مشاهدة النسخة كاملة : ( دكان شحاتة ) من زاوية اخرى ......
عبدالرحمن مدثر
20-06-2009, 03:56 AM
يعرض حاليا فى سينما (جمجموم ) بمركز عفراء للتسوق الفيلم المثير للجدل (دكان شحاتة )
اختلفنا معه او اتفقنا يظل المخرج (خالد يوسف ) عبقرى السينما العربية وذلك للمسته الساحرة
وافلامه المتميزة والهادفة والتى تفوق فيها على استاذه (يوسف شاهين ) واصبحت افلام يوسف
هى المتميزة لطرحها القوى وبعدها عن الاسفاف .. واقحامه لقضايا الساعة السياسية فى افلامه
عبدالرحمن مدثر
20-06-2009, 04:01 AM
- يناقش الفيلم دراما اجتماعية حول الاسرة وتفككها حينما لايقوم الاب بدوره كاملا
فى التربية ولايعدل فى حبه لابنائه ممايؤدى الى الحقد والغيرة تكون نهايتها ماسوية
(لشحاتة ) الذى نال نصيب الاسد من حب والده على حساب اخوته من الام الاولى
وبعد موت الوالد يذهب شحاتة مع الريح .. ويدفع الثمن غاليا
عبدالرحمن مدثر
20-06-2009, 04:05 AM
- يناقش الفيلم كذلك الحالة المذرية التى وصل لها الشعب المصرى كنموذج للشعب العربى
حينما يكون ضحية لطبقة حاكمة لاهم لها سوى الجلوس لاكبرة فترة ممكنة على سدة الحكم
- الانتخابات وزيفها ومنظر الشعوب المطحونة وهى تستلم نصف (المائة جنيه) المشروطة قبل الانتخاب
على ان يتم تسليمه النصف الاخر من العملة بعد تزيف الحقيقة وترشيحهم للرئيس المراد انتخابه
عبدالرحمن مدثر
20-06-2009, 04:10 AM
- ويتعمق الفيلم فى حوارى الالم والمعاناة .. فى بلد مثلنا قريب من النيل وتباع المياه فيه (بالجركانات )
- وتحول الحال بعد ان كان الموز يباع (بالكليو ) اصبح من قمة المعاناة يباع بالقطعة الواحدة (دنيا )
- منظر التدافع الشديد حول المخابز من اجل (عيشة ) فى شكل مظاهرة جائعة تدوس على النظام
وتنتصر لجوعها
- البطالة كانت حضور منقطع النظير عندما تتحول زهرة الشباب الى بلطجة
عبدالرحمن مدثر
20-06-2009, 04:15 AM
- (دكان شحاتة) يحذر من فوضى في مصر خليط من القهر والفقر وغياب العدالة
وزيادة البطالة واستمرار نظام واحد في الحكم ما يقرب من 30 عاما
عبدالرحمن مدثر
20-06-2009, 04:19 AM
دكان شحاتة فيلم جدير بالمشاهدة
لانك مع اخر مشهد من الفيلم ستجد نفسك مجبورا
على ان تذرف دمعة تتحدر لهذه الدراما الاجتماعية
الهادفة
أبوريلان
20-06-2009, 04:29 AM
شوقتنا يا أبو مزن للفلم .
عوض الكريم الخواض
20-06-2009, 05:14 AM
أبو مزن ...
الحال ياهو زاتو الحال ... وحالنا أسوأ من حالهم .
أذا كان فيلم دكان شحاتة استطاع ان يوصل تلك الحقيقة المزرية لمعيشة الشعب المصرى ...
والشعب المصرى والحكومة المصرية ما زالا يتبادلان دور الحاكم والمحكوم من واجبات الدولة تجاه المواطن وواجبات المواطن تجاه الدولة ...
وحسب زياراتى المتكررة للجارة (مصر) ... وما لمسته من خدمات تقدمها الدولة لشعبها المطحون والذى يبلغ أكثر من 75 مليون نسمة فى رقعة لا تتعدى نصف أرض السودان .... فاننى استطيع ان اجزم بأن الحكومة المصرية وما تقدمه من خدمات صحية وصحة بيئة وخدمات ارشاد زراعى وجمعيات زراعية تعاونية اضافة الى التعليم والتموين المدعوم ( هل تعلم ان سعر رغيفتين فى السودان يشترى لك عشرة رغيفات فى مصر ) والكهرباء (الرخيصة ) ووووووووووووووووو .... أضافة الى أهم شئ ( الأمن ) وكذلك روح الوطنية التى تبثها الحكومات المتعاقبة فى مواطنيها ....
لا أطيل عليك أخى عبد الرحمن ...
نريد مائةحتى نصل الى ما وصلت اليه مصر .
فاذا كانت حالة الشعب المصرى مزرية ...
فكيف نصف حال شعب وطننا الحبيب .
معتز الريح
20-06-2009, 09:36 AM
يا عبدالرحمن مدثر ..
يعني عايز تورينا أنك كنت مركز في القصة ..
ياحبيب ما علينا الكلام ده ..
قول الكلام ده لزول تاني ..
قلت لي البطل منو؟
الله يدينا خيرو ..
:@ارجوان:@
20-06-2009, 09:47 AM
لا اختلاف في ان دكان شحاته لمخرج لا يشق له غبار اخرج وفي فتره قصيره روائع تضاهي روائع استاذه
ومادة الفلم غنيه جدا باحداث واقعيه وبرغم من تفوق التلميذ على اتساذه يجيب ان تكون هناك هفوه
وهفوة خالد يوسف هنا اسناده دورا رئيسيا لمطربة التعري هيفاء وهبي مما سيتيح اليها الفرص للانتشار اكثر واكثر وربما تصدرت بوسترات السينما المصريه
شكرا ابو مزون لاتحت الفرصه لي لابدي اعتراضي وان كان لن يؤثر كثيرا
مجرد رئي
تقبل مروري
محمد حسين (المميز)
20-06-2009, 09:52 AM
واللــه يا عبـدالرحمن
ماشاءالله
سردك رائع وتحليلك أروع
وربنا يصلح الحــال
محمد حسين (المميز)
20-06-2009, 09:53 AM
قلت لي البطل منو؟
..
:rolleyes: :rolleyes: :rolleyes:
يا معتـــز
انت عاوز البطــل ولاّ البطلـــه :p
معتز الريح
20-06-2009, 09:57 AM
:rolleyes: :rolleyes: :rolleyes:
يا معتـــز
انت عاوز البطــل ولاّ البطلـــه :p
أنا عايز عبدالرحمن ده يقول لينا الشافو ..
محمد حسين (المميز)
20-06-2009, 10:05 AM
أنا عايز عبدالرحمن ده يقول لينا الشافو ..
