درديري كباشي
22-06-2009, 07:58 AM
واحده من اعظم نعم الله علينا والتي اصبحت احدى متلازمات حياتنا التي نعدي من عندها ولا نتوقف . وهي تلك الحبيبات البنية ذات (الشلخ الاسود) التي رافقتنا طيلة مسيرتنا في الحياة وهي حبات الفول . من خلال هذا الموضوع والذي هو عباره عن شكر وعرفان وردا لاعتبار الفول الذي ساهم في بناء اجسادنا منذ يفوعها ولا زال يساهم .
اكرم الله الفول بعدة مزايا ما توفرت في طعام آخر قط وهي :
اولا ان الانسان يمكن ان ياكل الفول كل يوم دون ان يكل او يمل وخاصة نحن السودانيون وبدليل اننا ونحن طلاب في مختلف المراحل وكذلك موظفون . وغير ذلك لا نستطيع ان نأكل أي اكل آخر بصفة يومية مثل الكبسة واللحم مثلا او حتى صديق الفول الشخصي وهو العدس .
ثانيا : ان صحن الفول قابل للتغيير من ابسط الاشياء مثلا ( كتحة ) صغيره من الشمار يمكن ان تغير طعم الفول تماما او حتى نصف ليمونة . واعتقد ان هذا السر الذي جعل ان صحن الفول لا يمل بل يمكن ان نقول لا يتكرر ابدا . فانت كل يوم تاكل صحن الفول بطعم مختلف عما سبقه .
ثالثا : صحن الفول قابل للتحالفات مع اصناف اخرى للطعام بصفة تحير مثال منها الساردين والسلطة والبيض ولا ننسي اصدقاء الفول الحميمين مثل زيت السمسم والطعمية والجبنة البيضاء .
ومدخل آخر لصحن الفول بمثل ما للمجتمع من فئات وطبقات حتى صحن الفول يتاثر بهذه التقسيمات . مثلا ابناء الابتدائي يكتفون بالفول في شكل سندوتشات تبيعه النساء في فناء المدارس والمتعارف عليهن بحاجات الفطور . ابناء الثانوية حيث المصروف قليل والبطون كبرت فهم يكتفون بفتة الفول مع زيت السمسم فيما يعرف عندنا (بالبوش ) ولا علاقة لهذه التسمية بالرئيس الاميركي السابق لانها هي اقدم منه بل ربما الرئيس الامريكي كان جده الاكبر يحب اكلها لذلك سمي بها . والطبقة الثالثة وهي طبقة الموظفين وهؤلاء يتناولون الفول بمزاج حيث يخلطونه بما لذ وطاب من المرفقات امثال البيض والساردين والسلطات بانواعها حتى السلطة التنفيذية .. بعض مرات ... وتوجد عدة مواقف لهذه الفئات سناتي على ذكرها عندما نصل لمرحلة فول ومواقف .
مدخل آخر وهو ان أي مدينة في السودان بل حتى هنا في الرياض في السعودية بها محل للفول مميز تشد له الرحال من اماكن بعيده وتجده منتشرا بين السنة الناس . انا بحكم نشأتي في مدينة كسلا العريقة ساذكر فوالين كسلا وما هو الشي الذي ميزهم عن سائر الفوالين ومن هذه النقطة سنبدا جولتنا التوثيقية مع الفول كواحد من ابرز الاسماء في حياتنا والتي لم تخطر على بال الاستاذ عمر الجزلي (اقصد الفول طبعا )
في كسلا اشهر محل فول كان وحتى قبل مغادرتي للمدينة وهو فول صبحي . وصبحي ذلك رجل احترف الفول . واعني باحترف بنفس المفهوم الذي يطلق على من احترف الفن واحترف الرسم او احترف الغناء . اذا زرت فوال صبحي في كسلا اولا ستجد طاولته التي يصلح فيها الفول عباره عن مرسم . تتكون من عدة اطباق لمختلف الخلطات المعروف منها هي زبدة الفول السوداني ( الدكوة ) والسلطة والطعمية والبيض . ولكن غير ذلك له خلطات سرية لا يطلع عليها احد اغلب الظن هي تركيبات من الصلصة والسمن على ما اعتقد .
