حسن سادة
21-07-2009, 11:52 PM
أحبتي لا شك أن الغناء ومفرداتها تظل مرآة تعكس ثقافة وتراث الشعوب وقد درجت العادة أن الشعراء ظلوا يخاطبون ويناجون أحبتهم في غاية الرقة والرهافة
حتى في حالات العتاب والملام والصدود فالمرأة أي الحبيبة تتسم بالرقة والحنان ويجب معاملتها بكل لطق ورقة في كافة حالات الحب والهجر والخصام
فنجد أن شاعر أغنية الراحل المقيم أحمد الجابري في رائعته أغنية الزمن يخاطب حبيبته في منتهى الرقة فيقول:
"ومهما حصل قلبي الملان حنية زاخر بالأمل
أملي الوحيد لحبو مكتوب في الأزل
لايمكن أبداً مستحيل في يوم أميل
لغيره وأعشق تاني زول
مهما يكون بالود بخيل
لو حتى يجرح قلبي أنا برضي صابر يا زمن
بكل أجزانك تعال
جيب المحن "
أما شاعر مطربنا الكبير محمد مرغني يكون رقيقاً
مع الحبيبة لأنها لم ترد على السلام ونسيت حبيبها
فيناجيها في غاية اللطافة:
" بفرق كتير وبتحسب كل يوم يمر
بفرق كتير طعم الحلو لو يبقى مر
وتفوت وما ترد السلام
وتسيبنى فى وسط الزحام
لو بس تخت اللوم على
أنا برضى بالكائن يكون
كلمنى يا حلو العيون "
أما شاعر مطربنا المبدع ابراهيم حسين
فقد كان موغلاً في الرومانسية التي تثير الدهشة
فيفرح عندما تعاتبه الحبيبة فيقول:
" بدل ما نحنا بنعاتب
بنفرح يوم يعاتبنا
ونسال عنو كان طول
وما هاميهو كان غبنا
حرااااام ترمينا للايام
حنانك يا معذبنا
نحلف قلبك القاسي
بكل حنان مودتنا
بافراحنا واشواقنا
وبلهفة محبتنا
رضينا عذابنا في حبك
حرااااام تتناسى ريدتنا "
ومن الشعراء من لا يطيق إلقاء الملامة والعتاب على نفسه
ويحبذ لو أنه هو الذي لام نفسه ويالها من رقة بالغة
كما وردت في رائعة الجابري طيب الله ثراه:
" اخت اللوم علي نفسي
وارجع اقول انا الغلطان
وما شفنا الندامة تفيد زولا رجع ندمان
رجعت افتش مكاني الفات
لقيت جاء عصار غشي البلدات
وعاد كيفن الاحق الفات
والاحق الريح وكت يجري
حكايتي مع الملام طالت "
أو كما في رائعة المرحوم الفنان خليل اسماعيل
التي خالفت فيه الحبيبة الإيفاء بالوعد ولم تذهب للقاء الحبيب حسب الموعد فأخذ يلوم نفسه بدلاً من لوم الحبيبة وقد قادته الأشواق واللهفة إلى الذهاب إلى مكان الموعد قبل ميعادهم بساعتين:
" قبال ميعادنا بساعتين أبيتو أنا وأباني البيت
أغالط نفسي في أصرار وأقول يمكن أنا الماجيت
وطالت وقفة الأشواق معاي جنب المكان ذاتو
أنا ورعشة ظلال الليل وقلبي حزينة دقاتو
وفات ميعادنا فات روح وشال الليل حكاياتو
أنا المستني في الميعاد وليك حبل الصبر مديت
وأغالط نفسي في أصرار وأقول يمكن أنا الما جيت"
أما شاعر الفنان حمد الريح يتمنى لو أن الحبيبة قد أوفت الميعاد ولو أنها كانت قد أتت في موعدها المحدد وقد أخذت قلبه بما فيه:
"رجيتك وإيي إنتظار عينيك كملت الصبر كلو
أنا وأشواقي والساعة ميعادك جينا من قبلو
ولما راح زمن جيتك وخطاك في دربي ما طلو
شفقت عليك من السكة
دموع عيني وراك طلو
ويا ريتك كنت جيت ساكت وشلت قليبي بالفيهو"
وهكذا فالأمثلة عديدة لا حصر لها في تاريخ الأغنية السودانية العريقة فقد دأب الشعراء على التعامل مع الحبيبة في منتهى الرقة واللطف وهكذا تعود معشر المستمعين لهذه الأغنيات الخالدة.