ما بتقـــــــــال
مابتقــــــــــال
انت عارف البطله اللي ماتتسماش
سألوها الصحفييــن
قالو ليها عاوزين نعرف وانت
في أول بطوله سينمائيه ليك في الفلم ده
أصعب مشهــد أثــّــر فيك وكان صعب عليك شنــو؟؟
جاوبت ليهم إجابه خلوها سااااااااااااااي :confused: :confused:
معليــش أعذروني :eek:
ما بتتقـــال :cool: ما بتتقـــال
ما بقدر أقــوله واللــه :confused:
لا في العــام لا في الخــاص ;)
وكان قلت
بطيـــــــــــر ورا أخوي ود المطاميـــــــــر :p :D :p
معتز الريح
20-06-2009, 10:07 AM
ما بتقـــــــــال
مابتقــــــــــال
انت عارف البطله اللي ماتتسماش
سألوها الصحفييــن
قالو ليها عاوزين نعرف أصعب مشهــد
في أول بطوله سينمائيه ليك شنــو؟؟
جاوبت وقالت شنـــو؟؟ :confused: :confused:
أعذروني :eek:
ما بتقـــال :cool: ما بتقـــال
ما بقدر أقــوله واللــه :confused:
لا في العــام لا في الخــاص ;)
وكان قلت
بطيـــــــــــر ورا أخوي ود المطاميـــــــــر :p :d :p
وبرضو تقول لي عبدالرحمن مركز في القصة ؟!!!..
عبدالرحمن مدثر
20-06-2009, 10:41 AM
شوقتنا يا أبو مزن للفلم .
حبيبنا ياسر
بعد ماتبيع قطعة الارض
ادينا عمولة ونمشى نحتفل سويا
ونشاهد الفيلم
تسلم ياراقى
عبدالرحمن مدثر
20-06-2009, 10:45 AM
أبو مزن ...
الحال ياهو زاتو الحال ... وحالنا أسوأ من حالهم .
أذا كان فيلم دكان شحاتة استطاع ان يوصل تلك الحقيقة المزرية لمعيشة الشعب المصرى ...
والشعب المصرى والحكومة المصرية ما زالا يتبادلان دور الحاكم والمحكوم من واجبات الدولة تجاه المواطن وواجبات المواطن تجاه الدولة ...
وحسب زياراتى المتكررة للجارة (مصر) ... وما لمسته من خدمات تقدمها الدولة لشعبها المطحون والذى يبلغ أكثر من 75 مليون نسمة فى رقعة لا تتعدى نصف أرض السودان .... فاننى استطيع ان اجزم بأن الحكومة المصرية وما تقدمه من خدمات صحية وصحة بيئة وخدمات ارشاد زراعى وجمعيات زراعية تعاونية اضافة الى التعليم والتموين المدعوم ( هل تعلم ان سعر رغيفتين فى السودان يشترى لك عشرة رغيفات فى مصر ) والكهرباء (الرخيصة ) ووووووووووووووووو .... أضافة الى أهم شئ ( الأمن ) وكذلك روح الوطنية التى تبثها الحكومات المتعاقبة فى مواطنيها ....
لا أطيل عليك أخى عبد الرحمن ...
نريد مائةحتى نصل الى ما وصلت اليه مصر .
فاذا كانت حالة الشعب المصرى مزرية ...
فكيف نصف حال شعب وطننا الحبيب .
حبيبنا ابوكريم
والحال من بعضيه كما ذكرت
اما اذا جينا لحال بلادنا اليوم فهى لاتحتاج الى
من يقف على معاناتها .. لانها اصبحت ملازمة للجميع
فى كل صباح ومساء
ربنا يصلح الحال
تسلم ياحبيبنا على المرور
littlestar
20-06-2009, 10:46 AM
الرائع أبومزن
لاشك أن المخرج (خالد يوسف) قد أثبت براعته وبصمته المميزة فى كثير من أفلامه
وإحداها كان فيلمه المثير للجدل والضجه (حين ميسرة)
حيث أن الفيلم كان له بعد بؤرى عميق
لنظرة "الحوارى" والمساكن الشعبية فى مصر
حين تتلازم البساطة وقلة الوعى الثقافى
بالجهل والفقر والمرض
فينمو وحش الغريزة المفترس
ومفهوم الغاب
تقتل لتأكل
وتزنى لتتناسل وتعيش
لتخرج فى ذلك العمل الفنى الإبداعى
بحلة جديدة على مفهوم الفيلم المصرى
وأعتقد أن (دكان شحاته)
يأتى على نفس النسق وذات السياق
هى قفزة درامية جديدة ماعهدناها
لكن أتمنى من المخرج (خالد يوسف)
ألآ يجنح للتكرار حتى لايُفقد العمل الفنى بريقه
وأخيراً
هل تعالج هذه الأفلام قضايا حية وساخنة للشارع المصرى والعربى على وجه العموم
ام أنها فقط تُزيح الستار عن عيوب وتشوهات خلقية وسياسية وإقتصادية دفينة؟؟
هل نعتبر منها أم تُزيد دائرة الفراغ هذه إتساعاً؟؟!
عبدالرحمن مدثر
20-06-2009, 10:48 AM
يا عبدالرحمن مدثر ..
يعني عايز تورينا أنك كنت مركز في القصة ..
ياحبيب ما علينا الكلام ده ..
قول الكلام ده لزول تاني ..
قلت لي البطل منو؟
الله يدينا خيرو ..