صبحي لا يسال الزبون كسائر الفوالين (عايز كم فول ) ولكن يسال عددكم كم ؟؟؟ وهو بعد ذلك يتعهد ان يقدم وجبة تكفي الجميع بنفس هذا الطعم المميز. وحتى اذا طلبت زيادة بعد ذلك هو حريص على ان تكون بنفس الطعم الاول. والغريبة ان لصبحي القدره في تجهيز مائة صحن فول بنفس الطعم في كل مره رغما عن مدخلات انتاجه المتعدده . وصبحي ايضا لا يسمح لاي احد ان يضيف أي شي لصحن الفول بنفسه بعد ان يقوم هو باصلاحه ، اقصد تصليحه . في مره من المرات تناول احد الزبائن قطعة من الدكوة ورماها على صحن الفول الخاص به بعد ان قام صبحي بتجهيزه . هاج فيه صبحي وتناول القطعة من الصحن ورماها ارضا وصرخ فيه (كدا بوظته ياخ ) ورماها ارضا حتى يبين ان المسأله ليست طمعا منه . ولكنه يستمتع تماما عندما يرسم لوحة من صحن الفول الوانه تركيباته وخلطاته العجيبة وفرشاته كمشته وملعقاته التي سيتخدمها بصورة دراميه تحس بان هذا الشخص يفكر فعلا ويبذل مجهودا وهو يظبط صحن الفول .
وقد ذكرنا ان صحن الفول يختلف باختلاف الفئة المتناولة له . ذكرنا ان تلاميذ الابتدائي يتناولونه في شكل سندوتشات وطلاب الثانوي والجامعات في شكل بوش وهو رغيفا مقطع على ماء الفول مع اضافة بعض المحسنات البديعية حسب قدرة الفئة .
اما الموظفون فهم فئة قادره نسبيا لذلك ففولهم مميزا بعض الشئ اذا انهم اولا ينتدبون احدهم بالتناوب الى الفوال قبل فسحة الفطور بساعة تقريبا . ليذهب اولا الى سوق الخضار ويشتري السلطة والدكوة ويسبقهم بها الى المطعم بعد ان يقوم بتقطيعها وخلطها ومن ثم صب الفول عليها كوجبة ثابته . وقد وقع الدور يوما على احد اصحاب المزاج والقعدات وهو بعد ما اشترى السلطة كثر من الشطة الخضراء الحارة وعرج على الجزارة واشترى مرارة الخروف ( الأتي ) وجهز الخلطة في ذلك اليوم . وعندما حضر باقي الجماعة تفاجاوا بطعم غريب وهو فول بنكهة ام فتفت ولان الشطة اشتغلت فيهم ايضا كتمت اصواتهم وهم في غمرة حرقتهم تلك لم يتمكنوا ان يسالوا الشقي ما ذا اضاف لهذا الفول واصبح لسان حالهم ينبطق عليهم اغنية الرائع ابو الامين .
ورا البسمات كتمت دموع وبكيت من غير تحس بي
بعد ذلك نرجع ونفترض ان الاستاذ عمر الجزلي قرا هذا الموضوع وانتبه الى انه اغفل حق الفول عن غير قصد كاحد الشخصيات الهامه في حياتنا واستدرك هذا التقصير وعمل اتصالا مكثفا حتى يرضى الفول ان يكون ضيفا على برنامج اسماء في حياتنا .
وبالفعل وافق الفول مشكورا بعد ان توسطت انا طبعا وكان اللقاء
اولا الجزلي يلقي المقدمة
السادة المشاهدين الاعزاء يسرنا ان نستضيف اليوم واحدا من اهم الشخصيات التاريخية والتي ساهمت مساهمه فاعله في بناء الامه فردا فردا . ولنا جميعا ذكريات عشناها معه وقد ساهم في كل افراحنا ونجاحاتنا وقد كان عزاءا لنا في احزاننا وفشلنا وهو السيد الفول المصلح . عفوا استاذ فول تحب نناديك المصلح او الساده .
الفول : انا اشكرك يا استاذ عمر على هذه الاستضافة الجميلة والمقدمة الرائعة وانا اعتقد انك اعطيتني اكثر مما استحق وانا لست سوى وجبة نباتية متواضعه في متناول الصغير والكبير ويسعدني ان استضاف في أي قدرة تعجبكم . وانا افضل الفول الساده لان عباره الفول المصلح تعطيني شعور باني عاجز ولا اقوم الا على اكتاف الآخرين واشكرك مره ثانية .
