عمران حسن
14-07-2009, 03:28 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على اشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد...
فإن الله تعالى ربط الأخوة بين المسلمين، كما قال تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) الحجرات:10، وقال تعالى: (فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا) آل عمران:103، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ولا يخذله ولا يحقره"، وقال صلى الله عليه وسلم: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا" وقال صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" وغير ذلك من الأدلة.
وقد اشتهر ما أصاب المسلمين في قطاع غزة من دولة فلسطين، في السنوات الماضية، وفي الأيام القريبة، من الحصار الاقتصادي الشديد، الذي قامت به الدولة الصهيونية الكافرة، ومن يساعدها من سائر دول الكفار، حتى تضرر المواطنون في قطاع غزة من هذا الحصار الذي أنهكهم وأضعفهم ، فلما أيقن العدو بضعفهم وقلة حيلتهم وهوانهم حتى على أقرب الناس إليهم أحدق بهم هذه الأيام، ورماهم بالصواريخ والقاذفات، وأهلك الحرث والنسل، وقتل وجرح وأدمى ما جاوز ألف شخص من مدنيين وعسكريين، ونساء وأطفال، وقصده إبادة المسلمين الذين لهم تواجد في تلك الدولة، وتسميتهم بالإرهابيين، لقيامهم بالدين الإسلامي، وكذلك مدافعتهم عن أنفسهم وعن أسرهم دفع الضعفاء بقدر ما يستطيعون، ولاشك أن اليهود أعداء للإسلام كما قال تعالى: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا) المائدة:82.
وعلى هذا فالواجب على أولئك المسلمين المنكوبين أن يصبروا ويحتسبوا الأجر في هذه المصيبة، ويتذكروا قول الله تعالى: (لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ) آل عمران:186 إلى آخر الآية، وقوله تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ) البقرة:155 إلى آخر الآية.
ونوصيهم أيضًا بالقيام بقدر ما يستطيعون من المقاومة والمدافعة، ويعتمدوا على ربهم ويطلبوا منه النصر على الأعداء، ويثقون بنصر الله تعالى، فإنه سبحانه أخبر بذلك، فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) محمد:7، وقال تعالى: (وَمَا النَّصْرُ إِلا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ) الأنفال:10، فعليهم أن يقوموا بما يلزمهم من حقوق ربهم، بفعل الأوامر وترك الزواجر، والالتزام بالشرع، وتحقيق الإيمان، وعدم الخوف إلا من الله، ويتذكروا قول الله تعالى: (إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ) آل عمران:175.
ثم نذكر المسلمين في كل مكان بحقوق الأخوة الإسلامية العامة، فإن المسلمين إخوة في كل مكان، وأن أولئك المسلمين من أهل غزة من أحق من يحتاجون إلى نصر إخوانهم المسلمين بقدر الاستطاعة، حتى يرتفع عنهم ظلم الأعداء وجورهم، وهكذا مطالبة أولئك الأعداء في كل محفل برفع هذا الظلم الذي ليس له مبرر ولا سبب من الأسباب، وتخويف أولئك الأعداء من عواقب هذا الظلم والاعتداء.
كما نوصي المسلمين في كل مكان بالدعاء لإخوانهم المسلمين بالنصر والتمكين، ونرى جواز القنوت في الصلوات كلها، أو في صلاتي المغرب والصبح، دعاء للمستضعفين، ودعاء على المعتدين الظالمين، كما نتواصى أيضًا بالمسارعة إلى مساعدتهم ماديًا ومعنويًا إذا تيسر ذلك، كالتبرع لهم بالمال، ليكون قوتًا يقتاتون به، حيث قد أهلك العدو الحرث والنسل، وكذلك أيضًا التبرع بالدم لحاجة مرضاهم، واستقبال أولئك المرضى والجرحى وعلاجهم بقدر الاستطاعة، رجاء أنهم يعيشون ويسعدون في الحياة مع أهليهم وأولادهم، وهكذا إرسال المعونات العينية، كالكسوة والأطعمة والأواني، وكل ما هم يحتاجون إليه.
ثم إننا نشكر من سارع لمعونة إخواننا المتضررين من أهل غزة باستقبال الجرحى في المستشفيات، مما يخفف الوطأة عليهم؛ وكذلك إرسال المعونات والمساعدات إليهم، كما فعل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وفقه الله وأثابه خيراً، كما ندعو حكام المسلمين إلى المسارعة بعمل سياسي واقتصادي يوقف المعتدين ويظهر قوة المسلمين، نسأل الله أن يكشف عن إخواننا ما بهم من ضر وأن يرفع عنهم البلاء ويرد عنهم كيد الكائدين وعدوان المعتدين ويعجل لهم بالنصر المبين. والله أعلم وصلى الله على محمد.