حبيبنا ودالريح
انا تحدثت عن الفيلم من زاوية معينة
ذكرتها فى هذا البوست
هذه الزاوية الاخرى
لاعلاقة لها بما ذكرته
مع انى لم اذكر اسم البطل
فهو (عمرو سعد)
اضافة جديدة فى السينما العربية
عبدالرحمن مدثر
20-06-2009, 10:54 AM
لا اختلاف في ان دكان شحاته لمخرج لا يشق له غبار اخرج وفي فتره قصيره روائع تضاهي روائع استاذه
ومادة الفلم غنيه جدا باحداث واقعيه وبرغم من تفوق التلميذ على اتساذه يجيب ان تكون هناك هفوه
وهفوة خالد يوسف هنا اسناده دورا رئيسيا لمطربة التعري هيفاء وهبي مما سيتيح اليها الفرص للانتشار اكثر واكثر وربما تصدرت بوسترات السينما المصريه
شكرا ابو مزون لاتحت الفرصه لي لابدي اعتراضي وان كان لن يؤثر كثيرا
مجرد رئي
تقبل مروري
ارجوان
لك التحية
احترم وجهة نظرك
وماذكرته عن خالد يوسف انه مخرج مثير للجدل
لكنه له سحره الخاص من خلال تمرده على النص
واقحامه للسياسة فى افلامه كمحاولة لايجاد
بعض الحلول الممكنة من خلال تسليط الضوء
على المشاكل الاجتماعية
بصورة دقيقة
وبتشريح تام للحالة
تسلمى ياارجوان على الحضور
عبدالرحمن مدثر
20-06-2009, 11:01 AM
واللــه يا عبـدالرحمن
ماشاءالله
سردك رائع وتحليلك أروع
وربنا يصلح الحــال
حبيبنا المميز
تسلم يارائع
وصادق الدعوات بان ينصلح الحال
ولن اتركك تذهب ومعك استفهام حائر
فدكان شحاتة وزوايته الاخرى التى نتعرض لها
ليست زاوية حادة او قائمة
انما صاحبت هذه الرؤية بعض الفلترة
حتى يكون منظر الدكان اكثر جمالا بعيدا عن الاسفاف
والمشاهد الساخنة التى لاوجود لها فى الفيلم
ولا فى زاويتنا التى نتناقش فيها
حسام التنين
20-06-2009, 11:47 AM
والله يابو مزن من ناحية رياضية 48مليون تعداد السودان 79مليون تعداد مصر مليون ميل مربع م السودان ومصر مليون كيلو متر مربع.96%من مساحتها صحراء و 4% من مساحتها صالح للزراعة من ناحية زراعة سااااي مفروض نكون ملوك ،،،
ومافي داعي للافصاح عشان مانجيب هواء
moh_alnour
20-06-2009, 02:56 PM
لستُ من المتابعين الجيدين للسينما و الأفلام العربية و لكن شاهدت فيلم ( حين ميسرة )
في قناة أفلام ون التابعة لشبكة الـ art و أتفق مع الأخت النجمة الصغيرة بأن فيلم
دكان شحاتة و الذي تكرمت بسرد أحداثه عبر هذا البوست صورة مكررة لواقع أحداث مُعاشة
و فيه تكرار للفكرة و تكرار للأسلوب الذي تناول به الأحداث من حيث إقحامه لبعض المشاهد المثيرة
و إسناد البطولة في الفيلمين لنجمات عُرف عنهن الأستعراض و أداء أدوار الإثارة
و يبقى السؤال الأهم و الذي أشاطر فيه نجمتنا الرأي هل تطرح مثل هذه الأفلام الحلول للمشاكل القائمة
أم أنها فقط تُسلط الضو على إشكالات معاصرة ربما تكون أحداث مُعاشة لغالبية الشعب
في أعتقادي الشخصي جدا ً أن دور السينما الإصلاحي أنتهى بل أصبحت تُخاطب فئة عمرية محددة من خلال ما تنتجه من أفلام
كما لم تعد السينما واحدة من وسائل التثقيف و التوعية بل أصبحت وسيلة ترفيه ليس إلا
فلم نعد نرى أفلام رسالية مثل ( عمر المختار ) و ( الطريق إلى إيلات ) و غيرها من الأفلام ذات المضمون الهادف
و التبرير الذي يسوقه أغلب المنتجين و المخرجين هو عبارة ( الجمهور عايز كدا ) :(
محمد الجزولى
20-06-2009, 09:02 PM
عزيزى ابو مزن
وينك يا رائع
عموما يا ابو مزن انا لا تستهوينى افلام خالد يوسف ... لانها دايما ما تناقش قضايا المواطن باسلوب مبتذل يتعمد ان يحشر بين كل مشهد واخر ايحاءات لا تليق بسينما عربيه ملتزمه
ووالده ايضا كان كذلك ..
ااتمنى ان تعالج مثل هذه الافلام قضايا المواطن المصرى والمواطن العربى بغير هذا الاسلوب
واتسال لماذا استعان فى فيلمه هذا بمغنية يثور حولها جدلا كبيرا فى العالم العربى ؟؟؟
هل وجودها يخدم الفيلم ... فى ظل وجود ممثلات مخضرمات كان بامكانهن ان يضفن للفيلم بخبرتهن على الاقل
عجبنى سردك وتحليلك للفيلم
كن دائما رايعا يا اخى العزيز
العاقب مصباح
21-06-2009, 09:31 PM
يحشر خالد يوسف دائما فى افلامه الجنس كوسيلة لجذب الجمهور
فى فيلم حين ميسرة شاهدنا الجنس حتى بين اطفال صغار فى بداية سنى مراهقتهم الاولى....
وشاهدنا ايحاءاته بالسحاق فى الفيلم ايضا بين بطلاته....
فيلم هى فوضى اثار جدلا كبيرا فقد قرأت ان المصنفات اعترضت على ثلاثة اشياء ليس لها اى داع ...منها ان منة شلبى يتم اغتصابها بالقرب من مسجد ....والمشهد الثانى يظهر عدد من الطالبات وهن يدخن السجائر فى حمامات المدارس ...والمشهد الثالث لا اريد ان اذكره هنا....
وفى فيلمه هذا يكفى ان فيه المدعوة هيفاء واعلانات الفيلم كافية جدا...
اذا هو مخرج يبحث عن الاثارة الجنسية فى وسط قالب اجتماعى يجمع او يكاد بين الممنوعات ((الدين والسياسة والجسد)),....
اذا هو مخرج يحبث عن الاثارة الجنسية فى كل افلامه... ونلاحظ ان اغلب افلامه للكبار فقط...
لك احترامى يا صديقى
عبدالرحمن مدثر
21-06-2009, 09:57 PM
الموز الاخضر بالحبة!
جرفتني تلك السحابة التي أمطرت بغزارة في فيلم دكان شحاتة .. متناولة العديد من المواقف والحوادث العالمية والعربية والمصرية بالتحديد.. تقصف بذاكرتك وتعود بك للوراء وتتقدم بك سريعا لا مجال لأن تلتقط كل شيئ بدقة، بل خذ المجمل، تجد نفسك مررت في رحلة قطارية مدمية تتصور بعدها احداث للظلم والطغيان والعداء وانحلال القيم، تشعر في اثناء دق الحديد شيئا فشيئا بوقعات تألم القلب فقط هو شعور المنتمى للوحدة والولاء العربي، تذهب ثم تعود مجددا وتقف عند قذفك في المستقبل الذي لا تعلم ان كنت ستكون فيه ام لا.. مستقبلاً يبيع الموز الأخضر بالحبة! سبحان الله.
دخلت قاعة السينما في صباح متأخر، لم اجد إلا القلة! وهذا غريب حقاً. فالسينما ايام الاجازات الاسبوعية تكون عامرة بمختلف اطياف الخليج العربي وهذا مما لم تخلوا منه القاعة.. ناهيك عن عناصر الجذب في الفيلم.. فلا اعلم هل هو عيب الوقت؟ ام ان الشباب منشغل بالامتحانات؟ .. ام ان جمهور مرتادي السينما لم يجدوا ان الثلاثة دنانير جديرة لاختياره وقضاء رحلة اسبوعية، ولكن بعض لحظات الصمت القوية للاستماع والابصار التي لاحظتها جيداً داخل قاعة السينما، كانت تشير عكس ذلك.
