المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البديريه يبدعوا و الشكر للشايقيه...!



عاطف عولي
04-06-2009, 08:57 PM
البديريه يبدعوا و الشكر للشايقيه...!

--------------------------------------------------------------------------------

من المناسب أن نعطى القارئ نبذه عن قبيلة البديريه .. تقطن قبيلة البديريه في وسط الولاية الشمالية في المنطقة من كورتى على الضفة الغربية للنيل حتى منطقة الغابة شمالا ومن منطقة جلاس حتى منطقة الغدار علي الضفة الشرقية للنيل . تضم المنطقة القرى الآتية : كورتى / حسينارتى /منصوركتى / قنتى / قشابى / جرا /كرمكول / دبة الفقرا / الدبة / ا لكرد /الجابريه / بروس /الغابة . وفى الضفة الشرقية : جلاس / ألبرصه /العفاض /أرقى /تنقسي الجزيرة /لتي / الغدار. وجزء كبير من القبيلة يمتد إلى منطقة كردفان في بارا وأم روابه ومن الشخصيات المشهورة من البديريه في منطقة كردفان د. كمال شداد ولاعب الهلال السابق تنقا. تمتاز قبيلة البديريه بأنها من أكثر قبائل السودان علما وفى دراسة بجامعة الخرطوم كلية الآداب أثبتت الدراسة إن البديريه من أكثر قبائل السودان ذكاء . درج الناس في السودان بان ينسبوا اغانى الطمبور لإخواننا الشايقيه وهذا ليس صحيحا على اطلاقآ , لان اغانى الطمبور تاريخيا بديريه و نظرا لان الأغاني بلهجة الشايقيه فساعد ذلك في انتشارها على نطاق واسع . وللتأكيد على ماذكرت نجد أن معظم الشعراء و الفنانين من المنطقة و الامثله على ذلك كثيرة *النعام ادم ملك أغنية الطمبور الذي لا يحتاج لتعريف *اسحق كرم الله صاحب الصوت الساحر *محمد كرم الله ومن منا لا يطرب للطيف *صديق احمد اكبر مجدد لأغنية الطمبور *عبد الرحيم أرقى سيد شباب فناني الطمبور *تيمان حسنين ... و الامثله كثيرة من شباب الفنانين ..
أما الشعراء فيكفى شاعرنا الفذ عبد الله محمد خير ا عظم من كتب في الحب و الحروف و السفر..
ومن الشعراء ... المرحوم صابر عبد الله صابر .. والشاعر الكبير نور الهدى كنه .. والشاعر الشاب جمال إسحاق و الامثله كثيرة
من ما تقدم يتضح إن أغنية الطمبور شعراؤها و فنانوها ومجدديها بديريه دهمشيه.
لا و لن أكون جهوى في يوم من الأيام لكن لابد إن ينسب الفضل لأهله.
يكفى هذا البيت للمرحوم عبد الله محمد خير عن الوطن ..
يا وطن إنا ديمه ليك بحن
و في الدرب البجيبنى عليك ما لي محن ..

هذه المادة وصلتني عبر بريدي من احد الاصدقاء وهي تتفق مع وجة نظري وطرحتها هنا للنقاش والحوار والفائدة . خاصتآ والجزيرة عامة ومدني علي وجه الخصوص تعج بأفراد القبيلتين وكلنا جابنا البحر مدني.

عوض الكريم الخواض
05-06-2009, 06:02 AM
التحية لأهلنا البديرية الدهمشية ... ولى أولاد عمهم الشايقية .

esmat
05-06-2009, 08:18 AM
العزيز علوني
ننتظر الشاقية ليدلوا بدلوهم اولاً

عاطف عولي
07-06-2009, 02:39 AM
نحن منتظرين رد الكل بدون فرز

بت مارنجان
07-06-2009, 04:06 AM
البديريه يبدعوا و الشكر للشايقيه...!

--------------------------------------------------------------------------------

كلام صح مية في المية ودة ماتعصب لي بديريتي ....

من المناسب أن نعطى القارئ نبذه عن قبيلة البديريه .. تقطن قبيلة البديريه في وسط الولاية الشمالية في المنطقة من كورتى على الضفة الغربية للنيل حتى منطقة الغابة شمالا ومن منطقة جلاس حتى منطقة الغدار علي الضفة الشرقية للنيل . تضم المنطقة القرى الآتية : كورتى / حسينارتى /منصوركتى / قنتى / قشابى / جرا /كرمكول / دبة الفقرا / الدبة / ا لكرد /الجابريه / بروس /الغابة . وفى الضفة الشرقية : جلاس / ألبرصه /العفاض /أرقى /تنقسي الجزيرة /لتي / الغدار.

. تمتاز قبيلة البديريه بأنها من أكثر قبائل السودان علما وفى دراسة بجامعة الخرطوم كلية الآداب أثبتت الدراسة إن البديريه من أكثر قبائل السودان ذكاء .

دي انا بتفق معاك فيها مية المية ...
وبناتهم سمحات :p
كدي يجي زول يغالطني فيها :mad:

درج الناس في السودان بان ينسبوا اغانى الطمبور لإخواننا الشايقيه وهذا ليس صحيحا على اطلاقآ , لان اغانى الطمبور تاريخيا بديريه و نظرا لان الأغاني بلهجة الشايقيه فساعد ذلك في انتشارها على نطاق واسع .

هو اي شي بنسبو ليهم الشوايقة ديل .. وازيدك اخي عاطف بان قبيلة البديرية من اكثر
القبائل محافظة علي العادات والتقاليد القديمة الموروثة في اي شي وفي جميع
المناسبات نجدهم محافظين علي عاداتهم ومااتغيرت بتغير احوال الازمنة ،،،



هذه المادة وصلتني عبر بريدي من احد الاصدقاء وهي تتفق مع وجة نظري وطرحتها هنا للنقاش والحوار والفائدة . خاصتآ والجزيرة عامة ومدني علي وجه الخصوص تعج بأفراد القبيلتين وكلنا جابنا البحر مدني.

اخي عاطف موضوعك شيق وفيه محاور كتيرة عن تاريخ القبيلة ويوجد ايضا قري كثيرة
تابعة لمنطقة .. في كتاب الطبقات " لو ضيف الله "
وماتنسي اخي عاطف " الطيب محمد الطيب " بديري دهمشي " وعندو كتاب يتحدث
عن القبائل اسمو " المسيد " ححاول اقطف فقرات عن قبيلة البديرية بشمال السودان ...
وفقك الله اخي ود عولي وبداية ممتازة للمواضيع المليانة ....

عاطف عولي
07-06-2009, 05:32 AM
اخي عاطف موضوعك شيق وفيه محاور كتيرة عن تاريخ القبيلة ويوجد ايضا قري كثيرة
تابعة لمنطقة .. في كتاب الطبقات " لو ضيف الله "
وماتنسي اخي عاطف " الطيب محمد الطيب " بديري دهمشي " وعندو كتاب يتحدث
عن القبائل اسمو " المسيد " ححاول اقطف فقرات عن قبيلة البديرية بشمال السودان ...
وفقك الله اخي ود عولي وبداية ممتازة للمواضيع المليانة ....

شكرآ للمرور والاضافة المليانة

عاطف عولي
07-06-2009, 05:41 AM
أصل البديرية:-

البديرية دهمشية ،أى سلالة محمد دهمشى ابن صالح بدير جد البديرية،الا أنها فوق ذلك تعتبر بوتقة انصهار للقبائل السودانية بعضها فى بعض
من هم البديرية ومن أين .

البديرية الدهمشية أصلآ من القبائل التي كانت تسكن الجزيرة العربية منطقة عنيزة وهم أهل سعية وأهل دين وهاجرت القبيلة طلبآ للمراعي والمياه كعادة أهل السعية الي مصر وخلال فترة أستقرارهم بمصر تعلم قسمآ منهم الزراعة وأمتهنها وبقي القسم الأخر علي ماهو عليه أصحاب سعية . وعندما أستولي الموالي علي الحكم في مصر ضيقوا عليه الخناق فنزحوا جنوبآ فالذين ظلوا أصحاب سعية عبروا الي السودان وعبر وادي الملك ووادي القعب نزحوا الي غرب السودان مناطق الأبيض وهي بمثابة الكبانية لهم والرئاسة والي مناطق بارا وام بادر والنهود وفي الأبيض ناس الشيخ سمعيل الولي وناس مرغني حسين زاكي الدين ناظر البديرية وناس سوار الدهب وناس محمد صالح بركية وآل شداد ناس كمال شداد. ومنطقة بارا تاتي في المرتبة الثانية بعد الابيض من حيث البديرية وتجمعهم أما مناطق ام بادر والنهود فهم أقلية
أما لقسم الذي تعلم الزراعة فقد سار بمحاذات النيل حتي وصل عاصمة دولة النوبة دنقلا العجوز وساروا جنوبآ الي منطقة تنجسي التي كانت تسكنها مجموعات حبشية كانت تنوش ملك النوبة في فترات متقطعة ومتباعدة حسب الظروف السائدة من قوة الملك والحروب التي يخوضها وضعف الجيش او قوته. أستطاعت هذة المجموعة ان تطرد الأحباش وتسكن المنطقة ويتغير اسمها من تنجسيي الي تنقسي ويمتدون الي ارقي شرق الدبة وجرا وكرمكول وقنتي وكوري وحتي تخوم الشايقية وفي قلب الشايقية لهم عمودية في جلاس وكورتي. ثم القوس النازل ما بين الدامر بربر شندي وهم فرع الحريراب والجبلاب ناس الشيخ العارف بالله حسن ودبليل المذكور في طبقات ود ضيف الله وهورجل دين معروف.كما لهم امتداد شمال دنقلا العجوز في منطقة القدار ناس الفاضل سعيد والزبير
ويقال ان ملك النوبة بعد أن أستطاع هؤلا القوم من طرد أعداه من الاحباش
زوج كبيرهم بنته وانجب منه ولد وكما هو سائد في دستور مملكة النوبة بان العرش لايرثه الأبن ولا البنت وان البنت هي الأصل وان أبن البنت هو وريث العرش وبذلك كان أبن البديرية هو وريث العرش وياتي بعده في الترتيب ابن الدناقلة . ويقال ان الدناقلة تامرؤا علي أبن البديرية وقتلوه حتي يفسح الطريق لأبنهم. ( وهناك قصص تاريخية طريفة سوف أسردها في نهاية المقال)
وعندما بداء البديرية في زرعة النخيل كانوا يتخطون منطقة الدناقلة نسبة للعداء التاريخي الذي ذكرته سابقأ الي منطقة المحس وهناك كان الفرد منهم يجلس بالشهور ويرسل شتول النخيل مشحونة علي المراكب الشراعية الي اولاده بمنطقتهم وهناك في ديار المحس والسكوت حدثت مصاهرات لطول المدة التي يقضونها بينهم فامتلكوا الأطيان والبساتين وأنا شخيآ لي جذور في منطقتي حفير مشو وبركية. 0وكذلك تمت رحلات الي ديار الشايقية لجلب شتول النخيل وحدثت أيضآ مصاهرات مع الشوايقة وأي تزاوج مع الدناقلة حدث في الفترة الأخيرة.

مدنيّة
07-06-2009, 09:03 AM
ياعولي
التحية لكل القبائل السودان

عاطف عولي
07-06-2009, 09:08 AM
ياعولي
التحية لكل القبائل السودان

حلاوة السودان في التعدد والتنوع ومن هنا بنحب السودان كلو والكلام ما تعصب بقدر ما هو نشر للمعرفة لاجيال مغيبة واسهام في مسيرة الوعي.

وشكرا مدنية علي المرور.

مشاترة: وين انتي ليك مدة ما باينة ليك وحشة يا أم جمال

moh_alnour
07-06-2009, 03:04 PM
يا سحنة نوبية
يا كلمة عربية
يا وشمة زنجية
التحية و الأحترام لكل قبائل السودان
فكلنا لآدم و آدم من تُراب

المسافر
07-06-2009, 08:03 PM
تحياتي

ألف شكر لك عزيزي عاطف ولجميع من أضاف على
هذا البوست وطبعاً أنا أكبر المستفيدين لأنني عرفت
الكثير عن قبليتي . .

شبندر
08-06-2009, 11:12 PM
[quote=عاطف عولي;305478]
البديريه يبدعوا و الشكر للشايقيه...!



الشخصيات المشهورة من البديريه في منطقة كردفان د. كمال شداد ولاعب الهلال السابق تنقا.


ياود عولي التحية ليك ولكل قبائل السودان نخلي الموضوع يسخن شوية ونرجع ليك
وعلى فكرة من الشخصيات المشهورة من البديرية الدكتور حسن مكي مدير جامعة افريقيا العالمية والدكتور أحمد السيد حمد وهم من ابناء قنتي

esmat
08-06-2009, 11:22 PM
العزيز علوني
عندما قصدت في انتظار الشايقية
في المداخلة الاولى قصدت حثهم
على المشاركة للاستفادة منهم وهم
يعلمون أكثر منا بقبيلتهم

ونعم لا للقبائل ونحنا في مدني قبيلة
واحدة وهذا ولكن هذا لا يمنع معرفة بعضنا
لك التحية علىالطرح الجميل

عاطف عولي
09-06-2009, 08:45 AM
[quote=عاطف عولي;305478]
البديريه يبدعوا و الشكر للشايقيه...!



الشخصيات المشهورة من البديريه في منطقة كردفان د. كمال شداد ولاعب الهلال السابق تنقا.