غير أن شاعرنا المغفور له سماعين حسين قد كسر هذه القاعدة التي كانت ديدن الشعراء وقد نهجوا عليها فكان قاسياً وجافيا تجاه الحبيبة وخاطبها بغلط لا يجب أن تخاطب بها الفتاة وذلك في رائعته الشهيرة التي تغنى بها أمير الحسن وردي متعه الله بالصحة والعافية:
" بعـد ايـه جيـت تصـالحـنى
بعد ما ودرت قلـبى الكنت فيه
جيت تشكى جيـت تحكي
جيـت تحكـي ليه
اعتذارك ما بيفيدك
ودموعك ما بتعيدك
العملتو كان بإيدك
انا مالى ذنب فيه
ليه جيت تبكى ليه جيت تشكى
انا خلدتـك بشعـري فى زمانك
ويامـا غنيـت وكان كلـو عشانك
وكان جزاي منـك صـدودك وهوانك
انا استاهل
انا استاهل وضعتك فى مكان مـا مكانك
روح الٌقـدر بى نفسـو ما بقسـوعليك
جيت تايب يا حليلك والفؤاد ملكوه غيرك
ربى يعدل ليك سبيلك كل
مناى فى الكون عديلك
ونهاية الخير نصيبك
ليه ضيعوك ودروك
انت مابتعرف
صليحك من عدوك
استغلو الطيبة فى قلبك
وبى اسم العواطف خدعوك
حتى من كلمة حنانم وودادهم حرموك
الله يا خد ليك حقوقك ويجازي الظلموك "
وقد أعد شاعرنا الكرة مرة أخرى في رائعة أخرى وغناها وردي أيضاً:
" خسارة قلبي في حبك واخسارة
علمتو يحبك
ولما سار في دربك
رحت وسبت حبيبك ليه
يا خسارة املي واملك وا خسارة
كنا بنبني الجنة
ولما خلاص قربنا
رحت هدمت سعادتك ليه
يا خسارة دمعي ودمعك وا خسارة"
ولم يكتف شاعرنا سماعين حسن بذلك وتمادى وكررها
في رائعة أخرى للفنان وردي:
" غلطة كانت غرامي ليك
وا خسارة دموعي فيك
غلطة قلبي سلمتو ليك
ما كان مكانو وما كان يجيك
يوم لقيتك علي ما كان
يوم يا مبدل شجوني هوى
عني ايه قالوا عني ايه
كنت تايه وكنت غريب
وانا افتكرتك اعز حبيب
ياما قلبي يخطا ويصيب
والعذاب لي كان نصيب
من عرفتك جفاني حتى النوم يا مبدل شجوني هوى
انت حبك جنيت عليه
كن طلعت القمرة وجيت
ولو حلفت برب البيت
ما بريدك ..
ما بريدك مهما بقيت غلطة كانت وكان ابيت
يا الفراقك علي كان مكتوب يا مبدل شقاي انا
انت حبك جنيت عليه "
دعونا من الراحل المقيم سماعين حسن فقد كان في غاية الرقة في العديد من روائعه الثي أثرى بها الساحة الفنية ولا زالت باقية في وجدان عشاق الفن في السودان ولا مجال لحصرها هنا...