وفقت باقة من الممثلين المتميزين حقيقة في الاداء والتصوير، اخص بالذكر تلك الشخصية التي ادت دور "سالم" وهو احدى الاخوة الثلاث من الام الاولى، تخيل لي حينها شخصية حقيقة شبيه لشخصية عربية سياسية، ادت الدور نفسه بل الأسوء في واقعنا.
شخصية "سالم" مثلت اسوء بداية للعداء مع الاخ الصعيدي "شحاتة" ابن الام السودة، وانهته تحت وقع طبول الفرح والزغاريد والغناء وصراخ محبوبته المكره على اخيه "بيسه"!. وكانت "نجاح" وهي الاخت الثالثة كانت الأنجح علاقة مع "شحاته"، وبدى الاخ الرابع اقل حده في العداء مع "شحاته". ولا انسى في هذا الموقف دور "كرم- غباوة" اخو "بيسه" الذي لم يكرم احداً غير معشوقته وعلى طريقته الخاصة!، فبدى اكثر الادوار تألقاً من خلال نقل القيمة المرجوة من الفيلم بشخصية كاركتيرية اتسمت بالخفة لاداء المعطيات الحالية. بيد اني وجدت تحفضات على أداء البعض.. بل اداء احداهن لا تعليق.. غير أن الظهور المعتاد أمام كاميرات التصوير اصبح شيئا معتاداً فلم تكن هناك صعوبات كبيرة في تقديم اداء جيد ومقبول نسبياً ولكن اشير الى موقعها من الفيلم كان ممتازاً كاختيار.. والبعض يعول على المردود.
ان لكتابة السيناريو دور في وضوح الرؤية الاخراجية التي لا تزال تخطو واثقة بتصاعد عتابات الابداع تباعاً، ولكن بعض المواقف تجدها لم تصاغ بشكل اروع مما لو كانت عليه، ان نظرت إليها قليلا، فتجد ان الموقف يحتاج لانتقاء حوار يخدم القوى الفنية و الاخراجية، ولا يعني ذلك ان السيناريو خلى من تلك الحوارات والنصوص المنمقة و الملفوفة في دهاليس سياسية، وكانت جديرة بالاعجاب والتمعن في انتقائها وطرحها السياسي والجرئ الى حد فاق توقعي.
اشير نهاية الى وجود اخطبوط يقودك في ترف فني لصورة كاملة من البداية الى النهاية .. يفعل مالا يجرؤ البعض على تناوله في قوالب ديمقراطية وواقعية بصورة تكتيكية وذكية، وان بدى للبعض انه لا يجوز. فأجده جائزاً جدا وان استمر فالقادم سيكون ادهى من ذلك وأروع.. ولكن السؤال الم يحن الوقت لان تبدأ من حيث نحن الان؟، فلسنا بعيدين عن الموز الاخضر بالحبة. ..........
(رجاء رحمة .. ناقد سينمائى )
عبدالرحمن مدثر
21-06-2009, 10:12 PM
الرائع أبومزن
لاشك أن المخرج (خالد يوسف) قد أثبت براعته وبصمته المميزة فى كثير من أفلامه
وإحداها كان فيلمه المثير للجدل والضجه (حين ميسرة)
حيث أن الفيلم كان له بعد بؤرى عميق
لنظرة "الحوارى" والمساكن الشعبية فى مصر
حين تتلازم البساطة وقلة الوعى الثقافى
بالجهل والفقر والمرض
فينمو وحش الغريزة المفترس
ومفهوم الغاب
تقتل لتأكل
وتزنى لتتناسل وتعيش
لتخرج فى ذلك العمل الفنى الإبداعى
بحلة جديدة على مفهوم الفيلم المصرى
وأعتقد أن (دكان شحاته)
يأتى على نفس النسق وذات السياق
هى قفزة درامية جديدة ماعهدناها
لكن أتمنى من المخرج (خالد يوسف)
ألآ يجنح للتكرار حتى لايُفقد العمل الفنى بريقه
وأخيراً
هل تعالج هذه الأفلام قضايا حية وساخنة للشارع المصرى والعربى على وجه العموم
ام أنها فقط تُزيح الستار عن عيوب وتشوهات خلقية وسياسية وإقتصادية دفينة؟؟
هل نعتبر منها أم تُزيد دائرة الفراغ هذه إتساعاً؟؟!
نجمتنا
نختلف كثيرا حول خالد يوسف عندما تدور افكاره على نفس خلفية
وسياق يوسف شاهين ..
لكن اذا ركزنا اكثر على فيلم دكان شحاتة (من زاوية مغايرة )
غير التى يراها الكثيرون لوجدنا الكثير المفيد ... وانا اركز على المفيد
دكان شحاتة .. هو فى الاصل من خلال تسلسل الاحداث رؤية شاملة لواقع مصر
منذ اغتيال السادات وتولى مبارك سدة الحكم حتى موعد اول انتخابات للرئاسة فى عهد مبارك
2005 .. ويتجاوز الحاضر والمستقبل فى تلميح لتلميع ابن رئيس ليمسك بزمام الحكم بدلا عن ابيه
مما يؤدى الى تحول دولة الى مملكة ... هذه الصور نحسها فقط مع تتابع الاحداث فى رمزية جميلة
من خالد يوسف والكاتب المبدع ناصر عبدالرحمن .
ويعود بنا الفيلم الى الحوارى مرة اخرى ولكن ببؤس اكبر
حيث تتجسد الصورة فى شكل الملحمة الشعبية والمنلوجات الحزينة
على صوت الناى
بهذا الفيلم يبتعد خالد يوسف عن التكرار بدرجة معقولة
اما تساؤلك حول امكانية ان تعالج هذه الافلام قضايا حية
فهى بذلك تسلط الضوء ... وتجتهد فى التبصير بواقع الحال
والعيار اللمايصبش ..................... يدوش
عبدالرحمن مدثر
21-06-2009, 10:48 PM
مولد شحاتة
يتكون البناء الدرامى للفيلم من مقدمة وثلاثة فصول. فى المقدمة، ومع عناوين الفيلم، يخرج شحاتة (عمرو سعد) من السجن عام ٢٠١٣ ليرى الناس يهجمون على قطار محمل بأجولة القمح، وقوات الشرطة تطاردهم، مع أغنية على شريط الصوت مطلعها «لم يبق منى غير بعض الضوء فى عيونى». وعبر عناوين الصحف، ومع كتابة تواريخ الأعوام على الشاشة، نقرأ عن أهم الأحداث التى وقعت فى مصر تنازلياً من ٢٠١٣ إلى ١٩٨١.