الجزلي : ونحن كمان شاكرين يا استاذ فول سادة ممكن تكلمنا عن نشأتك وبداياتك ( بس اوعى تقول لينا كورة الشراب في الحواري ها ها ها )
الفول : اشكرك على خفة دمك يا استاذ عمر نحن اصلا من مصر وحضرنا الى السودان في صحبة الاتراك واذكر عندما جئنا في بداياتنا لم يعرفنا احد لان قبائل السودان كانت رعوية كان قليلا منهم من يتناول النبات بل كانو كلهم حيوانيين . بمعنى انهم يعتمدون على المنتجات الحيوانية فقط في اكلهم , لذلك اطلق علينا الفول المصري في السودان تحديدا .
الجزلي : طيب يا استاذ فول مين كان معكم في المرحلة الابتدائية ؟
الفول :الكانوا معايا من الابتدائي اذكر سلطة الاسود المسأعه كما يسميها المصريون0
0والطعمية والباقي كله مويات يعني موية الجبنة وموية الطماطم ولكن سلطة الاسود اتزوجت وقعدت في البيت واصبحت تابعة لوجبة الغداء بس اما الطعمية والجبنة ديل كملوا تعليمهم ولا زالوا معي في المسيرة .
الجزلي : ياا ستاذ فول ممكن نستعرض الصور التذكارية من الالبوم المعاك دا ... ايوة مين الضخمة ام كرش القاعدة يمينك دي
الفول : دي امنا القدره وهذه اصلا يمنية احضرها اليمن عندما هاجروا للسودان في السابق وكانوا متسيطرين على محلات الفول .
الجزلي : وطيب مين شديدة الشبه بك دي
الفول : دي اختى الصغيره لوبيا المعروفة عندكم في شهر رمضان بلوبا عفن او البليلة
الجزلي : لكن الآنسة لوبيا ما قوبلت بنفس الزخم الذي تمتعتم به سيادتكم هذا بالاضافة الى شخصيتكم الكارزمية .
الفول : اصلا اختي لوبيا غيورة شديدة ولو عايز تجننها اكلها برغيفة وبعدين عندها حساسية مع المكياج والاكسسوارات الاخرى زي الزيت والجبنة وجنها وجن تكسرها بقزازة اما تاكلها زي ما هي او تسبيها والمفضل عندها الشمار فقط تحبه لانه صديقها منذ الجروف واللوبيا .
الجزلي : الاستاذ فول تذكر مين كان معكم من المهاجرين من مصر ولا زال موجودا في الساحة حتى الآن .
الفول : طبعا نحن كنا شله كبيره حضرنا مع الاتراك وما كنا معروفين في السودان واذكر على سبيل المثال لا الحصر اخينا المحشي والاخت كفته والاخ كباب . بس ديل علاقتنا بيهم ما متينة لانهم من اكلات اللحوم طبعا ونحن نباتيين في الاساس . لذلك حتى لو اجتمعنا في بيت مناسبة مثلا نحن نقدم في الفطور والعشاء وهم من اكلات وجبة الغداء . هذا غير انهم متعاليين شوية وشايفين روحهم يعني لذلك انا شخصيا لا تربطني بهم أي علاقة ولا احبهم ربما اختي لوبيا تقابلهم في رمضان بعض المرات في فطور رمضان خاصة لمن يكون عازمين ضيوف .
الجزلي : الاستاذ فول طبعا انت واضع في اعتبارك ان هذا اللقاء سيعرض في التلفزيون وما خايف انه كلامك يخلق لك عداوات مع الآخرين وهذا يدل على ثقتك في نفسك ونحن نحييك على هذه الروح وكلمة اخيره قبل ما نختم هذه الحلقة يا استاذ فول .
الفول :اشكرك يا استاذ الجزلي على هذه الاستضافة الجميلة واتمنى اني لو كنت سهل الهضم فيها وما قابلتكم أي مشاكل في بلعي .وكلمة اخيره اقولها للرواد اكثر لحظة اكرهها هي عندما اخلط مع اللحم . انا ماعندي أي اعتراض ان اخلط مع أي نوع من الماكولات عدا اللحم والكبده وهلم جرا . واقول للرواد العاوز ياكل لحم وقرمان لاكل اللحم ( وبالمناسبة كلمة قرمان كلمة عربية فصحى وتعني شدة الشوق لاكل اللحم فقط يعني ما لها علاقة بالتنباك او غيره .... نثقفكم كمان ) العاوز لحم يروح سوق الناقة او سوق البقرة . ونصيحة لاصحاب الفوالات ما في داعي لبيع الشية جنبا الى جنب معنا وهل انتم ما واثقين فينا ولا شنو . وثقوا نحن عمرنا بيوت وعمارات قبل ذلك دون مسانده من أي لحمة أو شيه.
