المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ضحـكات مغـترب



محمد الجزولى
26-05-2009, 11:07 PM
اعزائى : هذا البوست كنت كتبته قبل احتجاب المنتدى وكتبت الجزء الثانى منه فى نفس يوم احتجاب المنتدى .. اتمنى ان ينال استحسانكم

مع اقتراب موسم الاجازات ورجوع المغتربين الى وطنهم السودان قرر اخونا الطاهر ان يجهز الى سفره وسفر اولاده بعد غيبه امتدت لاكثر من خمسة سنوات ... كانت وصيته الوحيده لزوجته : يا مره ما تكترى الشنط عشان الوزن!!!
بالكاد استطاع الطاهر تدبير حق التذاكر له ولاولاده ... واصبح شغلهم الشاغل هو تدبير بعض الهدايا الى اهلهم الاقربين
يا سلوى بالنسبه لى حكاية الهدايا دى انا بشوف تتصلى بى اهلك وتسأليهم عن الضروريات فقط !!
والله يا الطاهر انا كان على ما عاوزه اشيل هديه لاى زول لكن ما عاوزه اتلوم مع الناس
يا سلوى ياخى فكيها سيره .. يا ما شلنا ويا ما شلنا .. بعدين والله حق الوزن ده بسجل لى ولدى ده فى المدرسه ...
فكرت سلوى مليا ثم قررت اتباع نصيحة زوجها والاتصال بناس بيتها فقط لمعرفة الضروريات حى تقوم بشرائها لهم
رن ر ن رن .. دقت جرس الهاتف فى منزل اسرة سلوى بالخرطوم
الو معاى منو انا سلوى يا امانى .. كيفكم ؟؟؟...
اوووو مرحب يا سلوى انتو عاملين شنو ؟؟؟
قلته ليك يا امانى عشان انا رصيدى شويه عليك الله عاوزه شنو ضرورى كده اجيبو ليك
والله يا سلوى اقول ليك شنو .. كان قلته ليك جيبى لى توب ... الدنيا كتاحه وسخانه يعنى التوب ما نافع
وكان قلته ليك كريمات ... انحن زاتو بطلنا المسيح من ما جات قصة انفلونزا الخنازير دى
وكان قلته ليك فستان سهرة ... هو زاتو سهرات بقت مافى والجماعه اعراسهم بقت بالفاتحه بس .... وكان قلته ليك ......!!! تيتيتيت انتهى رصيد سلوى والتى حاولت جاهده فى اختصار كلامها ولكن جماعتنا بى هناك قايلين النضمى ده مجان..
قام اخونا الطاهر متثاقلا واتى بكرت جديد لى سلوى ( عشان يخلص من الموضوع ده)
رنرن رن .. مره اخرى رن جرس الهاتف فى منزل سلوى بالسودان ..
ااى يا ابوى كيفك .. ؟؟ابوى نفسك فى شنو اجيبو ليك معاى؟؟؟
والله يا بتى اقول ليك شنو عاد... اكان قلته ليك فتيل ريحه والله العظيم نحن اليومين ديل بنستحمى ثلاثه مرات فى اليوم من الكتاحه والعرق ..
وبعدين يا بتى نحن زاتو خلقنا طايقه من قطعة الكهرباء والسخانه والغريبه يا بتى كل يوم جايبين ليك فاتوره ... شىء كهرباء وشئ مويه ... وشىء عوائد وشئ ...
خلاص يا ابوى ادينى امى عليك الله ... ااااى يا امى ..نفسك فى شنو يا امى اجيبها ليك معاى