ياود عولي التحية ليك ولكل قبائل السودان نخلي الموضوع يسخن شوية ونرجع ليك
وعلى فكرة من الشخصيات المشهورة من البديرية الدكتور حسن مكي مدير جامعة افريقيا العالمية والدكتور أحمد السيد حمد وهم من ابناء قنتي

شكرآ شبندر لكن قصرت وعارف جبك مليان يلا أدينا شوية كمان.
ولا نستطيع ان نعدد نجوم البديرية. من سوار الدهب ابو العشرة جد المية وحفيده المشير عبدالرحمن محمد حسن سوار الدهب والشيخ أسماعيل الولي في الكبانية الغربية للبديرية بالابيض وال مرغني حسي زاكي الدين والزبير والفاضل سعيد بروف عمر احمد مرغني بروف عمر محمد بليل د. سيداحمد نقدالله ذاك الرجل الذي قارع المستعمر في اروقة جامعة الخرطوم حتي فصل منها وأتم دراسته في المانيا مدينة ليبزج وعاد ليعمل أستاذ بجامعة الخرطوم واليستة طويلة يا شبندر.

عاطف عولي
09-06-2009, 08:59 AM
كل الشكر الي الأخوة الأعزاء الذين تحدثوا معي عبر الخاص والي الخوة الذين تحدثوا عبر البوست وهم محل احترامي وتقديري وكل النصائح والتوجيه يجد مني الأحترام والتقدير.

مداخلة وتوضيح:


سادتي لم اكن في يوم قبلي او أدعو الي قبيلية او عصبية واعشق الوطن الواحد حتي الثمالة وحلاوة ما أعشقه هذا التنوع الأثني والثقافي والعرقي والقبلي وأوكد لكم ان صيرورة الوطن في هذا التنوع الذي يمدنا بالأبداع والجديد كل يوم.
اعلم أننا بأختلاف قبائلنا عاداتنا وتقاليدنا انصهرنا في بوتقة مدني الجميلة التي أستمدت حلوتها من أنصهار هذا التنوع في بوتقة الأبداع المسما مدني.
ساتي ان قراءة التاريخ او تحليل احداثه هو لب أستشراق المستقبل . وأذا كان غير ذالك لما ظهر الي الوجود مثل كتاب الأنداية للكلتب الطيب محمد الطيب فهل هو تشجيع لمجتمع الرزيلة وشرب المريسة مثلآ؟؟؟؟؟.
اذا اوردت نكات أصبحت في ذمة التاريخ هذا لا يعني تبني هذه الطرف كما لا أستطيع نفي أنها سادت في حقبة زمنية معينة.
اليوم نحن نورد الطرف والملح هن أهلنا الحلفاويين والرباطاب فهل هم كذلك.
ما أوردته ساد في حقب ماضية وعلينا ربط الماضي بالحاضر من أجل المستقبل والما عندو قديم ما عندو جديد ولكم شكري وتقديري.

ابوالنور
09-06-2009, 09:02 AM
البديريه يبدعوا و الشكر للشايقيه...!

--------------------------------------------------------------------------------

من المناسب أن نعطى القارئ نبذه عن قبيلة البديريه .. تقطن قبيلة البديريه في وسط الولاية الشمالية في المنطقة من كورتى على الضفة الغربية للنيل حتى منطقة الغابة شمالا ومن منطقة جلاس حتى منطقة الغدار علي الضفة الشرقية للنيل . تضم المنطقة القرى الآتية : كورتى / حسينارتى /منصوركتى / قنتى / قشابى / جرا /كرمكول / دبة الفقرا / الدبة / ا لكرد /الجابريه / بروس /الغابة . وفى الضفة الشرقية : جلاس / ألبرصه /العفاض /أرقى /تنقسي الجزيرة /لتي / الغدار. وجزء كبير من القبيلة يمتد إلى منطقة كردفان في بارا وأم روابه ومن الشخصيات المشهورة من البديريه في منطقة كردفان د. كمال شداد ولاعب الهلال السابق تنقا. تمتاز قبيلة البديريه بأنها من أكثر قبائل السودان علما وفى دراسة بجامعة الخرطوم كلية الآداب أثبتت الدراسة إن البديريه من أكثر قبائل السودان ذكاء . درج الناس في السودان بان ينسبوا اغانى الطمبور لإخواننا الشايقيه وهذا ليس صحيحا على اطلاقآ , لان اغانى الطمبور تاريخيا بديريه و نظرا لان الأغاني بلهجة الشايقيه فساعد ذلك في انتشارها على نطاق واسع . وللتأكيد على ماذكرت نجد أن معظم الشعراء و الفنانين من المنطقة و الامثله على ذلك كثيرة *النعام ادم ملك أغنية الطمبور الذي لا يحتاج لتعريف *اسحق كرم الله صاحب الصوت الساحر *محمد كرم الله ومن منا لا يطرب للطيف *صديق احمد اكبر مجدد لأغنية الطمبور *عبد الرحيم أرقى سيد شباب فناني الطمبور *تيمان حسنين ... و الامثله كثيرة من شباب الفنانين ..
أما الشعراء فيكفى شاعرنا الفذ عبد الله محمد خير ا عظم من كتب في الحب و الحروف و السفر..
ومن الشعراء ... المرحوم صابر عبد الله صابر .. والشاعر الكبير نور الهدى كنه .. والشاعر الشاب جمال إسحاق و الامثله كثيرة
من ما تقدم يتضح إن أغنية الطمبور شعراؤها و فنانوها ومجدديها بديريه دهمشيه.
لا و لن أكون جهوى في يوم من الأيام لكن لابد إن ينسب الفضل لأهله.
يكفى هذا البيت للمرحوم عبد الله محمد خير عن الوطن ..
يا وطن إنا ديمه ليك بحن
و في الدرب البجيبنى عليك ما لي محن ..

هذه المادة وصلتني عبر بريدي من احد الاصدقاء وهي تتفق مع وجة نظري وطرحتها هنا للنقاش والحوار والفائدة . خاصتآ والجزيرة عامة ومدني علي وجه الخصوص تعج بأفراد القبيلتين وكلنا جابنا البحر مدني.
اقول ليك سر يا عاطف انا اجيب ليك الزول الطرح هذة المادة ويواصل معانا في المعمة

عاطف عولي
09-06-2009, 09:48 AM
اقول ليك سر يا عاطف انا اجيب ليك الزول الطرح هذة المادة ويواصل معانا في المعمة

مرحب ابو النور وتكون ما قصرتا تب

ابو صفاء
09-06-2009, 10:12 AM
مشكور الاخ عاطف
قرية الترابي وود راوه وكثير من القرى في الجزيرة بديرية
وسبب انتشار البديرية في السودان هو تنقلهم حيث يوجد خلاوي القرآن
وتجد سمتهم واحد في كل السودان
اغلب رؤساء السودان بديرية حتى النميري من جهة هو بديري كما ان عمر البشير رغم منطفته منطقة جعلية الا انه بديري
لك التحية مرة اخرى على التطرق لهذا الموضوع

عاطف عولي
09-06-2009, 10:55 AM
مشكور الاخ عاطف
قرية الترابي وود راوه وكثير من القرى في الجزيرة بديرية
وسبب انتشار البديرية في السودان هو تنقلهم حيث يوجد خلاوي القرآن
وتجد سمتهم واحد في كل السودان
اغلب رؤساء السودان بديرية حتى النميري من جهة هو بديري كما ان عمر البشير رغم منطفته منطقة جعلية الا انه بديري
لك التحية مرة اخرى على التطرق لهذا الموضوع

شكرآ أبو صفا للأضافة القيمة لكن مالا حبة كدي شكلك عارف الكتير يلا أدينا من العندك.

وذي ما ذكرت البديرية أهل قران ناس الشيخ سوار الدهب ابو العشرة جد المية والشيخ أسماعيل الولي والشيخ حسن ود بليل وغيرهم وهم من الجزيرة العربية اهل سعية ودين. وهناك توضيح قادم قريبآ

طائر النورس
11-06-2009, 06:01 AM
والله يالاخ عاطف ماااعارف كيف اشكرك

في الحقيقة نورتنا بمعلومات بنسبة لي مهمة جداً عن البديرية

انا بديري وما كنت عارف كل المعلومات دي ولك ودي


طائر النورس مرة من هنا

عاطف عولي
11-06-2009, 08:22 AM
والله يالاخ عاطف ماااعارف كيف اشكرك

في الحقيقة نورتنا بمعلومات بنسبة لي مهمة جداً عن البديرية

انا بديري وما كنت عارف كل المعلومات دي ولك ودي


طائر النورس مرة من هنا

شكرآ لطائر النورس علي المرور الجميل والبركة القيت ليك حبة معلومات عن البديرية ويلا بحت معانا عشان نطلع الكم الهائل عن البديرية

عاطف عولي
11-06-2009, 09:47 PM
تحية طيبة لجميع الاخوان والاخوات
اردت ان اساهم مع اخوانى في معرفة كنوز بلدي ولكم ماوجدت من خلال تصفحى عن عن قبيلة البديرية
تحدراً من العباس شأنهم فى ذلك شأن قبائل الجعليين.



وأهم الفروع هم الدناقلة و البديرية والطريفاب والحكيماب والجوابرة, ويدَّعون جميعهم


بديرية : قبيلة من المجموعة الجعلية تذكر روايتهم أنهم حضروا من جزيرة العرب
الي مصر وهم اهل دين وسعية واثنا استقرارهم بمصر طلبآ للمرعي تعلم بعضهم الزراعة والتي هي مرتبطة بالأستقرار عكس الرعي المرتبط بالترحال. وعندما ضيق عليهم الموالي الخناق بعد توليهم حكم مصر نزحوا جنوبآ

الى السودان عن طريق مصر وانقسموا الى قسمين بعضهم اتجه لشمال السودان مع النيل وهم المجموعة التي احترفت الزراعة

والجزيرة عن طريق النيل واتجه البعض الاخر لكردفان وهم الذين بقوا علي حالهم اهل سعية عن طريق الاربعين حتى

بلغوا جبل الكاب بشمال كردفان . وانتشروا حتى كابا قرب الابيض فحدودها من الكاب

الى كابا . وسكنوا في شمال السودان في دنقلا بين الشايقية والجوابرة وتمتد ديارهم

من دنقلا العجوز شمالا الى الدبة جنوبا والحد بين البديرية والشايقية قرية الباسة

وعاصمة البديرية العفاض ويوجدون في قنتي والدبة وجلاس والبركل والبرصة

والغريبة وامدرق والقوس النازل مابين الدمر بربر شندي وغيرها . واستقر بعضهم في قرى ود الترابي والحليلة وحلة النعيم

وحلة حمد شمال الكاملين . كما سكنوا بمنطقة طابت بصراصر والعمارة كاسر وام

دليبة وفطيس وبمنطقة الحصاحيصا والهلالية ورفاعة وسنجة وكسلا والقضارف

وقلع النحل وشمال النيل الابيض وكوستي وغيرها .

وهم أبناء بدر او بدير بن سمرة الجعلي ويسمون بجعل الدفار وكانت لهم مملكة في

الخندق والدفار بتوارثها اولاد الملك صلاح الي دخول الاتراك وكان الملك الكبير في

دنقلا العجوز وتحته مكوك في الخندق وجزيرة تنقسي وابكر والدفار . وينتسب اليهم

غبش بربر واولاد الترابي حمد واخوانه والشيخ عيسى الطالب والشيخ محمد سوار

الذهب ومحمد الشيخ عيسى ومنهم في رواية : الشيخ خوجلي والبديرية ثلاثة

اقسام : شويحات ودهمشية ودويحية تنظر في مواضعها .

وتذكر روايتهم أن لبدير سبعة اولاد هم : حليب جد اولاد حليب ودهمش جد الدهمشية

ومحمد جد اولاد محمد وموسى جد اولاد موسى وهلال جد اولاد هلال واغبش جد

الغبش وحمد الله جد اولاد حمد الله بالاضافة الى بنتين هما : نعيمة جدة اولاد نعيمة

وملكة جدة اولاد ملكة .

وكان للبديرية خمس ممالك اربع بدنقلا والخامسة بكردفان في كاب بلول . اما الاولى

ففي الدفار منطقة الحتانة وقد غزاها الملك جاويش وضربها اما الثانية فمملكة

تنقسي والثالثة مملكة الخندق واشتهر ملكها بشير الخندقاوي والرابعة مملكة ارقو

والخامسة مملكة كاب بلول . وقد تجمعت جيوش الممالك الاربع في الخندق استعداد

للقاء الشايقية الذين خربوا الدفار ونشبت الحرب قرب القولد فانهزم الشايقية

وطاردوهم الى الغريبة ونزل الملك جاويش الاول عن فرسه وفرش فأجهز عليه

البديرية وتذكر الشايقية هذا الموقف في محاربتهم لاسماعيل باشا فقال شاعرهم :

مالنا نحن إن افترشنا ... هيلنا من جاويش حرسنا

وتوسط العلماء فتم الصلح بعد ان غرس حجر طويل شمال النيل يمين الغريبة حدا بين

الشايقية والدناقلة والبديرية . ويبدو ان ضغط الشايقية في القرن الثامن عشر دفع

الكثيرين من البديرية الى الهجرة الى دنقلا الى كردفان ودارفور حيث كانت جماعات

منهم قد استقرت من قبل منذ القرن السادس عشر وتذكرالروايات ان احد زعمائهم

المسمى بلول من بديرية كردفان زحف شمالا من ابي حراز وغزا كاجا السروج على

حدود دارفور واقام مقره في جبل بشارة طيب المسمى ( كاب بلول ) ولكن زحف

المسبعات من دارفور قوض سلطانه واضطره للجوء الى من تبقى من البديرية بكاجا

وسودري وكاتول حيث امتزج البديرية بالسكان المحليين وبعضهم بدارفور في ام

كدادة والفاشر ونيالا ولهم عدة عموديات .

