monim
01-08-2009, 12:18 AM
السودانيين والاختباء في عباءة الماضي
monim_hasan@hotmail.com
هل الحالة الاجتماعية السودانية متدحرجة للوراء ولماذا ؟، ولماذا نحن السودانيين بشكل خاص أسيرين للماضي ومتشبثين به ، و(عايشين) على ذكرياته الجميلة ونردد في شجن اليم عبارات مثل ( يا حليل زمان وأيام زمان ) و(زمان كنا بنشيل الود وندي الود ).. حتى الوداد هذه الصفة العاطفية الجميلة أصبحت شيء من زمان . وغافلين عن الحاضر و(المستقبل اللسه سنينه بعاد ) الله يكون في عون المستقبل الذي لم نفكر فيه بعد وكفانا أن نفكر في الحاضر على الأقل مبدئياً، السؤال ؟ هل هذا ناتج عن إحباطنا من الحاضر والوضع المتردي الحاصل الآن ، وهل هذا ما يجعلنا نتنهد في حسرة على الماضي الذي هو أساس الحاضر ولكنه بطبيعة الحال لا يلبي متطلبات الحياة العصرية الحالية .
الشيء الطبيعي في دورة الحياة هو التقدم للإمام والتطور والتطلع للمستقبل مع استصحاب الماضي والاستفادة من تجاربه وأفكاره وعلومه وتنميتها وتطويرها وليس البكاء على أطلاله ، كل العالم يسير بل يجري بسرعة الصاروخ نحو التطور والتقنية وتسهيل سبل الحياة وتوفير الرفاهية للشعوب ، فكم من الدول كانت غارقة في التخلف والجهل أصبحت اليوم في حال آخر ، علتها الأبراج السامقة وزينتها الواجهات الراقية ودخلتها التقينات المذهلة ، وهؤلاء يمكن أن نطلق عليهم ( الناس العايشة ) يأكلون ما لذ وطاب ويركبون (فارهات) لا تعرف الأعطاب ، يعلقون على جدران غرفهم الشاشات و( ونستهم بالشات )، فطورهم مستطاب وغداؤهم كباب وعشاؤهم يخلب الألباب ، متخمين ، مهندمين ، يتبعون الحميات و(الريجيم ) وليس من مشاكلهم غلاء البنزين، ولم يمر بقاموسهم شيء اسمه سكر التموين ، يبحثون عن كل جديد ، وكل مفيد، ويقربون كل بعيد ، بيوتهم مريحة ، شوارعهم فسيحة ، لا تزعجهم الأمطار و( الهبايب ) ولا يعرفون (الكتاحة و التلقيحة ) ، سقفهم عالي وطموحهم خيالي ، لا يعرفون الخنوع والرجوع ، ولا الغالي ولا الممنوع ، (يجيبوه بالطيارة ويبيعوه بالخسارة) ، العمارة عندهم تبنى في شهرين وأي شارع عندهم مسارين ، (كهاربهم) لا تنقطع ، وأنوارهم لا تنقشع ، يتكلمون عن الغد وأحلام الغد ويخططون بفهم استراتيجي طويل الأمد ، ويصرفون أموال كثيرة ، لا مقطوعة ولا ممنوعة ، ولا ( ملبوعة ) ، مشاريعهم تكتمل ، وظروفهم تحتمل ، وإرادتهم لا تكل ولا تمل .
أما نحن الناس ( الدايشة ) أو ناس ( قرعيتي راحت ) كان الله في عوننا ، نتدحرج مثل كرة الثلج للوراء ، ونحن من كنا في أزمان سابقة نضبط ساعاتنا على موعد وصول القطار شأننا شأن أي دولة أوربية متقدمة ،اليوم لا ندري أين القطار أصلا ناهيك عن معرفة وقت حضوره ، بلد كانت تعيش في دقة متناهية قبل نصف قرن من الزمان، وعندما أتى عصر العولمة والتقنية والسرعة تخلفت وتقهقرت ، أي وضع وأي فشل زريع هذا الذي أصابنا .