ونتوقف عند ١٩٨١ حيث تم اعتقال نحو ألفين من «النخبة» المصرية فيما أطلق عليه البعض «ثورة سبتمبر»، واغتيال السادات فى ٦ أكتوبر. وفى قرية بالصعيد يولد شحاتة، وتموت والدته إثر الولادة، ويحمله والده حجاج (محمود حميدة) فى قطار يتوجه به إلى القاهرة.
عناوين الصحف المختارة لا تهتم بالأحداث السياسية فقط، وإنما أيضاً بكل الحوادث التى روّعت مصر فى العقد الأول من القرن الميلادى الجديد مثل غرق العبارة، وحريق قطار الصعيد، وحريق مسرح بنى سويف، وحريق مجلس الشورى.
ولا ينسى خالد يوسف موت أستاذه يوسف شاهين عام ٢٠٠٨. وفى هذا الفيلم يبدو تأثر التلميذ المشروع بأستاذه، وخاصة فى فيلمى «عودة الابن الضال» ١٩٧٦، حيث يقوم أفراد العائلة فى النهاية بقتل بعضهم البعض، و»هى فوضى» ٢٠٠٧ الذى اشترك فى إخراجه، وعن سيناريو ناصر عبدالرحمن أيضاً.
ويقصد بـ»المشروع» هنا التأثر الذى لا يلغى شخصية التلميذ وأسلوبه ووجهة نظره المختلفة. والتماهى بين الأستاذ والتلميذ فى «هى فوضى» لا ينفى بأى حال أن لكل منهما عالمه الخاص وموقفه الفكرى، وإن اتفقا على التحذير من فوضى تعمُّ المجتمع المصرى مع استمرار الأوضاع التى يتفاقم فيها الفساد، وتتسع المسافة بين القانون والعدل.
شحاتة الدكان
فى الفصل الأول، الذى تدور أحداثه عام ١٩٨١، يصل حجاج إلى فيلا الدكتور مؤنس (عبدالعزيز مخيون) فى ضاحية المعادى بالقاهرة، حيث يعمل جناينياً فى حديقة الفيلا مثل والده، ويعيش فيها مع ولديه «طلب» و«فسالم» وابنته نجاح من زوجته الأولى التى خانته، وتصل هذه المعلومة من خلال حوار بين مؤنس وحجاج فى مشهد «عودة إلى الماضى»، هو الوحيد من نوعه فى الفيلم.
خرج مؤنس لتوّه من المعتقل، حيث كان من بين المعتقلين فى سبتمبر، وهو من اليسار الاشتراكى رغم أصوله الأرستقراطية. وبمناسبة مولد شحاتة يقوم مؤنس بمنح حجاج قطعة من أرض الحديقة يقيم عليها دكاناً لبيع الفاكهة، ويطلق حجاج على الدكان اسم «دكان شحاتة» حباً فى الطفل الذى «شحته» من الله بعد أن تجاوز عمر الشباب، على حد تعبيره. ولكن مؤنس يحذره من تفضيل شحاتة على أخويه من زوجته الأولى.
يضع حجاج على أحد الجدران صورة جمال عبدالناصر، مثله مثل الملايين من الفقراء الذين أصبح عبدالناصر رمزاً للحكام الذين عاشوا وعملوا وماتوا من أجلهم، ومن دون أن يكونوا أعضاءً فى الاتحاد «الاشتراكى»، ولا فى الحزب «الناصرى» بعد ذلك، أو فى أى حزب.
يقول حجاج لمؤنس عندما يسجل قطعة الأرض باسمه: «ولدك محمود لما يرجع من أمريكا حيعمل عمايل»، ولكن مؤنس لا يبالى. وعبر الراديو نسمع أحداث تمرد قوات الأمن المركزى عام ١٩٨٦ والتى كانت سابقة لا مثيل لها فى تاريخ مصر الحديث.
وتمر السنوات، ويكبر «طلب» (صبرى فواز) و»سالم» (محمد كريم) و»نجاح» (غادة عبدالرازق) التى تزوجت وأنجبت من «على» (طارق عبدالعزيز)، ونرى شحاتة الشاب (عمرو سعد).
شحاتة الإنسان
وفى الفصل الثانى، الذى تدور أحداثه عام ٢٠٠٥، تتضح أبعاد شخصية شحاتة المركّبة والعميقة. فهو قوى البنية، يستطيع الانتصار على عدة أشخاص بضربات متلاحقة، ولكنه شديد الطيبة فى نفس الوقت.
إنه يعرف متى يكون عنيفاً ومتى يكون متسامحاً. والطيبة فى مصر كلمة تعادلها فى الإنجليزية الصلاح، ولكن ظلالها المصرية تتجاوز معنى الصلاح، وتشمل أيضاً النبل والقدرة على الاحتمال والتمسك بالأخلاقيات الإنسانية الفطرية.
وقد شغلت «الطيبة» يوسف شاهين كثيراً، وكان رحمه الله يقول دائماً: لا أريد لنفسى إلا أن أكون طيباً، ولا أريد من الآخرين إلا أن يكونوا طيبين معى.
شحاتة إنسان طيب، ولذلك يتسامح مع أخويه «طلب» و»سالم» اللذين يشعران بالغيرة منه منذ الطفولة لتفضيل والدهم له عليهما. وهى الغيرة التى حكمت العلاقة بينهما وبين أخيهم الأصغر.
أما نجاح فهى تحب الثلاثة، وتتعاطف مع شحاتة لأنها تدرك قيمة طيبته، بقدر ما تنفر من زوجها لضعفه وقلة حيلته أمام الصراع بين شحاتة وأخويه.
إنها المرأة المصرية «الجدعة» رغم أنها مغلوبة على أمرها، والتى لا تسكت عن قول الحق، ولكنها لا تملك سوى القول. وتلك من سمات أغلب نساء يوسف شاهين.
شحاتة العاشق
يتبادل شحاتة الحب مع «بيسة» (هيفاء وهبى) شقيقة «كرم» (عمرو عبدالجليل) التى تعيش معه فى غرفة فوق سطح عمارة قريبة من دكان شحاتة، يؤجرها خلسة حارس العمارة «كرار» (أحمد وفيق)، والذى جاء من الصعيد مثلهم جميعاً.
«كرم» لا يعيش فى العشوائيات، ولكنه نموذج لشخصية العشوائى التى أنتجتها عشوائيات القاهرة فى العقدين الماضيين. كان هناك دائماً «البلطجية» فى كل مدن الدنيا، مثل قطاع الطرق فى القرى والصحارى والبحار، ولكن «بلطجى» زمن العشوائيات التى لم تعرفها القاهرة طوال تاريخها الممتد ألف عام ويزيد، له سمات خاصة تتمثل فى «كرم»، وفى مساعده «البرص» (رامى غيط).