وينقسم بديرية كردفان الى قسمين كبيرين من عدة فروع هما الدهمشية . واولاد

نعمة وقد تمازجوا مع جيرانهم من الجوامعة والحوازمة والنوبا ولهم قرى كثيرة

جنوب غرب الابيض اضافة الى شمال غرب كردفان وفي فصل الخريف يرعى

البديرية مع الحوازمة البقارة وممن لهم صلات واشجة مع البديرية الطريفية . ومن

البديرية بكردفان بديرية بارا ومنهم ال شداد .

ومنهم ال السيد اسماعيل الولي واصلهم من دبة الفقراء وال الشيخ محمد البدوي

وال موسى وداب صفية وحفيده بدوي وهناك اسر كثيرة بمدن وقرى كردفان من

البديرية منهم مثلا ال قريش وال الفاضل عيسى وال محمد علي السنجاوي ومكي

السيد علي وهم بسنجة . وال كنني ببارا وال الشعراني . وهناك من يعرفون ببديرية

البحر الابيض ومنهم ال سوارالذهب . اما من يسمون ببديرية كردفان في الأبيض وما

حولها الذين تضمهم امارة البديرية . ونظارتها في ال زاكي الدين . وتحد نظارة

البديرية شرقا الجوامعة وشمالا بدار حامد وغربا بحمر وجنوبا بالحوازمة وقد اعفت

الادارة الثنائية العمدة اسماعيل ادم وعينت عام 1912 الشيخ حسين زاكي الدين

عمدة بدلا منه ي ام صميمة ( وتتبع لها اب حراز ) وفي عام 1934 تم انتخاب حسين

زاكي الدين ناظرا لعموم البديرية وانتقل من ام صميمة للابيض وفي عام 1938

عين ابنه عبدالجبار حسين وكيلا للناظر وكان يعمل قبلها عمدة بأبي حراز وعين

اخوه احمد المصطفى بدلا عنه .

وفي نفس عام 1938م تنازل حسين زاكي الدين عن النظارة لابنه عبدالجليل لكبر

السن وعين اخوه احمد المطفى وكيلا للناظر واستمر الى ان حلت الادارة الاهلية عام

1970 واعيدت نظارة البديرية عام 1983 وعين الشيخ عبدالجبار معاونا اداريا ثم

ناظرا ثم اميرا . وانتخب الزين ميرغني حسين زاكي الدين وكيلا للامارة مع عمه

المسن الامير عبدالجبار .

وتضم نظارة البديرية ثلاثة عشرة عمودية منها ست عموديات خالص للبديرية

وتضم نظارة البديرية ثلاثة عشرة عمودية منها ست عموديات خالصة للبديرية وسبع

عموديات مختلطة اما العموديات الخالصة للبديرية فهي :

1)عمودية ابي حراز غرب الابيض والعمدة حسين احمد حسين زاكي الدين .

2)عمودية الجلابة وهي محيطة بالابيض والعمدة عوض الله زايد وكان قبله العمدة

الزين عبيد .

3)عمودية فروقة وعمدتهم محمد عبدالله بدوي وكان قبله محمد ادم محمد وقبله محمد احمد ابو سكة .
4)عمودية ام عردة وعمدتها اسماعيل محمد حمد الذي خلف اباه محمد حمد اشيقر وكان قبله العمدة حسن محمد الكانون .
5)عمودية ام قواوة شمال الابيض وعمدتهم خليفة ابراهيم وكان يقيم بعض كنانة في هذه العمودية ولكنهم انفصلوا عام 1938.
6) عمودية البركة والمدينة جنوب الابيض وعمدتهم كناني البدوي مدني .

أم العموديات المختلطة فهي :

1)عمودية خورطقت وتضم بني عمران ومناصرة وداجو وهوارة ومسلمية وعمدتهم

محمد كوكو , ابراهيم من الجلابة الهوارة .

2)عمودية ام عشيرة شمال الابيض وهي خالصة للشويحات وعمدتهم محمد مهدي

عركي وكان قبله مكي سليمان الزاكي .

3) عمودية علوبة ومعظم سكانها من قبيلة التمام مع اقلية من البديرية والبرقو

والبرنو والهوسا وعمدتهم عبدالجبار ابارهيم باشا .

4)عمودية جبل ابو سنون وسكانها من الصليحاب السنناويون ( نسبة لابي سنون )

ومقر العمودية دبة ناير والعمدة خليل محمد يونس .

5)عمودية البان جديد وتضم محسا ومواليد وبديرية وبرقو وبرنو وزنار وبجا

وعمدتهم عبدالمنعم عبدالمجيد الجعفري وقبله حسين دليل المحسي وسبقه كامل

عبدالله سليمان من المواليد وقبله العمدة صالح يوسف قلته من المواليد .

6) عمودية البركة المحطة معظمهم من البرنو والبرقو وقليل من البديرية وعمدتهم

منصور عزالدين من البرنو وقبله محي الدين خليل من البرنو .

7) عمودية كازقيل جنوب الابيض وتضم بديرية وداجو وبرنو وبرقو وعمدتهم ضي

النور احمد بخيت من التمام وهي عمودية جديدة .
وهذه عموديات البديرية بغرب السودان وسوف نتعرض لعمودياتهم بشمال السودان في حلقة اخري.

ان شاء الله نكون وفقنا في النقل

للجميع كل الاحترام والتقدير





منقول

عاطف عولي
12-06-2009, 01:40 AM
منقول عن مجلة العربي
ساتي ماجد بن محمد القاضي البديري الدهمشي الأصل
شيخ الإسلام في أمريكا (1892 - 1927)

الدكتور حسن أحمد إبراهيم
أستاذ التاريخ ونائب العميد للدراسات العليا
كلية معارف الوحي والعلوم الإنسانية
الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا
يلاحظ المتتبع للشأن السوداني تزايداً مطرداً، بل وتفاقماً، في هجرة السودانيين منذ السبعينيات من القرن الماضي حتى إن الدولة أنشأت جهازاً خاصاً سمته »جهاز السودانيين العاملين في الخارج«. نعم، إن ظاهرة الهجرة لم تكن جديدة على البلاد تماماً؛ فقد عايشتها منذ قرون عديدة، غير أن هجرة هذا الزمان تختلف اختلافاً جذرياً في حجمها ومضمونها وتداعياتها عن السياحة السابقة. فاغتراب العصر اضطراري واقتصادي، حيث إن الدولة قد عجزت عن توفير فرص العمل التي تتناسب مع مؤهلات وتطلعات أولئك المغتربين الذين قصدوا أصقاع الدنيا المختلفة - الإسلامية وغير الإسلامية - سعياً وراء الرزق بالرغم مما في ذلك من تداعيات كبيرة وأحياناً خطيرة عليهم وعلى وطنهم. ثم إن هذا الاغتراب قد شمل كل شرائح المجتمع من مهنيين وفنيين وعمال ومزارعين، ومن الرجال والنساء الذين تجاوز عددهم ثلاثة ملايين. أما السياحة السابقة، فقد كانت محدودة جداً وطوعية إن صح التعبير، وذلك لأنها اقتصرت على طلاب العلم الذين هدفوا إلى توسيع مداركهم في المؤسسات الإسلامية، كالأزهر الشريف والحرمين الشريفين( [1])، ومن ثم بعض الجامعات الغربية، إضافة إلى بعض الإداريين وأساتذة اللغة العربية الذين أوفدوا للعمل في بعض البلاد، كاليمن ونيجيريا( [2])، وعدد قليل من التجار المغامرين كالزبير باشا رحمه منصور (ت. 1913 م). غير أننا معنيون في هذا المقال بشريحة أخرى من هؤلاء المهاجرين، تمثلت في نفر قليل من الدعاة الذين نذروا أنفسهم لنشر الإسلام والدفاع عن عقيدته خارج حدود وطنهم.
يحدثنا التاريخ عن عدد من الدعاة السودانيين الذين هاجروا طواعية، خلال القرن العشرين، لنشر الإسلام والدفاع عنه في وجه الهجمة الغربية الشرسة التي وصفته بالحسية المفرطة والجمود والتخلف، بل حتى الإرهاب. ومن هؤلاء محمد علي دوس، الذي ولد عام 1867 م تقريباً، وقصد مصر ثم بريطانيا فأمريكا وأخيراً نيجيريا( [3]). أما الداعية الإسلامي المشهور أحمد محمد السوركتي (ولد عام 1872 م)، فقد قصد إندونيسيا حيث ترك بصمات واضحة في الحياة الفكرية والسياسية هناك وفي منطقة جنوب شرق آسيا بشكل عام( [4]). وكان الشيخ أحمد حسون (1897 - 1979 م) قد لازم الحرم الشريف وذهب إلى أمريكا حيث أسلم على يديه جمهور من الأفارقة الأمريكان، وكان أستاذاً للزعيم مالكوم إكس( [5]). على أننا معنيون بصفة خاصة في هذا المقال بداعية سوداني فريد ركز جهوده في الولايات المتحدة الأمريكية هو ساتي ماجد محمد القاضي الذي لقب نفسه ولقبه تلامذته الكثر من الأفارقة الأمريكيين "شيخ الإسلام في أمريكا".
ترك ساتي ماجد بعض الأوراق والمذكرات التي أودعتها أسرته بدار الوثائق القومية بالخرطوم، السودان. ولكن هذا المصدر قلما استخدم - حسب علمي - في المصادر العربية والأنجليزية التي تحدثت عن تاريخ الإسلام في أمريكا. ولعل الباحثين السودانيين الأستاذ عبد الحميد محمد أحمد والدكتور أحمد إبراهيم أبو شوك هما أبرز من استخدم هذه الوثائق في دراساتهما عن حياة هذا الداعية ودوره. فالأستاذ عبد الحميد محمد أحمد أعد عدة دراسات في هذا الموضوع نقحها في كتابه الأخير الذي صدر سنة 1995 م بعنوان "ساتي ماجد: الداعية الإسلامي السوداني بأمريكا (1904 - 1929)"، والذي اعتمد فيه بشكل رئيس على تلك الوثائق، إضافة إلى مقابلة أجراها مع ابنه محمد، وإلى ما سطره عنه المؤرخ السوداني الأول محمد عبد الرحيم (1878 - 1966)، اعتماداً على مقابلة شخصية مطولة أجراها معه سنة 1941 م وفيها وصفه بقوله: »رجل طويل القامة كث اللحية متناسب الأعضاء وقور. وكان كريماً دمث الأخلاق يرتدي الملابس الإفرنجية وعلى رأسه قلنسوة سوداء مما يلبسه العراقيون عادة«( [6]).