ألا تتفقون معي أن هذا الوضع مقلوب وشاذ ، بلد تكون في غاية التقدم والرقي والتنظيم والنظافة في الماضي ،وتتمتع باقتصاد قوي وعملة قوية ومنتجات وفيرة وصادرات كثيرة وواردات قليلة في الماضي، ويتميز شعبها بمستوى معيشة عالي ومرتبات مجزية ونظام خدمة مدنية غاية في الدقة والانضباط والتنظيم أيضا في الماضي، ونظام تعليمي يخرج كفاءات لا زالت البلد تعيش على خبراتها حتى اليوم أيضا أصبح شيء من الماضي، هذا غير الأخلاق والمثل والعفة والنزاهة والطيبة والالتزام هذه الصفات الجميلة التي كنا نتميز بها وأصبحت أيضا فعل ماضي، حتى الفن كان راقيا والفنانين موهوبين والأغاني جميلة ومعبرة وهذه أيضا أصبحت من ذكريات من الماضي.
الحاضر ( الآن ) على الرغم من سهولة سبل الحياة والتقنية المتقدمة والمتاحة للجميع ، نجده أسوأ من الماضي وأكثر تخلفا وأكثر ( سبهللية ) والناس أقل عطاءً وأقل أخلاصا واقل وطنية ، واقل حبا ، وأكثر تشبثاً وبكاءً على الماضي اللي ولي وراح .
هل هذا نابع من طبع الإنسان السوداني البسيط الذي يحب الحياة السهلة والفطرية ويكره حياة الضجيج والضوضاء والتكلف والسرعة والمدنية فيعتبرها شيء غير مناسب لفطرته فيلفظها نفسيا ويرجع عشرات السنين الضوئية بخياله للماضي ليعيش هناك ، هل نبكي على الماضي لأسباب عاطفية لكون الإنسان السوداني(ولوف) وعاطفي ولكون الماضي يذكره بالأيام الخوالي الجميلة والذكريات الشجية والناس الطيبة والحياة السهلة المرتبطة بالريف ، وأننا كسودانيين ارتباطنا الوجداني بالأحبة والديار والأهل هو ما يشبع إنسانيتنا ويمنحنا الإحساس بالأمان . ونعتقد أن الحياة العصرية تقضي على هذه القيم الراقية فنهرب منها ؟ .
قد تكثر الفرضيات وتتشابك وتتعقد الأسباب ولكن يظل سؤ الحاضر واحباطاته هو السبب الرئيسي لارتباطنا بالماضي ، حاضرنا في السودان غير جميل وعشوائي وغير مرتب وغير مدروس، حياتنا غالية ، ونكباتنا وكوارثنا متتالية ، بلادنا تمشي على ( البركة ) لا تخطيط سليم ، ولا مخرجات تعليم ، معظمنا تحت خط الفقر والبطالة ، ومعظمنا يعيش على غيره عالة ، لا أبراج على النيل ولا سياحة،كل همنا في المكابرة والفصاحة ، شوارعنا خراب ، وبيئتنا يملؤها الذباب،وريفنا الجميل صار ينعق فيه البوم ويمرح فيه الغراب، انتهت الزراعة،مؤسساتنا الكبيرة كل يوم نراها مخصخصة أو مباعة ،الموظفون يشردون إلى المجهول والعطالة ، بعضهم مات حسرةً وآخرين أصبحوا (حثالة)، ليس لدينا إحساس بالمسئولية ولانحس بجراحات الوطن الغائرة،بلد تعاني من ارتفاع تكلفة الرغيف للأسر، بلد لا حديث في مجالس مدينتها سوى عن أسعار الطماطم و( الجبنة ) وماء( الجبنة ) وماء الزيت و( طلوع الزيت )، بلد لا زال همها فيما يملأ بطنها بأقل كمية من التكاليف ومن( الرغيف)، بلد يتباحث غالبية أهلها حول كيفية وجود آلية سلسلة لـ ( فط وجبة الغداء ) . بلد تشرب الماء وأنت غاية في العطش وتأكل الطعام وأنت غاية في الجوع ، وتنام وأنت غاية في الإرهاق ، بلد تعيش مسحوقة وتموت ( مزنوقة ) ، لا تعرف السهر ولا الأرق ولا التخمة . بلد لا تعرف الليالي المخملية ولا العمارات السوامق والاسامي الأجنبية ،ولذلك تجدها ترمق ماضيها بنظرة الحنين ، وترنو بشغف للعودة إليه، لم تحس بالأمان ولا الراحـــــــة في الحاضر،ولم تغامر باختراق حياة(الآكشن) وحياة( ثورة المعلومات)وحــــياة( الفيس بوك )،أمة ٌواقعية وراضية بالقليل وما يستر الحال، لم يسمع معظم أطفالها بحلوى غالية اسمها ( جلاكسي ) ولم ( تلوك ) بناتها لبان راقي اسمه ( أكسترا) والراقي والغني فيها يحج كل عام إلى مطعم اسمه ( أمواج ) لأخذ مؤونة عام من الرفاهية .