والله يا بتى اقول ليك شنو عاد .. اكان قلته ليك مليات ... الدولاب مليان ملايات وما قاعدين نفرشهم ... هو زاتو يا بتى الزمن ده زول بدخل عليك مافى ... وكان قلته ليك غويشات دهب وحات الله الحرامية مسخو علينا الدهب ... امبارح ناطين فى بيت ناس الهام اول ما سمعو بتها جات من الخليج ... والله ما خلو ليهم دهباية فى البيت ... برى يا يمه اوعك تجيبى معاك دهب ... . بينما كانت سلوى تتحدث مع ناس بيتها كان عمك الطاهر يتحدث مع اهل بيته فى مدنى
ااااى يا على يا اخوى قلته لى ناقصكم شنو ... ؟؟
والله يا الطاهر قالوا الوالى غيروهو ... وما ناقصنا غير نعرف الزول الجديد ده شايت وين
كدى عليك الله ادينى امى ... امى مشت بيت البكاء اصلو ناس فلان كانو فى البص الانقلب فى شارع الخرطوم مدنى ... الطاهر معليش والله بطاريتى قربت تكمل لانو الكهرباء من الصباح قاطعه وحته نشحن فيها الموبايل زاتو مافى عشان كدى المكالمه دى يمكن تقطع .... تيتيتيت
انقطع الخط قبل ان يكمل الطاهر حديثه مع اهل بيته ... فجاءه قرر عمك الطاهر شيئا ...
سلوى .. خلاص ما تحتارى ... بملي ليك شنطك ديل تب ... وعليك الله اى زول عزيز عندك اكتبى لى اسمو فى ورقه وانا ح اظبطو ... فرحت سلوى واعددت لسته طويله باخوانها وقرايبها وكل من تعرفه ... ذهب حاج الطاهر الى الخارج واحضر كميه كبيره من الاكياس وكل كيس كتب عليه اسم دوله معينه وفى اليوم الموعود حزم حاج الطاهر حقائبه وتوكل على ربه وهو سعيد اذ انه لاول مره فى اجازاته سوف يسعد كل معارفه وسوف يوزع هداياه لكل من يعرفه ...
عندما هبطت الطائره فى مطار الخرطوم فكر ان يفتح شنطته الهاند باك ويهدى بعضا من هداياه الى المضيفين لانه لاحظ عليهم الكأبه والتوتر حال دخول الطائره المجال الجوى السودانى
الا انه امسك عن ذلك لحين تجازو عتبات المطار ... ختم جوازه ثم توجه هو واولاده الى منطقه تفتيش العفش ...
ارفع الشنطه دى يا اخينا ؟؟!!
خاطبته موظفة الجمارك دون حتى ان تلتفت اليه ...
فتح اول شنطه ... نظرت موظفة الجمارك باستغراب الى محتويات الشنطه .. ده شنو ده يا زول ... الاكياس دى فيها شنو ؟؟؟
فيها ضحكات يا اختى ... ضحكات بكل اللغات ... صينى ويابانى وامريكى وسعودى ...
فيها شنو ؟؟؟؟
ضحكات ... ضحك ما عارفه الضحك ...
طيب يا اخوى البضاعه دى لازم تدفع عليها ... تدفع جمارك يعنى !!!!
ادفع جمارك ؟؟؟ انتى بى صحك يا الاخت ... اقول ليك ضحك ... تقولى لى ادفع ...
اصلا انا يا اختى جايبهم معاى عمل خير.. انتى ما شايفه الناس هنا حالته كيف ... بعد ده تقول لى ادفع .. خافى الله يا زوله!!!!
يا زول عليك الله نزل شنطك ديل وامشى مكتب الجمارك بى هناك!!
بمشى ... ليه ما بمشى ..