الجزلي : مشكور اخينا الفول وقد كنت خفيفا فعلا وسهل الهضم يمكن لاول مره في تاريخك والى اللقاء في حلقة اخرى من برنامج اسمـــــــــــــــــــــــاء في حياتنــــــــــا .
اكرم الله الفول بعدة مزايا ما توفرت في طعام آخر قط وهي :
اولا ان الانسان يمكن ان ياكل الفول كل يوم دون ان يكل او يمل وخاصة نحن السودانيون وبدليل اننا ونحن طلاب في مختلف المراحل وكذلك موظفون . وغير ذلك لا نستطيع ان نأكل أي اكل آخر بصفة يومية مثل الكبسة واللحم مثلا او حتى صديق الفول الشخصي وهو العدس .
ثانيا : ان صحن الفول قابل للتغيير من ابسط الاشياء مثلا ( كتحة ) صغيره من الشمار يمكن ان تغير طعم الفول تماما او حتى نصف ليمونة . واعتقد ان هذا السر الذي جعل ان صحن الفول لا يمل بل يمكن ان نقول لا يتكرر ابدا . فانت كل يوم تاكل صحن الفول بطعم مختلف عما سبقه .
ثالثا : صحن الفول قابل للتحالفات مع اصناف اخرى للطعام بصفة تحير مثال منها الساردين والسلطة والبيض ولا ننسي اصدقاء الفول الحميمين مثل زيت السمسم والطعمية والجبنة البيضاء .
ومدخل آخر لصحن الفول بمثل ما للمجتمع من فئات وطبقات حتى صحن الفول يتاثر بهذه التقسيمات . مثلا ابناء الابتدائي يكتفون بالفول في شكل سندوتشات تبيعه النساء في فناء المدارس والمتعارف عليهن بحاجات الفطور . ابناء الثانوية حيث المصروف قليل والبطون كبرت فهم يكتفون بفتة الفول مع زيت السمسم فيما يعرف عندنا (بالبوش ) ولا علاقة لهذه التسمية بالرئيس الاميركي السابق لانها هي اقدم منه بل ربما الرئيس الامريكي كان جده الاكبر يحب اكلها لذلك سمي بها . والطبقة الثالثة وهي طبقة الموظفين وهؤلاء يتناولون الفول بمزاج حيث يخلطونه بما لذ وطاب من المرفقات امثال البيض والساردين والسلطات بانواعها حتى السلطة التنفيذية .. بعض مرات ... وتوجد عدة مواقف لهذه الفئات سناتي على ذكرها عندما نصل لمرحلة فول ومواقف .
مدخل آخر وهو ان أي مدينة في السودان بل حتى هنا في الرياض في السعودية بها محل للفول مميز تشد له الرحال من اماكن بعيده وتجده منتشرا بين السنة الناس . انا بحكم نشأتي في مدينة كسلا العريقة ساذكر فوالين كسلا وما هو الشي الذي ميزهم عن سائر الفوالين ومن هذه النقطة سنبدا جولتنا التوثيقية مع الفول كواحد من ابرز الاسماء في حياتنا والتي لم تخطر على بال الاستاذ عمر الجزلي (اقصد الفول طبعا )
في كسلا اشهر محل فول كان وحتى قبل مغادرتي للمدينة وهو فول صبحي . وصبحي ذلك رجل احترف الفول . واعني باحترف بنفس المفهوم الذي يطلق على من احترف الفن واحترف الرسم او احترف الغناء . اذا زرت فوال صبحي في كسلا اولا ستجد طاولته التي يصلح فيها الفول عباره عن مرسم . تتكون من عدة اطباق لمختلف الخلطات المعروف منها هي زبدة الفول السوداني ( الدكوة ) والسلطة والطعمية والبيض . ولكن غير ذلك له خلطات سرية لا يطلع عليها احد اغلب الظن هي تركيبات من الصلصة والسمن على ما اعتقد .