في الختام لا بد أن الكثيرين منا مستاءين من هذه العادة أو الظاهرة وهي الارتباط بالماضي والعيش في الذكريات ، بينما غيرنا يفكر في الحاضر والمستقبل مع استلهام الدروس والعبر من الماضي وليس الركون والتقوقع فيه والتدثر بعباءته ، وليس الغرض من هذا المقال هو التنكر أو الانسلاخ من الماضي لأن أمة بلا ماضي لا حاضر لها وكما يقول مثلنا الشعبي ( الما عندو قديم ما عندو جديد ) و( النسى قديمو تاه ) ولكن هي فكرة أن قطار الحياة سريع ومنطلق نحو البحوث والاكتشافات والتطور المذهل الذي يفاجئنا كل يوم بالجديد ، فهل نستطيع ركوب القطار والانطلاق مع العالم أم نظل ( لابدين ) في عباءة الماضي اللي ولي وراح ولن يعود ولن ينفع تطبيقه على حياتنا الحاضرة والحديثة والسريعة .
الهم إني قد بلغت فهل من مجيب .
عبد المنعم الحسن محمد
المملكة العربية السعودية
monim_hasan@hotmail.com
هل الحالة الاجتماعية السودانية متدحرجة للوراء ولماذا ؟، ولماذا نحن السودانيين بشكل خاص أسيرين للماضي ومتشبثين به ، و(عايشين) على ذكرياته الجميلة ونردد في شجن اليم عبارات مثل ( يا حليل زمان وأيام زمان ) و(زمان كنا بنشيل الود وندي الود ).. حتى الوداد هذه الصفة العاطفية الجميلة أصبحت شيء من زمان . وغافلين عن الحاضر و(المستقبل اللسه سنينه بعاد ) الله يكون في عون المستقبل الذي لم نفكر فيه بعد وكفانا أن نفكر في الحاضر على الأقل مبدئياً، السؤال ؟ هل هذا ناتج عن إحباطنا من الحاضر والوضع المتردي الحاصل الآن ، وهل هذا ما يجعلنا نتنهد في حسرة على الماضي الذي هو أساس الحاضر ولكنه بطبيعة الحال لا يلبي متطلبات الحياة العصرية الحالية .