أما الباحث السوداني الثاني، فهو الدكتور أحمد إبراهيم أبو شوك الذي كتب مقالاً في مجلة "الملتقى"، أغسطس 1993 م، بعنوان »ساتي ماجد السوداني الذي أصبح شيخاً للإسلام في أمريكا«؛ وآخر بالأنجليزية بالاشتراك مع جون هنوك وشون أوفاهي في مجلة Sudanic Africa المجلد الثامن، 1997، صص. 137 - 191) بعنوان: «A Sudanese Missionary to the United States: Satti Majid, Shaykh al-Islam in North America and his Encounter With Noble Drew ‘Ali, Prophet of the Moorish Science Temple Movement ».
ولد ساتي ماجد محمد القاضي بقرية الغدار بشمال السودان سنة 1883 م لأبوين من أسرة الزياداب التي تنتمي عرقياً لقبيلة البديرية الدهمشية( [7]) المعروفة محلياً بعائلة »جد المية وأبو العشرة«، والتي أدَّت دوراً بارزاً في نشر الإسلام في تلك المنطقة. ومن مشاهيرها الشيخ سوار الذهب الذي أكد ساتي ماجد الانتماء إليه، بحيث كتب في بطاقته الشخصية عند عودته النهائية للسودان ما يلي: »الواثق بالله السيد ساتي ماجد سوار الذهب، شيخ الإسلام بأمريكا الشمالية سابقاً، ورئيس سجادة أسرة سوار الذهب بدنقلا العجوز«( [8]).
وتتلمذ الطالب ساتي على بعض شيوخ منطقته إلى أن حفظ القرآن عن ظهر قلب، ولكن شغفه بالعلم والتعلم دفعه للهجرة حوالي عام 1900 إلى الأزهر الشريف كعادة من سبقوه. غير أن المقام لم يطل به كثيراً في قاهرة المعز( [9])، بل ساقته الأقدار مهاجراً في سبيل الله للجزر البريطانية، التي قضى فيها فترة وجيزة هاجر بعدها إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث قضى نحو ثلاثين عاماً، تحديداً من عام 1904 إلى سنة 1929 م.
لا نعرف على وجه التحديد الأسباب المباشرة التي أدت بساتي ماجد إلى مغادرة القاهرة. فلعل ذلك كان رد فعل على الحملة الرسمية في بريطانيا ضد الإسلام والتي تمثلت خاصة في مقولة جلادستون رئيس وزراء بريطانيا، المشهورة: »إننا لا نستطيع قهر المسلمين ما بقي فيهم الكعبة والمصحف«، وفي زعم اللورد كرومر قنصل بريطانيا في مصر (1883 - 1906 م) بأن الإسلام لا يمكن بأي حال من الأحوال إصلاحه ليواكب العصر الحديث.
وعلى كل حال، فإن هجرته إلى الغرب أدت إلى تغير جذري في وجهته ودوره. فعند وصوله إلى المملكة المتحدة، أقام علاقات وثيقة مع اثنين من المهاجرين أحدهما سوداني نوبي والآخر يمني. وقد تعاهد هؤلاء الثلاثة على بذل قصارى جهدهم لنشر الدعوة في بريطانيا، فأسسوا جمعية دعوية سموها »جمعية التبشير بالدين الإسلامي«. ولما كان ساتي ماجد خطيباً بليغاً وجريئاً جهوري الصوت وخبيراً بالاقتباس من القرآن الكريم، فقد تجول مع زميليه في الجزر البريطانية ملقياً محاضرات بالعربية ترجمها إلى الأنجليزية أحد صديقيه. ويبدو أن حب الاستطلاع والفضول قد دفع جمهوراً من الأنجليز من الرجال والنساء إلى هذا الداعية. غير أنه لم يؤثر - على ما يبدو - في عقيدتهم المسيحية التي حرص مبشرو الكنيسة على تقويتها وتثبيتها، إضافة إلى الحاجز اللغوي الذي وقف حائلاً بينهم وبين تفهم منطق ساتي ماجد وحججه. على أن العصامي ساتي ماجد انكب على تعلم الأنجليزية بمساعدة صاحبيه وأحرز تقدماً ملموساً فيها.
هناك روايتان عن أسباب هجرة ساتي ماجد إلى الولايات المتحدة الأمريكية. فالأولى مصدرها صاحبنا نفسه في السيرة الذاتية المتقطعة التي كتبها - على ما يبدو - بعد عودته إلى القاهرة سنة 1929 م. ففيها دوَّن بعبارات مبهمة غضبه وخيبة أمله من جراء مقالات معادية للإسلام نشرها أحد القساوسة الإيطاليين في جريدة "نيويورك تايمز" (New York Times)، مما دفعه للهجرة لصد هذه الحملة الجائرة في »بلاد الحرية والعدالة« التي سماها أيضاً »بلاد العم سام«. أما الرواية الأخرى، فتقول بأن الجمعية الدعوية التي أنشأها مع زميليه هي التي قررت إيفاده لهذه المهمة في أمريكا.
تمثل الوجود الإسلامي الرسمي في نيويورك حين وصول ساتي ماجد إليها سنة 1904 - على حد قول مترجم حياته المؤرخ محمد عبد الرحيم - في خمسة من رجالات الدولة العثمانية: السفير أحمد رستم بك، والقنصل العام جلال بك، وإمام جامع السفارة الشيخ محمد علي، إضافة إلى مترجمي السفارة والقنصلية( [10]). ويقال إن نشاط هؤلاء الدعاة قد جذب عدداً من السوريين إلى أمريكا كالشيخ سليمان بدور الدروزي الذي أسس سنة 1910 م جريدة في نيويورك سماها "البيان"، إضافة إلى مجموعة من بعلبك، منهم الشيخان خاطر يوسف الديراني وأحمد حمزة فؤاد.
في هذا الإطار، وصل ساتي ماجد إلى نيويورك وعمره يناهز الحادي والعشرين عاماً. وبدأ نشاطه الدعوي، على أنه التفت بادئ ذي بدء إلى مقالات معادية نشرها آنئذ في مجلة "نيويورك تايمز" قسيس كاثوليكي ادعى النبوة هو جون درو (John Drew) الذي لقب نفسه النبي أليجا (Aligah). رد الشيخ ماجد على هذه الحملة الشعواء بمقالات أرسلها إلى تلك الجريدة، إلا أنها رفضت نشرها. عندئذ رفع صاحبنا دعوة قضائية بالمحكمة في نيويورك طالب فيها إلزام الجريدة بنشر المقالات في نفس العمود الذي نشرت فيه مطاعن القسيس أو الحكم له بمائتي ألف دولار رد شرف نظير التشهير بالإسلام والحط من كرامة المسلمين. حكمت المحكمة بنشر مقالات ساتي ماجد في الجريدة، مما أدى إلى ضجة صحفية كبيرة في الأخذ والرد. ونتج عن ذلك تزايد شهرة الشيخ في الأوساط الشعبية، وتجمع حوله عدد من المريدين الأمريكان والأفغان والهنود والأفارقة الذين قبلوا الإسلام( [11]).
على أن الصحافة الأمريكية لم تمكن ساتي ماجد من نشر حججه فيها بالطريقة التي خطط لها. فلجأ إلى وسيلة دعوية أخرى تمثلت في تكوين عدد


من الجمعيات الخيرية الإسلامية من وقت لآخر، ومنها جمعية الاتحاد الإسلامي، والجمعية التبشيرية الإسلامية، وجمعية الهلال الأحمر، والجمعية الخيرية الأفريقية الإسلامية في أمريكا. والجدير بالذكر أن قادة الجمعية الأخيرة وأعضاءها عقدوا في يونيو 1922 م اجتماعاً استثنائياً لجمعيتهم في ديترويت - ولاية متشجن - أضافوا فيه مواد إلى دستور جمعيتهم عين بمقتضاها ساتي ماجد »الموجه الأعلى« للجمعية ووكيلها في الداخل والخارج، وذلك اعترافاً منهم بالخدمات الجليلة التي قدمت للجمعية بواسطة المحترم السيد ماجد محمد مؤسس الجمعية وصاحب اليد الطولى فيها( [12]).
ولعله من المناسب أن نورد هنا ما دونه ساتي ماجد في مذكراته بهذا الخصوص بلغة فيها شيء من العجمية:

إني هاجرت إلى بلاد الحرية والعدالة في مدة تزيد عن خمس وعشرين سنة. وكنت أنظر إلى أناس من مهاجري الشرق يتكلمون عن الديانة الإسلامية بوعر الكلام. ولما نظرت إلى هذه التعديات، قمت ضد المقاومين؛ وكنت أرد عليهم في الجرائد الحرة. ولما وجدت أن النشرات في الجرائد لا تجدي نفعاً، بدأت أعالج الأمر بنشر الدين الطاهر. وكنت أجد عنتاً كبيراً من المقاومين. ولكن بفضل الله وفضل عدالة حكومة أنكل (العم) سام لم كانوا يقدرون على عمل شيء فيما كانوا يقاومون به ضد هذا الدين الطاهر. ولما نظرت إلى كثرة الذين اعتنقوا الديانة الإسلامية، نظرت أن الواجب الديني يلزم له القيام بما فرض الله عليهم من إقامة الصلاة وصوم شهر رمضان المبارك. ولا يتم هذه العمل الشريف إلا بجمع الكلمة والاتحاد اتباعاً لقوله تعالى {فتمسكوا بحبل الله}. ونظرنا أن لا قدرة حالية لهذا العمل، إلا أننا أسسنا لهم جمعيات باسم الخير الإسلامية. وبهذا تحصل القوة المالية الكافية لأجل القيام في بنيان جوامع لإتمامها... ومدارس لتعليم أبنائهم. وقد طلبنا التسريح (يقصد التصريح والتصديق) لهذا العمل من حكومة أمريكا. فأجابتنا وأعطتنا جميع مطالبنا ( [13]).


ويقول في موضع آخر من أوراقه:

ولما نظرت إلى كثرة المسلمين، وجدت أن الواجب الديني يلزم القيام بما فرض الله علينا من إقامة الصلاة المكتوبة وصوم رمضان والحج إلى بيت الله الحرام، وأن هذا العمل الشريف لا يتم إلا بجمع الكلمة واتحاد المسلمين على رأي واحد اتباعاً لقوله تعالى: {وشاورهم في الأمر} ( [14]).

استمر صاحبنا في نشاطاته ومناظراته تلك حتى حدث كسوف للشمس دعا على أثره رؤساء الأديان إلى اجتماع عام في نيويورك لدعوة الناس إلى الكف عن المعاصي والتمسك بتعاليم الأديان السماوية. فألقى ساتي ماجد في هذه المناسبة محاضرة عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر نالت استحسان الحاضرين الذين »ضاق بهم رحاب المكان«.
ونلاحظ هنا أن ساتي ماجد قد حاول خلال هذه الجمعيات حشد الدعم في أمريكا للخلافة العثمانية التي تعرضت آنذاك لهجوم متزايد داخلي وخارجي. فيقول في هذا الصدد:

لم تكن لنا في أمريكا حتى سنة 1908 م هيئة إسلامية منظمة تقوم بنشر الدعوة الإسلامية، وإنما كنا نعمل نحن المسلمين... أفراداً في هذا الميدان حتى قامت الثورة ضد السلطان عبد الحميد وأعلن الدستور العثماني وتولى عرش الخلافة السلطان محمد رشاد الخامس. ونشأت بين رعايا الدولة العثمانية فكرة العمل لتقوية أسطولها البحري بجمع الاكتتابات. فوصلت إلينا الفكرة في أمريكا، فقبلناها بدافع الرغبة في تقوية الخلافة الإسلامية. وألفنا أول لجنة لجمع التبرعات. وقد انضم إلينا كثير من اللبنانيين والسوريين المسيحيين الذين كانوا قد وفدوا قبل ذلك على أمريكا وتفرقوا في مختلف بلدانها طلباً للعيش وجمعاً للثروة. وأذكر أننا قد جمعنا مبلغاً وافراً لحساب المدرعة "رشادية" التي كانت الدولة العثمانية تبنيها وقتئذ في أنجلترا، ثم استولت عليها الحكومة البريطانية حين إعلان الحرب العالمية( [15]).


ويقول صاحبنا في موضع آخر من أوراقه:

في سنة 1911 م تلقينا كتاباً من الجمعية الإسلامية في برلين بمناسبة احتلال إيطاليا لطرابلس. فنشطنا في أمريكا لتأليف جمعية الهلال الأحمر، وجمعنا باسمها مبلغاً وافراً أرسلناه للحكومة العثمانية وقتئذ ( [16]).

وبمبادرة من الشيخ ساتي، أيدت هذه الجمعية ومثيلاتها ثورة 1919 م المصرية. وقد دوَّن الشيخ ماجد ما يأتي:

وقد عملت هذه الهيئات لمساعدة القضية المصرية في سنة 1919 م، فنشرت الدعوة لها في الأوساط الأمريكية. ولما اعتقلت السلطات البريطانية المغفور له سعد زغلول وأرسلته إلى سيشل، أرسلنا احتجاجاً لعصبة الأمم ( [17]).

وتتضمن أوراق ساتي ماجد رسائل تبادلها مع بعض سفراء الدول الغربية بشأن الغبن وشظف العيش الذي عانى منه بعض المسلمين في أمريكا، ومهرها أحياناً بتوقيع »مرشد المسلمين« أو »إمام المسلمين وشيخهم والمتحدث باسمهم والداعي إلى الدين الإسلامي في بلاد الحرية هذه الولايات المتحدة«. فباسم الإنسانية وعدالة الأنجليز المعهودة، وإيفاء بمسؤولية بريطانيا تجاه رعايا أمة تقع تحت حمايتها، التمس ساتي ماجد في رسالة إلى السفير البريطاني التدخل العاجل لاستخدام عدد من البحارة العدنيين العاطلين في السفن البريطانية. ورد السفير برسالة مجاملة قال فيها إنه سيبذل قصارى جهده »متى ما سمحت اللوائح بذلك«؛ كما اقترح على ساتي نصيحة هؤلاء البحارة بتقديم طلبات عون من المنظمات الخيرية. وعلى ذات النمط، أرسل ساتي رسالة أخرى إلى السفير الفرنسي ترجاه فيها مساعدة حوالي ثلاثمئة من السوريين المقيمين في نيويورك للعودة إلى بلادهم( [18]).


