حسن سادة
25-06-2009, 02:54 AM
في عصر يوم السبت المنصرم ألفيت أن الغبار الكثيف الذي غطى سماء المنامة قد أجبرني على الإقامة
الجبرية داخل الشقة ولم يكن ذاك من أعرافي وطقوسي أيام العطل فلم يكن مناصة من الإسترخاء حبيس الجدارن
ممسكاٌ بالريموت كنترول وأنا أتجول في الفضائيات المتعددة وأخيراً طاب بي المقام في قناة النيل الأزرق السودانية
ووجدت أن برنامجاً يتم تقديمه على التو وهو البرنامج الشهير مراجعات للإعلامي اللامع صاحب الصولات والجولات وصاحب الكاريزما والأورا والحضور الطاغي الأستاذ الطاهر حسن التوم وقد كان في ضيافة البرنامج
شخص ظللت أعجب به إلى حد الإنبهار والدهشة منذ نعومة أظفاري
ألا وهو سعادة الوزير عبد الباسط سبدرات وإن كان إفتتاني وإعجابي به ينحصر
في سبدرات الشاعر المبدع الذي يبحر بك في عوالم مجهولة ومرافئ لا تجد فيها براً للأمان
ويحلق بك إلى فضاءات ساحرة تعانق فيها الأنجم الزهر وهامات السحب الشاهقة
أما الجانب السياسي منه فلا يعنيني كثيراً لأنني أمقت عالم السياسة ولا أفقه في أبجدياتها شيئاً قط
It is not at all my cup of tea
وفي معرض اللقاء أخذ أمير الحسن سبدرات يتلو مرثية كانت قد جادت به قريحته لرثاء شقيقه معاوية
الذي إستشهد إبان العصر المايوي البائد على حد تعبيره وما أن إنتهى من تلاوتها وجدته قد إنهار تماماً
وأجهش بالبكاء وطلب من مضيفه أن يبعد عدسات الكاميرا بعيداً عنه وإن كانت لم تفعل ذلك فوجدتني وقد أجهشت بالبكاء فقد كانت قصيدة معبرة تكاد أن تذوب الحجر الأصم وتستنطقه
وبعد الفاصل سأله الأستاذ الطاهر لماذا طلب منه إخفاء الكاميرا فقال بالحرف الواحد أنه لا يود أن يراه المشاهدون وهو مبشتن وقد أستغربت أنا من هذه المقوله لأن بكاء الشاعر المرهف إنما يعكس رقة مشاعره
وأحاسيسه المتدفقة وفراق الأخ ليس بالأمر الهين وأي فراق !
لقد كان فراقاً مفاجئاً
كلا يا سعادة الوزير لم تكن مبشتنا فقد كنت قمة من المشاعر المتدفقة ودموعك تذرف مدراراً
وتكاد أن تسيل من شاشة التلفاز
وكيف لشخص في رقتك ورهافة حسك أن يكون مبشتنا
يا من أتحفت الشعب السوداني برائعة البلابل التي لا زالت الألسن ترددها إلى يومنا هذا
رجـعـنـالـك وجـينـا غـفـرنا انـك بالوشـاية فـصـدت كبـد الـفـرحة فـينـا
رجـعـنـالـك وعـينـينا الـبكـت فـجعـت رموشـه دمـوع سـخـينـة
وبـفـرح عـودتـنا رفـت زغـردت كلـمات حـنـيـنـة
رجـعـنـالـك عشـان تـاه الـفـرح مـن دارنــا
رجـعـنـالـك وانـت ديــــــــار فـرحنــــا
رجـعـنـالـك عـشـان نـاحــت سـواقــيـنا
رجـعـنـالـك وبـكـت شـتـلات قـمـحـنــا
رجـعـنـالـك عـشـان يـسـكـت جـرحـنـا الانـت جـارح قـلبـو بجـراحاتـنا إحنـا
رجـعـنـالـك وكـيـف نـرفـض رجـوع الـقـمـرة لـوطـن الـقـمارى
يـا الـتقـوقـى على نخـيـلاتـنا الـقمـارى ...
وانـت واحـش نـيـل وطـنـا عـلـيـنا شـمـتـه الصحارى
رجـعـنـالـك عـشـان انـت الـجـرف الـفـيـهو شـتلات حـنـة لـفرح الـقـبـيلة
رجـعـنـالـك عـشــان جــرتــقــنـا وسـيـرتـنــا وجـديــلـة ..