الشيء الطبيعي في دورة الحياة هو التقدم للإمام والتطور والتطلع للمستقبل مع استصحاب الماضي والاستفادة من تجاربه وأفكاره وعلومه وتنميتها وتطويرها وليس البكاء على أطلاله ، كل العالم يسير بل يجري بسرعة الصاروخ نحو التطور والتقنية وتسهيل سبل الحياة وتوفير الرفاهية للشعوب ، فكم من الدول كانت غارقة في التخلف والجهل أصبحت اليوم في حال آخر ، علتها الأبراج السامقة وزينتها الواجهات الراقية ودخلتها التقينات المذهلة ، وهؤلاء يمكن أن نطلق عليهم ( الناس العايشة ) يأكلون ما لذ وطاب ويركبون (فارهات) لا تعرف الأعطاب ، يعلقون على جدران غرفهم الشاشات و( ونستهم بالشات )، فطورهم مستطاب وغداؤهم كباب وعشاؤهم يخلب الألباب ، متخمين ، مهندمين ، يتبعون الحميات و(الريجيم ) وليس من مشاكلهم غلاء البنزين، ولم يمر بقاموسهم شيء اسمه سكر التموين ، يبحثون عن كل جديد ، وكل مفيد، ويقربون كل بعيد ، بيوتهم مريحة ، شوارعهم فسيحة ، لا تزعجهم الأمطار و( الهبايب ) ولا يعرفون (الكتاحة و التلقيحة ) ، سقفهم عالي وطموحهم خيالي ، لا يعرفون الخنوع والرجوع ، ولا الغالي ولا الممنوع ، (يجيبوه بالطيارة ويبيعوه بالخسارة) ، العمارة عندهم تبنى في شهرين وأي شارع عندهم مسارين ، (كهاربهم) لا تنقطع ، وأنوارهم لا تنقشع ، يتكلمون عن الغد وأحلام الغد ويخططون بفهم استراتيجي طويل الأمد ، ويصرفون أموال كثيرة ، لا مقطوعة ولا ممنوعة ، ولا ( ملبوعة ) ، مشاريعهم تكتمل ، وظروفهم تحتمل ، وإرادتهم لا تكل ولا تمل .
أما نحن الناس ( الدايشة ) أو ناس ( قرعيتي راحت ) كان الله في عوننا ، نتدحرج مثل كرة الثلج للوراء ، ونحن من كنا في أزمان سابقة نضبط ساعاتنا على موعد وصول القطار شأننا شأن أي دولة أوربية متقدمة ،اليوم لا ندري أين القطار أصلا ناهيك عن معرفة وقت حضوره ، بلد كانت تعيش في دقة متناهية قبل نصف قرن من الزمان، وعندما أتى عصر العولمة والتقنية والسرعة تخلفت وتقهقرت ، أي وضع وأي فشل زريع هذا الذي أصابنا .
ألا تتفقون معي أن هذا الوضع مقلوب وشاذ ، بلد تكون في غاية التقدم والرقي والتنظيم والنظافة في الماضي ،وتتمتع باقتصاد قوي وعملة قوية ومنتجات وفيرة وصادرات كثيرة وواردات قليلة في الماضي، ويتميز شعبها بمستوى معيشة عالي ومرتبات مجزية ونظام خدمة مدنية غاية في الدقة والانضباط والتنظيم أيضا في الماضي، ونظام تعليمي يخرج كفاءات لا زالت البلد تعيش على خبراتها حتى اليوم أيضا أصبح شيء من الماضي، هذا غير الأخلاق والمثل والعفة والنزاهة والطيبة والالتزام هذه الصفات الجميلة التي كنا نتميز بها وأصبحت أيضا فعل ماضي، حتى الفن كان راقيا والفنانين موهوبين والأغاني جميلة ومعبرة وهذه أيضا أصبحت من ذكريات من الماضي.
الحاضر ( الآن ) على الرغم من سهولة سبل الحياة والتقنية المتقدمة والمتاحة للجميع ، نجده أسوأ من الماضي وأكثر تخلفا وأكثر ( سبهللية ) والناس أقل عطاءً وأقل أخلاصا واقل وطنية ، واقل حبا ، وأكثر تشبثاً وبكاءً على الماضي اللي ولي وراح .
هل هذا نابع من طبع الإنسان السوداني البسيط الذي يحب الحياة السهلة والفطرية ويكره حياة الضجيج والضوضاء والتكلف والسرعة والمدنية فيعتبرها شيء غير مناسب لفطرته فيلفظها نفسيا ويرجع عشرات السنين الضوئية بخياله للماضي ليعيش هناك ، هل نبكي على الماضي لأسباب عاطفية لكون الإنسان السوداني(ولوف) وعاطفي ولكون الماضي يذكره بالأيام الخوالي الجميلة والذكريات الشجية والناس الطيبة والحياة السهلة المرتبطة بالريف ، وأننا كسودانيين ارتباطنا الوجداني بالأحبة والديار والأهل هو ما يشبع إنسانيتنا ويمنحنا الإحساس بالأمان . ونعتقد أن الحياة العصرية تقضي على هذه القيم الراقية فنهرب منها ؟ .
