ودتابر
21-07-2009, 06:41 AM
يا أيها الرائعون في هذا النهر الدافق .. يا ايها المنداحون ها هنا ألقا ووعيا ونثرا للدرر التي أصبحت لا توجد حتى في أعماق البحار في زماننا هذا .. لكم هي قاسية اللحظات التي يجد فيها الانسان نفسه عاجز عن التواصل مع من عشق .. خاصة وإن كان هذا العشق من أجل الحرف السامي والوطن الأغر .. والتلاقي الحميم ..
أحبابي .. إداري ومشرفي وأعضاء هذا النهر الدافق ..
لقد كانت لغيبتي عنكم ظروف سفر ومن ثم امتحانات في الجامعة (( بعد شاب دخل الكتاب )) وكذلك بعض الظروف الفنية حيث لا استطيع دخول الموقع وهذه كانت المشكلة الرئيسية .. وكما عودتموني دوما بأن تسالوا وتكونوا قريبين مني فقد كنت كما عهدتكم .
وكنت أود أن أبدا مشاركاتي معكم من خلال رحلتي لفاطمة السمحة بعد غيبة طويلة ولكن وجد الاستاذ عثمان جلالة في بوسته الرائعة الذي رأى فيه فاطمة السمحة بعيونه التي لا تسحر بل تسحر .. قد غطي الكثير من الجوانب التي كنت أود الخوض فيها .
وحتي لا أثقل عليكم بالثرثرة .. وقد قرأت الكثير الكثير من المواضيع التي فاتتني في هذا النهر الدافق وما اروعها هنا وفي الثقافي وفي الاسلامي .. وأكون كاذباً لو قلت لكم أنني استطيع أن أكتب مداخلاتي فيها جميعا لذا فضلت أن أجمل في البدء .. بهذه المشاركة علها تجد لي العذر عند الجميع ..
كما أنني أود أن أعيد بعض القصص والخواطر التي فقدت من زاوية الاتكاءة في الثقافي .. ولكني ونظرا للظروف التي تمر بها فاطمة السمحة .. وخاصة ما نترقبه من حكم بشأن ابيي العزيزة علينا كلنا .. فقد آثرت أن تكون أول مشاركة هنا .. لتجد حظها من الاطلاع .. ومن ثم فللاستاذ محمد النور ذلك الشاب الذي أكن له كل الود والتقدير الحق في ما يراه إذا شاء نقلها للثقافي ..
(( صرخة عصفور الجنة ))
عصفور الجنة لا يقوى على الاحتمال .. جسده الهزيل تتقاذفه الريح العاصفة من أغصان الأشجار المترهلة على سقيفة البيت .. حاول الاختبـاء في انحنـاءات ألـواح ( الزنك ) بالسقف .. ولكن حرارتها أرغمته على الهبوط .. فصيف يوليو لا يطاق .. وحرارة الشمس فوق الاحتمال .. هبط على النافذة وتماسك بإعياء شديد وأطل فإذا بالبنت الصبوحة ترقد على فراشها تعبث بشعرها وتفرده بين أناملها ..
- مالي أراكِ حزينة المحيى .. ووجهك الملائكي يكسوه الشحوب ..
- انتظرتك سنوات .. ولكنك غبت عني كثيراً .. أحسست ببعدك عني .. وعشت لحظات الفراغ والوحشة ..
- لقد كانت رحلتي طويلة .. طويلة .. رأيت فيها غابات الأبنوس .. ولفحتني فيها شمس استوائية .. والتهمت أنواعا من الفاكهة أصابتني بعسر الهضم .. ومن ثم نمت طويلا بفعل ذبابة مقيمة هناك منذ عهد بعيد بعيد .. وزمن سحيق سحيق .. وها أنت ترين .. ما بي رغم الحنان الداخل القلوب .. والألفة المرسومة في كل الوجوه ..إن رحلتي كانت صوب الجنوب .
- آآآآآه ... فأنت أتيتني بالجديد المثير .. لتؤنس وحشتي .. وتعزيني في حيرتي .. وتسامرني في وحدتي .. فأنا أعشق الوحدة والاكتمال فبهما نكون عقد مكتنز بالآلي والألماس .. ومكتمل الروعة والجمال .