بلطجى زمن العشوائيات فى القاهرة لا يعى أى شىء ولا حتى أنه بلطجى. إنه كائن يحمل مطواة أو سكينًا طوال الوقت، وإسالة الدماء عنده أمر عادى، وليست جرماً تحرّمه كل قوانين السماء والأرض التى لا يعرفها. إنها طريقته الوحيدة للبقاء. يردد الأمثال الشعبية، وهى كل ثقافته التى يسمعها هنا وهناك، مع الخلط بينها على نحو صارخ، متصوراً أنها الحكمة بعينها. إنه لا يعرف معنى ما يقول، وحديثه مثل همهمات الإنسان الأول قبل أن ينطق.
يتزوج «كرم» من الطالبة «إنجى» (ريهام عادل) بطريقة عشوائية أيضاً، فهو يتقدم لطلب يدها من أمها الضريرة بائعة الحلوى على الرصيف، ويقول لها هيا نكتب الكتاب بسرعة لأننى تركت موتور السيارة يعمل فى موقف سيارات الأجرة، وهو الموقف الذى يمارس فيه البلطجة مع مساعده البرص.
وفى مشهد- ذروة، ومن أجرأ المشاهد السياسية فى السينما المصرية، تتم الاستعانة بـ»كرم» فى انتخابات الرئاسة عام ٢٠٠٥، ونراه يمزق الأوراق النقدية إلى نصفين يعطى للناخب نصفاً قبل دخول موقع صناديق الانتخاب، ويعطيه النصف الثانى بعد أن يدلى بصوته، فضلاً عن توزيع الدجاج المجمد، وغير ذلك من وسائل شراء الإرادة.
ومن هذا المشهد ننتقل إلى حجاج وهو يطلب من شحاتة أن يدارى شرخاً فى الجدار بصورة عبدالناصر. يقول شحاتة إن الصورة لن تدارى الشرخ، ويرد والده: داريه على قدر المستطاع. وهنا يبدو تحيز خالد يوسف الأيديولوجى إلى عصر عبدالناصر وثورة يوليو، فتزوير الإرادة وتزوير الانتخابات ارتبط بأغلب الانتخابات والاستفتاءات، وخاصة بعد ثورة يوليو، وفى كل الأنظمة غير الديمقراطية.
يطلب سالم من حجاج أن يتزوج بيسة رغم علمه بالحب المتبادل بينها وبين شحاتة، ويرفض حجاج، ويقرر زواج شحاتة وبيسة. ويوافق كرم، ولكنه يشترط ضمان حق شحاتة فى الدكان، والذى يشك فى حصوله عليه من أخويه بسبب تسامحه معهما.
شحاتة المظلوم
يموت حجاج، ويحمل أولاده الجثمان فى سيارة إلى مقابر القرية فى الصعيد، وفى الطريق نرى أهالى بنى سويف فى مظاهرة بعد حريق المسرح.
وفى مشهد- ذروة آخر، ومن أكثر مشاهد الفيلم براعة فى الإخراج والتمثيل، يبدأ الصراع بين شحاتة وأخويه بعد دفن الجثمان مباشرة، ويضطر شحاتة إلى مواجهة إهانة أخويه لاسم والده بضربهما ضرباً مبرحاً بينما تصرخ نجاح، وتدوّى صرخاتها فى البرية. وينتهى المشهد بترك شحاتة وحده فى المقابر يبكى ويناجى والده.
يذهب مؤنس إلى أمريكا للعلاج، ويأتى ابنه محمود إلى القاهرة، ويقرر بيع الفيلا لتكون منزلاً لسفير أجنبى، ويعطى مليون جنيه لأولاد حجاج فى غياب شحاتة حتى يغادروا الفيلا.
وفى مشهد مونتاج يتذكر شحاتة والده وهو يساعده على الاستحمام، وفجأة، يتم القبض على شحاتة بتهمة تزوير عقد يبيع فيه والده الدكان له وحده، ويحكم عليه بالسجن ظلماً. وتتزوج بيسة من سالم تحت ضغط كرم، ورغم محاولتها الانتحار أكثر من مرة تخلصاً من ذلك الزواج، فإنها تظل على حبها لشحاتة، وتزوره فى السجن، ولا تستطيع أن تنساه.
شحاتة الطيب
وفى الفصل الثالث والأخير نعود إلى عام ٢٠١٣ زمن المقدمة، وذلك عن طريق إعادة مشاهد خروج شحاتة من السجن، وسرقة قطار القمح، ومرة ثانية نرى شحاتة يتذكر والده فى مشهد مونتاج، وعندما يتوجه إلى الفيلا لا يجد الدكان، ولا يجد إخوته، ويجد الفيلا وقد تحولت إلى منزل سفير إسرائيل فى القاهرة.
وهنا مرة أخرى يبدو تحيز خالد يوسف الأيديولوجى من حيث الإيحاء بأن الفيلا هى مصر، وأنها تحولت إلى منزل سفير إسرائيل، ومن حيث التأكيد على أن من باع مصرى، ولكنه جاء من أمريكا.
فإسرائيل لم تستول على مصر، وسفيرها يعانى العزلة بسبب تأييد مصر لحقوق الشعب الفلسطينى التى ترفضها إسرائيل، والذى باع الفيلا كان من الممكن أن يأتى من باريس أو طوكيو، وليس بالضرورة من أمريكا.
يبحث شحاتة الطيب عن أخويه وأخته لسبب واحد وهو أنه يفتقدهم بعد ثمانى سنوات طوال فى السجن، ولا يعنيه قط بكم بيع الدكان وما نصيبه، بل لا يعنيه من كان وراء سجنه ظلماً ولماذا، كما يبحث عن حبيبته بيسه، ويتذكر اللحظات الجميلة بينهما فى مشهد مونتاج ثالث.
إنه لا يفكر فى الماضى، وإنما فى الحاضر، ولا يعرف ما هو المستقبل. تشده عواطفه وتحركه، ويذهله الصراع على الخبز والمياه فى الشوارع، ويتطوع للدخول فى معركة بين البلطجية لإنقاذ البرص لأنه يعرفه، ورأى كثرة تهجم عليه وهو وحده.
نرى طلب وسالم وقد أصبحا من سماسرة العقارات الأثرياء، وبيسة تعيش مع سالم وقد أنجبا طفلاً، إلا أن الحياة بينهما تخلو من الحب، وتخلو حتى من التفاهم، ويستغل كرم من ناحية، وكرار من ناحية أخرى، رغبة طلب وسالم فى عدم توصل شحاتة إليهما على أساس أنه يريد الانتقام منهما. وتسعى نجاح للالتقاء مع شحاتة عندما تعرف مكانه، وفى منزلها يرى صورة عبدالناصر القديمة التى كانت فى الدكان، ويتذكر والده، ويقول وهو يتطلع إلى الصورة «الله يرحمك يا با».