قد تكثر الفرضيات وتتشابك وتتعقد الأسباب ولكن يظل سؤ الحاضر واحباطاته هو السبب الرئيسي لارتباطنا بالماضي ، حاضرنا في السودان غير جميل وعشوائي وغير مرتب وغير مدروس، حياتنا غالية ، ونكباتنا وكوارثنا متتالية ، بلادنا تمشي على ( البركة ) لا تخطيط سليم ، ولا مخرجات تعليم ، معظمنا تحت خط الفقر والبطالة ، ومعظمنا يعيش على غيره عالة ، لا أبراج على النيل ولا سياحة،كل همنا في المكابرة والفصاحة ، شوارعنا خراب ، وبيئتنا يملؤها الذباب،وريفنا الجميل صار ينعق فيه البوم ويمرح فيه الغراب، انتهت الزراعة،مؤسساتنا الكبيرة كل يوم نراها مخصخصة أو مباعة ،الموظفون يشردون إلى المجهول والعطالة ، بعضهم مات حسرةً وآخرين أصبحوا (حثالة)، ليس لدينا إحساس بالمسئولية ولانحس بجراحات الوطن الغائرة،بلد تعاني من ارتفاع تكلفة الرغيف للأسر، بلد لا حديث في مجالس مدينتها سوى عن أسعار الطماطم و( الجبنة ) وماء( الجبنة ) وماء الزيت و( طلوع الزيت )، بلد لا زال همها فيما يملأ بطنها بأقل كمية من التكاليف ومن( الرغيف)، بلد يتباحث غالبية أهلها حول كيفية وجود آلية سلسلة لـ ( فط وجبة الغداء ) . بلد تشرب الماء وأنت غاية في العطش وتأكل الطعام وأنت غاية في الجوع ، وتنام وأنت غاية في الإرهاق ، بلد تعيش مسحوقة وتموت ( مزنوقة ) ، لا تعرف السهر ولا الأرق ولا التخمة . بلد لا تعرف الليالي المخملية ولا العمارات السوامق والاسامي الأجنبية ،ولذلك تجدها ترمق ماضيها بنظرة الحنين ، وترنو بشغف للعودة إليه، لم تحس بالأمان ولا الراحـــــــة في الحاضر،ولم تغامر باختراق حياة(الآكشن) وحياة( ثورة المعلومات)وحــــياة( الفيس بوك )،أمة ٌواقعية وراضية بالقليل وما يستر الحال، لم يسمع معظم أطفالها بحلوى غالية اسمها ( جلاكسي ) ولم ( تلوك ) بناتها لبان راقي اسمه ( أكسترا) والراقي والغني فيها يحج كل عام إلى مطعم اسمه ( أمواج ) لأخذ مؤونة عام من الرفاهية .
في الختام لا بد أن الكثيرين منا مستاءين من هذه العادة أو الظاهرة وهي الارتباط بالماضي والعيش في الذكريات ، بينما غيرنا يفكر في الحاضر والمستقبل مع استلهام الدروس والعبر من الماضي وليس الركون والتقوقع فيه والتدثر بعباءته ، وليس الغرض من هذا المقال هو التنكر أو الانسلاخ من الماضي لأن أمة بلا ماضي لا حاضر لها وكما يقول مثلنا الشعبي ( الما عندو قديم ما عندو جديد ) و( النسى قديمو تاه ) ولكن هي فكرة أن قطار الحياة سريع ومنطلق نحو البحوث والاكتشافات والتطور المذهل الذي يفاجئنا كل يوم بالجديد ، فهل نستطيع ركوب القطار والانطلاق مع العالم أم نظل ( لابدين ) في عباءة الماضي اللي ولي وراح ولن يعود ولن ينفع تطبيقه على حياتنا الحاضرة والحديثة والسريعة .
الهم إني قد بلغت فهل من مجيب .
عبد المنعم الحسن محمد
المملكة العربية السعودية