وجدى محمد خميس
15-07-2009, 12:59 AM
يبقى للابن الأكبر "البكر" تأثير مختلف عن بقية الأبناء، ودور يصعب الفرار منه في معظم الأسر العربية، ويرتبط به هذا الدور منذ ولادته فهو أول فرحة لأبويه، وحقل تجاربهما الأولى في التربية، حتى يكبر ويصبح مسؤولا عن العائلة ومرجعها الرئيسي في كل كبيرة وصغيرة، يلجأون إليه ويرون فيه مصدر قوة مادية ومعنوية للعائلة وأفرادها. ويتشكل دور "الابن الأكبر"، بالغريزة أو الفطرة الاجتماعية التي تعطي الأخ أو الأخت الكبرى صلاحيات واسعة تتراكم مع مرور الزمن لتصبح حملا ثقيلا على الشخص نفسه وعلى الافراد المحيطين به، خصوصا اذا وصلت الصلاحيات الى درجة استغلال الموقع، فيتخذ منه الكبير حجة تخوله التصرف كما يشاء من دون حسيب او رقيب. وبناء على الاعراف الاجتماعية السائدة في البيئة الشرقية فان استشارة "الكبير" تصبح ضرورة لا بد منها في كل أمر، مهما تضاءلت أهميته أو كبرت. ولا يقتصر هذا الأمر على مرحلة الاستشارة بل يتعداه الى درجة تحمل المسؤولية الكاملة لإيجاد حلول ملائمة لأي مشكلات قد تطرأ على العائلة، فالحلول هي دائما بين يدي هذا الشخص الذي يصل في أحيان كثيرة الى مرحلة التململ واليأس، ولكنه مهما حاول اصلاح الوضع، هذا هو حال عامر، الذي يتحمل مسؤولية إخوته وأهله من كافة النواحي، ويقول "العبء ثقيل عليّ، فأنا دائما المرجع الذي يعود إليه كل إخوتي لطلب المساعدة وخصوصا المادية منها، وكذلك كل متطلبات والدي ووالدتي ملقاة على عاتقي لأن إخوتي اعتادوا الاتكال عليّ من دون أن يتحركوا أو يقوموا بأي خطوة في هذا الاطار". وعلى النقيض، قد يستغل "الكبير" هذا الموقع للاستفادة المادية والمعنوية ايضاً، وبدل أن يشكل نموذجا صالحا لإخوته يتحول الى ظالم، همه استغلال وضعه المميز. فقد يعمد مثلا الى السيطرة المادية على والديه، ويخضع ثرواتهما تحت تصرفه، ووفقا لهواه الشخصي ومصالحه.
"يجب تدارك هذه المشكلة منذ الصغر وعدم تفضيل أي اخ على أخيه، فالجميع يحاسبون بالطريقة نفسها، ويتحملون مسؤولياتهم ويقومون بواجباتهم، من دون أن يظلم أي فرد على حساب الآخر، لأن الواقع إذا كان عكس ذلك سيولد نتيجة مفادها، تضحية البكر وظلمه في بعض الأحيان، وبروز شعور التواكل عند الإخوة الأصغر، الذين يعتادون تحميل غيرهم المسؤولية".
"يجب تدارك هذه المشكلة منذ الصغر وعدم تفضيل أي اخ على أخيه، فالجميع يحاسبون بالطريقة نفسها، ويتحملون مسؤولياتهم ويقومون بواجباتهم، من دون أن يظلم أي فرد على حساب الآخر، لأن الواقع إذا كان عكس ذلك سيولد نتيجة مفادها، تضحية البكر وظلمه في بعض الأحيان، وبروز شعور التواكل عند الإخوة الأصغر، الذين يعتادون تحميل غيرهم المسؤولية".