حاتم مرزوق
10-06-2009, 04:38 AM
في شتاء عام 1996 ذهبت الي بورتسودان في رحلة كنت اتمناها ،احتفل بي نفر كريم من الأصدقاء والأهل وطلبت منهم ان ازور سواكن و قد كان.
ما اجمل التاريخ في سواكن ، تاريخا موقل في القدم ودائما ما اربطها بدخول الأسلام الي السودان وانني لم اقتنع يوما ان دخول الأسلام الأول للسودان كان عن طريق مصر فقد كانت سواكن منذ فجر التاريخ الاف السنين وهي تحكي عن قدم حضارتنا وان السفن منذ قديم الزمان كانت تعمل بين الجزيرة العربية والسودان و قطعا تذكرون فتح مكة وهروب عكرمة بن ابي جهل رضي الله عنه وكان مشركا انذاك و قد ركب سفينة علي ميناء جدة وقد هبت رياح عاتية ولاحظ ان كل المشركين الذين كانوا علي متن السفينة تركوا الأصنام جانبا وتوجهوا بالدعاء الي الواحد الأحد سبحانه وتعالي فقال عكرمة قولته المشهورة الذي ينجي في البحر ينجي في البر.
اسلم عكرمة بعد ان نزل من السفينة وكانت سواكن حاضرة قبل ذلك فما المانع ان يعبر الأسلام البحر الي ارضنا ولماذا نظل دائما حبيسي مصر حتي تاريخنا كتبته ايادي اجنبية ومصرية ونحن الأقدم حضارة، لا اطيل عليكم في ذلك والموضوع ذو شجون وقناعتي ان الأسلام دخل السودان بعد مكة مباشرة وتذكرون الهجرة الأولي للمسلمين الي ارض الحبشة وان معركة دارت رحاها علي النيل داخل ارضنا بين جيش النجاشي و المطارنة الذين علموا بأسلامه وان سيدنا الزبير بن العوام قطع النهر بعد ان نفخ قربة جلد لأستكشاف الأمر حيث كان هناك خطرا علي المسلمين اذا ما انتصر المطارنة ومكث المسلمون سنين طويلةبعد ذلك ي ارض الحبشة الم يكن ذلك كافيا كدليل لدخول الأسلام الي ارضنا قبل اي مكان في الأرض سواء مكة.
نرجع لسواكن وفور دخولي الي قصر عثمان دقنة وفي غرفة مبنية يسارا وجدت قصيدة الشاعر مبارك المغربي معلقة علي جدران قديم و هذه القصيدة تحكي عظمة سواكن، قرأت هذه القصيدة وكانت كل المؤثرات الصوتية والمكانية والنفسية مؤاتية ، قرأتها كما لم اقرأ من قبل.
شاركوني قراءة القصيدة مره اخري فاردين لها مساحة ومستحضرين التاريخ التليد.
من قصيدة: ســـــواكـــــــــن
حيِّ الطلولَ الباليهْ
واسكب دموعَك غاليهْ
وتغنّ باللحن الحزيـ
ـنِ على الديار الخاويه
هذي (سواكن) قد بدت
مثلَ العروس الباكيه
تختال في أسمالها
أسمالِ ماض واهيه
والبحر في أنحائها
يُصغي بأذْن واعيه
ويضم أطراف الجزيـ
رة كالرَّءوم الحانيه
يا غادة عصفت بها
ريحُ الزمان العاتيه
مِنِّي إليك تحيتي
رغم الأسى وسلاميه
إني وقفت على البِلى
أرثي الذّرا المتداعيه
وأطوف بالماضي السحيـ
ـق وبالمعاني الثاويه
أرثي لعزّ زائل
وربوع حسن خاليه
وإذا بقلبي فجأة
تسطو عليه غانيه!
خرجت تتيه بحسنها
في مشية متهاديه
تلتف في ثوب السوا
د نضيرة متباهيه
ناديتُها .. لكنها
لم تستجب لندائيه
ومضت تشيح بوجهها
عني .. وعن إعجابيه
ومضيت إثر جمالها
إِثْرَ العيون الداعيه
خبَّرتُها أني فتى
عفٌّ يصوغ القافيه
شعري يزين بهاؤه
سحرَ الوجوه الباهيه
فتبسمت وتقدمت
مني بنفس راضيه
الحسن ملءُ إهابها
والوجد ملء إهابيه
وسألتها في لهفة
عما بها .. عما بيه?
فرنت وقالت: إنني
أدعى ـ فديتك ـ (آسيهْ)
قَوْمي! ومَنْ قَوْمي سوى
أهل القلوب الجافيه?