رجـعـنـالـك نـغـنـى فـرحـنـا فـيـك ونـقـول عـديـلــة
يـفـرح الـلـيـل بـفـرح صـنـدل يــفـوح يـكـســـى الـقـبـيـلــة
الجبرية داخل الشقة ولم يكن ذاك من أعرافي وطقوسي أيام العطل فلم يكن مناصة من الإسترخاء حبيس الجدارن
ممسكاٌ بالريموت كنترول وأنا أتجول في الفضائيات المتعددة وأخيراً طاب بي المقام في قناة النيل الأزرق السودانية
ووجدت أن برنامجاً يتم تقديمه على التو وهو البرنامج الشهير مراجعات للإعلامي اللامع صاحب الصولات والجولات وصاحب الكاريزما والأورا والحضور الطاغي الأستاذ الطاهر حسن التوم وقد كان في ضيافة البرنامج
شخص ظللت أعجب به إلى حد الإنبهار والدهشة منذ نعومة أظفاري
ألا وهو سعادة الوزير عبد الباسط سبدرات وإن كان إفتتاني وإعجابي به ينحصر
في سبدرات الشاعر المبدع الذي يبحر بك في عوالم مجهولة ومرافئ لا تجد فيها براً للأمان
ويحلق بك إلى فضاءات ساحرة تعانق فيها الأنجم الزهر وهامات السحب الشاهقة
أما الجانب السياسي منه فلا يعنيني كثيراً لأنني أمقت عالم السياسة ولا أفقه في أبجدياتها شيئاً قط
It is not at all my cup of tea
وفي معرض اللقاء أخذ أمير الحسن سبدرات يتلو مرثية كانت قد جادت به قريحته لرثاء شقيقه معاوية
الذي إستشهد إبان العصر المايوي البائد على حد تعبيره وما أن إنتهى من تلاوتها وجدته قد إنهار تماماً
وأجهش بالبكاء وطلب من مضيفه أن يبعد عدسات الكاميرا بعيداً عنه وإن كانت لم تفعل ذلك فوجدتني وقد أجهشت بالبكاء فقد كانت قصيدة معبرة تكاد أن تذوب الحجر الأصم وتستنطقه
وبعد الفاصل سأله الأستاذ الطاهر لماذا طلب منه إخفاء الكاميرا فقال بالحرف الواحد أنه لا يود أن يراه المشاهدون وهو مبشتن وقد أستغربت أنا من هذه المقوله لأن بكاء الشاعر المرهف إنما يعكس رقة مشاعره
وأحاسيسه المتدفقة وفراق الأخ ليس بالأمر الهين وأي فراق !
لقد كان فراقاً مفاجئاً
كلا يا سعادة الوزير لم تكن مبشتنا فقد كنت قمة من المشاعر المتدفقة ودموعك تذرف مدراراً
وتكاد أن تسيل من شاشة التلفاز
وكيف لشخص في رقتك ورهافة حسك أن يكون مبشتنا
يا من أتحفت الشعب السوداني برائعة البلابل التي لا زالت الألسن ترددها إلى يومنا هذا
رجـعـنـالـك وجـينـا غـفـرنا انـك بالوشـاية فـصـدت كبـد الـفـرحة فـينـا
رجـعـنـالـك وعـينـينا الـبكـت فـجعـت رموشـه دمـوع سـخـينـة
وبـفـرح عـودتـنا رفـت زغـردت كلـمات حـنـيـنـة
رجـعـنـالـك عشـان تـاه الـفـرح مـن دارنــا
رجـعـنـالـك وانـت ديــــــــار فـرحنــــا
رجـعـنـالـك عـشـان نـاحــت سـواقــيـنا
رجـعـنـالـك وبـكـت شـتـلات قـمـحـنــا
رجـعـنـالـك عـشـان يـسـكـت جـرحـنـا الانـت جـارح قـلبـو بجـراحاتـنا إحنـا
رجـعـنـالـك وكـيـف نـرفـض رجـوع الـقـمـرة لـوطـن الـقـمارى
يـا الـتقـوقـى على نخـيـلاتـنا الـقمـارى ...
وانـت واحـش نـيـل وطـنـا عـلـيـنا شـمـتـه الصحارى
رجـعـنـالـك عـشـان انـت الـجـرف الـفـيـهو شـتلات حـنـة لـفرح الـقـبـيلة
رجـعـنـالـك عـشــان جــرتــقــنـا وسـيـرتـنــا وجـديــلـة ..
رجـعـنـالـك نـغـنـى فـرحـنـا فـيـك ونـقـول عـديـلــة
يـفـرح الـلـيـل بـفـرح صـنـدل يــفـوح يـكـســـى الـقـبـيـلــة