يتــبع الجزء الثانى

محمد الجزولى
26-05-2009, 11:20 PM
وذهب اخونا الطاهر الى مكتب الجمارك وهنالك دار الحديث التالى: موظف الجمارك :
يا خوى انت شايل معاك كم ضحكه ؟؟؟
والله ما حسبتهم .. لكن شايل شحنة شنطتين
اها يا اخوى عندك رخصه استيراد ؟؟؟
رخصة اسيراد .. ردد حاج الطاهر فاغرا فاه !!!!
ايوه يا اخوى رخصة استيراد ... انتو يا المغتربين فاكرين الحكاية فهلوه ولا شنو ... بعدين تعال اسالك .. انتى مطلع شهادات صحية للضحكات دى ولا شحنتهم ساكت ؟؟؟
لا زال حاج الطاهر يحدق فى موظف الجمارك فاغرا فاه .. بينما واصل موظف الجمارك حديثه .. طبعا نحن قبل ما نقدر ليك الجمارك كم لازم نودى عينه من الضحكات دى للمعمل .. مد يده داخل الشنطه واخذ اقرب كيس وقع فى يده .. رفعه قليلا ووجده مكتوبا عليه ( ضحكه امريكيه ) تبسم موظف الجمارك وقال مخاطبا الطاهر ...ضحك امريكى قلته لى ... ماشاءالله ودى جايبها من المصدر ولا اعادة تصدير ... نحن ح ناخد الكيس ده عينه للفحص ... كل هذا وحاج الطاهر فاغرا فمه فى دهشة افقدته النطق ... عندما رفع موظف الجمارك الكيس ليعطيه الى موظف اخر للفحص اصدر الكيس صوتا مزعجا ... وفى ثوانى تغير كل شى ... صفارات انذار .. اصوات نجده ... جرى هنا وهنالك وفى دقائق كان القائم باعمل السفاره الامريكيه بالخرطوم يرافقه وفدا رسميا يقفون بين موظف الجمارك وحاج الطاهر...
قال القائم باعمال السفاره الامريكيه مخاطبا موظف الجمارك ... نحن نحتج وبشدة على اهانة احدى رعايا الولايات المتحده الامريكيه .. ولدينا واجب قانونى واخلاقى بالتدخل الفورى لحماية اى فئة تنتمى الى الولايات المتحده الامريكيه ... من هذا المنطلق نطالبكم بتسليم الضحكه الامريكيه الى سفارتنا بالخرطوم على وجه السرعة ... شهق حاج الطاهر وازداد فاه اتساعا وهو غير مصدق ... بينما ارتمى موظف الجمارك على كرسيه وهو ممسك كيس الضحكات الامريكيه بيده اليمنى وهو لا يدرى ما يقول ... بينما واصل القائم بالاعمال الامريكى قوله ..
وسوف نقوم بتقديم شكوى عاجله فى مجلس الامن الدولى لاعتقال المدعو الطاهر الحسن لقيامه باختطاف اشياء تنتمى الى العلم الامريكى دون رضاها وهذا يسمى ارهابا ...
جلس حاج الطاهر على الاض بمجرد سماعه كلمة ارهاب وهو غير مصدق نفسه .. يا اخوانا بالغتو عديل كده ... والله يا جماعه انا قصدى خير ... انا كان كل املى ازرع البسمة والضحكه فى شفاه اهلى المساكين ديل ... يا اخوانا والله انا لما لقيت الناس هنا بتعانى من الظروف الطبيعيه من حر وكتاحه وفوق ده كلو مافى كهرباء ... وكل واحد شايل اخلاقو فوق نخرتو ...قلته احسن هديه اقدمها لى اهلى ديل هو الضحكه ... يا اخوانا ما تكبرو الشغلانه ساكت... يا اخوانا كدى استهدوا بالله وكل واحد ياخذ ليهو كيس من الاكياس دى ... اخذ الطاهر يهذى بكل لغات العالم عسى ان يجد من يفهمه بينما الكل مشغول عنه فى امور اخرى ... موظف الجمارك قام باستدعاء رؤسائه فى العمل ... القائم بالاعمال الامريكى انخرط فى نقاش حاد مع مسئوليين محليين ... وحاج الطاهر لا يزال يهذى بكلماته ... مرت الساعات والموقف يزداد سوءا حضر السفير الصينى والسفير الهندى والروسى واليابانى ... للوقوف على احوال رعاياهم الضحكات التى اتى بها اخونا الطاهر فى غفلة من امره ... احتد النقاش داخل مطار الخرطوم بين القائم بالاعمال الامريكى والسفير الصينى وحاج الطاهر مرتمى على الارض بين ارجل كثيره مختلفة الالوان ... ارجل بيضاء وسمراء وصفراء ... وقد اخذ نفسه يعلو وينخفض ... شعر بنفسه كانه فى بئر عميقه .. اجهش بالبكاء ... ثم تسلل زاحفا بين الارجل وانقض على تلك الاكياس وخطف منها ما استطاع حمله ثم جرى سريعا وجلس تحت انقاض طائرة محروقه لا زالت بقاياها بارض المطار وهو يضحك بجميع لغات العالم!!!!!!!