قد خلَّفونا هاهنا
مثل الزهور الذاويه
انظر إلى هذي الطلو
ل وكم بها من غانيه
بالأمس كانت جنة
فيها العيون الجاريه
ما اجمل التاريخ في سواكن ، تاريخا موقل في القدم ودائما ما اربطها بدخول الأسلام الي السودان وانني لم اقتنع يوما ان دخول الأسلام الأول للسودان كان عن طريق مصر فقد كانت سواكن منذ فجر التاريخ الاف السنين وهي تحكي عن قدم حضارتنا وان السفن منذ قديم الزمان كانت تعمل بين الجزيرة العربية والسودان و قطعا تذكرون فتح مكة وهروب عكرمة بن ابي جهل رضي الله عنه وكان مشركا انذاك و قد ركب سفينة علي ميناء جدة وقد هبت رياح عاتية ولاحظ ان كل المشركين الذين كانوا علي متن السفينة تركوا الأصنام جانبا وتوجهوا بالدعاء الي الواحد الأحد سبحانه وتعالي فقال عكرمة قولته المشهورة الذي ينجي في البحر ينجي في البر.
اسلم عكرمة بعد ان نزل من السفينة وكانت سواكن حاضرة قبل ذلك فما المانع ان يعبر الأسلام البحر الي ارضنا ولماذا نظل دائما حبيسي مصر حتي تاريخنا كتبته ايادي اجنبية ومصرية ونحن الأقدم حضارة، لا اطيل عليكم في ذلك والموضوع ذو شجون وقناعتي ان الأسلام دخل السودان بعد مكة مباشرة وتذكرون الهجرة الأولي للمسلمين الي ارض الحبشة وان معركة دارت رحاها علي النيل داخل ارضنا بين جيش النجاشي و المطارنة الذين علموا بأسلامه وان سيدنا الزبير بن العوام قطع النهر بعد ان نفخ قربة جلد لأستكشاف الأمر حيث كان هناك خطرا علي المسلمين اذا ما انتصر المطارنة ومكث المسلمون سنين طويلةبعد ذلك ي ارض الحبشة الم يكن ذلك كافيا كدليل لدخول الأسلام الي ارضنا قبل اي مكان في الأرض سواء مكة.
نرجع لسواكن وفور دخولي الي قصر عثمان دقنة وفي غرفة مبنية يسارا وجدت قصيدة الشاعر مبارك المغربي معلقة علي جدران قديم و هذه القصيدة تحكي عظمة سواكن، قرأت هذه القصيدة وكانت كل المؤثرات الصوتية والمكانية والنفسية مؤاتية ، قرأتها كما لم اقرأ من قبل.
شاركوني قراءة القصيدة مره اخري فاردين لها مساحة ومستحضرين التاريخ التليد.
من قصيدة: ســـــواكـــــــــن
حيِّ الطلولَ الباليهْ
واسكب دموعَك غاليهْ
وتغنّ باللحن الحزيـ
ـنِ على الديار الخاويه
هذي (سواكن) قد بدت
مثلَ العروس الباكيه
تختال في أسمالها
أسمالِ ماض واهيه
والبحر في أنحائها
يُصغي بأذْن واعيه
ويضم أطراف الجزيـ
رة كالرَّءوم الحانيه
يا غادة عصفت بها
ريحُ الزمان العاتيه
مِنِّي إليك تحيتي
رغم الأسى وسلاميه
إني وقفت على البِلى
أرثي الذّرا المتداعيه
وأطوف بالماضي السحيـ
ـق وبالمعاني الثاويه
أرثي لعزّ زائل
وربوع حسن خاليه
وإذا بقلبي فجأة
تسطو عليه غانيه!
خرجت تتيه بحسنها
في مشية متهاديه
تلتف في ثوب السوا
د نضيرة متباهيه
ناديتُها .. لكنها
لم تستجب لندائيه
ومضت تشيح بوجهها
عني .. وعن إعجابيه
ومضيت إثر جمالها
إِثْرَ العيون الداعيه
خبَّرتُها أني فتى
عفٌّ يصوغ القافيه
شعري يزين بهاؤه
سحرَ الوجوه الباهيه
فتبسمت وتقدمت
مني بنفس راضيه
الحسن ملءُ إهابها
والوجد ملء إهابيه
وسألتها في لهفة
عما بها .. عما بيه?
فرنت وقالت: إنني
أدعى ـ فديتك ـ (آسيهْ)
قَوْمي! ومَنْ قَوْمي سوى
أهل القلوب الجافيه?
قد خلَّفونا هاهنا
مثل الزهور الذاويه
انظر إلى هذي الطلو
ل وكم بها من غانيه
بالأمس كانت جنة
فيها العيون الجاريه