المواجهة بين ناشطين: ساتي ماجد ودرو علي (John Drew)
لاحظ ساتي ماجد أن الدين الإسلامي في أمريكا قد تعرض لبعض التشويه، وألحقت به كثير من الشوائب على يد بعض الفرق والطوائف الإسلامية المنحرفة كالقاديانية والبهائية. ولكنه ركز جهوده بشكل خاص في هذا الصدد على طائفة درو علي. ومن هنا كانت مواجهته مع هذا الداعية المنحرف والتي تشكل أهم سمات عمله الدعويّ في أمريكا.
اسمه الأصلي تيموتي درو (Timothy Drew)، ولكنه اشتهر باسم »النبي نوبل درو علي« (Prophet Noble Drew Ali). لا نعرف الكثير عن حياة هذا الرجل الباكرة سوى أنه ولد في ولاية كارولينا الشمالية (North Carolina) سنة 1886 م لأبوين من سلالة الأرقاء. وقد هاجر في وقت ما إلى شمال شرق الولايات المتحدة الأمريكية حيث عمل بالسكة الحديدية في ولاية نيوجرسي (New Jersey). ويبدو أنه كان عصامياً ألمَّ إلماماً عامّاً بكتابات الفلاسفة والعلماء الشرقيين وبمبادئ الإسلام العامة، وإن كان قد زعم أنه تلقى العلم في فاس. ويسود الاعتقاد بين مؤيديه أنه سافر حول العالم قبل أن يبلغ سن السابعة والعشرين ليكتشف إرث أهله ومبادئ عقيدته الإسلامية. وخلال إحدى رحلاته، منحته ملكة بريطانيا لقب نبيل (Noble)؛ كما سماه السلطان عبد العزيز بن سعود (1876 - 1953 م) »علي«. وبهذا أصبح اسمه الرسمي والمعترف به النبيل درو علي (Noble Drew Ali). ويعتقد مؤيدوه أيضاً أنه زار شمال أفريقيا، حيث كلفه ملك مراكش بنشر العقيدة الإسلامية بين الأمريكان الأفارقة.
وكما سعي كثير من معاصريه من قادة الأمريكان الأفارقة ومفكِّريه، عمل درو علي جاهداً للكشف عن هوية أسلافه وجذورهم التي طمسها البيض تماماً خلال قرون الاسترقاق والاستعباد في أمريكا. وقد أنشأ هذا الناشط معبداً سماه »معبد أمريكا المورسيكي العلمي« (The Moorish Science Temple of America)، ليتبنى وينشر نظريته القائلة بأن جذور الأمريكان الأفارقة آسيوية موريسكية صرفة. وقد ادعى درو أنه آخر أنبياء الإسلام، وله كتابه المقدس الذي سماه "القرآن الكريم للمعبد الموريسكي العلمي الأمريكي". على أن درو علي لم يقل إن قرآنه مطابق للقرآن الكريم أو حتى مشابه له، بل زعم أنه شمل خلاصة تعاليم وحكم عدد من قادة الفكر الديني في العالم. وقد أمر درو علي مؤيديه بإضافة مقطع بك (Bey) في نهاية أسمائهم، تلك السنَّة التي قلدتها لاحقاً حركة »أمة الإسلام« (Nation of Islam) التي أضافت الحرف X بعد أسماء أعضائها. هذا، ويقول البروفيسور سليمان نيانق إن هذه الحركة قد تأثرت إلى حد ما بإيديولوجية الموريسكيين( [19]).
لا توجد مساحة في هذا البحث لدراسة تطور حركة درو علي( [20])، ولكن نكتفي بالإشارة إلى أنها وجدت قبولاً متزايداً في أوساط الأمريكان الأفارقة بمن فيهم المسلمين، مما اعتبره ساتي ماجد فتنة خطيرة لابد من دحضها بالحجج والبراهين. ومن هنا كانت مواجهته مع درو علي الذي اتهمه بالزندقة والخروج عن الملة.
على أنني لابد أن أنوه هنا بأن هذه المواجهة لم توثق - حسب علمي - في المصادر الأمريكية، بما فيها تلك التي كتبت عن تاريخ الإسلام في أمريكا، بل إن اسم ساتي ماجد لم يذكر فيها إلا في أبحاث البروفيسور سليمان نيانق الذي أثنى على جهود صاحبنا لنشر الإسلام بين الأمريكان الأفارقة في بيتسبرج بولاية بنسلفينيا، وعبر جمعيته »الجمعية الأفريقية الإسلامية الخيرية في أمريكا«. إذن فإن مصدرنا الوحيد لهذه المواجهة هو ما دونه عنها ساتي ماجد نفسه في أوراقه المودعة بدار الوثائق القومية بالخرطوم( [21]).
يقول ساتي ماجد إنه هو وغيره من الدعاة أسهم إسهاماً فاعلاً في نشر الإسلام في أمريكا، الأمر الذي أثار حفيظة المتعصبين أعداء الإسلام الذين فشلوا في مناهضة الدعوة الإسلامية، والذين لجأوا إلى استخدام سلاح آخر تمثل في بث الدعوات المشككة في خاتمية الرسالة المحمدية. وأخطر تلك في نظره فتنة درو علي الذي ادعى النبوة وصنَّف مجلَّداً أسماه "القرآن المقدس" الذي لم يتضمن آية قرآنية واحدة أو أي نص حديثي ليضل به من آمن بدين الإسلام.
ففي رسالة إلى حضرات علماء الدين الإسلامي الحنيف بمصر، شرح ساتي ماجد الذي لقب نفسه هنا »خادم الملة الإسلامية بشمال أمريكا« دعوة هذا المتنبئ بقوله:

ما قولكم - دام فضلكم - في رجل وجد اليوم يسمى »نوبل درو علي«، معناه النبي المتسلسل من بيت النبوءة علي، مدعياً أنه هو النبي الموعود به آخر الزمان الذي بشر به عيسى عليه السلام وصنف كتاباً سماه "هولي قرآن". ومعنى »هولي قرآن« القرآن المقدس الذي نزل بمكة على سيدنا محمد r. ومع هذا، لا يوجد في كتابه هذا آية من آيات القرآن الشريف أو حديثاً من أحاديث نبينا محمد r.

ويضيف شيخ الإسلام في أمريكا أنه حاول أوّلاً درء انحراف ذلك المتنبئ بالحجج والبراهين القاطعة. ولما عجز عن مجاهدته بالكلمة، قدم طلباً للحكومة الأمريكية مطالباً بعقد مناظرة مفتوحة بينهما يحضرها عدد من العلماء. وبالفعل، عقدت هذه المناظرة التي أثبت فيها الشيخ ماجد بطلان هذه الدعوى. وكان ماجد قد وجه إلى غريمه أسئلة حاسمة كان أولها: »فهل عيسى الذي تعبده من دون الله في الشرق أم في أوروبا؟ «. فلما أجاب: »من الشرق«، سخر منه صاحبنا بقوله: »إذاً فكيف تحط من كرامة الشرق وهو الذي أنجب إلهك وإله آبائك؟«. وهكذا، فقد انتصر ساتي ماجد في هذه المناظرة، ولكن أحد المهووسين طعنه بسكين حادة بعد اللقاء مباشرة. ولولا رحمة الله وقدرته، لفاضت روحه إلى بارئها. وعلى كل حال، فقد طلب صاحبنا من الحكومة الأمريكية معاقبة هذا المتنبئ، لأن في دعوته إهانة للإسلام والمسلمين( [22]).
غير أن الحكومة الأمريكية - على حد قول صاحبنا - تهربت من تنفيذ هذا الطلب بأن واجهت ساتي ماجد بإحضار قتوى من مشيخة إسلامية معترف بها تؤكد بطلان هذه الدعوى. وعليه، فقد استفتى صاحبنا عدداً من المراجع الإسلامية نذكر منها مفتي الديار المصرية وشيخ الأزهر الشريف والمسجد الأقصى والمعهد العلمي بالسودان وعلماء الحرمين الشريفين والأتراك والأفغان. بل سافر بنفسه إلى مصر سنة 1929 م للحصول على فتوى من شيخ الأزهر. وقد جاءت فتاوى هؤلاء جميعاً مؤكدة بطلان هذه الدعوى. وتوثيقاً لذلك، نورد هنا نص الخطاب الذي أرسله ساتي ماجد إلى مفتي الديار المصرية الشيخ محمد مصطفى المراغي، وردّ الأخير عليه:

حضرة صاحب الفضيلة مولانا الأستاذ الكبير مفتي الديار المصرية. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد؛ تقدم إلى فضيلتكم بالسؤال الآتي: أنا ساتي ماجد محمد، شيخ الإسلام بالولايات المتحدة بأمريكا. أقمت في هذه البلاد سبعة وعشرين عاماً أدعو الناس فيها إلى الدين الإسلامي حتى أثمر مجهودي، فأسلم علي خلق كثير. وقد ظهر في ولاية شيكاغو بأمريكا رجل يدعى »نوبل درو علي« يدعي النبوة، أي أنه نبي بعد محمد r. وتبعه قوم من الأمريكان أخشى أن يكثر عددهم. وقد وقفت في وجه دعوة هذا الكذاب أرد عليه بالحجة كل دعواه، فطلبت مني محكمة الولايات المتحدة فتوى من مشيخة إسلامية معترف بالإسلام فيها. فيممت الديار المصرية، لما لها من الشهرة الإسلامية في الولايات المتحدة. بذلك أطلب من فضيلتكم فتوى بأن لا نبي بعد محمد r، وأن شرعه ناسخ لجميع الشرائع السابقة وهو باق إلى فناء الدنيا. والسلام.

ورد عليه الشيخ الظواهري شيخ الجامع الأزهر بالخطاب الآتي نصه:

حضرة الفاضل السيد ساتي ماجد. السلام عليكم ورحمة الله، بعد؛ فجواباً على سؤالكم المتعلق بأن رجلاً يدعى أنه النبي الموعود بمجيئه وأنه هو الذي بشر به عيسى وأن الإسلام الذي كان قبله ليس بإسلام صحيح.
نفيد: إن كل من ادعى النبوة بعد سيدنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم فهو كاذب قطعاً وكافر بنص القرآن الكريم الذي وصف النبي عليه الصلاة والسلام بقوله: {ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين}. ولا يسع مسلماً مهما كان مذهبه ونحله إلا أن يحكم بكفر من يقول في الإسلام ليس بإسلام صحيح. كيف هذا؟ وقد رضيه الله لعباده ديناً في قوله تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً}. وقامت البراهين القاطعة وثبتت آياته الساطعة وعجز العالمون جميعاً أن يجدوا فيه مطعناً مقبولاً. فمثل هذه الدعوة لا تصدر إلاَّ عن كافر أو مجنون لا يستمع له إلا من شاركه في جنونه. فلا التفات لمثله ولا اعتداد به( [23]).

وفور حصول ساتي ماجد على فتوى الجامع الأزهر، عزم على العودة إلى أمريكا لمواصلة جهاده هناك. إلا أن السلطات المصرية رفضت منحه تأشيرة خروج، بإيعاز من الشيخ المراغي - على حد زعم صاحبنا - الذي علل رفضه بأن ساتي ماجد لا يملك المؤهلات العلمية »لترشيحه للبحوث الدينية التي يوفدها الأزهر إلى الخارج. وكل ما أفهمنا أنه نصب نفسه للدفاع عن الدين الإسلامي في أمريكا«( [24]).
وهكذا اضطر ساتي للبقاء في مصر حتى مطلع الأربعينيات من القرن الماضي، غادر بعدها أرض الكنانة إلى وطنه السودان. والجدير بالذكر أن الإمام عبد الرحمن المهدي (1885 - 1959 م) أقام في سنة 1941 م حفلاً كبيراً على شرفه عددت فيه مآثره ومجاهداته في سبيل رفعة الإسلام. على أن صلة صاحبنا لم تنقطع نهائياً بأحبابه ومريديه في أمريكا، بل ظلوا على اتصال به بين الفينة والأخرى عبر البريد. وتتضمن أوراقه عدداً من رسائلهم التي وصلته في مصر والسودان، والتي أبدى فيها أولئك »المتشوقة« تقديرهم واحترامهم وتطلعهم لعودة »مرشدهم« إلى أمريكا. ونكتفي بتوثيق اثنتين من تلك الرسائل، أولاهما لمريد اسمه »أليجا محمد« إلى شيخه بتاريخ 17 ديسمبر 1928، نصها كالآتي:

الوالد المحترم ساتي ماجد
شيخ الإسلام في أمريكا
سيدي:
من خلال هذه السطور العجلى نكتب - نحن أبناءَك - في ظل العقيدة الإسلامية التي ازدادت أعدادنا دخولاً في دين الله. بل ما زال عددنا يتضخم بفضل الله. تجد رفقة هذه الرسالة اثنتي عشرة رسالة كان من المفروض أن ترسل لك قبل هذا التاريخ من أبنائك في هذه البلاد. وإن أنس فلن أنسى أن أشكر لك كل كلماتك الحكيمة والمفيدة التي استفدنا منها وستظل زادنا في المستقبل. نأمل لقياك قريباً( [25]).

أما المحب الثاني، فقد كان من مدينة بيتسبرج، وقد جاء في رسالته بتاريخ 29 فبراير 1932 م ما يلي:

السيد ماجد محمد
السلام عليكم
والدي العطوف
أكتب لك عن حالتي الصحية وعن العائلة أيضاً. ونحس بأنك تظن أننا نسيناك، ونؤكد لك أننا ما زلنا نذكرك جيداً، بل كثيراً ما نسأل عنك عند بعض المصادر. وكنا نتحدث عنك مؤملين أن تصلنا منك رسالة عن المؤتمر الذي عقد( [26]).
لقد وعدتمونا بتلك الأخبار، وما ينتج ويصدر عن المؤتمر المشار إليه. ونفيدك بأننا لم نتمكن من زيارة الفروع في كليفلاند ونيويورك للقيام بجمع المال، وذلك لصعوبة السفر. إلا أنني سأبذل كل جهدي الخاص لزيارة هذه الفروع خلال هذا الربيع.
نطمئنك أننا، نحن المسلمين هنا في بيتسبرج، في تقدم مستمر. وتحياتنا وتمنياتنا للمسلمين الذين معك( [27]).