تحلم بيسة أنها مع شحاتة فى الفراش فى مشهد حلم يقظة عندما تعرف أنه خرج من السجن، ويعرف شحاتة أنها تزوجت سالم، ورغم الصدمة الكبيرة يغفر لهما. ويعرف الطريق إلى طلب وسالم، ويتوجه إليهما يوم زفاف ابن طلب الكبير، وكل الجيل الثالث لا يعرف عمه شحاتة سواء من أبناء نجاح أو طلب أو سالم، وكذلك ابن كرم وإنجى المصاب بالسرطان.
شحاتة الضحية
يذهب شحاتة إلى أخويه لمجرد رؤيتهما، فهو يقول دائماً، وبعفوية فطرية، إن الإنسان لا يستطيع أن يعيش وحده، ولكنهما يتصوران أنه جاء للانتقام، وبينما يدرك طلب الحقيقة فى الحديقة، حيث يقام حفل الزفاف، يأتى سالم من داخل المنزل مسرعاً وقد طاش صوابه ويطلق الرصاص على شحاتة دون تردد، ويسقط شحاتة، وتدوى صرخات نجاح وبيسة، وقبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة يأتيه البرص ومعه جماعته من البلطجية، ويعاهده على الانتقام، ولكن شحاتة يرفض، وتكون آخر كلماته «دول إخواتى».
تبدأ جماعة البرص تدمير كل شىء، وننتقل من الفرح الذى تحول إلى مأتم إلى المشهد الأخير لشوارع وميادين مدينة القاهرة، حيث نرى المطاوى والسكاكين تشهر فى لقطات كبيرة، والناس يتزاحمون فى لقطات عامة، ورجال الشرطة يستعدون لإطلاق الرصاص فى لقطات متوسطة، وفى الجدل بين هذه اللقطات يبدو وكأننا فى «آخرة» الأيام.
المنطق الداخلى
أسلوب خالد يوسف فى إخراج الفيلم يتناسب مع طبيعة البناء الدرامى الذى شيده ناصر عبدالرحمن، وذلك من حيث تجاوز الواقعية إلى الملحمة الشعبية وإطلاق العنان للخيال، وإن كان يعبر عن الواقع. ويتوقف نجاح هذا الأسلوب، مثل أى أسلوب، على مدى التمكن من صنع منطق داخلى لتلقى الفيلم لكى يصدق المتفرج ما يراه درامياً حتى لو لم يكن يحدث عادة فى الواقع.
وقد نجح خالد يوسف فى صنع ذلك المنطق الداخلى، وذلك بالانتقال الحر بين الأزمنة من ٢٠١٣ فى المستقبل القريب، إلى ١٩٨١ فى الماضى القريب، و٢٠٠٥ فى الماضى الأقرب.
وبالخروج الحر من الحاضر إلى الماضى فى مشهد الإخبار عن خيانة الزوجة الأولى لحجاج، ومن الواقع إلى الحلم فى مشهد حلم بيسة بشحاتة، وفى مشاهد المونتاج الثلاثة التى يتذكر فيها شحاتة والده وحبيبته.
ويتأكد المنطق الداخلى لعالم الفيلم بالجمع بين الروائى والتسجيلى فى المشاهد الأولى والأخيرة، والجمع بين الحوار والأغانى والمواويل على شريط الصوت من البداية إلى النهاية، فضلاً عن سلوك الشخصيات وأسلوب توجيه الممثلين والممثلات.
إننا لا نرى أحداً يمارس الحياة اليومية العادية، وإنما الجميع فى لحظات الذرى الدرامية التى تدفع الأحداث، وعلى سبيل المثال نحن لا نرى فى «دكان شحاتة» فردا واحدا يدخل لشراء الفاكهة.
وبموازاة غياب الحياة اليومية العادية، نرى فى أول مشهد من المقدمة العلاقة بين السجان والسجين، وبين السجناء فيما بينهم، وكأنهم أسرة واحدة، وتربط بينهم أخوة أعمق من التى تربط بين الإخوة من أب واحد فى الفيلم.
ومن هنا نتقبل ما لا يحدث فى الواقع عادة وكأنه يحدث كل يوم. مثل تنازل صاحب الفيلا عن جزء من الحديقة للجناينى، والحوار الذى يدور بينهما كصديقين، بل يتجاوز فيه الجناينى عندما يقول له إنك لمجنون.
فى هذا العالم نتقبل مثالية شحاتة المفرطة، وجشع طلب المفرط، وحماقة سالم المفرطة، وعجز نجاح المفرط، وبساطة والدهم المفرطة، وحب بيسة المفرط، وعدوانية كرم المفرطة، وضعف على المفرط.
وهذا الإفراط فى الطبائع من سمات لا واقعية الملاحم والسير والحكايات الشعبية، وهل هناك من يفكر كيف يقتل أبوزيد عشرة رجال بضربة سيف واحدة، أو كيف يطير البساط السحرى فى ألف ليلة وليلة.
وفى إطار هذا العالم نتقبل أيضاً أن يقوم كرم بدعوة بيسة للرقص أمام شحاتة، وفجأة ينقلب عليه ويصارعه بالعصا حتى يكاد يقتله ليتأكد أنه قوى وجدير بالزواج من شقيقته.
ونتقبل محاولات بيسة المتكررة للانتحار، ونجاتها بعد أن اشتعلت فيها النيران فى إحدى هذه المحاولات، بل نجاتها بعد أن ألقت بنفسها من الدور السابع فى محاولة أخرى.
الأغانى والمواويل
يوظف خالد يوسف الإضاءة والألوان (مدير التصوير أيمن أبو المكارم)، والديكور (تصميم حامد حمدان)، والأزياء (تصميم منية فتح الباب)، توظيفاً صحيحاً للتعبير عن عالم الفيلم الخاص لكى نصدقه درامياً، ونتابعه باستمتاع مثل كل عمل فنى جميل. ويقوم المونتاج المتميز الذى قامت به غادة عزالدين بدور رئيسى فى التعبير عن ذلك العالم،
وقد كان امتحاناً صعباً اجتازته المونتيرة بمهارة، ولكن المخرج لا ينجح بنفس القدر فى استخدام الأغانى والمواويل رغم أنها العنصر الأساسى فى أسلوب الملحمة الشعبية، ورغم الكلمات المعبرة والألحان القوية، إلى جانب رداءة ميكساج الصوت.