حاشية : صار حاج الطاهر معلما من معالم مطار الخرطوم حتى يومنا هذا حيث لا يزال يقبع تحت انقاض تلك الطائره يتوسد قطعا من الاكياس الباليه...
لا زال النقاش محتدما حتى يومنا هذا حول احقية تلك الضحكات حيث تصر الحكومه على مصادرتها والاستفاده منها فى المشروع الحضارى بينما ترى الحركه الشعبية ضرورة ادخال تلك الضحكات فى اتفاقية تقاسم الثروة والسلطه .

النور محمد يوسف
26-05-2009, 11:26 PM
محمد الجزولي ....اعتقد اننا نسير في الطريق الصحيح....هذا هو الريزم وهذا هو التون الذي يتصافى مع واقعنا هذا الذي نعيشه....أي اسلوب هذا الذي تتبعه اي ملكة هذه الفذة التي لديك ...ما شاء الله وتبارك الله اللهم لا تضره....سيكون لسوداننا شأوٌ كبير في مجال القصة ...سيتعرى واقعنا وستستبين نواقصه ونكملها وستنتشي نفوسنا وستنفتح شهيتنا الى المعالجات ....نحن مقبلون على ثورة كبيرة في مجال السرد والوصف البديع ...مبضع الجراح هاهنا بين يدينا ...في يديك محمد الجزولي ....

اسال الله ان يزيدك ويزيدك فقد استمتعت جدا لهذا العرض وهذا النقاش وهذه السينما الجميلة بجلدنا السوداني الذي لا يُمل ....

فقضية المغترب والشنط والهدايا هي قضية كبيرة اتمنى ان يوليها الناس حقها في البحث وايجاد الحلول لها ....وفي الجانب الاخر فان اهلنا فعلا يحتاجون الى ابتسامة اي ابتسامة فيكفي انهم قذفوا بفلذات اكبادهم الى بلاد الغربة ونحن ارض المليون ميل مربع وبلاد المياه انهارا وجوفية وامطارا .... وهناك قضية الجمارك والخشوم المفتوحة لالتهام كل شيء حتى الفرحة في نفوسنا نحملها لاهلنا فبعض اهلنا تكفيه فقط لقياه بابتسامة حتى ولو من باب التمثيل

رائع محمد الجزولي رائع

فهات المزيد

الجندي المجهول
26-05-2009, 11:39 PM
محمد الجزولي سؤال واحد ممكن تجاوب عليه ؟
انت مسكون بالابداع ولا الابداع ساكن جواك؟

محمد الجزولى
27-05-2009, 05:00 AM
استاذى النور محمد يوسف
اخجلتنى كلماتك ولا ادرى ما اقول ... يكفينى انها شهادة من قامة مثلك حريه بان تطلق لخيالنا العنان ... وفى معيتكم تكون الحروف زادنا ... والمداد مراهم يداوى جراحنا
كلمة شكر لا تناسب ما سطرته يداك ... دمت بكل الاحترام

محمد الجزولى
27-05-2009, 05:04 AM
محمد الجزولي سؤال واحد ممكن تجاوب عليه ؟
انت مسكون بالابداع ولا الابداع ساكن جواك؟
حبينا الجندى المجهول
شكرا يا رائع ... فانت الابداع .. والابداع انت ... كلماتك اثلجت صدرى ...
سلمت يداك ودمت بكل الود والاحترام

محمد الجزولى
29-09-2009, 10:32 PM
الاعضاء الاعــــــــزاء

سوف نغادر الى السودان باذن الله فى الاسابيع المقبله
اى عضو يريد اى ضحكه من اى جنسيه نحن حاضرين
والشنط جاهزه وبها جميع الضحكات ....
مع امتنانى ....