أما أقسى أبيات شعر في الأغنية السودانية التي تخاطب الحبيبة بمنتهى القسوة والغلظة هي رائعة الراحل المقيم عميد الفن أحمد المصطفى الذي آثر شاعرها أن يهوى الألم
ويطلب من حبيبته أن تفارقه فوراً:
" فارق لا تلم
أنا أهوى الألم
ما أول حبيب
ولا آخر ظلم
بعشق فيك عفاف
وأبعد لا تخاف
إن طال المطاف
تحين للقاك ظروف
ألقاك وانسجم
واسكب دمعي دم
حبّك لي جسارة
وحبي ليك قسم
غداً أنا أسعى ليك
أحنّ وأسأل عليك
حبيبي أراك مليك
قليبي الصار لديك
حلفت عليك قسم
تفارق لا تلم
هجرك لي هلكني
وقربك فيهو سم "
ساتوقف هنا قليلاً وأواصل فيما بعد
هذه الشاكلة من الأغنيات
حتى في حالات العتاب والملام والصدود فالمرأة أي الحبيبة تتسم بالرقة والحنان ويجب معاملتها بكل لطق ورقة في كافة حالات الحب والهجر والخصام
فنجد أن شاعر أغنية الراحل المقيم أحمد الجابري في رائعته أغنية الزمن يخاطب حبيبته في منتهى الرقة فيقول:
"ومهما حصل قلبي الملان حنية زاخر بالأمل
أملي الوحيد لحبو مكتوب في الأزل
لايمكن أبداً مستحيل في يوم أميل
لغيره وأعشق تاني زول
مهما يكون بالود بخيل
لو حتى يجرح قلبي أنا برضي صابر يا زمن
بكل أجزانك تعال
جيب المحن "
أما شاعر مطربنا الكبير محمد مرغني يكون رقيقاً
مع الحبيبة لأنها لم ترد على السلام ونسيت حبيبها
فيناجيها في غاية اللطافة:
" بفرق كتير وبتحسب كل يوم يمر
بفرق كتير طعم الحلو لو يبقى مر
وتفوت وما ترد السلام
وتسيبنى فى وسط الزحام
لو بس تخت اللوم على
أنا برضى بالكائن يكون
كلمنى يا حلو العيون "
أما شاعر مطربنا المبدع ابراهيم حسين
فقد كان موغلاً في الرومانسية التي تثير الدهشة
فيفرح عندما تعاتبه الحبيبة فيقول:
" بدل ما نحنا بنعاتب
بنفرح يوم يعاتبنا
ونسال عنو كان طول
وما هاميهو كان غبنا
حرااااام ترمينا للايام
حنانك يا معذبنا
نحلف قلبك القاسي
بكل حنان مودتنا
بافراحنا واشواقنا
وبلهفة محبتنا
رضينا عذابنا في حبك
حرااااام تتناسى ريدتنا "
ومن الشعراء من لا يطيق إلقاء الملامة والعتاب على نفسه
ويحبذ لو أنه هو الذي لام نفسه ويالها من رقة بالغة
كما وردت في رائعة الجابري طيب الله ثراه:
" اخت اللوم علي نفسي
وارجع اقول انا الغلطان
وما شفنا الندامة تفيد زولا رجع ندمان
رجعت افتش مكاني الفات
لقيت جاء عصار غشي البلدات
وعاد كيفن الاحق الفات
والاحق الريح وكت يجري
حكايتي مع الملام طالت "
أو كما في رائعة المرحوم الفنان خليل اسماعيل
التي خالفت فيه الحبيبة الإيفاء بالوعد ولم تذهب للقاء الحبيب حسب الموعد فأخذ يلوم نفسه بدلاً من لوم الحبيبة وقد قادته الأشواق واللهفة إلى الذهاب إلى مكان الموعد قبل ميعادهم بساعتين:
" قبال ميعادنا بساعتين أبيتو أنا وأباني البيت
أغالط نفسي في أصرار وأقول يمكن أنا الماجيت
وطالت وقفة الأشواق معاي جنب المكان ذاتو
أنا ورعشة ظلال الليل وقلبي حزينة دقاتو
وفات ميعادنا فات روح وشال الليل حكاياتو
أنا المستني في الميعاد وليك حبل الصبر مديت
وأغالط نفسي في أصرار وأقول يمكن أنا الما جيت"
أما شاعر الفنان حمد الريح يتمنى لو أن الحبيبة قد أوفت الميعاد ولو أنها كانت قد أتت في موعدها المحدد وقد أخذت قلبه بما فيه:
"رجيتك وإيي إنتظار عينيك كملت الصبر كلو
أنا وأشواقي والساعة ميعادك جينا من قبلو
ولما راح زمن جيتك وخطاك في دربي ما طلو
شفقت عليك من السكة
دموع عيني وراك طلو
ويا ريتك كنت جيت ساكت وشلت قليبي بالفيهو"
وهكذا فالأمثلة عديدة لا حصر لها في تاريخ الأغنية السودانية العريقة فقد دأب الشعراء على التعامل مع الحبيبة في منتهى الرقة واللطف وهكذا تعود معشر المستمعين لهذه الأغنيات الخالدة.