خلاصة البحث
أبدى المسلمون الأفارقة الأمريكان عدم رضائهم عن هيمنة المسلمين الوافدين من جنوب آسيا والشرق الأوسط على النشاط والمؤسسات الدعوية من بلادهم الولايات المتحدة الأمريكية. واشتكوا بصفة خاصة من عدم إدراكهم لحاجياتهم وهمومهم وتطلعاتهم، بل اتهمومهم بأنهم قدموا أنفسهم للمجتمع الأمريكي على أنهم »بيض« أو »صفر« لا علاقة لهم البتة مع »السود«، مما أدى إلى حساسيات وتوتر عنصري بين هاتين الفئتين من المسلمين في أمريكا. وفي ردّ فعل مباشر على هذا التذمّر، انسلخ كثير من المسلمين الأفارقة الأمريكيين عن الجمعيات والمؤسسات التي أنشأها المسلمون »الأجانب«، وكونوا حركاتهم الخاصة، كحركة »دار الإسلام« التي عرفت فيما بعد باسم: »مسجد ياسين«، والتي تمردت سنة 1962 م على »الجمعية الإسلامية الأمريكية« والتي هيمن على قيادتها بعض العرب بقيادة الشيخ داود فيصل( [28]).
نستخلص من أوراق ومذكرات ساتي ماجد التي اعتمدناها في هذا المقال أنه ابتدع رؤية عربية في النشاط الدعوي الإسلامي في أمريكا تخالف المنهج »الصفويّ الانعزالي« الذي سلكه معظم الدعاة العرب والمسلمين نحو الأفارقة الأمريكان. فخلافاً لهؤلاء الدعاة الذين أهملوا الأفارقة الأمريكان، أقام ساتي ماجد علاقات وثيقة معهم. وركز نشاطه الدعوي بينهم، الأمر الذي أثنى عليه - كما أسلفنا - البروفيسور سليمان نيانق أحد الثقاة في تاريخ الدعوة الإسلامية وتطورها في أمريكا. وتمخض عن ذلك المنهج الدعوي المميز تزايد الأعداد التي قبلت الإسلام على يد هذا الداعية من المسلمين الأفارقة، فالتفوا حول شيخهم معبرين عن إعجابهم به وولائهم له إبان إقامته معهم في أمريكا؛ كما حرصوا على توثيق عرى المودة والمحبة معه حتى بعد أن غادر البلاد نهائياً في سنة 1929 م.
على أن مصداقية وبلورة هذه الرؤية العربية الجديدة في الدعوة الإسلامية في أمريكا التي ننسبها إلى الشيخ ساتي ماجد تحتاج إلى توضيح وتأكيد من مصادر الهيئات والمؤسسات الأمريكية التي قال في أوراقه إنه تعامل وتفاعل معها من وقت لآخر، خاصة بعض الدوائر في الحكومة الأمريكية، وبعض الصحف الأمريكية. ونقصد على وجه التحديد وثائق الحكومة الأمريكية وما قد يكون نشر في الصحف الأمريكية عن هذا الداعية. وهذا ما تفتقده الدراسات الحالية المحدودة التي تحدثت عن رؤية هذا الداعية والناشط العربي ساتي ماحد وعن المجتمع الأمريكي في النصف الأول من القرن العشرين، والتي نأمل أن يلتفت إليها الباحثون في هذا المجال

محمد الجزولى
13-06-2009, 10:34 PM
عزيزى عاطف عولى ( ود حلتى )
شكرا لك وانت تبحث عن اصول البديريه وتمدنا بهذه المعلومات .... وبين يدى كميه من البحوث والمقالات عن قبيلة البديريه لو لديك الرغبه لارسلتها لك وخاصة البديريه الذين استوطنو منطقتى العفاض ...
همسه : يا ريت لو خصصت هذا البوست لدراسة كل قبائل السودان وتاريخها وانسابها حتى لا يكون البوست قاصرا على قبيله واحده
لك ودى وتحياتى

عاطف عولي
14-06-2009, 09:14 AM
عزيزى عاطف عولى ( ود حلتى )
شكرا لك وانت تبحث عن اصول البديريه وتمدنا بهذه المعلومات .... وبين يدى كميه من البحوث والمقالات عن قبيلة البديريه لو لديك الرغبه لارسلتها لك وخاصة البديريه الذين استوطنو منطقتى العفاض ...
مرحب بالعفاضي الحر ودالجزولي محمد والله اكو ن سعيد بتلقي مثل هذا وفي أنظار مرسالك وعنواني في بوست التعارف.
همسه : يا ريت لو خصصت هذا البوست لدراسة كل قبائل السودان وتاريخها وانسابها حتى لا يكون البوست قاصرا على قبيله واحده
لك ودى وتحياتى

أخوي يا محمد والله شهيد علي ما أقول ليس القصد العنصرية او الجهوية او القبلية ولكن تحقيقآ لأهداف منتدانا ان يتم تبادل المعارف والمعلومات والله دافترنا جاهزة عشان ندون الما عرفنوا أولآ عن قبيلتنا من الآخرين وفي ذات الوقت نشكل دافع ومشجع للأخرين ان يكتبوا لنا عن أنفسهم ونمدهم بما لدينا والقصد الرئيسي ان نعرف كل قبائل السودان التاريخ الجذور العادات التقاليد المناطق مشاهير القبيلة أدباءها شعراءها وبالتالي تتحق الغاية بتبادل المعارف والمكسب للوطن الواحد

عاطف عولي
14-06-2009, 07:14 PM
نسب الزعيم الأزهري فوق شُبهات جريدة الناس

أحمد إبراهيم أبوشوك

اطلعتُ على سلسلة مقالات نشرها الدكتور عبد الله علي إبراهيم عن جوانب مختلفة من حياة الدكتور منصور خالد، العامرة بالعطاء الأدبي وقضايا السلطة والسياسة، على صفحات سودانايل، فلا عجب أن هذه المقالات قد أثارت لقطاً كثيفاً، حيث ثـمَّن حيثياتها نفر من القُرَّأ، وجرح بعضهم في صدقيَّة مصدرها وحجيَّة رواتها. وقد كانت الحلقة العاشرة، التي تناولت موقف جريدة "الناس" من نسب الزعيم الأزهري، أكثر الحلقات المثيرة للجدل والحوار بين بعض القُرَّأ الذين افردوا لها منبراً خاصاً في صحيفة سودانيزأونلاين، تناغما مع عنوانها الرئيس الذي جاء على صيغة استفهام استنكارية: "هل الأزهري ممن حملتهم أمهاتهم على ظهورن من بلاد كانم والبرنو؟". ومن ضمن الذين تصدوا لحيثيات الاتهام الواردة في متن المقال وقدحوا في حجيتها الأستاذ الشاعر محمد المكي إبراهيم، الذي نشر مذكرة دفاع بعنوان "العالم بستان: في نسب الزعيم الأزهري"، ومن خلال هذه المرافعة الأدبية حاول أن يثبت حقاً تاريخياً مشروعاً لأهله السادة الإسماعيلية وأصول الزعيم الأزهري، حيث عزى الاتهام المرتبط بأصول أنسابهم إلى خبث الإداري البريطاني سير هاورلد ماكمايكل، الذي يصنِّفه الدكتور عبد الله علي إبراهيم في قائمة الذين ابتدعوا بدعة الخوض في "رجس الأنساب"، وذلك انطلاقاً مما جاء في كتابه الموسوم بـ "قبائل شمال ووسط كردفان (1912م)، وتحديداً عندما زعم "أن السيِّد المكي [بن إسماعيل الولي] لا هو بديري ولا هو دهمشي، لكنه جزئياً تكروري الأصل، علماً بأن دهمشية دنقلا يدَّعون بأنهم أشراف، فكان بعضهم يقيم في حِمى السيِّد المكي بكردفان، ويبدو أن السيِّد المكي قد استحسن نسبته إليهم." ومن طرف آخر ربط الأستاذ ود المكي إثارة هذا الاتهام في خمسينيات القرن الماضي إلى تفشي حُمى العمل السياسي و"مماحكات جريدة الناس للقادة الاتحاديين". فلا جدال أنه محقٌ فيما ذهب إليه، لأن الاتهام المثار في جريدة الناس أشبه بالاتهام الذي أثاره الاتحاديون في ساحات القضاء المدني عندما زعموا أن أستاذ الأجيال عبد الرحمن علي طه ليس سودانياً وأن "أصوله حبشية"، ورد عليهم الاستقلاليون باتهام مضاد يطعن في نسب الأستاذ حماد توفيق، ويصفه بأنه أجنبي دخيل، تعللاً بأنه كان يحمل تصديقاً لاستيراد الخمور الأجنبية، ومثل هذا التصديق، حسب مبلغ زعمهم، لا يعطى إلا للأجانب. بيد أن قاضي محكمة الموضوع المستر بوديلي شطب القضية، بحجة أنها مكايدة سياسية محضة، لا ترقي إلى درجة السماع، ولا صلة لها بشرعية نسب المرشحين المتنافسين في دائرة المسلمية الانتخابية. وبالرغم من أن القاضي بوديلي كان على صواب، ولكن حيثيات الموضوع تعكساً طرفاً من طبيعة المدافعة السياسية البخسة التي كانت قائمة في السودان آنذاك.
وفي هذه كلمة لا أود الخوض في غمار رجس الأنساب وإفرازاته القبلية التي أقعدت أهل السودان من النهوض بوطنهم الجامع في حضرة واقع يقتضي تفعيل الوحدة القُطرية كوعاء سياسي أمثل لتوظيف التنوع الثقافي والإثني القائم في السودان، بل أحبذ الانطلاق من محصلة مفادها أن علم الإثنوغرافيا أو الأنثربولوجيا قد درج على عدم مغالطة أهل الأنساب في أنسابهم، بغية حملهم على صواب يحسبه الباحث حقيقة مطلقة، وذلك وفق قراءات أكاديمية قائمة على أدوات بحثية وفرضيات تناقض في بعض الأحيان الموروثات الشائعة والمتداولة بين "أهل مكة"، علماً بأن أهل مكة أدرى بشعابها. فأهدى السبل أن نأخذ بزعم النسابة والمنتسبين إلى أصولهم، ثم نفسر ما ذهبوا إليه في إطاره التاريخي والاجتماعي والسياسي، تحسباً بأن مثل هذا التفسير سيقودنا إلى تحليل موضوعي لفهم القيم الكامنة وراء الأنساب، والديناميات التي تحكم حركة التدافع المحلي، وعلاقة هذا التدافع بالصورة النَسبيَّة القائمة في مخيلة الناس والمرتبطة بدقائق بيئاتهم المحلية التي تمزج بين الخيال والواقع.