مباراة فى التمثيل
يصل خالد يوسف فى هذا الفيلم إلى ذروة جديدة من التمكن فى اختيار الممثلين والممثلات فى الأدوار التى تناسبهم، وفى إدارتهم على نحو بارع حتى إن الفيلم يعتبر مباراة شائقة فى التمثيل فى كل الأدوار من أكبرها إلى أصغرها، ما عدا هيفاء وهبى فى دور بيسة، فهى ربما تملك موهبة الغناء، ولكنها لا تملك موهبة التمثيل.
يبرز فى مباراة التمثيل محمود حميدة فى دور حجاج وعبدالعزيز مخيون فى دور مؤنس، فكلاهما فى أوج النضج والتألق والسيطرة على كل حركة وكل كلمة، ويصل عمرو عبدالجليل فى دور كرم، وصبرى فواز فى دور طلب إلى درجة كبيرة من الإتقان.
وكذلك أحمد وفيق فى دور كرار، وطارق عبدالعزيز فى دور على فى حدود دوريهما القصيرين، وبدرجة أقل جاء أداء محمد كريم لدور سالم ربما بسبب لحيته التى لا مبرر لها، وعدم سيطرته على العصبية المفرطة التى يفرضها الدور.
لم يتح دور نجاح للممثلة الكبيرة غادة عبدالرازق أن تقدم دوراً كبيراً مثل دوريها مع خالد يوسف فى «حين ميسرة» و»الريس عمر حرب». أما عمرو سعد فى دور شحاتة، ورغم تأثره بأداء أحمد زكى لدور الصعيدى فى «الهروب» إخراج عاطف الطيب عام ١٩٩١، إلا أن أداءه لا يقل عن أداء أحمد زكى، ويثبت هذا الدور أصالة موهبته، وأنه نجم من نجوم المستقبل فى السينما المصرية.
وقد قدم فى الفيلم عدة مشاهد «ماستر سين» لم يتردد المخرج فى استخدام اللقطات الكبيرة لوجهه فيها، مثل مشهد مناجاة والده فى قبره، واكتشاف خيانة أخيه، وكلماته الأخيرة قبل أن يموت.
«دكان شحاتة» عمل فنى كبير لمجموعة من كبراء السينما فى مصر القادرين على إثراء حاضرها ومستقبلها
(سمير فريد )
عبدالرحمن مدثر
28-06-2009, 01:56 AM
والله يابو مزن من ناحية رياضية 48مليون تعداد السودان 79مليون تعداد مصر مليون ميل مربع م السودان ومصر مليون كيلو متر مربع.96%من مساحتها صحراء و 4% من مساحتها صالح للزراعة من ناحية زراعة سااااي مفروض نكون ملوك ،،،
ومافي داعي للافصاح عشان مانجيب هواء
ياحسام ياتنين
نحن بنحب الهواء والكتاحة
وهذه المساحة المليونية التى تحدثت
عنها غير الهواء والكتااحة
مافيها حاجة
عبدالرحمن مدثر
28-06-2009, 02:01 AM
لستُ من المتابعين الجيدين للسينما و الأفلام العربية و لكن شاهدت فيلم ( حين ميسرة )
في قناة أفلام ون التابعة لشبكة الـ art و أتفق مع الأخت النجمة الصغيرة بأن فيلم
دكان شحاتة و الذي تكرمت بسرد أحداثه عبر هذا البوست صورة مكررة لواقع أحداث مُعاشة
و فيه تكرار للفكرة و تكرار للأسلوب الذي تناول به الأحداث من حيث إقحامه لبعض المشاهد المثيرة
و إسناد البطولة في الفيلمين لنجمات عُرف عنهن الأستعراض و أداء أدوار الإثارة
و يبقى السؤال الأهم و الذي أشاطر فيه نجمتنا الرأي هل تطرح مثل هذه الأفلام الحلول للمشاكل القائمة
أم أنها فقط تُسلط الضو على إشكالات معاصرة ربما تكون أحداث مُعاشة لغالبية الشعب
في أعتقادي الشخصي جدا ً أن دور السينما الإصلاحي أنتهى بل أصبحت تُخاطب فئة عمرية محددة من خلال ما تنتجه من أفلام
كما لم تعد السينما واحدة من وسائل التثقيف و التوعية بل أصبحت وسيلة ترفيه ليس إلا
فلم نعد نرى أفلام رسالية مثل ( عمر المختار ) و ( الطريق إلى إيلات ) و غيرها من الأفلام ذات المضمون الهادف
و التبرير الذي يسوقه أغلب المنتجين و المخرجين هو عبارة ( الجمهور عايز كدا ) :(
حبينا ودالنور
دكان شحاتة كتجربة جديدة لخالد يوسف
تبتعد قليلا عن فكرة حين ميسرة
الفرق يكمن فى ان خالد يوسف بتوجههة الناصرى الصريح
وضح جليا فى مشاهد الفيلم وفى مشهد يحاول فيه (حجاج ) محمود حميدة
معالجة الشروخ والتشوهات التى طالت النفوس والجدران بتغطيتها بصورة عبدالناصر
عسى ولعل تخفى ماتقدر عليه .........!!!
نتفق معك فى ان دور السينما تضاءل مع ثورة الجمهور عايز كدا
واصبحنا نشاهد افلام بلامضمون او فكرة واضحة
عبدالرحمن مدثر
28-06-2009, 02:31 AM
عزيزى ابو مزن
وينك يا رائع
عموما يا ابو مزن انا لا تستهوينى افلام خالد يوسف ... لانها دايما ما تناقش قضايا المواطن باسلوب مبتذل يتعمد ان يحشر بين كل مشهد واخر ايحاءات لا تليق بسينما عربيه ملتزمه
ووالده ايضا كان كذلك ..
ااتمنى ان تعالج مثل هذه الافلام قضايا المواطن المصرى والمواطن العربى بغير هذا الاسلوب
واتسال لماذا استعان فى فيلمه هذا بمغنية يثور حولها جدلا كبيرا فى العالم العربى ؟؟؟
هل وجودها يخدم الفيلم ... فى ظل وجود ممثلات مخضرمات كان بامكانهن ان يضفن للفيلم بخبرتهن على الاقل
عجبنى سردك وتحليلك للفيلم
كن دائما رايعا يا اخى العزيز
جزولى ياصديقى
انا معك ان هذا الاسلوب المبتذل هو ديدن كل السينما المصرية
التى خلت من اشراقات فكرية منذ زمن بعيد
فاصبحت افلام الراحل احمد زكى مثل ناصر 56 وايام السادات وغيرها من
التى تعالج مرحلة معينة من تاريخ الامة العربية والمصرية لاوجود لها
فى زمن الهشك بشك ..
ومادعانى للوقوف عند دكان شحاتة بعض المحطات التى اعجبتنى
من زاوية اخرى
فانا مثلك ارفض فكرة الزج بفاتنات من اجل الفرجة فقط
تسلم ياصديق الكلمة والحرف الندى
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir