كدا يا الخزين اخوي؟؟

[درديري كباشي]

الخزين وحمد شابين سودانيين من اعماق ريفنا بالسودان تربيا وترعرعا في احد قرى وسط السودان مع اسرتهم المكونة من ام واب وثلاثة اخوات .. تزوج البنات مبكرات وبقى للحزين وحمد والديهما .. حمد اكتفى من التعليم بالمرحلة الابتدائية . بعد ان تعلم فك الخط بصعوبة ( القراءه والكتابة ) اما حمد فقد واصل حتى المرحلة الثانوية على مضض بدفع من والديه ..
عم عثمان ود الطاهر والدهما بذل قصارى جهده في الحواشة حتى يوفر لاسرته لقمة كريمة حتى شب الشابين وهرعا لمساعدته في الحواشة ( المزرعة) هو كان يحلم لهما باكثر من ذلك .. هو كان يريدهما ان يتعلما ويتخرجا طبيبن او مهندسين .. مثل اولاد جارهم شيخ الحلة عبد الرحمن العجب ..الذي تعلم ابنائه حتى الجامعات وتخرجوا واغتربوا في وظائف كبيره .. وهدوا بيت والدهم وبنوه بالاسمنت رغما عن انه اصلا كان افضل بيوت القرية .. وكذلك اشترى ود العجب معظم الحواشات التي عرضت للبيع وخاصة بعد ان جرت الدولات في يده من تحويلات ابنائه .. وعلى راي ود الطاهر قال الدولارات دي قروش سحرية ممكن ملية جيب تبنيلها بيتا كاملا . ولكن على راي الحجة ام الحسن القروش بتعرف ناسها وتمش لهم .
جلس ود الطاهر ذات عصر مع ولديه تحت ظل شجره لتناول طعام الغداء وفاتح الولدين بهاجسه في الغربة .. اول مره يعلن عن رغبته في اغتراب احدهما على الاقل ... لانه شاهد مبالغ قليلة من العملة الصعبه عملت الهوائل في حياة ود العجب ..
ود الطاهر : يا وليداتي زي ما نتو شايفين هنا التعب ما عنده ثمن ندعك اليوم كله عشان نطلع في النهاية بلقمة العيش .. لكن انتو لو اغتربتوا انتو ترتاحوا ونحن نرتاح ..

[درديري كباشي]

حمد باعتبار انه هو الاكبر سنا : يا ابوي الحكاية كان فيها غربة يتخيلي الخزين اولى مني . اولا لانه وصل الثانوي وممكن يلاقي شغل .. لكن خريج ابتدائي دا يعني يا راعي يا مزارع .
الخزين بدا يتبسم لانه كان الاكثر تمردا على حياة الغربة .. زياراته الكثيرة للعاصمة ولمدينة ود مدني وبعض المدن الكبرى جعلته ينظر الى حياة الغربة نظره دونيه بل هو يراها كانها ليست حياة .. ولكنه كتم انطباعه حفاظا على مشاعروالديه المتمسكين بالقريه .. لكن اليوم تفجر هذا الامل لوحده .. وليس لكي ينتقل للخرطوم انما الامر ربما سيكون جده او الرياض مره واحدة .
الخزين متصنعا التواضع وقبول الامر على مضض كانه مجبور: انا ما عندي مانع اغترب لكم واجيب لكم الدولارات والريالات واهد لكم بيت الجالوص دا وابنيه طوب .. بس لكن الكلام دا مي دايرلو قروش . الغربة دي هي نيه وبس ما فيها جواز وتاشيرة وتذاكر وسفر وعيييك ...
الاب : آزول ها دا ما تشيله هم تب .. اولا عندنا العجلين ديل مع حمارتك وغويشتين من دهيبات امك ما بيكفن ..
حمد : علا يكفن تاب دير براهم يبقى يجيبلهن خمسة ستة مليون جنيه .
الخزين : ان بقى كدا ما عندكم عوجة تب والغربة جاك زول هيييع ..
سر الاب لحماس ابنه ..
الاب : ابشر يا ولدي يلا من بكره امش قص درب الغربة بوين ونحن وراك ..
وفعلا اجتمع الثلاثي بالبيت وفرحت الام بهذه الخطوة متمنية لابنها الخزين تزليل الصعاب للغربة ..
وفعلا خلال يومين تم بيع الاغراض المراد بيعها وسافر الخزين واخوه للخرطوم للبحث عن طرق السفر للسعودية .. وبواسطة مكاتب السياحة وقف الامر على ان يسافر الخزين كعمره اولا .. ومن ثم يتصرف بعد

[درديري كباشي]

ذلك بان يشتغل ويجمع اموالا للاقامة ويعود بها حتى يصبح اغترابه رسميا . وكما نصح اصحاب المكاتب بانه لا توجد فيز جاهزة وان وجدت فهي تحتاج لاموال كثيرة لاطاقة لكم بها .
بعد عدة ايام قضاها الاخوين في الخرطوم عادا وجواز الخزين معد للسفر .. عاد الى القرية وودع والديه .. واخواته .. واتجه الى بورتسودان للسفر عبر البحر الى جدة لاداء العمره والبحث عن عمل ,..
وصل الخزين الى جده وفي الاول استضافه زملاؤه العزاب في بيتهم وعاش الايام الاولى يبحث عن عمل ويعاني من العطاله .. وكل ما اشتغل في مكان ما تفاجا بمهاجمة شرطة الجوازات وفي كل مره كانت تنجيه اقدامه من الترحيل الاجباري ..
تمت عدة شهور جمع خلالها الخزين مبلغا معظمه من الدروس الخاصة لانها هي الوسيلة الوحيدة للعمل التي ابعدته عن شرطة الجوازات بعد ان عاش تقشفا ادخر المبلغ لشراء الفيزا . ولكن للاسف قدمه الى مكتب احد النصابين ليختفي المبلغ .. ويعود ويبدا من جديد .. حياة المطاردة وعدم الشعور بالامان جعلت الخزين يندم على الاغتراب وتعلقه به .. ولكن كيف يعود وهو قد اصبح الحلم الوحيد لوالديه ..
ولكن اهتدى الى فكره اخرى وهي انه يغري اخاه حمد بالاغتراب على ان يعود هو الى القرية .. ولكن ليحصل هذا الشئ لا بد ان يعمل على ان تكون الغربة جاذبة ومغرية جدا لاخيه حمد .. وفي ذات الوقت عليه ان يجتهد ويجمع اموالا يخصصها للعودة والهدايا بالاضافة الى مبلغ يمكن اخاه حمد من القدوم الى الغربة بدلا عنه ..
وفعلا اجتهد عدة شهور يجمع في الاموال ويشتري في الهدايا وخص نفسه بملابس جميلة وفخمة حتى يعطي اخاه حمد انطباعا بانه كان ينعم بالعز بالاضافة الى القصص الجميلة التي ظل زمننا يؤلفها لتجعل لعاب حمد يسيل للغربة ..

[درديري كباشي]

عدنا
قلنا ان الخزين بعد ماسئم من مرمرة الغربة وخضع المحتالين قرر ان يعود .. ولكن لانه خاف من صدمة والديه بعد ان رموا كل عشمهم في غربته قرر ان يتيح الفرصة لاخيه حمد يجرب حظه .. ولكن في ذات الوقت لابد ان يعمل جاهدا في اغراء حمد بالغربة .. وفعلا حمل الشنط والهدايا .. وكان من ضمن خطته انه له صديقه عثمان الذي يعمل في تجارة الطوب وحرق الكمائن انه حجز منه كمينة طوب كاملة وحول له مبلغا على ان يكمل له بعد عودته وطلب منه ان يشحن حوالي مائتي الف طوبة الى بيتهم .. كاحدى بشارات عودته ...
هذه الخطوة كانت جريئة جدا لان الخزين لا يمتلك قيمة كمينة طوب كاملة ولكن تحويل مبلغ ورص جزء من قيمة الكمينة خلق له رونقا وهالة عظيمة في القرية .. وهو فكر في ان يبيع باقي الكمينة حيث انه الكمية الاولى كفيلة بعمل تغييرات كثيرة في بيتهم .. وفعلا بدا يعرض باقي الطوب ثلاثمائة الف طوبة على زملاؤه من القرى القريبة والذين تعرف عليهم في الغربة .. وفعلا بهذه الخطة نجح في ان يجمع قيمة الكمينة ومع مربح يمكنه من شراء باقي مواد البناء ...
وواصل الخزين سفر العودة ووصل القرية تسبقه بشارات الطوب التي كادت تسد شارع بيتهم وتستقبله زغاريد النساء .. ونظرات الحسان من خلف الابواب نصف المغلقة .. وهداياه التي وزعها على الاقارب ولبساته واناقته .. جعلت الغربة ليست شهية فقط لحمد اخوه بل كل شباب القرية كانوا يتمنوا ان يسلكوا طريقه .. اذا كانت كل هذه الانجازات في عام واحد ..فلماذا هم هنا ..
وغير ذلك كان في الامسيات يلتف الشباب في ضوء القمر حول الخزين ليحكي لهم عن عز الغربة وهو كان يبالغ ويتمادى في المدح وهو بالطبع يعني اغراء اخيه حمد اكثر من اي شخص اخر ..وهذا الحوار من احدى جلسات السمر ..
العوض : يا الخزين اخوي احكيلنا عن اللكل هناك قالو اللكل هناك جداد ساكت .
الخزين ... اخخخ ياخي انا كرهت الجداد ياخي تتصور انت تكوت بتاكل في الجدادة كدا يجيك الجرسون سوري مثلا يقول لك ( بدك زيادة ؟؟؟؟) يعني دايرلك جدادة تاني.
العوض: هازول ها الزيادة جدادة كاملة ..
الخزين : تتصور جدادة كاملة زيادة ولو قلت لا يقعد يحنس فيك ويقول لك عشان صحتك ولازم تاكل عشان تسمن ..
حمد : كلام شنو دا يا الخزين اخوي ... يحنسك للجدادة .... والجداد بدورلو حنيس .. مااصالك انت فقر من زمان تعال راجع لويكتك وكسرتك ديل ... هسع انا يقولو لي نديك جدادة زيادة بقول لا ..
الخزين : ما انتو هنا لانكم مرتاحين نفسيا مع اهلكم لكن هناك الشوق للاهل يسد نفسك من اللكل .
حمد : ها زول ها ماتكل اكلك بعدين اشتاق براحتك وابكي كمان ... قال يقولولو نزيدك جدادة يقول ما داير ... دا مي ياهو الدلع زاتو البيقولو ..
خضر : الخزين والشغل كيف هناك الشغل راقد ولا دايرلو فتيش ..
الخزين : ها زول ها نحن السودانيين ديل شفت زي البرازيلين في لعب الكورة .. ياخي اقولك حاجة وانا نازل من الباخره لموا فيني سعوديين كله واحد يجرني من كتف كل واحد يقول انا شفته الاول ولازما يشتغل معاي .. لمن شرطوا لي قميصي .. في النهاية قتلهم هي روقوا المنقه خلونا نشم نفسنا وبعدين نعرف كل واحد شغله شنو وراتبه كم وامتيازاته شنو بس تجرجروا فينا كدا ادونا فرصة نشوف السوق والوضع .
خضر : ازووووول امانة يالسعودية ما جوكي رجال ...
حمد عرف ان سنارته غمست ولكن بطرف عينه كان ينظر ناحية اخيه حمد وجده يتبسم ولكن لازالت هنالك استفهامات في راسه ..
حمد : الخزين اخوي يجرجوا فيك بلا يعرفوا عندك شهادات ولا ما عندك ولا مجالك شنو ؟؟
الخزين ::: يا زول ها شهادتك الاولى هي جنسيتك دي ... بعداك هم عارفين في مليون شغلة انت بتنفع فيهم .. كان ما بقيت محاسب بتبقى سواق وكان ماك سواقك تكون جنايني وكان ما جنايني عندك خبرة في تربية الحيوانات يعني راعي وكله عندهم .. والاهم من دا كله انت انسان امين بس بلا كدا هم دايرين شنو تاني ..
بدات همهمات الاستحسان على طريقتها السودانية من نوع هييييييع ودا الكلام عفو ..
واخيرا قطع الونسة التي غدت ممتعة جدا للخزين واخوه واصحابهم ، والدهم الذي نادى الجميع للعشا .. ولذي تم فيه ذبح عتود (بهم) كامل الدسم على شرف الخزين واصحابه ..
حمد : يلا يالاخوان نكمل الحديث في العشا
وسنعود

[درديري كباشي]

وعند العشاء
واصل الخزين في استعراضه بتقديم الاغتراب بصورة جميلة ومغرية كما ذكرنا كان القصد من هذه الحملة الترويجية اغراء اخيه حمد ليحل محله في الاغتراب .. ولكن يبدو ان الجميع استمرا الموضوع واغرتهم الغربة لذلك بداوا يتستمعون بهذا الوصف الشجي ..
العوض : قلنا يا الخزين والفواكه كيف هناك رخيصة .
الخزين : ازول ها هناك الفواكهة ارخص من الخضر .. تتصوروا يا اخوان انه كيلو التفاح ارخص من كيلو الطماطم لانه كيلو التفاح بخمسة ريال وكيلو الطماطم بثمانية ريال ..(في دي صدق)
العوض : يا جنا ها التفاح دا الاحمر ؟؟؟ بتاع المسلسلات ناس هارون الرشيد ؟؟ ارخص من الطماطم ..
الخزين مواصلا : اها واقول حاجة العنب البشوفو في المسلسلات داك الاحمر وقلاد اها دا تطلع من صلاة الجمعة وتلاقي واحد يكورك الصندوق بعشرة ريال .. ويمكن الصندوق يكون فيه اربعة خمسة كيلو ..
خضر : هييع طيب الناس ديل ما شبعانين تب يا الخزين آزول ها الجايبك للشقاوة دي شنو ... واللبن كيف يا الخزين انا باقي جني لبن .
الخزين : اللبن بتباع في البقالات في قوارير مش يجيك سيد لبن بحمارته يكسرلك الباب كل عصرية .. اها اللبن دا ان درت بريال في وان درت بريالين في كمان يا ازول اللبن زاته اشكال والوان ..
حمد: اشكال شنو اللبن كمان فيه اشكال ما ياهو الابيض دا ..
الخزين : مين قال لك يا الشخين في لبن بنكهات مختلفة لبن بالفراولة ولبن بالموز ولبن بالفنيليا ..
خضر : افو واللبن بالفنيلة دا كيفنه كمان ..
العوض : يبقى ماصرينلهم فيه فنيلة .
الخزين :: لا يا طير فنيليا دي نكهه تتعمل في الحلويات .. وبعدين لمن تروحوا هناك اذا عايزين لبن اوعى تقولوا عايزين لبن ..
حمد : ليه هو من الممنوعات ..
الخزين : لا ممنوعات شنو انت كمان لانه هناك كلمة لبن هم بيقصدوا بيها الروب واللبن بيقولوا له حليب ... يعني هناك لو عاوز لك قارورة لبن كبيرة تعمل بها الشاي لازم تقول انا عاوز حليب لانه لو قلت لبن حا يدوك روب ..
خضر : هلا هلا حتى الروب بيتباع في الدكاكين ..
الخزين : وبرضو بالنكهات في روب بالفراوله ..
خضر : وبالفنيله ..
الخزين : وهناك اللبن ما بيدورلو فويير تشتريها تفتح وتشرب طوالي ... ولو عاوزه مطعم بسكر فيه بسكر ولو عاوز مسيخ في كمان ..
خضر : آزول ها خليت ريقنا دا جرى تاب والحالة متعشين قبل شوية .
عم الصمت ويبدو انه كل من الحضور سرح بخياله وتخيل نفسه في بلاد الغربة ينعم بالخيرات .. اما الخزين فسرح بطريق آخر وفكر هل يا ترى اخوه حمد استوى ولا لازالت هنالك استفهامات في راسه .. فهو يريد ان يتفرغ للبرنامج الذي استقر عليه وطريق الشغل الذي سيسلكه ..
حتى العودة

[درديري كباشي]

عدنا :
في ذات جلسة العشاء اتجه تفكير الخزين في اتجاه اخر فهو يريد ان يستفيد من حماس اصحابه الشباب في اتجاه اخر وهو عملية الشروع في البناء .. عن طريق النفير كما يحدث عادة في ريفنا وفي المدن الريفية .. حيث يقوم صاحب البيت بتحضير مواد البناء واقامة وليمة كل يوم جمعة لشباب الحي ويقوموا هم بالبناء .. معظم بيوت القرية بنيت بهذه الطريقة اذ ان معظم شباب وسط السودان تحديدا ما هرين في عملية البناء بالطوب الاحمر .. ولكن طبعا استحى الخزين ان يطلب مهم مباشرة فلا بد ان يغلفها بطلب غير مباشر .
الخزين : انتو يا اخوان ما عارفين لكم مقاول كدا نضيف عاوز ابني لي اوضة وصالة وصالون في بيتنا هنا ..
العوض : عفو دا كلام شنو يا الخزين من متين قعد نجيب لنا مقاول يبني لنا بيوتنا .. الا كان ود العجب فشان قروشه كتار .. لكن طالما الحلة دي فيها شباب ما عندك عوجة تب ..
وفعلا تحمس الشباب وقرروا انه يبداو يوم الجمعة النفير في حفر الساس والشروع في البناء ...
والخزين لم يكن يعتقد انه العملية ستكون سهلة بهذه الصورة .. وفعلا فاتح ابوه في انه قرر يبني غرفة وصالون وصالة في المساحة الخالية وسيبدا البناء من يوم الجمعة . وبارك ابوه الخطوة ..
حمد اصبح سارحا طيلة الجلسة في الغربة ويدور الامر في دماغه ... وفي الاول يشكك في اغراءات الخزين لكن يرجع ويقلب الامر في دماغه يجده يتطابق مع الواقع .. اولا الخزين فعلا هناك تحسن واضح في صحته وحتى لونه اصبح فاتح وجسمه ناير كل الامور تدل على انه كان مرتاح ... وهو لا يردي بان الخزين معظم عمله كان تدريس في البيوت حيث المكيفات وعدم التعرض للشمس .. بالاضافة الى تفادي الخروج بالنهار كل هذه انعكست على لونه وصحته ...لكن حمد يفكر في نفسه يقول ( ما في شيتا بينفخ الجضوم ديل بلا الجداد والتفاح .... هيييع امانة ما جيتكم )
الخزين : اخوي حمد مالك سارح ما بتشاركنا في النقاش ما عاجباك فكرة البنا ..
حمد : لا كيف هو دا كلام . لكن قول لي يا الخزين انا الغربة دي بقيت زولها تب بس علا بدورك تساعدني ..
الخزين : ابشر يا اخوي هو انا لي منو غيرك ... خطوة بخطوة لغاية بورتسودان وتركب الباخرة حتن اسيبك ...
حمد : الله يخليك يا اخوي ... يلا ننوم والصباح رباح ..