ماذا يقول أصول الزعيم الأزهري في أنسابهم؟
ألَّفَ السيِّد أحمد بن إسماعيل الولي (الأزهري) مخطوطاً سماه "خلاصة الاقتباس في اتصال نسبنا بالعباس"، عام 1853م، ويوجد أصل هذا المخطوط بدار الوثائق القومية بالخرطوم تحت الرقم: منوعات، 1/15/175. وفي مقدمته يورد المؤلف إشارة احترازية أشبه بخاتمة مقال الأستاذ محمد المكي إبراهيم، إذ يقول: إن "تَعلُّم انساب الناس من العلم الذي علمه لا ينفع، وجهالته لا تضر، وبذل النفس في تحصيله من قبيل ضياع العمر." ثم يوضح أن الهدف من تأليف "خلاصة الاقتباس" كان يكمن في توضيح صلة رحم الذين ينسبون إلى جدَّهم الفقيه بشارة الغرباوي، وأيضاً بناءً على رغبة في نفس أبيه إسماعيل الولي الذي كان مهتماً بتوثيق هذه الصلات الأسرية. وفي مقدمة الفصل الرابع يقول مؤلف خلاصة الاقتباس: "إن التفاخر بالآباء والأجداد مذموم شرعاً، فلا ينبغي لعاقل أن يفتخر بآبائه وأجداده، ويدعي الشرف والكرم عند الله تعالى بعلو نسبه على باقي إخوانه المسلمين، لأن الشرف والكرم عند الله تعالى إنما يحصل للعبد من جهة تقواه، فلا اعتبار بشرف النسب لقوله تعالى (إنما أكرمكم عند الله اتقاكم)." (ص 38). وهنا يبرز وجه الشَبه بين هذه المقدمة الاحترازية وخاتمة الأستاذ محمد المكي التي تقرأ: "أقول قولي هذا دون أن يفوتني الإعراب عن استهجاني لمن يرى في الانتساب إلى القبائل الوافدة ما يزري بالرجل الكريم، فهم (أريد من نسميهم الفلاتة) قوم من الرجال المحبين للعمل، والنساء المنجبات، وهم من أحسن الناس أخلاقاً وديناً، وأشدهم محافظة على العرض والشرف، وأنشط أهل السودان إلى العمل الشريف مهما صعب، وهم حملة حضارة، أدخلوا إلى السودان صنوفاً وأُلوفاً من المهارات والصنائع والزراعات، ولو كان الأزهري على أي صلة بهم لما ضره ذلك شيئاً، ولبقي كما هو الآن رافع العلم، ومحرر السودان، وأبو الوطنية السودانية. ولكن الحق حق، وانساب الناس جزء من هويتهم، والزعيم الخالد من دوحة القطب إسماعيل الولي، فلا مراء في نسبته إلى أعلى مراتب الشرف والصلاح." ويبدو أن ود المكي يعني بمصطلحي الشرف والصلاح ما عناه جده السيِّد أحمد بن إسماعيل الأزهري الذي ربط تحقق المصطلحين بتلازم "التقوى والدين".
فالسيِّد المكي هو الابن الأكبر للسيِّد إسماعيل الولي الذي وثق نسبه ابنه السيِّد أحمد الأزهري بعد أن تحرى الصحيح والمعتمد من الكتب المدوَّنة، وما جرى عليه رأي الأكثرية تواتراً، وبناءً على ذلك أرجع نسب والده السيِّد إسماعيل إلى "عبد الله بن إسماعيل بن عبد الرحيم بابا بن الحاج حمد بن الفقيه بشارة الغرباوي" (ص 12-13)، الذي يتصل نسبه بجعل الدفار عند منحنى النيل، "وهم طاقية مستقلة" وأهل سيادة في المنطقة. وإن الجد الخامس لبشارة الغرباوي "هو الملك ناصر بن صلاح بن موسى، الملقب بمسوا الكبير، الذي يُعدُّ الجد المؤسس للملكناصرية الذين يقيم أحفادهم الآن في منطقة قنتي ومنصوركتي ودبة الفقراء (الفقهاء). إلا أن بشارة الغرباوي انفرد عن أسلافه، لأنه اشتهر ببركة الدين حتى صار أصلاً بالنسبة للسادة الإسماعيلية. وتقديراً لوضعه الديني في منطقة الدفار فقد أقطعه السلطان بادي بن السلطان نول (الشهير ببادي أبوشلوخ) جاهاً من الأرض عام 1145هـ (1732م) "لا عادة عليه، ولا عانة، ولا جباية، ولا علوق، ولا شيء قل أو جل من جميع مضار السلطة، لا في الحضر ولا في السفر أن شرقوا أو غربوا، فكل من تعرض له أو دناه لا يلومن إلا نفسه، والحذر الحذر من الخلاف، والمخالف لا يلومن إلا نفسه." فلا شك أن هذا الجاه السلطاني يعكس طرفاً من أهمية الفقيه بشارة الغرباوي، ورسوخ قدمه العرفاني، وطول باعه الاجتماعي في منطقة الدفار. أما خلفية تسميته ببشارة بالغرباوي فيرجعها السيِّد أحمد بن إسماعيل إلى قول مأثور فحواه أن بشارة كان من جملة تلاميذ الشيخ إبراهيم البولاد بن جابر في جزيرة ترنج بأرض الشايقية، حيث برع في دراسة القرآن والفقه على مختصر خليل ورسالة أبي زيد القيرواني، وكان شيخه إبراهيم البولاد حريصاً على تميزه عن بقية طلابه الذين يحملون نفس الاسم، فأطلق عليه لقب بشارة الغرباوي، تعللاً بأنه كان يسكن بـ"حوش مار" في منصوركتي التي تقع غرب جزيرة ترنج، وكان يعبر البحر (النيل) من جهة الغرب إلى جزيرة ترنج بالشرق، حيث خلاوى شيخه إبراهيم البولاد. ومنذ ذلك الحين ذاع صيته بين الناس بـ"بشارة بالغرباوي".
فيتصل نسب الشيخ إسماعيل الولي من جهة أبيه وأمه ببشارة الغرباوي، فأمه هي ملكة الدار بنت إبراهيم بن عبد النبي بن الحاج حمد بن بشارة الغرباوي. وقد هاجر والده عبد الله إلى كردفان في أواخر القرن الثامن عشر للميلاد، ورزق ثلة من الذكور والإناث في الأبيض، أذيعهم شهرةً ابنه إسماعيل الذي وُلِدَ عام 1792م، وأخذ الطريقة الختمية من السيِّد محمد عثمان الميرغني قبل أن يكمل العقد الثالث من عمره الباكر، إلا أنه لم يمكث طويلاً في الطريقة الختمية، وسرعان ما قام بوضع قواعد الطريقة الإسماعيلية التي تُصنَّف بأنها الطريقة-الصوفية السودانية الوحيدة منشأً وقيادة. ومن ثم ظل السيِّد إسماعيل الولي المؤسس علماً رمزاً على قيادة سجادة الطريقة الإسماعيلية بالأبيض إلى توفاه الله عام 1860م، وخلفه على ذات السجادة ابنه الأكبر السيِّد المكي الذي استطاع أن يحدث نقلة نوعية في البناء الهرمي للطريقة الإسماعيلية، وتلك النقلة حسب قراءة الدكتور محمود عبد الله إبراهيم الذي جعل تاريخ الطريقة الإسماعيلية مشروع أطروحته لنيل درجة الدكتوراه بجامعة لندن عام 1980م، قد تبلورت في تفعيل الأنشطة العرفانية، وربط الطريقة بخلفائها ومريديها في المركز والتخوم، وفي عهد السيِّد المكي أيضاً تم تشييد قبة الشيخ إسماعيل الولي، حيث الحي القبة الشهير بمدينة الأبيض.
والغريب في الأمر أن السيِّد المكي توفي بعد عام من التحاق هارولد ماكمايكل بخدمة حكومة السودان عام 1905م، ولم يدركه ماكمايكل في الأبيض، بل أورد حاشية مبهمة في كتاب عن قبائل شمال ووسط كردفان، تعطى القارئ انطباعاً بأن ماكمايكل قد عاصر السيِّد المكي، وعرف عن حقيقة نسبه إلى القبائل الفولانية. ولا أدري من أين جاء ماكمايكل بهذه الفرضية غير الموثقة. وإذا افترضنا جدلاً أن للسيِّد المكي صلة رحم فولاني من جهة أمه فهذا لا يقدح في حقيقة انتسابه إلى السادة الإسماعيلية وأرومتهم الدهمشية. فإذا كان مصدر جريدة الناس هو حاشية ماكمايكل، فإن السيِّد المكي ليس الجد المباشر للزعيم إسماعيل الأزهري، فجده المباشر هو السيِّد أحمد بن إسماعيل الأزهري، الذي ينتسب من جهة أمه السيِّدة زينب إلى الحاج محمد بشارة بن الأرباب سورج المرفوع نسبه إلى نصر الله بن صلاح بن الملك الدفاري مسوا الكبير. فكل الشواهد المشار إليها تقدح في صدقية ما ذهب إليه ماكمايكل، وتصنف ما أوردته جريدة الناس في دائرة الخصومة السياسية التي لا تجرح انتساب الزعيم الأزهري إلى البديرية الدهمشية.

ماكمايكل بين خبث الفرضية وأهلية التوثيق
حاول بعض المعجبين بعطاء الأستاذ محمد المكي إبراهيم وأدبيات الغابة والصحراء أن يرافعوا عن مقاله "في نسب الزعيم الأزهري"، ويلقوا باللائمة على السير هارولد ماكمايكل، متعللين بأن وصفه إلى أصول الأزهري بالفولانية (أو التكارنة) فيه تجريح لقيادة الأزهري لحركة الخريجين والاتحاديين، لأنه هذه الفِرَّية تقدح في شرعية انتسابه إلى أهل السودان الخُلص، وتضعه في خانة المهاجرين التكارنة الذين حملتهم أمهاتهم على ظهورن من بلاد كانم والبرنو إلى السودان. ومثل هذا القول ربما ينطبق على جريدة الناس، لكن ليست له علاقة مباشرة بما ذهب إليه ماكمايكل، لأن ماكمايكل نشر كتابه عن قبائل كردفان عام 1912م، وفي ذلك الحين لم يتجاوز عمر الزعيم الأزهري الاثني عشر عاماً، وعندما نشر تاريخ العرب في السودان عام 1922م كانت الحركة الوطنية في طور التخلق نطفةً، وأن الأزهري لم يكن علماً يشار إليه بالبنان على المستوى السياسي القومي وصالونات الحركة الوطنية.
فمن ناحية أكاديمية يجب أن لا نغمط الرجل حقه، فإنه قد جمع بين دفتيي كتابه "تاريخ العرب في السودان" كماً هائلاً من المعلومات الأولية المفيدة التي تسهم في تحليل الواقع السوداني آنذاك ومعرفة ملامح الشخصية السودانية، والشاهد على ذلك أن طعنه في نسب السيِّد المكي لم يمنعه من ترجمة مخطوط "خلاصة الاقتباس"، الذي ألفه السيِّد أحمد بن إسماعيل الولي ومجدَّ فيه أصوله الإسماعيلية، إلى اللغة الإنجليزية، وجعله ملحقاً في الجزء الثاني من تاريخ العرب في السودان. نعم، للباحثين الحق في أن يختلفوا مع الفرضيات التي أسس عليها ماكمايكل مفردات مشروعه الباخس لنسب المجموعات الجعلية وأصولها القرشية، وفي مكايداته السياسية للنخب المتعلمة في السودان، لكن هذا لا يمعنا القول أن الرجل الأبيض العظيم، كما تنعته بعض الوثائق البريطانية، قد ترك أدبيات مهمة جديرة بالبحث والتنقيب. فمشروع ماكمايكل الذي يعتبره بعض الباحثين مشروعاً باخساً هو ذات المشروع الذي انطلق منه دعاة الغابة والصحراء، وفي مقدمتهم الأستاذ محمد المكي إبراهيم الذي يقول عن نفسه في صيغة الجمع: "لقد جاهدنا ضد العنصرية السودانية منذ أن كنا طلاباً في الجامعة، وقلنا أن السودان وطن الخلاسيين والخلاسيات، وتصدى لنا آخرون يقولون بالنقاء العربي للسودان. والآن يشيد القوم بأولئك النفر، ويهاجموننا نحن الذين حملنا [ولا زلنا] نحمل راية السودان المتعدد الأعراق."
وزبدة القول أن نسب الزعيم الأزهري يربو فوق هامات المماحكات السياسية، لكن الشيء الأهم هو أن السادة الإسماعيلية أناس عاشوا فوق أمجاد بنوها بنور العلم لا عمد الرخام، فالأجدى والأمثل أن يحدثنا الأستاذ محمد المكي إبراهيم عن فيض تراثهم العلمي الزاخر، الذي يقدر جُعل السيِّد إسماعيل الولي فيه بثمانين مخطوطاً، وقد سار على نهجه السيِّد المكي، وتبعه أحمد بن إسماعيل الأزهري صاحب المرافعة الجريئة في دحض مهدية محمد أحمد بن عبد الله، وتلاهما عبد القادر الكردفاني مؤلف "كتاب سعادة المستهدي بسيرة الإمام المهدي"، وعلى النسق ذاته سار القاضي حسين سيدأحمد المفتي مؤلف كتاب "تطور نظام القضاء في السودان". والأستاذ ود المكي نفسه من هذه الأرومة الصالحة والشريفة، التي اكتسبت شرفها وصلاحها لا من نسب "بديري-دهمشي" حرمها إياه السير هارولد ماكمايكل، ولا من أصل تكروري رفعها إليها، ولكن بفضل تقواها الراسخة في الأرض وعطائها المثبوت بين الناس.

بريق العابرين
14-06-2009, 08:02 PM
لك الود استاذ عاطف........
لدي ملاحظات في هذا البوست رغم اعادنا الى مربع تخطيناهو قبل عدة سنوات وهو الصراع الثقافي الدائر بين الشايقية و البديرية .. ومناكفات الاستاذ حاتم حسن الدابي والمرحوم القامة عبد الله محمد خبر ...او بمعنى ادق القرير و الدية و القرى المجاورة .
من ملاحظاتي : اولاً ان الطمبور في حد زاتة آلة نوبية وليست عربية ..وهي آلة صارت قومية بمعنى يتغنى بة كل قبائل السودان.. كلُ على حسب الطبيعة و الجغرافيا المكونة للمنطقة .. حتى في منطقة الشايقية الايقاع مختلف ولا يحس بالاختلاف الا حصيف .. فمثلاً اذا اخذنا عيسى بروي كمنصوري عبد القيوم كشايقي محمد كرم الله كبديري مع اختلاف اللونية لو تتبعت دقة الطمبور فية اختلاف.
ثانياً اول من تغنى بالطمبور وخرج بة من البيئة المحلية الى القومية هو ادريس ابراهيم وليس النعام ادم وادريس ابراهيم دنقلاوي من منطقة الغابة ..والنعام ادم كحالة نادرة كان لة بصمة واضحة وكبيرة .
ثالثاً هناك شعراء لا يتخطاهم احد شكلو وجدان الشب السوداني في الغنا الحديث والشعبي وطالما الحديث عن الطمبور .. عندما نذكر اسم النعام ادم لابد ان نذكر حسن الدابي .. وعندما نذكر محمد كرم الله لابد ان نذكر محمد سعيد دفع اللة والسر عثمان الطيب .. و عندما نتحدث عن فنانين الجدد لابد ان نذكر الفاتح ابراهيم بشر وخالد شقوري .وابراهيم ابن عوف ..والحبيب...الخ
ولا احد ينكر ما اضافة الهرم عبد القيوم ومحمد جبارة و يعقوب تاج السر ومعاوية المقل والغريد محمد النصري الشايقي المحسي .. و مدرسة مرغني النجار وحُميد..
الغريب في الامر حصرت البديرية حتى القدار و الصحيح ان مناطق الدناقة المحس الحلفاوية يوجد كثير من البديرية ..
كما لم تشير الى احسن من تغنى بالطمبور حتى الان المرحوم يس عبد العظيم ولم تذكرة وشعرا قامة امثال جاد اللة .. والمرحوم فؤاد عبد الرحيم وشقيقة علاء الدين عبد الرحيم و على الخضر ..
ولنا عودة........