صبحي لا يسال الزبون كسائر الفوالين (عايز كم فول ) ولكن يسال عددكم كم ؟؟؟ وهو بعد ذلك يتعهد ان يقدم وجبة تكفي الجميع بنفس هذا الطعم المميز. وحتى اذا طلبت زيادة بعد ذلك هو حريص على ان تكون بنفس الطعم الاول. والغريبة ان لصبحي القدره في تجهيز مائة صحن فول بنفس الطعم في كل مره رغما عن مدخلات انتاجه المتعدده . وصبحي ايضا لا يسمح لاي احد ان يضيف أي شي لصحن الفول بنفسه بعد ان يقوم هو باصلاحه ، اقصد تصليحه . في مره من المرات تناول احد الزبائن قطعة من الدكوة ورماها على صحن الفول الخاص به بعد ان قام صبحي بتجهيزه . هاج فيه صبحي وتناول القطعة من الصحن ورماها ارضا وصرخ فيه (كدا بوظته ياخ ) ورماها ارضا حتى يبين ان المسأله ليست طمعا منه . ولكنه يستمتع تماما عندما يرسم لوحة من صحن الفول الوانه تركيباته وخلطاته العجيبة وفرشاته كمشته وملعقاته التي سيتخدمها بصورة دراميه تحس بان هذا الشخص يفكر فعلا ويبذل مجهودا وهو يظبط صحن الفول .
وقد ذكرنا ان صحن الفول يختلف باختلاف الفئة المتناولة له . ذكرنا ان تلاميذ الابتدائي يتناولونه في شكل سندوتشات وطلاب الثانوي والجامعات في شكل بوش وهو رغيفا مقطع على ماء الفول مع اضافة بعض المحسنات البديعية حسب قدرة الفئة .
اما الموظفون فهم فئة قادره نسبيا لذلك ففولهم مميزا بعض الشئ اذا انهم اولا ينتدبون احدهم بالتناوب الى الفوال قبل فسحة الفطور بساعة تقريبا . ليذهب اولا الى سوق الخضار ويشتري السلطة والدكوة ويسبقهم بها الى المطعم بعد ان يقوم بتقطيعها وخلطها ومن ثم صب الفول عليها كوجبة ثابته . وقد وقع الدور يوما على احد اصحاب المزاج والقعدات وهو بعد ما اشترى السلطة كثر من الشطة الخضراء الحارة وعرج على الجزارة واشترى مرارة الخروف ( الأتي ) وجهز الخلطة في ذلك اليوم . وعندما حضر باقي الجماعة تفاجاوا بطعم غريب وهو فول بنكهة ام فتفت ولان الشطة اشتغلت فيهم ايضا كتمت اصواتهم وهم في غمرة حرقتهم تلك لم يتمكنوا ان يسالوا الشقي ما ذا اضاف لهذا الفول واصبح لسان حالهم ينبطق عليهم اغنية الرائع ابو الامين .
ورا البسمات كتمت دموع وبكيت من غير تحس بي
بعد ذلك نرجع ونفترض ان الاستاذ عمر الجزلي قرا هذا الموضوع وانتبه الى انه اغفل حق الفول عن غير قصد كاحد الشخصيات الهامه في حياتنا واستدرك هذا التقصير وعمل اتصالا مكثفا حتى يرضى الفول ان يكون ضيفا على برنامج اسماء في حياتنا .
وبالفعل وافق الفول مشكورا بعد ان توسطت انا طبعا وكان اللقاء
اولا الجزلي يلقي المقدمة
السادة المشاهدين الاعزاء يسرنا ان نستضيف اليوم واحدا من اهم الشخصيات التاريخية والتي ساهمت مساهمه فاعله في بناء الامه فردا فردا . ولنا جميعا ذكريات عشناها معه وقد ساهم في كل افراحنا ونجاحاتنا وقد كان عزاءا لنا في احزاننا وفشلنا وهو السيد الفول المصلح . عفوا استاذ فول تحب نناديك المصلح او الساده .
الفول : انا اشكرك يا استاذ عمر على هذه الاستضافة الجميلة والمقدمة الرائعة وانا اعتقد انك اعطيتني اكثر مما استحق وانا لست سوى وجبة نباتية متواضعه في متناول الصغير والكبير ويسعدني ان استضاف في أي قدرة تعجبكم . وانا افضل الفول الساده لان عباره الفول المصلح تعطيني شعور باني عاجز ولا اقوم الا على اكتاف الآخرين واشكرك مره ثانية .
الجزلي : ونحن كمان شاكرين يا استاذ فول سادة ممكن تكلمنا عن نشأتك وبداياتك ( بس اوعى تقول لينا كورة الشراب في الحواري ها ها ها )
الفول : اشكرك على خفة دمك يا استاذ عمر نحن اصلا من مصر وحضرنا الى السودان في صحبة الاتراك واذكر عندما جئنا في بداياتنا لم يعرفنا احد لان قبائل السودان كانت رعوية كان قليلا منهم من يتناول النبات بل كانو كلهم حيوانيين . بمعنى انهم يعتمدون على المنتجات الحيوانية فقط في اكلهم , لذلك اطلق علينا الفول المصري في السودان تحديدا .