في تلك الأثناء كان الضحى قد حل .. وحفيف الأشجار بدأ يخفت ويصمت رويدا رويداً .. وبدأت الشمس تتعامد في كبد السماء .. ورغم ظلال السنديانة العملاقة التى تغطي جانب الدار .. إلا أن لهيب الحر يكوى .. وتموج الدواخل كالبركان .. وعصفورنـا الصغيـر لا يقـوى على الوقـوف فسيقانه نحيفة ضئيلة .. .. وبطنه طاوي منذ ليالٍ لا يعرف طعم الملح والسكر .. والدقيق واللحم المحمر .. فانتفض .. وأرتعش . وأنتفش ريشه .. وعاود الثرثرة .. ..
- نعم ولكن بما أني آتٍ من هناك فحالي كحالهم أريد الأمن والأمان أولاً لأحكى لك ما كان وما سيكون .. وأريد المأوي ثانياً .. لأكون أنيس وحشتك .. وأريد الحضن الدافئ ثالثاً لنتآخى في وحدة ووئام .. .. فأنتِ ترين أن ريشي قد نفش " نفشاَ " ونتف نتفاً حتى صحت " يا أبي آآآآآي " .. " يا أبي آآآآآي " .. من ضيم الهجر والهجير .. وعدم المقيل .. .. ومطر العصر وعواصف الليل .. .. ومن عناء السبيل .. وغدر الصديق .. وهجر الحبيب .. وعدم أكل الطيبات من الأرز والزبيب .
- يا لك من طائر مرهف .. إن في كلامك لسحر .. ورمز .
- أخالك ذات الحسن والفهم .. يا فاطمة يا سمحة .. يا راجحة العقل .. وسديدة الرأي .. يا من كنت ملاذاً للمهاجرين .. ولقمة للجائعين والمساكين .. و ..
- لك من عندي ما تريد .. .. فإذا نحن تناغمنا وتوحدنا .. وعلى الحب تعاهدنا .. وللأحقاد نسينا .. وللمستقبل عملنا .. ولهذا المرقد نظرنا .. ومن هويتنا وعمق الحب الكامن فينا انطلقنا .. فلن تضام .. ولن تزل أو تهان .. فهلم إلي جنبي .. وتعال إلي حضني .. تعال إلي حضني .. تعال إلي حضني .
... وهنا نهاية الصرخة الأولي .. هجعة في حضن مؤقت حتى الصباح .. فهل سيعاود عصفورنا الصراخ ...
عصام عبدالرحيم ( ودتابر )
عصام الدين أحمد عبدالرحيم تابر
أحبابي .. إداري ومشرفي وأعضاء هذا النهر الدافق ..
لقد كانت لغيبتي عنكم ظروف سفر ومن ثم امتحانات في الجامعة (( بعد شاب دخل الكتاب )) وكذلك بعض الظروف الفنية حيث لا استطيع دخول الموقع وهذه كانت المشكلة الرئيسية .. وكما عودتموني دوما بأن تسالوا وتكونوا قريبين مني فقد كنت كما عهدتكم .
وكنت أود أن أبدا مشاركاتي معكم من خلال رحلتي لفاطمة السمحة بعد غيبة طويلة ولكن وجد الاستاذ عثمان جلالة في بوسته الرائعة الذي رأى فيه فاطمة السمحة بعيونه التي لا تسحر بل تسحر .. قد غطي الكثير من الجوانب التي كنت أود الخوض فيها .
وحتي لا أثقل عليكم بالثرثرة .. وقد قرأت الكثير الكثير من المواضيع التي فاتتني في هذا النهر الدافق وما اروعها هنا وفي الثقافي وفي الاسلامي .. وأكون كاذباً لو قلت لكم أنني استطيع أن أكتب مداخلاتي فيها جميعا لذا فضلت أن أجمل في البدء .. بهذه المشاركة علها تجد لي العذر عند الجميع ..
كما أنني أود أن أعيد بعض القصص والخواطر التي فقدت من زاوية الاتكاءة في الثقافي .. ولكني ونظرا للظروف التي تمر بها فاطمة السمحة .. وخاصة ما نترقبه من حكم بشأن ابيي العزيزة علينا كلنا .. فقد آثرت أن تكون أول مشاركة هنا .. لتجد حظها من الاطلاع .. ومن ثم فللاستاذ محمد النور ذلك الشاب الذي أكن له كل الود والتقدير الحق في ما يراه إذا شاء نقلها للثقافي ..