غير أن شاعرنا المغفور له سماعين حسين قد كسر هذه القاعدة التي كانت ديدن الشعراء وقد نهجوا عليها فكان قاسياً وجافيا تجاه الحبيبة وخاطبها بغلط لا يجب أن تخاطب بها الفتاة وذلك في رائعته الشهيرة التي تغنى بها أمير الحسن وردي متعه الله بالصحة والعافية:
" بعـد ايـه جيـت تصـالحـنى
بعد ما ودرت قلـبى الكنت فيه
جيت تشكى جيـت تحكي
جيـت تحكـي ليه
اعتذارك ما بيفيدك
ودموعك ما بتعيدك
العملتو كان بإيدك
انا مالى ذنب فيه
ليه جيت تبكى ليه جيت تشكى
انا خلدتـك بشعـري فى زمانك
ويامـا غنيـت وكان كلـو عشانك
وكان جزاي منـك صـدودك وهوانك
انا استاهل
انا استاهل وضعتك فى مكان مـا مكانك
روح الٌقـدر بى نفسـو ما بقسـوعليك
جيت تايب يا حليلك والفؤاد ملكوه غيرك
ربى يعدل ليك سبيلك كل
مناى فى الكون عديلك
ونهاية الخير نصيبك
ليه ضيعوك ودروك
انت مابتعرف
صليحك من عدوك
استغلو الطيبة فى قلبك
وبى اسم العواطف خدعوك
حتى من كلمة حنانم وودادهم حرموك
الله يا خد ليك حقوقك ويجازي الظلموك "
وقد أعد شاعرنا الكرة مرة أخرى في رائعة أخرى وغناها وردي أيضاً:
" خسارة قلبي في حبك واخسارة
علمتو يحبك
ولما سار في دربك
رحت وسبت حبيبك ليه
يا خسارة املي واملك وا خسارة
كنا بنبني الجنة
ولما خلاص قربنا
رحت هدمت سعادتك ليه
يا خسارة دمعي ودمعك وا خسارة"
ولم يكتف شاعرنا سماعين حسن بذلك وتمادى وكررها
في رائعة أخرى للفنان وردي:
" غلطة كانت غرامي ليك
وا خسارة دموعي فيك
غلطة قلبي سلمتو ليك
ما كان مكانو وما كان يجيك
يوم لقيتك علي ما كان
يوم يا مبدل شجوني هوى
عني ايه قالوا عني ايه
كنت تايه وكنت غريب
وانا افتكرتك اعز حبيب
ياما قلبي يخطا ويصيب
والعذاب لي كان نصيب
من عرفتك جفاني حتى النوم يا مبدل شجوني هوى
انت حبك جنيت عليه
كن طلعت القمرة وجيت
ولو حلفت برب البيت
ما بريدك ..
ما بريدك مهما بقيت غلطة كانت وكان ابيت
يا الفراقك علي كان مكتوب يا مبدل شقاي انا
انت حبك جنيت عليه "
دعونا من الراحل المقيم سماعين حسن فقد كان في غاية الرقة في العديد من روائعه الثي أثرى بها الساحة الفنية ولا زالت باقية في وجدان عشاق الفن في السودان ولا مجال لحصرها هنا...
أما أقسى أبيات شعر في الأغنية السودانية التي تخاطب الحبيبة بمنتهى القسوة والغلظة هي رائعة الراحل المقيم عميد الفن أحمد المصطفى الذي آثر شاعرها أن يهوى الألم
ويطلب من حبيبته أن تفارقه فوراً:
" فارق لا تلم
أنا أهوى الألم
ما أول حبيب
ولا آخر ظلم
بعشق فيك عفاف
وأبعد لا تخاف
إن طال المطاف
تحين للقاك ظروف
ألقاك وانسجم
واسكب دمعي دم
حبّك لي جسارة
وحبي ليك قسم
غداً أنا أسعى ليك
أحنّ وأسأل عليك
حبيبي أراك مليك
قليبي الصار لديك
حلفت عليك قسم
تفارق لا تلم
هجرك لي هلكني
وقربك فيهو سم "
ساتوقف هنا قليلاً وأواصل فيما بعد
هذه الشاكلة من الأغنيات