الجزلي : طيب يا استاذ فول مين كان معكم في المرحلة الابتدائية ؟
الفول :الكانوا معايا من الابتدائي اذكر سلطة الاسود المسأعه كما يسميها المصريون0
0والطعمية والباقي كله مويات يعني موية الجبنة وموية الطماطم ولكن سلطة الاسود اتزوجت وقعدت في البيت واصبحت تابعة لوجبة الغداء بس اما الطعمية والجبنة ديل كملوا تعليمهم ولا زالوا معي في المسيرة .
الجزلي : ياا ستاذ فول ممكن نستعرض الصور التذكارية من الالبوم المعاك دا ... ايوة مين الضخمة ام كرش القاعدة يمينك دي
الفول : دي امنا القدره وهذه اصلا يمنية احضرها اليمن عندما هاجروا للسودان في السابق وكانوا متسيطرين على محلات الفول .
الجزلي : وطيب مين شديدة الشبه بك دي
الفول : دي اختى الصغيره لوبيا المعروفة عندكم في شهر رمضان بلوبا عفن او البليلة
الجزلي : لكن الآنسة لوبيا ما قوبلت بنفس الزخم الذي تمتعتم به سيادتكم هذا بالاضافة الى شخصيتكم الكارزمية .
الفول : اصلا اختي لوبيا غيورة شديدة ولو عايز تجننها اكلها برغيفة وبعدين عندها حساسية مع المكياج والاكسسوارات الاخرى زي الزيت والجبنة وجنها وجن تكسرها بقزازة اما تاكلها زي ما هي او تسبيها والمفضل عندها الشمار فقط تحبه لانه صديقها منذ الجروف واللوبيا .
الجزلي : الاستاذ فول تذكر مين كان معكم من المهاجرين من مصر ولا زال موجودا في الساحة حتى الآن .
الفول : طبعا نحن كنا شله كبيره حضرنا مع الاتراك وما كنا معروفين في السودان واذكر على سبيل المثال لا الحصر اخينا المحشي والاخت كفته والاخ كباب . بس ديل علاقتنا بيهم ما متينة لانهم من اكلات اللحوم طبعا ونحن نباتيين في الاساس . لذلك حتى لو اجتمعنا في بيت مناسبة مثلا نحن نقدم في الفطور والعشاء وهم من اكلات وجبة الغداء . هذا غير انهم متعاليين شوية وشايفين روحهم يعني لذلك انا شخصيا لا تربطني بهم أي علاقة ولا احبهم ربما اختي لوبيا تقابلهم في رمضان بعض المرات في فطور رمضان خاصة لمن يكون عازمين ضيوف .
الجزلي : الاستاذ فول طبعا انت واضع في اعتبارك ان هذا اللقاء سيعرض في التلفزيون وما خايف انه كلامك يخلق لك عداوات مع الآخرين وهذا يدل على ثقتك في نفسك ونحن نحييك على هذه الروح وكلمة اخيره قبل ما نختم هذه الحلقة يا استاذ فول .
الفول :اشكرك يا استاذ الجزلي على هذه الاستضافة الجميلة واتمنى اني لو كنت سهل الهضم فيها وما قابلتكم أي مشاكل في بلعي .وكلمة اخيره اقولها للرواد اكثر لحظة اكرهها هي عندما اخلط مع اللحم . انا ماعندي أي اعتراض ان اخلط مع أي نوع من الماكولات عدا اللحم والكبده وهلم جرا . واقول للرواد العاوز ياكل لحم وقرمان لاكل اللحم ( وبالمناسبة كلمة قرمان كلمة عربية فصحى وتعني شدة الشوق لاكل اللحم فقط يعني ما لها علاقة بالتنباك او غيره .... نثقفكم كمان ) العاوز لحم يروح سوق الناقة او سوق البقرة . ونصيحة لاصحاب الفوالات ما في داعي لبيع الشية جنبا الى جنب معنا وهل انتم ما واثقين فينا ولا شنو . وثقوا نحن عمرنا بيوت وعمارات قبل ذلك دون مسانده من أي لحمة أو شيه.
الجزلي : مشكور اخينا الفول وقد كنت خفيفا فعلا وسهل الهضم يمكن لاول مره في تاريخك والى اللقاء في حلقة اخرى من برنامج اسمـــــــــــــــــــــــاء في حياتنــــــــــا .