nehroo
15-06-2009, 12:55 AM
يرى بروفسور شاهي أن الدراسات حول الشايقية بدأت بكتابات الرحالة ولم تكن كتاباتهم دراسة علمية إنما دراسات وصفية وبعد هذا وخلال القرن التاسع عشر توافرت معلومات أكثر، ويقول شاهي إن الشايقية تكونت من جماعات كونفدرالية كبيرة تنتمي بعضها إلى بعض بصلة نسب وعلى رأس كل منها زعيم وخلال القرن الثامن عشر بسط الشايقية نفوذهم إلى المدى الذي أصبحوا فيه من أقوى القبائل في شمال السودان فيما أكدوا استقلاليتهم عن مملكة الفونج، وصارت الشايقية وهي جماعات ذات نسب واحد لها جيش منظم ومقاتلون مسلحون امتدت غزواتهم من الحلفايا ببحري إلى منطقة المحس تلك القبيلة النوبية التي تقطن المنطقة الواقعة جنوب الحدود السودانية المصرية، وقيل عنهم إنهم محاربون اقوياء وأن الحرب هي متعتهم الوحيدة وأن النداء للحرب هو أكثر النداءات التي يحبونها، وقال عنهم الأب فانتيني أنهم أمة ذات طبيعة عسكرية ولذلك يخاف جيرانهم منهم في حين يرى كادلفيني في مؤلفه مصر والنوبة أنه حالما يتناول ضيفهم العيش والملح معهم فإنه يضمن جانبهم ويأمن لهم بل يستطيع الاعتماد عليهم، ومسألة العيش والملح والتشارك فيه معاً هي مسألة إنسانية يعتز بها أهل السودان وكأن الشراكة في العيش والملح هي وثيقة أمان وتعاون، والمرأة عند الشايقية لا تقل شجاعة عن الرجل وكانت اشارة الشايقية إلى بدء الهجوم هو ارسال فتاة عذراء على ظهر جمل في المقدمة تشجيعاً للمقاتلين مثل صفية بنت الملك صبير ومهيرة بنت عبود اللتين اشتهرتا بالشجاعة التي ابدينها في حث الشايقية للوقوف ضد الغزو التركي وقد لاحظ لينانت دي بلفوندس أن المرأة الشايقية هي من أجمل نساء العالم وأنهن يتمتعن بشخصية محببة وأن الرجال وسيمون ولهم شخصية جيدة، أما سكنز في كتابه رحلات إلى أثيوبيا المؤلف سنة 1830فإنه يتحدث عن أخلاق الشايقية بأن مظهرهم رجولي وشجاعتهم الفائقة وأخلاقهم النبيلة والصريحة تجعلهم جذابين، أما مايكل في كتابه تاريخ العرب في السودان فيقول في الكتاب الأول الصادر من كامبردج 1922:
لا يوجد الشايقية كقبيلة حتى تكون لهم قوة كبيرة، إلا أنهم يمتلكون أراضي واسعة في دنقلا وبربر والخرطوم واعدادهم كثيرة وكبيرة ولهم نفوذ في الخير والشر بسبب تفردهم المتميز، ويشير الشايقية إلى دارهم ببلدنا والتي يرتبطون بها وجدانياً ويحبونها ويقولون إن بلدنا سمحة، ولا يوجد أي مكان يماثلها وهم يحبون أن يطوروا بلادهم، ويقضون فيها اجازاتهم وقد بدأوا برأس اسمه (شايق) ومنهم كان الشايقية وهم عرب عباسيون من نسل إبراهيم جعل وقراهم مكونة من حلال تضم خشوم بيوت، وقد فقد الشايقية استقلالهم مع تأسيس نظام الإدارة المركزية في العهد التركي ولكنهم حتى الآن يشغلون وظائف كبيرة في الدولة ويفضلون زواج الأقارب أو الزواج من القبيلة نفسه

عاطف عولي
15-06-2009, 05:53 AM
يرى بروفسور شاهي أن الدراسات حول الشايقية بدأت بكتابات الرحالة ولم تكن كتاباتهم دراسة علمية إنما دراسات وصفية وبعد هذا وخلال القرن التاسع عشر

شكرآ نهرو علي المداخلة المشلخة 111 .

مشاققة : أنت زعلت ولا شنو؟

المداخلة ذات مدلولات كبيرة وهي تتحدث عن الشايقية أحفاد مهيرة بت عبود وطبعآ اذا كنت زعلان لك العتبي حتي ترضي والأن علي النار طبخة علي نار هادية تحت عنوان نحو موسوعة معرفية بالقبائل السودانية سوف تري النور قريبآ وهي عبارة عن سلسلة بأقلام عضوية المنتدي شوية منك وشوية مني وشويات منهم ومنهن ونكون ساهمنا في أنجاز مشروع الموسوعة وخليك جاهز من هسع وأنت أول زول أكلموا.

بت الشبارقه
15-06-2009, 09:21 AM
تصدقو ياجماعه
والله انا اول مره اعرف انو في قبيله اسمها بديريه دهمشيه السنه الفاتت
بعد ما جات اسره شايقيه...بيقولو بديريه دهمشيه سكنت جمبنا
سالتهم يعني شنو بديريه؟
قالو انهم منطقه مابين دنقلا ومناطق الشايقيه في النص يعني
جزء منهم شوايقه والاخر دنقلاوي
انا احييكم علي الطرح ده
واعتقد انو بالجد موضوع يستاهل النقاش
اقلها
الناس تعرف
التشعب القبلي
لاهلنا
في السودان
والحكايه ماجايبه حساسيات
كلنا في النهايه اخوان

عاطف عولي
15-06-2009, 11:48 AM
لك الود استاذ عاطف........
لدي ملاحظات في هذا البوست رغم اعادنا الى مربع تخطيناهو قبل عدة سنوات وهو الصراع الثقافي الدائر بين الشايقية و البديرية .. ومناكفات الاستاذ حاتم حسن الدابي والمرحوم القامة عبد الله محمد خبر ...او بمعنى ادق القرير و الدية و القرى المجاورة .
من ملاحظاتي : اولاً ان الطمبور في حد زاتة آلة نوبية وليست عربية ..وهي آلة صارت قومية بمعنى يتغنى بة كل قبائل السودان.. كلُ على حسب الطبيعة و الجغرافيا المكونة للمنطقة .. حتى في منطقة الشايقية الايقاع مختلف ولا يحس بالاختلاف الا حصيف .. فمثلاً اذا اخذنا عيسى بروي كمنصوري عبد القيوم كشايقي محمد كرم الله كبديري مع اختلاف اللونية لو تتبعت دقة الطمبور فية اختلاف.
ثانياً اول من تغنى بالطمبور وخرج بة من البيئة المحلية الى القومية هو ادريس ابراهيم وليس النعام ادم وادريس ابراهيم دنقلاوي من منطقة الغابة ..والنعام ادم كحالة نادرة كان لة بصمة واضحة وكبيرة .
ثالثاً هناك شعراء لا يتخطاهم احد شكلو وجدان الشب السوداني في الغنا الحديث والشعبي وطالما الحديث عن الطمبور .. عندما نذكر اسم النعام ادم لابد ان نذكر حسن الدابي .. وعندما نذكر محمد كرم الله لابد ان نذكر محمد سعيد دفع اللة والسر عثمان الطيب .. و عندما نتحدث عن فنانين الجدد لابد ان نذكر الفاتح ابراهيم بشر وخالد شقوري .وابراهيم ابن عوف ..والحبيب...الخ
ولا احد ينكر ما اضافة الهرم عبد القيوم ومحمد جبارة و يعقوب تاج السر ومعاوية المقل والغريد محمد النصري الشايقي المحسي .. و مدرسة مرغني النجار وحُميد..
الغريب في الامر حصرت البديرية حتى القدار و الصحيح ان مناطق الدناقة المحس الحلفاوية يوجد كثير من البديرية ..
كما لم تشير الى احسن من تغنى بالطمبور حتى الان المرحوم يس عبد العظيم ولم تذكرة وشعرا قامة امثال جاد اللة .. والمرحوم فؤاد عبد الرحيم وشقيقة علاء الدين عبد الرحيم و على الخضر ..
ولنا عودة........

العزيز بريق العابرين وانشاء الله كمان تكون بريق المقييمين.

لك الشكر علي أضافتك الثرة ونقصد أثارة النقاش حتي نتوصل الي مثل أضافتك وتصويباتك لبعض المعلومات حتي نتوصل الي كل المعلومات المدفونة في جوف الرجال ونطلع كل المطمور حتي نتوصل الي المعرفة الصحيحة وسوف ارد علي مسالة الطمبور في حلقة منفصلة وقائمة بذاتها وأكييد الواحد منتظر أضافات من الأخرين حتي تكتمل لنا الصورة من جميع الجوانب.

فهناك من هو ملم بشعر المنطقة وشعراءها والفنانين بصورة أكثر مني.
وهذا البوست بأقلام الجميع وليس حكرآ علي أحد والمعرفة عمرها لم تكن في يومآ من الأيام حكرآ علي فرد او مجموعة بل هي مشاعة.
ومنتظرين أضافاتك علي احر من الجمر.

عاطف عولي
15-06-2009, 11:56 AM
تصدقو ياجماعه
والله انا اول مره اعرف انو في قبيله اسمها بديريه دهمشيه السنه الفاتت
بعد ما جات اسره شايقيه...بيقولو بديريه دهمشيه سكنت جمبنا
سالتهم يعني شنو بديريه؟
قالو انهم منطقه مابين دنقلا ومناطق الشايقيه في النص يعني
جزء منهم شوايقه والاخر دنقلاوي
انا احييكم علي الطرح ده
واعتقد انو بالجد موضوع يستاهل النقاش
اقلها
الناس تعرف
التشعب القبلي
لاهلنا
في السودان
والحكايه ماجايبه حساسيات
كلنا في النهايه اخوان


شكرآ شبرقية بت الشبارقة ومنتظرين ان تدلو بدلوك وتدينا شوية حاجات من بيت الكلاوي أنشاء الله تعمل لجيرانك مقابلة صحفية بس تجي ومعاكي شي.

بت مارنجان
15-06-2009, 12:07 PM
اخوي " عطوفة " بعتذر عن تاخيري عن مداخلات وكلام كتير عن اهلنا البديرية أختك الايام دي مشغولة شوية ....
وعندي مداخلة اكتر عن شيوخ منطقة البرصة " العجيمية " وتاريخ العجيمية وكمان شيوخ منطقة العفاض ....
وبعض الكرامات لاؤلياءنا الصالحين من كتاب الطيب محمد الطيب " المسيد "....

لكن عندي مداخلة بسيطة عن نسب السيد الزعيم " الازهري " انا صراحة كنت كتير
بسمع عن القصة دي وزي ماانت رويتها روها اهلنا الكبار ربنا يتولاهم برحمتو ..

بس طلب صغير يااخوي عاطف " اختك بعيد عنك عندها مشكلة نظر + تركيز "
لما الكلام يكون كتير نزلو علي كم فقرة بالبوست ماتنزلو دفعة واحدة او اعمل ليه
سبيس كبير .......
تشكرات يااستاذ ...

عاطف عولي
15-06-2009, 07:35 PM
اخوي " عطوفة " بعتذر عن تاخيري عن مداخلات وكلام كتير عن اهلنا البديرية أختك الايام دي مشغولة شوية ....

أختنا بت مارنجان سلام مبارك من عندالله عليك وعلي من حولك أجمعين.

عذرك مقبول بالتاخير ولكن أهمس لك انه بات يشكل قلق وهواجس للكثيرين وبطلب منك ما تكتريه وما طوليه

وعندي مداخلة اكتر عن شيوخ منطقة البرصة " العجيمية " وتاريخ العجيمية وكمان شيوخ منطقة العفاض ....
وبعض الكرامات لاؤلياءنا الصالحين من كتاب الطيب محمد الطيب " المسيد "....

ونحن في أنتظارك وأنتظار ما يسطره يراعك. بس أكتبي عشان نقرا ونعرف


لكن عندي مداخلة بسيطة عن نسب السيد الزعيم " الازهري " انا صراحة كنت كتير
بسمع عن القصة دي وزي ماانت رويتها روها اهلنا الكبار ربنا يتولاهم برحمتو ..


ومنتظرين المداخلة تلك

بس طلب صغير يااخوي عاطف " اختك بعيد عنك عندها مشكلة نظر + تركيز "
لما الكلام يكون كتير نزلو علي كم فقرة بالبوست ماتنزلو دفعة واحدة او اعمل ليه
سبيس كبير .......
تشكرات يااستاذ ...

طلباتك علي العين والراس وحتي نجعل الجميع يدلفون الي البوست وهم في قمة الراحة.

بريق العابرين
15-06-2009, 08:14 PM
لما اشوفك بنتعش ..
وكتين تكون البوست وش..
جوكر فتوح و في الضُمنة دش..
لك الود استاذ عاطف و انت تلملم اطرف الموضوع ...لان المتداخلين من ثقافات مختلفة و ود مدني اعتبرة سودان مصغر .
اخي خير ما فعلت ان تفتح بوست خاص باطمبور .. لكن عنوان البوست البديرية يبدعو و الشكر للشايقية .. يعطي للانسان احساس بان هناك مقارنة و المتابع للكتابات في الداخل يجد كثير من المطبات و المقاطعات .. حتى لانقصي الطرف الاخر اتمنى ان يكون طرف آخر شايقي .. او استضافة شايقي.. و اتمنى ان تسلطو الضو على بعض الشخصيات المهمة القومية مثل مصطفى سيد احمد .. عثمان حسين .. د/ كمال ابو سن و الطيب صالح..و سعدتا عندما ذكرتا انت الشاعر المرهف المرحوم صابر لان صابر لايعرفة جيداً حتى اهل تنقسي جيداً ..رغم انة شكل احد الققم الفنية محمد كرم الله .
وبعديييييين كده داير اسأل عن علاقة البديرية بالعمل في المستشفيات .

عاطف عولي
16-06-2009, 04:28 AM
وبعديييييين كده داير اسأل عن علاقة البديرية بالعمل في المستشفيات .

البديرية اهل علم وفي المستشفيات بتلقاهم في الأغلب أطباء والله الملاحظة دي أصلو ما أفتكرت ليها لكن وأنا بطلع علي مداخلتك مر أمام ناظري كم هائل من أسماء المبرزين في المجال الطبي داخل وخارج السودان من أبناء مناطق البديرية.
ودي نكتة جديدة عنهم ولا شنو اصلوا اهلنا في الغرب قالوا عننا نحن بناكل الصبر وبنقوم في التالتة.

مشاققة: كلام سر ما تقولوا لزول البديرية يحبو الأرنب والشعيرية وعندهم فيها نكات كتيرة

عاطف عولي
16-02-2010, 03:44 AM
ننظر في هذا البوست الكل ليحدثونا عن البديرية

كما نتمني ان يكون دعوة لبوستات اخري تعرفنا بقبائل السودان المختلفة

نحن هنا ننشد المعرفة

عاطف عولي
05-07-2014, 02:08 PM
آهههههههههههه يا زمن تعال يا زمن