قاله وأملاه
عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين
30/12/1429هـ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على اشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد...
فإن الله تعالى ربط الأخوة بين المسلمين، كما قال تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) الحجرات:10، وقال تعالى: (فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا) آل عمران:103، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ولا يخذله ولا يحقره"، وقال صلى الله عليه وسلم: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا" وقال صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" وغير ذلك من الأدلة.
وقد اشتهر ما أصاب المسلمين في قطاع غزة من دولة فلسطين، في السنوات الماضية، وفي الأيام القريبة، من الحصار الاقتصادي الشديد، الذي قامت به الدولة الصهيونية الكافرة، ومن يساعدها من سائر دول الكفار، حتى تضرر المواطنون في قطاع غزة من هذا الحصار الذي أنهكهم وأضعفهم ، فلما أيقن العدو بضعفهم وقلة حيلتهم وهوانهم حتى على أقرب الناس إليهم أحدق بهم هذه الأيام، ورماهم بالصواريخ والقاذفات، وأهلك الحرث والنسل، وقتل وجرح وأدمى ما جاوز ألف شخص من مدنيين وعسكريين، ونساء وأطفال، وقصده إبادة المسلمين الذين لهم تواجد في تلك الدولة، وتسميتهم بالإرهابيين، لقيامهم بالدين الإسلامي، وكذلك مدافعتهم عن أنفسهم وعن أسرهم دفع الضعفاء بقدر ما يستطيعون، ولاشك أن اليهود أعداء للإسلام كما قال تعالى: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا) المائدة:82.
وعلى هذا فالواجب على أولئك المسلمين المنكوبين أن يصبروا ويحتسبوا الأجر في هذه المصيبة، ويتذكروا قول الله تعالى: (لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ) آل عمران:186 إلى آخر الآية، وقوله تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ) البقرة:155 إلى آخر الآية.
ونوصيهم أيضًا بالقيام بقدر ما يستطيعون من المقاومة والمدافعة، ويعتمدوا على ربهم ويطلبوا منه النصر على الأعداء، ويثقون بنصر الله تعالى، فإنه سبحانه أخبر بذلك، فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) محمد:7، وقال تعالى: (وَمَا النَّصْرُ إِلا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ) الأنفال:10، فعليهم أن يقوموا بما يلزمهم من حقوق ربهم، بفعل الأوامر وترك الزواجر، والالتزام بالشرع، وتحقيق الإيمان، وعدم الخوف إلا من الله، ويتذكروا قول الله تعالى: (إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ) آل عمران:175.
ثم نذكر المسلمين في كل مكان بحقوق الأخوة الإسلامية العامة، فإن المسلمين إخوة في كل مكان، وأن أولئك المسلمين من أهل غزة من أحق من يحتاجون إلى نصر إخوانهم المسلمين بقدر الاستطاعة، حتى يرتفع عنهم ظلم الأعداء وجورهم، وهكذا مطالبة أولئك الأعداء في كل محفل برفع هذا الظلم الذي ليس له مبرر ولا سبب من الأسباب، وتخويف أولئك الأعداء من عواقب هذا الظلم والاعتداء.
كما نوصي المسلمين في كل مكان بالدعاء لإخوانهم المسلمين بالنصر والتمكين، ونرى جواز القنوت في الصلوات كلها، أو في صلاتي المغرب والصبح، دعاء للمستضعفين، ودعاء على المعتدين الظالمين، كما نتواصى أيضًا بالمسارعة إلى مساعدتهم ماديًا ومعنويًا إذا تيسر ذلك، كالتبرع لهم بالمال، ليكون قوتًا يقتاتون به، حيث قد أهلك العدو الحرث والنسل، وكذلك أيضًا التبرع بالدم لحاجة مرضاهم، واستقبال أولئك المرضى والجرحى وعلاجهم بقدر الاستطاعة، رجاء أنهم يعيشون ويسعدون في الحياة مع أهليهم وأولادهم، وهكذا إرسال المعونات العينية، كالكسوة والأطعمة والأواني، وكل ما هم يحتاجون إليه.
ثم إننا نشكر من سارع لمعونة إخواننا المتضررين من أهل غزة باستقبال الجرحى في المستشفيات، مما يخفف الوطأة عليهم؛ وكذلك إرسال المعونات والمساعدات إليهم، كما فعل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وفقه الله وأثابه خيراً، كما ندعو حكام المسلمين إلى المسارعة بعمل سياسي واقتصادي يوقف المعتدين ويظهر قوة المسلمين، نسأل الله أن يكشف عن إخواننا ما بهم من ضر وأن يرفع عنهم البلاء ويرد عنهم كيد الكائدين وعدوان المعتدين ويعجل لهم بالنصر المبين. والله أعلم وصلى الله على محمد.
قاله وأملاه
عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين
30/12/1429هـ