(( صرخة عصفور الجنة ))
عصفور الجنة لا يقوى على الاحتمال .. جسده الهزيل تتقاذفه الريح العاصفة من أغصان الأشجار المترهلة على سقيفة البيت .. حاول الاختبـاء في انحنـاءات ألـواح ( الزنك ) بالسقف .. ولكن حرارتها أرغمته على الهبوط .. فصيف يوليو لا يطاق .. وحرارة الشمس فوق الاحتمال .. هبط على النافذة وتماسك بإعياء شديد وأطل فإذا بالبنت الصبوحة ترقد على فراشها تعبث بشعرها وتفرده بين أناملها ..
- مالي أراكِ حزينة المحيى .. ووجهك الملائكي يكسوه الشحوب ..
- انتظرتك سنوات .. ولكنك غبت عني كثيراً .. أحسست ببعدك عني .. وعشت لحظات الفراغ والوحشة ..
- لقد كانت رحلتي طويلة .. طويلة .. رأيت فيها غابات الأبنوس .. ولفحتني فيها شمس استوائية .. والتهمت أنواعا من الفاكهة أصابتني بعسر الهضم .. ومن ثم نمت طويلا بفعل ذبابة مقيمة هناك منذ عهد بعيد بعيد .. وزمن سحيق سحيق .. وها أنت ترين .. ما بي رغم الحنان الداخل القلوب .. والألفة المرسومة في كل الوجوه ..إن رحلتي كانت صوب الجنوب .
- آآآآآه ... فأنت أتيتني بالجديد المثير .. لتؤنس وحشتي .. وتعزيني في حيرتي .. وتسامرني في وحدتي .. فأنا أعشق الوحدة والاكتمال فبهما نكون عقد مكتنز بالآلي والألماس .. ومكتمل الروعة والجمال .
في تلك الأثناء كان الضحى قد حل .. وحفيف الأشجار بدأ يخفت ويصمت رويدا رويداً .. وبدأت الشمس تتعامد في كبد السماء .. ورغم ظلال السنديانة العملاقة التى تغطي جانب الدار .. إلا أن لهيب الحر يكوى .. وتموج الدواخل كالبركان .. وعصفورنـا الصغيـر لا يقـوى على الوقـوف فسيقانه نحيفة ضئيلة .. .. وبطنه طاوي منذ ليالٍ لا يعرف طعم الملح والسكر .. والدقيق واللحم المحمر .. فانتفض .. وأرتعش . وأنتفش ريشه .. وعاود الثرثرة .. ..
- نعم ولكن بما أني آتٍ من هناك فحالي كحالهم أريد الأمن والأمان أولاً لأحكى لك ما كان وما سيكون .. وأريد المأوي ثانياً .. لأكون أنيس وحشتك .. وأريد الحضن الدافئ ثالثاً لنتآخى في وحدة ووئام .. .. فأنتِ ترين أن ريشي قد نفش " نفشاَ " ونتف نتفاً حتى صحت " يا أبي آآآآآي " .. " يا أبي آآآآآي " .. من ضيم الهجر والهجير .. وعدم المقيل .. .. ومطر العصر وعواصف الليل .. .. ومن عناء السبيل .. وغدر الصديق .. وهجر الحبيب .. وعدم أكل الطيبات من الأرز والزبيب .
- يا لك من طائر مرهف .. إن في كلامك لسحر .. ورمز .
- أخالك ذات الحسن والفهم .. يا فاطمة يا سمحة .. يا راجحة العقل .. وسديدة الرأي .. يا من كنت ملاذاً للمهاجرين .. ولقمة للجائعين والمساكين .. و ..
- لك من عندي ما تريد .. .. فإذا نحن تناغمنا وتوحدنا .. وعلى الحب تعاهدنا .. وللأحقاد نسينا .. وللمستقبل عملنا .. ولهذا المرقد نظرنا .. ومن هويتنا وعمق الحب الكامن فينا انطلقنا .. فلن تضام .. ولن تزل أو تهان .. فهلم إلي جنبي .. وتعال إلي حضني .. تعال إلي حضني .. تعال إلي حضني .
... وهنا نهاية الصرخة الأولي .. هجعة في حضن مؤقت حتى الصباح .. فهل سيعاود عصفورنا الصراخ ...
عصام عبدالرحيم ( ودتابر )
عصام الدين أحمد عبدالرحيم تابر