأخذ نصيبهم من قطع الحلوى التي يوزعها عليهم الحاج وهو يربت على رؤوسهم الصغيرة .. ولم تكن الحلوى مخصصة للأطفال فقط ... فكم من مرة أعطاني قطعا منها حينما كنت ارد السلام عليه
وكان الحاج أحمد يسخر من مشاكل الحياة بطريقته الخاصة ,فتراه يصف نزلة البرد التي تصيبه , بالنزلة الغبية لأنها إختارت رجلا مثله وكان الأحرى بها _ أي نزلة البرد _ أن تصيب رجلا سينفق عليها المال ليشفى منه.. أما هو فملعقة زيت مخلوطة بزنجبيل كفيلة بمداواته ... وكان هكذا كلما ألمت به أوقات عصيبة يسخر منها بطريقته الخاصة... وعندما كثر نشالين الحافلات وكثرت سرقاتهم للناس البسطاء والفقراء من أمثاله, أصبح يأخذ حيطته منهم وأصبح يضع نقوده في مكان آمن جدا لن يستطيع لص سرقتها مهما بلغت خفة يده ومعهما بلغت حرفته في السرقة
وكم باءت محاولات اللصوص بالفشل وهم يعجزون عن الوصول الى محفظة نقود هذا العجوز الذي لا يأبه بشيء من حوله حتى إن عدم مبالاته تعطي انطباعا بأنه من السهل سرقته
وكان الحاج أحمد يبتسم ساخرا كلما رأى آثار الخيبة تبدو على وجوه اللصوص عندما يفشلون في سرقته.... لكن هذه السخرية لم تشف غليله منهم . فخطرت له فكرة وبدأ بالتنفيذ ..أحضر ورق الجرائد وقصه على شكل أوراق نقدية وكان يضعها في جيوبه وكان يحدثنا وهو يبتسم
عندما أحس بيد لص تتحسس مؤخرتي كنت أعرف بأنني نجحت في خداعه والنيل منه ...وبأن اللص سيمني نفسه بسرقة النقوذ ليجد أوراق جرائد بالية ..
وكنا نضحك على فكرته الغريبة وكيف ينتقم من هؤلاء اللصوص .
لكن الأمور لم تكن تسير دائما لصالحي يتابع أحمد لقد ابتدع النشالين طرق اخري حديثة بتحسس اماكن المال قبل الشروع في السرقة ان كانت في اماكن داخلية يستعملون ادوات جديدة وهي شفرة الموس الحادة لتمزيق الجزء الخارجي والوصول الي مخبأ الاموال وبهذه الطرقة تمت سرقة الحاج احمد وتم تجريده بما كل ما يملك من مال داخل جيبه فلم يحزنه فقدان ماله بقدر ما حزن حزننا شديدا علي ممارسة هوايته المحببه لقلبه باكتساب بسمه الاطفال بتقديم الحلوي لهم وبالرغم من انها رخيصة الثمن كانت لقلبه غالية الثمن توقف الاطفال عند مشاهدة الحاج أحمد عندما يتجه صوبهم وتوقفت نداءاتهم له...
- الحاج أحمد جاء.. الحاج أحمد جاء